
النص الكامل لوثيقة ويتكوف ورد حركة "حماس"
تنشر "المجلة" نسخة من وثيقة للمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، لتفاهم محتمل بين إسرائيل وحركة "حماس" حول التوصل لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما بضمان من الرئيس دونالد ترمب ذاته، ومصر وقطر. وفي حال الإعلان رسميا عن قبول الطرفين للوثيقة، فسيعمل الرئيس الأميركي على إيجاد حل نهائي للصراع.
وتنص الوثيقة أيضا على ضرورة الاتفاق على ترتيبات أمنية طويلة الأجل داخل قطاع غزة، وإعادة انتشار الجيش الإسرائيلي في شماله وجنوبه، إلى أن ينسحب في حال التوصل لاتفاق دائم لوقف إطلاق النار.
كما تنشر "المجلة" النص الكامل لرد حركة "حماس" على وثيقة ويتكوف، والذي سلمته للوسطاء، ويتمحور حول وقف دائم لإطلاق النار، وضمان تدفق المساعدات إلى القطاع، والانسحاب الشامل للجيش الإسرائيلي.
وقد أعلنت الحركة أنها سلمت الوسطاء ردها على المقترح، اليوم السبت، بما يحقق "وقفا دائما لإطلاق النار وانسحابا شاملا من قطاع غزة وضمان تدفق المساعدات إلى شعبنا وأهلنا في القطاع".
وفيما يلي النص الكامل للوثيقة، يتبعها رد "حماس":
1- المدة: وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما. يضمن الرئيس ترمب التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار خلال الفترة المتفق عليها.
2- إطلاق سراح الرهائن: 10 رهائن إسرائيليين أحياء و18 رهينة متوفين، من قائمة الـ"58 رهينة" المقرر إطلاق سراحهم في اليومين الأول والسابع. سيتم إطلاق سراح نصف الرهائن الأحياء والمتوفين (5 أحياء و9 متوفين) في اليوم الأول من الاتفاق. أما النصف المتبقي من الرهائن (5 أحياء و9 متوفين) فسيتم إطلاق سراحهم في اليوم السابع.
3- المساعدات الإنسانية: سيتم إرسال المساعدات إلى غزة فور موافقة "حماس" على اتفاق وقف إطلاق النار، وسيتم احترام أي اتفاق يتم التوصل إليه بشأن المساعدات المقدمة للسكان المدنيين طوال مدة الاتفاق، وسيتم توزيع المساعدات عبر قنوات متفق عليها، بما في ذلك الأمم المتحدة والهلال الأحمر.
4- الأنشطة العسكرية الإسرائيلية: تتوقف جميع الأنشطة العسكرية الهجومية الإسرائيلية في غزة عند دخول هذه الاتفاقية حيز التنفيذ. وخلال فترة وقف إطلاق النار، يُوقف الطيران الجوي (العسكري والاستطلاعي) في قطاع غزة لمدة 10 ساعات يوميا، أو 12 ساعة يوميا خلال أيام تبادل الأسرى والمفقودين.
تتوقف جميع الأنشطة العسكرية الهجومية الإسرائيلية في غزة عند دخول هذه الاتفاقية حيز التنفيذ
5- إعادة انتشار جيش الدفاع الإسرائيلي:
أ– في اليوم الأول، بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين (5 أحياء و9 أموات)، يتم إعادة انتشار في الجزء الشمالي من قطاع غزة وفي ممر نتساريم، وفقا للمادة 3 المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، وعلى أساس خرائط يتفق عليها.
ب– في اليوم السابع، بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين (5 أحياء و9 أموات)، يتم إعادة الانتشار في الجزء الجنوبي من قطاع غزة وفقا للمادة الثالثة المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، وبناء على خرائط يتفق عليها.
ج– تعمل الفرق الفنية على تحديد حدود إعادة الانتشار النهائية خلال المفاوضات.
6- المفاوضات: في اليوم الأول، ستبدأ المفاوضات تحت رعاية الوسطاء الضامنين بشأن الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق النار الدائم، بما في ذلك:
أ– مفاتيح وشروط تبادل جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين مقابل عدد يُتفق عليه من السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ب– قضايا تتعلق بإعادة انتشار القوات الإسرائيلية وانسحابها، والترتيبات الأمنية طويلة الأمد داخل قطاع غزة.
ج– ترتيبات "اليوم التالي" في قطاع غزة التي سيُثيرها أيّ من الجانبين.
د– إعلان وقف أطلاق نار دائم.
ستتضمن المفاوضات قضايا تتعلق بإعادة انتشار القوات الإسرائيلية وانسحابها، والترتيبات الأمنية طويلة الأمد داخل قطاع غزة
7- الدعم الرئاسي: يولي الرئيس اهتماما جادا لالتزام الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار، ويصر على أن المفاوضات خلال فترة وقف إطلاق النار المؤقتة، إذا ما اختتمت بنجاح باتفاق بين الأطراف، ستؤدي إلى حل دائم للصراع.
8- إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين: مقابل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين العشرة الأحياء، ووفقا لبنود المرحلة الأولى من اتفاق 19 يناير 2025 بشأن الرهائن والأسرى، ستفرج إسرائيل عن 125 سجينا محكوما عليهم بالسجن المؤبد و1111 أسيرا من غزة اعتُقلوا بعد 7 أكتوبر 2023. ومقابل إطلاق سراح رفات 18 رهينة إسرائيليا، ستفرج إسرائيل عن 180 غزيا متوفي. وسيتم إطلاق سراحهم في وقت واحد وفقا لآلية متفق عليها، ودون عروض أو مراسم علنية. وسيتم نصف هذه العمليات في اليوم الأول، والنصف الآخر في اليوم السابع.
9- وضع الرهائن والأسرى: في اليوم العاشر، ستقدم "حماس" معلومات كاملة (إثبات حياة وتقرير طبي/إثبات وفاة) عن كل رهينة متبقٍ. في المقابل، ستقدم إسرائيل معلومات كاملة عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين من قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، وعدد الغزيين المتوفين المحتجزين في إسرائيل. وتلتزم "حماس" بضمان صحة ورفاهية وأمن الرهائن خلال فترة وقف إطلاق النار.
10- إطلاق سراح الرهائن المتبقين بالاتفاق: ينبغي استكمال المفاوضات بشأن الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق نار دائم خلال ستين يوما. وبعد الاتفاق، سيتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين (الأحياء والأموات) من "قائمة الـ58" التي قدمتها إسرائيل. في حال عدم اختتام المفاوضات بشأن ترتيبات وقف إطلاق نار دائم خلال الفترة الزمنية المذكورة، يجوز تمديد وقف إطلاق النار المؤقت بشروط ولمدة يتفق عليها الطرفان، طالما أنهما يتفاوضان بحسن نية.
11- الضامنون: يضمن الوسطاء الضامنون (الولايات المتحدة، مصر، قطر) استمرار وقف إطلاق النار لمدة ستين يوما، ولأي تمديد يُتفق عليه، ويضمنون إجراء مناقشات جادة حول الاتفاقات اللازمة لوقف إطلاق نار دائم، ويبذلون قصارى جهدهم لضمان استكمال المفاوضات المذكورة أعلاه.
12- رئاسة المبعوث: سيأتي المبعوث الخاص، السفير ستيف ويتكوف، إلى المنطقة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق، وسيرأس ويتكوف المفاوضات.
13- الرئيس ترمب: سيعلن الرئيس ترمب شخصيا وقف إطلاق النار. والولايات المتحدة والرئيس ترمب ملتزمان بالعمل لضمان استمرار المفاوضات بحسن نية حتى التوصل إلى اتفاق نهائي.
رد حركة "حماس"
1- المدة: وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما. ويضمن الرئيس ترمب التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار خلال الفترة المتفق عليها.
2- إطلاق سراح الأسرى والجثامين الإسرائيليين: سيتم إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثمانا، على أن يتم إطلاق سراح 4 أسرى أحياء في اليوم الأول، وفي اليوم الثلاثين 2 أسرى أحياء، وفي اليوم الستين 4 أسرى أحياء. أما الجثامين فيتم تسليم 6 في اليوم العاشر، وفي اليوم الثلاثين 6، وفي اليوم الخمسين 6.
3- المساعدات والوضع الإنساني:
أ- سيتم إدخال المساعدات إلى غزة فور الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار، وفق البروتوكول الإنساني الذي تضمنه اتفاق 19 يناير 2025، من خلال الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الأخرى بما فيها الهلال الأحمر.
ب- إعادة تأهيل البنية التحتية (الكهرباء، الصرف الصحي والاتصالات والطرق) وإدخال المواد اللازمة لها بما فيها مواد البناء، وإعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والمخابز في جميع مناطق القطاع.
ج- السماح لسكان القطاع بالسفر والعودة عبر معبر رفح دون أي قيود، وعودة حركة البضائع والتجارة.
د- خلال فترة المفاوضات يتم الانتهاء من إعداد الترتيبات والخطط لإعادة الإعمار للبيوت والمنشآت والبنية التحتية التي تم تدميرها خلال الحرب، ودعم الفئات المتضررة من الحرب، على أن يتم البدء في تنفيذ خطة إعمار غزة لمدة 3 إلى 5 سنوات، تحت إشراف عدد من الدول والمنظمات بما في ذلك مصر وقطر والأمم المتحدة.
إعادة تأهيل البنية التحتية (الكهرباء، والصرف الصحي، والاتصالات، والطرق) وإدخال المواد اللازمة لها بما فيها مواد البناء
4- الأنشطة العسكرية الإسرائيلية: تتوقف جميع الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في غزة عند دخول هذه الاتفاقية حيز النفاذ. وخلال فترة وقف إطلاق النار، يُوقف الطيران الجوي (العسكري والاستطلاعي) في قطاع غزة لمدة 10 ساعات يوميا، وخلال أيام تبادل الأسرى والمحتجزين تكون 12 ساعة.
5- انسحاب القوات الإسرائيلية: في اليوم الأول يتم إطلاق سراح 4 أسرى إسرائيليين أحياء، على أن تنسحب القوات الإسرائيلية إلى ما كانت عليه قبل 2 مارس 2025 في جميع مناطق قطاع غزة. وفق الخرائط التي نص عليها اتفاق 19 يناير 2025.
6- المفاوضات: في اليوم الأول، ستبدأ المفاوضات غير المباشرة برعاية الوسطاء الضامنين لوقف إطلاق النار الدائم، حول المواضيع التالية:
أ – مفاتيح وشروط تبادل جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين، مقابل عدد يُتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
ب– إعلان وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكلي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة. (بعد الاتفاق على تبادل الأسرى والجثامين المتبقين وقبل البدء بإجراءات التسليم يتم الإعلان عن وقف إطلاق النار الدائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من كامل قطاع غزة).
ج– ترتيبات اليوم التالي في قطاع غزة وتتمثل في:
- مباشرة لجنة من تكنوقراط مستقلة إدارة كافة شؤون قطاع غزة فور بدء تنفيذ هذا الاتفاق، بكامل الصلاحيات والمهام.
- وقف العمليات العسكرية المتبادلة (العدائية) بين الطرفين لمدة طويلة 5-7 سنوات بضمان الوسطاء (الولايات المتحدة الأميركية ومصر وقطر).
7- الدعم الرئاسي: إن الرئيس جاد بشأن التزام الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار، ويصر على أن المفاوضات خلال مدة الوقف المؤقت لإطلاق النار إذا ما انتهت بنجاح باتفاق بين الأطراف، ستقود لحل دائم للصراع.
ينبغي استكمال المفاوضات بشأن وقف إطلاق نار دائم في غضون 60 يوما
8- إطلاق سراح الأسرى والجثامين الفلسطينيين: في مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين العشرة الأحياء والجثامين الـ18، يتم إطلاق سراح عدد يتفق عليه بين الطرفين من الأسرى والجثامين الفلسطينيين.
- يتم الإفراج عن الأسرى الأحياء والجثامين بالتزامن ووفق آلية يتفق عليها.
9- وضع الأسرى والمحتجزين:
أ– في اليوم العاشر تقدم "حماس" معلومات عن أعداد الأحياء والأموات لمن تبقى من الأسرى طرف "حماس" والفصائل الفلسطينية، وفي المقابل تقدم إسرائيل معلومات كاملة عن جميع الأسرى الأحياء والأموات ممن تم أسرهم من سكان قطاع غزة منذ يوم 7/10/2023.
ب– تلتزم "حماس" بضمان صحة ورعاية وأمن المحتجزين الإسرائيليين فور وقف إطلاق النار، وفي المقابل تلتزم إسرائيل بضمان صحة ورعاية وأمن الأسرى والمحتجزين الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية وفق القانون والأعراف الدولية.
10- إطلاق سراح الأسرى المتبقين: ينبغي استكمال المفاوضات بشأن وقف إطلاق نار دائم في غضون 60 يوما. عند الاتفاق وبعد إعلان وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، سيتم إطلاق سراح الأسرى المتبقين (الأحياء والأموات) من قائمة الـ58 المقدمة من إسرائيل، مقابل عدد يتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين.
11- الضامنون: يضمن الوسطاء الضامنون (الولايات المتحدة، مصر، قطر) استمرار وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، ويضمنون استمرار المفاوضات حتى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الدائم، مع استمرار وقف العمليات العسكرية ودخول المساعدات الإنسانية.
12- المبعوث يترأس المفاوضات: سيأتي المبعوث الخاص، السفير ستيف ويتكوف، إلى المنطقة لإتمام الاتفاق. وسيرأس ويتكوف المفاوضات.
13- الرئيس ترمب: سيقوم الرئيس ترمب بالإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار شخصيا، وأن الولايات المتحدة والرئيس ترمب ملتزمان بالعمل على ضمان استمرار المفاوضات بجدية لغاية التوصل لاتفاق نهائي.
- هذا المحتوى من مجلة "المجلة"

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 34 دقائق
- صحيفة سبق
"فخ موت".. إسرائيل حولت توزيع المساعدات إلى وسيلة لاستدراج الفلسطينيين وقتلهم
تحولت عملية الحصول على الطعام في قطاع غزة إلى مهمة قاتلة، حيث سقط أكثر من 60 شهيداً فلسطينياً خلال الأيام الثلاثة الماضية بنيران قوات الاحتلال الإسرائيلية أثناء محاولتهم الوصول إلى مواقع توزيع المساعدات التابعة لمؤسسة غزة الإنسانية الجديدة، وهذه المؤسسة، المدعومة من الاحتلال الإسرائيلي والولايات المتحدة، تسعى لاستبدال نظام الأمم المتحدة في توزيع المساعدات وسط أزمة جوع خانقة تعصف بـ 2.1 مليون فلسطيني محاصر في القطاع منذ أشهر. حصار شامل وفرض الاحتلال الإسرائيلي حصاراً شاملاً على المساعدات الإنسانية إلى غزة مطلع مارس الماضي، مانعاً دخول أي إمدادات لمدة 11 أسبوعاً كاملاً، وهدف هذا الحصار، وفق المسؤولين الإسرائيليين، إلى إجبار حركة حماس على قبول شروط وقف إطلاق نار جديدة وإطلاق سراح الأسرى المحتجزين منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023. وأدى هذا الحصار إلى دفع سكان غزة إلى أعماق أزمة جوع مدمرة، حيث حذر تقرير أممي من أن واحداً من كل خمسة فلسطينيين يواجه خطر المجاعة، فيما يقترب القطاع بأكمله من حافة المجاعة الكاملة، وفقاً لشبكة "سي إن إن" الأمريكية. وتحت ضغط دولي متزايد، خفف الاحتلال الإسرائيلي حصاره جزئياً قبل أسبوعين، وسمح بدخول كميات محدودة من المساعدات عبر قنوات الأمم المتحدة وعبر مؤسسة غزة الإنسانية الجديدة، وهذه المؤسسة الخاصة غير الربحية تعتمد على مقاولين عسكريين خاصين للحماية، وتهدف لاستبدال الطرق التقليدية للمنظمات الإنسانية. وأقامت المؤسسة أربعة مواقع توزيع في جنوب ووسط غزة، تستهدف إطعام 1.2 مليون من أصل 2.1 مليون فلسطيني، وهو رقم ضئيل مقارنة بشبكة الأمم المتحدة التي تضم 400 نقطة توزيع منتشرة في القطاع. اضطراب داخلي وواجهت المؤسسة اضطراباً داخلياً منذ انطلاقها، حيث استقال مديرها التنفيذي جيك وود قبل يوم من بدء العمليات، كما ألغت مجموعة بوسطن الاستشارية عقدها معها، وعينت المؤسسة لاحقاً القس جوني مور مديراً تنفيذياً جديداً، وهو مؤيد قوي لدونالد ترامب ومؤيد لمقترحه المثير للجدل بأن تتولى أمريكا السيطرة الكاملة على غزة. وشهدت الأيام الثلاثة الماضية سقوط عشرات الشهداء في ظروف متشابهة، فلسطينيون جائعون يحاولون الوصول إلى مواقع المساعدات قرب رفح، فتطلق عليهم قوات الاحتلال النار بذريعة "اقترابهم من مواقع عسكرية" أو "انحرافهم عن الطرق المحددة". وسقط أمس 30 شهيداً وعشرات الجرحى، بينما سقط الأحد 31 شهيداً في حادثة مماثلة، وتبرر قوات الاحتلال أفعالها بإطلاق "طلقات تحذيرية" ضد "مشتبه بهم"، رغم أن الضحايا مدنيون عزل يبحثون عن الطعام. وأثارت هذه المجازر إدانة دولية واسعة، خاصة من الأمم المتحدة التي رفضت المشاركة في نظام المؤسسة الجديد لانتهاكه المبادئ الإنسانية الأساسية، ووصف الأمين العام أنطونيو غوتيريش الوضع بـالمروع، مطالباً بتحقيق فوري ومستقل. وانتقد مسؤول حقوق الإنسان الأممي فولكر تورك إجبار الفلسطينيين على الاختيار بين الموت جوعاً أو المخاطرة بالقتل للحصول على الطعام"، بينما وصف مدير الأونروا فيليب لازاريني توزيع المساعدات بأنه "أصبح فخ موت"، فهل ستنجح الضغوط الدولية في وقف هذه المأساة الإنسانية، أم ستستمر مؤسسة غزة الإنسانية في تحويل البحث عن الطعام إلى مهمة انتحارية للفلسطينيين المحاصرين؟


Independent عربية
منذ 35 دقائق
- Independent عربية
حرب الرؤى حول نجمة البيت الأبيض الصاعدة
فريق يعشقها ويعتبرها نموذجاً يحتذى وأيقونة تدرّس وعنواناً مشرفاً، وآخر ينتقدها ويعتبرها رمزاً لمرحلة صعبة وسيئة ومثالاً ينبغي تحاشيه وتفادي تكراره. كارولين ليفيت ليست مجرد مسؤولة في الإدارة الأميركية، أو شابة مجتهدة تمثل جيلاً متحمساً، أو حتى موظفة مقربة من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. كارولين ليفيت عنوان مرحلة وعلامة على الطريق، لكن كل المراحل ليست بالضرورة مضيئة في نظر الجميع، وليست كل الطرق مثلى. رائعة أم مريبة؟ بين "كارولين الرائعة" القادرة على القيام بعشرات المهمات باقتدار والحاذقة والأنيقة والمتحدثة بطلاقة والواثقة والعليمة ببواطن الأمور والعالمة بأسرار أقوى دولة في العالم والمديرة لشؤون البيت والعمل وما بينهما، "وكارولين المريبة" ملكة التجميل الإعلامي، المهاجمة بشراسة والمتعالية من دون سند والمثنية للحقائق، تحظى ليفيت منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2024 بقدر هائل من اهتمام سكان الكوكب، وجدال ساخن بين فريقين أميركيين، أحدهما يعتبرها أيقونة رائعة، والآخر يراها نذير خطر هائل. عقب إعلان فوز ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، عيّن المتحدثة باسم حملته الشرئاسية كارولين ليفيت (27 سنة) متحدثة باسم البيت الأبيض، لتكون أصغر من تولوا المنصب، والوجه الأبرز المتحدث باسم السلطة التنفيذية لأقوى دولة في العالم. كعادته، لم يكتفِ ترمب بإعلان تعيين الشابة الجمهورية الطموحة في هذا المنصب المهم، ولكنه أشار إليها في بيانه الرسمي بـ"كارولين ذكية وصلبة وأثبتت قدرتها على التواصل بصورة فاعلة جداً". ولم يخطئ ترمب في توصيف ليفيت، لكنها أصبحت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض، والموكلة إليها مهمة الإجابة عن أسئلة الصحافيين والإعلاميين ضمن مهمات أخرى، خلال فترة هي الأكثر إثارة للجدل في تاريخ أميركا الحديث، ووسط سياسات عاتية تتخذها الإدارة الأميركية أدهشت العالم وغيرت الموازين وقلبت المعايير، وما زالت الأكثر إثارة للجدل في الكوكب. وكارولين ليفيت هي الوجه الأبرز لكل ما سبق. من هي؟ ليفيت، الجمهورية حتى النخاع، ولدت في ولاية نيو هامبشير عام 1997، في عائلة تدير مشروعين صغيرين. إنها الولاية التي أعطت صوتها إلى المرشحة الديمقراطية الخاسرة كامالا هاريس بأصواتها الانتخابية الأربعة للمرة السادسة على التوالي، إذ يصر ناخبوها على إعطاء أصواتهم إلى المرشح الرئاسي الديمقراطي. وكانت آخر مرة تصوت فيها الولاية لمرشح جمهوري عام 2000، حين ذهبت الأصوات إلى جورج دبليو بوش. التحقت بمدرسة ثانوية كاثوليكية وحصلت على منحة دراسية لتفوقها في رياضة الـ"كرة الناعمة" (سوفت بول)، والتحقت بـ"كلية سانت آنسليم" في نيو هامبشير، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في الإعلام والسياسة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) حياتها الجامعية كانت حافلة بالأنشطة الإعلامية والسياسية، بين تأسيس أنشطة إذاعية وعقد لقاءات تلفزيونية، وكذلك فترة تدريب في قناة "فوكس نيوز" تزامنت والانتخابات الرئاسية عام 2016، وهي الانتخابات التي فاز فيها الرئيس ترمب فوزاً وصفه كثرٌ بـ"المدهش" و"المفاجئ" و"غير المتوقع". وعام 2018 عقب تخرجها وأثناء رئاسة ترمب الأولى، حصلت ليفيت على وظيفة "كاتبة رئاسية" في البيت الأبيض. ويبدو أنها أثبتت قدراتها، فعملت كذلك مساعدة للمتحدثة باسم البيت الأبيض في ذلك الوقت كايلي مكيناني. وبحسب ما قالته الأخيرة عن تلك الفترة من عملها، فإنها كانت تساعد المتحدثة في تحضير البيانات الصحافية ومحاربة "التحيز" في وسائل الإعلام (الليبرالية) وتوصيل فكر "أميركا أولاً" الذي تبناه ترمب والذي حسّن من شأن المواطنين الأميركيين الذين ظلوا منسيين لأعوام طويلة. خطوة إلى الأمام والخلف عام 2022، خطت ليفيت خطوة سياسية كبيرة في محاولة للوصول إلى الكونغرس، بدأتها بمكسب وأنهتها بخسارة، إذ فازت في انتخابات الكونغرس التمهيدية عام 2022 بترشيح الحزب الجمهوري عن ولاية نيو هامبشير، لكنها خسرت في الانتخابات العامة أمام الديمقراطي كريس باباس. واللافت أن وعودها الانتخابية تطابقت وسياسات ترمب، في ما يختص بكثير من القضايا أبرزها المتعلقة بسياسات السوق الحرة ورفض الهجرة غير النظامية، وبالطبع "جعل أميركا عظيمة مجدداً"، مما يُرجح أنه جعل ترمب يؤكد خلال بيان تعيينها عقب فوزه في نوفمبر الماضي، أنه يثق بقدرة ليفيت على المساعدة في توصيل الرسالة إلى الشعب الأميركي، واستعادة مجد أميركا وعظمتها. هذه هي "كارولين الرائعة"، فروعة ليفيت لا تقتصر فقط على نجاحها في الوصول إلى البيت الأبيض، سواء كمتدربة أثناء دراستها الجامعية، أو كموظفة في منصب عام عقب تخرجها، أو تبوئها مكانة رفيعة خلال حملة ترمب الانتخابية ثم بعد فوزه. روعة ليفيت بالنسبة إلى قطاع من الأميركيين تكمن في تجسيدها توليفة من المواصفات والقدرات والملكات الطبيعية والمكتسبة. لنستعِد مجد أميركا التغريدة التي شكرت عبرها ليفيت، ترمب على ثقته بتعيينها متحدثة باسم البيض الأبيض حملت كذلك وعداً بتنفيذ المطلوب، "فلنستعِد مجد أميركا وعظمتها"، وهذا تحديداً ما تفعله ليفيت منذ تقلدها منصبها، في الأقل بنظر معتنقي الفكرة ومؤيدي المنظومة ومباركي الأسلوب. فأسلوب ليفيت على منصة المتحدث باسم البيت الأبيض مبهر. وفي "قاموس المعاني" يقال انبهر الرجل، أي انقطع نفسه إعياء. ويقال أيضاً، خطف البصر، أو اندهش، أو تحير. وليفيت خلال الأشهر الأخيرة أبهرت الجميع، سواء من تخاطبهم من منصة المتحدث، أو من يتابعونها عبر الشاشات. وعلى رغم أن وظيفة الوقوف على منصة المتحدث الرسمي للبيت الأبيض تعني بالضرورة قدراً من التبادلات المتوترة والمشاغبات المضطربة والشد والجذب، في محاولة من المتحدث للإصرار على صحة موقف الإدارة وصواب مسار السياسات وروعة أداء الرئيس، مقابل إصرار الصحافيين والإعلاميين على استخلاص إجابة شافية، أو الوصول إلى تفسيرات منطقية، أو تضييق الخناق من أجل الحصول على حقيقة متخفية أو مختفية، لكن ليفيت تضيف مزيداً إلى التوليفة السابقة. وبحسب تقرير لصحيفة "أوبزرفر" البريطانية عنوانه "كارولين ليفيت مسؤولة إعلام ترمب الساحرة ذات الملامح القاسية" (2025)، يصفها المستشار السابق لترمب، ستيف بانون بأنها "صلبة كالجلد"، متوقعاً أن تتبوأ منصبه السابق في البيت الأبيض، بعد أن تمضي عاماً أو عامين في منصبها الحالي، أو أنها ستحصل على منصب وزاري. وربما تصبح رئيسة موظفي البيت الأبيض؟ ويسرد التقرير مجموعة من الردود "المذهلة" التي خرجت بها ليفيت على أسئلة جدلية بسرعة وحنكة ومن دون أن تتوقف أو تتردد للحظة. لماذا توقف ترمب عن فرض الرسوم الجمركية؟ تأتي الإجابة كالطلقة "إنه فن إبرام الصفقات". وعن العداء المحتدم بين المسؤول الفيدرالي (سابقاً) والمتهم بتسريح العمال إيلون ماسك ومستشار ترمب التجاري بيتر نافارو، ترد بابتسامة ساحرة "الأولاد سيبقون أولاداً". كما يرصد التقرير عدم اعتماد ليفيت على أوراق ومستندات أثناء وقوفها أمام الصحافيين، فالمعلومات حاضرة والردود جاهزة. وخلال فيديو بثته على منصة "إكس"، قالت إنها قبل كل لقاء صحافي، تصلي وتتضرع قائلة "يا رب، يا يسوع، من فضلك أعطنا القوة والمعرفة والقدرة على نطق كلماتنا والاستمتاع والثقة". ساحرة بلمسة قاسية؟ بعضهم يراها شخصية ساحرة، ولكن بلمسة فتاة قاسية. حادة جداً مع الصحافيين الذين يحاولون الإيقاع بها، لكنها تفعل ذلك من دون أن تترك المساحة أو الفرصة لوضعها في خانة الاتهام. قبل أيام، شككت مراسلة شبكة "أن بي سي" ياميش ألسيندور في مصداقية احتواء مقطع الفيديو الذي عرضه ترمب خلال اجتماعه مع رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا أدلة حول حدوث إبادة جماعية ضد البيض في جنوب أفريقيا، وقالت إن الصلبان (جمع صليب) البيضاء في الفيديو تكريم لذكرى زوجين قتلا، وليست مقبرة جماعية لمزارعين بيض قُتلوا. وبدت علامات الحيرة على وجه ليفيت قبل أن تستجمع "شجاعتها" وقالت بثقة "لا، الفيديو حقيقي. والصلبان لمزارعين بيض قتلوا بسبب لون بشرتهم بعدما تعرضوا للاضطهاد السياسي. هذه الصلبان تمثل حياتهم، والحقيقة أنهم ماتوا، وأن الحكومة في جنوب أفريقيا لم تفعل شيئاً حيال ذلك". مواقف كثيرة خلال هذه المدة القصيرة تصدت لها ليفيت بكل بأس وقوة وثقة، بما في ذلك مواقف ترجح الأدلة عدم دقتها، أو تحيزها، أو لا تخلو من توجيه اتهامات من دون سند، بحسب توصيف مراقبين. أساؤوا استخدام سلطتهم المواجهة الأحدث، وربما الأشد بأساً ودهشة، ما قالته ليفيت تعليقاً على حكم مفاجئ أصدرته محكمة التجارة الدولية الأميركية، يقضي ببطلان التعريفات التي أعلن عنها ترمب، مما يعني ضربة عنيفة لخطط الرئيس الأميركي الخاصة بالرسوم الجمركية. وقالت ليفيت إن ثلاثة قضاة "أساؤوا استخدام سلطتهم القضائية بصورة صارخة للاستيلاء على سلطة الرئيس ترمب، ومنعه من تنفيذ التفويض الذي منحه إياه الشعب الأميركي". وقالت أيضاً إن القضاة الثلاثة يهددون بتقويض أميركا على الساحة العالمية، متعهدة بأن إدارة ترمب ستأخذ "الحكم المزلزل" إلى المحكمة العليا. ما تمثله ليفيت من قوة وبأس وصلابة منذ وصلت إلى منصب المتحدثة الرسمية للبيت الأبيض وُضع تحت المجهر هذه المرة، ففريق المؤيدين رآها ردوداً نارية موفقة، وتقويمات سياسية للقضاء في وقتها، ومزيداً من الجهود لعودة أميركا عظيمة مجدداً. أما الفريق المضاد، فاعتبرها حلقة في سلسلة متصلة مما يجب ألا تكون عليه أميركا. وفي رد فعل ناري، شن المحامي السابق للبيت الأبيض تاي كوب حملة عدائية شديدة ضد ليفيت بسبب ما قالته عن القضاة الذين أصدروا الحكم. وقال كوب كثيراً عن ليفيت، مثل أن أحداً لا يأخذها على محمل الجد، وأن تعليقاتها دفاعية، وأنه يسهل إثارة غضبها من قبل الناس، وأنها مخطئة، إضافة إلى أن معلوماتها تركز على قلة خبرة وسوء علم، لكن أغرب ما قاله تحول إلى لقب يستخدمه الفريق المعارض "كارولين المريبة"، أو Creepy Karoline. وعلى رغم أن كوب كان مستشاراً قانونياً خاصاً للبيت الأبيض عام 2017، كما مثل ترمب وقت التحقيق في مزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية عام 2016، فإنه اعتذر من الاستمرار في العمل عام 2018 من دون ذكر أسباب، لكن مقربين له تحدثوا عن عدم قدرته على التعامل مع مواقف ترمب العدائية والهجومية تجاه المحقق الخاص في قضية التدخل الروسي. في مرمى كارولين وقبل أيام قليلة، سلطت الأضواء مجدداً على ليفيت حين وجهت اتهامات نارية وصريحة اعتبرها بعضهم بالغة القسوة لجيل، زوجة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، بأنها تآمرت لإخفاء صحة زوجها وما وصفته بـ"تدهوره العقلي" عن الشعب الأميركي. ودعا كبير المتحدثين باسم ترمب السيدة الأولى السابقة جيل بايدن إلى التحدث بصراحة عن التدهور العقلي المزعوم للرئيس السابق، قائلاً إنها تآمرت لإخفاء صحة زوجها عن الشعب. يشار إلى أن انتقادات عدة توجه إلى طريقة المتحدثة الرسمية في التعامل والتفاعل مع الإعلام والإعلاميين، إذ يرونها مفرطة في الحدة وأحياناً الصرامة، وعلى رغم ذلك فإنها لا تتعرض لانتقادات أو تقويمات من داخل البيت الأبيض. واقع الحال يشير إلى أن ليفيت تقوم بمهمات أي متحدث رسمي (غير المعلنة) كما ينبغي، العدوانية كما هو متوقع، التحدث بغضب كما هو مطلوب، إظهار الشعور بالمرارة كما هو منصوص عليه في مهمات الوظيفة، إظهار ملامح الاستياء كما يحبذ دائماً. وعلى رغم كل ذلك، لا يسيء إليها المحيطون بترمب كما يفعلون مع بعضهم بعضاً، بل هناك شعور عام في البيت الأبيض بأن الجميع يحميها أو يودها بطريقة أو بأخرى. أما غير المحيطين بالرئيس، أو غير المؤيدين لإدارته، فلا يجدون أنفسهم مضطرين إلى ذلك. وأطلق بعضهم لقب "أستاذة التمويه"، وأحياناً "التضليل" عليها بعد تقلدها منصبها بأسابيع. Spinmeister كلمة تعني شخصاً ماهراً في التضليل الإعلامي وتقديم تفسيرات إيجابية لأحداث وسياسات ليست إيجابية بالضرورة، ولا سيما في مجالي السياسة والعلاقات العامة بغرض التأثير في الرأي العام. وهو شخص يتقن كيفية إدارة المعلومات وعرضها على الجمهور بصورة تدحض التفسيرات السلبية وتجهض محاولات الدعاية السلبية، وتوجه الدفة صوب رواية إيجابية واحدة. وكثير من التقارير الصحافية الأميركية والغربية لا تتردد في إطلاق هذا الاسم عليها حين يتعلق الأمر بطريقة إدارتها لمنصب المتحدث الرسمي. باسم "أميركا العظيمة" كارولين ليفيت لا تتحدث باسم البيت الأبيض فقط، أو عن سياسات ترمب وإدارته بصورة إيجابية فقط. تتحدث عما تؤمن به بشدة. فهي من أشد المؤمنين وأكثر المروجين لفكر "جعل أميركا عظيمة مجدداً" أو MAGA. وهذا الإيمان يظهر جلياً واضحاً في كل كبيرة وصغيرة، فلم يعُد الأمر ينحصر في حزب جمهوري يتبنى سياسات تميل إلى اليمين فقط، بل أصبح هناك "جمهوري عادي"، و"جمهوري ماغا". ويمكن القول إن الجمهوري العادي هو من يميل إلى اليمين، محافظ إلى حد ما، يدعم الحق في امتلاك سلاح وتقليص الهجرة وتقييد الإجهاض ولا يمانع الإنفاق العسكري بهدف التفوق والهيمنة، وعادة يكون أكثر تمسكاً بالدين، تحديداً المسيحية. أما الجمهوري الـ"ماغا"، بحسب موسوعة "بريتانيكا"، فهو أكثر تشدداً في يمينيته، يميل إلى الطابع القتالي أو الحاد في التعبير عن وجهة نظره وتوجهه. ويرى بعضهم أنه يجسد مفاهيم التعصب للحزب أو التطرف السياسي في أميركا ويعادي المثليين ويميل إلى العنصرية ولا يمانع كثيراً في اللجوء إلى العنف وقت الحاجة، وربما بلا حاجة، ويناصب وسائل الإعلام الرئيسة، ولا سيما الليبرالية، العداء، ويعتبرها متحيزة ضده، أو تعتنق الكذب، وتتحيز لآخرين لا يستحقون، وهم أكثر قابلية لتصديق نظريات المؤامرة. وتشير الموسوعة إلى أن الخبراء والمراقبين والمحللين تجاهلوا أهمية "ماغا" أو حتى محاولة فهمها، وبينهم من استهان بها أو سخر منها. إنها الأيديولوجيا التي بناها ترمب خلال حملته الانتخابية الأولى، (على رغم أنها كانت موجودة بأنواع مختلفة وباهتة من قبل)، ثم في فترته الرئاسية الأولى، ثم حملته الانتخابية الثانية التي لم تتكلل بالفوز، وأخيراً خلال حملته الانتخابية الثالثة، وفترته الرئاسية الثانية. وتفيد "بريتانيكا" بأنه نظراً إلى قوة حركة "لنجعل أميركاً عظيمة مرة أخرى"، بات على المرشحين الجمهوريين الآخرين تبني استراتيجيات تحد من الانتقادات المباشرة أو الخطرة لترمب، وتؤكد قبولهم بعض الآراء المتطرفة لأعضاء الحركة لضمان الفوز والبقاء في المشهد الحزبي الجمهوري. أقرب إلى الكمال أبرز ما يميز كارولين ليفيت بصورة كبيرة عن غيرها من الجمهوريين حماستها الشديدة التي لا تلين أو تخفت لعقيدة الـ"ماغا". وصفات ليفيت المتفردة كثيرة، فإضافة إلى أنها أصغر من تقلد منصب المتحدث الرسمي في مسيرة الرئاسة الأميركية، فهي أيضاً تفرض نفسها كسيدة جميلة، ولا تظهر إلا في كامل تأنقها، وكأنها على وشك تصوير فيلم سينمائي. والمظهر الأقرب ما يكون إلى الكمال يجد صدى بالغ الإيجابية لدى المؤيدين، لكنه أيضاً يخضع لتحليلات وانتقادات تتأرجح بين الموضوعية والإفراط في العداء. بعضها يمكن فهمه في ضوء الخلافات الأيديولوجية والاختلافات السياسية، وبعضها الآخر لا يمكن هضمه لأنه لا يندرج إلا تحت بند الضرب تحت الحزام. مجلة بريطانية متخصصة في أخبار النميمة وأخبار وملابس الشخصيات العامة، كتبت هذه السطور ضمن انتقادات حادة وجهتها لليفيت، معتبرة أن ملابسها غير مناسبة لسنها الصغيرة، وخطوطها حادة لا تتناسب ومرحلة الشباب، "يأتي عالم ترمب بعالم جمالياته الخاصة به. هناك وجه 'مار أي لاغو' المتنامي، وهو المصطلح الذي يشير إلى الجراحة التجميلية ذات ملامح الوجه المحددة التي تسيطر على الدائرة المقربة من الرئيس الأميركي. وهناك شعر الجمهوريين الأشقر المصفف بكثافة، والتميز عادة بتجعيدات كثيرة ومموجة على رغم أن الشعر فائق النعومة قد شق طريقه إلى الرأس نفسها (في إشارة إلى تسريحة شعر الرئيس نفسه)". وتمضي المجلة في انتقادها الغريب لليفيت، فتقول "في حين أن وجه 'مار أي لاغو' يمثل أحد الجوانب الجمالية، فإن هناك خطاً مظهرياً آخر في دائرة ترمب أكثر رتابة. مظهر قديم ومحافظ بصورة مفرطة، وهذه هي الموضة سيئة الحظ التي وقعت فيها ليفيت. تحاول النساء الأكبر سناً الظهور بمظهر أصغر، بينما تحاول الشابات الظهور بمظهر أكبر سناً في هذه الحلقة الضيقة المقربة من الرئيس، وهذا يفسد أسلوب ليفيت". في المقابل، يشير تقرير "أوبزرفر" إلى ليفيت بتوجه مختلف ولكنه غارق في السياسة، "بشعرها الأشقر الطويل ذي الطابع الجمهوري الذي يشبه شعر إيفانكا، وتتألق ليفيت على منصة التتويج ببدلات 'شانيل' المزيفة وحذاء 'جيمي تشو' ذي الكعب العالي. وترتدي قلادة ذهبية على شكل صليب وساعة 'غوتشي' وردية وتحمل حقيبة 'لوي فيتون' بقيمة ألفي دولار". صليب ليفيت يُذكر أيضاً أن ليفيت كثيراً ما تظهر مرتدية قلادة على شكل صليب بصورة واضحة وصريحة، مما يثير إعجاب كثرٍ بين الفريق المؤيد، وانتقاد كثرٍ بين الفريق المناهض. بين "باركها الرب وأكثر من أمثالها لعودة الدين لأميركا"، و"هل هناك وسيلة أكثر وضوحاً لبث مزيد من الفرقة وغرس الفتنة في أميركا وجرها نحو مزج الدين بالسياسة أكثر من الإصرار على ارتداء رمز ديني بهذا الوضوح؟"، هكذا تدور الدوائر. وتقول مراسلة البيت الأبيض التابعة لمنظمة "نقطة تحول الولايات المتحدة الأميركية" (ترنينغ بوينت يو أس أي) الموصوفة بـ"بالغة المحافظة" مونيكا بايدج لويزي عنها "هي دائماً في أبهى صورة وبالغة الأناقة. هي متكاملة الجوانب، جميلة وأنيقة وقادرة على التوفيق بين العمل والأسرة، وتفعل ذلك بثقة وقوة. إنها تمثل أمراً رائعاً بكل معاني الكلمة". من جيل زد بكل معاني الكلمة، تمثل ليفيت نموذجاً لفئة من "جيل زد" في أميركا، الماضين بثقة وسرعة نحو فكر "ماغا" الجمهوري، لدرجة أن تلميحات تشير إلى احتمال تأسيس حزب "ألترا" جمهوري، أي جمهوري جداً، من ناحية اليمينية، أو تحول الحزب الحالي إلى اعتناق نسخة أكثر تشدداً في اليمينية، وأكثر ميلاً للتدين المجاهر به، وأكثر حدة في التعبير عن المواقف السياسية المحافظة، وأكثر جرأة في تعريف "أميركا العظيمة" من دون مواربة سياسية. كما تمثل ليفيت نموذجاً يعتبره بعضهم جمهورياً بامتياز للأسرة الأميركية كما ينبغي أن تكون، إذ إنها تنتمي لأسرة تمتلك كشكاً لبيع الـ"آيس كريم" ومحلاً لبيع الشاحنات المستعملة. وتعلمت تعليماً جيداً ومارست الرياضة واجتهدت في الأنشطة غير الدراسية. علمت نفسها حب السياسة وتدربت وبنت شبكة علاقات وحصلت على فرص عدة، وتقلدت منصب المتحدث باسم البيت الأبيض لتصبح الأصغر سناً في ذلك المنصب المهم. تزوجت، وأنجبت. وعلى رغم أن زوجها يكبرها بنحو ثلاثة عقود، وأنها وزوجها يملكان من المال ما يكفي لترعى الصغير حفنة من المربيات، لكنها تصطحبه معها أحياناً إلى مكتبها في البيت الأبيض، وتشارك متابعيها على الـ"سوشيال ميديا" صوراً عائلية تجسد الفكرة. على "إنستغرام" تعرّف نفسها بأنها "زوجة، وأم، والمتحدثة باسم البيت الأبيض"، بهذا الترتيب. قصة ومسيرة اللافت أن كارولين ليفيت، شابة البيت الأبيض القوية الجريئة المثيرة لجدل لا يقل حدة عن ذلك الذي يثيره الرئيس، مضى على عملها في منصبها أقل من ستة أشهر، وعلى رغم ذلك أثارت شهية عدد من الكتاب والمؤلفين ليكتبوا عنها وعن مسيرتها وقصة حياتها التي لم تبلغ ثلاثة عقود بعد، والكتب مطروحة في الأسواق. "السيرة الذاتية لكارولين ليفيت"، "قصة حياة مفصلة للسياسية الأميركية كارولين ليفيت: حياتها المبكرة، مسيرتها المهنية، علاقاتها، وإنجازها الأخير كمتحدثة باسم البيت الأبيض"، "كارولين ليفيت... أصغر متحدث باسم البيت الأبيض"، "كارولين ليفيت... النجم الصاعد في السياسة الأميركية". المتحدثة باسم البيت الأبيض في مكانة مختلفة ومتفردة، سلباً وإيجاباً. ومثلما تثير الإعجاب وتعتبر أيقونة للنجاح ودليلاً على تفوق سياسات الحزب الجمهوري، ولا سيما الـ"ماغا" جمهوري، فإنها تثير الانتقادات وتعتبر رمزاً للسياسات اليمينية، ودليلاً على أن الآتي يختلف عما مضى شكلاً وموضوعاً.


الرياض
منذ 35 دقائق
- الرياض
الجامعة العربية تدعو المجتمع الدولي إلى وقف حرب الإبادة في غزة
أكّدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الضرورة المُلحّة لتنفيذ قرارات الجمعية العامة للأمم المُتحدة ومجلس الأمن؛ بهدف صون الأمن والسلم الدوليين، وإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف حرب الإبادة في قطاع غزة، وإنهاء المُعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني عبر الفتح الفوري لكافة المعابر، وضمان إدخال المُساعدات الإنسانية، وتوفير الدعم السياسي والمالي لوكالة الأمم المتحدة لغوث، وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "أونروا"، وغيرها من أنشطة الأمم المُتحدة في الأرض الفلسطينية المُحتلّة. وطالبت الأمانة العامة للجامعة العربية في بيان أصدرته اليوم، بمناسبة "ذكرى النكسة" لدول العالم، باتخاذ كافة التدابير اللازمة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأرض الفلسطينية المُحتلّة، وتمكين الشعب الفلسطيني من مُمارسة حقّه في تقرير المصير، وتجسيد دولته المُستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفق قرارات الشرعية الدولية ومُبادرة السلام العربية. ودعت الجامعة العربية جميع الدول للانضمام إلى جهود تنفيذ حلّ الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والسلام والاستقرار في المنطقة، والمُشاركة بفاعلية في المؤتمر الدولي للسلام المُزمع عقده خلال الشهر الحالي في نيويورك، وأن تعترف الدول التي لم تتخذ الخطوة بدولة فلسطين، انطلاقًا من التزامها بحلّ الدولتين، بما يُمثّل رفعة للأمن والسلام والاستقرار في المنطقة. وأشارت الأمانة العامة إلى أن الذكرى (58) للنكسة، التي توافق الـ 5 من يونيو لعام (1967) والعدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية والعربية، الذي نتج عنه احتلال الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة والجولان السوري في عدوان إسرائيلي سافر، مازالت تداعياته وارتداداته المأساوية والكارثية مُستمرة حتى الآن، بل وتتصاعد بحرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) ضد الشعب الفلسطيني لأكثر من (600) يوم، وعدوانها ومُخططاتها التوسّعية الاستعمارية على حساب الأرض العربية في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المُتحدة.