
اعرفوهم من ثمارهم
كيتلين جونستون* - (كونسورتيوم نيوز) 25/7/2025
تلك الأجساد الصغيرة التي أصبحت مثل الهياكل العظمية، والتي ترونها على وسائل التواصل الاجتماعي، هي ثمار عمل الإمبراطورية.
اضافة اعلان
وكذلك الأطفال المُمزقون، والمُبقورون، ومقطوعو الرؤوس في غزة منذ العام 2023. لا يمكن لهذا المشهد أن يُنسى إلى الأبد.
* * *
إنهم يفعلون ذلك أمام أعيننا مباشرة. أمام أعيننا تمامًا.
ثمة الكثير من الناس الذين كرسوا حيواتهم بأكملها للعمل على فضح إجرام الإمبراطورية، ثم تأتي الإمبراطورية لتنفذ إبادة جماعية منقولة مباشرةً أمام أعيننا على الهواء.
المُبلغون عن المخالفات. الصحفيون الاستقصائيون. الكُتّاب. صانعو الوثائقيات. محللو المؤامرات. نشطاء السلام. حيوات هؤلاء كلها كُرّست لكشف الجرائم غير المعلنة للإمبراطورية التي نعيش تحتها وتسليط الضوء عليها، وكانوا دائمًا يقولون: "انظروا! أرأيتم؟ نحن فعلًا تحكمنا وحوش"!
ثم لا يلبث أولئك الوحوش أنفسهم أن يخرجوا أمام الملأ ليجوعوا الأطفال عمدًا حتى الموت بينما نرى ذلك على شاشاتنا في كل أنحاء العالم.
تكاد أدوار الناس من أمثالي أن تصبح غير ذات نفع في هذه المرحلة من التاريخ. كنتُ أكتب عن انحطاط الإمبراطورية منذ سنوات.
آلاف المقالات، وملايين الكلمات، ومع ذلك لم أقل في كل ذلك شيئًا يشرح واقع الموقف الذي نحن فيه كما توضحه هذه الحقيقة: أن الحكومات الغربية ووسائل الإعلام الغربية تعاونت بشكل علني مع إسرائيل في إبادة مجموعة من الأبرياء لأنهم من العِرق الخطأ.
أعني، ما الذي يمكنني أن أقوله عن ذلك والذي لم تقله أفعالهم مسبقًا؟ الرسالة موجودة، مكتملة. جاهزة. مثالية. وهم يقولون لنا كل ما نحتاج إلى معرفته. ليس ثمة شيء تبقى يمكنني أن أضيفه.
في العادة، لست من بين الذين يكثرون من الاستشهاد بالنصوص المقدسة، لكنني لو اضطررت إلى اختيار آية واحدة من الكتاب المقدس كأكثر نص أفضله، فستكون: "من ثمارهم تعرفونهم".**
هذه الكلمات الثلاث تُسقط كل الأكاذيب والتحريفات التي نعيش معها تحت ظل الإمبراطورية الغربية، لأنها تطلب منا أن نتوقف عن الاستماع إلى كل ما يُقال من تبريرات وعلاقات عامة ومسوغات وأعذار تصدر عن آلة الدعاية الإمبريالية، وأن نلتفت فقط إلى نتاج الإمبراطورية كما هو. تجاهلوا كلماتهم، وانظروا فقط إلى نتائج أفعالهم.
تلك الأجساد الصغيرة التي في شكل هياكل عظمية التي ترونها على حساباتكم على وسائل التواصل الاجتماعي هي ثمار الإمبراطورية. الأطفال المُمزقون، والمبقورون، والمقطوعة رؤوسهم الذين تشاهدونهم في مقاطع الفيديو الآتية من غزة منذ العام 2023، هم ثمار الإمبراطورية. هذه حقيقة أصبحنا نعرفها الآن، ولا يمكن أن نعود إلى الجهل بها.
كما قالت مايا أنجيلو: "حين يُظهر لك شخصٌ ما مَن هو ومَن يكون، صدّقه من أول مرة. الناس يعرفون أنفسهم أفضل مما تعرفهم أنت. ولذلك من المهم أن تتوقف عن توقّع أن يكونوا شيئًا غير ما هم عليه".
هذا هو ما هم عليه. هؤلاء هم قادتنا. هذه هي وسائل إعلامنا المتواطئة. هذه هي إسرائيل. هذه هي الصهيونية. هذه هي الإمبراطورية. هذه هي الحضارة الغربية. نحن نعرف كل ذلك الآن. لقد عرفناهم من ثمارهم.
هذا هو ما هم عليه، وسيبقون عليه. ومن المهم ألا ننسى أبدًا ما كشفوه لنا عن أنفسهم في غزة، وألا نغفر لهم أبدًا.
أظهر لنا حكّامنا أنهم لا يجب أن يُسمح لهم بالحكم بعد الآن. أظهرت لنا الإمبراطورية أنه لا ينبغي السماح لها بالهيمنة على كوكبنا بعد الآن. وأظهرت لنا دولة إسرائيل القائمة على الفصل العنصري أنها لا ينبغي أن تستمر في الوجود بعد الآن.
أظهر لنا التفوق الغربي، والصهيونية، والعنصرية، والإمبريالية أن هذه الأمور لا بد أن تُستأصل من عالمنا.
لقد زرعوا بذور المعرفة في داخلك حول من هم، وحول الواقع القائم الذي يُطلب منك أن تقبله. دع تلك البذور تنمو وتتفتح. اعتنِ بها بعناية. ساعدها على الازدهار.
وذات يوم، سوف تطرح الشجرة التي زرعوها فينا ثمارها الخاصة.
*كيتلين جونستون Caitlin Johnstone: كاتبة وصحفية أسترالية مستقلة، معروفة بمقالاتها النقدية التي تتناول الإعلام الغربي، والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، والدعاية الإمبريالية. تركز كتاباتها على كشف التلاعب الإعلامي الجماهيري، وفضح السياسات الاستعمارية الجديدة، وتنتقد النخب الحاكمة الغربية، سواء من الأحزاب الليبرالية أو المحافظة.
وهي صوت بارز في نقد التغطية الإعلامية السائدة، خاصة في قضايا، مثل الحرب في الشرق الأوسط، والصراع في أوكرانيا، وقمع الحريات الإعلامية.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: Know Them by Their Fruits
هامش المترجم:
**الإشارة إلى الآية (مت 7: 16) من إنجيل متى: "مِنْ ثِمَارِهِمْ تَعْرِفُونَهُمْ. هَلْ يَجْتَنُونَ مِنَ الشَّوْكِ عِنَبًا، أَوْ مِنَ الْحَسَكِ تِينًا"؟
في ترجمات:
قطيعة خطيرة: عندما يتعلق الأمر بغزة لم تعد السياسة تعبر عن الشعب
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
الصفدي: الأردن لن يتوقف عن إسناد أهلنا في غزة
اضافة اعلان حديث الصفدي جاء خلال رعايته اليوم الاثنين ورشة عمل التي حملت عنوان "الاطر القانونية للتغيير المناخي والانتقال الطاقي في الاردن" والتي نظمها مركز مسارات الأردنية للتنمية والتطوير.واضاف الصفدي إن الأردن بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، سيبقى إلى جانب الحق الفلسطيني، ولن يتوقف الإسناد في تقديم الإغاثة لأهلنا في غزة، مقدمين كل جهد لوقف الحرب، رافضين أي إجراءات أحادية في الضفة الغربية، حيث إن استمرار هذا الإجرام سيكون سبباً في إغراق المنطقة بالفوضى.وحول مضامين الورشة المتعلقة بالتغير المناخي قال الصفدي أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني يلتزم برؤية واضحة نحو مستقبل أخضر مؤكدا ان مجلس النواب يؤمن بأن التشريع هو ركيزة هذا التحول، وعليه مسؤولية تطويره بما يواكب التغيرات المناخية ويخدم أجيال المستقبل.وقال ان التغيرات المناخية باتت واقعًا ملموسًا يؤثر على مختلف مناحي حياتنا، وتبدو آثاره في مواردنا الطبيعية، في أمننا الغذائي والمائي، وفي صحة مواطنينا واقتصادنا الوطني، ويضاعف من الضغوط على الموارد الطبيعية، وعلى رأسها المياه والطاقة، وهي قطاعات حيوية بالنسبة للأردن الذي يواجه تحديات بيئية واقتصادية مركّبة مؤكدا انه ورغم محدودية الموارد، إلا ان الأردن كان ولا يزال، في طليعة الدول التي تبنت نهجًا تشاركيًا ومتوازنًا في التعامل مع قضايا المناخ والطاقة.وقال ان مجلس النواب يدرك أن الانتقال في مجال الطاقة لا يقتصر على التحول من مصادر طاقة تقليدية إلى طاقة نظيفة، بل يتطلب منظومة تشريعية متكاملة تُشجع الاستثمار، وتوفر الحوافز، وتضمن العدالة، وتحقق الأمن الطاقي والاقتصادي في آن واحد.وشدد الصفدي على ضرورة تعزيز التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، اضافة إلى أهمية إشراك مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والجامعات ومراكز البحث العلمي، لضمان صياغة سياسات واقعية وقابلة للتطبيق.وختم الصفدي حديثه بالتأكيد على أن التصدي لتغير المناخ لا يتم فقط من خلال السياسات والنيات، بل من خلال تشريعات واضحة، مرنة قابلة للتنفيذ، تضمن الحوافز وتُشرك جميع الفئات، وخصوصًا الشباب والمرأة ، في هذا المسار.من جانبه، قال المدير التنفيذي لمؤسسة مسارات الأردنية ، طلال غنيمات، إن التحولات المناخية أصبحت مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بأزمات التنمية والعدالة الاجتماعية، ما يفرض على البرلمانيين مسؤولية متقدمة لفهم أبعاد هذه القضايا وصياغة حلول تستند إلى حقوق الإنسان وتعزيز كرامة المجتمعات الهشة.ولفت غنيمات الانتباه إلى أن العدالة المناخية تتطلب خطابًا برلمانيًا شجاعًا يواجه السياسات الجائرة، ويطرح رؤى بديلة قائمة على التمكين والمساواة، مشددًا على أن بناء مستقبل بيئي عادل لا يمكن أن يتحقق دون شراكات سياسية ومجتمعية فاعلة.بدورها، نوّهت مديرة برامج في مؤسسة فريدريش إيبرت، دينا كسبي، إلى أن التغير المناخي تحول إلى قضية إنسانية وسياسية بامتياز، تستدعي تحركًا تشريعيًا متكاملًا.وأضافت أن تعزيز قدرات البرلمانيين في تحليل السياسات البيئية هو أحد محاور عمل المؤسسة، لما له من دور حاسم في صياغة تشريعات عادلة ومستجيبة للواقع المناخي.وفي ختام اليوم الأول لجدول أعمال الورشة، عبّر غنيمات عن امتنانه لرعاية الصفدي، مضيفًا أن الطريق إلى تحول بيئي حقيقي لا يمر فقط عبر المؤتمرات والشعارات، وإنما من خلال العمل المؤسسي والشراكة مع الجهات الدولية الداعمة، في سبيل بناء مستقبل لا يُقصى منه أحد.


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
"دقيقة جداً ولا تشكل تهديداً على السكان".. هكذا تتم الإنزالات الجوية على غزة
428 إنزالًا جويًا أردنيًا حملت خلال 14 يومًا نحو 300 طن من المواد الإغاثية العاجلة وقد قام سلاح الجو الملكي التَّابع للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي بـ 139 إنزالا منها، وشاركت دول شقيقة وصديقة بـ289 إنزالًا، كانت طريقًا سريعًا لإيصال المساعدات الإغاثية العاجلة ولم تشكّل خطرًا على أبناء قطاع غزَّة المجوَّعين فالعملية علمية ومدروسة بدقة. اضافة اعلان رافقت وكالة الأنباء الأردنية (بترا) عددًا من الإنزالات الجوية التي قامت بها طائرات سلاح الجو الملكي الأردني، وقد شهدت عملية تجهيز واسعة ودقيقة للمواد الإغاثية بدءًا من نقلها وتثبيتها على طريق حديدي مثبَّت على جسم الطائرة من الداخل، والتأكد من عجلات حديدية تعمل على السير بالمساعدات الإغاثية نحو خارج جسم الطائرة ويقوم على هذه العملية ضباط وجنود مدربون بكفاءة لدى القوات الخاصة الملكية الأردنية. يقول العميد الطيار المتقاعد نواف الخصاونة لوكالة الأنباء الأردنية (بترا) والذي حلَّق بطائرات سي ون 30 لمدة 20 ألف ساعة والتي تقوم الآن بالإنزالات الجوية على قطاع غزَّة، إنَّ عملية الإنزال الجوي لا تشكل خطرًا على سكان قطاع غزَّة لأن قائد الطائرة وفريقه المِلاحي والمكون من عناصر لسلاح الجو الملكي والقوات الخاصة الملكية يقومون بوضع الخطط المدروسة علميًا ومنطقيًا قبل أن يتم إنزال المساعدات على أهل القطاع. وأضاف أنَّ عملية الإنزال قبلها يكون تجهيز المواد الإغاثية داخل الطائرة والتي تحتاج إلى نحو 6 ساعات لتركيبها بدقة على جسم الطائرة لأنَّ أي خلل قد يلحق الضرر بنفس الطائرة، وبعد الإقلاع يبدأ الفريق الملاحي بتجهيز المظلات والتحقق من سلامة طريقها إلى خارج جسم الطائرة، ويتم النزول إلى نحو ألف قدم والنظر باتجاه إحداثيات دقيقة للإنزال ومراقبة سرعة الرياح ثم يمنح قائد الطائرة الإذن بالبدء بتنفيذ عملية الإنزال ومتابعتها عبر النَّظر حتى وصولها آمنة إلى الأرض وبالقرب من السكان. ولفت إلى أنَّ من يتحدث عن تهديد هذه الإنزالات للسكان هو يتحدث عن غير عِلم ولا يعرف كيف يعمل سلاح الجو الملكي الأردني، فالدقة التي يملكها فريق الطيران بالإنزالات الجوية تحمل بعدين رئيسيين، الأول هو القيام بمهمة وواجب إنساني تجاه الأشقاء المدنيين في قطاع غزة، والثاني هو القيام بهذه المهمة وفق أعلى معايير الدقة والكفاءة المهنية التي يمتلكها كافة أفراد القوات المسلحة الأردنية. وبين أنَّ الإنزالات الجوية التي يقوم بها سلاح الجو الملكي هي من أخطر أنواع الإنزالات الجوية لأنَّها في منطقة حرب مشتعلة والخطر كبير ولا يمكن أن يقوم بهذا الجهد النوعي سوى الأردن وقواته المسلحة، وأنَّ هذا ناتج عن جهود جلالة الملك عبدالله الثاني والذي يعتبر علامة فارقة في تاريخ الأردن والعالم بسبب مواقفه وإنسانيته التي دائمًا تكون أول الحاضرين. وبين أن المخاطرة في عملية الإنزالات الجوية الحالية هي مخاطرة محسوبة بدقة، وقد عجزت دول عديدة عن تنفيذها، وقبل كل إنزال يقوم فريق الملاحة وقائد الطائرة بدراسة المنطقة وسرعة الرياح وتفاصيل الطقس كاملة والارتفاع الذي يستطيع الوصول إليه وبالتالي فإنَّ العملية ليست عشوائية أبدًا. وأكد أن المساعدات تنزل بالمظلات والتي تخفف من سرعة النزول وتحافظ على المساعدات من التلف والخراب وتأخذ من دقيقة إلى دقيقتين حتى تصل إلى الأرض وبالتالي فإنَّ السكان يشاهدونها بوضوح ويتابعون نزولها حتى وصولها إلى الأرض ويستطيعون الابتعاد عن مكان نزولها ولا تأتيهم فجأة، وبالتالي من يتحدث بلغة تهديد هذه الإنزالات للسكان ليس من بين أهدافه إنقاذ المدنيين في مناطق النزوح والمجاعة أبدًا. أستاذة الإرشاد النفسي والتربوي في الجامعة الأردنية الدكتورة عُلا الحويان، قالت إنَّ من يقلل من أهمية الإنزالات الجوية أو الدور الأردني هو شخص منفصل تمامًا عن معاناة أهل غزة، فتعاطف الأردن وجهوده التي يقودها جلالة الملك عبد الله الثاني تدخل في أحد أهم الجوانب النفسية للغزيين في هذه الظروف والتي يصنفها العلم بانَّها من الضروريات في التعاطف مع الآخرين. وأضافت أنَّ أهل غزَّة يُعانون من ظروف قاهرة وقاسية جدًا بين الحرب والقتل والنزوح وخراب بيوتهم وقلة الطعام واللباس والشراب وبالتالي فإنَّ نزول المساعدات إليهم من الجو ودخولها من البر يعطيهم أملًا في الحياة والبقاء والمقاومة ويساعدهم على تخفيف معاناتهم ومعاناة أطفالهم ونسائهم وبالتالي فإنَّ من يتحدثون بغير ذلك هم خارج هذه المعاناة ولا يعيشونها أساسا وهم بالتأكيد يعيشون وأبنائهم ظروفًا ممتازة وآمنة ولا يبحثون إلا على التشكيك الذي لا يخدم أهل غزَّة بالدرجة الأولى. وبينت أنَّ علم النفس يركز على الاهتمام والتعاطف مع الطرف الآخر لأنَّه يُحسّن من صحته النفسيه ومزاجه العام، ولذلك فإنَّ حاجة أهل غزَّة للمساعدات الإغاثية ونزولها له من الجو او دخولها من البر هي من أشد أنواع التعاطف والشعور مع الآخر وأكبر رسالة هي تلك التي نشاهدها ردود الفعل عند استقبال المساعدات على الأرض عندها تتأكد أن الأردن كان صائبًا في أن يقوم بهذه الإنزالات الجوية صحيح أنها لا تكفي وكلفة نقلها عالية إلا أنَّ الأردن قال جملة مشهورة: لو أنَّ كل الإنزالات الجوية ستطعم طفلا فلسطينيا واحدا وتنقذه من الموت سنواصل إرسالها له. وبينت أنَّ من يسكنون اليوم في منطقة معزولة عن العالم ويجوَّع بها الأطفال والنساء عندما تصلهم وجبة طعام ساخنة، أو كيس طحين أو غير ذلك من مواد طبية هي رسالة تقول للغزييين دائما: "الأردن معكم، والإنزالات آمنة وبها كميات تساعدكم على البقاء وسنواصل هذه الإنزالات لكم مهما كلَّف الأمر، ولن تؤثر كل الألسن المسمومة والتي تشكّك في كل شيء وتحاول أن تغلّب مصالحها على مصلحة الإنسان في غزَّة". ولفتت إلى أنَّ المساعدات تساعد في رفع معنوياتهم ويجعل لديهم أمل بعيدًا عن الاضطراب النفسي خصوصا إذا وجد دولة مثل الأردن تقف معه ولا تتركه ومن المهم جدًا أن يواصل الأردن تقديم المساعدات وبكافة أشكالها لأهل غزَّة وأن لا يلتفت إلى كل من يحاولون من النيل من هذه الجهود، ويكفي أن يفرح طفل بوجبة وكاسة عصير تديم حياته إلى وقت الإنزال التالي ومساعدة جديدة. ولفتت إلى أنَّها وكمدرسة لعلم النفس فقد حللت عددا من المقاطع المصورة التي نشرها أهل غزَّة بعد أن حصلوا على المساعدات الإغاثية التي نزلت بالمظلات الأردنية وتبين لها أنَّهم بأمس الحاجة لهذه المساعدات ويريدون أن يقولوا لكل الأصوات المعارضة لها: اصمتوا فهذه المساعدات هي طريق النجاة الأردنية التي وصلتنا رغم كل الحصار والتجويع المستمر لمليوني فلسطيني. وبينت أنَّ الأردن أرسل عبر الإنزالات الجوية مادة التَّمر الأردني وهذا ما عبر عنه غزيون في أحد المقاطع المصورة وهم فرحون بوجود هذه المادة التي تشكل قيمة غذائية كبيرة ولا تكاد تختفي من على الموائد، وهذه إشارة إلى أن اعداد المساعدات في الأردن لا يكون عشوائيًا بل هو مدروس ويعلم باحتياجات أهل غزَّة في مثل هذه الظروف القاسية جدًا. وأكدت أنَّ أهل غزَّة يعيشون ظروفًا قاسية واستثنائية جدًا وهم في مأساة إنسانية لا مثيل لها وقد أثرت على الجميع وتأثر الأردن والأردنيون بها، والأثر النفسي على أبناء القطاع لا يقل عن غيره من أثر وبالتالي فإنَّ الشكر لكل من فكر وقام بالإنزالات الجوية، وعلى رأسهم صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني والقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي ونشامى سلاح الجو الملكي الذين يقومون بهذا الجهد النوعي الكبير.


الغد
منذ ساعة واحدة
- الغد
"العمل النيابية" تبحث إنهاء عقود العمل غير المحددة المدة
عقدت لجنة العمل والتنمية الاجتماعية والسكان النيابية، برئاسة النائب معتز أبو رمان، اجتماعاً اليوم الاثنين لبحث حالات إنهاء عقود العمل غير محددة المدة، والتداعيات الاجتماعية والاقتصادية المرتبطة بها. اضافة اعلان وحضر الاجتماع كل من: وزير العمل الدكتور خالد البكار، ورئيس ديوان التشريع والرأي الدكتور خالد الدغمي، ومدير عام المؤسسة العامة للضمان الاجتماعي بالوكالة الدكتور جاد الله الخلايلة، والمستشار القانوني للمؤسسة شامان المجالي، والقاضي أشرف شموط ممثلًا عن المجلس القضائي، ورئيس مركز بيت العمال الأردني حمادة أبو نجمة، وممثلة منظمة العمل الدولية ريم أصلان، ونائب رئيس غرفة صناعة الأردن محمد الجيطان، وممثل غرفة تجارة الأردن سعد بزبز، وممثل اتحاد نقابات العمال خالد أبو مرجوب ، ومدير مركز الفينيق للدراسات الاقتصادية والمعلوماتية أحمد عوض. وأكد النائب أبو رمان في مستهل الاجتماع، أن اللجنة تولي هذا الملف اهتماماً بالغاً نظراً لتزايد الشكاوى المتعلقة بإنهاء عقود عمل دون مبررات قانونية، مشيرًا إلى أن العلاقة العمالية يجب أن تستند إلى التوازن بين حقوق العمال واستقرار المنشآت الاقتصادية. ودعا إلى ضرورة تطوير النصوص القانونية بما يحقق العدالة للطرفين، ويمنع أي استغلال أو تعسف في بنود إنهاء الخدمة. وأشار الى أن الهدف من الاجتماع هو الوقوف على الإشكالات التي يثيرها تطبيق المادة (23) من قانون العمل، التي تنص على أنه "إذا رغب أحد الطرفين في إنهاء عقد العمل غير المحدد المدة فيترتب عليه إشعار الطرف الآخر خطياً قبل شهر على الأقل". وأشار إلى أن هناك فجوة في التطبيق تستوجب المراجعة، خصوصاً في ظل ورود شكاوى عديدة من عمال تم إنهاء خدماتهم دون أسباب جوهرية، مستغلين الإشعار القانوني كوسيلة للفصل دون تعويض. وقال أبو رمان إن "المادة (23) من قانون العمل بصيغتها الحالية تفتقر للتوازن المطلوب بين العامل وصاحب العمل، وتُستخدم أحيانًا كذريعة لفصل العامل دون مبررات حقيقية، رغم أنها وُضعت لتنظيم العلاقة وليس لإنهائها تعسفيًا". وأضاف: "نحن في اللجنة نعمل على حماية الأمن الوظيفي للعامل الأردني، وفي الوقت ذاته لا نغفل احتياجات القطاع الخاص، لكن لا بد من تعديل يفرض تسبيب قرار إنهاء العقد ويمنع استغلال بند الإشعار". بدوره أكد البكار أن الوزارة تستخدم هذه المادة في اضيق نطاق ممكن وتسعى لحل النزاعات من خلال الحوار قبل تفاقمها حفاظاً على مصلحة أطراف العملية الإنتاجية الثلاثة والخروج بمعادلة توازن بين تلك الأطراف. وأشار الى أن الوزارة منفتحة على أي مقترحات عملية تصب في حماية بيئة العمل وتعزيز الإنتاجية مستعرضاً الجهود التي قامت بها الوزارة لضمان استقرار سوق العمل وحقوق الطرفين. من جهتهم اكد النواب: الدكتور إبراهيم الطراونة، المهندس حسين كريشان، رند خزوز، شفاء مقابلة، عبدالرؤوف الربيحات، المهندس محمد المحاميد، يوسف الرواضية ، رانيا خليفات ، الدكتور لبنى النمور ، المهندس حسن الرياطي ، أن الهدف من مناقشة المادة (23) ليس التضييق على أصحاب العمل، بل السعي إلى إرساء منظومة عادلة تحمي العامل من الفصل التعسفي، وتمنح صاحب العمل المرونة التي تمكنه من الاستمرار. وشددوا على أن مجلس النواب يضطلع بمسؤولياته التشريعية في حماية أطراف العلاقة العمالية ضمن رؤية متوازنة، مشيرين إلى أن الأمان الوظيفي والاستقرار الاقتصادي ليسا متعارضين، بل متكاملين، وأن أي تعديل تشريعي يجب أن يُبنى على حوار وطني شامل يراعي مصالح جميع الأطراف ويعزز بيئة العمل في المملكة. وشهد الاجتماع نقاشاً موسعاً بين مختلف الأطراف الحاضرة تمحور حول ضرورة تحقيق توازن تشريعي يضمن العدالة في إنهاء عقود العمل غير محددة المدة، ويحقق مصلحة جميع أطراف العملية الإنتاجية. وأجمع الحضور على أن الاستقرار الوظيفي ومرونة التشغيل يعتبران ركيزتين أساسيتين لأي بيئة عمل سليمة ومحفزة مؤكدين ان أي تعديل تشريعي مرتقب لا بد أن يراعي خصوصية الواقع الاقتصادي ويصون الحقوق العمالية دون أن يُقيد قدرة المنشآت على التكيف مع تحديات السوق. وشدد المتحدثون على أهمية الشراكة المتوازنة بين العامل وصاحب العمل، وتعزيز مناخ الإنتاج والاستثمار في الأردن. وفي ختام الاجتماع اتفقت اللجنة مع جميع الأطراف المعنية على ضرورة تقديم مقترحات عملية خلال أقرب وقت، تمهيدا لإعداد ورقة نقاشية شاملة تعالج الثغرات القانونية الراهنة وتسهم في تعزيز بيئة عمل عادلة ومتوازنة بما يرسخ الاستقرار الوظيفي ويدعم جهود التنمية الاجتماعية المستدامة. وأكد النائب أبو رمان أن اللجنة ستتابع هذا الملف على أعلى المستويات، مشدداً على أن العدالة العمالية هي ركيزة الاستقرار الاجتماعي والنمو الاقتصادي معاً.