logo
"تكيف" عراقي حذر تجاه سوريا الجديدة: الأمن القومي أولا

"تكيف" عراقي حذر تجاه سوريا الجديدة: الأمن القومي أولا

شفق نيوز١٩-٠٤-٢٠٢٥

شفق نيوز/ اعتبر مركز "بورز آند بازار" البريطاني، أن الواقع الجيوسياسي الجديد الذي نشأ في الشرق الاوسط، مع سقوط نظام بشار الاسد، وتولى احمد الشرع الحكم في سوريا، يفرض على العراق التعامل بنهج تدريجي حذر إزاء دمشق، على أن يعطي الأولوية للأمن وسلامة حدوده في الوقت الراهن على حساب توسيع العلاقات، وبانتظار ايضا أن تتبلور سياسات الولايات المتحدة وتركيا وإيران، بينما يبقى الامن القومي العراقي يمثل حجر الزاوية في سياسته تجاه سوريا.
وذكر المركز البريطاني في تقرير، ترجمته وكالة شفق نيوز، وجاء بعنوان "العراق يبدأ بالتكيف مع واقع ما بعد الأسد في سوريا"، بأن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني التقى مؤخرا بوساطة قطرية، الرئيس السوري احمد الشرع في قطر، في اول لقاء لهما، وكان الامن الاقليمي في صميم اهتمامات رئيس الحكومة العراقية وركزت المحادثات على ضبط الحدود ومكافحة الارهاب، فيما عبر الرجلان عن مخاوفهما المشتركة إزاء عدم الاستقرار على طول الحدود العراقية-السورية.
وأوضح التقرير، أن ظهور واقع جيوسياسي جديد في الشرق الاوسط، دفع جيران سوريا، مثل العراق، الى اعادة تقييم نهجهم ازاء دمشق، مشيرا إلى أن صعود الشرع، وهو عضو سابق في تنظيم القاعدة في العراق، أثار القلق لدى المؤسسة الامنية العراقية، لافتا الى ان موقف العراق من سوريا، يتشكل من تجربته خلال الحرب الاهلية، حين ادى التطرف العابر للحدود الى تفاقم التوترات الطائفية وتأجيج سنوات من الحرب.
وأشار إلى أن المسؤولين العراقيين يخشون من ان يتسبب تجدد عدم الاستقرار في سوريا في خلق ارض خصبة لعودة تنظيم داعش، مما يهدد الوضع الامني الهش اصلا في العراق، بينما يقول التقرير أن تأمين حدود العراق الممتدة على طول 600 كيلومتر مع سوريا يمثل حاليا أولوية قصوى في ظل التحديات المتواصلة، كالتهريب الحدودي، وتسلل المتطرفين، وتدفق اللاجئين.
وبرغم ان التقرير لفت الى انه يتحتم على بغداد تقييم مدى قدرة القيادة السورية الجديدة على ان تصبح شريكا موثوقا، ومدى امكانية السعي الى تعاون سياسي واقتصادي أعمق، إلا انه قال ان القيادة العراقية، ومع رحيل الأسد مباشرة، اعتمدت "نهجا براغماتيا مدروسا"، حيث انها بدلا من التسرع في الانخراط الدبلوماسي الكامل كما فعلت دول عربية اخرى، فان صناع السياسة في العراق، اختاروا استراتيجية تمنح الأولوية للامن، بما في ذلك من خلال ايفاد مسؤولين استخباراتيين الى دمشق وتوجيه دعوة حذرة لوزير الخارجية السوري الجديد لاجراء محادثات في بغداد.
وبحسب التقرير، فإن هذا النهج المتردد يعكس، حالة من عدم اليقين من جانب القيادة العراقية، إزاء استقرار الحكم السوري الجديد، بالاضافة الى الجدل السياسي في الداخل العراقي حول تطبيع العلاقات الدبلوماسية معه حيث تثير علاقات الشرع السابقة بالشبكات "الجهادية" في العراق، حالة من القلق خصوصا بالنظر الى دور تنظيم القاعدة في الفظائع الطائفية خلال الحرب الأهلية بين عامي 2006 و2007.
ولفت إلى خشية العراق ايضا من امتداد محتمل قد يعيد احياء شبكات المتمردين داخل حدوده واعادة تعبئة داعش عبر الحدود، ولهذا، أكد التقرير انه قبل اجتماع السوداني - الشرع، ركزت الخطوات الاولى للعراق في التواصل مع سوريا على التنسيق الامني، بما في ذلك اعادة بغداد 1905 جنود سوريين من عهد الأسد، كانوا قد فروا عبر الحدود، كما تم ارسال مدير المخابرات العراقية حميد الشطري الى دمشق لاجراء محادثات مع الحكومة السورية الانتقالية، مع التركيز على مكافحة الارهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية.
وإلى جانب ذلك، قال التقرير هناك قضية مخيم الهول الذي يضم اكثر من 40 ألف معتقل مرتبط بداعش، بينهم العديد من المواطنيين العراقيين، مشيرا إلى استمرار عدم الاستقرار في شمال شرق سوريا، حيث لا تزال فلول داعش تنشط، الى جانب المستقبل غير المؤكد المتعلق بقوات سوريا الديمقراطية، وهو ما يشكل تهديدا مباشرا ليس بامكان بغداد ان تتجاهله.
وبحسب التقرير، فإن الاتفاق بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية في 10 مارس/اذار الماضي، والذي يمهد لدمج القوات الكوردية في ضمن النظام الامني السوري، يمثل عنصرا حاسما اخر في الحسابات الامنية للعراق الذي يراقب عن كثب تطوراتها خصوصا تأثيراتها على الجماعات المسلحة الكوردية المنتشرة على عند الحدود العراقية – السورية.
وأوضح أن المسؤولين الأمنيين في العراق يرون ان الاتفاقية تمثل خطوة محتملة نحو استقرار المنطقة، غير انهم ما زالوا حذرين من ان التوترات التي لم تعالج بين قوات سوريا الديمقراطية والفصائل المدعومة من تركيا، قد تشعل فتيل صراع جديد، مع احتمال انتشاره الى الاراضي العراقية.
وبعدما اشار التقرير إلى أن السوداني وجه دعوة الى الشرع لحضور القمة العربية المقبلة في بغداد في 17 ايار/مايو المقبل، اعتبر ان هذا اللقاء يعكس اهتمام البلدين بتجديد التنسيق، كما يبرز دور قطر المتنامي كوسيط للحوار الاقليمي.
وتناول التقرير اتخاذ الحكومة العراقية خطوات استباقية لتعزيز دفاعاتها بنشر وحدات اضافية من قوات الحشد الشعبي لتعزيز مواقع القوات المسلحة العراقية على طول الحدود، لمنع تسلل المسلحين ومراقبة الحدود واستهداف شبكات التهريب والانشطة الارهابية والتجارة غير المشروعة، بالاضافة الى تعزيز العراق جهوده في مكافحة تهريب المخدرات، التي تعكس قلق بغداد الأوسع بشأن كيفية تعامل الحكومة السورية الجديدة مع هذه الشبكات.
وأشار إلى أنه، من غير الواضح ما اذا كانت القيادة السورية الجديدة ستتعاون بفعالية في تفكيك تجارة المخدرات المتجذرة التي ازدهرت في عهد النظام السابق، وهو ما يمثل بالنسبة الى العراق، اختبارا مهما لمصداقية القيادة السورية الجديدة في ادارة الحكم والسيطرة على الحدود.
والى جانب ذلك، قال التقرير إن العراق وسع حجم مساعداته الانسانية لتشمل دير الزور ومناطق اخرى في شمال شرق سوريا، استجابة لادراكه ان استقرار هذه المناطق ليس واجبا اخلاقيا فقط، وانما ضرورة استراتيجية ايضا لمنعها من التحول الى ارض خصبة لتجدد التمرد.
وبرغم ذلك، أكد التقرير أن حجم مشاركة العراق المباشرة في إعادة اعمار سوريا لا يزال غامضا، اذ تقيم الحكومة العراقية بدقة المخاطر المالية والسياسية المترتبة على الالتزام بانخراط اكثر جوهرية مع جارتها الهشة، مضيفا أن مصالح العراق طويلة المدى في سوريا تمتد الى اعتبارات اقتصادية وبنية تحتية اكثر اتساعا، حيث لا تزال اعادة فتح الممرات التجارية، وتعزيز البنية التحتية عبر الحدود، وتطوير مشاريع طاقة مشتركة، من الخيارات الممكنة، الا ان هذه المبادرات مرتبطة باستقرار الوضع الداخلي السوري.
وأضاف أنه برغم الروابط التاريخية والاقتصادية العميقة بين البلدين، إلا ان احياء التواصل الاقتصادي لا يزال هدفا بعيد المدى وليس أولوية آنية، بما في ذلك فكرة اعادة تشغيل خط انابيب كركوك - بانياس النفطي المتوقف منذ فترة طويلة، إلا أن التقرير رأى ان تقلبات الوضع في سوريا ما بعد الأسد، الى جانب البيئة التنظيمية غير الواضحة، تجعل اي مشروع اقتصادي واسع سابقا لاوانه في احسن الاحوال.
واعتبر التقرير، أن العراق فيما يظهر المزيد من الوضوح السياسي والامني، فإنه من غير المرجح أن يسعى الى مشاريع بنية تحتية كبرى عبر الحدود او مبادرات اقتصادية مع دمشق.
الى ذلك، قال التقرير الحوار بين العراق وسوريا يتأثر بقوة بالديناميكيات الاقليمية الاوسع، خصوصا تصرفات ايران وتركيا والولايات المتحدة.
وأوضح، أن طهران اعتمدت دائما على كل من العراق وسوريا كحواجز استراتيجية وقنوات اتصال نحو البحر الابيض المتوسط، وهي تجري اعادة تقييم لنهجها بعد سقوط الاسد، في حين تشهد الفصائل الموالية لايران داخل الحشد الشعبي العراقية، والتي قاتل بعضها الى جانب قوات الاسد، مرحلة انتقالية معقدة، مضيفا ان بعضها فتح قنوات اتصال حذرة مع القيادة السورية الجديدة، إلا أن البعض الاخر لا يزال متشككا وحذرا من التوجهات الاسلامية للحكام الجدد.
أما بالنسبة الى تركيا، فقد أشار التقرير إلى أن الوجود التركي المتزايد في شمال سوريا يضفي تعقديات اضافية على حسابات العراق الذي يتحتم عليه ان يأخذ بالاعتبار من اجل تخطيطه الاستراتيجي، مواجهات انقرة مع قوات سوريا الديمقراطية، وطموحاتها الاقليمية الاوسع، وموقفها الاخذ بالبلورة فيما يتعلق بالشؤون الكوردية.
ورأى التقرير، أن مبادرات السلام الاخيرة بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني أثارت تساؤلات حول الديناميكيات الكوردية عبر الحدود العراقية –السورية، حيث تراقب الفصائل الكوردية في العراق هذه التطورات، باعتبار ان اي تحولات في سياسة تركيا تجاه سوريا قد تؤثر بشكل مباشر على جاهزية قواتها ونفوذها السياسي.
وفيما يتعلق بمستقل السياسة الأمريكية، فقد قال التقرير أنه "غير مؤكد"، وهو يلقي بثقله على صناع القرار في العراق حيث لا تزال استدامة هذا الوجود على المدى الطويل، موضع شك، مضيفا انه في حال قلصت واشنطن التزامها، فان الفراغ الامني قد يشجع فلول داعش، مما يجبر العراق على تعزيز جهوده في ضبط الحدود لمنع امتداد عدم الاستقرار الى اراضيه.
وخلص التقرير، إلى أنه من المتوقع في الوقت الراهن، أن يواصل المسؤولون العراقيون "اتباع نهج تدريجي يعطي الاولوية للامن في علاقاتهم مع سوريا"، مضيفا انه بينما تعيد الجهات الفاعلة الاقليمية، بما فيها تركيا وايران والولايات المتحدة، النظر في مواقفها تجاه سوريا، فانه يتحتم على العراق ان يحدد مساره الخاص بحرص، لضمان ان يظل امنه القومي حجر الزاوية في سياسته تجاه سوريا".
وختم بأن مسار العلاقات العراقية - السورية خلال الاشهر المقبلة، يرتبط بقدرة القيادة السورية الجديدة على ترسيخ الاستقرار، واحتواء التهديدات الامنية، وتمهيد الطريق لتعاون اقليمي، مضيفا انه حتى ذلك الحين، فانه من المتوقع ان يظل انخراط العراق حذرا وعمليا، مركزا في المقام الاول على حماية حدوده.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

توتر متصاعد على الحدود السورية اللبنانية.. هل يعكس تهريب السلاح عودة النفوذ الإيراني؟
توتر متصاعد على الحدود السورية اللبنانية.. هل يعكس تهريب السلاح عودة النفوذ الإيراني؟

الحركات الإسلامية

timeمنذ 9 ساعات

  • الحركات الإسلامية

توتر متصاعد على الحدود السورية اللبنانية.. هل يعكس تهريب السلاح عودة النفوذ الإيراني؟

في مشهد يعيد إلى الأذهان سنوات الحرب السورية وأدوار القوى الإقليمية المتشابكة فيها، عادت الحدود السورية اللبنانية إلى واجهة الأحداث الأمنية، بعد إعلان السلطات السورية، ضبط شحنة ضخمة من الأسلحة، تضم صواريخ غراد كانت معدّة للتهريب إلى "حزب الله" اللبناني، وذلك في مدينة القصير السورية الحدودية. هذه العملية هي الثانية التي تُكشف خلال شهر مايو الجاري، ما يثير تساؤلات واسعة حول الجهة التي تقف خلف هذه الأنشطة، وما إذا كانت تعكس بوادر استعادة إيران لنفوذها العسكري والأمني في سوريا، أم أنها مجرد تحركات فردية لعصابات محلية تتغذى على الفوضى. ليست القصير بلدة عابرة في الحسابات الجيوسياسية. فقد شكلت خلال العقد الماضي مركزًا حيويًا لحزب الله وموقعًا استراتيجيًا لتحركاته العابرة للحدود. ومع تصاعد القتال في سوريا منذ عام 2011، تحوّلت القصير إلى قاعدة عمليات متقدمة، حيث أنشأ الحزب فيها ثكنات عسكرية ومراكز تدريب لميليشيات موالية لإيران، من أبرزها "لواء الرضا" المنتشر في ريف حمص. ورغم ما شهدته الساحة السورية من تغييرات ميدانية وتراجع نفوذ طهران نسبيًا في أعقاب تآكل سلطة نظام الأسد وتقدم بعض الأطراف الدولية في ملفات إعادة الإعمار، فإن الوقائع الميدانية تشير إلى محاولات إيرانية متكررة لإعادة تشكيل شبكة نفوذها، لا سيما في المناطق الحدودية التي تسهّل لها التواصل مع حزب الله، ذراعها الأبرز في المنطقة. مصادر سورية مطلعة أكدت في تصريحات خاصة أن وتيرة عمليات التهريب التي تم ضبطها، خصوصًا خلال الأشهر الماضية، تشير إلى عودة تدريجية لحركة شبكات تهريب مرتبطة بطهران. وأضافت المصادر أن العديد من الشحنات المضبوطة، والتي توزعت بين حمص، والقصير، وسهل البقاع، كانت تحتوي على أسلحة متوسطة وثقيلة من طراز إيراني، ما يعزز فرضية تورط مباشر من الحرس الثوري أو وكلاء تابعين له. وكان شهر يناير الماضي قد شهد عدة محاولات تهريب مشابهة، مما دفع الجهات الأمنية في سوريا إلى تعزيز وجودها في بعض النقاط الساخنة، خصوصًا في مناطق التماس القريبة من الحدود اللبنانية. مع ذلك، لا يمكن تجاهل الاحتمال الآخر الذي تشير إليه بعض التقديرات، وهو أن تكون عصابات محلية مسلحة هي من يقف وراء هذه العمليات. ففي أعقاب سقوط النظام المركزي في العديد من المناطق السورية، ظهرت شبكات تهريب معقدة تستغل الفوضى والفراغ الأمني، وتتعامل بمرونة مع الجهات القادرة على الدفع، سواء كانت ميليشيات، أو تجار مخدرات، أو فصائل مسلحة. وتنشط هذه الشبكات بشكل خاص في مدن مثل القصير وحمص، حيث تمتد الروابط العائلية والقبلية إلى داخل لبنان، لا سيما في منطقة البقاع. وتركز هذه العصابات، بحسب المصادر، على تهريب الكبتاغون والأسلحة الخفيفة، التي أصبحت مصدر دخل رئيسي في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية. ولم تقتصر مظاهر التوتر على محاولات التهريب فقط، بل شهدت الحدود في فبراير الماضي اشتباكات عنيفة بين عناصر من "هيئة تحرير الشام" وفصائل محسوبة على "حزب الله" في مناطق متفرقة من البقاع، خصوصًا في بلدات سهلات الماي، الزكبا، والقصير. وبحسب ما أفادت به مصادر ميدانية، فقد اندلعت المواجهات بعد محاولة عناصر من الحزب تمرير شحنة أسلحة ومخدرات عبر معابر غير شرعية، بتنسيق مع مجموعات سورية موالية لإيران. وامتدت الاشتباكات لتشمل بلدات أخرى، في مؤشر واضح على هشاشة الوضع الأمني وغياب السيطرة الكاملة لأي جهة على الأرض. مع تكرار هذه الحوادث، يبدو المشهد الحدودي السوري اللبناني مفتوحًا على عدة سيناريوهات، أولها أن تعمد إيران إلى إعادة رسم وجودها الأمني في سوريا من خلال وكلائها، وعلى رأسهم حزب الله، مستفيدة من ضعف السيطرة الحكومية السورية في المناطق الحدودية. أما السيناريو الآخر، فيتمثل في توسّع نفوذ العصابات المحلية التي تعمل بمنطق السوق، والتي قد تكون متورطة في تمرير الأسلحة مقابل المال، دون ارتباط مباشر بأي أجندة سياسية. وهذا السيناريو يطرح تحديات كبيرة أمام الأمنين السوري واللبناني، كونه يعكس تحوّل بعض المناطق إلى "مناطق رمادية" خارجة عن السيطرة. ويري مراقبون أن الوقائع على الأرض تشير إلى أن خطوط التهريب لم تُغلق قط، وإنما خضعت لإعادة تنظيم وتكتيك جديد يتماشى مع التوازنات الإقليمية. وبين طهران التي تسعى لإعادة تموضعها في سوريا، وحزب الله الذي يحتاج إلى تدفق مستمر للأسلحة لتعزيز وضعه الداخلي والخارجي، والعصابات المحلية التي وجدت في الفوضى مورد رزق دائم، تبقى الحدود السورية اللبنانية منطقة قابلة للاشتعال في أي لحظة. ما يحدث على الحدود اللبنانية-السورية "لا يرتبط بخلفية سياسية مباشرة، بل هو صراع على النفوذ والسيطرة يحمل أبعاداً طائفية"، بحسب خبراء. وأشار المراقبون إلي أنه في ظل غياب حلول سياسية شاملة في سوريا، واستمرار تفكك السلطة الأمنية، ستظل هذه المناطق ساحة مفتوحة أمام شبكات التهريب والمصالح المتضاربة، في انتظار انفجار أكبر، قد لا يكون بعيدًا.

بعد عقدين من زوال النظام السابق.. ندوة تناقش حقوق الكورد الفيليين "المسلوبة"
بعد عقدين من زوال النظام السابق.. ندوة تناقش حقوق الكورد الفيليين "المسلوبة"

شفق نيوز

timeمنذ 10 ساعات

  • شفق نيوز

بعد عقدين من زوال النظام السابق.. ندوة تناقش حقوق الكورد الفيليين "المسلوبة"

شفق نيوز/ أقيمت ندوة قانونية في العاصمة بغداد، يوم الأربعاء، لتسليط الضوء على حقوق الكورد الفيليين وسبل استردادها وفق الأطر القانونية والدستورية. وذكرت مراسلة وكالة شفق نيوز، أن الندوة أقيمت بتنظيم البيت الثقافي الفيلي التابع لوزارة الثقافة والسياحة والآثار، وبالتعاون مع المفوضية العليا المستقلة لحقوق الإنسان. وبينت أنه تم إلقاء محاضرات حول بناء الوعي القانوني والاجتماعي للكورد الفيليين، وتسليط الضوء على حقوق هذه الشريحة، والاهتمام بها ومنحها حقوقها المنصوص عليها قانونياً. يأتي ذلك بعد مضي 22 عاماً على زوال النظام السابق وعودة أعداد كبير من الكورد الفيليين الذين تم تهجيرهم وإسقاط الجنسية العراقية عنهم ومصادرة عقاراتهم وممتلكاتهم، فضلاً عن تغييب مصير الآلاف منهم. وقال مسؤول ملف الأقليات والسلم المجتمعي في المفوضية العليا لحقوق الانسان، قيس حسين غايب، خلال محاضرته، إن "دور المفوضية العليا لحقوق الإنسان يتمثل في متابعة حقوق الكورد الفيليين، ومنها إعادة الجنسية العراقية إليهم، وتعويض الأضرار والأملاك المُصادرة من قبل النظام السابق، إضافة إلى البحث عن رفاة ضحايا هذه الشريحة الذين ما زال الآلاف منهم مجهولي المصير". وأضاف "هذه المحاور الثلاثة هي أبرز ما تهتم به المفوضية بالتنسيق مع الجهات المؤثرة والتنفيذية كافة في الدولة". وأشار إلى أن "هذه الندوة تأتي لتوضيح حقوق الكورد الفيليين وكيفية تعامل الجهات الرقابية والجهات التنفيذية في معالجتها"، مؤكداً ورود شكاوى إلى المفوضية من قبل مواطنين كورد فيليين حول وجود عرقلة في منحهم جنسياتهم التي أسقطها عنهم النظام السابق. ولفت غايب إلى أن "قسم الأقليات في مجلس محافظة بغداد يتبنى موضوع إعادة الجنسية وتسهيل إجراءات منحها، كما توجد توصيات من مجلس الوزراء بهذا الخصوص". وأوضح غايب أن "هناك غياب للإحصائيات والإحداثيات حول المقابر الجماعية وإعدادها ومواقعها وما تحتويه من رفات، كما أن هناك مادة قانونية تصطدم بفتح المقابر الجماعية إلا من قبل الجهة المختصة، وهناك إجراءات تشريعية وتنفيذية لمعالجة هذا التعارض". من ناحيته، أكد الباحث الفيلي فريدون كريم، لوكالة شفق نيوز، أن "قضية المقابر الجماعية مشكلة معقدة، بسبب وجود جهات لا ترغب في الكشف عن عدد المغيبين". وبين "تم في وقت سابق مناقشة ملف الرفاة مع عدة جهات محلية ودولية، ومنها الأمم المتحدة التي تمتلك إمكانيات كبيرة يمكن من خلالها الكشف عن رفاة الكورد الفيليين، إلا أن أحداً لم يحرك ساكناً في هذا الملف". بدورها أشارت مسؤولة تطوير الأداء المؤسسي في المجمع العلمي العراقي، لمياء عدنان المندلاوي، إلى "أهمية هذه المحاضرات والندوات التي تتعلق بحقوق شريحة الفيليين ومتابعة الإجراءات التنفيذية بخصوص الأملاك والجنسية والمقابر الجماعية". واضافت في حديث لوكالة شفق نيوز، أن "المحاضرات التي ألقيت في هذه الندوة سلطت الأضواء على الجوانب القانونية التي تخص حقوق هذه الشريحة".

"كان مكبا للنفايات".. إسرائيل تتابع ترميم قبر "إسحاق جاؤون" في بغداد
"كان مكبا للنفايات".. إسرائيل تتابع ترميم قبر "إسحاق جاؤون" في بغداد

شفق نيوز

timeمنذ 16 ساعات

  • شفق نيوز

"كان مكبا للنفايات".. إسرائيل تتابع ترميم قبر "إسحاق جاؤون" في بغداد

شفق نيوز/ سلطت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" الضوء على عمليات الترميم التي يخضع لها قبر الحاخام اليهودي إسحاق جاؤون في العاصمة العراقية بغداد، والذي كان حتى قبل شهور قليلة مهملا ومليئا بالقمامة. وقالت الصحيفة الإسرائيلية، في تقرير نشر باللغة الإنجليزية، وترجمته وكالة شفق نيوز، إن العمال يعملون بلا كلل على ترميم القبر القديم للحاخام المبجل عند اليهود منذ قرون، وذلك يعكس محاولة من الطائفة اليهودية في العراق لاحياء تراثهم المندثر منذ زمن طويل، بعدما كان القبر قبل شهور قليلة مليئا بالقمامة، وبابه صدئ ونوافذه محطمة، وجدرانه ملطخة بالسواد نتيجة عقود من الإهمال. وتابعت الصحيفة الاسرائيلية ان القبر الصغير مغطى ببلاط من الرخام، وفي وسطه شاهد قبر كبير منقوش عليه اية، واسم الحاخام، وسنة وفاته: 688، فميا علق شمعدان فضي (منوراه بحسب التسمية العبرية) على الجدار خلفه. ونقلت الصحيفة عن رئيسة الطائفة اليهودية في العراق، خلدة الياهو (62 عاما)، قولها إنه "كان مكبا للنفايات، ولم يسمح لنا بترميمه". وبعدما أشار التقرير إلى ان الطائفة اليهودية في العراق كانت تعتبر واحدة من أكبر الطوائف في الشرق الاوسط، وان حجمها تقلص الآن الى عشرات فقط من الأشخاص، لفت الى ان بغداد تضم حاليا كنيسا يهوديا واحدا، لكن لا وجود لحاخامات، كما أن العديد من المنازل التي كان يمتلكها يهود، أصبحت مهجورة ومتداعية. وبحسب تقرير الصحيفة، فإن الطائفة اليهودية تتولى بنفسها تمويل مشروع الترميم، الذي تبلغ كلفته حوالي 150 الف دولار تقريبا. ونقلت عن الياهو قولها إن مشروع الترميم سيمثل "استنهاض طائفتنا، داخل العراق وخارجه على حد سواء"، معربة عن أملها، بالحصول على دعم من المسؤولين العراقيين، من اجل ترميم مواقع اخرى مهملة. ولفت التقرير الى شح المعلومات المتوفرة حول الحاخام اسحاق، الا انه ذكر بانه عندما زار مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي القبر في وقت سابق من العام الحالي، اشار الى ان الحاخام كان يشغل منصبا ماليا. وكانت وكالة شفق نيوز نشرت في آذار/مارس الماضي ان "الحاخام إسحاق"، أو "الشيخ إسحاق"، كما يسمى، استقبل الامام علي ابن ابي طالب أثناء مسيره إلى حرب صفين وأصبح خازنا لبيت المال، مثلما هو مدون على باب مرقده الذي يقع في محلة قنبر علي وسط بغداد. ولم تذكر الصحيفة الاسرائيلية هذه المعلومات، لكنها قالت ان الحاخام إسحاق كان شخصية بارزة خلال فترة الجاؤونيين، المعروفة أيضا بعصر المدارس البابلية للحاخامات، مضيفة ان لقب "جاؤون" يشير الى منصبه كرئيس لأحد هذه المعاهد الدينية. ونقل التقرير عن الأستاذ في جامعة بنسلفانيا سمحا غروس قوله، ان اسم الحاخام اسحق ذكر في القرن الـ 10 قبل حاخام آخر، مضيفا أنه "لا يوجد سوى قصة واحدة فقط"، مفادها بأن الحاخام اسحاق قاد 90 ألف يهودي لمقابلة الإمام علي بن ابي طالب، الخليفة الرابع للمسلمين، خلال إحدى الفتوحات الاسلامية في وسط العراق، مضيفا انه "لا يوجد دليل آخر على هذه الحادثة، وهناك أسباب تدعو للشك فيها". وتابعت الصحيفة فانه لا يعرف شيء اخر عن الحاخام إسحاق، ولا حتى آراؤه الدينية. ونقل التقرير الاسرائيلي، عن غروس قوله إن للقصة خلفية ليست بلا سياق، موضحا أنه في القرن الـ10، بدأت الاقليات من مسيحيين ويهود ومجوس بسرد روايات عن استقبالهم للـ"الفاتحين المسلمين"، لأن امتيازاتهم، بما فيها الإعفاءات من الجزية (الضرائب)، كانت تعتمد على مدى تصديق المسلمين أنهم استقبلوهم بالترحاب. وتابع تقرير "تايمز اوف اسرائيل" انه في ذلك الوقت ايضا، بدأت المزارات اليهودية بالظهور، على الرغم من أن جذور اليهود في العراق تعود الى نحو 2600 عام، مشيرا إلى أن الرواية التوراتية تفيد بأن اليهود وصولا الى العراق في العام 586 قبل الميلاد كاسرى على يد الملك البابلي نبوخذنصر الثاني بعد أن دمر ما يسمى "هيكل سليمان" في القدس. ولفتت الصحيفة إلى أن اليهود في العراق كتبوا التلمود البابلي، وانه بعد الاف السنين، عندما كانت بغداد عثمانية، كان اليهود يشكلون 40% من سكان المدينة، الا ان العام 1941 شكل نقطة تحول، عندما قتل أكثر من 100 يهودي خلال مذبحة في بغداد. وتابعت الصحيفة الاسرائيلية قائلة انه مع قيام إسرائيل، كان عدد اليهود 150 ألف نسمة، ولكن بعد 3 سنوات، كان 96% من أبناء الطائفة قد غادروا، في حين أن عقودا من النزاعات والحروب بما فيها الغزو الأمريكي، أدت إلى اضمحلال ما تبقى من الطائفة. ونقل التقرير عن الياهو قولها إن هناك 50 كنيسا وموقعا يهوديا لا تزال قائمة، غالبيتها متداعية، بينما تحول بعضها الى مستودعات. ولفت إلى أن ضريح الحاخام إسحاق كان يضم كنيسا ومدرسة، الا انه اصبح الان يقتصر على الغرفة الصغيرة التي تضم القبر. ونقل التقرير عن المشرف على الترميم الذي طلب عدم الكشف عن هويته، قوله "استغرقنا تنظيفه من القمامة شهرين.. ونحن نتلقى الان طلبات من خارج العراق لزيارته". واضاف التقرير الاسرائيلي، انه قبل عقود، كان الناس ياتون للصلاة واشعال الشموع، مؤمنين بقدرة الحاخام على الشفاء. ونقل التقرير عن موسى حياوي (64 عاما) وهو يقطن بالقرب من القبر، اشارته الى القصص التي كان يسمعها خلال طفولته في الحي الذي كان حتى أربعينيات القرن الماضي، واحدا من عدة أحياء يهودية في بغداد، مشيرا الى ان النساء كن يأتين إلى الضريح ليغطسن في ماء البئر على امل الحمل. وبحسب حياوي، فان "الحاخام إسحاق كان رجلا يحظى بالوقار، والناس كانوا يأتون للصلاة من اجل مرضاهم، او لطلب طفل، أو تحرير سجين".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store