
رئيس الإمارات يبدأ اليوم زيارة رسمية إلى روسيا
ويبحث الرئيس الإماراتي، خلال الزيارة، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مختلف جوانب الشراكة الاستراتيجية التي تجمع البلدين وسبل تعزيزها، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والطاقة، وغيرها من المجالات التي تخدم التنمية المشتركة، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.
شراكة استراتيجية ومصالح متوازنة
تعد دولة الإمارات الشريك التجاري الأول لروسيا في منطقة الخليج، ما يعكس الموقع المحوري الذي تحتله الدولة بصفتها مركزاً لوجستياً ومالياً عالمياً، وتؤدي السياسات الاقتصادية المرنة للإمارات، بما في ذلك المناطق الحرة ومركز دبي المالي العالمي، دوراً رئيسياً في جذب الشركات الروسية، إذ تستحوذ الدولة على النسبة الأعلى من إجمالي استثمارات روسيا في الدول العربية، وفق ما أوردت صحيفة "الخليج".
كما أن دولة الإمارات هي أكبر مستثمر عربي في روسيا، وتسهم بأكثر من 80% من إجمالي الاستثمارات العربية فيها، كما أنها الشريك التجاري الخليجي الأكبر لروسيا بنسبة 55% من إجمالي التجارة الروسية الخليجية، وتحظى روابط البلدين على مدار 5 عقود بعلاقات وطيدة، وواصلت ازدهارها حتى تكللت بالشراكة الاستراتيجية القوية التي تجمع البلدين.
دور بارز
وتؤدي دولة الإمارات دوراً بارزاً في وساطة الإفراج عن الأسرى بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا، وهو ما يعكس مكانة الإمارات الإقليمية والدولية في تعزيز السلام والأمن والاستقرار، ويجسد نجاح هذه الوساطة النهج الإماراتي الراسخ في دعم الحلول السلمية، وترسيخ لغة الحوار والسلام كسبيل لحل النزاعات والأزمات، ما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار وتخفيف آثار معاناة الشعوب المرتبطة بالصراعات، إذ تمثل الوساطة نموذجاً حقيقياً وقيماً يحتذى به في تعزيز مبادئ السلام على المستوى الدولي، ويعزز النجاح مكانة دول مجلس التعاون بصفتها شريكاً موثوقاً في الجهود العالمية لتعزيز الأمن والسلم، كما يؤكد عمق التعاون والتنسيق مع المجتمع الدولي من أجل مستقبل أكثر أمناً واستقراراً للجميع.
كما يتقارب موقف البلدين في عدة ملفات لدعم مسارات التسوية السياسية والاستقرار، وتجري الدولتان مشاورات دائمة في مجلس الأمن ومنظمات دولية حول الأمن الغذائي والطاقة والتهدئة الإقليمية.
أيضاً، تعد الإمارات وروسيا عضوين فاعلين في تحالف "أوبك بلس"، ما يعزز تنسيقهما في أسواق النفط لضبط الإنتاج والأسعار عالمياً،
شراكة فضائية
برز التعاون الفضائي كأحد رموز هذه العلاقة المتقدمة، إذ أسهمت وكالة "روسكوزموس" في تدريب أول رائد فضاء إماراتي، هزاع المنصوري، ضمن مراحل التأهيل لرحلته إلى محطة الفضاء الدولية عام 2019، ووقعت دولة الإمارات، ممثلة في مركز محمد بن راشد للفضاء وجمهورية روسيا الاتحادية، ممثلة في وكالة الفضاء الروسية "روسكوسموس"، اتفاقية تعاون لإرسال أول رائد فضاء إماراتي للمشاركة في الأبحاث العلمية ضمن بعثة فضاء روسية إلى محطة الفضاء الدولية على متن مركبة "سويوز إم إس" الفضائية.
وتكمن قيمة الاتفاقية في تعزيز الأهداف الاستراتيجية لدولة الإمارات في امتلاك منظومة متكاملة للعلوم والأبحاث.
تعاون ثقافي
كما يتواصل التعاون بين البلدين في المجالات الأكاديمية والعلمية والثقافية، إذ تم توقيع اتفاقية تعاون بين جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية والجامعة الوطنية للبحوث والمدرسة العليا للاقتصاد في روسيا، في خطوة من شأنها تحقيق رؤية مستقبلية في توسيع قاعدة الشركاء الأكاديميين لجامعة محمد بن زايد على مستوى العالم، وتبادل الخبرات والتجارب العلمية مع نظيراتها من مؤسسات التعليم العالي العريقة.
كذلك أطلقت مؤسسة زايد العليا لأصحاب الهمم "قاموس علم النفس الإماراتي الروسي"، الأول من نوعه محلياً وعربياً وعالمياً، تنفيذاً لبنود الشراكة الاستراتيجية الدولية بين المؤسسة وجامعة أورال الفيدرالية -روسيا، في إطار التعاون بين الجانبين الذي يشمل البحث والتطوير في مجال علم النفس والطب النفسي، ويأتي استجابة لإشباع الحاجات المعرفية، وتحقيق الأهداف المنشودة لدى المتعلمين باللغتين العربية والروسية معاً.
وتعكس علاقات البلدين القدرة على بناء شراكة استراتيجية قائمة على الاحترام والمصالح المتبادلة، على الرغم من التحديات العالمية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 5 ساعات
- الميادين
بأكثر من 3 مليارات دولار.. الكويت توقع عقوداً لمحطة توليد طاقة
وقّعت هيئة مشروعات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في الكويت، اليوم الأحد، وثيقة التزام لتنفيذ المرحلتين الثانية والثالثة من مشروع محطة الزور الشمالية لتوليد الطاقة، مع تحالف يضم شركة "أكوا باور" السعودية ومؤسسة الخليج للاستثمار. وقال المدير العام للهيئة، في تصريح لوكالة "رويترز"، إن تكلفة المرحلتين تتجاوز مليار دينار كويتي (3.27 مليارات دولار)، موضحاً أن هذه التكلفة ستتحملها الشركات المستثمرة، وليس الحكومة، وأن تنفيذ المشروع سيستغرق 3 سنوات. 8 اب 31 تموز ويُعد المشروع من أكبر مشروعات الكهرباء في الدولة الخليجية التي تسعى لمعالجة النقص الحاد في الطاقة، إذ سيتولى التحالف الفائز تصميم وتمويل وبناء وتشغيل وصيانة وتحويل المشروع. وذكرت هيئة مشروعات الشراكة في بيان أن المشروع يمثل ثاني مشروعات مجمع الزور لإنتاج الطاقة وتحلية المياه، بطاقة إنتاجية لا تقل عن 2700 ميغاواط باستخدام تقنية الدورة المركبة، إضافةً إلى قدرة تحلية تبلغ 120 مليون جالون يومياً عند اكتماله. كما أوضحت الهيئة أن هذه القدرة الإنتاجية للمشروع تعادل نحو مثلي ما جرى إنجازه في المرحلة الأولى من مشروع الزور الشمالية، ليكون أحد أضخم مشروعاتها حتى الآن.


بيروت نيوز
منذ 20 ساعات
- بيروت نيوز
كيف أثّر اللقاء المرتقب بين ترامب وبوتين على أسعار النفط؟
مع ترقّب سوق النفط اجتماعًا في الأيام المقبلة بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، أغلقت العقود الآجلة لخام برنت على ارتفاع 16 سنتًا بما يعادل 0.2% إلى 66.59 دولار للبرميل، بينما استقرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي عند 63.88 دولار. ]]>


صدى البلد
منذ يوم واحد
- صدى البلد
النفط يسجل أكبر خسارة أسبوعية منذ يونيو وسط توترات جيوسياسية وتجارية
شهد سوق النفط تقلبات حادة خلال الأسبوع المنقضي، مسجلا أكبر خسائر أسبوعية منذ يونيو، في ظل تصاعد التوترات الجيوسياسية والتجارية، حيث تترقب الأسواق اجتماعا محتملا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب، خلال الأيام المقبلة، فيما تلقي التعريفات الجمركية الأمريكية الجديدة وزيادة إنتاج منظمة أوبك+ بظلالها على توقعات العرض والطلب العالمي. وأنهى خام "برنت" تداولات الأسبوع منخفضا بنسبة 4.4% عند 66.59 دولار للبرميل، بينما سجل خام غرب تكساس الوسيط خسارة أسبوعية أكبر بلغت 5.1% ليغلق عند 63.88 دولار. وأعلنت مصادر مطلعة لوكالة "بلومبرج" عن محادثات مرتقبة بين واشنطن وموسكو تهدف إلى التوصل لاتفاق لوقف الحرب في أوكرانيا، قد يعترف ضمنه بضم روسيا للأراضي التي استولت عليها، ما أثار حالة من الحذر لدى المستثمرين. بالإضافة إلى ذلك، أثارت التوترات التجارية وتصاعد التهديدات الأمريكية بفرض تعريفات جمركية على الهند والصين بسبب استيرادهما النفط الروسي قلقا متزايدا حول الطلب العالمي على الخام، خاصة مع تنفيذ الولايات المتحدة لتعريفات جديدة على وارداتها من عدة دول هذا الأسبوع. من جهة أخرى، واصلت أوبك+ سياسة زيادة الإنتاج، معلنة عن رفع الإنتاج بمقدار 547 ألف برميل يوميا لشهر سبتمبر، في إطار جهودها لاستعادة حصتها السوقية، ما زاد من الضغوط على الأسعار وسط مخاوف من تخمة في المعروض. كما شهد الأسبوع ارتفاعا طفيفا في عدد حفارات النفط الأمريكية ليصل إلى 411، ما يشير إلى زيادة محتملة في الإنتاج المحلي مستقبلا. وفي تطورات اقتصادية مرتبطة، عززت التصريحات الأخيرة للرئيس ترامب، التي تضمنت ترشيح ستيفن ميران، لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، التوقعات باتجاه سياسة نقدية أكثر تيسيرا، مما قد يدعم النمو الاقتصادي والطلب على النفط. أما على صعيد التداولات، فقد أظهرت بيانات لجنة تداول السلع الأمريكية تراجعا في مراكز المستثمرين على النفط الأمريكي خلال الأسبوع، مع تقليلهم لمراكز الشراء وسط حالة من الحذر تجاه المستقبل