logo
بين أطماع واشنطن وتحركات إسرائيل... مصير "قسد" في مفترق طرق

بين أطماع واشنطن وتحركات إسرائيل... مصير "قسد" في مفترق طرق

ليبانون ديبايت٠٩-٠٢-٢٠٢٥

تشهد الساحة السورية تصاعدًا حادًا في التوترات السياسية والعسكرية بين الإدارة السورية الجديدة وقوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وذلك بعد مطالبات الإدارة السورية الجديدة قوات سوريا الديمقراطية بتسليم أسلحتها والانطواء تحت سلطتها، الأمر الذي ترفضه "قسد" وقد يؤدي إلى اندلاع مواجهات عسكرية بين الطرفين.
وتحاول "قسد" الإبقاء على كيانها المستقل عن العاصمة دمشق وعدم تسليم سلاحها للإدارة السورية الجديدة، خصوصاً بعد قرار القوات الأميركية بسحب قواتها من سوريا، حيث تعمل وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" على وضع خطط لسحب القوات الأميركية من سوريا، وفقا لما أفاد به مسؤولان في وزارة الدفاع لشبكة "إن بي سي" الإخبارية، وقال المسؤولان إن ترامب ومسؤولين مقربين منه أعربوا مؤخرا عن اهتمامهم بسحب القوات الأميركية من سوريا، مما دفع مسؤولي البنتاغون إلى البدء في إعداد خطط للانسحاب الكامل خلال 30 أو 60 أو 90 يوما.
الأمر الذي أدى إلى تصاعد الدعوات الكردية لتدخل إسرائيلي، وأبداء الإسرائيليين استعدادهم لتقديم الدعم السياسي والعسكرية اللازمين للأكراد، وهذا ما أكدته الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية بـ"الإدارة الذاتية" في شمال شرق سوريا، إلهام أحمد، في مقابلة مع صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، حيث دعت قوات الجيش الإسرائيلي إلى التدخل في سوريا، وقالت إلهام أحمد إن "إسرائيل" يجب أن تكون جزءًا من الحل لأمن الشرق الأوسط، الأمر الذي يدل على العلاقة المتينة والممتدة لسنوات بين الأكراد وإسرائيل.
وفي نفس السياق أكد بعض المصادر المقربة من قوات سوريا الديمقراطية، عن مفاوضات سرية بين إسرائيل و"قسد"، بحثت طلبات تسليح بشحنات أسلحة ضخمة تشمل ما استولى عليه الجيش الإسرائيلي في حربة ضد حزب الله جنوب لبنان، وفي المناطق التي توغل إليها داخل الأراضي السورية ابتداء من جبل الشيخ شمالا وحتى قرية المعرية في درعا باتجاه الحدود الأردنية السورية جنوبا.، عقب سقوط نظام الأسد في 8 كانون الأول الماضي.
وبحسب المصادر فأن هذا المفاوضات لم تكلل بالنجاح، وذلك بعد رفض واشنطن إرسال هذه الأسلحة إلى الأكراد، وفضلت إرسالها إلى أوكرانيا وذلك للضغط على روسيا في المفاوضات المرتقبة بين الجانبين، الأمر الذي سيترك القوات الكردية وسط تقلص الدعم الجوي واللوجستي، وزيادة الضغوط من تركيا ودمشق، تجاه "قسد"، وسيتطلب إعادة تقييم استراتيجياتها وعسكرية وسياسية.
هذا وذكرت القناة 14 الإسرائيلية مؤخراً أن إسرائيل بدأت بنقل كميات كبيرة من الأسلحة الروسية السوفيتية الصنع، التي استولت عليها كغنائم حرب من جنوب سوريا إضافة الى ما غنمته من حزب الله في جنوب لبنان، إلى أوكرانيا لدعمها. ووفقًا للقناة الإسرائيلية تم استخدام طائرات نقل أميركية لنقل هذه الأسلحة من قاعدة هاتزريم الجوية في إسرائيل إلى مركز لوجستي في بولندا، المعروف بدوره في ايصال المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وأشارت القناة الإسرائيلية إلى أن طائرات النقل الأميركية، القادرة على حمل ما يصل إلى 77 طنًا، كان تحمل على متنها، قاذفات صواريخ موجهة مضادة للدبابات، صواريخ آر بي جي وصواريخ حرارية متطورة، وأنظمة صواريخ متنقلة مضادة للطائرات، إضافة إلى كميات كبيرة من الذخائر ومعدات حربية أخرى.
وبحسب المحلل السياسي الكردي أحمد أبو العز، فأن إسرائيل ارادت إرسال هذه الأسلحة إلى "قسد"، الا أنها رضخت للضغوط الأميركية المُطالبة بضرورة نقلها إلى أوكرانيا، وبالتالي هذا الأمر قد يزعزع التحالف الكردي – الإسرائيلي، خصوصاً مع التحركات الأخيرة للجيش التركي على الحدود التركية – السورية، حيث قام الجيش بنقل المعدات والمركبات العسكرية والذخائر من مدينة سروج في شانلي أورفا نحو حدود عين العرب "كوباني" استعدادًا لتنفيذ عملية عسكرية كبير، إذ أن تركيا تعتبر القوات الكردية إمتداداً لحزب العمال الكردستاني وتهديداً لأمنها القومي وتصنفها على قوائم الإرهاب.
هذا وشدد أبو العز إلى أن تركيا تعمل على تحسين التعاون في ملف الجيش مع الإدارة الجديدة في سوريا بقيادة أحمد الشرع، الأمر الذي سيضعف فرص الأكراد في الحفاظ على مناطقهم، خصوصاً مع تأكيدات أحمد الشرع على ضرورة توحيد سوريا، واستعادة السيطرة على منابع النفط في سوريا.
وفي الوقت ذاته، يثير هذا السيناريو قلقا كبيراً لدى إسرائيل، حيث أنها ستخسر المناطق النفطية التي تعد استثماراً مربحاً لها، خصوصاً وأن "قسد" عملت على مدار الحرب الأهلية على تهريب كميات كبيرة من النفط السوري الى إسرائيل من البوكمال السورية عبر قاعدة التنف والأردن بأسعار رخصية، وتسيطر القوات الكردية على حوالي 30% من الأراضي السورية. وتشمل منطقة سيطرتها الفعلية الجزء الأكبر من النفط والغاز في سوريا، وجزءاً كبيراً من أفضل أراضيها الزراعية ومواردها المائية.
يُشار الى أن قائد "قسد" مظلوم عبدي، صرح في الأيام الماضية أن المطلب الأساسي للقوات هو الإدارة اللامركزية، وهاجم تركيا قائلاً بأنها "تريد احتلال مدينة عين العرب كوباني، ومن ثم السيطرة على كل سوريا". بينما صرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه على المسلحين الأكراد في سوريا تسليم أسلحتهم، محذرًا من أنهم إذا لم يفعلوا ذلك، "فإنهم سيدفنون في الأراضي السورية".
وفي الختام أكد أحمد أبو العز إلى أن الوضع السوري لا زال غير مستقراً في ظل وجود هذه التوترات، وشدد على ضرورة الحل السريع للملف الكردي، خصوصاً مع تصاعد المخاوف من احتمال عودة تنظيم داعش إلى الساحة مجدداً في حال بقاء الوضع على ما هو عليه، حيث قد تؤدي هذه الفوضى إلى فراغ أمني تستغله الجماعات المتطرفة لتعزيز نفوذها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رامافوزا مازحا لـ ترامب: آسف لا أملك طائرة لك .. والأخير يرد بجدل حول الإبادة
رامافوزا مازحا لـ ترامب: آسف لا أملك طائرة لك .. والأخير يرد بجدل حول الإبادة

صدى البلد

timeمنذ 17 دقائق

  • صدى البلد

رامافوزا مازحا لـ ترامب: آسف لا أملك طائرة لك .. والأخير يرد بجدل حول الإبادة

في مستهل اللقاء الذي جمع بين رئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، اليوم الأربعاء، استهل الزعيمان حديثهما بلمحة مرحة حول رياضة الجولف، التي تُعد من اهتمامات ترامب الشخصية والتجارية البارزة. وفاجأ رامافوزا نظيره الأمريكي بإهدائه كتابًا ضخمًا يزن 14 كغ يوثق ملاعب الغولف في جنوب أفريقيا، قائلاً: 'أحضرت لك هذا الكتاب عن ملاعب الغولف في بلادنا'، مضيفا :أنا آسف، لأنني لا أملك طائرة لأعطيك إياها"، في إشارة ساخرة إلى الجدل الأخير حول الطائرة التي قُدمت للرئيس الأمريكي من قطر. ورغم البداية الدافئة، سرعان ما تحوّل اللقاء إلى ساحة حوار دبلوماسي مشحونة بالتوترات حول قضايا شائكة، أبرزها مزاعم "إبادة جماعية" تستهدف المزارعين البيض في جنوب أفريقيا، وهي ادعاءات لطالما روّج لها ترامب وحلفاؤه، بمن فيهم مستشاره إيلون ماسك الذي حضر اللقاء. وعرض ترامب في المكتب البيضاوي مقاطع فيديو توثق مزاعم عن عمليات قتل وتشييع لمزارعين بيض، كما أشار إلى وجود مقبرة جماعية مزعومة دون أن يحدد موقعها، مما دفع رامافوزا للرد متسائلًا: "هل أخبروك بمكانها يا سيادة الرئيس؟"، ليجيبه ترامب: "في جنوب أفريقيا". وفي مواجهة هذه الادعاءات، نفى رامافوزا وجود أي سياسة حكومية تستهدف المزارعين البيض، مؤكدًا أن الجريمة تطال جميع فئات المجتمع، سواء كانوا من البيض أو السود. كما شدد على أن التصريحات التحريضية التي ظهرت في مقاطع الفيديو، والتي تعود إلى زعيم حزب المعارضة "المناضلون من أجل الحرية الاقتصادية"، جوليوس ماليما، لا تعبّر عن موقف الحكومة. وأضاف رامافوزا: "لو كانت هناك إبادة جماعية فعلاً، لما كان أصدقاؤك من جنوب أفريقيا حاضرين معنا هنا". ومن جانبه، حاول ترامب تسليط الضوء على القضية باستخدام مواد أعدها مسبقًا، بما في ذلك صور ومقالات حول ضحايا مزعومين، قائلاً: "نريد الحديث عن هذا"، ما أدخل اللقاء في حالة من الفوضى وسط تدافع الأسئلة من الصحفيين. وفي ختام الجدل، سعى رامافوزا إلى إعادة المحادثات لمسار أكثر إنتاجية، مشيرًا إلى أهمية الشراكة التجارية والتكنولوجية بين البلدين، وداعيًا إلى حوار مغلق بعيدًا عن الكاميرات قد يفضي إلى نتائج إيجابية لكلا الطرفين.

دونالد ترامب الابن: ربما أسعى للترشح للرئاسة يوماً ما
دونالد ترامب الابن: ربما أسعى للترشح للرئاسة يوماً ما

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

دونالد ترامب الابن: ربما أسعى للترشح للرئاسة يوماً ما

قال دونالد ترامب الابن، وهو الابن الأكبر للرئيس الأميركي، اليوم الأربعاء إنه ربما يسعى للترشح لانتخابات الرئاسة يوما ما. وتلقى ترامب البالغ 47 عاما سؤالا في منتدى قطر الاقتصادي بالدوحة عما إذا كان سيترشح "ويتسلم زمام الأمور" بعد أن يغادر والده المنصب. وقال: "الإجابة هي لا أعرف، ربما في يوم من الأيام... سأكون دائما من أشد المدافعين عن تلك الأشياء"، في إشارة إلى مبادئ تيار "لنجعل أميركا عظيمة مجددا" الذي أسسه والده. وبرزت قوة دونالد ترامب الابن في مجال السياسة، إذ ذكرت رويترز في تشرين الثاني/ نوفمبر أنه كان أكثر أفراد العائلة نفوذا في الفترة الانتقالية حينما كان والده يشكل الحكومة ويستعد للعودة إلى البيت الأبيض. ويعتمد الرئيس الأميركي، الذي يثمن غاليا صفة الولاء، على أفراد عائلته في المشورة السياسية. وذكرت مصادر أن دونالد ترامب الابن ساهم في تعزيز أو تقليل فرص المرشحين للانضمام إلى الحكومة، بما في ذلك دعمه لنائب الرئيس الحالي جيه.دي فانس كمرشح للمنصب خلال الحملة الانتخابية ومنع وزير الخارجية السابق مايك بومبيو من الانضمام إلى الحكومة. وقال ترامب الابن: "أرى أن والدي غير الحزب الجمهوري حقا، أعتقد أنه أصبح حزب أمريكا أولا، و(يتبنى بشدة مبادئ) لنجعل أمريكا عظيمة مجددا". وأضاف: "لأول مرة على الإطلاق، أصبح لدى الحزب الجمهوري بالفعل مجموعة من أشد المؤيدين لسياسة أميركا أولا". وعلى صعيد منفصل قال ترامب الابن اليوم الأربعاء خلال الفعالية نفسها إن مؤسسة ترامب، التي يشغل منصب نائب رئيسها التنفيذي، لا تعمل مع كيانات حكومية. وأبرمت عائلة ترامب اتفاقيات تجارية بمليارات الدولارات في دول الخليج، وهي خطوات يقول الديمقراطيون وغيرهم من المنتقدين إنها قد تفتح الباب أمام التأثير على قرارات الرئيس. وركزت زيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية وقطر والإمارات الأسبوع الماضي على إبرام اتفاقيات تجارية كبرى من تلك الدول الغنية بالنفط.

انتكاسة لمخزومي في بيروت: طموح السراي يصطدم بضعف التمثيل السني
انتكاسة لمخزومي في بيروت: طموح السراي يصطدم بضعف التمثيل السني

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

انتكاسة لمخزومي في بيروت: طموح السراي يصطدم بضعف التمثيل السني

بينما يستعدّ اللبنانيون لإنجاز الاستحقاق البلدي في جنوب لبنان يوم السبت المقبل، تعود الجبهة الجنوبية لتتصدر المشهد، ليس فقط كحدّ ملتهب، بل كمسرحٍ مفتوحٍ على احتمالات التفجير، في ظل تصعيد إسرائيلي متواصل بلغ ذروته مع تهديدات علنية أطلقها رئيس حكومة الاحتلال، وتصريحات اميركية تعيد خلط أوراق الداخل اللبناني تحت عنوان الاستثمار والسلاح. إن ما نشهده اليوم من غارات على القرى الجنوبية، وتحذيرات مموّهة تحت غطاء الاقتصاد، ليس إلا استكمالًا لمحاولات تطويع لبنان عبر أدوات متعدّدة: نارية واقتصادية وسياسية. في هذا المناخ المتداخل بين الأمن والسيادة والضغط الدولي، يتقدّم الجنوب مجددًا في واجهة الأحداث، بينما تتكثّف اللقاءات والمواقف لرسم معالم المرحلة المقبلة، داخليًا وعربيًا ودوليًا. هذا وصعّد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس لهجته تجاه لبنان، موجّهًا تحذيرات مباشرة إلى حزب الله، ومهدّدًا بأن «أي هجوم من الأراضي اللبنانية سيقابل بردّ غير مسبوق»، على حدّ تعبيره. تصريحات نتنياهو، التي أتت خلال جلسة وزارية أمنية في تل أبيب، أعادت تسليط الضوء على هشاشة الوضع عند الحدود الجنوبية للبنان، في ظل استمرار الغارات والاعتداءات الإسرائيلية شبه اليومية على مناطق في جنوب لبنان، والتي استهدفت مؤخرًا منشآت مدنية وأراضي زراعية، وأسفرت عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين. وكالعادة، لجأ نتنياهو إلى الخطاب التهوِيلي لتبرير الاعتداءات الممنهجة على السيادة اللبنانية، متذرّعًا بوجود ما وصفه بـ «تهديدات مباشرة» من جانب حزب الله. لكن مصادر أمنية لبنانية مطّلعة ترى أن التصعيد الأخير يخدم، في جوهره، أجندة داخلية إسرائيلية تعاني من أزمات متلاحقة على المستويين السياسي والعسكري، لا سيما بعد فشل جيش الاحتلال في تحقيق مكاسب ميدانية حقيقية في قطاع غزة، والتعرض لخسائر نوعية في المواجهات الأخيرة مع المقاومة. تصعيد «إسرائيلي» في جنوب لبنان يسفر عن ثلاثة شهداء وشهد جنوب لبنان، أمس الأربعاء، اعتداءً إسرائيليًا جديدًا، تمثل في سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مناطق متفرقة، وأسفرت عن سقوط ثلاثة شهداء، وسط مخاوف من تأثير هذا التصعيد في الانتخابات البلدية المرتقبة في الجنوب. ففي بلدة عين بعال – قضاء صور، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارة مدنية، ما أدى إلى استشهاد حسين نزيه برجي، الذي ادعى جيش العدو الاسرائيلي انه قيادي في حزب الله بينما لم تعلق المقاومة حتى اللحظة على المزاعم الاسرائيلية. أما في بلدة ياطر – قضاء بنت جبيل، فقد استُهدفت آلية من نوع «بوكلين» كان يقودها المواطن علي حسن عبد اللطيف سويدان أثناء قيامه بإزالة أنقاض منزله المتضرر، ما أدى إلى استشهاده على الفور. وفي بلدة عيترون، نفّذت مسيّرة إسرائيلية غارة أخرى، أسفرت عن سقوط شهيد ثالث لم تعلن الجهات الرسمية عن اسمه بعد. أورتاغوس تساوم من الدوحة: الاستثمارات ممكنة... في تصريح لافت خلال مشاركتها في منتدى اقتصادي عقد في العاصمة القطرية الدوحة، أعلنت مورغان أورتاغوس، نائبة مبعوث الرئيس الأميركي الى الشرق الأوسط، أن «صندوق النقد الدولي ليس الخيار الوحيد أمام لبنان»، مشيرة إلى إمكان اعتماد البلاد على استثمارات دولية مباشرة بدلًا من القروض المشروطة، شرط تأمين بيئة مناسبة لجذب هذه الاستثمارات. لكن اللافت في كلام أورتاغوس كان ربطها الواضح بين تحوّل لبنان إلى بلد جاذب للاستثمار وبين نزع سلاح حزب الله، حيث لمّحت إلى أن الاستقرار الأمني والسياسي – وفق منظورها – لا يمكن أن يتحقق في ظل وجود سلاح الحزب. وأضافت أورتاغوس أن لديها «خطة كبيرة للبنان» تسمح له بالخروج من أزمته دون اللجوء إلى مزيد من المديونية، شرط أن يُعاد بناء الثقة مع المجتمع الدولي والمستثمرين، معتبرة أن «الفرصة لا تزال قائمة، لكنها مشروطة بخطوات سيادية واضحة». وتشير أوساط سياسية إلى أن الطرح الأميركي الجديد يعيد تظهير المعادلة التي تربط تخلي لبنان عن سلاح المقاومة مقابل حصوله على الدعم والاستثمارات، كما اعتبرت الاوساط ان تصريح اورتاغوس يأتي وفق قراءة أحادية تتجاهل سنوات من السياسات المالية الفاشلة والفساد المستشري في مؤسسات الدولة. عون – عباس: تفاهم مشترك على ضبط السلاح وتنظيم الوضع الأمني والاجتماعي في المخيمات هذا وعُقدت أمس في بيروت قمة استثنائية جمعت بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، في أول لقاء مباشر بين الجانبين بهذا المستوى منذ سنوات. وقد صدر عن اللقاء بيان مشترك تضمن نقاطًا أساسية تُشكّل في مضمونها خارطة طريق جديدة لتنظيم العلاقة الفلسطينية – اللبنانية، خصوصًا في الشق الأمني المتعلق بالمخيمات. وجاء في مقدمة هذه النقاط: - تشديد قاطع على مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، ومنع استخدام الأراضي اللبنانية لأي أنشطة عسكرية أو أمنية خارجة عن سلطة الدولة، وذلك في انسجام تام مع قرارات الحوار الوطني اللبناني والإجماع السياسي القائم منذ سنوات حول ضرورة إنهاء مظاهر التفلت الأمني في المخيمات. - إرساء آلية تنسيق أمني مشترك بين الأجهزة اللبنانية والفصائل الفلسطينية الرسمية، لضبط أي تجاوزات ومنع تكرار الاشتباكات المتنقلة التي شهدتها بعض المخيمات مؤخرًا، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وتسببت بنزوح مئات العائلات، كما حصل في عين الحلوة خلال الاشتباكات الأخيرة التي استمرت لأيام. - تأكيد مشترك على الرفض القاطع للتوطين، والتشديد على أن الفلسطينيين في لبنان هم ضيوف مؤقتون إلى حين العودة إلى ديارهم، مع التمسك الكامل بحق العودة كمسار لا يمكن التراجع عنه في أي تسوية سياسية مستقبلية. وقد حرص الجانبان على تجديد الالتزام بـ «الهوية الفلسطينية الوطنية» كإطار جامع لكل المبادرات السياسية. - البدء بإجراءات لتحسين الوضع الاجتماعي والحقوقي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، خصوصًا في مجالات العمل، التعليم، والخدمات الصحية، بما يخفف من معاناتهم اليومية ويقلّص احتمالات التطرّف أو الانجرار نحو العنف، في ظل ظروف إنسانية واقتصادية خانقة، يعانيها أكثر من 174 ألف لاجئ مسجل لدى الأونروا في لبنان بحسب التقديرات الرسمية. المطارنة الموارنة: ارتياح للعملية الانتخابية وتركيز على النزوح السوري في بيانهم الشهري الصادر عن اجتماعهم الدوري في بكركي، عبّر مجلس المطارنة الموارنة عن ارتياحهم لمسار العملية الانتخابية البلدية والاختيارية، مؤكدين أن «الجو الديموقراطي العام الذي طغى على الاستحقاق يُعدّ مؤشرًا إيجابيًا على استمرار الروح الجمهورية في البلاد، رغم هشاشة الواقع السياسي وتعقيدات المشهد الداخلي». وأشار البيان إلى أن مشاركة المواطنين، رغم الظروف الاقتصادية الخانقة وغياب التمويل المركزي، عكست تمسك اللبنانيين بحقهم في الاختيار المحلي وتقرير مصيرهم الإنمائي والمعيشي في ظل لامركزية شبه واقعية فرضها الفراغ السياسي العام. وفي هذا السياق، شدد المطارنة على أهمية احترام نتائج صناديق الاقتراع، بعيدًا عن الضغوط الحزبية والطائفية، داعين إلى ترجمة هذا الاستحقاق إلى دينامية إصلاحية في المجالس البلدية المنتخبة، خصوصًا في ما يتعلق بالخدمات الأساسية، والنفايات، والمياه، والإنارة. كما رحّب المطارنة برفع العقوبات الدولية عن سورية، معتبرين أنها «خطوة تُمهّد لعودة تدريجية للأمن والاستقرار في الجوار السوري، وقد تسهم، إن أُرفقت بضمانات أممية، في فتح الباب أمام عودة كريمة وآمنة للنازحين السوريين الموجودين في لبنان، والذين يرزح البلد تحت وطأة أعبائهم الاقتصادية والاجتماعية». أما داخليًا، فقد أولى المجلس ملف سجن رومية أولوية خاصة، في ضوء ما يُنقل من معطيات حول التدهور الخطر في أوضاع السجناء، لا سيما من الناحية الصحية والغذائية، وفي ظل اكتظاظ يفوق خمسة أضعاف القدرة الاستيعابية للسجن المركزي في لبنان. ولفت البيان إلى «أن الكرامة الإنسانية لا تُجزّأ، وأن حقوق المساجين في الطبابة والغذاء والمياه النظيفة تُعدّ من أساسيات أي منظومة عدالة». وطالب المطارنة بـ «معالجة جذرية لهذا الملف، تشمل تسريع المحاكمات، وتفعيل السجون البديلة، وتحديث البنى التحتية المتهالكة». كما دعا المجلس الحكومة اللبنانية إلى «عدم إغفال البعد الإنساني في المقاربة الأمنية»، مشيرًا إلى أن «العدالة الحقيقية تُقاس بمدى احترامها لكرامة الإنسان، وليس فقط بصرامتها في العقاب». صفعة لمخزومي في بيروت شكّلت نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة في العاصمة بيروت صفعة قوية للنائب فؤاد مخزومي، في ظل الاتهامات التي وُجّهت إليه بمحاولة توظيف هذا الاستحقاق لتحقيق طموحاته السياسية، لا سيما في ما يتعلّق برئاسة الحكومة بعد الانتخابات النيابية المقبلة. وتشير مصادر متابعة إلى أن مخزومي ادى دورًا محوريًا في تشكيل لائحة تحالف الاحزاب، واختار معظم المرشحين السنّة فيها، في محاولة لتكريس نفسه ممثلًا أول للطائفة السنية على مستوى العاصمة. وتلفت المصادر إلى أن رهان مخزومي على دعم القوات اللبنانية وبعض الشخصيات المحسوبة على خطها السياسي، بما في ذلك ترشيحه لرئاسة الحكومة قبل طرح اسم نواف سلام، يعزز الانطباع بأن حركته في هذه الانتخابات لم تكن فقط بلدية الطابع، بل مدروسة في سياق طموح سياسي أوسع. غير أن النتائج، بحسب هذه المصادر، أظهرت بوضوح ضعف التمثيل السني الذي يتمتع به مخزومي، إذ جاءت الأصوات التي نالتها لائحة التحالف دون الكتلة التصويتية المعروفة لجمعية المشاريع، ما كشف هشاشة الحضور الشعبي لمخزومي داخل الشارع السني في بيروت، خلافًا لما كان يسعى إلى تثبيته عبر صناديق الاقتراع. زيارة نيكول أمين الجميّل إلى معراب: معركة اتحاد بلديات المتن انطلقت في مؤشر سياسي وانتخابي لافت، حطّت رئيسة بلدية بكفيا - المحيدثة نيكول الجميّل رحالها في معراب، حيث التقت رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، في زيارة تحمل أكثر من دلالة في توقيتها ومضمونها، خصوصًا مع اقتراب استحقاق انتخاب رئيس لاتحاد بلديات المتن الشمالي، الذي بات يختزن في طياته أبعادًا تتخطى الحسابات الإنمائية إلى ما يشبه معركة رمزية على زعامة القضاء المسيحي الأوسع في جبل لبنان. الزيارة، التي أتت بعد اتصالات غير معلنة، تأتي على خلفية ترشح الجميّل في وجه ميرنا المرّ، التي تستند إلى إرث سياسي وشبكة نفوذ واسعة خلفها النائب والوزير الراحل ميشال المرّ، في وقت تعاني فيه الساحة المتنية من تباينات بين قوى «المسيحيين السياديين» حول مقاربة المعركة: هل تكون مواجهة سياسية صريحة مع المرّ؟ أم تسوية محلية تقطع الطريق على استقطاب عمودي داخل القرى والبلدات المتنية؟ داخل القيادة القواتية تحديدًا، لا يبدو القرار محسومًا: فهناك من يعتبر أن دعم نيكول الجميّل هو تموضع طبيعي في سياق مشروع سياسي مشترك قائم على ثوابت سيادية واضحة، بينما يُفضّل آخرون التفاهم مع المرّ باعتبارها «شخصية مستقلة» تملك حضورًا محليًا واسعًا، وتُشكّل امتدادًا لتركيبة متنية دقيقة، يصعب كسر توازناتها. لكن مصادر مواكبة للقاء أشارت إلى أن الزيارة كانت إيجابية جدًا، وجرى خلالها نقاش في العمق حول إمكان توحيد الجهود في هذه المرحلة المفصلية، لا سيما مع تراجع الحضور المسيحي الفاعل في الدولة، والحاجة إلى إعادة رسم خارطة تحالفات جديدة تعيد تصليب الساحة المسيحية في مواجهة محاولات التذويب السياسي والاجتماعي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store