
تقرير لـ"The Spectator" يكشف: هذا ما يحصل على الحدود الإسرائيلية السورية
وبحسب الصحيفة، "ردًا على ذلك، اتخذت دمشق موقفًا تصالحيًا مذهلاً تجاه إسرائيل. إن الشرع رجل عملي للغاية، فهو يريد أن يتذكره الناس باعتباره الزعيم الذي وحد سوريا وأنهى الحرب الأهلية هناك، ولذلك فهو لا يستطيع أن يتحمل قبول التحدي الإسرائيلي للقتال. بعد الامتناع عن مقاومة العدوان الإسرائيلي بأي شكلٍ من الأشكال،وبعد أن منعت إسرائيل الشرع من فرض سيطرته جنوب دمشق، تغتنم قواتٌ جديدة مدعومة من إيران الفرصة لملء فراغ السلطة. وفي مساء الثاني من حزيران، وللمرة الأولى منذ سقوط نظام بشار الأسد ، أطلق مسلحون سوريون صاروخين على شمال إسرائيل، سقطا في منطقة غير مأهولة بالسكان في جنوب مرتفعات الجولان. وبعد ساعات قليلة، أعلن فصيل مدعوم من إيران، "أولي البأس"، مسؤوليته عن الهجوم. وفي المقابل، هاجمت القوات الجوية الإسرائيلية منشآت أسلحة وأهدافا أخرى في مختلف أنحاء سوريا في الأيام التالية".
وتابعت الصحيفة، "بصفتها فصيل مدعوم من إيران، تُعدّ "أولي الباس" عدوًا مشتركًا للدولتين السورية والإسرائيلية، لكن إسرائيل منعت الحكومة السورية من ممارسة السيطرة الأمنية في جنوب سوريا، حيث تشن إسرائيل غارات جوية متكررة، مما يسمح للجماعة بتجنيد مقاتلين. وبحسب روب جايست بينفولد، المحاضر في دراسات الدفاع في كلية كينغز لندن، فإن جبهة المقاومة الإسلامية في سوريا تهاجم القوات الإسرائيلية داخل سوريا بشكل منتظم منذ سقوط نظام الأسد لحشد الدعم المحلي. أضاف: "هذه استراتيجية مجرّبة ومُختَبَرة. كان احتلال إسرائيل المُطوّل لجنوب لبنان هو ما منح حزب الله ، بدعمٍ إيراني، الشرعية والقدرة على ترسيخ وجوده داخل لبنان". وتابع: "إن ضعف الحكومة السورية سيسمح لإيران بإعادة تأسيس شبكاتها الراسخة في البلاد. ومع ذلك، تعمل إسرائيل بلا كلل لتحقيق هذا السيناريو تحديدًا"."
وبحسب الصحيفة، "هناك الآن خمسة خطوط فاصلة تفصل إسرائيل عن سوريا، وتُشكّل معًا ما يُشبه الحدود، وكل خط يفصل منطقة سيطرة أو وضعًا قانونيًا مختلفًا. وعلى الجانب الآخر فقط من الخطوط الخمسة تتمتع الدولتان الإسرائيلية والسورية بالسيطرة الأمنية الكاملة والسيادة المعترف بها دوليا. الخط الأول هو الأسهل، وهو للمتجه من الجانب الإسرائيلي باتجاه سوريا، ويمكن لأي مواطن إسرائيلي أو أجنبي يحمل تأشيرة المرور، كما ولا توجد حتى نقطة تفتيش. أما الخط الثاني فهو المكان الذي يتوقف عنده الجميع تقريبًا، وهو خط برافو. وبعد خط برافو، توجد منطقة عازلة تتمركز فيها قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، والتي يبلغ متوسط عرضها حوالي ستة إلى سبعة كيلومترات. وبعد ذلك، يأتي خط ألفا، الذي نصّت عليه اتفاقية عام 1974 حدًّا غربيًّا للقوات السورية. وفي 8 كانون الأول 2024، انهار نظام الأسد، وفرّت قوات الحدود السورية من مواقعها. وفي اليوم عينه، اجتازت القوات الإسرائيلية حدودًا غير محمية على الإطلاق. ومنذ ذلك الحين، احتلت إسرائيل 220 كيلومترًا مربعًا إضافيًا من الأراضي السورية، ليصل إجمالي مساحة الأراضي المحتلة في سوريا إلى 460 كيلومترًا مربعًا".
وتابعت الصحيفة، "الخط الرابع هو الموقع العملياتي الأمامي للقوات الإسرائيلية، والذي يمتد من قمة جبل الشيخ في الشمال ، مروراً ببلدتي خان أرنبة ومدينة السلام، ويصل إلى مشارف منطقة قطنا بالقرب من دمشق. وفي 27 كانون الثاني، زار وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس الجانب المحتل حديثا من جبل الشيخ، وقال إن القوات الإسرائيلية ستبقى هناك، وفي "المنطقة الأمنية"، إلى أجل غير مسمى. ويشكل الخط الأخير منطقة عازلة خلف خط المواجهة الإسرائيلي الجديد. وفي احتفال عسكري في 23 شباط، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "انتبهوا: لن نسمح لقوات هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بدخول المنطقة الواقعة جنوب دمشق". وطالب بإنشاء منطقة منزوعة السلاح في محافظات القنيطرة ودرعا والسويداء، للسبب المعلن وهو حماية السكان الدروز المحليين. وبعد أيام قليلة اندلعت اشتباكات مسلحة بين مقاتلين دروز ومسلحين مرتبطين بالحكومة الانتقالية السورية في إحدى ضواحي دمشق، ما أدى إلى مقتل العشرات".
وأضافت الصحيفة، "ينقسم الدروز السوريون بشأن ما إذا كانوا يريدون الاندماج في الدولة الإسلامية السورية الجديدة أو القتال من أجل الحكم الذاتي بمساعدة إسرائيل. وبغض النظر عن موقف الرأي العام السوري الدرزي من مسألة التدخل الإسرائيلي، فإن حمايتهم كانت المبرر الأساسي للحملة الإسرائيلية في سوريا. لكن إسرائيل بررت أيضاً وجودها الموسع في سوريا باعتباره إجراء ضرورياً لمنع الجماعات الجهادية من ترسيخ وجودها بالقرب من حدودها الشمالية وشن هجمات عبر الحدود".
وختمت الصحيفة، "إن احتمال زعزعة الحرب الإيرانية الإسرائيلية استقرار سوريا والمنطقة بأسرها هائل. فمنذ أن بدأت إسرائيل بضرب إيران، نفذت ثلاث عمليات توغل برية في جنوب غرب سوريا. في غضون ذلك، تُطلق القوات المدعومة من إيران في غرب العراق النار على مواقع الحكومة السورية عبر الحدود. ومع تفاقم هذا الصراع، يُصرّ الشرع وقواته على الصمود، آملين تجنّب فخّ قد يُعرّضهم لمزيد من العقاب".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
المخرج للسلاح بالتوافق بين عون وبري وقاسم وسلام بري لصحافيين :وليد جنبلاط أقرب سياسي لي زعيم المختارة يرفض عزل حزب الله و"الدق" برئيس المجلس
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب حتى الانتخابات النيابية في ايار ٢٠٢٦، ستبقى الاوضاع في لبنان ضبابية ودون حسم " لامعلق ولامطلق"، وحسب مصادر سياسية فان عملية التهويل على المقاومة التي يمارسها البعض في الداخل ليس لها أي صدى في حارة حريك، ومعادلة هؤلاء القائمة على اخراج حزب الله من الحياة السياسية وتسليم سلاحه باي طريقة، وتقليص حجمه في الندوة النيابية وصولا الى عزله، سياسة فاشلة في ظل وجود رئيس الجمهورية الواعي والمدرك لحساسية الملفات الداخلية مع رئيس الحكومة، الذي بات اكثر مرونة في مقاربته الملفات المتعلقة بحزب الله، وهذا ما يزعج جدا رئيس "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع. ويبقى وليد جنبلاط حافظاً للتوازنات بين الاطراف، تضيف المصادر، كونه" بيضة القبان" في المجلس النيابي، والاكثرية بيده لهذا الفريق او ذاك، واعلن بوضوح انه ضد اي قانون انتخابي يخل بالتوازنات وبالطائف وموجه ضد الشيعة بعد التطورات في المنطقة، وتصويرهم بأنهم مهزومون وترجمة ذلك من خلال قانون الانتخابات. واكدت المصادر ان جنبلاط يرفض "الدق" ببري في رئاسة المجلس مهما كانت الأسباب، فهو "رفيق الدرب". وعندما سئل بري مؤخرا من قبل صحافيين، من هو اقرب سياسي للرئيس بري فرد فورا وليد جنبلاط. وعندما قيل لنواب من كتلة "التنمية والتحرير" من هو الصديق الوفي للرئيس بري؟ فكان الجواب وليد جنبلاط. وتؤكد المصادر السياسية ان التنسيق بين عين التينة والمختارة ثابت ودائم حول كل النقاط، والرجلان يفهمان على بعضهما على "الطاير"، ويتبادلان "القفشات" اليومية، وباستطاعة بري ان ينام مطمئنا، بان اي طعن او انقلاب على الثنائي مستحيل بوجود جنبلاط، المتفاهم مع رئيس المجلس على حل موضوع السلاح بالحوار، ونزع الذرائع من العدو واجباره على وقف اعتداءاته والانسحاب من التلال الخمس. وفي المعلومات المؤكدة، ان الموفد الاميركي توماس بارّاك لم يقدم اي إنذار للدولة اللبنانية بشأن تسليم سلاح حزب الله، او اعطاء مهلة لذلك بعكس كل المتداول، بل طرح اسئلة يريد الإجابة عليها، ولم يحدد موعدا لعودته. فهو متفهم كليا حساسية الوضع الداخلي اللبناني مع المملكة العربية السعودية، ومتفقان على ان المدخل لاي تغيير لن يكون الا من خلال الانتخابات النيابية، والمجيء باكثرية تنسف التوازنات القائمة منذ الطائف، لصالح اكثرية نيابية جديدة مؤيدة للمتغيرات التي حصلت في المنطقة لصالح "الشرق الاوسط الجديد"، واخذ لبنان الى التطبيع من خلال مسار سياسي ديموقراطي وليس حربيا. واعتبرت المصادر ان هذه الأكثرية اذا حكمت المجلس النيابي، فانها قادرة على طرح سحب سلاح المقاومة، كون واشنطن تدرك ان العملية معقدة جدا وغير مضمونة النتائج، فقد طرحت " سوريا اولا"، خصوصا ان قوى عديدة ومن بينهم جنبلاط لن يسلكوا هذا الخيار الخطير على الاستقرار الداخلي. وتشير المصادر السياسية ان قانون الانتخابات مسألة "حياة او موت للقوى السياسية"، وتصويت المغتربين يعطي الأكثرية للفريق المناوئ للرئيس بري. وحسب استطلاعات قانون ٢٠٢٢ مثلا، نال مارك ضو عن المقعد الدرزي في عالية ٢٧٠٨ اصوات في صناديق المغتربين في الخارج، بينما نال الأمير طلال ارسلان ٩٧ صوتا فقط. فهل يمكن لاي مغترب ان يصوت للوائح حزب الله في معظم الدول العربية والاوروبية والولايات المتحدة ؟ واشارت المصادر الى ان النائب جبران باسيل ضد تصويت المغتربين اكثر من بري وحزب الله، وهذه القوى ستخوض معركة موحدة في كل لبنان مع "المردة" والقوى السنية الحليفة وشخصيات وطنية في الانتخابات النيابية القادمة، التي لا تحتمل اي دعسة ناقصة من قبل باسيل. والسؤال، كيف سيحل موضوع تصويت المغتربين وبأي صيغة ؟ لا جواب حتى اليوم، والملف سيشهد كباشا كبيرا، لكنه سيحل على الطريقة اللبنانية" لاغالب ولامغلوب". واكدت المصادر ان هناك توافقا بين عون وبري وسلام وقاسم وجنبلاط على حل الملفات الحساسة بما يحفظ البلد واستقراره، ووقف الاعتداءات "الاسرائيلية" والانسحاب من التلال الخمس. هذا التوافق يشكل القلق الفعلي لبعض القوى السياسية، وتحديدا "القوات اللبنانية" المصرة على طرح ملف السلاح اولا وقبل البحث باي بند، حتى لو بالقوة من قبل المجتمع الدولي والجيش اللبناني. لكن طرح جعجع اصطدم برفض عون وسلام وجنبلاط وقوى عديدة، لكن ذلك لن يؤدي الى قطع شعرة معاوية بين جعجع والرئيس عون وسلام وجنبلاط.


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
أميركا تريد استلام كلّ أوراق لبنان
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يريد الاميركيون ان يضربوا آخر مقوم قوي في جسم لبنان وهي المقاومة اي حزب الله، فيطالبون بتجريد سلاحه، لنصبح لقمة سائغة امام الكيان الارهابي "الاسرائيلي" لنطبع معه، فيتحول وطننا الى "محمية" اميركية - "اسرائيلية". ذلك ان المبعوث الاميركي توم بارّاك طرح الوثيقة التي تقضي بحصر السلاح اللبناني وهو سلاح حزب الله، وطرحها على مجلس الوزراء للحصول على جواب واضح، والا سيبقى متروكا "للاسرائيلي" واعتداءاته. ولكن في الوقت ذاته، هل طالبت واشنطن بانسحاب "اسرائيلي" من المواقع اللبنانية الخمسة المحتلة ؟ هل طالبته بوقف خروقاته للبنان وسلسلة الاغتيال، الذي يواصلها منذ اتفاق وقف اطلاق النار؟ هل تركت لبنان يتنفس الصعداء لشهر واحد فقط، مع وصول عهد جديد لديه برنامج اصلاحي؟ الاميركيون يريدون ان نتنازل عن كل شيء، عن مقاومتنا بوجه "اسرائيل" التي لا تكف عن الاعتداء على سيادة لبنان وارضه وناسه، في وقت يستمرون بمحاصرتنا ماليا واقتصاديا، كما يضغط الاميركيون علينا للتخلي عن مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، ويريدوننا ان نتنازل........ وكل ذلك تحت التهديد والوعيد. ومقابل "المطالب الاميركية"، هل سمحت واشنطن للبنان بان ينعم بفترة من الاستقرار والهدوء الامني، ليلملم جراحه ومن ثم يبدأ بتنظيم شؤونه الداخلية؟ هل حزب الله هو مَن يمنع انتشارالجيش اللبناني في الجنوب كله؟ ام ان الاحتلال "الاسرائيلي" من يقوم بذلك؟ نعلم ان الولايات المتحدة تريد املاء شروطها على لبنان لانه بلد ضعيف. وندرك جيدا ان لبنان الذي شهد سنوات قاسية على الصعيد المالي والاقتصادي والاجتماعي، ومن ثم العدوان الاسرائيلي عليه، غير قادر على مواجهة دولة عظمى مثل اميركا. انما في الوقت ذاته، التجارب مع هذا الكيان الارهابي تثبت بان لبنان اذا تنازل عن حق واحد له، فـ "اسرائيل" لن تكتفي بذلك وستطالب اكثر فاكثر فاكثر. ذلك ان سلاح حزب الله هو رأس الجليد من الشروط "الاسرائيلية" التي تأتي في وثيقة اميركية. قصارى القول ان "تل ابيب" لن تتوقف عند هذا الشرط اذا لا سمح لله حصل، بل ستكشف عن مئة شرط آخر الى ان تبتلع لبنان بكامله. نحن اللبنانيين الاعلم بالظلم "الاسرائيلي" وبمجازر هذا الكيان بحق شعبنا، لا يمكن ان نرضخ لاملاءات اميركية هي في الحقيقة شروط الاحتلال "الاسرائيلي"، الذي نعلم مسبقا عن خططه الخبيثة بحق وطننا. من هنا، لا يمكن لـ "اسرائيل" ان تضع شروطا على لبنان تحت شعار حماية امنها ، في حين هي الارهابية والمعتدية على ترابنا واهلنا واحبائنا. فرغم صغر مساحة لبنان، الا اننا شعب حر يرفض الاستبداد والظلم.


الديار
منذ ساعة واحدة
- الديار
المفتي دريان يجتمع مع الشرع السبت... ماذا على الطاولة؟ عريمط لـ "الديار": أهل السنّة في لبنان ليسوا بحاجة لحماية من أحد أياً كان!
اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب على الرغم من انّ الرئيس السوري أحمد الشرع تولى الرئاسة السورية في اواخر كانون الثاني 2025 بعد سقوط النظام السابق، اي منذ خمسة اشهر، وتلقيه التهاني من بعض رؤساء العالم وكبار المسؤولين، لم تبلغ العلاقات السياسية بين دمشق وبيروت مداها الجديد بعد، اذ إقتصرت الزيارات على بعض السياسيين اللبنانيين، مع تشديد على ضرورة توطيد العلاقة بين البلدين من الند للند والاحترام المتبادل، وهذا ما بدا خلال لقاء الرئيس جوزف عون مع الرئيس الشرع على هامش بعض المؤتمرات الدولية والعربية، في إنتظار المزيد من التعاون والتنسيق لحل الملفات الشائكة بين البلدين. جديد هذه اللقاءات سيُسجّل هذا السبت 5 تموز الجاري، خلال زيارة مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان الى دمشق، لتهنئة الرئيس الشرع بإنتخابه، وافيد بأنّ الزيارة ستستمر لساعات فقط، على ان يوضع برنامج عملها قريباً، وسيضم الوفد مفتيي المناطق وقضاة الشرع واعضاء المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى، على ان يحمل اللقاء عناوين كبيرة تؤكد على الثوابت الوطنية والروابط التاريخية والجغرافية بين البلدين. اللافت انّ توقيت الزيارة جاء بعد مواقف عالية النبرة اطلقها المفتي دريان، تحدث خلالها عن تهميش اهل السنّة وإستبعادهم عن الساحة السياسية، ففهمه البعض وكأنه يطلق "اللطشات" في إتجاه فريق معيّن، لكنه سارع الى التوضيح بأنّ كلامه لم يكن موجّهاً ضد اي طرف. كما رأى مصدر نيابي سنّي بأنّ المقصود بهذا الكلام الدفاع عن اهل الطائفة التي سارت على خط الاعتدال، ففهمها البعض خطأً، معتبراً بأنّ غياب الرئيس سعد الحريري عن الساحة السياسية، اطلق العنان للبعض كي يرسموا هذه الصورة ضمن إطار الضعف السياسي، لكننا نرفض ان نكون ضمن هذه الخانة، فنحن موجودون ولنا مواقفنا، ولا يمكن لأحد ان يُسكتنا، لذا على البعض ان يفهم ذلك". للاضاءة اكثر على الزيارة المرتقبة، قال رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط لـ "الديار": "لا شك في أنّ زيارة المفتي دريان على رأس وفد من مفتيي المناطق، تحمل مدلولاً تاريخياً بعد انتقال سوريا وشعبها من المحور الايراني الى العمق العربي والاسلامي الاصيل"، لافتاً الى "انّ الزيارة للتهنئة رئيساً وحكومة وشعباً بالتغيير السياسي الكبير، الذي إنعكس إيجاباً على الساحة اللبنانية والعربية". معتبراً انّ "سوريا بقيادتها الجديدة عادت مرفوعة الرأس الى الحضن العربي، وبالتالي لبنان في طريقه الى هذا الحضن، وسيعقب ذلك عودة بغداد وصنعاء، مع الرفض المطلق لكل المشاريع المعادية للعروبة والاسلام. فإنطلاقاً من كل ذلك تأتي زيارة مفتي الجمهورية الى سوريا العربية الشقيقة للبنان ولكل العرب، وفي إطار الحرص على لبنان الدولة والمؤسسات"، مشدّداً على "ضرورة ان يتم وضع حدّ لتجاوز القوانين والفوضى". وحول ما قاله النائب السابق خالد الضاهر قبل أيام: "اذا إستمر إستهداف المكوّن السنّي في لبنان، سوف نلجأ للرئيس أحمد الشرع للدفاع عنا "، علق الشيخ عريمط: "المسلمون السنّة في لبنان هم اصل لبنان وكيانه السياسي، وحكماً ليسوا ضعفاء وهم متجذرون في وطنهم وأرضهم وتاريخهم، واقوياء بإيمانهم وبدورهم الوطني والعربي، هم الحماة للبنان العربي السيّد الحر وفرسانه، وبالتأكيد ليسوا بحاجه لحماية من احد اياً كان، هم الذين يحمون ويحتضنون غيرهم ولا يحتاجون لحماية، ودولتهم اللبنانية ومؤسساتها الشرعية مهمتها ضمانة حقوق كل اللبنانيين بكل شرائحهم وإتجاهاتهم السياسية، فكفى رفعاً لشعارات فارغة من مضمونها الوطني الجامع". وعن إمكانية طرح ملف الموقوفين الاسلاميين من قبل المفتي دريان خلال لقائه الرئيس الشرع، أجاب الشيخ عريمط: "انّ مسألة الموقوفين الاسلاميين وظلامتهم في السجون اللبنانية من دون محاكمة منذ سنوات، وفي طليعتهم الشيخ احمد الاسير وغيره إضافة الى الاعتقالات الانتقائية مؤخراً، هي قضية اخلاقية حقوقية وطنية لبنانية بإمتياز، قالقضاء والسلطة السياسية وحدهما مَن يحسما هذه المسألة، ويضعا حدّاً للتدخل والتسيّس، والتطيّيف والتمذهب لمثل هذه الحقوق المشروعة، وعلى الجميع ألا يشطح خيالهم الواسع لمثل هذه الترهات". وختم: "المسلمون وقياداتهم السياسية والدينية في لبنان، هم دعاة لبناء الدولة ومؤسساتها الوطنية، وليس لهم تطلعات خارج حدودهم الوطنية او العربية، فليطمئن ضعفاء النفوس".