logo
مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي

مؤسسات الأسرى: تصعيد ممنهج وجرائم مركّبة بحق الأسرى خلال نيسان الماضي

شبكة أنباء شفا١٢-٠٥-٢٠٢٥

شفا – واصلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي خلال شهر نيسان/ إبريل 2025 تنفيذ حملات اعتقال ممنهجة في محافظات الضفة الغربية، حيث سُجّلت (530) حالة اعتقال، من بينها (60) طفلًا، و(18) امرأة، في ظل استمرار العدوان الشامل على الضفة، بالتزامن مع حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.
تركزت الاعتقالات والاعتداءات في مدينتي جنين وطولكرم، وشملت عمليات ميدانية عنيفة تراوحت بين الإعدامات الميدانية، والنزوح القسري، وتدمير البنى التحتية، إلى جانب الاعتقالات والتحقيقات الميدانية التي طالت مئات المواطنين في مختلف أنحاء الضفة، بما في ذلك الأطفال والنساء، الذين تعرضوا لاعتداءات جسدية ونفسية، واستخدامهم رهائن ودروعا بشرية، في سياسة تصعيدية ممنهجة.
17 ألف حالة اعتقال منذ بدء حرب الإبادة
مع تسجيل أرقام شهر نيسان/ إبريل، يرتفع إجمالي عدد حالات الاعتقال في الضفة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى نحو 17 ألف حالة، تشمل من أُفرج عنهم لاحقًا، بينما لا تشمل أرقام معتقلي قطاع غزة، الذين يُقدّر عددهم بالآلاف.
تصاعد خطير في الاعتقال الإداري
رصدت المؤسسات الحقوقية (هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، ومؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان) خلال هذا الشهر تصاعدًا غير مسبوق في أوامر الاعتقال الإداري، إذ بلغ عدد المعتقلين الإداريين حتى بداية أيار/ مايو 2025 (3577) معتقلًا، من بينهم أكثر من 100 طفل، وهو الرقم الأعلى تاريخيًا منذ بدء الاحتلال، ويتجاوز أعداد المحكومين والموقوفين.
شهيدان في سجون الاحتلال
أُعلن خلال شهر نيسان استشهاد كل من: مصعب عديلي (نابلس) بتاريخ 16/4/2025، وناصر خليل ردايدة (العبيدية) بتاريخ 20/4/2025.
كما تلقت عائلات معتقلين من غزة بلاغات باستشهاد أبنائهم داخل سجون الاحتلال، دون توضيحات أو تأكيدات من الجهات الرسمية الإسرائيلية.
جرائم ممنهجة داخل السجون
تؤكد إفادات الأسرى خلال زيارات المحامين في نيسان استمرار الاحتلال في ارتكاب سلسلة من الانتهاكات داخل السجون، شملت: التعذيب الجسدي والنفسي، والتجويع الممنهج، والإهمال الطبي.
ويُعد انتشار مرض الجرب (السكايبيوس) مثالًا صارخًا على الإهمال المتعمد، خصوصًا في سجني النقب ومجدو، وسط مطالبات للمجتمع الدولي، وخاصة منظمة الصحة العالمية، بالتدخل العاجل.
نتائج تشريح تكشف عن جريمة تجويع
كشفت نتائج تشريح جثمان الشهيد القاصر وليد أحمد، الذي استُشهد في آذار/ مارس الماضي، أن التجويع المتعمّد كان السبب الرئيس في وفاته، ما يؤكد ارتكاب الاحتلال جريمة منظمة بحق الأسرى، خاصة الأطفال.
اقتحامات مستمرة وقمع متصاعد
سُجّلت عشرات عمليات الاقتحام والاعتداءات الوحشية داخل أقسام الأسرى، وخاصة بحق قيادات الحركة الأسيرة، الذين يتعرضون إلى جانب الضرب المبرح للعزل الانفرادي المستمر منذ بدء العدوان.
الأسيرات في سجن الدامون: عزل وتجويع وإهمال طبي
لا تزال (35) أسيرة في سجن الدامون، من بينهن أسيرتان حامل في الشهر الخامس، وأسيرة مريضة بالسرطان، يواجهن ظروفًا قاسية، تشمل العزل الجماعي، وحرمانهن من الاحتياجات الأساسية، وفرض سياسة التجويع، والإهمال الطبي المتعمد.
الأطفال المعتقلون: ضحايا جرائم متصاعدة
بلغ عدد الأطفال المعتقلين حتى بداية أيار/ مايو 2025 ما لا يقل عن 400، بينهم أكثر من 100 معتقل إداري، ويواجهون كل أشكال الانتهاكات من تعذيب، وتنكيل، وتجويع، إلى جانب الحرمان من التعليم والرعاية الصحية.
معتقلو غزة: شهادات مرعبة وإخفاء قسري
تلقّت المؤسسات شهادات مروعة من معتقلي غزة، خاصة في معسكر عوفر، تتحدث عن: تعذيب جسدي ونفسي وحشي، واعتداءات جنسية، وإخفاء قسري لعشرات المعتقلين، ورفض الكشف عن مصير شهداء، وقيود ممنهجة على الزيارات القانونية.
وتستمر إدارة السجون في عرقلة الزيارات القانونية للمحامين، لا سيما في سجني نفحة وريمون (جانوت)، من خلال فرض رقابة صارمة، ومماطلة في تحديد المواعيد، ومنع محامين من دخول السجون، بالإضافة إلى عمليات إذلال المعتقلين أثناء تنقلهم إلى الزيارة، ما يدفع العديد منهم إلى رفض الإدلاء بأي إفادات.
معطيات إحصائية حتى بداية أيار/ مايو 2025:
إجمالي عدد الأسرى والمعتقلين: أكثر من 10,100
عدد الأسرى الأطفال: 400 على الأقل
عدد الأسيرات: 35
عدد المعتقلين الإداريين: 3577
عدد معتقلي غزة المصنفين 'مقاتلين غير شرعيين': 1846 (المعطى لا يشمل جميع المعتقلين)
قبل بدء حرب الإبادة:
إجمالي عدد الأسرى: 5250
عدد الأطفال: 170
عدد الإداريين: 1320
عدد الأسيرات: 40
عدد شهداء الحركة الأسيرة:
منذ 7 أكتوبر 2023: 66 شهيدًا (المعلومة هوياتهم فقط)
منذ عام 1967: 303 شهداء
تحذير عاجل
وحذرت مؤسسات الأسرى من أن عامل الزمن بات يشكل خطرًا وجوديًا على حياة الآلاف من الأسرى، في ظل استمرار الجرائم، وانعدام أي تدخل دولي حقيقي. وتواصل المؤسسات دعوتها العاجلة إلى تحرك دولي حقيقي لوقف ما يجري بحقّ المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المنظمات الاهلية توجه نداء عاجلا للمؤسسات الدولية للتدخل لإنقاذ حياة الناس وادخال المساعدات الانسانية
المنظمات الاهلية توجه نداء عاجلا للمؤسسات الدولية للتدخل لإنقاذ حياة الناس وادخال المساعدات الانسانية

شبكة أنباء شفا

timeمنذ 6 أيام

  • شبكة أنباء شفا

المنظمات الاهلية توجه نداء عاجلا للمؤسسات الدولية للتدخل لإنقاذ حياة الناس وادخال المساعدات الانسانية

شفا – تجدد شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية مطالبتها بالتحرك الفوري من المؤسسات الدولية والحقوقية لوقف مجازر الاحتلال المتواصلة بحق اهلنا في قطاع غزة الذي يتعرض بعد استئناف حرب الاحتلال منتصف اذار الماضي لموجة اكثر دموية ووحشية عن الفترات السابقة من حيث استهداف المؤسسات الدولية والاغاثية وتدمير المربعات السكنية والمباني، ووقوع اعداد متزايدة من المدنيين من نساء وشيوخ واطفال اضافة الى انتهاج اسلوب فرض المزيد من الاجراءات من تجويع، ومنع ادخال المساعدات الاغاثية، وقصف المشافي والمنشئات المدنية الامر الذي يفاقم من المأساة الانسانية بحيث تكاد تنعدم مقومات الحياة من مواد غذائية بما فيها 'الطحين' وكافة المستلزمات الحياتية الاخرى . وتحذر الشبكة من ان انهيار الوضع الانساني في القطاع مع استمرار القصف الدموي وسقوط مئات الشهداء خلال الايام القليلة الماضية مع الاعلان عن بدء عملية ما يسمى 'عربات جدعون' التي يسعى من خلالها الى فصل شمال ووسط القطاع عن جنوبه وخلق جيوب ومعازل لتسهيل عملية التهجير التي يعمل عليها الاحتلال وفق مخطط مدروس لم يعد يخفى على احد وتعلنه اقطاب حكومة الاحتلال يوميا مع التلويح بعودة الاستيطان للقطاع بعد احتلال اجزاء واسعة منه والبقاء لمدة طويلة امام استمرار صمت العالم وعدم القيام باي خطوات جدية لوقف هذه المجازر وحرب الابادة المفتوحة التي تجري امام مرآى ومسمع العالم دون ان يحرك ساكنا . اننا ندعو الجهات الرسمية في السلطة ومنظمة التحرير والكل الوطني لتحمل المسؤولية وانقاذ حياة الناس من خلال تحرك فوري يوقف هذه الحرب الوحشية والضغط بشتى السبل من اجل تأمين كافة المساعدات، ورفع الحصار عن القطاع ووقف سياسات التطهير العرقي في القدس والضفة الغربية الهادفة لتكريس واقع الاستيطان الاستعماري واجتثات الوجود الفلسطيني برمته وخلق جيوب ومعازل تمنع التواصل الجغرافي وتمهد الطريق لتنفيذ مخطط التهجير عبر خنق مقومات الحياة، وافراغ القرى والبلدات من اصحابها مع تصاعد اعتداءات المستوطنين وهي جرائم حرب تتطلب من الجميع العمل على محاسبة الاحتلال عليها . اننا نطالب على ضوء اعلان رئيس الوزراء عن قطاع غزة منطقة مجاعة باتخاذ التدابير والاجراءات الملموسة، ومطالبة الاشقاء في جمهورية مصر العربية والاطراف الدولية كافة بما فيها الاطراف التي ضمنت الاتفاق الاخير لوقف اطلاق النار الى العمل من اجل صيغة كفيلة بتحقيق ادخال المساعدات والاغذية، وايضا منظمة الصحة العالمية والامم المتحدة، والهيئات الدولية بالعمل فورا بارادة جدية لادخال المساعدات التي تعرض بعضها للتلف وتعفنت على الحدود بانتظار السماح لها بالدخول لكن يستمر الاحتلال ويمعن في ارتكاب جريمته المركبة بمنع ادخالها من جهة وتصعيد حربه المجنونة من جهة اخرى، ونناشد عبر هذا النداء العاجل الجميع بالعمل على كل المستويات لانقاذ حياة النساء والاطفال والشيوخ وحياة الجرحى والمرضى، ومد المشافي بمقومات استمرار العمل بعد ان خرج عدد منها عن الخدمة بسبب القصف المباشر ونقص الوقود والمستلزمات الطبية التي من شأنها انقاذ حياة الناس حيث توقفت اقسام عديدة عن العمل بسبب هذا النقص الذي قد يخلف وفاة العشرات يوميا وينذر بوقوع كارثة محققة تتمثل بموجات (وفاة جماعية) في اقسام الاطفال والحوامل وذوي والاعاقة، والامراض المزمنة .

لاجئون من مخيم جنين: مأساة النزوح ومشاهد التهجير تتكرر في ذكرى النكبة
لاجئون من مخيم جنين: مأساة النزوح ومشاهد التهجير تتكرر في ذكرى النكبة

جريدة الايام

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • جريدة الايام

لاجئون من مخيم جنين: مأساة النزوح ومشاهد التهجير تتكرر في ذكرى النكبة

كل ما تخشاه المسنة صالحة محمد (85 عاما) من مخيم جنين، أن يتوفاها الأجل وهي بعيدة عن المخيم الذي نزحت منه في الأيام الأولى من العدوان الإسرائيلي على المخيم في الواحد والعشرين من كانون الثاني الماضي، شأنها في ذلك شأن جميع أهالي المخيم ممن أجبرهم جيش الاحتلال على النزوح من داخل المخيم الذي أصبح فارغا من أهله بالكامل. ولم يكن هناك من خيار آخر أمام تلك المسنة سوى النزوح من بيتها إلى خارج المخيم الذي دخل العدوان الإسرائيلي عليه يومه الخامس عشر بعد المائة، وتحول إلى منطقة أشباح، بعد أن دمرت آلة الحرب الإسرائيلية جميع مقومات الحياة بداخله، وطردت أهله ممن يئنون تحت وطأة النزوح وفقد المساكن. تقول محمد لـ "الأيام"، إنها عايشت نكبة العام 48 وبعدها نكسة حزيران عام 67 والاجتياح الإسرائيلي المدمر للمخيم في نيسان عام 2002، لكن هذه المرة مختلفة تماما، فهي أصعب وأشد من سابقاتها، مضيفة: "سمونا لاجئين وبعدين مهجرين وبعدين مشردين واليوم نازحين، وبكرة الله أعلم شو يسمونا". وتعيش تلك اللاجئة المسنة، لدى أحد أبنائها، ولكن لسانها يلهج على مدار الساعة بالحنين إلى المخيم الذي عاشت فيه 58 عاما بحلوها ومرها، وكل ما تخشاه أن يسترد الله أمانته وهي بعيدة عن بيتها الذي تحتفظ في كل زاوية منه بحكاية لن تنساها حتى يتوفاها الأجل. ومضت والدموع تغرق عينيها: "قبل كنت أتمنى أرجع على زرعين، واليوم بتمنى أرجع على المخيم، بس مش عارفة إذا برجع وإلا لع". ورغم حرص نجلها على توفير جميع متطلباتها، إلا أن ذلك لا ينسي المسنة محمد بيتها الذي تجهل مصيره، وحارتها وجاراتها وأهالي مخيمها الذي تعشق كل زقاق فيه. وولدت المسنة محمد في قرية زرعين المهجرة داخل الخط الأخضر، واضطرت عائلتها إلى الهجرة إبان نكبة عام 48، واستقرت إبان نكسة حزيران عام 67 في مخيم جنين. وكما هو الحال بالنسبة للمسنة محمد، يتمسك اللاجئ جمال أبو سرية، من مخيم جنين بحلم العودة إلى المخيم كمحطة عودة نحو قريته زرعين المهجرة. ومع بدء العدوان الإسرائيلي على المخيم، انتقل أبو سرية للسكن في حي "الهدف" المجاور للمخيم من الجهة الغربية منه، حيث استأجر شقة أرضية برفقة عائلته الصغيرة، ويراقب كما المئات من أهالي المخيم ممن نزحوا إلى أحياء قريبة من المخيم، من بعيد عمليات هدم المنازل وشق الطرق وتدمير جميع مقومات الحياة الآدمية داخل المخيم، دون أن تتوفر حتى الآن صورة واضحة حول طبيعة وحجم الدمار داخل المخيم. ومن ساحة صغيرة أمام المنزل المستأجر، راح أبو سرية، يراقب أطراف المخيم الغربية، وبالكاد يستطيع مشاهدة منزل أحد أبنائه المطل على المخيم، وتتحصن قوات الاحتلال بداخه منذ فترة طويلة. أما النازح جمعة زوايدة (66 عاما)، فيقول، إنه أصر على البقاء داخل منزله في المخيم لعدة أيام، رغم مغادرة جميع أفراد عائلته. وقال زوايدة "أخبرت أهلي أنني سأبقى في بيتنا، حتى إذا اقتحم الجيش البيت وحاول يهدمه أكون موجود على أمل منعهم من هدمه". ولكن مرت ثلاثة أيام على وجود زوايدة وحيدا داخل منزله، وكانت أيام مليئة من الخوف مرت كأنها الدهر بأكمله، ولم تتوقف خلالها أصوات الانفجارات وإطلاق النار، وأزيز الطائرات المسيرة التي كانت تحلق على ارتفاعات منخفضة وتدخل المنازل للتأكد من خلوها من ساكنيها. وبعد ثلاثة أيام، قال زوايدة: "انقطعت المياه والكهرباء، وأخذت بطارية الهاتف المحمول تفرغ من الشحن، وظن أنه لا يمكنه البقاء أكثر، فاضطر إلى المغادرة والخروج من المنزل الذي كان محاصرا بالعشرات من جنود الاحتلال". وشعر زوايدة، للحظات أنه أصبح في مرمى نيران جنود الاحتلال ممن قال، إنهم كانوا يطلقون النار على كل جسم متحرك وبدوا في حالة هستيرية في ذلك اليوم، إلا أنه نجا من موت كان محققا، وانتقل إلى موقع غير بعيد عن المخيم للعيش فيه. ويجهل ذلك النازح، إن كان بيته دمر أم لا، قائلا: "في ناس حكوا لي إنه دارنا انهدت، وناس قالوا إنها تضررت، وما بعرف شيء عنها". وأقام زوايدة الذي لديه تسعة أبناء، وكان يعمل في مجال البناء، لمدة ثلاثة أشهر في مدرسة تحولت إلى ملجأ للنازحين من أهالي المخيم، قبل أن ينتقل إلى مكان خاص بإقامة الطلبة الجامعيين قرب الجامعة العربية الأميركية. أما محمد الشلبي (53 عاما) والذي يعمل في البلدية، فقال، إنه نزح من مخيم جنين إلى القرى المجاورة قبل أن ينتقل إلى الإقامة في أحد سكنات الجامعة العربية الأميركية. وأضاف الشلبي، إنه انتقل للعيش في السكن الطلابي الجامعي برفقة والده المسن والذي تجاوز من العمر 80 عاما ويعاني من عدة أمراض. ومضى"حتى لو وضعونا في فلل فلن نرتاح حتى نعود إلى المخيم ونعيش حتى في خيمة على كومة تراب". وتقول النازحة أم ماجد: "قالوا لنا إنه لم يعد لدينا منزل، وأننا لن نعود إلى المخيم، وفي ناس كثار حاولوا يرجعوا على المخيم، لكن الجنود منعوهم وضربوهم واحتجزوهم". وتتقاسم أم ماجد غرفة مخصصة لشخصين مع ثلاثة آخرين في أحد سكنات الجامعة العربية الأميركية، واصفة ظروف العيش بأنها صعبة بعيدا عن المخيم.

أميركا والصين تتفقان على خفض الرسوم الجمركية
أميركا والصين تتفقان على خفض الرسوم الجمركية

جريدة الايام

time١٣-٠٥-٢٠٢٥

  • جريدة الايام

أميركا والصين تتفقان على خفض الرسوم الجمركية

جنيف - أ ف ب: أعلنت الولايات المتحدة والصين، أمس، عن اتفاق لخفض كبير في الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوماً، ما ينزع فتيل حرب تجارية هزت أسواق المال وأثارت مخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي. وعقب أول محادثات بينهما منذ أن شن الرئيس الأميركي دونالد ترامب حربه التجارية، اتفق أكبر اقتصادين في العالم كذلك على مواصلة المفاوضات، حسبما جاء في بيان مشترك. وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت: إن المحادثات، التي جرت نهاية الأسبوع الماضي مع نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هي ليفينغ وممثل التجارة الدولية لي تشنغانغ، "مثمرة" و"حازمة". وأكد بيسنت للصحافيين أن "الجانبين أبديا قدراً كبيراً من الاحترام". أعلن ترامب الشهر الماضي فرض رسوم جمركية بنسبة 145% على السلع المستوردة من الصين مقارنة برسوم نسبتها 10% على دول أخرى وردّت الصين بفرض رسوم بنسبة 125% على السلع الأميركية. وأعلن بيسنت أن الجانبين اتفقا على خفض تلك الرسوم بمقدار 115 نقطة مئوية، لتصل الرسوم الأميركية إلى 30% والصينية إلى 10%. وقال بيسنت لشبكة "سي إن بي سي": إنه يتوقع أن يجتمع ممثلو الولايات المتحدة والصين مرة أخرى في الأسابيع المقبلة للتوصل إلى "اتفاق أكثر شمولاً". وبينما لا ترغب واشنطن بوقف التعامل مع الصين، أوضح بيسنت أن "ما نريده هو عدم الاعتماد على الصين في السلع الحيوية" التي واجهت البلاد صعوبة في الحصول عليها خلال جائحة كورونا. وأضاف: إن الهدف من خفض الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يوماً هو أيضاً معرفة ما يمكن للولايات المتحدة فعله بشأن الحواجز غير الجمركية التي تُثقل كاهل الشركات الأميركية. ورحبت الصين بـ"التقدم الكبير" الذي أُحرز في المحادثات. وقالت وزارة التجارة الصينية: إن "هذه الخطوة تصب في مصلحة البلدين والمصلحة المشتركة للعالم"، مضيفة: إنها تأمل في أن تواصل واشنطن العمل مع الصين "لتصحيح الممارسة الخاطئة المتمثلة في رفع الرسوم الجمركية من جانب واحد". وسجل الدولار، الذي تراجع بعد إطلاق ترامب حربه التجارية في نيسان، ارتفاعاً ملحوظاً مدفوعاً بهذه الأنباء، كما ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية. وبدورها، ارتفعت أسهم أسواق الأسهم التي اهتزت جراء الحرب التجارية مثيرة مخاوف من أن تؤدي الرسوم الجمركية إلى تفاقم التضخم والتسبب في تباطؤ اقتصادي عالمي. وأكد الممثل التجاري الأميركي، جيميسون غرير، للصحافيين أن نسبة الرسوم الجمركية الأميركية ما زالت أعلى من الصينية، إذ تشمل ضريبة بنسبة 20% فُرضت على خلفية شكاوى أميركية بشأن صادرات الصين من المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة الفنتانيل. وأضاف: "هذه الرسوم لم تشهد تغييراً حالياً"، مضيفاً: إن "الصين والولايات المتحدة اتفقتا على العمل معاً بشكل بنّاء بشأن الفنتانيل، وهناك مسار إيجابي للتقدم في هذا المجال أيضاً". وفي بيانهما المشترك، اتفق الجانبان على "وضع آلية لمواصلة المباحثات حول العلاقات الاقتصادية والتجارية". وقال بيسنت: "أعتقد أننا نغادر مع آلية ممتازة لتجنب التصعيد المؤسف"، مشيراً إلى أن الرسوم الجمركية تسببت بما يشبه الحظر التجاري بين القوتين العظميين. وأضاف: إنه "كان من الممكن تجنب ما حدث منذ 2 نيسان لو كانت لدينا هذه الآلية". وأوضحت وزارة التجارة الصينية أن "الجانبين سيجريان مشاورات دورية أو غير دورية في الصين أو الولايات المتحدة أو دول ثالثة متفق عليها". واعتبر تشيوي تشانغ، رئيس شركة "بينبوينت" لإدارة الأصول وكبير الاقتصاديين فيها، في مذكرة، أن نتيجة اجتماع نهاية الأسبوع شكلت "نجاحاً" خصوصاً لبكين. وأضاف: "اتخذت الصين موقفاً حازماً تجاه التهديد الأميركي بفرض رسوم جمركية مرتفعة، وتمكنت في النهاية من خفض الرسوم بشكل كبير من دون تقديم تنازلات". ورأى وانغ ون، عميد معهد تشونغيانغ للدراسات المالية في جامعة رينمين الصينية، أن الاتفاق "فاق التوقعات"، مرحباً بما وصفه بأنه "أكبر تخفيف للتوترات منذ بدء حرب الرسوم الجمركية العالمية"، لكنه لفت إلى أن "حالة عدم اليقين" مستمرة، محذراً من أنه في حال عدم إحراز تقدم خلال التسعين يوماً المقبلة، "فمن المحتمل أن تُستأنف حرب الرسوم الجمركية" التي أربكت الأسواق العالمية. وأشادت المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية نغوزي أوكونغو أيويالا، بالمحادثات، معتبرة أنها "خطوة مهمة" و"تبشر بالخير". وقالت: "في ظل التوترات العالمية الراهنة، يعد هذا التقدم مهماً ليس فقط للولايات المتحدة والصين، بل أيضاً لباقي دول العالم بما فيها الاقتصادات الأكثر ضعفاً". وجاء الاجتماع الذي عُقد في مقر سفير سويسرا لدى الأمم المتحدة في جنيف، بعد أيام على كشف ترامب عن اتفاق تجاري مع بريطانيا. ويؤكد الاتفاق غير الملزم المكون من خمس صفحات للمستثمرين القلقين استعداد واشنطن للتفاوض على إعفاء قطاعات معينة من الرسوم. لكن ترامب أبقى على رسوم بنسبة 10% على معظم السلع البريطانية، وهدد بإبقائها كتعرفة حد أدنى لمعظم الدول الأخرى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store