logo
هل يعزز ابتعاد ترامب عن أوروبا موقف الصين؟

هل يعزز ابتعاد ترامب عن أوروبا موقف الصين؟

في هذا السياق، يشير تقرير لشبكة "سي إن بي سي" الأميركية، إلى تعليق المستثمر المخضرم ديفيد روش، بخصوص أن التحالف عبر الأطلسي بين أوروبا والولايات المتحدة قد انتهى. وقوله إن " إدارة ترامب ليست مهتمة بالتحالفات، بل بالصفقات فقط".
في تعليق له بتاريخ 24 فبراير، كتب الزميل السابق في كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة، آدم جارفينكل، إن "النخب الآسيوية الصديقة للولايات المتحدة لا ينبغي أن تفترض أن الأصول الأميركية سوف تتدفق من تقليص حجمها في أوروبا إليها في آسيا".
وأفاد بان الحلفاء الآسيويين يجب أن يدركوا أن تراجع الوجود العسكري الأميركي على مستوى العالم قد يجعل لوجستيات التعهدات الأمنية الأميركية في آسيا أكثر صعوبة، وأكثر تكلفة في الإدارة، وأقل مصداقية.
ويشير التقرير إلى أنه لدى الولايات المتحدة معاهدات أمنية مع ست دول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ولديها قواعد عسكرية في الفلبين وكوريا الجنوبية واليابان. ورغم أن سنغافورة ليست حليفة للولايات المتحدة، إلا أنها تربطها علاقات دفاعية طويلة الأمد مع الجيش الأميركي.
وقال جارفينكل أيضا إن الدول الآسيوية التي تستضيف القواعد الأميركية قد لا ترتفع في الأهمية أو التقدير، بل قد تواجه مطالب بـ "مدفوعات تعويضية" أكبر.
ومن بين المجالات التي تحظى بالاهتمام العلاقات عبر المضيق بين تايوان والصين. فمنذ العام 2016، صعدت الصين من خطابها بشأن الجزيرة، فأجرت تدريبات عسكرية متعددة وتعهدت "بإعادة التوحد مع تايوان".
بحسب روش، فإن التحول المفاجئ في موقف إدارة ترامب بشأن أوكرانيا يزيد بشكل كبير من خطر قيام الصين بعمل عسكري ضد تايوان، مضيفاً: "يجب الآن إقناع الصينيين بأنه إذا قاموا، على سبيل المثال، بحصار ناقلات الطاقة المتجهة إلى تايوان، فإن الولايات المتحدة لن تخوض حرباً من أجل هذا".
تراجع الدعم الأميركي للحلفاء
من جانبه، يقول أستاذ العلاقات الدولية، الدكتور محمد عطيف، في تصريحات خاصة لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إنه:
في ظل التراجع الملحوظ في الدعم الأميركي لأوكرانيا، تزداد المخاوف من انعكاسات هذا التطور على التوازنات الجيوسياسية ، لا سيما في منطقة المحيط الهادئ.
الملاحظ، أن الطريقة التي تدير بها واشنطن هذا الملف لا تؤثر فقط على كييف، بل تحمل أيضاً رسائل مهمة إلى القوى العالمية الأخرى، وعلى رأسها الصين، التي تراقب الوضع عن كثب وقد تستخلص منه دروسا تؤثر على موقفها تجاه تايوان.
من خلال السلوك الخارجي الأميركي في ظل قيادة ترامب هناك رسائل متضاربة.. أي تراجع في الالتزام الأميركي تجاه أوكرانيا قد يفسر في بكين على أنه مؤشر على ضعف الإرادة الاستراتيجية لواشنطن أو ترددها في دعم حلفائها على المدى الطويل.
بكين تبحث عن فرصة ضبط التوازن الدولي، التي قد تشجعها على تبني خطوات أكثر جرأة تجاه تايوان، سواء عبر تكثيف الضغوط العسكرية والاقتصادية أو حتى التفكير في سيناريوهات أكثر تصعيداً.
الصين تدرك أن واشنطن منخرطة في عدة ملفات دولية معقدة، وإذا ما لاحظت أن الولايات المتحدة الأميركية مشتتة أو أن هناك تراجعا في التزاماتها الأمنية، فقد ترى أن الفرصة سانحة لاختبار حدود الرد الأميركي في مضيق تايوان.
ويضيف: "ليس هذا فقط، ربما قد نلاحظ تغيرات في خريطة التحالفات الأميركية التقليدية، والتي ستكون لها تداعيات ليس فقط على الصين وتايوان، بل تمتد إلى الحلفاء الإقليميين للولايات المتحدة مثل اليابان وكوريا الجنوبية والفلبين وأستراليا".
ويستطرد عطيف: "على النحو التالي، إذا بدأ الشركاء الآسيويون يفقدون الثقة في الالتزام الأميركي، فقد تتغير حساباتهم الاستراتيجية، مما قد يؤدي إلى إعادة النظر في ترتيباتهم الدفاعية وحتى إلى تحركات أكثر استقلالية في المجال الأمني. وهذا قد يضعف منظومة التحالفات التي بنتها الولايات المتحدة في آسيا على مدار عقود".
وفي السياق، ذكر تقرير لمعهد تشاتام هاوس، أنه في حين يترنح الأوروبيون بسبب أحداث الأسابيع الأخيرة التي يبدو أنها تعني نهاية التحالف عبر الأطلسي كما هو بشكله الراهن، ترى الصين فرصة سانحة، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الصيني وانغ يي عندما صعد إلى المنصة في مؤتمر ميونيخ للأمن لم يكتف بالدعوة إلى "التعاون الوثيق" مع أوروبا، بل إنه دعا أيضاً إلى "التعاون الوثيق" مع الصين.
كذلك لم يكتف الرئيس شي جين بينغ بدعوة أوروبا إلى المشاركة في المفاوضات من أجل السلام في أوكرانيا، لكنه اقترح أيضا إعادة التفكير على نطاق أوسع في العلاقات الصينية الأوروبية.
ورغم أن وانغ يي أيد المفاوضات الثنائية بين روسيا والولايات المتحدة بعد أيام قليلة، فقد أعرب بعض الزعماء الأوروبيين، مثل وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، عن استعدادهم لقبول العرض الذي قدمته بكين. ووفق تقرير المعهد، فإن إعادة ضبط العلاقة مع بكين قد تقدم بالفعل بعض الفرص ــ ليس أقلها القدرة على التحوط بين الصين والولايات المتحدة ــ ولكنها تنطوي أيضاً على مخاطر كبيرة.
في سياق متصل، يؤكد مستشار المركز العربي للدراسات والبحوث الاستراتيجية، أبو بكر الديب، لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن:
سياسات دونالد ترامب، رغم استهدافها المعلن لتحجيم الصين اقتصاديًا، قد تؤدي في الواقع إلى تقوية موقفها على المدى البعيد.
فرض الرسوم التجارية على الصين قد يدفعها إلى تعزيز سوقها الاستهلاكية المحلية؛ لتعويض أي خسائر في الصادرات إلى الولايات المتحدة.
كذلك سياسات ترامب تجاه أوروبا، مثل الضغط على أوكرانيا وتقليل الدعم للاتحاد الأوروبي، قد تدفع الأوروبيين إلى التعاون مع الصين تجارياً وربما سياسياً.
انسحاب الولايات المتحدة من المساعدات الإنسانية والتنموية، خاصة في إفريقيا وآسيا، سيفتح الباب أمام الصين لتوسيع نفوذها الاقتصادي والاستثماري.
ويقول إنه من المحتمل أن تزيد دول مثل كندا والمكسيك من تعاملاتها التجارية مع الصين رداً على السياسات التجارية الأميركية، مشيراً إلى أن هذه السياسات قد تصب في مصلحة الصين على المدى الطويل، حيث ستتمكن من تعزيز نفوذها عالميًا، سواء عبر التجارة أو من خلال القوة الناعمة والمساعدات التنموية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مصادر أمريكية: إدارة ترامب تطرد عشرات الموظفين في مجلس الأمن القومي بشكل مفاجئ
مصادر أمريكية: إدارة ترامب تطرد عشرات الموظفين في مجلس الأمن القومي بشكل مفاجئ

سبوتنيك بالعربية

timeمنذ 44 دقائق

  • سبوتنيك بالعربية

مصادر أمريكية: إدارة ترامب تطرد عشرات الموظفين في مجلس الأمن القومي بشكل مفاجئ

مصادر أمريكية: إدارة ترامب تطرد عشرات الموظفين في مجلس الأمن القومي بشكل مفاجئ مصادر أمريكية: إدارة ترامب تطرد عشرات الموظفين في مجلس الأمن القومي بشكل مفاجئ سبوتنيك عربي أعطت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أكثر من 100 مسؤول في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض إجازة إدارية، في إطار إعادة هيكلة تحت قيادة مستشار الأمن القومي... 24.05.2025, سبوتنيك عربي 2025-05-24T03:30+0000 2025-05-24T03:30+0000 2025-05-24T02:30+0000 الولايات المتحدة الأمريكية دونالد ترامب الأخبار أخبار العالم الآن العالم ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين قولهم إن "إدارة ترامب طردت عشرات الموظفين من مجلس الأمن القومي الأمريكي بشكل مفاجئ أمس الجمعة"، مشيرين إلى أن "ترامب يريد إبقاء روبيو في منصب مستشار الأمن القومي بالإنابة لأطول فترة ممكنة".وأضاف المسؤولين أن "خطط إعادة هيكلة مجلس الأمن القومي الأمريكي تشمل خفض عدد العاملين إلى أقل من 150 موظفا، وتتضمن أيضا تقليص عدد اللجان التابعة للمجلس".وتابع: "ترامب وروبيو يسعيان إلى إجراء إصلاح شامل لمجلس الأمن القومي التابع للبيت الأبيض"، مشيرين إلى أن "روبيو يخطط لخفض عدد موظفي مجلس الأمن القومي الأمريكي إلى النصف من أصل 350 موظفا حاليا".وأردف المسؤولين، أن "روبيو يخطط لنقل العديد من صلاحيات مجلس الأمن القومي الأمريكي إلى وزارة الخارجية والبنتاغون"، لافتين إلى أن مهام مجلس الأمن القومي بعد إصلاحه ستكون "التنسيق والتشاور" وليس تنفيذ السياسة الأمريكية.وكان نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس صرح، بأن الرئيس دونالد ترامب لم يفقد الثقة في مايك والتز الذي رشحه ممثلًا دائمًا له لدى الأمم المتحدة بعد إعفائه من منصبه كمستشار للأمن القومي.وقال فانس في تصريحات لشبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، إن والتز "موضع ثقة مني ومن الرئيس. والرئيس معجب بوالتز في الواقع".وأضاف أن ترامب يعتقد أن والتز سيكون أكثر فائدة بصفته مندوبًا لواشنطن لدى الأمم المتحدة، مؤكدًا أن تغيير منصبه لا علاقة له بفضيحة الدردشة عبر تطبيق "سيغنال".وأشار فانس أيضًا إلى أن المنصب المعروض على والتز "يمكن اعتباره ترقية"، نظرًا لأن المرشحين لمنصب الممثل الدائم للأمم المتحدة يتم الموافقة عليهم من قبل مجلس الشيوخ، على عكس مستشار الأمن القومي.وعقب قرار ترامب، كتب والتز في منشور على حسابه بمنصة "إكس": "يشرفني أن أواصل خدمتي للرئيس ترامب وأمتنا العظيمة".فيما ذكرت شبكة "سي بي إس" الأمريكية نقلا عن مصادرها أنه من المقرر أن يترك مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز، ونائبه أليكس وونغ منصبيهما، وذلك على خلفية تسريب محادثات سرية بين كبار المسؤولين الأمريكيين تتعلق بخطط عسكرية أمريكية حول الضربات على اليمن، فيما بات يعرف إعلاميا بـ"فضيحة سيغنال".وفي وقت سابق، أطلق مكتب المفتش العام لوزارة الدفاع الأمريكية تحقيقا في استخدام وزير الدفاع الأمريكي لتطبيق "سيغنال"، في أعقاب الفضيحة التي أحاطت بتسريب مناقشات أجراها مسؤولون في إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الضربات في اليمن.وفي 24 مارس/آذار الماضي، قال رئيس تحرير مجلة "أتلانتيك"، جيفري جولدبرغ، إنه تلقى في 11 مارس/آذار طلبًا عبر تطبيق "سيغنال" وانتهى به الأمر في دردشة ناقشت فيها الحكومة الأمريكية توجيه ضربات لجماعة "أنصار الله" في شمال اليمن.وبحسب جولدبرغ، فإن المجموعة التي يطلق عليها "مجموعة الحوثيين المقربة من السياسيين" كانت تستضيف "مناقشة سياسية شملت حسابات تحت أسماء نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس، ووزير الدفاع الأمريكي بيت هيفسيث، ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز، ومسؤولين آخرين". وأكد العديد منهم تواجدهم في الدردشة، لكنهم أصروا على عدم تبادل أي معلومات سرية عبر التطبيق. الولايات المتحدة الأمريكية سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي الولايات المتحدة الأمريكية, دونالد ترامب, الأخبار, أخبار العالم الآن, العالم

نائب ترامب يتحدث عن "اللكمة القاضية".. ويستشهد بالحوثيين
نائب ترامب يتحدث عن "اللكمة القاضية".. ويستشهد بالحوثيين

سكاي نيوز عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • سكاي نيوز عربية

نائب ترامب يتحدث عن "اللكمة القاضية".. ويستشهد بالحوثيين

واعتبر فانس أن "الولايات المتحدة تواجه تهديدات خطيرة من الصين وروسيا ودول أخرى، وسيتعين عليها الحفاظ على تفوقها التكنولوجي". وأدلى بتعليقاته خلال كلمة في الأكاديمية البحرية الأميركية في أنابوليس بولاية ماريلاند. وخلال حديثه إلى خريجين سيصبحون ضباطا في البحرية وسلاح مشاة البحرية الأميركية، استشهد فانس بالأمر الذي أصدره ترامب باستخدام القوة ضد الحوثيين في اليمن أدى في نهاية المطاف إلى وقف لإطلاق النار، في إطار اتفاق وافقت فيه الجماعة على وقف الهجمات على السفن الأميركية. وتابع: "يجب أن نكون حذرين عندما نقرر توجيه لكمة، لكن عندما نوجه لكمة تكون قوية وقاضية". وأوضح فانس أن بعض الرؤساء السابقين أقحموا الولايات المتحدة في صراعات "لم تكن ضرورية للأمن القومي الأميركي". ولم يحدد فانس هؤلاء الرؤساء، لكن تعليقاته أشارت إلى أنه يقصد بحديثه الرئيس السابق جورج دبليو بوش، الجمهوري الذي شن حروبا بقيادة الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، وخلفه باراك أوباما، الديمقراطي الذي واصل الحرب في أفغانستان. ولا يزال الانسحاب الأميركي الفوضوي من أفغانستان عام 2021 في عهد الرئيس السابق جو بايدن، محط انتقادات حادة من ترامب. وأضاف: "لا مزيد من المهام غير المحددة، ولا مزيد من النزاعات المفتوحة". وقال فانس إن الولايات المتحدة تمتعت بفترة من الهيمنة بعد سقوط الإمبراطورية السوفيتية بقيادة روسيا ، وإن السياسات الأميركية الرامية إلى التكامل الاقتصادي لمنافسي الولايات المتحدة أتت بنتائج عكسية.

سوريا ورفع العقوبات
سوريا ورفع العقوبات

صحيفة الخليج

timeمنذ 3 ساعات

  • صحيفة الخليج

سوريا ورفع العقوبات

استحقت سوريا رفع العقوبات الأوروبية عنها، وقبلها وعود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإعطاء دمشق فرصة في البناء وإعادة تأهيل البلاد بعد سنوات عجاف طويلة وصراع مرير من قتل وتدمير وتهجير ما جعل من سوريا دولة فاشلة رغم أهميتها وثقلها الإقليمي. رفع العقوبات ربما يكون الخطوة الأولى وخط البداية نحو وضع أسس متينة لدولة جديدة تحكمها العدالة والقانون وتسعى لمحو آثار الحرب، وقادرة على إدارة مكوناتها المجتمعية، ومواردها المادية بحكمة واتزان، ومن دون العودة إلى ثارات الماضي، أو تهميش، أو محسوبيات وفساد، وهذا ما يأمله كل سوري وعربي خصوصاً بعدما جربت كل صنوف العذاب والحرمان. لكن القصة لم تنته برفع العقوبات، بل إن الاستفادة من ذلك مرهون بشرط وضع خطط قوية لإعادة تأهيل الاقتصاد يقودها مختصون أكفاء، واستقرار أمني يجذب شركات الإعمار والاستثمار، وانفتاح سياسي على الأسواق العربية والعالمية، ونسج علاقات جيدة على أساس المصالح المتبادلة. ورغم التفاؤل، إلا أن التحديات القادمة كثيرة، والعثرات متتالية، خصوصاً أن الدولة تواجه تشظ داخلي، وعدم ثقة بين العديد من المكونات ما يهدد باشتباك داخلي. فقد حذر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمام جلسة استماع في مجلس الشيوخ من أن «تقييمه هو أن السلطة الانتقالية، في ضوء التحديات التي تواجهها، قد تكون على بعد أسابيع - وليس عدة أشهر - من انهيار محتمل وحرب أهلية شاملة ذات أبعاد مدمرة، تؤدي فعلياً إلى تقسيم البلاد»، وهو لا يستند إلى قراءات فردية بل إلى رصد استخباراتي وقراءة سياسية عميقة لما يحدث في سوريا. وهذا ما يتحتم الالتفات إليه وقطع الطريق على هذه الحرب، التي لو اندلعت بالفعل، فإنها ستكون مقتلة يكتوي الكل السوري بها، وستدمر المزيد من البلاد المحطمة أصلاً، والتي تعاني الكثير، وهذا ما يسعى إليه المتربصون الكثر، الذين لا يريدون لسوريا تجاوز كبوتها والاستقرار. كما أن سوريا وجدت ظهيراً عربياً يدعمها ويقف معها في أزمتها، وهذه فرصة أخرى مهمة جداً في طريق عودتها إلى حضنها العربي الاستراتيجي، فهي تقوى بهذه العودة، كما العرب يقوون بسوريا قوية يكون لها كلمتها في المنطقة والعالم، فهذه البلاد تمتلك من المقومات ما يجعلها ذا مكانة بكل المجالات، في ظل شعب يعشق الانطلاق والنظر إلى الأمام، إذ إن النجاح كان دوماً رفيقه خلال سنوات الحرب، وما بعدها ستكون الانطلاقة صاروخية نحو النهوض إذا توفرت له الأرضية المناسبة. يقع على عاتق دمشق الآن الكثير، فالمهمة ليست سهلة، والتصرف بحكمة وروية وانضباط يعجل بقطف الثمار، وغير ذلك فإن سوريا التاريخ والحضارة معرضة لمزيد من الانهيار والسقوط، وهذا ما لا يريده أي عربي من المحيط إلى الخليج.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store