logo
بعد حديث ترامب عن إعادة برنامج طهران النووي عقوداً للوراء، "البنتاغون" تقدر المدة بقرابة عامين

بعد حديث ترامب عن إعادة برنامج طهران النووي عقوداً للوراء، "البنتاغون" تقدر المدة بقرابة عامين

شفق نيوزمنذ يوم واحد
بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنّ هجمات بلاده أعادت البرنامج النووي الإيراني عقوداً إلى الوراء، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الأربعاء إن الهجمات أعادت البرنامج للوراء بما يصل إلى عامين.
وقال المتحدث باسم البنتاغون شون بارنيل في تصريح لصحفيين "ألحقنا أضراراً ببرنامجهم لمدة تراوح بين سنة وسنتين على الأقل، هذا ما خلصت إليه تقييمات استخبارية داخل (وزارة) الدفاع".
وأضاف: "نعتقد أن (المدة) ربما أقرب إلى سنتين".
وقال بارنيل "جميع معلومات المخابرات التي اطلعنا عليها دفعتنا إلى الاعتقاد بأن منشآت إيران دمرت تماماً".
ونفذت قاذفات أمريكية من طراز بي-2 ضربات على ثلاث منشآت نووية إيرانية في 22 يونيو/حزيران، مستخدمة أكثر من 12 قنبلة خارقة للتحصينات زنة 13600 كيلوجرام، وأكثر من 20 صاروخاً موجهاً من طراز توماهوك.
وشنّت إسرائيل في فجر 13 يونيو/حزيران هجوماً عسكرياً مباغتاً استهدف مواقع عسكرية ونووية في إيران وتخلّلته عمليات اغتيال لقادة عسكريين وعلماء نوويين.
واندلعت بذلك مواجهة عسكرية بين البلدين قالت إسرائيل إنّ هدفها هو منع إيران من امتلاك القنبلة النووية.
وأعقب الضربات الأمريكية جدل بشأن مدى فاعلية الضربات الأمريكية في تدمير برنامج طهران النووي.
Reuters
وأثارت خلاصة تقرير استخباري أمريكي أولي مسرب شكوكاً بعد أن أفاد بأن الضربات أعادت البرنامج أشهراً فقط إلى الوراء ولم تدمّره.
وحذر العديد من الخبراء من أن إيران نقلت على الأرجح مخزوناً من اليورانيوم عالي التخصيب بدرجة تقترب من اللازمة لصنع الأسلحة من موقع فوردو الواقع على عمق كبير في الجبل قبل الضربات، وربما تخفيه حالياً.
غير أن وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث قال الأسبوع الماضي إنه لا علم لديه بمعلومات مخابرات تشير إلى أن إيران نقلت اليورانيوم عالي التخصيب لحمايته من الضربات الأمريكية.
وأصر ترامب على أن الضربات الأمريكية كانت مدمرة.
وقال ترامب إن إيران لم تتمكن من نقل المواد النووية من الموقع الموجود تحت الأرض.
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة رافائيل غروسي، إن إيران قد تنتج اليورانيوم المخصب في غضون بضعة أشهر.
وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث للصحافيين في البنتاغون: "هيأ الرئيس ترامب الظروف لإنهاء الحرب" التي استمرت 12 يوماً بين إسرائيل وإيران و"القضاء على القدرات النووية لإيران أو إزالتها أو تدميرها، اختاروا ما شئتم من كلمة".
بدوره، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الأضرار التي لحقت بمنشآت بلاده النووية "كبيرة".
لكنّه أكد في مقابلة مع شبكة سي بي اس، أنّه "لا يمكن القضاء على التكنولوجيا والعلم ... عبر القنابل".
تعليق التعاون
EPA
علّقت إيران رسمياً الأربعاء تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع مصادقة الرئيس مسعود بزشكيان على قانون أقره البرلمان في ضوء الضربات الأمريكية والإسرائيلية على منشآت نووية خلال الحرب مع إسرائيل.
وأقر البرلمان الإيراني في 25 يونيو/حزيران، غداة بدء تنفيذ وقف إطلاق النار، مشروع قانون يقضي بتعليق التعاون مع الوكالة التي كان مفتشوها يراقبون مختلف الأوجه المعلنة لأنشطة البرنامج النووي في إيران.
واعتبرت الولايات المتحدة أن قرار إيران "غير مقبول".
وتحدثت الوكالة في تقرير صدر في العام 2011 عن "معلومات موثوقة" بأن إيران قامت بأنشطة مرتبطة بتطوير جهاز تفجير نووي في إطار "برنامج منظّم" للاستخدام العسكري قبل 2003.
وفي منشأتَي نظنز وفوردو اللتين استهدفتهما، قامت إيران بتخصيب اليورانيوم حتى 60 في المئة، وهي نسبة أعلى بكثير من السقف الذي حدده اتفاق 2015 والبالغ 3.67 في المئة، علما بأن النسبة ما زالت أقل من 90 في المئة المطلوبة لتطوير رأس حربية نووية.
وكانت إيران رفعت نسبة التخصيب بداية إلى خمسة في المئة، ولاحقا إلى 20 في المئة و60 في المئة في العام 2021.
ونصّ اتفاق 2015 على أن يكون الحدّ الأقصى لمخزون إيران الإجمالي من اليورانيوم المخصّب 202.8 كلغ، غير أن تقديرات المخزون الحالي أكثر بـ45 مرة.
ودخل الاتفاق المعروف رسمياً بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة"، حيز التنفيذ في مطلع 2016، وأثار آمال الإيرانيين بخروج بلادهم من عزلتها الدولية.
وقدّم الاتفاق لطهران تخفيفاً للعقوبات الدولية المفروضة عليها، مقابل قيود صارمة على برنامجها النووي.
لكن ذلك لم يدم طويلاً، إذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العام 2018 انسحاب بلاده بشكل أحادي من الاتفاق، وإعادة فرض عقوبات صارمة على طهران.
وفي صيف 2022، فشلت مفاوضات في فيينا بين طهران والأوروبيين في إحياء الاتفاق، وقلّصت إيران من تعاونها مع الوكالة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الملف النووي الإيراني .. لماذا التفاوض إن كانت المنشآت 'مدمّرة' ؟!!
الملف النووي الإيراني .. لماذا التفاوض إن كانت المنشآت 'مدمّرة' ؟!!

وكالة أنباء براثا

timeمنذ ساعة واحدة

  • وكالة أنباء براثا

الملف النووي الإيراني .. لماذا التفاوض إن كانت المنشآت 'مدمّرة' ؟!!

في خضم التصريحات السياسية المتكررة يواصل الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب تأكيده بأن الولايات المتحدة قد 'دمرت المنشآت النووية الإيرانية' بينما يدّعي رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو أن طهران 'فقدت قدرتها على التخصيب بشكل فعّال'. ورغم هذه التصريحات التي توحي وكأن المشروع النووي الإيراني قد أصبح من الماضي إلا أن مشهد المفاوضات لا يزال حاضراً بل متسارعاً . هنا السؤال الجوهري: إذا كانت إيران قد خسرت بالفعل قدراتها النووية كما يقولون ، فلماذا كل هذا الإصرار على العودة إلى طاولة التفاوض ؟ ولماذا القلق المستمر من تقدّمها ؟ الإجابة واضحة لمن يقرأ ما بين السطور . التصريحات التي تُروَّج للإعلام لا تعكس بالضرورة الواقع . فلو كانت إيران قد خرجت فعلاً من معادلة القوة النووية ، لما كان هناك حاجة للتهديد المستمر ولا للدعوة إلى اتفاق جديد . العودة المتكررة إلى التفاوض هي أكبر دليل على أن المشروع الإيراني لا يزال قائماً بل يُخشى من تطوره أكثر . إيران ، رغم الحصار والعقوبات والضغوط السياسية ، نجحت في بناء قاعدة علمية متقدمة ، استطاعت من خلالها مواصلة تخصيب اليورانيوم وتطوير المعرفة النووية مستندة إلى قدرات داخلية وليست مستوردة . هذا النجاح هو ما يُزعج خصومها لا سيما من لا يريد لمنطقة الشرق الأوسط أن تمتلك مصادر قوة علمية مستقلة . أما الحديث عن 'تدمير' أو 'شلل' فغالباً ما يأتي ضمن حرب نفسية إعلامية ، هدفها تقليل التأثير المعنوي للمشروع الإيراني ، أو خلق صورة زائفة عن تراجع قدراته . لكن الواقع الميداني والسياسي يثبت العكس إيران ما زالت في موقع القوّة تفاوض من منطلق الندّية وتُفرض عليها العقوبات لأنها قوية لا لأنها ضعيفة . وفي الوقت الذي تُصرّ فيه طهران على حقها المشروع في امتلاك الطاقة النووية السلمية فإن إصرار خصومها على منعها يعكس خشية حقيقية من أن تتحول هذه المعرفة إلى عنصر قوة إستراتيجي يغيّر ميزان القوى في المنطقة . في نهاية المطاف ، ما يحدث ليس صراعاً على أجهزة طرد مركزي أو أطنان من اليورانيوم ، بل هو صراع على القرار والسيادة والكرامة العلمية . إيران اختارت طريقاً صعباً ، لكنها سارت فيه بثبات ، وفرضت نفسها كقوة يُحسب لها ألف حساب . التفاوض اليوم ليس لإنهاء مشروع انتهى ، بل لتقييد مشروع حيّ ومزدهر . والذين يطالبون بالاتفاق ، لا يفعلون ذلك من موقع المنتصر ، بل من موقع المتخوّف مما هو قادم . إن قدرة إيران على الصمود ثم التقدم ثم فرض موقعها على خارطة التفاوض ليست مجرد إنجاز سياسي بل شهادة تاريخية على أن العلم والإرادة والسيادة حين تجتمع لا تُهزم .

.. أمريكا تعقم يديها القذرتين بانتقاد سايسبيكو على لسان مندوبها إلى سوريا..!بقلم بكر السباتين
.. أمريكا تعقم يديها القذرتين بانتقاد سايسبيكو على لسان مندوبها إلى سوريا..!بقلم بكر السباتين

ساحة التحرير

timeمنذ ساعة واحدة

  • ساحة التحرير

.. أمريكا تعقم يديها القذرتين بانتقاد سايسبيكو على لسان مندوبها إلى سوريا..!بقلم بكر السباتين

.. أمريكا تعقم يديها القذرتين بانتقاد سايسبيكو على لسان مندوبها إلى سوريا..! هل هو تَحَوُّلٌ في الرؤية الأمريكية أم جرعةُ مورفين لتخدير الوعي العربيِّ المسلوب!وأسئلة أخرى بقلم بكر السباتين ربما هو اعتراف أمريكي بما اقترفه الاستعمار الأوروبي من جرائم وكوارث بحق الوطن العربي مطلع القرن الماضي!أو هي حقنة مورفين يفرغها مستشارو ترامب في الجسد العربي المنهك؛ لتسهيل عملية استئصال ما تبقى من وعيٍ تاريخيٍّ إزاء مجريات الأحداث في الشرق الأوسط الذي يعربد في تفاصيله الشيطان!فقد ينخدع البعض للوهلة الأولى بالكلام الصادر عن أحد أهم المقربين المتصهينين من الرئيس الأمريكي دوناند ترامب، على اعتبار أن ما قاله مجرد صليةِ رصاصٍ يطلقها ترامب ضد الموروث الاستعماري للمنطقة، الناتج عن 'سايسبيكو' من خلال المبعوث الأميركي إلى سوريا، توماس بارك، أثناء لقائه بالرئيس السوري أحمد الشرع في مدينة إسطنبول التركية، لمناقشة عدد من الملفات الحيوية وسُبل دعم الاستثمارات الأجنبية في سوريا (الإخبارية السورية).فقد انتقد بارك اتفاقية 'سايكس بيكو' وهو في تركيا ممجداً الحكم العثماني على اعتبار أنه تمكن من خلق حالة من الوئام والسلم المجتمعي رسّخت العلاقة بين فسيفساء المنطقة القومية والطائفية على مدى قرون خلت، متأملاً في أنْ تتمكنَ أمريكا من تحقيق ذلك في وقتنا الراهن، اعتماداً على تفاهمات محلية بين دول المنطقة دون تدخل من الدول الغربية الاستعمارية كما كان دأبها، متجاهلاً حقيقة دامغة فحواها أن وحدة وجوهر الدين الإسلامي وسماحته إزاء الطوائف المنضوية تحت جناحيه، كان الأساس في ذلك، إلى جانب اللغة العربية وتشابه العادات والتقاليد، فيما لم يكن لليهود وجود يذكر بين العرب المنفتحين على بعضهم دون قيود أو حدود.ولكن بعد هزيمة الدولة العثمانية، والتغلغل الاستخباراتي الإنجليزي الفرنسي في الهلال الخصيب، تقاسم الاستعماران الفرنسي والبريطاني تركة رجل أوروبا المريض، فرسِّمت الحدودُ عشوائياً وكأنه 'سدر كنافة' على مائدة اللئام.. فيما تم غرس الكيان الإسرائيلي 'اللقيط' في القلب كمحراك للشر في الشرق الأوسط إلى وقتنا الراهن حتى لا يستعيد العرب وعيهم التاريخي ووحدتهم المفقودة على أساس اللغة والدين.و'سايسبيكو' هي معاهدة سرية أبرمت بين فرنسا والمملكة المتحدة بمصادقة من الإمبراطورية الروسية وإيطاليا على اقتسام منطقة الهلال الخصيب (بلاد الشام والعراق) بين فرنسا وبريطانيا بعد هزيمة العثمانيين في الحرب العالمية الثانية باستثناء فلسطين التي كانت خاضعة للانتداب البريطاني.ويبدو أن بارك بأوهامه يريد التشكيك بالحدود البينيّة بين الدول العربية، التي أصبحت قانونية ومقدسة، وعُمِّدَتْ بالدماء التي نزفت ذوداً عنها.. وخاصة ما يتعلق بسوريا المعنية باللقاء، حيث تجاهل بارك التلميح إلى الشعب الفلسطيني الذي سلبت منه أرضه عام 1948 خارج سياق 'ساكسبيكو'من قبل العصابات الصهيونية تحت غطاء الانتداب البريطاني، بمنح اليهود وعد بلفور ، الصادر 'ممن لا يملك الأرض، لمن لا يستحقّها' في سابقة غير مشهودة عبر التاريخ المعاصر.إلا إذا وجد باركُ البديلَ الروحيَّ للإسلام الذي وحّدَ الأمةَ العربيةَ في الحقبةِ العثمانية، بالديانة الإبراهيميةِ التي يأمل ترامب أن توحِّدَ فسيفساءَ إقليم الشرق الأوسط بعد طمس معالم القضية الفلسطينية التي تشكل جوهرياً العقبةَ الكأداءَ لمشروعه المُغَلَّفُ بورقِ الهدايا والمُزَيَّنُ بابتسامةِ الذئبِ في وجوه الحملان، بغية مسح أيِّ أثرٍ للدم الفلسطيني المُراق في زمن تعددت مكاييله!فماذا قال بارك بالتفصيل في انتقاده ل'سايكسبيكو':اتهم الاتفاقية بالجور، قائلاً: بأنها'خطأ تاريخي' لمطامع استعمارية، ودفعت ثمنه أجيالٌ بكاملها!؟ 'عجبي!'وكأن أمريكا مُنَزّهَةٌ عن مثل هذه الخطايا، ما يعني أن إعادة رسم الحدود نية ترامبية مبيتة، وقد فعلها من قبل، على نحو الاعتراف بضم الجولان السوري للكيان الإسرائيلي المحتل، ومحاولة تفريغ القضية الفلسطينية من عنصريّ الأرض والإنسان توطئة لضم الضفة الغربية وقطاع غزة إلى ما يسمى ب'إسرائيل'.إذن هل بوسع بارك مخاطبة الفلسطينيين بنفس المنطق لو تجرأ على ذلك! بينما هم يقاومون الاحتلال في أجزاء من فلسطين المحتلة التي منحها اللورد بلفور للعصابات الصهيونية عام 1917 ليأتي الرئيس الأمريكي ترامب فيدافع عن الوجود الاستعماري الإسرائيلي بالحديد والنار، مخالفاً القانون الدولي بدعمه حرب الإبادة على قطاع غزة واضعاً العراقيل أمام تنفيذ قراري محكمة العدل والجنايات الدوليتين.ففي التفاصيل ستجد ما يثير الحيرة والاتباس، حينما ينتقد بارك معاهدة 'سايكس بيكو' قائلاً بأنها 'خطأ'.وهي المرة الثانية التي يستهدف فيها المفكرون الأمريكيون هذه المعاهدة، بغية تفتيت المجزأ، حينما أعاد المفكر البريطانيّ الأصل برناند لويس رسم خرائط للشرق الأوسط على أساس طائفي ليشرعن ليهودية 'إسرائيل'، وأقرها الكونغريس الأمريكي عام 1983 في عهد الرئيس ريغان الذي لم يكن متحمساً كثيراً لها.وفي تقديري أن خرائط لويس كانت تنتظر رئيساً مقامراً مثل ترامب، حتى ينفذ هذا المشروع مع شريكه المتطرف، نتنياهو.ورغم أن تلك الخرائط حفظت في خزائن البيت الأبيض؛ إلا أنه جاء من يبشر بالبديل من خلال شرق أوسط جديد يلبي حاجة 'إسرائيل' الاستراتيجية والأمنية، من بوابة الاتفاقيات الإبراهيمية وإعادة رسم الحدود 'غير المقدسة' وكأن القضية الفلسطينية طويت إلى الأبد، وسوريا ستكون موحدة ومنسجمةً فسيفسائياً دون الالتفات إلى ما سوف يُقْضَمُ من أراضيها شمالاً، لصالح تركيا إلى جانب ضم هضبة الجولان إلى 'إسرائيل' وفق ما ينادي به نتنياهو كشرط للسلام مع سوريا خلافاً لشعارات وحدة سوريا، وهي بمثابة السم في الدسم.ولكم أن تستذكروا في سياق ذلك ما قاله ترامب في مناسبات عديدة بأن 'إسرائيل' ضيقة المساحة وتحتاج للتوسع باتجاه الضفة الغربية، ولولا صمود المقاومة في غزة لنفذت هذه الأجندة كأمر واقع في ظل صمت دولي مطبق.وبكل غرور، وفي نشوة السوبرمان الأمريكي القادر على اجتراح المعجزات وتغيير العالم وفق المصالح الأمريكية، آخذاً في حساباته أن'إسرائيل' مصلحة أمريكية، قال بارك: إن الغرب ارتكب قبل قرن من الزمن 'خطأ تاريخياً' بتقسيم المنطقة عبر خرائط وقرارات استعمارية، مؤكداً أن واشنطن لن تكرر ذلك المسار، وأن الوقت قد حان لتمكين السوريين وشعوب المنطقة من رسم مستقبلهم بأنفسهم.وقال في تغريدة على حساب أنشأه مؤخراً ووثقته منصة 'إكس' باعتباره جهة حكومية، إن فرضَ الغرب قبل قرنٍ من الزمان خرائط وانتداباتٍ ورسمَ حدوداً بأقلام الرصاص و(نصّب نفسه عليها) حاكماً أجنبياً. فقسّمت اتفاقية سايكس-بيكو سوريا وعموم المنطقة لأجل المطامع الإمبريالية لا لأجل السلام. وقد كلّف ذلك الخطأ أجيالاً بأكملها. ولن نُكرّرهُ مرة أخرى'.متناسياً بارك دور أمريكا بفرض أجندتها التقسيمية في جنوب شرق أسيا، ولولا هزيمة أمريكا النكراء في حرب فيتنام عام 1959 لتغير شكل قارة آسيا وفق المصالح الأمريكية الاستعمارية.وأضاف بارك: 'عصرُ التدخل الغربي قد ولّى إلى غير رجعة. أما المستقبلُ فهو للحلول التي تضعها المنطقة بنفسها، وللشراكات، وللدبلوماسية القائمة على الاحترام (المتبادل)'.وهذا إيحاء مبطن بأن 'إسرائيل' جزء من الإقليم، وقادرة على ضبط ساعته وفق الاتفاقيات الإبراهيمية؛ لبناء شرق أوسطي جديد يقوم شكلاً على مبادئ السلام والتعاون الاقتصادي بينما مضمونه يقوم على تحقيق نبوءة إسرائيل الكبرى وفق ما بشر به جابوتسكي ووريثه نتنياهو الذي يجر الشرق الأوسط من حرب إلى أخرى بدعم أمريكي مفتوح على كافة الصعد؛ لتحقيق هذا الحلم على حساب القضية الفلسطينية، دون أن يدركَ بارك استحالة ذلك لأنه لا يتعلم من التاريخ.إن 'إسرائيل' التي فشلت في هزيمة المقاومة في قطاع غزة، ولم تحقق أهدافها في إيران، وعجزت عن لجم الخطر الحوثي عند باب المندب؛ لن يكون بوسعها التمدد في الشرق الأوسط لمجرد أنها حجمت حزب الله شمالاً، واحتوت سوريا لتقوم بدورها الوظيفي: بالتنازل عن الجولان- وهذا لم يحصل بعد- وقطع خط الإمدادات عن حزب الله، وربما مشاغلة حزب الله إذا نفذت 'إسرائيل' خطتها بخلط الأوراق في وجهه، وإحراجه بتسليم مزارع شبعا لحكومة الشرع والاعتراف بسوريتها، والوضع مهيأ لذلك.والغريب أن بارك أشار إلى خطاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب في الرياض عام 2017 قائلاً: 'فإنّ الأيّام التي كان فيها المتدخّلون الغربيون يطيرون إلى الشرق الأوسط ليحاضروا فيكم عن الطريقة التي يجب أن تعيشوا حياتكم فيها وتديروا بها شأنكم قد ولّت'.وكأن ترامب منزه عن ذلك! وهو يتدخل حتى في القضاء الإسرائيلي المستقل لصرفه عن محاكمة نياهو وهذا تدخل سافر في شؤون الدول، لا بل يحاول تخليصة من ملاحقة محكمة الجنايات الدولية بتهمة جرائم حرب! وكيف أنه يدعم حرب الإبادة على غزة وتهجير الفلسطينيين قسرياً منها! فماذا لو أضفنا إلى ذلك مطالبته بضم كندا إلى الولايات المتحدة دون موافقتها! ومحاولته الاستحواذ على قناة بنما.. وغيرها من التدخلات غير المشروعة في شؤون الغير.سأكتفي بهذا القدر من حديث بارك الذي جاء ليكسب ودّ تركيا من خلال مدحه للعثمانيين، وقد وضع السم في الدسم لجذب السوريين إلى هذا المنطق الذي يخفي شكله البراق جوهره المسموم، وفي المحصلة ليُسَوِّقَ ترامبَ بطريقة غير مباشرة كرجل سلام وبناء، معني بحل الأزمات الجيوسياسية في المنطقة.3 يوليو 2025 The post .. أمريكا تعقم يديها القذرتين بانتقاد سايسبيكو على لسان مندوبها إلى سوريا..!بقلم بكر السباتين first appeared on ساحة التحرير.

ترامب… طموح فارغ وخطر وجودي: هوس المجد الشخصي واستنساخ عقلية الاحتلال الإسرائيلي!ترجمة نسيم الفيل
ترامب… طموح فارغ وخطر وجودي: هوس المجد الشخصي واستنساخ عقلية الاحتلال الإسرائيلي!ترجمة نسيم الفيل

ساحة التحرير

timeمنذ ساعة واحدة

  • ساحة التحرير

ترامب… طموح فارغ وخطر وجودي: هوس المجد الشخصي واستنساخ عقلية الاحتلال الإسرائيلي!ترجمة نسيم الفيل

ترامب… طموح فارغ وخطر وجودي: هوس المجد الشخصي واستنساخ عقلية الاحتلال الإسرائيلي! ترجمة وتحرير / نسيم الفيل في زمنٍ يزداد فيه الترويج للذات وقمع الحقائق، يبرز دونالد ترامب كنموذج صارخ لقائد مهووس بالمجد الشخصي على حساب مصلحة شعبه. لكن إرثه، الذي يتطلع إلى تخليده على شاكلة وجوه جبل راشمور، يبدو اليوم أقرب إلى كارثة تاريخية من أي إنجاز عظيم. يقول ستيفن وولت، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد، في مقاله بمجلة «فورين بوليسي» إن ترامب جعل من منصب الرئاسة أداة لتضخيم صورته الشخصية، ساعيًا إلى نحت اسمه في التاريخ ولو على ركام الديمقراطية الأمريكية. يختلف ترامب عن أسلافه الذين، على الرغم من غرورهم، سعوا لإرساء إرث نافع للبلاد. هو يريد كل شيء لنفسه، ولا يخجل من الإعلان عن ذلك. من تفاخره المكرر بذكائه الخارق، إلى رغبته الصريحة في الحصول على نوبل للسلام نكاية بأوباما، بل حتى اقتراحه الغريب بنحت وجهه على جبل راشمور. والأخطر من كل ذلك أن سجله الرئاسي متخم بالإخفاقات. لقد أدار أزمة كورونا بفشل مذهل، زاد الدين الأمريكي بأكثر من 8 تريليونات دولار، أفسد علاقات واشنطن مع حلفائها التقليديين، وفشل في إقناع كوريا الشمالية بالتراجع عن برنامجها النووي. حتى الحرب في أفغانستان انتهت بمهانة وطنية، ليُطاح به لاحقًا بقرار شعبي صارم. ومع ذلك، لا يزال الرجل يرى نفسه أعظم من لينكولن وواشنطن. ويصف وولت هذا الهوس بالوهم المقصود: فترامب أستاذ في خلق انطباعات زائفة. بدأ حياته بوراثة ثروة طائلة، أهدرها في إفلاسات متتالية وعمليات احتيال، لكنه سوّق نفسه كعبقري أعمال عبر برنامج تلفزيون الواقع، مبيعًا للعالم قصة نجاح ملفقة. في جوهر طموحه، تظهر ملامح نفس الذهنية الاستعمارية التي جسدها الاحتلال الإسرائيلي لعقود: التوسع لأجل المجد، لا لأجل أمن أو مصلحة حقيقية. مثلاً، رغبته المعلنة في 'شراء' غرينلاند لا تختلف كثيرًا عن مشروع الضم الإسرائيلي للأراضي المحتلة. لا اعتبار لإرادة السكان الأصليين، لا منطق أمني جاد، لا خطة اقتصادية واضحة، فقط وهم 'توسيع الدولة' من أجل رفع راية 'العظمة'. ترامب تجسد في شخصه نزعة الهيمنة واحتقار القوانين الدولية. تماما كما يفعل الاحتلال الإسرائيلي حين يقوض القانون الدولي، يهدد ترامب قواعد النظام الديمقراطي الأمريكي نفسه. يرى أن الرئاسة ملكية شخصية، لا خدمة عامة. يضغط من أجل الولاء الشخصي، يقوض المؤسسات المستقلة، ويروج نظريات المؤامرة لإسكات المعارضة. يرى وولت أن هذه العقلية تشبه ما حذر منه الآباء المؤسسون في الدستور الأمريكي: الطموح الفردي الذي لا يردعه طموح مضاد، فيتحول إلى استبداد مدمر. فالدستور الأمريكي صُمم كي يجعل السلطة التشريعية رادعًا للسلطة التنفيذية. لكن ترامب يريد أن يقلب هذا النظام، تمامًا كما يقلب الاحتلال الإسرائيلي كل قرار أممي ينص على حقوق الفلسطينيين. الحقائق الصلبة تقول إن ترامب لم يكن مفاوضًا محنكًا ولا مصلحًا شجاعًا. لم يقدم أفكارًا مدروسة لتحسين حياة الأمريكيين. لم ينجح في بناء بنية تحتية جديدة أو تقليل التفاوت الاقتصادي. بل على العكس، أدى حكمه إلى أمة أكثر انقسامًا، أقل احترامًا في العالم، وأكثر مديونية وفقراً ومرضا. ومع ذلك، يملك موهبة شيطانية في إقناع مؤيديه بأنه بطل شعبي. هذه القدرة على خلق وهم الإنجاز رغم الحقائق المدمرة، هي أخطر ما في إرثه. تمامًا كما يروج الاحتلال الإسرائيلي لروايات براقة تخفي تحتها واقعا من القمع والتمييز والفصل العنصري. يختم وولت تحليله بنبرة تحذيرية: التاريخ مليء بأمثلة قادة طموحين ذوي كاريزما فائقة، حوّلوا بلادهم إلى أنقاض من أجل مجد شخصي. نابليون، هتلر، ستالين، صدام حسين. هؤلاء لم يخلدهم التاريخ كعظماء، بل كدروس موجعة في خطر عبادة الفرد. في النهاية، قد يقنع ترامب ملايين الأمريكيين بأنه عظيم، لكن الحقيقة ستبقى عصية على التزوير: رئيس مزّق القيم الديمقراطية، وأعاد إنتاج عقلية الاحتلال، وترك بلاده أضعف وأفقر وأشد انقساما. ولن تكون له أبدا عباءة العظمة الحقيقية، إلا إذا قبل الأمريكيون العيش في ظل دولة أقل ديمقراطية، وأكثر شبها بالأنظمة الاستعمارية التي كانوا يدعون معارضته – عرب جورنال ‎2025-‎07-‎04

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store