
شرخ وانعدام ثقة في صفوف المجتمع الإسرائيلي
- 15 % يعطون الحكومة علامة "جيد" والكنيست يحظى بـ 8%
- 8 % يعتقدون أنه سيتحقق سلام مع الفلسطينيين في حياتهم
- ثلثا الإسرائيليين يعتقدون أن على إسرائيل أن تهاجم إيران
بقلم: نداف إيال
انتهى أسبوع الذكرى والاستقلال. ومعه نُشرت المعطيات الاحتفالية لمكتب الإحصاء المركزي: عدد مواطني دولة إسرائيل، عدد المواليد هذه السنة، وعدد سكان إسرائيل الشباب أو من مواليد البلاد.
لكن إسرائيل في حرب. مخطوفوها في أنفاق "حماس". جنودها يقاتلون في غزة. الدولة عالقة في صراع سياسي استقطابي وغير مسبوق. المدافع تصم الآذان، والحوريات لا تسكت، بل أُسكتت. فقد استبدل بها شرخ عميق، شرخ لا يمكن التنكر له. المعطيات في هذه الصفحات ليست احتفالية مثلما هي في يوم الاستقلال. توجد فيها مؤشرات إلى التفاؤل الإسرائيلي، بداية نماء خلاصي، لكن ثمة سحابة سوداء تظللها. سحابة انعدام ثقة وغضب.
وضع معهد الحرية والمسؤولية في جامعة رايخمن معظم أسئلة الاستطلاع، الذي أمامكم، بالتنسيق مع ملحق "السبت". وتأتي معطيات أخرى من معهد بحوث الأمن القومي. أجري الاستطلاعان، مؤخراً، في عينة تمثيلية وواسعة نسبيا للمجتمع الإسرائيلي. الأنباء الطيبة: رغم كل شيء، لا تزال أغلبية الجمهور متفائلة. 51%. هذا ليس قليلاً بالنسبة لدولة توجد في حرب لا تنتهي. لكن الفجوة بين التفاؤل والتشاؤم صغيرة؛ بالإجمال 9%. والشرخ السياسي هو الذي يلعب الدور. يكاد يكون 8 من أصل 10 من مصوتي الائتلاف الحالي متفائلين. لكن هذا الائتلاف يوجد الآن ضمن الأقلية في صفوف الجمهور. معظم المعارضة للائتلاف، يهوداً وعرباً، متشائمون بالنسبة للمستقبل. واحد من كل خمسة إسرائيليين فكر منذ نشوب الحرب أن يأخذ عائلته إلى دولة أخرى. في نظري، هذه بالذات نتيجة مبهرة بالنسبة لإسرائيل؛ كيف كانوا سيردون في مجتمعات أخرى على حرب وحشية كهذه، بدأت بالفظاعات ولا تنتهي. يمكن الافتراض بأن هناك أعدادا اكبر كانت ستفكر بالهجرة.
أضرت الحرب ضررا شديدا بالثقة العامة بجهاز الأمن. وبينما تظهر واضحة علامات الصدمة، لا شك في أن الجيش يبدي علامات إعادة بناء متسارعة. وفقا لمعطيات الاستطلاع فإن 51% يعطون للجيش علامة "جيد" منذ نشوب الحرب. منظمات المجتمع المدني (!) توجد في المكان الثاني بعد الجيش، حيث يعتقد 4 من كل 10 إسرائيليين أنها تصرفت جيدا في الحرب. في النهاية يفهم الجمهور ويعرف من جاء للتطوع، في اللحظات الأصعب. "الشاباك" في المكان الثالث، مع نحو ثلث الجمهور، رغم الحملة النشطة ضده. تحصل الحكومة على "جيد" فقط من 15% من الجمهور، والكنيست يحظى بعلامة 8%. بالمناسبة الصحافة العبرية تحصل على العلامة المخيبة للآمال "جيد" فقط من 18%. لكن اكثر من السياسيين، وكما يعرف جميعنا فإن هذا مستوى منخفض جدا.
يؤمن 65% من الجمهور بأنه ستكون صفقة سلام مع السعودية في أيام حياتهم؛ ويعتقد ثلث الجمهور أن هذا سيحصل مع لبنان. وماذا بالنسبة للفلسطينيين، الشعب الذي نوجد في حرب معه منذ 7 تشرين الأول؟ فقط 8% من الجمهور يعتقد أنه سيكون سلام معهم، في أيام حياتهم. 83% يتنبؤون بأننا سنعيش على حرابنا مع الفلسطينيين، إلى أن يتبدل الجيل، على الأقل.
في هذه الأثناء، تجسد معطيات معهد بحوث الأمن القومي أين يوجد إجماع حربي كامل: بالنسبة لإيران. ثلثا الإسرائيليين يعتقدون أن على إسرائيل أن تهاجم ايران؛ 17% يقولون، يجب أن نفعل هذا حتى بخلاف موقف الولايات المتحدة و47% يريدون ضربة جوية على منشآت النووي، لكن بالتنسيق مع الأميركيين.
وعندما سُئلوا ما هو مدى التزام الرئيس ترامب بالحفاظ على المصالح الأمنية لإسرائيل، أجاب نصف الإسرائيليين إنه يدعم إسرائيل فقط عندما يخدم هذا مصالحه. وقال الثلث، ترامب ملتزم جدا، واختار 20% آخرون: "ترامب غير متوقع وبالتالي من الصعب التعويل عليه". هذه نتائج مشوقة وهي تجسد وعيا سياسيا سليما. يمكن التخمين بأنه كلما تواصلت الحرب سيزداد الوعي، حيث توجد للولايات المتحدة تحديات وانشغالات خاصة بها. وهي تسبق في سلم الأولويات الحرب هنا.
وإذا كنا نتحدث عن الحرب، فإن الجمهور الإسرائيلي يقدم قولاً واضحاً بالنسبة لغايتها. فوفقا لمعطيات معهد بحوث الأمن القومي فإن النصر في غزة هو أولاً وقبل كل شيء هو إعادة المخطوفين، حيث يعتقد اكثر من 60% ذلك. الضم يوجد بعيدا بعيدا في الأسفل، مع أقل من 20%. لكن الإسرائيليين لا يعرفون كيف ستنتهي هذه الحرب. في جامعة رايخمن فحصوا هل يعتقد الناس أن "حماس" ستسيطر في غزة سنة أخرى، فقال 56%، نعم، وأجاب ربع الجمهور، لا. وقال ربع، في واقع الأمر كيف يمكن لنا أن نعرف؟
لا تزال أغلبية الجمهور تعتقد أن الجيش الإسرائيلي سينتصر، لكن 3 من اصل 10 يقولون، لا، هذا لن يحصل. فلماذا يوجد شك كهذا؟ ربما لأن 7 من كل 10 إسرائيليين يقولون، إنه ليس لإسرائيل خطة لإنهاء الحرب. معظم الإسرائيليين في الاستطلاع ذاته (56%) يقولون، إن الحرب تتواصل "أساساً" لدوافع سياسية.
الجواب الأكثر تشاؤما يأتي من السؤال عن إعادة المخطوفين، الذي رفعه معهد الحرية والمسؤولية. ومن المرغوب فيه اقتباسه بدقة: "في حالة انه اختطفتني أنا أو أحدا ما من عائلتي القريبة منظمة إرهاب، فإني أثق في أن الدولة ستبذل كل الجهود كي تعيدنا". وبالفعل، 60% من الإسرائيليين يقولون، انهم لا يؤمنون بأن الدولة ستبذل جل الجهود أو ستبذل قدراً قليل. فقط 17% يقولون بقدر كبير. 14% كانوا في الوسط "بقدر معين".
لعل هذه النتيجة هي الأكثر حزنا في كل هذا الاستطلاع. الكثيرون تحدثوا في السنة والنصف الأخيرتين عن الطريق الذي سيتضرر فيه الإحساس بالتكافل لدى المجتمع هنا من أزمة المخطوفين. الإحساس هو أن المؤسسة السياسية خيبت الأمل. والى قدس أقداس الجهود لإعادة المخطوفين تسللت اعتبارات شخصية، للائتلاف ولرئيس الوزراء. يجسد هذا الاستطلاع ما انكسر. الإحساس بـ"كل إسرائيل وهم متكافلون الواحد مع الآخر" لم يعد ينعكس في المعطيات.
وفقا لذلك، فإن 64% من الإسرائيليين يعتقدون أن الاعتبارات الشخصية الائتلافية هي الأساس (47%) أو اعتبارات قومية استراتيجية بقدر متساوٍ مع اعتبارات شخصية (17%) هي التي توجه بنيامين نتنياهو كرئيس وزراء. ربع الجمهور فقط يصدق نتنياهو في أنه توجهه مصلحة إسرائيل الموضوعية والقومية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الايام
منذ 12 ساعات
- جريدة الايام
حرب غزة: صبر ترامب على نتنياهو يكاد ينفد
بقلم: آنا برسكي في بداية الأسبوع، دُعيت مع بعض زملائي لتغطية حديث طويل مع دبلوماسي غربي كبير حول المجال السياسي. ووصف الحديث بأنه لغير النشر. كان هدفه الأساس إطلاع الصحافيين الإسرائيليين على المزاج السائد في الغرب، لكن ليس هذا فقط. مثلما تبين، في اليوم، كان هذا إعداداً لخطوة أوروبية منسقة، رصاصة بدء لحملة ضغط دبلوماسية مكثفة على إسرائيل لإنهاء الحرب في غزة. ارتفعت الحرارة في الغرفة المكيفة في غضون دقائق من بدء اللقاء. فقد تميز الدبلوماسي غضبا باسم دولته وغيرها من الدول الغربية. غضب بالطبع بالطريقة الدبلوماسية اللبقة لكن الرسالة كانت واضحة. فقد جاء ذاك الدبلوماسي الكبير كي يوضح لإسرائيل أنه من ناحية دول أوروبا بدأت ساعة وقف الحرب في غزة تدق بصوت عالٍ، وبدأ العد التنازلي – من مراحل التهديدات المشتركة للعقوبات وحتى النقطة في الزمن التي يفرض القرار على إسرائيل إنهاء الحرب ينتقل إلى مجلس الأمن – بلا "فيتو" أميركي. هذا هو السيناريو باختصار. في إسرائيل واعون لهذا الواقع، حتى لو أصر رئيس الوزراء على أن يبث للجمهور صورة مختلفة. وهذا ما فعله بنيامين نتنياهو، هذه المرة، أيضاً، مساء الأربعاء، في المؤتمر الصحافي الذي عقده بعد أن هجر هذا النوع من التواصل لأكثر من نصف سنة. ومع أن الحافز للمؤتمر الصحافي كان الحاجة السياسية لتهدئة القاعدة الغاضبة على قرار استئناف المساعدات الإنسانية لغزة، لكن على الطريق كرر نتنياهو الرسائل إياها التي قيلت في بداية الحرب وبعد سنة من نشوبها. واليوم، أيضا يقترح على كل الضاغطين أن ينسوا إنهاء المعركة طالما لم تركع "حماس"، ولم تضع سلاحها، ولم تغادر إلى دولة ثالثة. لا بد أن حادي البصر يلاحظون توسيع قائمة الشروط لإنهاء الحرب. فهذه الآن لم تعد فقط إعادة كل المخطوفين، والتجريد التام من السلاح، والاستسلام الكامل من "حماس" ونفي قيادتها، بل أيضا تنفيذ خطة الهجرة الطوعية لسكان غزة. ولا حاجة ليكون المرء خبيرا ضليعا بالتفاصيل كي يفهم أن تحقيق كل الشروط ليس قصة أسابيع ولا اشهر. في مستوى الفكرة، نتنياهو محق. فقط هكذا تتم المساومات: دون إبداء ذرة ضعف أو استعداد لحل وسط. فإذا ما لاحظت قيادة "حماس" نبرة تنازل في صوت نتنياهو فإن الثمن من ناحيتهم سيرتفع في لحظة. في مستوى التوافق مع الواقع، رسالة نتنياهو عن الحرب حتى النصر التام وليس اقل بأي شكل بعيد عن أن يعكس الوضع بالفعل. وهو أيضا يعرف هذا. التهديدات الأوروبية بالعقوبات، وبتبريد العلاقات، وبتجميد الاتفاقات، وبالاعتراف بدولة فلسطينية – ليست خطابا سياسيا فارغا من المحتوى، بل المحطة الأولى في مسار في نهايته يفرض على إسرائيل إنهاء الحرب في غزة إذا لم تبادر هذه إلى سيناريو آخر توقف فيه المعارك. هاتف من البيت الأبيض رغم الضغوط من أوروبا، فإن إنهاء الحرب لن يحصل صباح غد، كون الرئيس ترامب لا يزال يوجد في مكان آخر، يختلف عن ذاك الذي يوجد فيه زعماء القارة. من جهة أخرى، هو أيضا لا يوجد في المكان الذي كان فيه حتى وقت قريب. تغير خطاب الرئيس الأميركي، وهذا واضح جدا في تناول ترامب للوضع في غزة أثناء زيارته إلى الشرق الأوسط وبعدها أيضا حين عاد إلى البيت الأبيض. مع كل الاستخفاف الترامبي الذي يكنه ولا يخفيه تجاه زعماء أوروبا فإنه لا يمكنه، بل لا يعتزم تجاهلهم تماما. فالغضب الغربي والعربي على الوضع الإنساني الصعب في القطاع ومطلب إنهاء الحرب باتا منذ الآن يتسللان إلى البيت الأبيض. مع أن نتنياهو لا يشوه الواقع حين يدعي "يوجد تنسيق كامل بين إسرائيل والولايات المتحدة" إلا أنه لا يوجد في هذا التنسيق بالذات توافق في الرأي. كمية الاقتباسات عن مسؤولين أميركيين يدعون أن "الطرفين يتمترسان ولهذا لا تعقد صفقة"، تؤشر بوضوح إلى أن صبر ترامب بدأ ينفد. لا يتخلى الرئيس عن إسرائيل، لكن بالقدر ذاته ليس مستعدا ليتخلى عن تطلعاته وعن خططه الكبرى. كان يسر الرئيس الأميركي أن يرى "حماس" تستسلم. وحتى لو لم يكن استسلاما تاما على الأقل التوجه إلى صفقة جزئية. وقد بدا هذا قريبا جدا إلى أن تبين أن تقديرات إسرائيل حول تصفية السنوار هي في الواقع سوء تقدير. فتصفيته كانت تستهدف إزالة عائق عن المسار إلا أنها ولدت فوضى لدى باقي القيادة. في الشرق الأوسط، توجد قاعدة معروفة: تعقد الاتفاقات بشكل عام مع اكثر الأعداء تطرفا، أي من يمكنه أن يتخذ قرارات ضد الرأي العام لديه. أما من تبقى من "حماس"، اليوم، فيخافون من الموافقة على أمور لم يوافق عليها محمد السنوار. وعليه فغياب الصفقة وتواصل الحرب على خلفية الوضع الإنساني الصعب في غزة، يؤدي بإسرائيل إلى مسار تجرى فيه مكالمة هاتفية بين نتنياهو وترامب آجلا أم عاجلا. في هذه المكالمة، سيقول الرئيس الأميركي لرئيس الوزراء الإسرائيلي: "بيبي يا صديقي أعطيتك ما يكفي من الوقت لفتح بوابات الجحيم. أعطيتك شرعية لهجرة الغزيين، أعطيتك مظلة سياسية وعسكرية بوفرة، حتى حين كان هذا ليس مريحا. لكن في هذه اللحظة أنا ملزم بأن أقول لك، إنه لا يمكنني أن أضيع كل الولاية على هذا الحال. هيا ندخل مراحل النهاية. نهاية الحرب بالاضطرار وليس بالنصر المطلق – ليس سيناريو الأحلام من ناحية نتنياهو. من جهة أخرى، يحتمل أن يكون هذا هو الحل المثالي عندما تكون مهمته الأسمى هي تحقيق أقصى المرابح، خوض مفاوضات مع ترامب بتحقيق إنجازات علنية وخفية. من الصعب الافتراض كيف ستنتهي الخطوة إذا ما وعندما تحصل. من السهل التقدير ماذا سيكون على الطاولة. بكلمة واحدة: ايران. كل ما تبقى سنراه في الزمن الحقيقي. عن "معاريف"


جريدة الايام
منذ 12 ساعات
- جريدة الايام
أسواق المال العالمية تهوي بحدة ترامب يهدد بفرض رسوم 50 % على الاتحاد الأوروبي
واشنطن - وكالات: هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي، امس، بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على المنتجات الأوروبية المستوردة إلى الولايات المتحدة اعتبارا من الأول من حزيران، قائلا، إن المفاوضات الجارية "تراوح مكانها". وكتب ترامب في منشور على منصته الاجتماعية "تروث سوشال"، "من الصعب جدا التعامل مع الاتحاد الأوروبي الذي أُنشئ في المقام الأول لاستغلال الولايات المتحدة تجاريا (...) مناقشاتنا تراوح مكانها. وفي ظل هذه الظروف، أوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، اعتبارا من الأول من حزيران. وما من رسوم جمركية على المنتجات المصنّعة في الولايات المتحدة". ومن جملة الأمور التي ندّد بها الرئيس الأميركي، "الحواجز الجمركية والضريبة على القيمة المضافة والعقوبات السخيفة على الشركات والحواجز غير الجمركية والمضاربات المالية والملاحقات غير المبرّرة والمجحفة في حقّ الشركات الأميركية"، ما تسبّب في "عجز تجاري بأكثر من 250 مليون دولار في السنة، وهو أمر غير مقبول بتاتا". وأشار ترامب مرارا إلى العجز التجاري للولايات المتحدة في المبادلات الثنائية مع أوروبا والذي يتراوح بين 300 و350 مليار دولار بحسب تقديره. وقال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، أمس، إن ترامب يعتقد أن المقترحات التجارية التي يقدمها الاتحاد الأوروبي للولايات المتحدة ليست جيدة بشكل كافٍ. وأضاف، إنه يأمل في أن يؤدي التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% في الأول من حزيران إلى "تحفيز الاتحاد الأوروبي" في المفاوضات مع واشنطن. وصرح بيسنت لقناة "فوكس نيوز" بأن العديد من الشركاء التجاريين الرئيسيين للولايات المتحدة يتفاوضون بحسن نية، باستثناء الاتحاد الأوروبي. من جهته، قال وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول، إن تهديد الرئيس الأميركي بزيادة الرسوم الجمركية على تجارة الاتحاد الأوروبي لن يعود بالنفع على أي طرف، وإن برلين ستواصل دعم الاتحاد الأوروبي للتفاوض مع واشنطن. وفي حديثه إلى جانب نظيره الهندي في برلين، قال فاديبول أيضا، إن ألمانيا تأمل في أن يتوصل الاتحاد الأوروبي لاتفاق للتجارة الحرة مع الهند بحلول نهاية العام. وبناء على معطيات ممثّل البيت الأبيض لشؤون التجارة، يقدّر العجز التجاري للولايات المتحدة في هذا المجال بحوالى 235 مليار دولار لسنة 2024، لكن المفوضية الأوروبية تعترض على هذا المجموع وتفيد من جانبها بعجز يبلغ 150 مليار يورو (حوالى 160 مليار دولار) للسلع فحسب، وينخفض إلى 50 مليار يورو بعد حساب الفائض التجاري الأميركي من حيث الخدمات. وفي المعدّل، تبلغ الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الأوروبية حاليا 12.5%، مع نسبة 2.5% كانت معتمدة قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أضيفت إليها 10% منذ مطلع نيسان إثر إقرار رسوم جمركية "متبادلة". وأراد البيت الأبيض في بادئ الأمر فرض رسوم بنسبة 20% على المنتجات الأوروبية، قبل الإعلان عن فترة سماح لتسعين يوما للرسوم الجمركية التي تتخطّى نسبتها 10% ريثما تمضي المفاوضات قدما. ومن حيث المبدأ، تنتهي هذه الفترة مطلع تموز. وخلال الأسابيع الأخيرة، أجرى المفوّض الأوروبي لشؤون التجارة ماروس سيفكوفيتش عدّة محادثات مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت ووزير التجارة هوارد لوتنيك وممثّل التجارة جيميسون غرير، لكن دون إحراز تقدّم يُذكر. وشهدت العقود الآجلة الأميركية والأسواق العالمية تراجعا حادا، بعد أن نشر ترامب تهديدين بفرض رسوم جمركية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أحدهما يستهدف شركة "أبل" والآخر الاتحاد الأوروبي. وانخفضت العقود الآجلة لمؤشري "ستاندرد آند بورز 500" و"داو جونز" الصناعي بنسبة 1.5%، بينما تراجعت عقود مؤشر "ناسداك" الآجلة بنسبة 1.7% قبل افتتاح السوق. كما تراجعت أسعار النفط وهبطت عوائد سندات الخزانة الأميركية. وتراجعت الأسواق الأوروبية بشكل فوري بعد منشور ترامب على منصته الخاصة "تروث سوشال". فعلى الفور تقريبا سجل مؤشر داكس الألماني انخفاضا بنسبة 1.9%، بينما هبط مؤشر كاك 40 في باريس بنسبة 2.4%. أما مؤشر فوتسي 100 في لندن فتراجع بنسبة 1.1%. وتراجعت أسهم شركة "آبل" بنسبة 3.8% خلال تداولات الصباح، بعد أن هدد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على منتجاتها، ما لم تقم الشركة بنقل تصنيع هواتف "آيفون" إلى الولايات المتحدة. وقد يؤدي هذا التهديد، الذي وجهه ترامب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلى ارتفاع كبير في أسعار أجهزة أيفون، ما قد يلحق الضرر بمبيعات وأرباح إحدى شركات التكنولوجيا الأميركية الرائدة. وانخفضت عوائد سندات الخزانة الأميركية بعد أن شهدت ارتفاعا في وقت سابق من الأسبوع، بسبب المخاوف المتعلقة بتزايد ديون الحكومة الأميركية. وهبط العائد على سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى 4.48%، في حين انخفض عائد السندات لأجل سنتين، الذي يعكس بشكل أكبر توقعات تحركات مجلس الاحتياطي الفيدرالي، إلى 3.92%.


معا الاخبارية
منذ يوم واحد
- معا الاخبارية
ترامب يوصي برفع الرسوم الجمركية على الاتحاد الأوروبي إلى 50%
واشنطن -معا- هدّد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي، اليوم الجمعة، بفرض رسم جمركي بنسبة 50% على المنتجات الأوروبية المستوردة إلى الولايات المتحدة اعتبارا من الأول من حزيران/ يونيو، قائلا إن المفاوضات الجارية "تراوح مكانها". وذكر ترامب في منشور عبر منصته الاجتماعية "تروث سوشال"، أنه "من الصعب جدا التعامل مع الاتحاد الأوروبي، الذي أُنشئ في المقام الأول لاستغلال الولايات المتحدة تجاريا". وقال الرئيس الأميركي: "مناقشاتنا تراوح مكانها". وأضاف أنه "في ظل هذه الظروف، أوصي بفرض رسم جمركي بنسبة 50% على الاتحاد الأوروبي، اعتبارا من الأول من حزيران/ يونيو". وفي سياق ذي صلة، هدّد ترامب، اليوم، شركة "آبل"، بفرض رسم جمركي قدره 25%، ما لم تقم بتصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة. وشدّد على أنه "ما من رسوم جمركية على المنتجات المصنّعة في الولايات المتحدة". ومن جملة الأمور التي ندّد بها الرئيس الأميركي، "الحواجز الجمركية والضريبة على القيمة المضافة والعقوبات السخيفة على الشركات والحواجز غير الجمركية، والمضاربات المالية، والملاحقات غير المبرّرة والمجحفة في حقّ الشركات الأميركية"، ما تسبّب في "عجز تجاري بأكثر من 250 مليون دولار في السنة، وهو أمر غير مقبول بتاتا". وأشار ترامب مرارا إلى العجز التجاري للولايات المتحدة في المبادلات الثنائية مع أوروبا، والذي يراوح بين 300 و350 مليار دولار، بحسب تقديره. وبناء على معطيات ممثّل البيت الأبيض لشؤون التجارة، يقدّر العجز التجاري للولايات المتحدة في هذا المجال بحوالى 235 مليار دولار لسنة 2024، لكن المفوضية الأوروبية تعترض على هذا المجموع وتفيد من جانبها بعجز يبلغ 150 مليار يورو (حوالى 160 مليار دولار) للسلع فحسب وينخفض إلى 50 مليار يورو بعد حساب الفائض التجاري الأميركي من حيث الخدمات. وفي المعدّل، تبلغ الرسوم الجمركية المفروضة على المنتجات الأوروبية حاليا 12,5 %، مع نسبة 2,5 % كانت معتمدة قبل عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض أضيفت إليها 10 % منذ مطلع نيسان/ أبريل إثر إقرار رسوم جمركية "متبادلة". وأراد البيت الأبيض في بادئ الأمر فرض رسوم بنسبة 20 % على المنتجات الأوروبية، قبل الإعلان عن فترة سماح لتسعين يوما للرسوم الجمركية التي تتخطّى نسبتها 10% ريثما تمضي المفاوضات قدما. ومن حيث المبدأ، تنتهي هذه الفترة مطلع تموز/ يوليو. وخلال الأسابيع الأخيرة، أجرى المفوّض الأوروبي لشؤون التجارة ماروس سيفكوفيتش عدّة محادثات مع وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك وممثّل التجارة جيميسون غرير، لكن من دون إحراز تقدّم يُذكر. وفور تهديد الرئيس الأميركي بالرسوم الجديدة بنسبة 50 % على المنتجات الأوروبية، هبطت البورصات في أوروبا وتراجعت خصوصا أسهم شركات السلع الفاخرة والسيارات. وعدّت برلين أن تهديدات ترامب هذه "لا تخدم أحدا".