logo
ماذا يعني انهيار الدولار؟

ماذا يعني انهيار الدولار؟

الأيام٢٦-٠٤-٢٠٢٥

Getty Images
عادة ما تشهد العملات النقدية صعوداً وهبوطاً باستمرار، لكن سعر صرف الدولار شهد تراجعاً كبيراً في الأشهر الأخيرة. فلماذا هذا الهبوط، ولماذا ينبغي أن نتهم به؟
ما الذي حدث للدولار منذ انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟
كان سعر صرف الدولار في صعود أثناء الخريف، الذي سبق الانتخابات الرئاسية في 2024، بفضل نمو نسبي في الاقتصاد الأمريكي، واستمر في قوته بعد فوز ترامب بالرئاسة، في نونبر الماضي، على أمل أن يواصل صعوده. وكان للحديث عن سياسة ترامب التجارية تأثير أيضاً. فالكثير من المستثمرين اعتقدوا أن تؤدي التعريفات الجمركية، التي وعد بفرضها، إلى زيادة التضخم. وهو ما يجبر البنك المركزي الأمريكي على رفع نسبة الفائدة، أو على الأقل عدم خفضها بالسرعة التي كانت متوقعة. فرفع نسبة الفائدة في الولايات المتحدة يجعل الدولار أكثر جاذبية، إذ يعني أن المستثمرين سيحققون أرباحاً أكبر من سيولتهم النقدية بالدولار مقارنة بالعملات الأخرى. ولكن التفاضل تغير في الأشهر الأخيرة، بعد ظهور تفاصيل هذه التعريفات، وما تلاها من تعليق أو توسيع مثلما حدث في حالة الصين، ما أثار شكوكاً بخصوص تأثيرها. وتتوقع أغلب التقديرات الآن أن يتراجع نمو الاقتصاد الأمريكي. وأدى ذلك إلى هبوط حاد في سعر صرف الدولار. ويبدو أن انتقادات ترامب لرئيس البنك المركزي، جيروم باول، بسبب عدم تخفيض نسبة الفائدة، زاد أيضاً من الضغوط على الورقة الخضراء. وترتفع قيمة جميع العملات وتنخفض مدفوعة بالعديد من العوامل، من بينها توقعات التضخم، وسياسات البنك المركزي. ولكن مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة العملة الأمريكية مقارنة بالعملات الأخرى، هوى إلى أدنى مستوياته، منذ ثلاثة أعوام.
هل هذا غير معتاد؟
Getty Images
يُنظر إلى الدولار عادة على أنه استثمار آمن في زمن التقلبات والأزمات. وعليه فإن الهبوط الحاد في قيمة العملة، فضلاً عن بيع السندات الحكومية، التي تُعتبر هي الأخرى أصولاً آمنة، أمر غير اعتيادي. وتقول جين فولي، مديرة استراتيجية الصرف الأجنبي في مصرف رابوبنك، إن انهيار سعر صرف الدولار كان صادماً بعد إعلان ترامب عن التعريفات الجمركية التي سماها "يوم التحرير". "فقد تقبل السوق لعدة سنوات قصة نمو الاقتصاد الأمريكي. وكانت البورصات الأمريكية متفوقة على البورصات الأخرى. وفجأة يقول لك خبراء الاقتصاد اليوم إن التعريفات ستدفع بالولايات المتحدة إلى التضخم". وتشير الخبيرة أساساً إلى بيع واسع للأصول الأمريكية من سندات وعملة. وقد أثار ذلك تكهنات حول ما إذا كان الانخفاض قد يشير إلى تحول أوسع نطاقاً بعيداً عن الولايات المتحدة، وكذلك عن الدولار.
ماذا يعني الدولار الضعيف؟
سيلاحظ الأمريكي العادي ضعف الدولار عندما يسافر إلى الخارج، فيجد أن أمواله لن تأخذه إلى أماكن بعيدة. أما السياح الأجانب فيجدون أن عملاتهم تشتري لهم أكثر. ولكن تذبذب قيمة الدولار له تأثير قوي على المستوى الدولي أكبر من تأثير غيره من العملات. والسبب في ذلك هو أن العملة الأمريكية هي عملة الاحتياط الأولى في العالم. وهذا يعني أن البنوك المركزية في كل أنحاء العالم تحتفظ بكميات كبيرة منها، باعتبارها جزءاً من احتياط النقد الأجنبي الخاص بها. والبنوك المركزية تستعمل الدولار في تعاملاتها الدولية، لتسديد الديون، أو لدعم نسبة الصرف المحلية. ويعد الدولار أيضاً العملة الأساسية في التجارة الدولية. وتذكر فولي أن حوالي نصف الفواتير في العالم تدفع بالدولار. ويعني هبوط الدولار أن المنتجات الأمريكية ستكون أرخص في السوق، بينما قد تصبح السلع المستوردة أغلى بسبب ضعف العملة. والكثير من السلع المتداولة عالمياً مثل النفط والغاز يكون تسعيرها بالدولار. فالدولار الضعيف يجعل النفط الخام أرخص بالنسبة للدول التي تستعمل عملات أخرى.
ما الذي سيحدث لو استمر الدولار في التراجع؟
ترمز قوة الدولار في الولايات المتحدة إلى قوة أمريكا السياسية. فلا يعقل بالنسبة للأمريكيين أن تفقد بلادهم مكانة احتياط الصرفي العالمي، التي تتمتع بها. وتقول فولي إن عملات أخرى أخذت تتقوى، ولكن هذا لن يجعل الدولار يفقد مركزه الأول في وقت قريب. هذا على الرغم من أن مسؤولاً في الخزانة الأمريكية قال العام الماضي إنه لا ينبغي للولايات المتحدة أن تعتبر هذه المكانة حقاً مكتسباً. وترى أن الدولار سيستعيد بعض ما فقده في الأسابيع المقبلة، ولكنه لن يعود إلى قوته السابقة. وذلك لأن كل حركة كبيرة في السوق توفر إمكانيات لتحقيق الأرباح. فلو قرر المستثمرون مثلاً أن يبيعوا اليورو بينما هو في أعلى مستوياته، فإن ذلك قد يؤدي إلى انهيار اليورو وصعود الدولار. وستراقب الأسواق ما إذا كان ترامب سيواصل انتقاده لرئيس الاحتياطي الفيدرالي. فقد وصف باول بأنه من أكبر "الفاشلين"، ودعا علناً إلى "إقالته". وإذا تعرض باول إلى ضغوط فإن الأسواق ستتساءل عن مصداقية الاحتياطي الفيدرالي، وهو أمر في غاية الأهمية. وتقول سوزانا ستريتر، رئيسة قسم المال والأسواق في شركة هارسغريفز لانسدوان للخدمات المالية: "استقلالية البنك المركزي مسألة ضرورية لضمان استقرار الأسعار على المدى الطويل، ولحماية صُنّاع السياسات من الضغوط السياسية الظرفية".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الولايات المتحدة تصادق رسميا على بيع 612 صاروخ جافلين للمغرب
الولايات المتحدة تصادق رسميا على بيع 612 صاروخ جافلين للمغرب

كش 24

timeمنذ 3 ساعات

  • كش 24

الولايات المتحدة تصادق رسميا على بيع 612 صاروخ جافلين للمغرب

في انتظار موافقة الكونغرس الأمريكي، تم نشر طلب المغرب المقترح لشراء 612 صاروخ جافلين في السجل الفيدرالي في 27 ماي الماضي. وأعلنت وكالة التعاون الأمني ​​الدفاعي أن الصفقة التي تقدر قيمتها بنحو 260 مليون دولار حصلت بالفعل على موافقة وزارة الخارجية. وستعزز الصفقة المقترحة قدرة المغرب الدفاعية على المدى الطويل، مما يسمح له بحماية سيادته وسلامة أراضيه مع تلبية احتياجاته الدفاعية الوطنية. ولن تجد الرباط صعوبة في دمج هذه المعدات في قواتها المسلحة. كما لن يؤدي بيع هذه المعدات والدعم إلى تغيير التوازن العسكري الأساسي في المنطقة. وتُعد صفقة اقتناء صاروخ جافلين الأمريكي، هي الأولى التي يُعلن عنها منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 20 يناير الماضي. وفي 15 أبريل الماضي، تقدم المغرب بطلب اقتناء 600 صاروخ من طراز FIM-92K Stinger Block I. وخلال الفترة الأولى للرئيس الجمهوري، وقعت المملكة عقودًا كبيرة مع الصناعة العسكرية الأمريكية في عام 2019، بما في ذلك شراء 24 طائرة هليكوبتر أباتشي مقابل 1.5 مليار دولار، و25 طائرة جديدة من طراز إف-16 دي بلوك 72 مقابل 3.787 مليار دولار، وتحديث 23 طائرة إف-16 قديمة مقابل 985.2 مليون دولار. في عام 2019، تجاوزت طلبات الأسلحة المغربية من السوق الأمريكية 10 مليارات دولار.

أسعار الذهب تواصل الصعود وسط مخاوف من رسوم جمركية أمريكية مرتقبة
أسعار الذهب تواصل الصعود وسط مخاوف من رسوم جمركية أمريكية مرتقبة

العالم24

timeمنذ 7 ساعات

  • العالم24

أسعار الذهب تواصل الصعود وسط مخاوف من رسوم جمركية أمريكية مرتقبة

سجلت أسعار الذهب ارتفاعًا ملحوظًا اليوم الاثنين 2 يونيو 2025 ، مدعومة بانخفاض الدولار الأمريكي وتزايد الترقب بشأن احتمال مضاعفة الرسوم الجمركية الأمريكية على واردات الصلب والألومنيوم، ما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى المعدن الأصفر كملاذ آمن. وبلغ سعر الذهب في التداولات الفورية زيادة بنسبة 0.6% ليصل إلى 3309.89 دولارًا للأوقية، في حين صعدت العقود الآجلة الأمريكية للذهب بنسبة مماثلة لتسجل 3333.30 دولارًا. ويُعزى هذا الارتفاع جزئيًا إلى تراجع مؤشر الدولار بنسبة 0.1%، مما ساعد في خفض كلفة الذهب على حائزي العملات الأخرى. أما بالنسبة لبقية المعادن النفيسة، فقد ارتفعت الفضة بنسبة 0.2% لتسجل 33.04 دولارًا للأوقية، بينما تراجع البلاتين إلى 1054.28 دولارًا، وظل البلاديوم دون تغيير عند 970.79 دولارًا.

بشرى سارة تهز جيوب المغاربة قادمة من السعودية وروسيا؟
بشرى سارة تهز جيوب المغاربة قادمة من السعودية وروسيا؟

أريفينو.نت

timeمنذ 10 ساعات

  • أريفينو.نت

بشرى سارة تهز جيوب المغاربة قادمة من السعودية وروسيا؟

أريفينو.نت/خاص في خطوة قد تحمل أخباراً إيجابية للمستهلكين المغاربة، أعلنت الرياض وموسكو وستة أعضاء آخرين في تحالف 'أوبك+'، الذين كانوا قد بدأوا في أبريل الماضي بزيادة إنتاجهم النفطي، عن زيادة جديدة وكبيرة في الإنتاج خلال شهر يوليو المقبل. هذا القرار، الذي يهدف إلى ضخ المزيد من النفط في الأسواق العالمية، من شأنه أن يساهم في خفض الأسعار، وهو ما يترقبه المغاربة بفارغ الصبر للتخفيف من عبء تكاليف المحروقات. 'أوبك+' تفتح 'صنابير' النفط على مصراعيها.. هل يستجيب العملاق السعودي لضغوط ترامب لينعم المغاربة بأسعار أرخص؟ وفقاً لبيان صادر عن المجموعة، سيتم ضخ 411,000 برميل إضافي يومياً، وهي نفس الكميات التي تم ضخها في شهري مايو ويونيو، وثلاثة أضعاف ما كان مقرراً في البداية. وتضم هذه المجموعة من الدول، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية وروسيا، كلاً من العراق، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، وكازاخستان، والجزائر، وعُمان. وكانت هذه الدول قد وافقت في السنوات الأخيرة على تخفيضات طوعية إضافية وصلت إلى 2.2 مليون برميل يومياً بهدف دعم الأسعار. وفيما قررت هذه الدول في بداية العام إعادة ضخ الكميات المخفضة بشكل تدريجي، إلا أنها اختارت في فصل الربيع تسريع هذه الوتيرة. هذا التحول في الاستراتيجية أدى بالفعل إلى انخفاض في أسعار الذهب الأسود إلى حوالي 60 دولاراً للبرميل، وهو أدنى مستوى له منذ أربع سنوات، مما يبشر بإمكانية انعكاس ذلك إيجاباً على أسعار المحروقات في المغرب. الذهب الأسود يتهاوى.. كيف يُترجم هذا الانخفاض إلى أخبار سارة في محطات الوقود المغربية؟ إقرأ ايضاً يرى محللون أن هذا التوجه الجديد لا يعكس فقط الديناميكيات الداخلية للعرض والطلب. فقد علّق خورخي ليون، المحلل في 'ريستاد إنرجي'، لوكالة فرانس برس، قائلاً إن 'أوبك+ ضربت ثلاث مرات: مايو كان تحذيراً، يونيو تأكيداً، ويوليو بمثابة طلقة تحذيرية'. ويعتقد أن 'حجم الزيادة في الإنتاج يعكس أكثر من مجرد ديناميكيات العرض الداخلية'، مشيراً إلى أنه 'تعديل استراتيجي ذو أهداف جيوسياسية: يبدو أن المملكة العربية السعودية ترضخ لطلبات' الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي كان قد طالب الرياض، بعيد توليه منصبه، بزيادة الإنتاج لخفض أسعار النفط عالمياً، وبالتالي أسعار الوقود للمستهلكين في محطات البنزين، وهو ما يصب في مصلحة المستهلكين المغاربة أيضاً. ويأتي هذا القرار بعد اجتماع عقد يوم الأربعاء الماضي، ضم جميع الدول الأعضاء الـ22 في منظمة الدول المصدرة للبترول وحلفائها ('أوبك+'). وكان الوزراء قد أكدوا حينها جدول إنتاجهم، مؤجلين قرار تقليص التخفيضات الجماعية حتى نهاية عام 2026، وتاركين للأعضاء الثمانية الأكثر جرأة مهمة قيادة هذا التوجه نحو زيادة الإنتاج. تفاؤل حذر في الأسواق.. هل تنخفض أسعار المحروقات بالمغرب فعلاً خلال الصيف؟ رسمياً، تبرر هذه الدول قرارها بـ'أساسيات سوق سليمة كما تشهد بذلك احتياطيات النفط المنخفضة' عبر العالم، ونمو هيكلي في الطلب خلال أشهر الصيف. لكن هذه التفسيرات تُقابل بتشكك من قبل الأسواق، بالنظر إلى المخاوف بشأن الطلب العالمي في سياق حرب تجارية أطلقتها الولايات المتحدة. بالإضافة إلى 'تأثير ترامب' المحتمل، قد تكون المملكة العربية السعودية، صاحبة الصوت الأقوى داخل 'أوبك+'، تمارس ضغطاً على الأعضاء الذين يتجاوزون حصصهم الإنتاجية، مثل كازاخستان، من خلال هذه الاستراتيجية التي تؤدي إلى انخفاض الأسعار وبالتالي تآكل أرباحهم. ووفقاً لمحللين، فإن وزير الطاقة الكازاخستاني، يرلان أكينجينوف، أبلغ 'أوبك' بأن بلاده لن تخفض الإنتاج، علماً بأنها أنتجت 300 ألف برميل يومياً فوق حصتها. وعلى الرغم من هذه الزيادات المعلنة، لا يتوقع المراقبون انهياراً كبيراً في الأسعار عند إعادة فتح الأسواق يوم الاثنين، حيث يبدو أن الإعلان 'تم استيعابه إلى حد كبير'، ويتوقعون رد فعل 'معتدلاً'. ومع ذلك، يبقى الأمل قائماً لدى المواطنين المغاربة في أن تساهم هذه التطورات في خفض ملموس لأسعار المحروقات خلال الأشهر القادمة، مما سيخفف العبء عن ميزانياتهم ويدعم قدرتهم الشرائية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store