logo
حفيظة حسين: نداء القائد أوجلان دعوة مفصلية لتأسيس مرحلة جديدة ويجب أن يُصان بقانون شامل

حفيظة حسين: نداء القائد أوجلان دعوة مفصلية لتأسيس مرحلة جديدة ويجب أن يُصان بقانون شامل

وصفت الإدارية في مجلس المرأة بحزب الاتحاد الديمقراطيPYD بمدينة حلب نداء القائد عبد الله أوجلان بالنضج السياسي والفكري الذي سينقذ العالم من صراعات طويلة وأنه يُشكل الإطار الأوسع لحل أزمات الشرق الأوسط ويجب أن يُصان بقانون شامل.
جاء ذلك خلال لقاء موقع حزبنا PYDمع الإدارية في مجلس المرأة 'حفيظة حسين' للحديث حول نداء القائد المصور والذي تصدر المشهد السياسي من خلال دعوته للسلام والمجتمع الديمقراطي.
استهلت حفيظة حسين اللقاء قائلة: في لحظة سياسية فارقة تمر بها المنطقة تتوالى ردود الأفعال حول إعلان حزب العمال الكردستاني عن إتلاف أسلحته استجابة لدعوة القائد عبد الله أوجلان إلى السلام والمجتمع الديمقراطي والذي تصدر المشهد السياسي أخيراً ويعتبر لحظة مفصلية في تاريخ الشعوب عامة وليس فقط الشعب الكردي، ووصفت حسين دعوة القائد أوجلان بالتاريخية والجريئة وأنها تمثل وعياً متقدماً بطبيعة المرحلة المُعاشة.
وترى حسين أن التحول من الكفاح المسلح إلى النضال السياسي السلمي لا يمثل تراجعاً، بل نضجاً سياسياً وفكرياً يتماشى مع المتغيرات الإقليمية والدولية، ويعكس إدراكاً عميقاً بأن تحقيق تطلعات الشعوب لا يكون عبر السلاح وحده، بل من خلال بناء مشروع ديمقراطي شامل قائم على العدالة والمساواة.
وتقول حسين إن دعوة القائد أوجلان لنزع السلاح جاءت نتيجة مراجعة استراتيجية عميقة، مؤكدة أن القائد ومنذ سنوات ينادي بحل سلمي للقضية الكردية، بعيداً عن منطق الحرب والدمار. وتضيف: 'دعوة القائد أوجلان هي دعوة لتأسيس مرحلة جديدة من النضال الديمقراطي، تقوم على مبدأ الأمة الديمقراطية والتعايش بين الشعوب، إنها دعوة للحرية من دون سلاح، للكرامة من دون دماء، وهي رسالة موجهة إلى الجميع، ليس فقط للأكراد بل لكل شعوب المنطقة.
وتعتبر حسين أن السلاح رغم دوره في مراحل معينة أصبح عبئًاً وأن السلام هو البيئة الطبيعية التي يمكن أن تنمو فيها إرادة الشعوب، وخاصة المرأة التي كانت دائمًا ضحية الحروب ولكنها أيضاً كانت طليعية في المقاومة والبناء، وتتابع: 'نزع السلاح لا يعني فقط التخلي عن السلاح، بل يعني أيضًا تفكيك الذهنية الذكورية التي أنتجت الحروب، وأن المرأة هي العمود الفقري للسلام الحقيقي.
ورغم التحديات السياسية والعسكرية التي تواجه المشروع الديمقراطي، تؤكد حفيظة حسين أن الإرادة الشعبية لا يمكن قمعها، وأن السلام ليس خياراً تكتيكياً بل خيار استراتيجي، يحتاج إلى إصرار وجهود متواصلة، وبأن مشروع الأمة الديمقراطية كما طرحه القائد أوجلان لا يزال يشكل الإطار الأوسع لحل أزمات الشرق الأوسط عبر تجاوز الدولة القومية المركزية وبناء نظام تشاركي يعترف بجميع الهويات.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مجزرة شنكال… بيان إلى الرأي العام
مجزرة شنكال… بيان إلى الرأي العام

حزب الإتحاد الديمقراطي

timeمنذ 14 ساعات

  • حزب الإتحاد الديمقراطي

مجزرة شنكال… بيان إلى الرأي العام

في ذكرى مجزرة شنكال التي تركت جرحاً غائراً في ضمير الإنسانية بتاريخ 03/آب/2014، نحن حزب الاتحاد الديمقراطي PYD، نستذكر، اليوم، جميع شهداء المجزرة وشهداء ثورة الحرية بكل احترام في ذكراها الحادية عشرة، كما نحيِّي تضحيات أبطال حركة حرية كردستان الذين أنقذوا حياة مئات آلاف الإيزيديين من الموت. شنكال التي تمثل موروثاً ثقافياً كردياً ضارباً جذوره في التاريخ القديم، ارتُكبت فيها مجزرة القرن قبل أحد عشر عاماً، في الثالث من آب 2014، وهي مجزرة ضد البشرية في العصر الحديث بكل ما تحمل الكلمة من معنى. إن الهجوم على شنكال آنذاك في شخص المجتمع الإيزيدي كان استمراراً لنهج إبادة جذور الشعب الكردي وإنكار وجوده وإرثه الثقافي، ومحاولة لاقتلاع الهوية الدينية الإيزيدية التي تُعَدُّ أقدم مَنهلٍ للعلم والفلسفة والديانات منذ عمق التاريخ، حيث حاولت الأنظمة الاستبدادية والقوى الظلامية التضحية بالمجتمع الإيزيدي في شنكال وإبادته على يد إرهابِيِيْ (داعش) وبمساندة كبيرة وواضحة من الدول الإقليمية ضمن مخطط ممنهج استراتيجي ومُنَظَّمٌ بشكل احترافي في سياق تنفيذ مشاريع سياسةِ الإبادة والإمحاء بحق المجتمعات والثقافات التاريخية بالمنطقة، وكانت البداية من المجتمع الإيزيدي في شنكال والتي راحت ضحيتها الآلاف من الأطفال والنساء وكبار السن من رجال الدين، ونزوحٍ مئات الآلاف من الإيزيديين الأبرياء واختطاف وسبي آلاف النساءِ والفَتَيَاتِ كغنائم حرب ليتم بيعيهم في أسواق النخاسة وحرق وقتل وذبح كل من يرفض الاستسلام لطاعة الإرهاب والإجرام، ومازال مصير آلاف النساء والأطفال والشبان مجهولاً. إن هذا المخطط الإجرامي بكافة أنماطه ما زال مستمراً في المنطقة، وذلك باستهداف العديد من المناطق ذات الثقافات المجتمعية الأخلاقية والدينية المختلفة، سواء كان في 'عفرين، سركانية، مناطق العلويين في الساحل، ومناطق الدروز في السويداء' ويستهدفون النساء بشكل عام، كما أن المخاوف كبيرة لامتداد هذه الجرائم الإرهابية إلى العديد من المناطق الأخرى، خاصة بعد التطورات التي شهدتها المنطقة من سيناريوهات دموية معروفة لدى الجميع في سوريا. إننا في المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، وبروحِ ونضالِ جميع مقاومي وشهداء شنكال، إذ نُحيِّيْ مقاومة المجتمع الإيزيدي وصموده في شنكال، هذا المجتمع الذي نظَّم نفسه ودافعَ عن إرادته وقِيَمِهِ التاريخية وبَنى تاريخاً جديداً من الملاحم الوطنية بالمقاومة أمام أعتى الجماعات الإرهابية في العالم، وحقق انتصاراً تاريخياً، نطالبُ الحكومة العراقية أن تعترف بإرادة المجتمع الإيزيدي وإدارته الذاتية بشكل دستوري توافقي، لا أن تفرض السياسات الأمنية والعسكرية في شنكال، كما ندعو جميع القوى السياسية والوطنية العراقية والكردستانية والمنظمات المدنية والحقوقية إلى حماية هذا الإرث الثقافي التاريخي للمجتمع الإيزيدي في شنكال، وفي الوقت نفسه؛ نتوجه بالنداء إلى جميع الإيزيديين بضرورة رصِّ الصفوف والتوافق والتلاحم مع مرحلة السلام والمجتمع الديمقراطي التي تُعدُّ أساس الحل ونهاية الفرمانات والمجازر. المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD 02/08/2025

البروفيسور كيزر: معاهدة لوزان ومفاعيلها مهّدت لظهور حزب العمال الكردستاني
البروفيسور كيزر: معاهدة لوزان ومفاعيلها مهّدت لظهور حزب العمال الكردستاني

حزب الإتحاد الديمقراطي

timeمنذ 3 أيام

  • حزب الإتحاد الديمقراطي

البروفيسور كيزر: معاهدة لوزان ومفاعيلها مهّدت لظهور حزب العمال الكردستاني

صرّح البروفيسور هانس-لوكاس كيزر بأن مناقشة معاهدة لوزان لن تطيح بالدولة، كما يُشاع، بل على العكس من ذلك، فإنها قد تمهّد الطريق نحو دمقرطتها، وأضاف: 'لم تُطبّق المادة 39 من معاهدة لوزان، لذا حمل حزب العمال الكردستاني السلاح ردّاً على هذا السلب للحقوق'. وُقّعت معاهدة لوزان في 24 تموز 1923 في قصر رومين بمدينة لوزان، بين تركيا من جهة، وبريطانيا وفرنسا وحلفائهما من جهة أخرى، وبموجب هذه المعاهدة، تم تقسيم كردستان إلى أربعة أجزاء، مما أدّى إلى مأساة كبرى تمثّلت في الإبادة الثقافية والجسدية التي طالت الشعب الكردي وكردستان، وعلى الرغم من مرور 102 عام على توقيعها، لا تزال هذه المعاهدة تُكرّس اغتصاب الحقوق الأساسية للشعب الكردي. وفي هذا الصدد، قدّم أستاذ جامعة زيورخ والمؤرخ البارز البروفيسور الدكتور هانس‑لوكاس كيزر، تقييمات هامة حول معاهدة لوزان وتبعاتها. 'الاتحاديون (الاتحاد والترقي) حاربوا ضد الكرد وشعوب أخرى' أكد البروفيسور الدكتور هانس‑لوكاس كيزر أن معاهدة لوزان قد اعتُبرت من قِبل الكماليين في تلك الحقبة كانتصار دبلوماسي كبير، وأردف قائلاً: 'عندما ننظر إلى الحرب التي شُنت ضد الحركة الاتحادية القديمة، نرى أن قوات حزب الاتحاد والترقي أعادت تنظيم نفسها من جديد، وفي عشرينيات القرن العشرين أسست سلطتها في أنقرة، ومن أجل الوصول إلى هذه المرحلة، كان عليهم شن عدة حروب نجحوا فيها، وقد كانت هذه الحروب موجهة ضد شعوب محلية لا تنتمي إلى الأتراك، مثل الأرمن واليونانيين، وكذلك في منطقة كوجكيري – ولا ينبغي أن ننسى كوجكيري – ضد الكرد العلويين والمسلمين الذين خرجوا ضد هذه الحركة الاتحادية القديمة التي أعادت تنظيم نفسها من جديد، وباختصار، مهدت انتصارات هذه الحروب الطريق لتغيير تطورات لوزان، وبهذه الطريقة تم احتواء الكرد واقصائهم'. 'كان العنصريون يعتقدون أنهم يستطيعون صهر الكرد في بوتقتهم' وذكر البروفيسور كيزر أن الاتحاديين (جمعية الاتحاد والترقي) حاولوا خلال الحرب العالمية الأولى أن يصهروا الكرد في بوتقتهم ويحولوهم إلى أتراك، وتابع قائلاً: 'كانت تلك الذهنية القائمة على النزعة الطورانية، والعنصريون الأتراك في ذلك الوقت، يتمتعون بقوة كبيرة، وكانوا يعتقدون أنهم قادرون على صهر الكرد، وقد كان ذلك قراراً استراتيجياً تم تبنّيه ضمن صفوف العنصريين الأتراك منذ العقد الأول من القرن العشرين، وفي حين لم يكن تنفيذ هذا المشروع ممكناً في ظل معاهدة سيفر، نظراً لحالة الضعف والوهن التي أصابت الاتحاديين القدامى (جمعية الاتحاد والترقي) آنذاك، فإنهم، بعد انتصارهم وتحالفهم مع البلاشفة، استطاعوا تنفيذ مشروعهم، وكان الهدف من هذا المشروع حرمان الكرد من أي وضع قانوني كأقلية أو من أية هوية وطنية خاصة بهم'. 'الكماليون لم يلتزموا بما تعهّدوا به في لوزان' وتابع البروفيسور هانس‑لوكاس كيزر قائلاً: 'بموجب معاهدة لوزان، تم إنكار الهوية والثقافة واللغة الكردية، وعليه يجب قراءة معاهدة لوزان بعناية شديدة؛ فالمادة 39 تنص بوضوح على ضرورة الاعتراف بجميع اللغات المتداولة في آسيا الصغرى، وبدون أدنى شك كانت اللغة الكردية أيضاً مشمولة ضمن هذه اللغات، وبصيغة أخرى، لا تنحصر المادة في اللغات غير الإسلامية فحسب، بل تشمل في الوقت نفسه أيضاً لغات جميع الشعوب، وهذه المادة واضحة وجلية للغاية.' 'حزب العمال الكردستاني حمل السلاح احتجاجاً على انتهاك حقوق الكرد' يجب التأكيد هنا بوضوح على أن الكماليين لم يلتزموا بالوعود التي وقّعوا عليها في معاهدة لوزان، بل إن الواقع الذي كرّسته لوزان -أو بالأحرى، الكيفية التي فسّرتها الدولة التركية وطبّقتها بها- كان في النهاية السبب الجوهري وراء لجوء حركة مثل حزب العمال الكردستاني إلى حمل السلاح، وبهذا المعنى، فإن اللجوء إلى حمل السلاح يُعبّر عن حقيقة مفادها: أن الكرد أيضاً أصحاب حقوق، وهذه الحقوق تستند إلى فهم عالمي للقانون كما هو منصوص عليه في الوثائق الأساسية للأمم المتحدة. ولذلك، من وجهة نظر الحقوق الأساسية، فإن للكرد أيضاً حق، لكن لوزان حرمتهم من حقوقهم الأساسية، ولا تزال لوزان وراء إراقة الدماء التي شهدناها في نهاية القرن العشرين، في حين فسّرت أنقرة معاهدة لوزان وطبقتها على هذا النحو، وقد كان من الممكن اتباع مسار مختلف من خلال معاهدة لوزان'. وذكر البروفيسور كيزر بشأن تفسير معاهدة لوزان، ما يلي: 'إن التفسير المتناقض لمعاهدة لوزان، وخاصة المادة 39، مستمر إلى حد ما اليوم كما كان في الماضي، كما أنه، مع تنامي حزب العدالة والتنمية، يمكن للمرء أن يرى بوضوح اعترافاً بالخطأ الذي تم ارتكابه في لوزان أو إدراكاً للواقع المدمر لهذا الصراع، وقد نشأ هذا الصراع من التطبيق الصارم جداً وحتى من التطبيق الخاطئ لمعاهدة لوزان. 'هناك سعي من أجل حياة مشتركة وديمقراطية' وهذا الوضع، إذا جاز التعبير، يخلق نوعاً من الانفصام، فمن ناحية، لا تزال تركيا اليوم ماضية في الاعتراف بالتفسير الكمالي لمفهوم معاهدة لوزان، ومن ناحية أخرى، هناك أيضاً سعي آخر يهدف إلى تعايش أكثر إنتاجية وحتى ديمقراطية، ولكن هناك تردد هنا أيضاً، وهذا التردد مرتبط بالطبع بتقديس معاهدة لوزان. ولذلك، فإن التخلي عن التفسير الكمالي لمعاهدة لوزان – أو إن شئت التفسير الاستبدادي والمعادي للكرد لمعاهدة لوزان- وتجاوزه هو أمر صعب، وعندما يأخذ المرء قرن من الزمان بعين الاعتبار، فإنه يرى أن تجاوز هذا الماضي والبحث عن مسارات ديمقراطية هو عمل شاق وجاد. وقد يكون من الدقيق في تلك المرحلة أن يُسمي المرء هذا النضال بأنه نضال ضد معاهدة لوزان، لكنني أرى أن الأدق هو توصيفه كنضال ضد البنية الاستبدادية، والمقيدة، وحتّى ضد التفسير الخاطئ لمعاهدة لوزان نفسها، وهذا هو جوهر الخطأ، إذ إن احترام المادة 39 من المعاهدة لم يُؤخذ على محمل الجد.' واختتم البروفيسور كيزر حديثه بالقول: 'أنا أتحدث هنا عن النقد الديمقراطي، وجميع أشكال النقد الديمقراطي التي تفتح الطريق أمام ديمقراطية أوسع، لا شك أنها بنّاءة، وبعبارة أخرى، فإن كسر الحظر المفروض على نقد معاهدة لوزان لا يمكن أن يتحقّق إلا عبر الديمقراطية والإقناع'.

"الوداع الأخير للجبال".. قراءة للقضية الكوردية في خضم التطورات الإقليمية
"الوداع الأخير للجبال".. قراءة للقضية الكوردية في خضم التطورات الإقليمية

شفق نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • شفق نيوز

"الوداع الأخير للجبال".. قراءة للقضية الكوردية في خضم التطورات الإقليمية

شفق نيوز- تحليل خاص تتقدم مبادرة تركية لنزع سلاح حزب العمال الكوردستاني، بخطوات بطيئة وحذرة في الوقت نفسه، بعد المراسم الرمزية لتسليم وإحراق أسلحة مقاتلي الحزب في 11 تموز/ يوليو الجاري بالقرب من محافظة السليمانية في إقليم كوردستان، حيث يبدو أن معادلات المشهد الإقليمي المتقلب، هي الأكثر خطورة لتقويض أو تأجيل التقدم في عملية السلام المحفوفة بالمجازفات. صحيح أن مشهد نزول المقاتلين والمقاتلات في حزب العمال الكوردستاني من الجبال والكهوف لتسليم سلاحهم، يحمل الكثير من الدلالات في هذا الصراع الممتد منذ 50 سنة، لكن تماسك المشهد واستمراره، سيظلان مرهونين بالأيام والأسابيع المقبلة، وما إذا كان هذا الدفع نحو التسوية "التاريخية" سيواصل مسيرته الإيجابية أم سيتعثر بعقبات السياسة والأمن والحسابات الإقليمية وتأثيراتها. مؤشرات رمزية تركية وفي مؤشرات رمزية ولكن لافتة بتخفيف القيود، سمحت السلطات التركية لزعيم حزب العمال الكوردستاني المنحل عبد الله أوجلان، أن يستقبل في سجن إيمرالي، ابن أخيه عمر أوجلان، وذلك ضمن زيارة عائلية، بحضور وكيله مظلوم دينش، وذلك بالإضافة إلى استقباله مجدداً وفداً من حزب "الديمقراطية والمساواة للشعوب"، المعروف باسم "وفد إيمرالي". ويقول مراقبون إن الخطوة التي تبدو أكثر أهمية الآن تتعلق باللجنة البرلمانية التي سيعلن عنها بكامل أعضائها، ومن المفترض أن تبدأ أعمالها مع بداية شهر آب/ أغسطس المقبل، والتي يفترض أن تواكب عملية السلام بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني، من خلال تشريعات وقوانين تساهم في تمهيد الطرقات أمام التسوية ومعالجة التحديات القانونية والتشريعية القائمة منذ عقود، أو تلك التي ستنشأ على الطريق نحو السلام، خصوصاً ما يتعلق بضمان الوئام الاجتماعي ومسائل العدالة والعفو. ولفت المراقبون إلى أن اللجنة المقترح تسميتها "لجنة السلام الاجتماعي والعدالة والتوافق الديمقراطي"، ستضم 51 نائباً، غالبيتهم من حزب العدالة والتنمية الحاكم إلى جانب حزب الشعب الجمهوري، والحركة القومية، وحزب الديمقراطية، والمساواة للشعوب. المشهد الإقليمي لكن المشهد أكبر من اللجنة وزيارات أوجلان والنقاشات المكثفة الدائرة في تركيا، في برلمانها، وأحزابها، وسياسييها، والقصر الرئاسي والحكومي، فهناك متابعة دقيقة جارية منذ مراسم تسليم السلاح في السليمانية، تتخطى سجن إيمرالي والقادة التاريخيين لحزب العمال الكوردستاني في معاقلهم الجبلية وكهوفها في العراق وسوريا. المتابعة تشمل أيضاً حكومة محمد شياع السوداني في بغداد؛ والسلطات السورية الجديدة في دمشق؛ وسلطات الإدارة الذاتية التي يقودها الكورد في الشرق السوري؛ وقادة إيران والحرس الثوري في طهران؛ وقادة إقليم كوردستان؛ وقادة الأحزاب والإعلام في تركيا؛ والاتحاد الأوروبي؛ وإدارة دونالد ترامب ومبعوثيها إلى المنطقة؛ وبالتأكيد إسرائيل. وانشغل العالم لعقود بقضية الكورد، وبمسيرة حزب العمال الكوردستاني ونشاطه وهجماته وأهدافه ورهاناته، إلا أن العالم الذي شاهده أوجلان في بداية سبعينيات القرن الماضي، ليؤسس من بعدها الحزب في العام 1978، ثم يطلق "الكفاح المسلح" في العام 1984، تبدل جذرياً، وتغيرت توازنات القوى ومصالحها، وآمال الكورد في تركيا والعراق وسوريا وإيران، وكان مشهد النزول الرمزي في السليمانية تذكيراً جديداً للكورد، ولكل من يعنيهم الأمر، بأن الكورد يراهنون مجدداً على السلام وعلى صداقات لا تقتصر على الجبال التي حمتهم طويلاً. إقليم كوردستان ويقول المحلل المتخصص بالشؤون التركية والسورية، سركيس قصارجيان، لوكالة شفق نيوز، إن "حزب العمال الكوردستاني رسخ وجوده العسكري والسياسي في مناطق عديدة أبرزها قنديل ومخمور وسنجار وقد شكل هذا الوجود عوامل مثيرة للتوتر المتواصل مع تركيا من جهة، والحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة إقليم كوردستان من جهة أخرى، وأنه برغم المطالبات المستمرة من قبل الحكومة الاتحادية بانسحاب هذه القوات، إلا أن أنقرة تواصل وجودها الأمني والعسكري". ولم يستبعد قصارجيان أن تمارس أنقرة ضغوطاً على بغداد وأربيل ودمشق من أجل إنهاء أي وجود عسكري لحزب أوجلان أو الأحزاب المرتبطة به في مناطقهم، في حين تجد الأحزاب الكوردية في إقليم كوردستان نفسها أمام لحظة مفصلية لإعادة تشكيل التوازن داخل البيت الكوردي في مرحلة ما بعد مراسم السليمانية وبدء تسليم حزب العمال الكوردستاني أسلحته. ومع ذلك، يقول مصدر سوري مطلع على تطورات المشهد الكوردي، إن الآمال العالية بالسلام، لا تعني بالضرورة أن السلام سيكون مضموناً بحسب ما أظهرته أحداث العقود الماضية فيما يتعلق بالكورد خصوصاً. وحتى وإن كانت دعوة زعيم الحركة القومية التركي دولت بهجلي في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، للمصالحة بين تركيا وحزب أوجلان، في حال وافق على حل نفسه، أثارت كل هذا التفاؤل، إلى جانب اللهجة التصالحية التي بدأ الرئيس رجب طيب أردوغان باستخدامها عند الحديث عن الكورد عموماً بإشارته مثلاً إلى الإخفاقات التاريخية للدولة في معالجة القضية الكوردية، وانتقاده للانتهاكات السابقة بحق الكورد خارج نطاق القضاء، قائلاً بوضوح "لقد دفعنا جميعاً ثمن هذه الأخطاء"، وإشارته أيضاً إلى أن الصراع كلف تركيا نحو 50 ألف قتيل وأكثر من تريليوني دولار من الخسائر. ولم تكن العناصر التي حفزت التسوية بين أنقرة وحزب أوجلان، داخلية فقط. إذ يقول مراقبون إن الأذى الذي لحق بإقليم كوردستان نتيجة الصراع العسكري بين تركيا وحزب العمال الكوردستاني، كان من بين العوامل التي جعلت أربيل تُفعّل حراكها ومواقفها المؤيدة للتسوية حتى قبل مشهد التسليم في السليمانية. ويقول قصارجيان إن "قيادة إقليم كوردستان نجحت في دبلوماسيتها البراغماتية في خلق توازن بعلاقاتها المتوترة مع بغداد بشأن تقاسم الموارد مقابل تعزيز علاقاتها مع كل من تركيا والولايات المتحدة ودول المنطقة، ولهذا فإن حلّ حزب العمال الكوردستاني لنفسه، قد يشكل نقطة تحول تاريخية في القضية الكوردية". التقارب العراقي التركي ويقول مراقبون أيضاً إن تقارب حكومتي بغداد وأنقرة خصوصاً، مثلاً من خلال مشروع "طريق التنمية" الإستراتيجي للبلدين، ساهم في دفع احتمالات معالجة هذا الملف وتوقيع العراق على اتفاقية تعاون أمني مع تركيا في آب/ أغسطس 2024، تسمح بمواجهة حزب العمال الكوردستاني على الأراضي العراقية من خلال تصنيفه كحزب محظور. وما يزال من غير الواضح حتى الآن، ما إذا كانت كل الفصائل الكوردية المسلحة سواء المرتبطة بحزب العمال الكوردستاني أو تنشط من خارجه، ستعتبر نفسها معنية بالاتفاق وتسليم السلاح، وما إذا كانت كل قيادات حزب أوجلان المنحل، ستسير حتى النهاية بخطوات نزع السلاح، حيث لا يستبعد مراقبون أن تظل هناك مجموعات مستعدة لمواصلة القتال طالما أن علاجاً شاملاً للقضية الكوردية لم يتحقق بالكامل سواء في أروقة السياسة التركية الداخلية أو في دول المنطقة الأخرى المعنية خصوصاً في سوريا وإيران. فبينما يتمتع الكورد في شمال العراق بوضع خاص ومستقر عموماً، ويحظون باعتراف دولي بشرعية إقليمهم، فإن الكورد في شمال شرق سوريا، حيث يتداخل أيضاً حضور حزب العمال الكوردستاني هناك، بدأوا يشعرون بالتضييق الخارجي عليهم، وأن علاقتهم المميزة مع الولايات المتحدة منذ 15 سنة، وتسليحها لهم ودعمهم مالياً، لم تعد تحصنهم وتحميهم، سواء أمام ضغوطات أنقرة، أو أمام سطوة الميليشيات السورية الممولة والمسلحة من طرف تركيا، أو من طرف القوات الأمنية التابعة لحكومة الرئيس المؤقت أحمد الشرع. ويستعيد المراقبون تصريحات للمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ولبنان توم باراك في إطار مساندة واشنطن العلنية لسلطة أحمد الشرع، عندما قال مؤخراً "لا يمكن أن نقبل بدولة داخل الدولة. هذا لا يعني أننا في طريقنا لإنشاء كوردستان حرة في سوريا. ولا دولة علوية أو يهودية. هناك سوريا واحدة، تعاد هيكلتها. سيكون لها دستورها وبرلمانها. جميع الطرق تؤدي إلى دمشق، دولة واحدة، أمة واحدة، جيش واحد، وهذا ما هو قيد التشكيل حالياً". وعلى الرغم من التدخل الأمريكي والفرنسي المباشر، فإن المفاوضات بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" وسلطة الشرع، ما تزال متعثرة. وفي الوقت نفسه، تربط أنقرة بوضوح بين نجاح حلّ الإدارة الذاتية للكورد السوريين، وبين نجاح خطواتها في التعامل مع ملف حزب العمال الكوردستاني. تركيا وإسرائيل ثم جاءت مذبحة السويداء الدرزية والتدخل العسكري الإسرائيلي المباشر تحت مسمى "حماية الأقلية الدرزية" ليعزز من موقف "قسد" في مفاوضاتها، خصوصاً حول مصير قواتها المسلحة، مع سلطة الشرع التي بدت غير قادرة، وربما بحسب اتهامات منظمات حقوقية، متورطة بشكل مباشر في وقوع المذبحة الدرزية. ويقول قصارجيان إن حدة التنافس الإقليمي بين تركيا وإسرائيل على "الكعكة السورية" تتصاعد، وأصبحت الإستراتيجية التركية الخاصة بالإدارة الذاتية للكورد تتضمن جانبين سياسي وعسكري، فمن جهة تدفع أنقرة باتجاه دمج "قسد" في المؤسسة العسكرية السورية، وحل هياكل الإدارة الذاتية و"وحدات حماية الشعب". وعسكرياً من خلال التهديد بعملية عسكرية مشتركة ضد مناطق "قسد"، والتوصل إلى اتفاق مع دمشق يشرع وجود تركيا العسكري في سوريا من خلال الاتفاق الأمني-العسكري الذي أعلنت عنه وزارة الدفاع التركية في 23 تموز/ يوليو الجاري، والإعلان عن خطة لتدريب الجيش السوري وتسليحه. انقلاب المشهد بهذا الشكل في دمشق، مع التحول في موقف بغداد من حزب العمال الكوردستاني وتقاربها مع أنقرة، والتبدل الجذري في موقف واشنطن والذي مهد إليه ترامب في كانون الأول/ ديسمبر 2024، بعد سقوط نظام بشار الأسد، حيث قال الرئيس الأمريكي إن أردوغان "رجل ذكي وقوي جداً ومفتاح سوريا سيكون بيده"، هي كلها من العوامل الأساسية التي قرأها حزب العمال الكوردستاني، وأدرك مراميها، وذلك بالإضافة إلى الحروب الإسرائيلية في المنطقة، كلها تشير إلى أن المنطقة تخوض مرحلة إعادة رسم مصالح ونفوذ. ولهذا، ولأسباب أخرى عديدة، يبدو أن حزب العمال الكوردستاني "انحنى أمام العاصفة"، لكن تبقى التحديات جسيمة ومحفوفة بالمخاطر، حتى لو كان مشهد التخلي عن الصداقة مع الجبال، مثيراً لكل هذا التفاؤل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store