logo
نمو مستوى التوريد يضغط بشدة على الجنيه السوداني المتهاوي

نمو مستوى التوريد يضغط بشدة على الجنيه السوداني المتهاوي

اليمن الآن٢٦-٠٧-٢٠٢٥
يعمّق تراجع قيمة الجنيه السوداني حالة التشاؤم حيال كآبة الاقتصاد، في ظل الآفاق المسدودة بعدما صارت السمة الطاغية على الأوضاع في البلد الذي يعيش على وقع حرب أصابت الأنشطة التجارية والاستثمارية بالشلل وفاقمت معاناة الناس.
وتشهد العملة المحلية تدهورًا متسارعًا في قيمتها أمام سلة العملات الأجنبية، وخاصة الدولار، مدفوعًا بعدة عوامل اقتصادية وهيكلية متشابكة، أبرزها تنامي مستوى التوريد غير المدعوم بموارد حقيقية من النقد الأجنبي.
ويحدث هذا النمو في الواردات، خاصة من السلع غير الأساسية أو الكمالية، ضغطًا هائلًا على سوق الصرف، حيث يزداد الطلب على الدولار والعملات الصعبة، في ظل محدودية أو شبه انعدام المعروض منها في السوق الرسمية أو الموازية.
وهذا الأسبوع سجّل الجنيه تراجعا قياسيا في السوق السوداء، وفق ما أفاد تجار الخميس لوكالة فرانس برس، مع ارتفاع الواردات في البلد الذي يعاني الحرب وشح العملة الأجنبية.
وفي بورتسودان، العاصمة الفعلية للبلاد، أفاد تجار بتقلبات شديدة في أسعار العملة، حيث انخفضت قيمتها إلى 3 آلاف جنيه مقابل الدولار الأميركي مقارنة مع 2600 في بداية يوليو.
وقبل اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023 بين الجيش وقوات الدعم السريع، كان سعر صرف الدولار الأميركي نحو 500 جنيه.
وبدأ الانخفاض الأخير قبل نحو عشرة أيام، مدفوعا بما وصفه التجار بـ'ارتفاع حاد في الطلب على الدولار' لدفع ثمن الواردات الأساسية مثل الغذاء والوقود والأدوية.
وقال الخبير الاقتصادي هيثم فتحي لفرانس برس 'لقد جفّت المصادر الرئيسية للعملة الأجنبية التي كانت تسهم في سد العجز بسبب الحرب.' وأشار إلى خسارة القروض الدولية والودائع الأجنبية وإيرادات نقل النفط والتحويلات المالية.
ومع انهيار مؤسسات الدولة واستنزاف مصادر الدخل الرئيسية، يواجه السودان الذي يعتمد بشكل كبير على الواردات، نقصا حادا في النقد الأجنبي.
وفي ظل الظروف الاقتصادية الراهنة التي يمر بها السودان، لا يُقابل الارتفاع في الواردات بزيادة مماثلة في الصادرات، ما يؤدي إلى اتساع العجز في الميزان التجاري بشكل خطير.
وتعاني القطاعات الإنتاجية المحلية من ضعف في البنية التحتية، وانخفاض في معدلات الاستثمار، فضلًا عن حالة عدم الاستقرار السياسي والأمني التي تؤثر سلبًا على بيئة الأعمال.
ونتيجة لذلك، يجد المستوردون أنفسهم مضطرين لتأمين العملات الأجنبية من السوق السوداء بأسعار مرتفعة، ما يفرز دوامة من التدهور المستمر في قيمة الجنيه.
وهذا الضغط المتزايد على العملة ينعكس بشكل مباشر على أسعار السلع والخدمات، حيث يؤدي انخفاض قيمة العملة الوطنية إلى ارتفاع تكلفة الاستيراد، وبالتالي صعود معدلات التضخم بشكل غير مسبوق.
ويتأثر السودانيون بشكل بالغ، إذ تتآكل قوتهم الشرائية يومًا بعد يوم، ويصبح الحصول على السلع الأساسية أمرًا أكثر صعوبة.
كما أن هذا الوضع يُعقّد من جهود الدولة في السيطرة على الاقتصاد، في ظل ضعف السياسات النقدية وعدم القدرة على التدخل الفاعل في سوق الصرف.
ورغم الحفاظ على سعر صرف رسمي عند 445 جنيها للدولار، فإن نفوذ البنك المركزي السوداني محدود في بلد انهار فيه جزء كبير من النظام المالي.
ومع شلل البنوك إلى حد كبير، يعتمد معظم السودانيين على الصرافين غير الرسميين. وأدى الانخفاض الأخير في قيمة الجنيه السوداني إلى ارتفاع الأسعار بشكل أكبر.
◙ الخبراء يقولون إنه دون تدخل إستراتيجي يعيد التوازن بين الصادرات والواردات، سيبقى الجنيه تحت ضغط مستمر
ومع بلوغ معدل التضخم رسميا 105 في المئة والذي يرجح أن يكون أعلى من ذلك بكثير، أصبحت السلع الأساسية بعيدة المنال بالنسبة إلى معظم السكان.
وفي ود مدني، عاصمة ولاية (محافظة) الجزيرة، أكدت الموظفة الحكومية آمنة حسن أن ميزانية أسرتها تتقلص أسبوعا بعد آخر.
وقالت لوكالة فرانس برس 'في كل مرة يرتفع فيها الدولار، ترتفع الأسعار (…) حتى بالنسبة إلى السلع المنتجة محليا.' وأضافت 'رواتبنا تفقد قيمتها. خسرنا كل شيء في هذه الحرب.'
وكان اقتصاد السودان هشّا أصلا قبل الحرب، معتمدا على رسوم عبور النفط من جنوب السودان، وصادرات محدودة ومساعدات خارجية. ومنذ اندلاع الحرب، انهارت حتى مصادر الدخل التقليدية.
ومع استمرار حالة التدهور تتزايد المخاوف من الانزلاق نحو أزمة اقتصادية أعمق، ما لم تُتخذ إجراءات جذرية وسريعة لكبح التوريد غير الضروري، ودعم الإنتاج المحلي، واستعادة الثقة في الجنيه.
ويقول الخبراء إنه دون تدخل إستراتيجي يعيد التوازن بين الصادرات والواردات، سيبقى الجنيه تحت ضغط مستمر، ما يهدد بالمزيد من الانهيار الاقتصادي والمعاناة الاجتماعية.
وأجبر أكثر من 14 مليون سوداني على ترك منازلهم ودُمرت البنية التحتية وتعطلت الموانئ والبنوك والهيئات الحكومية.
وفي غضون ذلك، أُعلنت المجاعة في أجزاء من دارفور وجنوب السودان، حيث حذّرت وكالات الإغاثة الدولية من أن ملايين آخرين يواجهون خطر الجوع.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أسعار الذهب اليوم السبت 9-8-2025 في اليمن
أسعار الذهب اليوم السبت 9-8-2025 في اليمن

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

أسعار الذهب اليوم السبت 9-8-2025 في اليمن

شهدت أسعار الذهب في الأسواق اليمنية داخل محلات الصاغة، اليوم السبت، الموافق 9-8-2025، استقرارًا في بعض جرامات الذهب، وأبرزها سعر الذهب عيار 21 وأوقية الذهب. أسعار الذهب اليوم السبت في اليمن فيما يلي يُقدم "المشهد العربي" أسعار الذهب في الأسواق اليمنية، اليوم السبت الموافق 9- 8-2025، داخل محلات الصاغة على النحو التالي: عدن جرام عيار 21: شراء 150000 ريال يمني بيع 200000 ريال يمني جرام عيار 18 شراء 131.754 ريال يمني بيع 132.893 ريال يمني جنيه الذهب شراء 340000 ريال يمني بيع 345000 ريال يمني صنعاء جرام عيار 21: شراء 49200 ريال يمني بيع 51700 ريال يمني جرام عيار 18: شراء 25500 ريال يمني بيع 27500 ريال يمني جنيه ذهب شراء 396000 ريال يمني بيع 402000 ريال يمني

فساد صاعق يضرب تعز.. عدادات كهرباء المواطير الخاصة تسرق جيوب المواطنين وتحرق منازلهم
فساد صاعق يضرب تعز.. عدادات كهرباء المواطير الخاصة تسرق جيوب المواطنين وتحرق منازلهم

اليمن الآن

timeمنذ 7 ساعات

  • اليمن الآن

فساد صاعق يضرب تعز.. عدادات كهرباء المواطير الخاصة تسرق جيوب المواطنين وتحرق منازلهم

اخبار وتقارير فساد صاعق يضرب تعز.. عدادات كهرباء المواطير الخاصة تسرق جيوب المواطنين وتحرق منازلهم السبت - 09 أغسطس 2025 - 01:12 ص بتوقيت عدن - نافذة اليمن - محرم الحاج في مدينة أنهكتها الحرب، تحوّل قطاع الكهرباء في تعز إلى سوق سوداء مزدهرة، تقودها شبكات مصالح من تجار المواطير الخاصة ومسؤولين متواطئين، وسط صمت رسمي يثير التساؤلات. وصل سعر العداد الصغير 'سنجل فيز' لدى إحدى الشركات الخاصة إلى 500 ريال سعودي، بينما بلغ العداد الكبير 'ثري فيز' ألف ريال سعودي، في حين يسعّر الكيلووات الواحد بـ3.5 ريال سعودي، أي ما يعادل 1500 ريال يمني. الفضيحة الأبرز تكمن في قيام تجار المواطير، عبر فرع مكتب وزارة الكهرباء في تعز، بفرض عدادات جديدة ذات قوة 'أمبير واحد' على المواطنين، بدلاً من العدادات الحكومية القديمة (5 أمبير). هذه العدادات بدوراتها الصغيرة تقلّل الطاقة المورّدة وتضاعف الأرباح، فيما يدفع المواطن الثمن كهرباءً أقل مقابل فاتورة أكبر. والأخطر، أن العدادات الجديدة عند زيادة قوة الكهرباء تتسبب في إحراق منظومات الكهرباء المنزلية بما فيها الأجهزة الإلكترونية، ما يفاقم خسائر المواطنين. المعاناة اليومية للمواطنين تتجسد في شهاداتهم؛ يوسف علي، مشترك في الكهرباء التجارية، يقول: "أدفع شهرياً 30 ألف ريال، بينما راتبي لا يتجاوز 100 ألف، ما اضطرني للعمل في البناء لتأمين نفقات الحياة الأساسية"، فيما يؤكد توفيق، صاحب مشغل خياطة، أن انقطاع الكهرباء وارتفاع تكاليفها يهدد مصدر رزقه ويعطل إنتاجه. ورغم اتهامات المستهلكين برفع الأسعار، يبرر تجار المواطير ذلك بأن التسعيرة تحدد غالبًا من مكتب كهرباء تعز، مشيرين في المقابل إلى تعرضهم لابتزاز من السلطات المحلية التي تفرض عليهم جبايات مضاعفة خارج الإطار الرسمي، ومن يرفض يُفصل عنه التيار. اتهامات أخرى تطال السلطات بتأجير محطات التوليد الحكومية لمستثمرين تابعين لها، بهدف إنهاك المواطنين ودفعهم للقبول بالكهرباء التجارية، بينما ينفي مسؤول محلي ذلك، مؤكدًا أن الأمر 'شراكة رسمية مع القطاع الخاص'. وفي ختام المشهد، يبقى السؤال الصاعق: لماذا تغيب الكهرباء الحكومية عن تعز قسريًا؟ المؤشرات تشير إلى أن المستفيدين من استمرار الوضع هم مسؤولون يجنون أرباحًا من الفساد، على حساب معاناة الناس، بينما تصعق الفواتير جيوب المواطنين وتحرق أحلامهم في إنارة بيوتهم. الاكثر زيارة اخبار وتقارير انباء عن توجيهات حكومية تستهدف الوزراء والمسؤولين المقيمين في الخارج. اخبار وتقارير دكاكين تعز تتحوّل إلى صيدليات قاتلة وسط غيبوبة رقابية وصرخات ضحايا لا تجد م. اخبار وتقارير الدولار يتراجع والريال يصعد.. خبير يكشف كواليس انقلاب اقتصادي والضربة الموج. اخبار وتقارير برلماني في صنعاء يهاجم الحوثيين: "كفى لعب الجهال... هذا وطن مش حضانة"!.

أكثر من 80.. أسماء الصرافين الكبار تحت الطاولة وحملة قادمة لمصادرة أموال الهوامير محليًا وخارجيًا
أكثر من 80.. أسماء الصرافين الكبار تحت الطاولة وحملة قادمة لمصادرة أموال الهوامير محليًا وخارجيًا

اليمن الآن

timeمنذ 7 ساعات

  • اليمن الآن

أكثر من 80.. أسماء الصرافين الكبار تحت الطاولة وحملة قادمة لمصادرة أموال الهوامير محليًا وخارجيًا

اخبار وتقارير أكثر من 80.. أسماء الصرافين الكبار تحت الطاولة وحملة قادمة لمصادرة أموال الهوامير محليًا وخارجيًا السبت - 09 أغسطس 2025 - 01:00 ص بتوقيت عدن - نافذة اليمن - خاص كشف الإعلامي محمد المسبحي، مساء الجمعة، عن بدء تنفيذ توجيهات صارمة قال إنها صدرت بـ"الضرب بيد من حديد" دون أي تراجع. وأضاف المسبحي في منشور رصده نافذة اليمن على حسابه الرسمي بموقع فيس بوك: "تم رفع تقارير سرية بأسماء أكثر من 80 صراف ومضارب متورطين في تضخيم السوق وضرب العملة كما تم رصد أكثر من 320 تحويلة مالية مشبوهة تم تمريرها خلال آخر 10 أيام بالإضافة إلى 9 شركات تستخدم كغطاء لغسيل الأموال.. والصدمة القادمة سيتم الإعلان خلال 48 ساعة عن وقف تراخيص 12 شركة صرافة ومصادرة فورية لأموال كل من لم يلتزم بسقف التسعيرة الجديدة. العملية سميت.. إعدام السوق السوداء. من الآن أقولها المعركة بدأت ولا يوجد حياد، إما تكون شريكًا في إنقاذ الاقتصاد أو هدفًا في قائمة التصفيات." وفي سياق متصل، قال الصحفي صالح الحنشي إن المرحلة الثانية من العملية التي تحمل اسم "الحداد" ستكون مهمتها استعادة الأموال المنهوبة، مشيرًا إلى أن حتى الممتلكات المسجلة بأسماء أقارب أو أصهار قد تم رصدها. وأضاف الحنشي: "للعلم، جزء من هذه الأموال تم نقلها إلى خارج البلاد بطرق مشبوهة.. وهذا المدخل لمصادرتها. وبعضهم حصل على أموال من بيع كميات كبيرة من الأسلحة، كشفت معلومات أن كميات كبيرة من هذه الأسلحة وصلت لأيدي تنظيمات متطرفة.. من بينها جماعة الشباب المؤمن في الصومال. ثمانية أشخاص قد تم القبض عليهم في المملكة في رمضان الماضي. #نسمع_ونرى". الاكثر زيارة اخبار وتقارير انباء عن توجيهات حكومية تستهدف الوزراء والمسؤولين المقيمين في الخارج. اخبار وتقارير دكاكين تعز تتحوّل إلى صيدليات قاتلة وسط غيبوبة رقابية وصرخات ضحايا لا تجد م. اخبار وتقارير الدولار يتراجع والريال يصعد.. خبير يكشف كواليس انقلاب اقتصادي والضربة الموج. اخبار وتقارير برلماني في صنعاء يهاجم الحوثيين: "كفى لعب الجهال... هذا وطن مش حضانة"!.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store