
قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا.. «كتيبة دبلوماسية» حول زيلينسكي في واشنطن
لذا، سارع قادة، بمن فيهم البريطاني كير ستارمر، والفرنسي إيمانويل ماكرون، والألماني فريدريش ميرتس، إلى السفر بسرعة كبيرة، واللعب كـ«كتيبة دبلوماسية» حول زيلينسكي، لحمايته مما خشوا أن يكون تكراراً للمواجهة المشتعلة في المكتب البيضاوي في فبراير الماضي.
لكن هذه المرة كانت مختلفة، فقد تفادى زيلينسكي «إزعاج» ترامب، وارتدى بدلة، وتماشياً مع المجاملات التي يُحبها الرئيس الأميركي، سلّم أيضاً رسالة من زوجته أولينا إلى ميلانيا ترامب، يُشيد بها لطرحها موضوع الـ20 ألف طفل مختطف في أوكرانيا، وكل ذلك أعطى لهجة جديدة.
التحفظ والدبلوماسية ليست كلمات تنسب عادة إلى ترامب، لكنه كان هذه المرة متحفظاً ودبلوماسياً أمام الكاميرات في المؤتمر الصحافي مع الرئيس الأوكراني، حيث ألقى الصحافيون عليهما الأسئلة أملاً في كشف الخلافات بينهما، وإثارة الخلافات بينهما، خصوصاً ما إذا كان ينبغي السماح لأوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، إلا أن أياً من الرئيسين لم يلتقط الطعم. وفي الواقع، بدا ترامب وكأنه يحاول حماية زيلينسكي.
عندما سُئل عن عضوية الحلف والضمانات الأمنية لأوكرانيا، تجاوب ترامب مع السؤال، مؤكداً بحزم أنه لم يحسم أي شيء بعد، مشيراً إلى أن هذا أمر سيُناقش مع القادة الأوروبيين الذين كانوا بلا شك يتابعون اللقاء بتوتر. وأومأ الاثنان لبعضهما بعضاً، فيما حرص زيلينسكي على عدم الانجرار إلى الضغط علناً من أجل عضوية الحلف خلال الجلسة مع الصحافيين.
اختراق أمني
لماذا فعل زيلنسكي ذلك؟ لقد سمع للتو ترامب يعرض ما يراه العديد من المراقبين تغيراً جذرياً من خلال طرح «ضمانة أمنية أميركية كبيرة» لأوكرانيا علناً، كجزء من أي اتفاق سلام مع روسيا.
وأعلن ترامب: «سيكون هناك الكثير من المساعدة فيما يتعلق بالأمن، وسيكون هناك الكثير من المساعدة، وسيكون الأمر جيداً». وتابع أن الولايات المتحدة ستوفر لأوكرانيا «ضمانة أمنية ممتازة».
وأصر ترامب على أن الدول الأوروبية ستكون «خط الدفاع الأول» في تقديم الضمانات الأمنية لأوكرانيا، لكن هذا لا يعني أنها ستكون وحدها. وقال: «ستتحمل الدول الأوروبية الكثير من العبء. سنساعدها وسنجعلها (أوكرانيا) آمنة للغاية».
وأشاد الأوروبيون بالتزام ترامب العلني بانضمام الولايات المتحدة إلى ترتيب أمني لأوكرانيا على غرار حلف شمال الأطلسي باعتباره «إنجازاً».
وبطبيعة الحال، لايزال الأمر غامضاً للغاية، كما يبدو من غير المرجح أن ترغب الولايات المتحدة في تقديم الأسلحة مجاناً أو إرسال قوات، لكن النقاش يعود مجدداً إلى الدعم الأمني، والاستطلاع، والاستخبارات، وصفقات الأسلحة الكبيرة.
أياً كان ما يتحدث عنه ترامب الآن، فإنه يبدو أكثر أهمية بكثير من اقتراحاته الغامضة السابقة بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلتزم ببساطة بالاتفاق، أو لا يهاجم، لأن الأميركيين قد يكون لديهم مصالح معدنية في أوكرانيا.
ضمانات أمنية
من الواضح أن هذا التوجه الأكثر جدية للمحادثات حول الضمانات الأمنية يثير بعض القلق في الكرملين، الذي يُكرر مطالب قديمة حول عدم وجود دور لقوات الحلف الأطلسي.
وبالتالي، لا عجب أن زيلينسكي وصف لقاءه الفردي مع ترامب بأنه «الأفضل» حتى الآن، لدى وصوله إلى الغرفة الشرقية بالبيت الأبيض للانضمام إلى القادة الأوروبيين المنتظرين.
وقد تمحورت معظم الجهود الدبلوماسية لكل من الأوكرانيين والروس منذ إعادة انتخاب ترامب للرئاسة حول تجنب إثارة غضبه، وتصوير كل منهما الآخر على أنه عقبة في طريق السلام. ولم يضيع ترامب وقتاً في متابعة الأمر مع بوتين للإشارة إلى أن المسؤولية تقع عليه مرة أخرى بشأن الضمانات الأمنية.
خطوة استثنائية
في خطوة استثنائية، قاطع ترامب محادثته مع القادة الأوروبيين للتحدث مع بوتين لمدة 40 دقيقة تقريباً. وصرّح الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب لاحقاً لشبكة «سي إن إن» بأن قرار إجراء المكالمة كان «بالتنسيق» مع القادة الأوروبيين، حيث «اختبر» ترامب فكرة عقد اجتماع ثنائي بين زيلينسكي وبوتين مع الرئيس الروسي.
ووفقاً لتقارير وسائل الإعلام الرسمية الروسية، فقد صرّح أحد مساعدي الكرملين، يوري أوشاكوف، بأن بوتين شكر الزعيم الأميركي على القمة التي جمعته به في ألاسكا، وأعرب عن تأييده لاستمرار المحادثات المباشرة بين أوكرانيا وروسيا.
ويتابع ترامب هذا الأمر بالفعل بمحاولة دفع العملية قدماً من خلال اجتماع ثنائي بين بوتين وترامب، يليه اجتماع ثلاثي يضم الرئيس الأوكراني. وقد يتم ذلك قبل نهاية الشهر، ولكن هناك مؤشرات على أن روسيا قد تضع شروطاً.
من جهتها، حذّرت وزارة الخارجية الروسية من أنها لن تقبل بنشر قوة عسكرية من دول حلف شمال الأطلسي في أوكرانيا، قائلة إن مثل هذه القوة ستكون «محفوفة بعواقب لا يمكن التنبؤ بها». على الأقل، لا يبدو أن الروس يعتقدون أن ترامب قد استبعد مثل هذه الفكرة.
ومن شبه المؤكد أن الكرملين كان مستاء أيضاً لسماع ترامب يردد موقف زيلينسكي القائل بأن نقطة البداية لأي مناقشات حول الأراضي يجب أن تكون مبنية على خطوط المواجهة الحالية، وليس ما وراءها. وتسعى موسكو إلى أي تسوية تضمن لها «حزام الأمان» الذي فشلت في الاستيلاء عليه في إقليم «دونباس» الشرقي، ما يمنحها نقطة انطلاق إلى بقية أنحاء البلاد، لكن ترامب لم يتطرق إلى ذلك.
وقال الرئيس الأميركي «علينا أيضاً مناقشة التبادلات المحتملة للأراضي، مع مراعاة خط التماس الحالي. وهذا يعني منطقة الحرب، وخطوطها التي أصبحت الآن واضحة جداً، بل ومحزنة للغاية، في الواقع، عند النظر إليها، ومواقف التفاوض».
عن «بوليتيكو»
وحدة الغرب
يعلم الجانب الأوروبي أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب متقلب، ولا يأخذ أي شيء على محمل الجد. وقبل وصوله، أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى أنه يعتقد أن روسيا تدفع فقط نحو استسلام أوكرانيا الكامل.
وعلّق مسؤول بريطاني على الاجتماع، قائلاً إن «الطريق إلى السلام لايزال طويلاً». وأضاف: «باختصار، كان يوماً تجددت فيه وحدة الغرب، وعادت فيه الولايات المتحدة إلى صفه». وقبل الاجتماع، لم يكن أحد ليأخذ ذلك على محمل الجد.
. معظم الجهود الدبلوماسية لكل من الأوكرانيين والروس منذ إعادة انتخاب ترامب للرئاسة تمحورت حول تجنب إثارة غضبه، وتصوير كل منهما الآخر على أنه عقبة في طريق السلام.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 19 دقائق
- صحيفة الخليج
روسيا ترفض قوات أطلسية لـ«حفظ السلام» بأوكرانيا
قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، أمس الأربعاء، إن قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، لا يمكن أن تكون قوات حفظ سلام، مؤكداً أن موسكو لن تقبل بمثل هذا «الضمان الأمني» لكييف. وأضاف مدفيديف، عبر «إكس» أن «الديك الفرنسي المتهور لا يزال يحلم بإرسال قوات إلى أوكرانيا»، مشدداً على أن روسيا ترفض هذا الطرح بشكل قاطع، وذلك رداً على حديث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي وصف روسيا بـ «قوة مزعزعة للاستقرار»، و«تهديد للأوروبيين»، عقد رؤساء أركان «الناتو» اجتماعاً عبر الفيديو لمناقشة ضمانات أمنية لأوكرانيا، بعد أن أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، استعداد واشنطن لتقديم دعم جوي من دون إرسال قوات برية.


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
السلطات الأوكرانية تعلن حالة الإنذار الجوي في كييف بسبب تهديد بمسيرات هجومية
أفاد مراسل القاهرة الإخبارية، اليوم الخميس، بأن السلطات الأوكرانية أعلنت حالة الإنذار الجوي في العاصمة كييف وعدد من المقاطعات، وذلك عقب رصد تهديدات بهجمات عبر مسيّرات هجومية. رئيس الأركان الأوكراني: نعد خطة مع الحلفاء لمواجهة إطالة الحرب من جانب روسيا أعلن رئيس الأركان الأوكراني، أن كييف تعمل بالتنسيق مع حلفائها على إعداد خطة شاملة لمواجهة أي سيناريو قد تلجأ إليه موسكو، سواء عبر إطالة أمد الحرب أو تعطيل الاتفاقات القائمة. لافروف: تجاهل روسيا في مناقشة الضمانات الأمنية لأوكرانيا "طريق مسدود" حذرت موسكو من أن أي محاولات لمعالجة القضايا الأمنية المرتبطة بأوكرانيا دون مشاركة روسيا ستكون "طريقًا إلى لا مكان"، في إشارة إلى الجهود الغربية الرامية لصياغة ضمانات أمنية لكييف. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس الأربعاء، إن بلاده تؤيد تقديم ضمانات "موثوقة" لأوكرانيا، مقترحًا العودة إلى مسودة الاتفاق التي نوقشت في إسطنبول عام 2022، والتي رفضتها كييف آنذاك بسبب ما اعتبرته "حق نقض فعلي" لموسكو على أي مساعدة عسكرية. وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، شدد لافروف على أن "مناقشة قضايا الأمن الجماعي دون روسيا أمر غير ممكن"، مضيفًا أن الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، "يدرك جيدًا أن هذا المسار لن يؤدي إلى نتيجة". كما جددت موسكو رفضها "القاطع" لنشر أي قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوكرانيا، فيما اتهم لافروف قادة أوروبيين التقوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، بمحاولة "تصعيد عدواني للوضع" و"التأثير على موقف الإدارة الأمريكية بطرق غير بناءة".


البوابة
منذ ساعة واحدة
- البوابة
رئيس الأركان الأوكراني: الحلفاء بدأوا خطة عسكرية للضمانات الأمنية
أعلن رئيس الأركان الأوكراني، أن بلاده بدأت مع حلفائها تنفيذ خطة عسكرية للضمانات الأمنية، مؤكدًا أن الهدف منها هو مواجهة محاولات روسيا إطالة أمد الحرب أو عرقلة جهود إنهائها. لافروف: تجاهل روسيا في مناقشة الضمانات الأمنية لأوكرانيا "طريق مسدود" حذرت موسكو من أن أي محاولات لمعالجة القضايا الأمنية المرتبطة بأوكرانيا دون مشاركة روسيا ستكون "طريقًا إلى لا مكان"، في إشارة إلى الجهود الغربية الرامية لصياغة ضمانات أمنية لكييف. وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس الأربعاء، إن بلاده تؤيد تقديم ضمانات "موثوقة" لأوكرانيا، مقترحًا العودة إلى مسودة الاتفاق التي نوقشت في إسطنبول عام 2022، والتي رفضتها كييف آنذاك بسبب ما اعتبرته "حق نقض فعلي" لموسكو على أي مساعدة عسكرية. وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، شدد لافروف على أن "مناقشة قضايا الأمن الجماعي دون روسيا أمر غير ممكن"، مضيفًا أن الغرب، وعلى رأسه الولايات المتحدة، "يدرك جيدًا أن هذا المسار لن يؤدي إلى نتيجة". كما جددت موسكو رفضها "القاطع" لنشر أي قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في أوكرانيا، فيما اتهم لافروف قادة أوروبيين التقوا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض، بمحاولة "تصعيد عدواني للوضع" و"التأثير على موقف الإدارة الأمريكية بطرق غير بناءة".