logo
نزاع الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة... أوروبا قوة اقتصادية هائلة تتيح لترامب تحجيمها

نزاع الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة... أوروبا قوة اقتصادية هائلة تتيح لترامب تحجيمها

النهارمنذ 6 أيام
عاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى نهج المواجهة مع الاتحاد الأوروبي مهدداً بفرض تعريفات جمركية إضافية بما نسبته 30% على معظم واردات الاتحاد الأوروبي بدءاً من أول آب/أغسطس المقبل، ما يؤشر إلى أن سيد البيت الأبيض بدأ يفقد صبره بعدما لم تسفر أسابيع من المفاوضات حتى الآن عن نتائج. فكيف تسمح القوة الاقتصادية الهائلة لأوروبا لترامب بسياسته التجارية العدوانية ابتزازها مع تزايد حدة الرسائل التهديدية وضغطه على شركائه التجاريين وتضاؤل استعداده لتقديم تنازلات؟
التصدي لطموحات ترامب
ومع إعراب مفوض التجارة الأوروبي ماروس سيفكوفيتش عن خيبة أمله من إعلان ترامب السبت الماضي بشأن التعريفات، سيما وأنه حمل في طياته ديناميكية مختلفة تماماً، وأن فرض رسوم جمركية بنسبة 30% سيمثل حظراً تجارياً فعلياً وسيكون لذلك آثار سلبية على جانبي الأطلسي"، بينت قراءات اقتصادية والردود المثارة أن على الاتحاد الاوروبي أخذ زمام المبادرة وعدم ترك ترامب يعرضهم للابتزاز وفرض شروطه، إذ نصح خبير التجارة غابرييل فيلبيرماير في حديث أخيراً التكتل بالتشدد في الخلاف الجمركي مع الرئيس الأميركي، ومعلنا رفضه بما يسوق له الأخير وفيه أن الولايات المتحدة تعامل بطريقة غير عادلة من الأوروبيين، ومبرزاً أن شركات السيارات الألمانية مثلاً تستثمر بالمليارات هناك، وواصفاً ما يتحدث عنه ترامب بالـ"هراء".
وفي وقت يفاد أنه يتم العمل لتحقيق تقدم في المحادثات مع الجانب الأميركي لخلق اتفاق متوازن وعادل، أعرب الباحث الاقتصادي كريستيان بوستر مع "النهار"، عن اعتقاده بأن الضعف الذي تعاني منه أوروبا محلي الصنع، ويعود الأمر لكون الاتحاد الأوروبي يغيب نفسه بفشله في اعتماد سياسات توافقية من دون أن يعم الخلاف والانقسامات بين دوله، وموضحاً بأن تضارب المصالح بينهم يسمح للأطراف الخارجية بعرض عضلاتها وأهمها من دول كالولايات المتحدة والصين وتركيا، ولو تصرفت دول التكتل بحزم وبتماسك أكبر لكان الأمر مختلفاً الآن.
ومن وجهة نظر بوستر، فإن ترامب يبدو مرتاحاً نسبياً في هذه الفترة وعلى عكس تهديداته في نيسان/أبريل الماضي، ويمكنه الاعتماد على استقرار الأسواق ونمو العائدات الجمركية وقوة البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة، وبات أكثر صرامة ويبالغ في الرهانات على الرسوم العقابية بتوجيهه رسائل حازمة إلى 25 دولة، وهذا ما سيكون له تأثيراته على العلاقات مع الحلفاء المقربين ويقلق المستثمرين. وخلص بوستر بأنه على بروكسل أن ترسل إشارات قوية من أجل تعزيز التنافسية ومزيد من الابتكارات والاستثمارات توازياً مع المداولات عن اتفاقات بشأن الرسوم الجمركية.
وعلى وقع استخدام ترامب معول الهدم مع الشركاء، بينت تعليقات بأن المطلوب من المفوضية الأوروبية أن تظهر بوضوح أن الاتحاد الأوروبي يريد تحمل المسؤولية بالعزم على استخدام قوته الاقتصادية الهائلة ومعرفة حجمه الطبيعي لحل المشكلات الكبيرة ولو تطلب الأمر الدخول في مناكفات تؤدي إلى قطيعة لفترة، ولا يمكن اعتبار ذلك عامل ضعف إنما لتحقيق المزيد من المكاسب والتصويب على الافتراءات التي تساق ضده وتضيق على دول التكتل وتخنق اقتصاده، وحيث يعمد الرئيس ترامب لوضع أوروبا بصورة دائمة قيد التهديد والتخويف من العواقب وبالأخص الاقتصادية والأمنية.
المرحلة لمصلحة الأوروبيين
وفي ظل الحديث عن عدم تبدد الآمال في حل سلمي للرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة مع إعلان ترامب أنه منفتح على إجراء محادثات مع التكتل، رأى الكاتب تيم سنت ـ إفاني في قراءة تحليلية أن الوضع الاقتصادي في ألمانيا القاطرة الاقتصادية للتكتل انتعش بشكل طفيف وزادت أنشطة الشركات التجارية، إلا أن نسبة 30% أو50% كلاهما غير مقبولة بتاتاً بالنسبة لأوروبا، ومن الحكمة أن تعمد المفوضية الأوروبية لتأجيل الرسوم الجمركية الانتقامية المخطط لها، لكن في الوقت نفسه الاستعداد لتدابير مضادة إضافية. وليبرز، بأن الأمور لا تبدو سيئة هذه الأيام للأوروبيين بعدما تم التوافق مع ترامب على زيادة الانفاق الدفاعي للناتو، وهو الذي كان هدد بالانسحاب من حلف الأطلسي ووقف الدعم العسكري لأوكرانيا، وهذا ما كان كارثياً لأوروبا، ومردفاً بأن الاتحاد الأوروبي ليس مجرد جزيرة صغيرة تسكنها طيور البطريق، بل قوة اقتصادية عظمى يبلغ عدد سكانها 450 مليون نسمة في 27 دولة وبناتج محلي اجمالي بأكثر من 17 تريليون دولار.
علاوة على ذلك، هناك عوامل أخرى تصب في مصلحة الأوروبيين رغم أن أسواق الأسهم هدأت قليلاً في أميركا مع الحلول الوسط، لكن في الوقت نفسه فإن عواقب سياسات ترامب الجمركية تزداد وضوحاً، والتضخم تسارع مجدداً على عكس الوضع في أوروبا. وهذا كله يضر بناخبي ترامب وهم الذين وعدوا بوضع حد له، ناهيك عن أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أبقى سعر الفائدة الرئيسي مرتفعاً على الرغم من الضغوط من البيت الابيض. لذا، يمكن لفون ديرلاين التصرف بحرية أكبر واستعراض عضلاتها والتحدث بلغة يفهمها ترامب "الثرثار".
وبانتظار ما ستؤول إليه الأمور، صرح مفوض التجارة سيفكوفيتش أن التكتل يعد لتدابير مضادة وفرض تعريفات جمركية انتقامية إضافية على السلع الأميركية بقيمة إجمالية تبلغ 72 مليار يورو بعدما كانت في الأصل بقيمة 95 مليار يورو. وستشمل القائمة المنتجات الزراعية والصناعية الأميركية وأفيد أنه حذف منها الطائرات والسيارات والويسكي، ومن المقررأن تدخل حيز التنفيذ في الأول من آب/أغسطس في حال فشل المفاوضات مع واشنطن.
تجدرالاشارة إلى أن هناك مداولات في بروكسل بأن الاتحاد الأوروبي يريد حل نزاع التعريفات الجمركية مع الولايات المتحدة من خلال المزيد من الواردات من السلع الأميركية، وهناك مقترحات لإنفاق أكثر من 50 مليار يورو إضافية لشراء الغاز الطبيعي المسال والمنتجات الزراعية وغيرها تعويضاً عن العجز التجاري المقدر لصالح الأوروبيين. يقدر ترامب العجز التجاري لبلاده مع التكتل بمئات المليارات من الدولارات سنوياً.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الذهب في مثلث حاسم... والفضة تتأهب لاختراقات تاريخية
الذهب في مثلث حاسم... والفضة تتأهب لاختراقات تاريخية

ليبانون 24

timeمنذ 15 دقائق

  • ليبانون 24

الذهب في مثلث حاسم... والفضة تتأهب لاختراقات تاريخية

شهدت أسعار الذهب تراجعًا لافتًا، متأثرة بتحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين على خلفية تطورات إيجابية في الملف التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ، وصدور بيانات اقتصادية أميركية قوية. ومع ذلك، تمكن المعدن النفيس من تقليص خسائره لاحقًا، مع استمرار حالة الترقب في الأسواق العالمية. انخفض سعر الذهب من مستوى 3,450 دولارًا إلى حدود 3,350 دولارًا، نتيجة تحوّل السيولة نحو الأصول عالية المخاطر، لاسيما الأسهم، وسط تراجع الإقبال على الملاذات الآمنة. وتزامن ذلك مع تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب أشار فيها إلى تقدم في محادثات التجارة مع الاتحاد الأوروبي ، مشددًا على إمكانية خفض الرسوم الجمركية إذا ما فُتحت الأسواق الأوروبية أمام الشركات الأميركية. التفاؤل انعكس أيضًا في تصريحات المستشار الألماني ميرز، الذي أعرب عن أمل كبير في التوصل إلى تفاهمات قبل اجتماعات مرتقبة، مما عزز شهية المخاطرة وأضعف الطلب التقليدي على الذهب. وعلى الصعيد الاقتصادي، قفز مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات الأميركي إلى 55.2، وهو أعلى مستوى له منذ بداية العام، في حين واصلت طلبات إعانة البطالة الأسبوعية انخفاضها للأسبوع السادس على التوالي، في إشارة إلى صلابة سوق العمل الأميركي. هذه المؤشرات عززت الثقة بالاقتصاد ودعمت الدولار الأميركي، لكنها لم تُترجم إلى مكاسب قوية بسبب استمرار الضغوط التضخمية وتوقعات خفض أسعار الفائدة. من الناحية التقنية، يواجه الذهب مقاومة قوية قرب 3,450 دولارًا عند قمة مثلث صاعد، فيما شكّل مستوى 3,350 دولارًا دعمًا هامًا. ويُشير النمط الفني إلى اقتراب حدوث اختراق قوي، مع تضييق نطاق التداول داخل المثلث. وعلى المدى الأقصر، يتماسك السعر بين 3,200 و3,500 دولار على الرسم البياني لأربع ساعات، في انتظار المحفّز المقبل لتحرك حاسم. من جهتها، واصلت الفضة ارتفاعها مدفوعة بزخم فني صاعد، بعد اختراق مستوى 35 دولارًا وتجاوزها لحاجز 37 دولارًا. ويُشير نموذج "آدم وحواء" المكتمل ونمط "الكأس والعروة" إلى توجه تصاعدي واضح قد يدفع الفضة إلى مستويات 42–43 دولارًا في المرحلة المقبلة، طالما حافظ السعر على دعم 35 دولارًا. وفي الإطار الزمني القصير ، لا تزال الفضة تتداول فوق 34.50 دولارًا مع مؤشرات متزايدة على مواصلة الصعود، مدعومة بإشارات تقنية إيجابية قوية. (fxempire)

"الأجواء كانت إيجابية"... حماس تشعر بـ"الصدمة" من تصريحات ويتكوف
"الأجواء كانت إيجابية"... حماس تشعر بـ"الصدمة" من تصريحات ويتكوف

ليبانون ديبايت

timeمنذ 15 دقائق

  • ليبانون ديبايت

"الأجواء كانت إيجابية"... حماس تشعر بـ"الصدمة" من تصريحات ويتكوف

عبّرت حركة حماس، مساء الخميس، عن "الصدمة" إزاء تصريحات المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، الذي أعلن أن واشنطن بصدد إنهاء مشاركتها في محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وسحب فريقها التفاوضي من الدوحة. وقال مصدر في حماس لقناتي "العربية" و"الحدث" إن "الأمور كانت تسير بإيجابية، وقد سلمنا ردنا للوسطاء الذين استقبلوه بارتياح، حتى أن إسرائيل أعلنت أنها تدرسه"، مضيفاً، "ننتظر رد الوسطاء لفهم ما حدث". وفي سياق متصل، قال مصدر آخر في الحركة، طلب عدم الكشف عن اسمه، إن التوصل إلى اتفاق مؤقت مع إسرائيل لا يزال "ممكناً" إذا أظهرت تل أبيب "المرونة الكافية"، معتبراً أن "الكرة الآن في ملعب إسرائيل". وأكد المصدر أن "حماس قدمت الحد الأقصى من المرونة" في المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة قطرية ومصرية، وأن الوسطاء "تلقوا الرد الأخير بإيجابية"، و"التقدّم في المحادثات كان واضحاً". وتابع، "تصريحات ويتكوف لا تعكس حقيقة الأجواء الإيجابية التي سادت الجولة الأخيرة. نحن سلّمنا الرد، والوسطاء كانوا متفائلين به، وننتظر التوضيحات". وأوضح المصدر أن "المرحلة الأولى من الاتفاق المقترح تمتد لـ60 يوماً، وتشمل وقفاً متبادلاً لإطلاق النار، تبادلاً للأسرى، وضمانات أميركية لوقف العمليات العسكرية، تمهيداً لمفاوضات نحو تهدئة دائمة". وأشار إلى أن الوسطاء أبلغوا الطرفين بأن "الفرصة لا تزال قائمة للتوصل إلى اتفاق دائم، والمجال لم يُغلق بعد"، لافتاً إلى أن الفريق التفاوضي الإسرائيلي عاد إلى تل أبيب للتشاور بعد استلام الرد من حماس. في المقابل، كان المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قد أعلن في وقت سابق الخميس أن الولايات المتحدة "ستوقف مشاركتها في المحادثات" وتعيد فريقها من الدوحة، معتبراً أن رد حماس "أظهر عدم رغبة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار"، على حد تعبيره. وقال ويتكوف في بيان رسمي: "في وقت يبذل فيه الوسطاء جهوداً كبيرة، لا تبدو حماس متعاونة أو تتصرف بحسن نية. سننظر الآن في خيارات بديلة لإعادة الأسرى وخلق بيئة أكثر استقراراً في غزة". ولم يوضح ويتكوف ماهية "الخيارات البديلة"، كما لم يصدر أي تعليق رسمي من البيت الأبيض حتى مساء الخميس. وفي مؤتمر صحافي، رفض نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية تومي بيغوت تقديم تفاصيل إضافية، مكتفياً بالقول إن "الموقف ديناميكي للغاية"، مضيفاً أن "التزام الولايات المتحدة بوقف إطلاق النار لم يكن موضع شك، بل التزام حماس هو ما كان محل تساؤل". وفي ما يتعلق بالمساعدات، قال بيغوت إن الوزارة تسعى لإيصال أكبر كمية ممكنة من المساعدات إلى غزة "بطريقة تمنع تحويلها إلى سلاح عبر النهب من جانب حماس"، مؤكداً أن "واشنطن تواصل الضغط من أجل تأمين دخول المساعدات دون عوائق".

اجتماع إيراني-أوروبي في اسطنبول اليوم
اجتماع إيراني-أوروبي في اسطنبول اليوم

الديار

timeمنذ 15 دقائق

  • الديار

اجتماع إيراني-أوروبي في اسطنبول اليوم

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب يجتمع وفد ​إيران​ي في اسطنبول اليوم مع مبعوثين فرنسيين وبريطانيين وألمان لاستئناف المحادثات بشأن برنامج ايران النووي في وقت تهدّد فيه الدول الأوروبية الثلاث بإعادة فرض ​العقوبات الأممية​ على ايران. وسيكون هذا أول اجتماع بين الطرفين منذ شنّت إسرائيل هجوما واسع النطاق على إيران في منتصف حزيران ضربت خلاله مواقع نووية وعسكرية رئيسية مما أشعل فتيل حرب بين البلدين استمرت 12 يوما وتدخّلت فيها الولايات المتّحدة بضرب ثلاثة مواقع نووية في إيران. والدول الأوروبية الثلاث هي بالإضافة إلى الولايات المتّحدة والصين وروسيا الأطراف الموقّعة على الاتفاق النووي الذي أبرم في 2015 مع إيران ونصّ على فرض قيود كثيرة على البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع تدريجي لعقوبات الأمم المتّحدة عن طهران. لكنّ الولايات المتحدة انسحبت في 2018، خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب، من هذا الاتفاق من جانب واحد وأعادت فرض عقوبات قاسية على الجمهورية الإسلامية. بالمقابل، تمسّكت باريس ولندن وبرلين باتفاق 2015، مؤكّدة رغبتها بمواصلة التجارة مع إيران، مما جنّب الأخيرة إعادة فرض العقوبات الأممية أو الأوروبية عليها. لكنّ هذه العواصم الأوروبية الثلاث تتّهم اليوم طهران بعدم الوفاء بالتزاماتها وتهدّدها بإعادة فرض العقوبات عليها بموجب آلية منصوص عليها في الاتفاق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store