logo
جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يرفع السرية عن وثائق تتعلق بانتحار هتلر

جهاز الأمن الفيدرالي الروسي يرفع السرية عن وثائق تتعلق بانتحار هتلر

أخبار مصر٣٠-٠٤-٢٠٢٥

كشف جهاز الأمن الفيدرالي الروسي FSB عن مجموعة من المستندات السرية الخاصة بانتحار هتلر والأيام الأخيرة للرايخ الثالث قبل رفع راية النصر في 9 مايو 1945 على مبنى البوندستاغ الألماني.ويأتي ذلك احتفالا بالذكرى الثمانين على النصر والمزمع أن تكلل فعالياته بالعرض العسكري في الميدان الأحمر صباح 9 مايو 2025.وقد بدأت عملية الهجوم على برلين في 16 أبريل من العام 1945، وبحلول 21 أبريل كانت وحدات الجيش الأحمر السوفيتي قد اقتحمت الضواحي الشمالية الشرقية لبرلين. وكان الاستيلاء على برلين في أبريل 1045 وهزيمة ألمانيا النازية بمثابة تتويج للحرب الوطنية العظمى في الفترة من 1941-1945. وعشية اقتحام برلين، نظمت أجهزة أمن الدولة السوفيتية أعمال البحث عن مجرمي الحرب النازيين.وفي 30 أبريل 1945، بدأت وحدات الجيش الأحمر القتال في منطقة الحي الحكومي والمستشارية الإمبراطورية فيما يسمى بمخبأ الفوهرر Fuhrerbunker، حيث كان يختبئ مستشار الرايخ أدولف هتلر وحاشيته. وفي نفس اليوم انتحر الزعيم النازي وزوجته بتسميم أنفسهما بمادة سيانيد البوتاسيوم.وفي الأول من مايو، انتحر وزير الدعاية في حكومة هتلر، الدكتور جوزيف غوبلز، وزوجته ماجدة، اللذان كانا أيضا في مخبأ الفوهرر، بعد تسميم أطفالهما الستة.وفي ليلة 1-2 مايو، حاول القادة النازيون المتبقون في مخبأ الفوهرر، بقيادة زعيم الرايخ Reichsleiter مارتن بورمان والحرس الشخصي لهتلر وأفراد الخدمة، الخروج من الحصار في عدة مجموعات، ومات العديد من المشاركين في هذا الاختراق أو وقعوا في أسر الجيش الأحمر.ولإجراء أعمال التحقيق في برلين، أنشئت المجموعة العملياتية المركزية تحت قيادة نائب رئيس مكافحة التجسس'سميرش' الأوكرانية للجبهة البيلاروسية اللواء غ. ا. ميلنيكوف.وأجريت أنشطة البحث في العاصمة الألمانية من قبل موظفي وحدة التحقيق التابعة لإدارة الاستخبارات في مقر الجبهة البيلاروسية الأولى، وإدارة التحقيق في مديرية الاستخبارات في هيئة الأركان العامة للجيش الأحمر وموظفي إدارة مكافحة التجسس الأوكرانية التابعة للجيش الهجومي الثالث وفيلق البنادق، إضافة إلى مكافحة التجسس الأوكرانية التابعة للجبهة البيلاروسية الأولى.وقد اعتقلت فرق العمل التابعة لجهاز الاستخبارات السوفيتية 'سميرش' عدة أشخاص من الدائرة الداخلية لأدولف هتلر. ومن بينهم قائد دفاع برلين جنرال المدفعية هيلموت فايدلينغ، الطيار الشخصي لهتلر وقائد السرب الحكومي 'إس إس' والفريق في الشرطة هانز بور، رئيس جهاز أمن الرايخ، والفريق في الشرطة هانز راتينهوبر، الممثل الشخصي للبحرية في مقر هتلر، ونائب الأدميرال هانز فوس، رئيس منطقة الدفاع المركزية في برلين، والعميد فيلهلم مونكي من قوات الأمن الخاصة، وكبار الخدم للفوهرر، والمساعد الشخصي لهتلر غيونشه وغيرهم.في 5 مايو 1945، في حديثة المستشارية الإمبراطورية، اكتشف موظفو مكتب العمليات الخاصة 'سميرش' التابع للواء العمليات 79 للجيش الهجومي الثالث للجبهة البيلاروسية جثتي رجل وامرأة محترقتين بشدة في حفرة خلفتها قنبلة جوية. وتم العثور على الجثتين على بعد ثلاثة أمتار من مدخل الملجأ، وكانتا مغطاتين بطبقة من التراب.وفي 8 مايو 1945، كشفت نتيجة الفحص الجنائي لجثة الرجل عن أنها جثة هتلر على الأرجح. ومن بين أمور أخرى، قام الخبراء بفحص 'الفكّين مع عدد كبير من تيجان الأسنان والجسور والحشوات'.وقد وجدت 'بقايا أمبولة زجاجية مسحوقة في تجويف الفم، ورائحة اللوز المر المميزة'، وأثبتت نتائج الفحص الكيميائي الجنائي للأمعاء 'وجود مركبات السيانيد' ما سمح للجنة باستنتاج أن الوفاة حدثت نتيجة 'التسمم بمركبات السيانيد'.في 10 مايو 1045، تم استجواب مساعدة طبيب الأسنان الشخصي لهتلر، البروفيسور هوغو بلاشكي، في عيادة الأسنا ن التابعة لمستشارية الرايخ، كاثي غويسرمان. وفي 11 مايو، أدلى فني الأسنان فريتز إيشتمان، الذي صنع أطقم الأسنان لهتلر، بشهادته.وقد أعطى كلا الشاهدين وصفا تفصيليا لأسنان هتلر من الذاكرة. وكانت السمات المميزة للجسور والتيجان وحشوات الأسنان مطابقة تماما للسجلات الموجودة في مخطط الأسنان والأشعة السينية المتاحة لمحققي 'سيمرش'. وقد تم عرض الفكين المستخرجين من جمجمة الرجل لكل واحد منهما على حدة من أجل التعرف عليه. واعترف غويزرمان وإيتشمان دون تردد بأن الفكين يعودا لمستشار الرايخ أدولف هتلر.وبعد فترة تم تجميع كل المعتقلين من برلين في معسكر أسرى الحرب في بوزنان، ومن هناك نقل معظمهم إلى موسكو لتوضيح تفاصيل انتحار هتلر ومكان تواجد زعماء النازية الآخرين.في الأيام العشرة الأولى من شهر مايو، تم تسليم غ. وايدلينغ، وغ. راتنهوبر، وغ. باور، وغ. فوس، وا. غيونشه وسجناء آخرين من بين الحراس والموظفين الخدميين في المستشارية الإمبراطورية إلى موسكو بالطائرة.وبفضل عمل ضباط مكافحة التجسس العسكري تمكنوا من إعادة بناء الأحداث التي جرت في مخبأ الفوهرر في الفترة من 20-30 أبريل 1945 بدقة إلى حد ما، وتحديد ظروف انتحار هتلر.وفي 10 مايو 1945، تم وضع المساعد الشخصي لهتلر أوتو غيونشه في زنزانة سجن موسكو التي كان محتجزا فيها ضابطان ألمانيان أسيران في الحرب هما العقيدان آرثر شفارتس وهينريش غوتلوب رملينغر. وبعد أسبوع، في 17 مايو، كتب العقيد رملينغر بيانا إلى المحقق ذكر فيه المعلومات التي تلقاها من غيونشه:'بعد المحادثات مع من وصلوا في 10 مايو ومن بينهم غيونشه مساعد هتلر، يمكنني إبلاغكم بالتالي:في المحادثة، تمكنا من إقناع العقيدين شفارتس ورملينغر بأن الأحداث في ألمانيا، لا سيما انتحار هتلر، تحرره من القسم الذي قدمه للزعيم، والآن، بعد الهزيمة الكاملة لألمانيا والنظام الاشتراكي الوطني، لم يعد هناك سبب لإخفاء الأحداث التي وقعت في المقر عن الروس، لأن هذا الآن له أهمية تاريخية فحسب. 'وكان إقناعه أسهل عندما اتضح أن بعض رفاق هتلر، بعد تطويق برلين، قد تخلوا عن الفوهرر (غورينغ وهيملر) ولجأوا إلى القوى الغربية.وخلال الفترة من 18-19 مايو، تم استجواب غوينشه بالتفصيل حول قضايا تهم التحقيق.ومع ذلك، ولسبب غير معلوم، تم إرسال أحد الشهود الرئيسيين (إن لم يكن الأهم) على وفاة الفوهرر، خادمه الرئيسي هاينز لينغه، من بوزنان إلى معسكر أسرى الحرب في كوتلا-يارفي، حيث تم احتجازه حتى أكتوبر 1945. ثم تم نقله إلى تالين ووضعه تحت…..لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر 'إقرأ على الموقع الرسمي' أدناه

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صحيفة أمريكية: واشنطن فشلت في ثني صنعاء عن القتال أو إرادتها فيه
صحيفة أمريكية: واشنطن فشلت في ثني صنعاء عن القتال أو إرادتها فيه

وكالة نيوز

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • وكالة نيوز

صحيفة أمريكية: واشنطن فشلت في ثني صنعاء عن القتال أو إرادتها فيه

وأكدت أن بعد أشهر من تصعيد الهجمات تحت غطاء حماية الملاحة الدولية، تجد واشنطن نفسها الآن تنهي صراعًا شنّته لكنها فشلت في السيطرة عليه..أن التحول الأميركي يشير إلى أكثر من مجرد خفض التصعيد: إنه اعتراف ضمني بأن حملتها انهارت تحت الضغط، وغير قادرة على تحقيق حتى أهدافها الاستراتيجية الأكثر أساسية. وذكرت أنه مع أكثر من ألف غارة جوية شنّت منذ مارس/آذار 2024، يمثّل فشل واشنطن في احتواء التهديد اليمني في البحر الأحمر ومضيق باب المندب وخليج عدن إدانةً صارخةً لتخطيطها العسكري.. تحولت الحرب إلى مناورة استنزاف مكلفة وعالية المخاطر خرج منها اليمن أقوى ومنتصر، لا ضعيف ومهزوم. وأوردت أن المسؤولين الأمريكيين أخطأوا في فهم ساحة المعركة وصمود اليمن.. فرغم قوة قوتها الجوية، فشلت واشنطن في ثني صنعاء عن القتال أو إرادتها فيه.. بل على العكس، ساهم القصف في تسريع وتيرة الابتكار العسكري اليمني ، مما أجبر واشنطن على خوض لعبة ردع لم تستطع الأنتصار بها. وتابعت أنه لم يكن للولايات المتحدة نفوذ استخباراتي يُذكر في التسلسل الهرمي العسكري اليمني، ولم يكن لديها بنك أهداف فعال.. كانت قيادة صنعاء، ذات الخبرة المكتسبة من سنوات الحرب السابقة ضد التحالف الذي قادته السعودية والإمارات ووكلاؤه، هي المسيطرة.. مشيرة إلى أن اليمن يستخدم أسلحة منخفضة التكلفة وعالية التأثير حتى أن الحملة الأمريكية فشلت في حماية سفن الشحن الإسرائيلية أو سفن حلفائها. الصحيفة رأت أن حلفاء واشنطن العرب رفضوا الانضمام إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة..إذ فشلت مساعي واشنطن الدبلوماسية لتشكيل تحالف إقليمي مناهض لليمن.. دول الخليج(الفارسي)، التي لا تزال تعاني من إخفاقاتها في اليمن، حافظت على مسافة بحكمة.. رفضت السعودية الانجرار إلى حرب تحاول الخروج منها منذ عام 2022.. في غضون ذلك، اقتصر دعم الإمارات على الجانب اللوجستي.. مصر التزمت الصمت، رافضةً الانجرار إلى تصعيد إقليمي جديد. وأكدت أن بين مارس 2024 وأبريل 2025، شنت الولايات المتحدة أكثر من ألف غارة جوية على اليمن. ومع ذلك، بدلًا من أن تكسر هذه الحملة عزيمة اليمن عززت موقفه وصعّد اليمن هجماته بشكل مطرد، من استهداف السفن الإسرائيلية في نوفمبر 2023، إلى السفن الأمريكية والبريطانية بحلول يناير، والمحيط الهندي بحلول مارس، والبحر الأبيض المتوسط ​​بحلول مايو. وقالت إن بحلول يوليو/تموز، استهدفت القوات المسلحة اليمنية تل أبيب بصواريخ تفوق سرعتها سرعة الصوت.. وأعقب ذلك قامت بتوجيه ضربة مباشرة على مطار بن غوريون، مما أعاد رسم التوازن العسكري في المنطقة..تراكمت التكاليف على الولايات المتحدة.. ففي الأسابيع الثلاثة الأولى وحدها، أنفقت الولايات المتحدة مليارا دولار.. نُشرت أسلحة مثل صواريخ توماهوك وجاسم التي تكلف كل منها ملايين الدولارات ضد طائرات مسيرة تساوي بضعة آلاف من الدولارات.. وتزايدت إنجازات اليمن : إسقاط 17 طائرة مسيرة من طراز أم كيو-9، وخسارة طائرتين مقاتلتين من طراز F-18 بقيمة 60 مليون دولار في غضون أسبوع واحد فقط، وإعلان حصار جوي شامل على إسرائيل. وأضافت أن الولايات المتحدة عانت من مزيد من الإذلال، فقد أُغرقت مدمرة وثلاث سفن إمداد، واستُهدفت حاملتا الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن وهاري إس ترومان.. ورغم إنفاق 500 مليون دولار إضافية على الصواريخ الاعتراضية، كانت النتائج ضئيلة.. إن صورة الطائرات الحربية الأمريكية وهي تتحطم في البحر، والقوات المنهكة، حوالي 7000 جندي منتشرين، عاجزة عن كسر عزيمة اليمن، وأضرّت بهيبة الولايات المتحدة. وأكدت أنه حتى طائرات الشبح والقاذفات الاستراتيجية فشلت في تحقيق الردع.. واجهت إدارة ترامب خيارين، إما الانسحاب تحت وطأة الهزيمة، أو الدخول في محادثات بشروط حكومة صنعاء وأهمها إنهاء حرب غزة. والآن، تغير إدارة ترامب مسارها ، ساعيًا إلى السلام دون الاعتراف بالهزيمة.. لكن صنعاء لا تقف مكتوفة الأيدي.. فهي تُهدد باستمرار العمليات، ومعها معادلات استراتيجية جديدة قد تُزعزع توازن القوى الإقليمية.

بين كورسك والنورماندي.. معركة تزييف التاريخ وذاكرة الغرب الانتقائية
بين كورسك والنورماندي.. معركة تزييف التاريخ وذاكرة الغرب الانتقائية

وكالة نيوز

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • وكالة نيوز

بين كورسك والنورماندي.. معركة تزييف التاريخ وذاكرة الغرب الانتقائية

العالم – أوروبا من بين أكثر فصول التاريخ عرضة للتحريف في الذاكرة الغربية المعاصرة، يبرز فصل الحرب العالمية الثانية، وتحديدًا الدور الحاسم الذي لعبه الاتحاد السوفييتي في كسر العمود الفقري للنازية. ف فعلى الرغم من احتلال صور الجنود الأميركيين الذين حرّروا باريس أو هبطوا في النورماندي مركز السردية البصرية السائدة،، تغيب عن المشهد رواية موازية وأكثر كلفة بالدماء: ملايين الجنود السوفييت الذين خاضوا معارك ملحمية على الجبهة الشرقية، كانت هي التي حسمت مصير هتلر. الجبهة الشرقية: قلب الحرب لا هامشها تشير التقديرات إلى أن أكثر من 27 مليون سوفييتي، بين مدنيين وعسكريين، لقوا حتفهم خلال الحرب، وهو ما يعادل نحو نصف ضحايا الحرب العالمية الثانية. ووفقًا لمؤرخين بارزين، مثل البريطاني ريتشارد أوفري في كتابه 'حرب روسيا'، فإن الجبهة الشرقية كانت مسؤولة عن أكثر من 80% من خسائر الجيش الألماني، ما يجعلها مركز الحرب الحقيقي، لا مجرد مسرح ثانوي. ستالينغراد، تلك المدينة التي تحوّلت إلى مقبرة للقوات النازية، لم تكن مجرد معركة؛ كانت لحظة فاصلة غيرت مسار التاريخ. بين شتاء 1942 و1943، وعلى مدى شهور من الحصار والجحيم اليومي، صمد السوفييت أمام آلة الحرب الألمانية، لينتهوا بكسر شوكتها بشكل نهائي. اعتبر وينستون تشرشل المعركة 'أعظم معركة في التاريخ أعادت الأمل للعالم'، فيما وصفها المؤرخ الأميركي جيفري روبرتس بأنها 'أعظم انتصار عسكري في القرن العشرين'. في ستالينغراد وحدها، خسر الألمان أكثر من 850 ألف جندي، مقابل قرابة مليون سوفييتي، إلا أن النصر كان حاسمًا للسوفييت، وأعاد تشكيل موازين القوى. لم تتوقف التحولات عند ستالينغراد. ففي صيف عام 1943، خاض السوفييت معركة كورسك، والتي تُعد من أضخم المعارك المدرعة في التاريخ. شارك فيها أكثر من 6000 دبابة ومليوني جندي، وامتدت من 5 يوليو حتى 23 أغسطس. كانت محاولة ألمانية يائسة لاستعادة زمام المبادرة بعد الهزيمة في ستالينغراد، لكنها باءت بالفشل. تمكن الجيش الأحمر من امتصاص الهجوم، ثم شنّ هجومًا مضادًا كاسحًا دفع الألمان إلى التراجع من الجبهة الشرقية دون رجعة. وصفها المؤرخ العسكري ديفيد غلانتز بأنها 'نهاية الحلم النازي بالهيمنة الشرقية'، مؤكداً أن كورسك كانت بداية المرحلة الهجومية التي أوصلت السوفييت إلى برلين. نورماندي: السردية ناقصة خلافاً للرواية الغربية السائدة التي تحصر 'التحرير من النازية' في إنزال النورماندي، وتتغاضى عن أن أول جندي رفع علم النصر فوق برلين في مايو 1945 لم يكن أميركيًا ولا بريطانيًا، بل سوفييتي، تؤكد الحقائق والوثائق والدراسات التاريخية الحديثة والمعاصرة أن الحلفاء لم يهبطوا على شواطئ النورماندي إلا في يونيو 1944، أي بعد أن كان السوفييت قد أجبروا الألمان على الانسحاب من معظم الأراضي التي احتلوها. وحتى حينها، كانت الجبهة الشرقية ما تزال الأكثر دموية. استمر الجيش الأحمر في التقدّم حتى وصل إلى برلين في مايو 1945، حيث رفع العلم السوفييتي فوق مبنى الرايخستاغ. وهو ما أكّده المؤرخ العسكري الأميركي ديفيد غلانتز في كتابه 'When Titans Clashed' حين قال: 'الجبهة الشرقية كانت الجبهة الحاسمة. الغرب ساهم، لكنه لم يكن العنصر الفاصل في هزيمة ألمانيا'. تهميش متعمّد مع نهاية الحرب وبداية الحرب الباردة، بدأ تهميش الدور السوفييتي في الحرب بشكل متعمّد ومنهجي. ساهمت الولايات المتحدة وحلفاؤها في إعادة صياغة السرد التاريخي ليُظهرهم كأبطال مطلقين، فيما تم تجاهل أو تشويه كل ما يمت للاتحاد السوفييتي بصلة. أصبح الاعتراف بتضحيات السوفييت أمرًا غير مستحب. فبدلًا من سرديات متوازنة، ظهرت روايات ثقافية وإعلامية تُهمّش روسيا كخلفٍ مشبوهٍ لإمبراطورية توسعية. لعبت هوليوود دورًا كبيرًا في ترسيخ هذه الصورة، من خلال أفلام شهيرة مثل Saving Private Ryan وThe Longest Day، والتي تجاهلت الجبهة الشرقية أو اختزلتها في خلفية بعيدة. كذلك، ساهمت المناهج التعليمية الغربية في إقصاء هذه الجبهة، ما حوّل الحقيقة التاريخية إلى أسطورة منقوصة.وصف الصحافي الأميركي كريس هيدجز، الحائز على جائزة بوليتزر، هذه الظاهرة قائلاً: 'من دون التضحيات الهائلة التي قدّمها السوفييت، لما كان بإمكان أحد أن يهزم هتلر، لكن الغرب لا يريد الاعتراف بذلك لأنه يُضعف أسطورته عن دوره في إنقاذ العالم'. الأخطر من ذلك، أن هذه الرواية المشوهة تُستخدم اليوم كسلاح سياسي. تم استبعاد روسيا من احتفالات النصر في أوروبا، وجرى تحميلها إرثًا توسعيًا دون الاعتراف بجذورها التاريخية النضالية. في المقابل، بدأت بعض الدول الأوروبية بإعادة تأهيل بعض حلفاء هتلر بدعوى 'مقاومة الشيوعية'، ما يشكل خطرًا على سردية الحرب العالمية نفسها. الذاكرة كمعركة أخيرة إن مقاومة النازية لم تكن مشروعًا غربيًا صرفًا، بل حقيقة كونية كُتبت بدماء ملايين البشر من موسكو إلى لينينغراد، ومن كييف إلى سيبيريا. محو هذه الحقيقة لا يعني فقط تزوير التاريخ، بل يشكل خطرًا داهمًا على الحاضر والمستقبل، خاصة في زمن تتصاعد فيه الحركات اليمينية المتطرفة وتعود الرموز الفاشية إلى الواجهة. في ظل ما يشهده العالم من إعادة تدوير للرموز النازية وتنامي للعداء لروسيا، تبدو معركة الذاكرة أكثر أهمية من أي وقت مضى. استرداد الحقيقة حول الحرب العالمية الثانية لم يعد شأناً أكاديميًا فقط، بل معركة دفاع عن العدالة الدولية، والذاكرة الجمعية، وكرامة الذين سقطوا دفاعًا عن العالم كله. (صحفي ومحلل سياسي سوري)

البرلمان الألماني يحيي ذكرى مرور 80 عامًا على انتهاء الحرب العالمية الثانية
البرلمان الألماني يحيي ذكرى مرور 80 عامًا على انتهاء الحرب العالمية الثانية

مصرس

time٠٨-٠٥-٢٠٢٥

  • مصرس

البرلمان الألماني يحيي ذكرى مرور 80 عامًا على انتهاء الحرب العالمية الثانية

تحيي ألمانيا رسميا ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية والتحرر من ديكتاتورية هتلر قبل 80 عاما، وذلك في مراسم تذكارية تقام في البرلمان الألماني (البوندستاج) عقب ظهر اليوم الخميس. ومن المقرر أن يلقي الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير الكلمة الرئيسية في البرلمان، كما تعتزم رئيسة البوندستاج يوليا كلوكنر أيضا إلقاء كلمة. وتمت دعوة دبلوماسيين ممثلين في ألمانيا أيضا إلى هذا الحدث، باستثناء سفيري روسيا وبيلاروس.وبحسب مكتب الرئيس الألماني، سيتحدث شتاينماير في خطابه عن الدروس المستفادة من يوم 8 مايو/أيار عام 1945. وأضاف المكتب أن الرئيس سيتطرق أيضا إلى "تلاعب" الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتاريخ فيما يتعلق بحربه ضد أوكرانيا. كما سيتحدث شتاينماير أيضا عن الضغوط التي يتعرض لها نظام القانون الدولي، لا سيما من جانب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وصعود التطرف اليميني والقومية في العديد من الديمقراطيات الغربية.ولم تتم دعوة سفيري روسيا وبيلاروس لحضور مراسم إحياء الذكرى بسبب الحرب في أوكرانيا، على الرغم من أن الاتحاد السوفيتي كان له أكبر عدد من الضحايا في الحرب العالمية الثانية بفارق كبير. كما قاتل العديد من الأوكرانيين في صفوف الجيش الأحمر آنذاك.وبحسب تقديرات مختلفة، فإن الحرب العالمية الثانية التي شنتها ألمانيا بقيادة هتلر أودت بحياة ما بين 50 إلى 60 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، أغلبهم من المدنيين. وتضرر الاتحاد السوفيتي بشكل خاص، حيث بلغ عدد القتلى نحو 27 مليون شخص. وفقدت ألمانيا في الحرب حوالي 3ر6 مليون شخص، من بينهم العديد من الجنود.وانتهت الحرب في أوروبا باستسلام غير مشروط للجيش الألماني النازي (الفيرماخت)، والذي دخل حيز التنفيذ في 8 مايو 1945.وسبق ذلك احتلال القوات البريطانية والأمريكية لغرب ألمانيا، والجنود السوفيت لشرق البلاد عقب معارك مُكلِفة في أجزاء كبيرة من ألمانيا.وتحتفل عواصم القوى المنتصر أيضا بذكرى النصر على ألمانيا النازية. ومن المقرر إقامة أكبر عرض عسكري للاحتفال في موسكو، ولكن غدا الجمعة، حيث تم توقيع وثيقة الاستسلام للمرة الثانية في المقر السوفيتي في برلين-كارلسهورست بالتزامن مع حلول منتصف الليل في موسكو في التاسع من مايو 1945.ونظمت لندن بالفعل عرضا عسكريا أصغر يوم الاثنين الماضي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store