logo
بـ"زيادة".. يا داليا!

بـ"زيادة".. يا داليا!

الدستور١٤-٠٤-٢٠٢٥

احتلال تجاوز سبعة عقود، ودمٌ فلسطيني لا يزال يُراق على مرأى ومسمع العالم، وسط صمتٍ أقرب إلى التواطؤ. تطهير عرقي، تهجير قسري، حصار وتجويع… ليست هذه مشاهد من الماضي، بل جرائم مستمرة تتكرر منذ ما قبل عام 1948 وحتى اليوم.
وفي قلب هذا المشهد الدموي، تخرج بعض الأصوات العربية لتُشكك في عدالة القضية الفلسطينية، وتُطلق اتهامات بالخيانة ضد الشعوب لمجرد رفضها لوصم المقاومة بالإرهاب. من بين هذه الأصوات برزت داليا زيادة، التي تعمل ضمن مركز القدس لدراسات الأمن والشؤون الخارجية الإسرائيلي، وقد نشرت عبر صفحتها على 'فيسبوك' اتهامات صريحة للمصريين بدعم ما وصفته بـ'تنظيم إرهابي' في إشارة إلى حركة حماس، واعتبرت الدفاع عن المقاومة خيانة. في المقابل، وصفت نفسها بأنها 'تدعو للسلام' وتتعرض للاستهداف من الدولة. وهي تصريحات تكشف عن انفصال تام عن الواقع، وتجاهل فادح لتاريخ طويل من النضال والتضحيات المصرية والفلسطينية.
القضية الفلسطينية لم تكن يومًا وهمًا، بل واقع حيّ نابض بالشهداء والدمار والمجازر المتواصلة. منذ ثلاثينيات القرن الماضي، من مجازر دير ياسين واللد والرملة، إلى صبرا وشاتيلا وتل الزعتر، فمجزرتي كفر قاسم وخان يونس، وصولًا إلى رفح والحروب الدامية على غزة أعوام 2008، 2012، 2014، 2021، ثم العدوان الكارثي في 2023 الذي شكّل أعتى موجة إبادة جماعية عرفها القطاع.
فمنذ السابع من أكتوبر 2023، يتعرض قطاع غزة لحرب إبادة ممنهجة، أسفرت حتى أبريل 2025 عن استشهاد أكثر من 61،700 فلسطيني، من بينهم أكثر من 47،000 تم توثيقهم داخل المستشفيات، بينما لا تزال جثامين نحو 14،000 آخرين تحت الأنقاض أو في الشوارع. هذا بالإضافة إلى أكثر من 77،000 جريح، ومئات الآلاف من المشردين والمهجرين قسرًا.
المجازر لا تُعد ولا تُحصى. المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين تحولت إلى مقابر جماعية، في ظل حصار خانق وتخاذل دولي شبه تام، لتتحول غزة إلى شهادة دامغة على فشل النظام العالمي في حماية الأبرياء.
وفي هذا السياق، يصبح الطعن في موقف مصر من القضية الفلسطينية طعنًا مباشرًا في سجلها التاريخي الحافل بالتضحيات. مصر لم تغب يومًا عن الساحة الفلسطينية، لا عسكريًا ولا سياسيًا ولا شعبيًا. احتضنت المقاومة، ودفعت ثمنًا باهظًا دفاعًا عن القضية، ولم تربط موقفها بفصيل أو جهة، بل التزمت بالدفاع عن الحق الفلسطيني باعتباره قضية أمة. دعم الشعب الفلسطيني ليس انحيازًا لتنظيم، بل هو موقف أخلاقي وإنساني لا يتغير.
الخلط بين النقد السياسي والتخوين خلطٌ خطير يخدم فقط أعداء الأمة. فانتقاد فصيل ما لا يعني تبرئة الاحتلال، ولا يُبرر الإساءة لشعب رفض أن يصمت على الظلم. الصراع في جوهره ليس بين تنظيمات، بل بين شعب أعزل وآلة قتل مدعومة من أقوى قوى العالم.
وفي نفس المنشور، كتبت الباحثه الاسرائليه قائلة:
'لكل من يتهمني بالخيانة في مصر اليوم، من أكبر واحد لأصغر واحد… أنتم من ترتكبون فعل الخيانة ضد مصر ومصلحتها في كل لحظة، وليس أنا. عار عليكم، والتاريخ لن ينسى، مهما حاولتم تزوير الحقائق… وعلى رأي المثل: العايبة تلهيك، واللي فيها تجيبه فيك!'
هذا الخطاب ليس رأيًا حرًا، بل هجوم سافر على وعي الشعوب وتاريخها. الادعاء بأن الدولة تستهدف 'دعاة السلام' زعم باطل لا سند له. من حق الدولة حماية أمنها القومي، والتصدي لأي خطاب يُستغل للنيل من ثوابتها أو لترويج روايات معادية. السلام لا يعني تبرئة الاحتلال، ولا يجب أن يكون غطاءً للتطبيع أو لتزييف الوقائع.
الخطاب الذي يستخدم تعبيرات من قبيل 'أنتم الخونة' و'التاريخ لن يغفر' لا يُعبّر عن حرية رأي، بل يكشف عن نزعة استعلائية تسعى لتقسيم الصف الوطني وشيطنة المخالف. الوطنية لا تُقاس بمنشور على مواقع التواصل، بل تُقاس بتاريخ الشعوب ومواقفها في الدفاع عن الحق.
القضية الفلسطينية ليست 'وهمًا' كما يحاول البعض تصويرها، بل هي قضية إنسانية وأخلاقية وسياسية تستدعي أصواتًا حرة لا تخاف في الحق لومة لائم، ولا تنحاز للجلاد باسم 'السلام'.
وإلى الباحثة التي تُهين وعي الشعوب تحت لافتة 'السلام'، يبقى السؤال البديهي: ما الثمن الذي تتقاضينه للدفاع عن الاحتلال؟ وهل السلام في قاموسك يعني الصمت على المجازر وتشويه من يتضامنون مع الضحايا؟
وفي هذا السياق، نطالب الجهات المعنية بسرعة إسقاط الجنسية المصرية عن هذه الباحثة التي ترتبط رسميًا بمراكز بحثية إسرائيلية، كي تُعبّر عن مواقفها بحرية تامة، دون أن تُحسب تصريحاتها على المصريين، أو تُسيء لاسم الوطن من منابر لا تمثل إلا من يمولها.
ختامًا، ستبقى فلسطين قضية الشرفاء ما دام فيهم نبض، ولن تُطفأ جذوتها بروايات مزيفة، ولا بأصوات مأجورة تحاول تسويق الاحتلال تحت لافتة 'السلام'

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محاكمة أكبر متهم بتزوير الشهادات الجامعية والمهنية بوادي النطرون
محاكمة أكبر متهم بتزوير الشهادات الجامعية والمهنية بوادي النطرون

مصرس

timeمنذ ساعة واحدة

  • مصرس

محاكمة أكبر متهم بتزوير الشهادات الجامعية والمهنية بوادي النطرون

تنظر محكمة الجنايات وأمن الدولة المنعقدة بمركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون برئاسة المستشار سامح عبد الحكم، اليوم السبت، جلسة محاكمة أكبر مزور للشهادات الجامعية والمهنية والمشهور بالقنصل وذلك بالاشتراك مع 16 متهما. تعقد الجلسة برئاسة المستشار سامح عبد الحكم رئيس المحكمة وعضوية المستشار عبد الرحمن صفوت الحسيني والمستشار وائل محمد مكرم وأمانة سر أشرف حسن.الاتهامات الموجهةوكان أمر الإحالة تضمن إحالته و16 متهما آخرين بالتهم التالية لكونه وهو ليس من أرباب الوظائف العمومية ارتكب تزويرًا في محررات رسمية وشهادات علمية منسوبة لجهات حكومية (جامعة القاهرة- كلية الطب- كلية الهندسة- كلية التجارة- كلية الإعلام- كلية الحاسبات والمعلومات-جامعة السادات-جامعة الأهرام الكندية-كلية التربية-معهد أكتوبر العالي للهندسة والتكنولوجيا.وكذا محرر رسمي وهو ( ترخيص مزاولة مهنة منسوب صدوره للإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية، قلد وآخرين مجهولين أختام شعار الجمهورية الخاصة بجهات حكومية (مركز التدريب والتطوير- كلية التجارة- كلية الحقوق- كلية الطب- جامعة عين شمس- كلية الإعلام- تصديقات عرابي- أمين الجامعة- يعتمد- وزارة الخارجية المصرية- مركز جامعة القاهرة للتعليم المدمج- كلية الحاسبات والمعلومات- القنصلية المصرية.كما قلد إمضاءات الموظفين العمومين المختصين بالجهات آنفة البيان واستعمل تلك الأختام والإنشاءات المقلدة بأن زيل بها المحررات المزورة موضوع الاتهام الأول مع علمه بأمر تقليدها أدار حسابا خاصًا على شبكة معلوماتية، موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، يهدف إلى تسهيل ارتكابه الجريمة محل الاتهام الأول.

اليوم، أولى جلسات محاكمة "القنصل" أكبر مزور شهادات جامعية ومهنية
اليوم، أولى جلسات محاكمة "القنصل" أكبر مزور شهادات جامعية ومهنية

فيتو

timeمنذ 2 ساعات

  • فيتو

اليوم، أولى جلسات محاكمة "القنصل" أكبر مزور شهادات جامعية ومهنية

تنظر محكمة الجنايات وأمن الدولة طوارئ، المنعقدة بمركز إصلاح وتأهيل وادي النطرون، اليوم السبت، أولى جلسات محاكمة المتهم الشهير إعلاميًا بـ"القنصل"، المتهم بارتكاب وقائع تزوير واسعة النطاق بالشهادات الجامعية والمهنية، وذلك بالاشتراك مع 16 متهمًا آخرين. محاكمة أكبر مزور شهادات جامعية بوادي النطرون وكانت النيابة العامة قد أحالت المتهمين إلى المحاكمة الجنائية بعد توجيه اتهامات لهم بتزوير محررات رسمية وشهادات علمية منسوبة إلى عدد من الجامعات والمؤسسات التعليمية، من بينها: كلية الطب، الهندسة، التجارة، الإعلام، الحاسبات والمعلومات بجامعات القاهرة، السادات، الأهرام الكندية، ومعهد أكتوبر العالي للهندسة والتكنولوجيا. كما شملت الاتهامات تزوير محررات رسمية منسوبة للإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية غير الحكومية، وتزوير أختام شعار الجمهورية الخاصة بجهات حكومية منها: وزارة الخارجية، جامعة عين شمس، مركز جامعة القاهرة للتعليم المدمج، كليات التجارة، الطب، الحقوق، الإعلام، وغيرهم. وكشفت التحقيقات أن المتهم أنشأ حسابًا على موقع "فيس بوك" ضمن مجموعة تُدعى "شهادات جامعية"، كان يروج من خلالها لقدراته على تزوير الشهادات الجامعية مقابل مبالغ مالية. وتمكنت الإدارة العامة لتكنولوجيا المعلومات، بالتنسيق مع الأمن العام، من ضبط المتهم الرئيسي، حيث تم العثور بحوزته على أختام مزورة لشعار الجمهورية، وأجهزة كمبيوتر، وطابعة ألوان، وعدد (58) شهادة جامعية مزورة تحمل أسماء جهات حكومية وجامعات مصرية، بالإضافة إلى بيانات مزورة وأسماء وهمية. وأسفرت التحريات أن المتهمين من الثاني حتى السابع عشر – رغم كونهم ليسوا من أرباب الوظائف العمومية – قد اشتركوا في التزوير بطريق الاتفاق والمساعدة، عبر تزويد المتهم الأول بالبيانات اللازمة لإعداد الشهادات المزورة. وقد تم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية بحق المتهمين، مع استمرار التحقيقات لكشف المزيد من أبعاد الواقعة. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

ردا على من يشكك في دور مصر.. خبير عسكري لـ"أهل مصر": امتلاك الاقتصاد والمال لا يعني النفوذ والتأثير بالمنطقة
ردا على من يشكك في دور مصر.. خبير عسكري لـ"أهل مصر": امتلاك الاقتصاد والمال لا يعني النفوذ والتأثير بالمنطقة

أهل مصر

timeمنذ 4 ساعات

  • أهل مصر

ردا على من يشكك في دور مصر.. خبير عسكري لـ"أهل مصر": امتلاك الاقتصاد والمال لا يعني النفوذ والتأثير بالمنطقة

رد اللواء محمد عبد الواحد خبير الشؤون الإفريقية والأمن القومي، على من يشكك في دور مصر بالمنطقة، بأن دور مصر باق وإن كان النظام العالمي الجديد لا يريد ذلك، مشيرا إلى أن دور مصر واضح في الوساطة بين حماس وإسرائيل من بداية الحرب على قطاع غزة. وأضاف "عبد الواحد"، في تصريح خاص لـ"أهل مصر"، أن مصر رمانة الميزان بالمنطقة وليس لديها مشاكل مع أي دولة أخرى أو أطماع خارجية في أحد، مشيرا إلى أن مصر وجه مقبول لحفظ الأمن والسلام في المنطقة، وأن مصر استطاعت الحفاظ على اتفاقية السلام بالمنطقة. وأوضح الخبير العسكري، أنه إذا كانت الولايات تريد تغيير موازين القوة فإن دور مصر باق رغم ذلك، مشيرا إلى أن اتجاه الولايات المتحدة الأمريكية لمنح آبي أحمد جائزة نوبل لم يفلح في جعل إثيوبيا تقوم بدور محوري بالمنطقة. وأشار "عبد الواحد"، إلى أنه ليس بالضرورة كل من لديه القوة "المال" يستطيع استخدامها بالشكل الصحيح حتى تستطيع فرض نفوذك بالمنطقة، مشيرا إلى أنه لابد من تحركات على الأرض لتظهر تلك القوة وهذا التأثير، معلقا: "امتلاك القوة العسكرية أو القوة الاقتصادية لا يعنى بالضرورة امتلاك النفوذ والتأثير لأن الممارسات السياسية والعلاقات الدولية والموقع الجيوسياسي هم من يتحكمون فى النفوذ والتأثير".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store