
كيف تتعاملين مع الغيرة والمقارنات بين البنات؟
الغيرة والمقارنة بين الفتيات من الأمور التي يمكن أن تؤثر على الثقة بالنفس والعلاقات الاجتماعية. في عالم مليء بمقاييس الجمال والنجاح، قد تشعر الفتاة أحياناً بأنها أقل من غيرها، مما يولد مشاعر سلبية تؤثر على رؤيتها لنفسها وحياتها. لكن التعامل مع هذه المشاعر بطريقة صحية يمكن أن يساعد على تعزيز الثقة بالنفس وتحقيق السلام الداخلي. المفتاح الأول هو إدراك أن كل شخص يمتلك مساره الخاص في الحياة، وأن المقارنة بالآخرين قد تكون غير عادلة، لأن الظروف والفرص تختلف من شخص لآخر. من المهم التركيز على تطوير الذات بدلاً من النظر إلى الآخرين كمقياس للنجاح.
ماذا يقول علم النفس؟
اختصاصية الصحة النفسية الدكتورة فرح الحر في حديث لـسيدتي تتحدث حول كيف تتعاملين مع الغيرة والمقارنات بين البنات؟.
الغيرة والمقارنات بين الفتيات، هما أمران شائعان جداً، ويندرجان ضمن المشاعر الإنسانية الطبيعية. الغيرة تُعرّف بأنها شعور داخلي بالانزعاج أو القلق يظهر عندما يرى الإنسان شخصاً يمتلك شيئاً يتمناه لنفسه، سواء أكان ذلك الجمال، النجاح، العلاقات الاجتماعية، أو حتى الحب والاهتمام. أما المقارنة فهي عملية ذهنية قد تتم بوعي أو من دون وعي، حيث يبدأ الشخص بمقارنة نفسه بالآخرين، ويقيّم ذاته بناءً على ما يملكه الآخرون، وليس بناءً على معاييره الذاتية.
قد يعجبك أيضاً
أسباب الغيرة بين الفتيات
لا يظهر الشعور بالغيرة فجأة أو من فراغ، بل يتغذى من أسباب نفسية وعقلية، أبرزها:
ضعف الثقة بالنفس: كلما شعرت الفتاة بأنها غير كافية أو أنها لا تثق بنفسها، زادت حاجتها للمقارنة مع الأخريات كي تثبت لنفسها قيمتها. فبدل أن ترى جمالها ونجاحها من منظور ذاتي، تبدأ بالبحث عن تأكيد خارجي من خلال المقارنة
البيئة التنافسية: في بعض المجتمعات، يُعطى وزن كبير للشكل، الإنجازات، المال، وعدد المتابعين على وسائل التواصل. هذا يجعل الفتاة تقع في فخ "من الأفضل؟"، مما يزيد من المقارنات والغيرة في بيئة غير صحية.
البرمجة والتربية: التربية منذ الصغر تلعب دوراً كبيراً. حين يتم تربية الفتاة على التنافس بدلاً من التعاون، أو على أن القبول والحب مرتبطان بالجمال والكمال، تبدأ المقارنة كعادة لا واعية. فتصبح القيمة الذاتية مشروطة برأي الآخرين وليس نابعة من الداخل. فكل هذه العوامل تُغذي الشعور بالنقص وتُعزز الغيرة، ما لم يكن هناك وعي وتربية عاطفية سليمة، صحيح وسائل التواصل الاجتماعي تُعد من أبرز العوامل التي تعزز الغيرة والمقارنة، خاصة عند الفتيات. كيف نتعامل مع مشاعر الغيرة؟
مراقبة الذات بدون إصدار أحكام: يجب على الفتاة أن تلاحظ مشاعر الغيرة عندما تظهر، وتسأل نفسها: من أغار منه؟ - لماذا أشعر بهذه الغيرة؟ - ماذا يكشف هذا الشعور عن احتياجاتي أو نقاط ضعفي؟ هذا النوع من الوعي هو الخطوة الأولى للتعامل مع الغيرة بوعي وهدوء.
فهم أن المقارنات غير عادلة: لأن كل شخص لديه خلفيات وتجارب وظروف مختلفة. لذلك، المقارنة تصبح غير منطقية، ولا تعكس حقيقة القيمة الذاتية.
الرسالة الأساسية: بدلاً من مقارنة النفس بالآخرين، من الأفضل التعرّف إلى الذات بعمق، وفهم نقاط القوة والعمل على تطويرها>
ولتحويل مشاعر الغيرة والمقارنة إلى طاقة إيجابية ونمو شخصي على الفتاة تطبيق الخطوات الآتية:
تنمية الهوية الخاصة: يجب على الفتاة أن تكتشف نفسها، مواهبها، وأحلامها، مما يساعدها على عدم الاعتماد على آراء الآخرين لتقدير ذاتها.
استثمار الوقت والتعلّم المستمر: عندما تملأ وقتها بأشياء مفيدة، تصبح أكثر امتلاءً داخلياً، وتغني نفسها بالمعلومات والمعرفة، مما يعزز ثقتها بنفسها.
تحديد القيم الشخصية: كلما زادت معرفتها بذاتها، تصبح أكثر وعياً بما يهمها فعلاً في الحياة، وبالتالي تقل المقارنات السطحية.
تحويل الغيرة إلى دافع: بدلاً من الحزن بسبب نجاح الآخرين، تسأل نفسها ما الذي يعجبها فيهم، وتحوّل الغيرة إلى محفز للتطور وليس عبئاً أو سجناً عاطفياً.
الغيرة شعور طبيعي، لكن يمكن تحويلها إلى طاقة بناءة إذا تم فهم الذات والعمل على تطويرها بصدق، يجب على الفتاة أن تتقبل أن الحياة ليست سباقاً متسارعاً بين الجميع، فلكل شخص توقيته الخاص في النضج، الحب، و النجاح. هي ليست متأخرة بل قد تحقق نجاحها في وقت لاحق وبطريقة أفضل. تقبل هذه الحقيقة يخفف من ضغط المقارنات. كذلك، من الضروري الابتعاد عن البيئات التي تروج للمقارنة والتنافس السلبي، وتقليل الوقت المخصص لمتابعة حسابات الآخرين على وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تثير شعور النقص. بدلاً من ذلك، عليها التركيز على أولوياتها وتنمية نفسها بالمعلومات والمحتوى الملهم الذي يدعم تطورها ويحفزها، لا الذي يثقلها أو يزعجها.
ما رأيك الاطلاع على كيفية التعامل مع الزوج الغيور والمتسلط
يمكن القول إن كل فتاة جميلة بطريقتها الفريدة، وكل نجاح له شكله الخاص والمميز. عندما تدرك الفتاة هذه الحقيقة، تتحول من مجرد متفرجة إلى صانعة لحياتها بوعي وإرادة. الغيرة ليست عيباً، بل هي مشاعر طبيعية موجودة داخلنا جميعاً، ولكن يمكن تحويلها إلى نداء داخلي يدفعها نحو التطور والنمو. ف المقارنة ليست كارثة، بل هي لحظة وعي تساعدها على معرفة أين يجب أن تحب نفسها أكثر وتعتني بها.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 3 ساعات
- صحيفة سبق
المسند: التكييف ليس رفاهية بل ضرورة حياتية تستحق الشكر
أكد أستاذ المناخ السابق بجامعة القصيم الدكتور عبدالله المسند أن أجهزة التكييف لم تعد تُعدّ من وسائل الرفاهية، بل أصبحت ضرورة من ضرورات الحياة اليومية، لا سيما في المناطق الحارة التي تشهد درجات حرارة مرتفعة قد تهدد صحة الإنسان وسلامته. وقال المسند في تغريدة مساء اليوم عبر حسابه على منصة "إكس" إن التكييف يمثل نعمة من نعم الله التي تستوجب الحمد، مشددًا على أنه لولا الله ثم هذه الوسيلة، لاختنقت الصدور، وضاقت المنازل، وتعطلت كثير من الأعمال والأنشطة الحيوية، بفعل الحر الشديد. ودعا المسند إلى أهمية ترشيد استهلاك أجهزة التكييف، والمحافظة عليها، باعتبارها عنصراً أساسياً في الحياة المعاصرة، خاصة في البيئات التي ترتفع فيها درجات الحرارة بشكل كبير، مؤكدًا أن الوعي باستخدام الطاقة مسؤولية مشتركة يجب أن يتحلى بها الجميع.


العربية
منذ 4 ساعات
- العربية
بعد أن فقد بصره.. وصول الطفل الفلسطيني محمد حجازي إلى الرياض لتلقي العلاج
وصل اليوم إلى العاصمة الرياض الطفل الفلسطيني محمد حجازي، لتلقي العلاج في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون وإجراء الفحوص اللازمة، وذلك إنفاذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، والأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء. ويأتي هذا التوجيه الكريم استمرارًا للمواقف الإنسانية الثابتة التي تتبناها السعودية دعمًا للشعب الفلسطيني الشقيق، حيث تكفّلت بعلاج الطفل محمد (7 سنوات)، والذي فقد بصره نتيجة إصابته بمخلفات الاحتلال الإسرائيلي.


صحيفة سبق
منذ 4 ساعات
- صحيفة سبق
الجرجير.. غني بالفوائد الصحية ومضاد للالتهابات والسرطان ويدعم المناعة
أكدت خبيرة التغذية الدكتورة يكاتيرينا غوزمان أن الجرجير من الخضراوات الورقية الشائعة التي تحمل فوائد صحية كبيرة، فهو غني بالفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة، وخاصة مركبات الغلوكوسينولات التي تتحول داخل الجسم إلى إيزوثيوسيانات، والتي تتمتع بخصائص مضادة للالتهابات والسرطان. وأوضحت غوزمان،وفق موقع "روسيا اليوم"، أن الجرجير يساهم في إنقاص الوزن والحفاظ على ضغط الدم ضمن المستويات الطبيعية، كما يحسن وظائف الجهاز الهضمي والقلب والأوعية الدموية. بالإضافة إلى ذلك، فإن فيتامين C ومضادات الأكسدة الموجودة في الجرجير تعزز جهاز المناعة، مما يساعد الجسم على مقاومة العدوى. وأوصت الخبيرة بتناول الجرجير طازجًا للحفاظ على فعاليته وفوائده الصحية، مشيرة إلى أن الجرعة اليومية المناسبة تتراوح بين 50 إلى 100 غرام. وأضافت أن الجرجير يتناسب مع مجموعة متنوعة من الأطعمة مثل الخضروات والفواكه واللحوم والأسماك والجبن وزيت الزيتون، مما يجعله مكونًا مثاليًا في النظام الغذائي الصحي.