logo
من لبنان وسوريا.. هكذا طوّقت إيران كيان إسرائيل!

من لبنان وسوريا.. هكذا طوّقت إيران كيان إسرائيل!

بيروت نيوزمنذ 4 ساعات

نشرت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' الإسرائيلية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن 'الخطة الإيرانية القاتلة التي انهارت منذ 7 تشرين الأول 2023، والثمن الباهظ الذي دفعته إسرائيل منذ ذلك الحين'.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ 'لبنان24' إنَّ هجوم 'حماس' على إسرائيل في تشرين الأول 2023، أحدث تأثيراً مدمراً على المحور الشيعي في الشرق الأوسط، وأضاف: 'أما إسرائيل، فقد دفعت ثمناً كبيراً في طريقها لمواجهة المحور من خلال سقوط 1914 قتيلاً وتكبد تكاليف تناهز الـ300 مليار شيكل'.
التقرير يشير إلى أنه يوم 7 تشرين الأول 2023، أعلنت إيران دعمها لهجوم 'حماس' المُفاجئ والقاتل، وكذلك فعل 'حزب الله' في لبنان الذي قال إن 'المقاومة هي الخيار الوحيد' وانضمّ إلى الحرب، وأضاف: 'آنذاك، سادت حالة من القلق الوجودي في إسرائيل، وتم حشد البلاد بأكملها للحرب. بضربة واحدة، اتضح مدى خطورة حلقة النار التي أحاط بها الإيرانيون إسرائيل ومدى جسامة الخطر الذي أحدثه الصمت الإسرائيلي والذي سمح عملياً لوكلاء إيران في المنطقة بتسليح أنفسهم وتعزيز قدراتهم على مر السنين'.
وأكمل: 'في شمال إسرائيل، كان هناك نظام الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان. أما في جنوب إسرائيل، فكانت هناك حركة حماس، وفي العراق التي تبعد عن إسرائيل، كانت هناك الجماعات الموالية لإيران ناهيك عن اليمن الذي يضمّ جماعة الحوثي'.
وأضاف: 'بعد عام وثمانية أشهر على اندلاع الحرب، بات واضحاً للجميع أن هجوم حماس على إسرائيل في تشرين الأول 2023 كان سلاحاً ذا حدين. لقد انهارت مكونات المحور الشيعي الإيراني واحدةً تلو الأخرى، حتى أن طائرات سلاح الجو الإسرائيلي حلقت في سماء طهران من دون عائق، كما لو كانت في سوريا أو غزة. تفاخر المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، بأن مجزرة حماس سرّعت نهاية إسرائيل. واليوم، يُفترض أنه يُدرك أنه كان مخطئاً'.
وقال: 'بُنيت خطة طهران العسكرية ببطء على مدى سنوات، واستمرت حتى مع تعرضها لهجوم إسرائيلي بطريقة أو بأخرى – بانفجارات غامضة على أراضيها، واغتيالات، وعمليات مُستهدفة على الحدود. تنقسم الخطة أساساً إلى ثلاثة: 'استراتيجية الوكالة'، التي كان مهندسها قائد فيلق القدس قاسم سليماني الذي قُتل في كانون الثاني 2020؛ برنامج الصواريخ الباليستية؛ والبرنامج النووي. الهدف، بشكل عام، هو تدمير إسرائيل بحلول عام 2040'.
وتابع: 'في الثمانينيات، بعد الثورة بفترة وجيزة وفي خضم الحرب الإيرانية العراقية، بدأت الجمهورية الإسلامية في تسليح نفسها بالصواريخ التي حصلت عليها من الاتحاد السوفيتي وكوريا الشمالية والصين. وفي التسعينيات، بدأت بالفعل في تطوير شهاب 3، أول صاروخ يمكن أن يصل إلى إسرائيل – بمدى يبلغ حوالي 1300 كيلومتر، ودخل الصاروخ الاستخدام التشغيلي في عام 2003، وسط تهديد إيراني صريح موجه إلى جهة واحدة وهي إسرائيل'.
واستكمل: 'رأت إيران أن هذا أمر جيد، واستمرت في تطوير صواريخ مطورة وأكثر فتكًا وأكثر تطوراً وذات مدى أطول – مع زيادة قدرتها الإنتاجية إلى عشرات ومئات تقريباً في السنة. ووفقًا للتقديرات، احتفظت إيران بمخزون من عدة آلاف من الصواريخ الباليستية التي يمكن أن تصل إلى إسرائيل، إلى جانب آلاف عديدة من صواريخ كروز وأسطول من الطائرات من دون طيار'.
وأضاف: 'إلى جانب برنامج الصواريخ، أطلقت إيران برنامجاً نووياً سرياً أصبح معلناً. من وجهة نظرها، كان هذا رداً على الأسلحة النووية التي تمتلكها إسرائيل بهدف خلق حالة من الرعب. في الواقع، كان ذلك يمثل تهديداً وجودياً حقيقياً للدولة اليهودية، لم تستطع استيعابه. توقف هذا البرنامج في عام 2015، مع وصول الاتفاق النووي، الذي أُجبرت إيران في إطاره على التخلي عنه – ولكن في الواقع، مُنحت الفرصة لمواصلة تطوير صواريخها الباليستية. انسحب الرئيس الأميركي دونالد ترامب من الاتفاق في عام 2018، ومنذ ذلك الحين، تسعى إيران نحو انتاج القنبلة النووية – حتى اقتربت، وفقاً لإسرائيل، من ذلك خلال بضعة أشهر'.
ويذكر التقرير أن إيران زرعت حول إسرائيل وكلاء بهدف تطويقها، مشيراً إلى أنه 'في يوم من الأيام، كان بإمكان طهران مهاجمة إسرائيل من الجنوب والشمال والشرق والغرب باستخدام الصواريخ والطائرات المسيرة والعناصر المسلحة التي ستحاول التسلل إلى أراضيها. كانت حلقة النار الإيرانية جاهزة للتنفيذ في 7 تشرين الأول، ورغم ادعاء طهران عدم علمها بتاريخ الهجوم، إلا أنه لاقى ترحيباً لا شك فيه، حتى أن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي قال إن الهجوم جاء في الوقت المناسب وسيؤدي إلى تدمير الكيان الصهيوني بالكامل. بدأت ساعة رملية لتدمير إسرائيل، المُحددة لعام 2040 ، تتسارع'.
التقرير يقول إنه 'بحلول 7 تشرين الأول 2023، وصلت إسرائيل إلى مرحلة امتلكت فيها حماس في غزة آلاف الصواريخ وعشرات الآلاف من المسلحين، فيما كان حزب الله مُجهّزاً بأسلحة فتاكة على طول الحدود، كما امتلك وكلاء طهران في العراق وسوريا واليمن أسلحةً وقدرات إطلاق، إلى جانب منظومة الصواريخ الإيرانية نفسها'.
وتابع: 'رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي تجنب على مر السنين اتخاذ إجراءات حاسمة من شأنها منع هذا التسلح، لا مجرد تأخيره، صرّح مؤخرًا أنه اختار في بداية الحرب سياسة غزة أولًا. في البداية، سيتم التعامل مع حماس؛ ثم حزب الله؛ ولاحقًا المحور الإيراني بأكمله، خطوة بخطوة. أثارت هذه السياسة جدلاً حاداً في إسرائيل طوال هذا العام والأشهر الثمانية الماضية. على سبيل المثال، رأى وزير الدفاع السابق يوآف غالانت أنه يجب التعامل مع حزب الله في موعد مبكر، أي في الثامن من تشرين الأول، لمنعه من جرّ إسرائيل إلى حرب استنزاف طويلة ستُكلف الشمال ثمناً باهظاً. كذلك، لا تزال مسألة إطالة أمد القتال في غزة، بما في ذلك ترك الرهائن في الأسر وانهيار سياسي حقيقي، تُعتبر من أكثر جراح هذه الحرب إيلاماً'.
واستكمل: 'لكن نتنياهو تمسك بهذه السياسة، وإلى جانب انتقاده للتكاليف المؤلمة، حقق أيضاً نجاحات. واحدًا تلو الآخر، قضى الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن على جميع قادة حماس في قطاع غزة، الذي تحول إلى أرض قاحلة، وكذلك إسماعيل هنية. في أيلول 2024، شنت إسرائيل حرباً كبرى في لبنان، والتي انتهت بالقضاء على جميع كبار قادة حزب الله تقريباً. كذلك، عانى وكلاء إيران في سوريا من ضربة تلو الأخرى، وتعرضت مختبرات إنتاج الأسلحة وطرق التهريب لهجوم فعال، حتى انهار نظام الأسد نتيجة لذلك – وتم تعيين رئيس معادٍ لإيران في مكانه. أيضاً، عانى الحوثيون، الذين كانوا أقل تضرراً، من أضرار في الأصول والموانئ الاستراتيجية، فيما قررت الميليشيات في العراق التراجع، حتى لا تورط بلادها في الحرب أيضاً؛ ثم جاء دور إيران'.
وقال: 'لا شك أن طهران ارتكبت عدة أخطاء طوال الحرب، عززت شرعية إسرائيل بشكل كبير وعجّلت بنهاية الحرب. ويبدو أن أول هذه الأخطاء كان ردها على الهجوم على السفارة في دمشق واغتيال كبار ضباط الحرس الثوري، وذلك بأول هجوم صاروخي لها على إسرائيل في نيسان 2024. إثر ذلك، اختارت الحكومة الإسرائيلية رداً معتدلاً نسبياً بمهاجمة بطارية جوية، مما بعث برسالة مفادها أن سماء إيران مفتوحة، وكسر إلى حد كبير حاجز الخوف من مثل هذا العمل. وبعد اغتيال أمين عام حزب الله حسن نصرالله واسماعيل هنية، ردت إيران بهجوم صاروخي آخر في أوائل تشرين الأول، وبحلول ذلك الوقت كانت إسرائيل قد بدأت بالفعل في اتخاذ إجراءات حاسمة أساسها الحرب الحالية القائمة الآن بين إيران وإسرائيل'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"الحارس الأمين" يلتحق بالسيد.. استشهاد أبو علي خليل ونجله
"الحارس الأمين" يلتحق بالسيد.. استشهاد أبو علي خليل ونجله

المدن

timeمنذ 28 دقائق

  • المدن

"الحارس الأمين" يلتحق بالسيد.. استشهاد أبو علي خليل ونجله

اُغتيل المرافق الشخصي للأمين العام لحزب الله السابق السيد حسن نصرالله، المعروف باسم أبو علي الخليل، في غارة إسرائيلية استُهدفته خلال توجهه من العراق إلى طهران. ووفق المعلومات الأولية، أدت الغارة على أحد مواقع الحرس الثوري عند الحدود الإيرانية العراقية إلى اغتيال القيادي في حركة "كتائب سيد الشهداء" العراقية حيدر الموسوي وشخصية لبنانية ثالثة، وكان من بين المستهدفين أبو علي الخليل ونجله. وفيما لم تؤكد مصادر رسمية إيرانية أو لبنانية الخبر لغاية الساعة، تداولت صحف إيرانية خبراً مفاده أن "درع السيد الحاج ابو علي خليل، استُشهد برفقة نجله في استهداف صهيوني في الجمهورية الإسلامية". لحظة الاستهداف ولم يتردد الإعلام الإسرائيلي عن نشر مقاطع فيديو تظهر لحظة الاستهداف، في تأكيد على نجاح عملية الاغتيال التي استهدفت أكثر من شخصية عند المعبر الحدودي بين العراق وإيران، حيث زعمت إسرائيل أنه يُستخدم لأغراض لوجستية وعسكرية. في المقابل، تناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق لحظة نعي "أبو علي خليل" في العراق، الذي استشهد إلى جانب نجله مهدي. ومع انتشار الخبر، تداول مستخدمون عبر مواقع التواصل أخباراً تفيد أن أبو علي كان متواجداً في العراق وفق ما أظهرت صور انتشرت، قبل أن يتوجه إلى إيران. ومنذ لحظة ظهوره في تشييع السيد نصرالله، تحول أبو علي إلى شخصية معروفة، ومع اغتياله، انتشرت الكثير من الصور للمتابعين معه وخصوصاً في ضريح السيد. وكان لافتاً مع نقله أحد الأشخاص عنه إنه عندما التقاه قبل حوالى الشهر قال أبو علي: "أنا الآن غير مقتنع أنني لا زلت على قيادة الحياة"، في إشارة على أنه كان يجب أن يسشتهد إلى جانب السيد نصرالله. من هو أبو علي؟ وأبو علي الخليل، اسمه الحقيقي حسين الخليل، من مواليد برج البراجنة، بيروت. انضم إلى حزب الله منذ تأسيسه في بدايات الثمانينيات، ويُقال أنه عين مرافقاً للسيد منذ ذلك الحين، ورافقه خصوصاً في إطلالاته العلنية أمام الجمهور. واكتسب أبو علي خليل، شعبية واسعة لدى جمهور حزب الله، وخصوصاً بعد ظهوره في تشييع الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله، فحصل على لقب "درع السيد" الذي ظهر أثناء التشييع وهو يحمي نعش السيد عند مرور الطائرات الإسرائيلية، عندما قام بإحكام قبضته على النعش فوراً محاولا أن يحميه، كما كان يقترب من نصرالله عندما كان يحرسه وهو على قيد الحياة. وبعد ظهوره في تشييع السيد، تم تعيينه مسؤولاً عن حماية ضريح السيد نصرالله.

قوات الاحتلال تقتحم المسجد الأقصى وتعتقل عدداً من حرّاسه
قوات الاحتلال تقتحم المسجد الأقصى وتعتقل عدداً من حرّاسه

الميادين

timeمنذ 2 ساعات

  • الميادين

قوات الاحتلال تقتحم المسجد الأقصى وتعتقل عدداً من حرّاسه

في سياق متصاعد من الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى المبارك، اقتحمت قوات الاحتلال، عند منتصف ليل السبت - الأحد، المصلى القديم داخل المسجد، وعبثت بمحتوياته بعد أن قامت بكسر عدد من الخزائن وتفتيش المكان بطريقة وحشية. وخلال الاقتحام، نفذت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت 4 من حراس المسجد، وهم: محمد عرباش، رمزي الزعانين، باسم أبو جمعة، وإياد عودة، كما خضع عدد من الحراس ورجل إطفاء لتحقيقات ميدانية داخل باحات المسجد، في خطوة تصعيدية تهدف إلى ترهيب موظفي الأوقاف وتقويض دورهم. 15 حزيران 12 حزيران وتأتي هذه الانتهاكات في ظل استمرار سياسات الاحتلال الهادفة إلى فرض واقع جديد داخل المسجد الأقصى، عبر الاستدعاءات المتكررة، والاعتقالات، والاقتحامات اليومية، في محاولة لفرض السيطرة على إدارة المسجد وتقويض دور الأوقاف الإسلامية في القدس. بالتوازي، تُواصل سلطات الاحتلال فرض قيود صارمة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى لليوم الـ9 على التوالي، بذريعة "الطوارئ" في ظل الحرب ضد إيران، وهو ما يثير مخاوف واسعة من تداعيات خطيرة على الوضع التاريخي والقانوني القائم في الحرم الشريف. وفي سياق متصل نشر الحساب الرسمي لموقع قائد الثورة والجمهورية الإسلامية في إيران، السيد علي خامنئي، على منصة "إكس" أمس السبت، منشوراً أكّد فيه محورية القضية الفلسطينية بالنسبة لإيران وإيمانه بانتصار هذه القضية قائلاً: "قضية فلسطين بالنسبة إلينا قضية أساسية، وانتصار فلسطين أيضاً أمر حتمي بالنسبة إلينا".

معركة المصير وبداية زوال الكيان الصهيوني
معركة المصير وبداية زوال الكيان الصهيوني

شبكة النبأ

timeمنذ 3 ساعات

  • شبكة النبأ

معركة المصير وبداية زوال الكيان الصهيوني

يعاني الكيان سياسياً من حكومة إئتلافية ضعيفة للغاية، ليس لها أغلبية إلا بفارق نائب واحد في الكنيست، وتشقق وتصدع حاد بين الفرقاء وصراع زعامات، وتباين في جهات النظر والاختلاف إزاء معظم القضايا، فضلاً عن التصدع الاجتماعي داخل المجتمع الصهيوني، وتراجع العقيدة في بقاء أو استمرار الكيان... دأب الكيان الصهيوني انطلاقاً من طبيعته العدوانية القائمة على العلو والاستكبار وتجاهل حقائق الميدان التي باتت تتغير بسرعة كبيرة لغير صالحه، وتجاهله لتحذيرات الحلفاء قبل الخصوم من إقدامه على أي عمل عسكري عدواني، أقدم على اغتيال القائد في حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس (الجناح العسكري للحركة) تيسير الجعبري. وإن ما قام به الكيان الصهيوني يرجح أن يتلقى عنه رداً عنيفاً قاسياً، في ضوء مؤشرات ردود المقاومة الفلسطينية خلال جميع المواجهات السابقة، خاصة في حرب سيف القدس التي دامت 11 يوماً قبل أقل من عام من الآن، إذ تكبد خلالها هذا الكيان خسائر فادحة رغم التكتم الشديد عن طبيعتها الحقيقية، وبات شعب الكيان رهين الملاجئ طيلة أيام تلك الحرب، وتعطلت مطاراته وحركة الحياة العامة فيه. بيد أن العوامل المستجدة في هذه المواجهة التي لم يتأملها بتعقل، أو يدركها وفق المعطيات المتغيرة لغير صالحه محلياّ وإقليمياً ودولياً، سواء بسواء. فعلى الصعيد الأول يعاني الكيان سياسياً من حكومة إئتلافية ضعيفة للغاية، ليس لها أغلبية إلا بفارق نائب واحد في الكنيست، وتشقق وتصدع حاد بين الفرقاء وصراع زعامات، وتباين في جهات النظر والاختلاف إزاء معظم القضايا، فضلاً عن التصدع الاجتماعي داخل المجتمع الصهيوني، وتراجع العقيدة في بقاء أو استمرار الكيان، وحديث بعض قادة الكيان مما يسموه لعنة العقد السابع، إذ جرت مجريات التاريخ وفق اعتقاداتهم أن دولهم التي قامت، لم تعمر أكثر من سبعين عاماً، وقد بلغت دولتهم الآن هذا الأمد! كما دأب الكيان على شراء بعض الجزر من اليونان وسواها تحسباً لأي طارئ أو ترجمة فعلية لمخاوفهم التي يعيشونها. أما على الصعيد الإقليمي الذي فشلت فيه جميع المشاريع الصهيونية مع كل الدفع والضغط والتهديد الأمريكي، آخرها في قمة التنمية والأمن في جدة التي حضرها الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن لحث بعض الدول العربية والخليجية على إنشاء ناتو عربي أو شرق أوسطي بقيادة الكيان، بحجة الوقوف بوجه إيران، فضلاً عن تزايد حدة الأزمات مع بعض دول الجوار للكيان، نتيجة قيام الأخير بمحاولة التنقيب و سرقة الغاز من الحقول اللبنانية كحقل كريش مما دفع أمين عام حزب الله حسن نصر الله للتهديد أكثر من مرة، وفي آخره حدد موعد حرب سيبدأها الحزب بين شهر آب وأيلول إن لم يسحب الكيان سفنه. كما تعددت اعتداءات الكيان وقصفه لسورية بحجج شتى منها تواجد قوات إيرانية أو نقل أسلحة لحزب الله. وعلى الصعيد العالمي فالكيان يعاني أكثر مما مضى من قلة التأييد والدعم المعتاد من حيث الشدة والكثافة من حلفاء استراتيجيين يأتي في مقدمتهم الولايات المتحدة والغرب، بفعل تزايد أكلاف دعم الكيان وتزايد عدوانه، وما يعانيه هؤلاء الداعمين جراء الحرب الروسية الأوكرانية ومعاناتهم من أزمات طاقة وركود اقتصادي وتضخم، وتصاعد أصوات الضجر والملل والسخط الشعبي نتيجة سياسات حكوماتهم، وخشية هذه الحكومات من خروج تظاهرات واحتجاجات وفوضى بفعل تلكم الأزمات، وهو ما نرجح وقوعه قريباً. على ألا ننسى تدهور العلاقات الروسية - الصهيونية بسبب من دعم الكيان لأوكرانيا، ولهذا نتائج بالضد من مصلحة الكيان فقد تلجأ روسيا للانتقام من الأخير بوسائل شتى، منها جواز استخدام القوات السورية صواريخ S300 التي زودتها بها، فبوسع تلك الصواريخ إسقاط أحدث الطائرات الصهيونية الــ F35 الأمريكية، وهذا يعني كسر لقواعد اشتباك لم تكن مألوفة من قبل طوال تاريخ الصراع العربي الصهيوني، ويزيل عنصر التفوق الصهيوني الذي دأب الكيان حسمه لصالحه. ولعل أهم ما يجعل هذه المعركة مصيرية وحاسمة ولصالح قوى المقاومة وقد تكسر شوكة الكيان الصهيوني وتنذره بالزوال السريع هو: 1. توحد مواقف قوات المقاومة على مختلف توجهاتها وجغرافيتها. 2. السلاح الذي تمتلكه قوات المقاومة من حيث الكم والنوع ودخول سلاح المسيرات الذي نجح في تغيير وكسر معادلات عسكرية حكمت لصالح الكيان في المواجهات السابقة، وقد برعت قوى المقاومة في صناعته واستخدامه بشكل كبير يصعب مواجهته أو الحد من أضراره، والذي سيشل القبة الحديدية الصهيونية والتي عجزت عن صد صواريخ حماس في معركة سيف القدس نتيجة كثافتها، فضلاً عما تخبئه المقاومة من صواريخ نوعية لم يجرب الكيان التعامل معها من قبل. 3. طبيعة الضربات التي سيتلقاها الكيان من حيث طبيعتها ومكانها، إذ ستطال كامل إقليم الكيان وبناه التحتية، وقد تستهدف معامل غاز الأمونيا كما هدد أمين حزب الله السيد حسن نصر الله، أو قد تذهب ابعد من ذلك في استهداف مفاعل ديمونة النووي. 4. قد تدخل إيران في المعركة مباشرة إذا ما تطلب الوضع وطبيعة المواجهة وأبعادها خاصة إذا تعرضت قواتها أو حلفاءها لأي ضربات موجعة، أو كانتقام لعملية اغتيال الجنرال قاسم سليماني وعلماء إيرانيين فضلاً عن الأعمال التخريبية داخل المنشآت العسكرية والنووية الإيرانية. وتأسيساً على ما سبق فإن الكيان قد وقع في خطأ الحساب الاستراتيجي، وإن الكيان الصهيوني بعد هذه المواجهة ليس هو ما قبلها، وإنه على مشارف الزوال إذ يعيش لحظات لفظ الأنفاس الأخيرة، فغدت مسألة زواله مسألة وقت قصير ليس إلاّ، وعلى الشعوب العربية والإسلامية زيادة الدعم والإسناد مادياً ومعنوياً لديمومة زخم قوات المقاومة والتعجيل بنهاية هذا الكيان المصطنع، فالعالم على مشارف أبواب نظام عالمي جديد ليس للكيان الصهيوني مكان مؤثر فيه، وأن عصر الأفول الأمريكي الغربي قد بدأ فعليا لاسيما بعد تصاعد الدور الروسي في إضعاف الهيمنة الأمريكية على العالم والذي عززته المواقف والأفعال الصينية والإيرانية في هذا الاتجاه وبالتزامن مع الانتصارات الروسية في الحرب مع أوكرانيا. * متخصص في العلاقات الدولية والدبلوماسية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store