logo
بعد القصف الإيراني لحيفا.. خريطة المنشآت النووية والنفطية في إسرائيل

بعد القصف الإيراني لحيفا.. خريطة المنشآت النووية والنفطية في إسرائيل

مصراويمنذ 2 أيام

كتبت- سهر عبد الرحيم:
في إسرائيل، تُصنّف المنشآت النووية والنفطية ضمن البنية التحتية الأكثر حساسية واستراتيجية، وتحيط بها درجة عالية من السرية، في ظل سياسة "الغموض النووي" التي تنتهجها تل أبيب منذ عقود. فعلى الرغم من عدم اعترافها رسميًا بامتلاك أسلحة نووية، تشير تقارير دولية موثوقة إلى امتلاك إسرائيل ترسانة نووية، إلى جانب منشآت متطورة لإنتاج الطاقة وتكرير النفط.
وتتوزع هذه المنشآت بين مفاعل ديمونا النووي في الجنوب، ومرافق أخرى مشتبه بها، إلى جانب مصافي تكرير النفط في مدن مثل حيفا وأسدود، وخطوط أنابيب تنقل الطاقة بين البحرين الأحمر والمتوسط. وتكتسب هذه المواقع أهمية متزايدة في ظل أي تصعيد عسكري محتمل، لما لها من دور حيوي في دعم القدرات العسكرية والاقتصادية للدولة.
مفاعل ديمونا النووي
يقع مفاعل ديمونا النووي جنوب إسرائيل، في صحراء النقب قرب مدينة ديمونا. يُعتقد أنه مخصص للأبحاث النووية وإنتاج البلوتونيوم للأسلحة النووية.
وفي يونيو 204، أفاد معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، بأن إسرائيل شرعت خلال الأشهر الماضية في تحديث أنظمة أسلحتها النووية، إلى جانب تطوير مرافق الإنتاج في جنوب البلاد، وذلك في ظل تراجع عالمي في مسار الدبلوماسية النووية.
ورغم أن إسرائيل لم تعترف رسميًا بامتلاكها أسلحة نووية، فإن التقديرات تشير إلى امتلاكها نحو 90 رأسًا نوويًا، وتل أبيب بصدد تحديث مفاعلها النووي في مدينة ديمونا الجنوبية، وفق ما أورده المعهد في تقريره السنوي حول أوضاع التسلح والأمن الدولي، والذي يغطي التطورات خلال عام 2023 وحتى يناير 2024.
وبدأت إسرائيل أعمال البناء في موقع ديمونا في أوائل عام 1958، إلا أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية استغرقت قرابة ثلاث سنوات كاملة لاكتشاف حقيقة الموقع.
وإلى جانب مفاعل ديمونا، تشير تقارير دولية (بما في ذلك من معهد العلوم والأمن الدولي – ISIS) إلى وجود منشآت مشتبه بها لتخزين أو تجميع الأسلحة النووية في مناطق أخرى مثل كفر زكاريا: قاعدة مشتبه بها للصواريخ النووية ومنشأة لتخزين القنابل. يوديفات: منشأة يشتبه في أنها تستخدم لتجميع الأسلحة النووية.
تيروش: يُقال إنها إحدى منشأتي تخزين الأسلحة النووية الإسرائيليتين. ويُعتقد أن تيروش هي موقع تخزين الأسلحة الاستراتيجية، بينما عيلبون هي موقع تخزين الأسلحة التكتيكية. لكن لم يتم تأكيد هذه المنشآت بشكل رسمي.
تقع مصفاة حيفا في مدينة حيفا شمالي إسرائيل. وتعتبر المصفاة واحدة من أكبر منشآت تكرير النفط في البلاد، وتشمل مصانع بتروكيماويات.
وتعرضت مصفاة النفط الإسرائيلية في مدينة حيفا، فجر الأحد، إلى ضربة صاروخية إيرانية لحقت أضرار محلية بخطوط الأنابيب وخطوط النقل بين المرافق في مجمع مصفاة بازان للنفط في مدينة حيفا الشمالية خلال الهجوم الصاروخي الليلي، حسبما أفادت الشركة لبورصة تل أبيب.
وقالت الشركة، إن أنشطة التكرير مستمرة، على الرغم من إغلاق منشآت أخرى في الموقع. مشيرة إلى أنها تدرس تأثير ذلك على عملياتها وعودة المنشآت المغلقة إلى العمل.
وتم قصف منطقة حيفا بنحو 40 صاروخًا خلال الليل، وأصاب أحد الصواريخ منزلًا في بلدة طمرة القريبة، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
During the night, Israeli forces bombed oil depots in Tehran, while Iran launched strikes on strategic sites in Haifa, including its oil refinery. pic.twitter.com/TVIHghxYEN
— Josep Goded (@josepgoded) June 15, 2025
مصفاة أسدود
تقع مصفاة أسدود في مدينة أسدود على ساحل البحر المتوسط جنوب تل أبيب.
تُعد مصفاة أسدود من الركائز الأساسية في سوق الطاقة الإسرائيلي، إذ تُنتج نواتج التقطير وتسوقها لشركات الوقود والغاز داخل البلاد. وتغطي المصفاة نحو 40% من إجمالي استهلاك الوقود في إسرائيل، مما يجعلها موردًا استراتيجيًا لضمان أمن الطاقة الوطني.
وتقوم المصفاة بتسويق ما يقرب من 70% من منتجاتها في السوق المحلية، بينما تُصدّر نحو 30% منها إلى أسواق خارجية. وتُعد قدرتها على توفير إمدادات مستمرة وموثوقة عاملاً حاسمًا في استقرار الاقتصاد الإسرائيلي ونموّه، بحسب ما أفادت به شركة Ashdod Refinery.
وبحسب الشركة الإسرائيلية، فإن مصفاة أسدود تستورد النفط الخام والمواد البترولية الوسيطة، وتقوم بتكريرها لإنتاج مشتقات مخصصة للتوزيع محليًا أو للتصدير. وتبلغ طاقتها التكريرية الاسمية نحو 5.4 مليون طن سنويًا.
ميناء إيلات – عسقلان
تُعد شركة خط أنابيب إيلات–عسقلان (EAPC) من أبرز مكونات البنية التحتية للطاقة في إسرائيل، حيث تأسست عام 1968 بهدف تأمين إمدادات الوقود للاحتلال بشكل منتظم. وجاء إنشاء الخط، الممتد بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، ضمن خطة استراتيجية شملت بناء محطات تخزين في طرفيه.
ويُستخدم الخط في نقل النفط الخام من ميناء إيلات جنوبًا إلى عسقلان شمالًا، ما يتيح لإسرائيل بنقل النفط من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط. وفي عام 2019، وبعد انتهاء الامتياز السابق، تم تأسيس "شركة خط أنابيب آسيا–أوروبا"، والتي أصبحت إحدى شركات البنية التحتية الوطنية المملوكة بالكامل لدولة الاحتلال.
تُشكل EAPC بوابة الطاقة الرئيسية لإسرائيل، حيث يمر عبر منشآتها نحو 75% من مدخلات الطاقة التي يستهلكها الاقتصاد المحلي، بما في ذلك النفط الخام، مشتقات الوقود، الغاز الطبيعي، والفحم. كما تُعد الشركة المزود الوحيد لغاز البترول المسال في إسرائيل، المستخدم في الطهي والتدفئة وغيرها من الأغراض المنزلية والصناعية.
لم يُعلن عن استهداف المنشآت النووية أو النفطية في إسرائيل خلال الهجوم الإيراني، باستثناء مصفاة حيفا لتكرير النفط الواقعة في شمال البلاد.
وفي تصعيد خطير، شنت إسرائيل هجومًا صاروخيًا واسع النطاق على مناطق مختلفة في إيران فجر الجمعة، ضمن عملية أُطلق عليها اسم "قوة الأسد". واستهدفت الضربات الإسرائيلية 15 موقعًا في مختلف أنحاء إيران، بينهم منشآت نووية، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات.
وفي المقابل، ردت إيران على الهجوم الإسرائيلي من خلال شن نحو 200 صاروخ في مناطق مختلفة في إسرائيل ضمن عملية "الوعد الصادق 3". وفجر الأحد، شنت إيران موجات من الهجمات بالصواريخ النوعية والمسيرات، وضربت مباني في تل أبيب وحيفا ومناطق أخرى، منها مركز بحث.
ووفقًا للحكومة الإسرائيلية، فإن 380 شخصًا على الأقل أُصيبوا في الضربات الإيرانية، تسعة منهم في حالة خطيرة، وتم الإبلاغ عن إطلاق أكثر من 200 صاروخ ليلًا، مع تحديد 22 موقع سقوط.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بعد القصف الإيراني لحيفا.. خريطة المنشآت النووية والنفطية في إسرائيل
بعد القصف الإيراني لحيفا.. خريطة المنشآت النووية والنفطية في إسرائيل

مصرس

timeمنذ 17 ساعات

  • مصرس

بعد القصف الإيراني لحيفا.. خريطة المنشآت النووية والنفطية في إسرائيل

في إسرائيل، تُصنّف المنشآت النووية والنفطية ضمن البنية التحتية الأكثر حساسية واستراتيجية، وتحيط بها درجة عالية من السرية، في ظل سياسة "الغموض النووي" التي تنتهجها تل أبيب منذ عقود. فعلى الرغم من عدم اعترافها رسميًا بامتلاك أسلحة نووية، تشير تقارير دولية موثوقة إلى امتلاك إسرائيل ترسانة نووية، إلى جانب منشآت متطورة لإنتاج الطاقة وتكرير النفط. وتتوزع هذه المنشآت بين مفاعل ديمونا النووي في الجنوب، ومرافق أخرى مشتبه بها، إلى جانب مصافي تكرير النفط في مدن مثل حيفا وأسدود، وخطوط أنابيب تنقل الطاقة بين البحرين الأحمر والمتوسط. وتكتسب هذه المواقع أهمية متزايدة في ظل أي تصعيد عسكري محتمل، لما لها من دور حيوي في دعم القدرات العسكرية والاقتصادية للدولة.أولًا: المواقع النوويةمفاعل ديمونا النووييقع مفاعل ديمونا النووي جنوب إسرائيل، في صحراء النقب قرب مدينة ديمونا. يُعتقد أنه مخصص للأبحاث النووية وإنتاج البلوتونيوم للأسلحة النووية.وفي يونيو 204، أفاد معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، بأن إسرائيل شرعت خلال الأشهر الماضية في تحديث أنظمة أسلحتها النووية، إلى جانب تطوير مرافق الإنتاج في جنوب البلاد، وذلك في ظل تراجع عالمي في مسار الدبلوماسية النووية.ورغم أن إسرائيل لم تعترف رسميًا بامتلاكها أسلحة نووية، فإن التقديرات تشير إلى امتلاكها نحو 90 رأسًا نوويًا، وتل أبيب بصدد تحديث مفاعلها النووي في مدينة ديمونا الجنوبية، وفق ما أورده المعهد في تقريره السنوي حول أوضاع التسلح والأمن الدولي، والذي يغطي التطورات خلال عام 2023 وحتى يناير 2024.وبدأت إسرائيل أعمال البناء في موقع ديمونا في أوائل عام 1958، إلا أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية استغرقت قرابة ثلاث سنوات كاملة لاكتشاف حقيقة الموقع.وإلى جانب مفاعل ديمونا، تشير تقارير دولية (بما في ذلك من معهد العلوم والأمن الدولي – ISIS) إلى وجود منشآت مشتبه بها لتخزين أو تجميع الأسلحة النووية في مناطق أخرى مثل كفر زكاريا: قاعدة مشتبه بها للصواريخ النووية ومنشأة لتخزين القنابل. يوديفات: منشأة يشتبه في أنها تستخدم لتجميع الأسلحة النووية.تيروش: يُقال إنها إحدى منشأتي تخزين الأسلحة النووية الإسرائيليتين. ويُعتقد أن تيروش هي موقع تخزين الأسلحة الاستراتيجية، بينما عيلبون هي موقع تخزين الأسلحة التكتيكية. لكن لم يتم تأكيد هذه المنشآت بشكل رسمي.ثانيًا: المنشآت النفطية ومصافي التكريرمصفاة حيفا (BAZAN Group)تقع مصفاة حيفا في مدينة حيفا شمالي إسرائيل. وتعتبر المصفاة واحدة من أكبر منشآت تكرير النفط في البلاد، وتشمل مصانع بتروكيماويات.وتعرضت مصفاة النفط الإسرائيلية في مدينة حيفا، فجر الأحد، إلى ضربة صاروخية إيرانية لحقت أضرار محلية بخطوط الأنابيب وخطوط النقل بين المرافق في مجمع مصفاة بازان للنفط في مدينة حيفا الشمالية خلال الهجوم الصاروخي الليلي، حسبما أفادت الشركة لبورصة تل أبيب.وقالت الشركة، إن أنشطة التكرير مستمرة، على الرغم من إغلاق منشآت أخرى في الموقع. مشيرة إلى أنها تدرس تأثير ذلك على عملياتها وعودة المنشآت المغلقة إلى العمل.وتم قصف منطقة حيفا بنحو 40 صاروخًا خلال الليل، وأصاب أحد الصواريخ منزلًا في بلدة طمرة القريبة، ما أسفر عن مقتل 4 أشخاص، وفق صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". During the night, Israeli forces bombed oil depots in Tehran, while Iran launched strikes on strategic sites in Haifa, including its oil refinery. — Josep Goded (@josepgoded) June 15, 2025مصفاة أسدودتقع مصفاة أسدود في مدينة أسدود على ساحل البحر المتوسط جنوب تل أبيب.تُعد مصفاة أسدود من الركائز الأساسية في سوق الطاقة الإسرائيلي، إذ تُنتج نواتج التقطير وتسوقها لشركات الوقود والغاز داخل البلاد. وتغطي المصفاة نحو 40% من إجمالي استهلاك الوقود في إسرائيل، مما يجعلها موردًا استراتيجيًا لضمان أمن الطاقة الوطني.وتقوم المصفاة بتسويق ما يقرب من 70% من منتجاتها في السوق المحلية، بينما تُصدّر نحو 30% منها إلى أسواق خارجية. وتُعد قدرتها على توفير إمدادات مستمرة وموثوقة عاملاً حاسمًا في استقرار الاقتصاد الإسرائيلي ونموّه، بحسب ما أفادت به شركة Ashdod Refinery.وبحسب الشركة الإسرائيلية، فإن مصفاة أسدود تستورد النفط الخام والمواد البترولية الوسيطة، وتقوم بتكريرها لإنتاج مشتقات مخصصة للتوزيع محليًا أو للتصدير. وتبلغ طاقتها التكريرية الاسمية نحو 5.4 مليون طن سنويًا.ميناء إيلات – عسقلانتُعد شركة خط أنابيب إيلات–عسقلان (EAPC) من أبرز مكونات البنية التحتية للطاقة في إسرائيل، حيث تأسست عام 1968 بهدف تأمين إمدادات الوقود للاحتلال بشكل منتظم. وجاء إنشاء الخط، الممتد بين البحر الأحمر والبحر المتوسط، ضمن خطة استراتيجية شملت بناء محطات تخزين في طرفيه.ويُستخدم الخط في نقل النفط الخام من ميناء إيلات جنوبًا إلى عسقلان شمالًا، ما يتيح لإسرائيل بنقل النفط من البحر الأحمر إلى البحر المتوسط. وفي عام 2019، وبعد انتهاء الامتياز السابق، تم تأسيس "شركة خط أنابيب آسيا–أوروبا"، والتي أصبحت إحدى شركات البنية التحتية الوطنية المملوكة بالكامل لدولة الاحتلال.تُشكل EAPC بوابة الطاقة الرئيسية لإسرائيل، حيث يمر عبر منشآتها نحو 75% من مدخلات الطاقة التي يستهلكها الاقتصاد المحلي، بما في ذلك النفط الخام، مشتقات الوقود، الغاز الطبيعي، والفحم. كما تُعد الشركة المزود الوحيد لغاز البترول المسال في إسرائيل، المستخدم في الطهي والتدفئة وغيرها من الأغراض المنزلية والصناعية.لم يُعلن عن استهداف المنشآت النووية أو النفطية في إسرائيل خلال الهجوم الإيراني، باستثناء مصفاة حيفا لتكرير النفط الواقعة في شمال البلاد.وفي تصعيد خطير، شنت إسرائيل هجومًا صاروخيًا واسع النطاق على مناطق مختلفة في إيران فجر الجمعة، ضمن عملية أُطلق عليها اسم "قوة الأسد". واستهدفت الضربات الإسرائيلية 15 موقعًا في مختلف أنحاء إيران، بينهم منشآت نووية، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات.وفي المقابل، ردت إيران على الهجوم الإسرائيلي من خلال شن نحو 200 صاروخ في مناطق مختلفة في إسرائيل ضمن عملية "الوعد الصادق 3". وفجر الأحد، شنت إيران موجات من الهجمات بالصواريخ النوعية والمسيرات، وضربت مباني في تل أبيب وحيفا ومناطق أخرى، منها مركز بحث.ووفقًا للحكومة الإسرائيلية، فإن 380 شخصًا على الأقل أُصيبوا في الضربات الإيرانية، تسعة منهم في حالة خطيرة، وتم الإبلاغ عن إطلاق أكثر من 200 صاروخ ليلًا، مع تحديد 22 موقع سقوط.

تصعيد غير مسبوق.. كم صاروخًا أُطلق بين إيران وإسرائيل؟
تصعيد غير مسبوق.. كم صاروخًا أُطلق بين إيران وإسرائيل؟

الدستور

timeمنذ يوم واحد

  • الدستور

تصعيد غير مسبوق.. كم صاروخًا أُطلق بين إيران وإسرائيل؟

في تطور هو الأضخم منذ عقود من الصراع غير المباشر، تحوّل الاشتباك بين إيران وإسرائيل إلى مواجهة عسكرية علنية، شهدت تبادلًا كثيفًا للصواريخ والطائرات المسيّرة لليوم الرابع على التوالي، في سابقة تهدد بإعادة رسم ملامح ميزان القوى في الشرق الأوسط. الصواريخ الإيرانية: هجوم منسق على العمق الإسرائيلي وحسب صحيفة وول ستريت جورنال انه خلال سلسلة من الهجمات المتصاعدة منذ بداية يونيو، أطلقت إيران ما يتجاوز 370 صاروخًا باليستيًا ومجنّحًا، إضافة إلى مئات الطائرات المسيّرة الانتحارية نحو أهداف عسكرية واستراتيجية داخل الأراضي الإسرائيلية، في ما وصفته طهران بأنه "رد على العدوان الإسرائيلي المتكرر". وتضمنت الهجمات موجة أولى شملت أكثر من 270 صاروخًا ومسيّرة في ليلة واحدة، وموجات لاحقة تجاوزت 100 صاروخ في كل منها، استهدفت مواقع في تل أبيب، النقب، ومفاعل ديمونا. استخدام منظومات مثل ذو الفقار وقيام وخيبر شكن الباليستية ورغم الكثافة النارية، أشارت مصادر عسكرية إسرائيلية إلى أن منظومات الدفاع، وعلى رأسها القبة الحديدية ومقلاع داوود، تمكنت من اعتراض ما يزيد عن 90% من المقذوفات. الضربات الإسرائيلية: الرد خارج المألوف في المقابل، نفذت إسرائيل عمليات هجومية دقيقة استهدفت عمق الأراضي الإيرانية، منها منشآت تابعة لفيلق القدس، ومواقع لصواريخ باليستية ومنشآت أبحاث نووية. ولم تُعلن تل أبيب رسميًا عن عدد الصواريخ المستخدمة، لكن التقديرات تشير إلى عشرات الغارات الصاروخية والجوية على مواقع في طهران، أصفهان، كرمانشاه وتبريز. واستهدفت أكثر من 120 منصة إطلاق صواريخ إيرانية، وتدمير مراكز قيادة وسيطرة ومستودعات ذخيرة، بينها منشآت ذات طابع نووي. كما تعتمد الضربات الاسرائيلية على طائرات شبحية من طراز F-35 وصواريخ كروز بعيدة المدى. ووفقا لما اورده التقرير يؤكد هذه الجولة من التصعيد أن الجانبين تجاوزا قواعد الاشتباك التقليدية، ان المفارقة تكمُن في أن الطرفين حرصا، رغم شراسة الضربات، على عدم تجاوز الخط الأحمر المتمثل في شن حرب شاملة. ما زال كلاهما يفضّل المواجهة المحدودة والموجهة، التي تحقّق أهدافًا دون الانزلاق إلى حرب إقليمية مفتوحة. في ظل استمرار التهديدات المتبادلة، فإن مستقبل التصعيد يظل مرهونًا بردود الأفعال الإقليمية والدولية.

نافذة إيران تصعد بصواريخ "فرط صوتية" وتهدد مفاعل ديمونا
نافذة إيران تصعد بصواريخ "فرط صوتية" وتهدد مفاعل ديمونا

نافذة على العالم

timeمنذ يوم واحد

  • نافذة على العالم

نافذة إيران تصعد بصواريخ "فرط صوتية" وتهدد مفاعل ديمونا

الاثنين 16 يونيو 2025 12:00 مساءً نافذة على العالم - في ظل التحذيرات الإيرانية من موجات ردّ أكثر حدة وفتك، دخلت المواجهة مع إسرائيل مرحلة جديدة من التصعيد، وسط استخدام طهران لصواريخ بعيدة المدى وتلميحات باستهداف مواقع استراتيجية حساسة، بينها مفاعل ديمونا النووي. وأكد محللون عسكريون أن إيران بدأت في استخدام أنواع جديدة من الصواريخ، أبرزها "قادر" و"خرمشهر"، وصواريخ كروز متطورة، ذات مدى أبعد وقدرة تفجيرية أكبر. وقال الخبير العسكري والاستراتيجي فايز الأسمر في مقابلة مع "سكاي نيوز عربية" إن الصواريخ الفرط صوتية التي استخدمتها إيران قادرة على اختراق منظومات الدفاع الجوي والوصول إلى أهدافها خلال دقائق. وأشار الأسمر خلال حديثه إلى أن إيران تعتمد تكتيك المزج بين الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، ما يُربك القبة الحديدية ويزيد من احتمالية تسلل الصواريخ. مفاعل ديمونا تحت التهديد وعن احتمال استهداف إيران لمفاعل ديمونا، قال الأسمر إن "لا شيء يمنع طهران تقنيا"، لكن تحصينات المفاعل والمنظومات الدفاعية المحيطة به تجعل من استهدافه مخاطرة قد تفتح الباب على مواجهة أوسع. وأشار إلى أن أي تجاوز لـ"الخطوط الحمراء" من الجانبين قد يُدخل الولايات المتحدة مباشرة في خط المواجهة. إسرائيل تواجه تحدي فوردو الخبير العسكري فايز الأسمر أكد أن إسرائيل تضع منشأة فوردو النووية في أعلى بنك أهدافها، لكنها لا تملك القدرة العسكرية الكاملة لتدميرها دون دعم أميركي مباشر. وأوضح أن تدمير هذه المنشأة يتطلب استخدام قنبلة GBU-57 الخارقة للتحصينات، والتي لا تمتلكها سوى الولايات المتحدة. وأضاف الأسمر أن إسرائيل تسابق الزمن لضرب أكبر عدد من المنشآت فوق الأرض، وتأخير البرنامج النووي الإيراني قدر الإمكان قبل أي ضغوط أميركية لوقف العمليات. جبهات خارجية وتدخل حذر من الحلفاء وحول احتمال تفعيل إيران لجبهات خارجية، قال الكاتب والباحث السياسي حسن الدر، إن إيران قادرة على إدارة المعركة من دون تدخل مباشر من وكلائها، لكن أي تدخل أميركي مباشر قد يغيّر حسابات طهران ويدفعها إلى استدعاء أذرعها. وأشار الدر خلال حديثه لسكاي نيوز عربية، إلى أن حلفاء إيران، كباكستان، أصدروا مواقف تصعيدية عالية اللهجة، محذرين من تداعيات أي تصعيد نووي على طهران. الموقف الأوروبي وشهدت الساعات الأخيرة تصريحات أوروبية لافتة، من بينها تحذير ألماني لإيران من تطوير السلاح النووي، وتصريح بريطاني بعدم استبعاد التدخل لحماية إسرائيل. وقال الدر إن أوروبا تتحرك ضمن مظلة الناتو، وستكون جزءاً من أي تدخل عسكري تقوده واشنطن. وأضاف الدر أن روسيا لم تتدخل حتى الآن لأن طهران لم تطلب الدعم، مشيراً إلى أن الموقف الروسي يراقب تطورات المشهد باهتمام دون الانخراط فيه. حسابات معقدة ومخاوف من انفجار إقليمي في ختام النقاش، حذر الأسمر من أن أي تصعيد إضافي قد يُدخل المنطقة في فوضى شاملة، مع تدخل محتمل لقوى إقليمية ودولية. وأكد أن الولايات المتحدة، حتى الآن، تمارس رقابة مشددة وتدير خطوطها الحمراء، لكنها قد تتدخل مباشرة إذا شعرت بأن إسرائيل على وشك الانهيار أمام الهجمات الإيرانية. وبين التصعيد العسكري والتوازنات الجيوسياسية، يبقى المشهد مفتوحًا على جميع الاحتمالات، وسط قلق متزايد من أن تتحوّل الحرب بين إسرائيل وإيران إلى صراع إقليمي شامل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store