
غوانتانامو واحتجاز المهاجرين.. «معضلات» تواجه التنفيذ
تواجه خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لاستخدام قاعدة غوانتانامو البحرية في كوبا لاحتجاز ما يصل إلى 30,000 مهاجر عراقيل قانونية ولوجستية ومالية متزايدة منذ الإعلان عنها بشكل مفاجئ.
ومع تصاعد الخلافات بين الوكالات الحكومية حول المسؤولية عن تنفيذ القرار، بات الإدراك داخل الإدارة يتزايد بأن هذه الخطة كانت سياسية أكثر منها عملية، وفق شبكة «إن بي سي» الأمريكية.
التكاليف الباهظة
وإحدى أكبر المشكلات التي تعترض تنفيذ الخطة هي التكاليف المرتفعة لنقل المهاجرين إلى غوانتانامو، لا سيما في ظل توجه إدارة ترامب نحو خفض الإنفاق الحكومي.
ففي الرابع من فبراير/شباط، هبطت طائرة عسكرية من طراز "سي- 130" في القاعدة وهي تحمل 9 مهاجرين، بحضور وزير الدفاع بيت هيغسيث. وقدّرت وزارة الدفاع تكلفة تشغيل الطائرة بنحو 20,756 دولارًا لكل ساعة طيران، مما يعني أن رحلة الذهاب والإياب استغرقت ما بين 5 إلى 6 ساعات، وبلغت تكلفتها الإجمالية نحو 207,000 إلى 249,000 دولار، أي ما يعادل 23,000 إلى 27,000 دولار لكل محتجز.
ولتقليل هذه النفقات، تم أحيانًا استخدام طائرات مستأجرة من وكالة الهجرة والجمارك، والتي تعد أقل تكلفة من الطائرات العسكرية.
لكن مسؤولًا في وزارة الدفاع كشف أن الطائرات العسكرية تم تفضيلها لأسباب تتعلق بالمظهر السياسي، رغم استمرار ارتفاع التكاليف حتى مع الطائرات المستأجرة، إذ تحتاج كل رحلة إلى مسؤول من وكالة الهجرة والجمارك لكل مهاجر على الأقل، إلى جانب فريق طبي، مع تكاليف تشغيل تتراوح بين 6,929 و26,795 دولارًا لكل ساعة طيران.
صعوبات لوجستية
إلى جانب التكاليف الباهظة، تعاني المرافق المخصصة للاحتجاز في غوانتانامو من نقص التجهيزات، إذ تفتقر المخيمات هناك إلى التكييف والمياه الجارية، كما أنها لا تستوفي المعايير المعتمدة من وكالة الهجرة والجمارك.
وأبدى مسؤولون في وزارة الدفاع والكونغرس شكوكًا حيال قدرة القاعدة على استيعاب 30,000 مهاجر، خصوصًا أن العدد الأقصى الذي احتجز هناك خلال ولاية ترامب بلغ 178 شخصًا فقط.
تراجع الاهتمام بالخطة
وفقًا لمصادر من وزارة الدفاع والكونغرس، بدأت وجهات النظر تتغير داخل الإدارة الأمريكية بشأن جدوى الخطة، على الرغم من إصرار ترامب على تنفيذها.
ومع ذلك، هناك تزايد في القناعة بأن استخدام قاعدة فورت بليس في تكساس سيكون خيارًا أكثر كفاءة وأقل تكلفة.
ونتيجة لذلك، من المرجح أن يتم تخفيف نطاق الخطة بدلًا من تنفيذها بصيغتها الأصلية.
كما أن النشاط في غوانتانامو بدأ يشهد تراجعًا، حيث لم تهبط أي طائرة تحمل مهاجرين هناك منذ السبت الماضي، ولم تصدر أي أوامر رسمية بوقف الرحلات، لكن لا توجد رحلات مقررة للأسبوع المقبل.
وبالتزامن مع ذلك، تسعى وزارة الدفاع إلى تقليل عدد القوات المنتشرة هناك، والتي تبلغ حاليًا أكثر من 1,000 جندي أمريكي.
خلافات بين الوكالات الحكومية
وعندما أعلن ترامب عن خطته في 29 يناير/كانون الثاني، فوجئ العديد من المسؤولين في إدارته، بمن فيهم مسؤولون في وزارة الأمن الداخلي ووزارة الدفاع، بعدم وجود خطط واضحة لتنفيذ المشروع.
وسرعان ما نشب صراع بين الجيش ووكالة الهجرة والجمارك حول المسؤولية عن إدارة المحتجزين، إذ لا يمكن للجيش قانونيًا التعامل مع المهاجرين المحتجزين.
في حين تعاني وكالة الهجرة والجمارك من نقص في الموارد والموظفين، خاصة مع ارتفاع عدد الاعتقالات والترحيلات.
التحديات القانونية
ويؤكد مسؤولون في الكونغرس أن الأساس القانوني لاستخدام الطائرات العسكرية لنقل المهاجرين «هش»، كما لم يتم حتى الآن تحديد الجهة التي ستتحمل التكاليف الضخمة المترتبة على العملية.
وفي خطوة تعكس التعقيدات التي تحيط بالخطة، تم إلغاء زيارة مجموعة من موظفي الكونغرس إلى غوانتانامو لتقييم الوضع، بقرار مفاجئ من وزير الدفاع بيت هيغسيث، الذي زار القاعدة بنفسه الأسبوع الماضي.
الاتجاه المستقبلي
المتحدث باسم البيت الأبيض، كوش ديساي، قال في بيان رسمي: «الرئيس ترامب تلقى تفويضًا واضحًا من الشعب الأمريكي لتنفيذ أجندته بترحيل المهاجرين غير الشرعيين. التزام الإدارة بهذه المهمة يظهر في ارتفاع اعتقالات وكالة الهجرة والجمارك بنسبة 627%، وانخفاض عبور الحدود غير الشرعي بأكثر من 90% مقارنة بعهد بايدن».
لكن في ظل العقبات القانونية، والتكاليف الباهظة، والخلافات الداخلية، يبدو أن خطة احتجاز المهاجرين في غوانتانامو لن تُنفّذ بالشكل المخطط له، حيث يتجه البيت الأبيض نحو تقليص نطاقها والتركيز على خيارات أقل تكلفة وأكثر قابلية للتنفيذ داخل الأراضي الأمريكية.
aXA6IDQ1LjM5LjcyLjE3IA==
جزيرة ام اند امز
SG

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 26 دقائق
- الاتحاد
ترامب يدعو الجمهوريين للاتحاد خلف خفض الضرائب
حث الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعضاء مجلس النواب الجمهوريين في الكابيتول «الكونجرس» على التخلي عن خلافاتهم بشأن مشروع قانون خفض الضرائب الذي اقترحه وتمريره، مستخدماً كلمات مشجعة ونبرة حادة أيضا بخصوص الحزمة المؤلفة من تريليونات الدولارات المعرضة لخطر الانهيار قبل تصويت مزمع في الأسبوع الجاري. وحذر ترامب الجمهوريين، اليوم الثلاثاء، من المساس ببرنامج الرعاية الصحية «ميديكيد» بالاستقطاعات، وطلب من نواب الكونجرس عن ولاية نيويورك أن ينهوا خلافاتهم بشأن خفض محلي أكبر للضرائب في تراجع عن تعهد قطعه أثناء حملته الانتخابية. وانتقد الرئيس واحداً على الأقل من رافضي المشروع الجمهوريين، باعتباره «يحاول التأثير في الجماهير» . وقال ترامب لدى خروجه من الجلسة: «لدينا وحدة لا تصدق. أعتقد أننا سنحصل على كل ما نريد».


الاتحاد
منذ ساعة واحدة
- الاتحاد
زيارة ترامب للإمارات.. تحالف استراتيجي يتجدد
زيارة ترامب للإمارات.. تحالف استراتيجي يتجدد شهدت العلاقات الإماراتية الأميركية تطوراً استراتيجياً منذ انطلاقها عام 1971، وتوسعت لتشمل مجالات السياسة والدفاع والاقتصاد والتكنولوجيا والطاقة المتجددة والفضاء والذكاء الاصطناعي. ومثلت زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أبوظبي، في مايو 2025، محطةً مفصليةً جديدةً في هذا المسار، إذ حملت دلالات جيوسياسية واستثمارية عميقة. وعلى مستوى الدلالات الاستراتيجية، فقد جاءت الزيارة في وقت حساس إقليمياً ودولياً، وسط تصاعد النفوذ الصيني والروسي، وتحولات في موازين القوى في الشرق الأوسط. ومع بروز الإمارات كقوة اقتصادية واستثمارية وعسكرية، تسعى واشنطن لتعزيز الشراكة معها، لمواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية. وتُعد الإمارات اليوم شريكاً محورياً للولايات المتحدة في صياغة الاستراتيجيات الإقليمية، كما أنها مركز مالي واستثماري عالمي. وخلال المباحثات التي أجراها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في أبوظبي، مع الرئيس ترامب، أكد سموه أن هذه الزيارة تعكس متانة الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والتي شهدت دَفعةً نوعيةً غير مسبوقة، خاصة منذ تولي ترامب رئاسة البيت الأبيض، وقال سموه إن هناك تعاوناً كبيراً بين القطاعين العام والخاص في البلدين، ومشروعات استراتيجية تعزز موقعَ شراكتنا كركيزة للاستقرار والنمو، ليست فقط للمنطقة، بل للعالم أيضاً. وأضاف سموه: نحن حريصون على تعميق هذه الشراكة الاستراتيجية، ووجودكم هنا اليوم، يؤكد أن هذا الحرص مشترك. فيما أشاد الرئيس ترامب، خلال اللقاء، بمتانة العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، مثنياً على الرؤية القيادية لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وعلى شخصيته التي تحظى باحترام واسع في المنطقة والعالم. وقال: أنا شخصياً أرى فيكم قائداً قوياً ومحارباً عظيماً وصاحب رؤية نادرة.وانطلق «حوار الأعمال الإماراتي الأميركي» في أبوظبي، برئاسة سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، والرئيس ترامب. وعلى هامش الزيارة، أعلنت شركة الاتحاد للطيران طلبيةً لشراء 28 طائرة بوينغ، بما يعزز التعاون في قطاع الطيران. كما أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، عن خطة استثمارية إماراتية ضخمة بقيمة 1.4 تريليون دولار، سيتم ضخها في الاقتصاد الأميركي خلال السنوات العشر المقبلة، تشمل مجالات الذكاء الاصطناعي، وأشباه الموصلات، والطاقة، والصناعة. ووصف ترامب هذا الإعلان بأنه «أعظم استثمار خارجي، في تاريخ الولايات المتحدة»، مما يعكس الثقة المتبادلة بين الجانبين. وشهدت الزيارة تدشين مجمّع الذكاء الاصطناعي الإماراتي الأميركي بسعة 5 غيغاواط، وهو الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة، ليكون منصةً إقليميةً تخدم شركات التكنولوجيا الأميركية وتصل خدماتها لنصف سكان العالم. كما تم الإعلان عن شراكات في مجال الحوسبة، ومراكز البيانات، والبنية التحتية للذكاء الاصطناعي، ومنها شراكة بين «G42» و«مايكروسوفت» بقيمة 1.5 مليار دولار، ومشاريع قادمة مع «إنفيديا» و«إكس إيه آي». ويتواصل التعاون الفضائي بين البلدين، خصوصاً في مشروع «Lunar Gateway»، لتطوير وحدة دعم الحياة، ما سيمهد لإرسال أول رائد فضاء إماراتي نحو مدار القمر. وفي مجال الطاقة النووية، أُعلن عن شراكات مع شركات أميركية، مثل «تيراباور» و«جنرال أتوميكس»، لتطوير مفاعلات متقدمة وصديقة للبيئة. وأكد الجانبان التزامهما بتعزيز الاستقرار الإقليمي، خاصة في ضوء التطورات في غزة والمنطقة. وشدد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، على دعم الإمارات لحل الدولتين وتحقيق السلام العادل. كما منح الرئيس الأميركي وسام الشيخ زايد، تكريماً للعلاقات التاريخية بين البلدين. وختاماً، فإن زيارة ترامب تُجدد الشراكة الاستراتيجية بين الإمارات والولايات المتحدة، وتؤكد موقعَ الإمارات المتقدم في معادلات السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا، في وقت يعاد فيه رسم ملامح النفوذ العالمي. وفي هذا السياق، فإن دولة الإمارات، بطموحها المشروع، تفرض موقعَها الجيوسياسي إقليمياً ودولياً كقوة صاعدة ووازنة. ووفقاً لوكالة أنباء «رويتر»، فإن دول الخليج الثلاث، أي السعودية والإمارات وقطر، تكسب سنوياً 12مليار دولار من أرباح صكوك الخزينة الأميركية. *سفير سابق


الاتحاد
منذ ساعة واحدة
- الاتحاد
قمة بغداد.. الدُّنيا بدأت تتبدل
قمة بغداد.. الدُّنيا بدأت تتبدل عُقدت ببغداد القمة العربيَّة (34)، وكانت أول القمم قمة «الإسكندريَّة» (1946)، والعراق كان حاضراً، وأولها ببغداد (1978) على أثر زيارة الرَّئيس أنور السَّادات وخطابه في الكنيست الإسرائيليّ، ومنها صار التّفاوض إلى الوحدة بين دِمشق وبغداد، بعد قطيعة استخدم ماء الفرات سلاحاً فيها، وسرعان ما انتهى كلّ شيء، بإعلان ما سمّي بالمؤامرة في حفلة قاعدة الخلد الشّهيرة (1979). بعدها استضافت بغداد القمة العربيّة (مايو 1990)، وقبل انعقادها بأيام أُعلنت الوحدة الاندماجيَّة بين عدن وصنعاء، فحضر الرئيس الشّمالي ونائبه الجنوبيّ. فمما شاهدناه على الشّاشات، أن قام معمر القذافي، وخاطب الحضور أن يقتفوا أثر هذين الشّابين-العبارة له- لتعلن الوحدة العربيّة. لكنها شهور ويدب الخلاف، وانتهى الاندماج بحرب (1994). غير أنّه لو تقدم غزو العراق للكويت، إعلان الوحدة اليمنية (20/5/1990)، فما كان اندماجاً كاملاً ولا جزئياً، أي ما أعلنت الوحدة مِن الأساس، فقد وقع الغزو (2 أغسطس 1990)، وظلّ العِراق يعيش الحصار والحملة الإيمانيَّة، فسُحقت الثّقافة سحقاً، ليخرج هذا البلد العريق مِن مقياس العراقة، ولم يبقَ من تاريخه ما يمت بصلة لرقي وتقدم، ثم يحرق ما تبقى منه الإرهاب وسلاح الفصائل، ومكاتب الأحزاب المالية. استضاف العراق بعد (2003) قمتين عربيتين (2012)، والتي نحن بصددها (2025)، لم تحضر الأولى سوريا، بسبب المقاطعة، والعقوبات التي فُرضت عليه، بعد حوادث (2011)، وكان خطاب العِراق آنذاك العمل على إعادتها، بعد أن هدد، قبل ذلك، بتقديم شكوى ضدها لتسريب الإرهاب إلى بغداد، ثم سرعان ما صار رئيس وزراء العراق آنذاك حريصاً على الدفاع عن النّظام السوريّ. اختلف الأمر، صار رئيس الوزراء الأسبق (2012) ضد عودة سوريا، وقال عن دعوة الرّئيس السوري، قبل أيام من عقد القمة: «أرفض زيارة الشرع جملة وتفصيلاً» (وكالات الأنباء)، والفصائل المسلحة أخذت تُهدد، وليس بالضَّرورة يكون الصراخ سبباً لعدم الحضور، فالعديد مِن الرؤوساء أنابوا عنهم. لكنَّ المفاجأة، أنَّ هذه القمة جاءت بجديد، فخلاف العادة، في المؤتمرات السابقة، يحشي المسؤولون العراقيون خطاباتهم عبارات الثناء على «الحشد الشّعبي» و«المرجعية الدّينية»، والتضامن في الكبيرة والصغيرة مع الجار الجنب. جاءت كلمة رئيس الوزراء، هذه المرة، المصلحة العراقيّة الصِرفة، معلناً موقف العراق إلى جانب سوريا، والمحافظة على استقرارها ودعمها، ولم تمنعه الزوبعة ضد الرئيس اللبنانيّ، فأعلن عن مساهمة العِراق بعشرين مليون دولار لإعادة إعمار لبنان، ومثلها لغزة المنكوبة. كان المثير أكثر، لو عُقدت هذه القمة ببغداد، قبل سنتين أو أقل، لكان التصرف مع اليمن بأحد أمرين: إما دعوة الجماعة «الحوثيّة» ممثلةً لليمن، أو لا يُدعى اليمن مِن الأساس، ولكن بخطوة صحيحة تمت دعوة المجلس الرئاسي اليمني، وحضور رئيسه رشاد العُليميّ، الذي ألقى خطاباً جرّم فيه الميليشيا «الحوثية» بالاسم، وطالب بإلغاء الميليشيات كافة، وسط ارتياح عام، وبالتأكيد، لم يُصر إلى ذلك، إلا بعد حوادث (2024) قاصمة الظهر للجماعات المسلحة، وبها لم تعُد بغداد حريصةً على خطاب ديماغوجي، بدّد ثروات ودِماء، فما قدمه رئيس وزراء العراق كان خطاب دولة، وليس خطاب وكيل إطار أو حشد، ، لهذا أعطى العِراق، ومن القمة العربيّة، ومِن بغداد، أنه لم يعدّْْ يستسيغ هتاف: «أتيناك يا صنعاء، أتيناك يا بيروت، أتياناك يا دِمشق...»، شعار كلّف العراق الكوارث الثِّقال. أقول: كان وصول قائد «فيلق القدس» إلى العراق، قُبيل انعقاد القمة، ليس على العادة مرتدياً ثياباً مدنيّة، متخلياً عن بذلته العسكريّة، برسالة وبشارة بأنَّ الدُّنيا بدأت تتبدل. قد لا يرضى الكثيرون عني، ولستُ مع أحد، إذا قُلتُ سمعتُ في خطاب رئيس الوزراء البيت الفواح بالوطنيَّة: «أنا العِراقُ لساني قلبهُ ودمي/ فراتُهُ وكياني منهُ أشطارُ» (الجواهريّ، ذِكرى المالكيّ 1957)، كونوا لوطنكم ولو بالكلمة، فتكاد هذه البلاد الحبلى بالمعالي، تضيع بسلاح وقرارٍ منتميْن لغيرها. *كاتب عراقي