
توترات الشرق الأوسط تُشعل الأسواق العالمية .. الذهب يقفز.. الدولار يتراجع.. وترقب لأسعار النفط
سامح الصديق
تشهد الأسواق العالمية ارتباكًا شديدًا حاليا في ظل اشتداد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتجه أنظار المستثمرين بقلق نحو تطورات لا تقتصر تداعياتها على حدود الدول المتأثرة مباشرة، بل تمتد لتُحدث اضطرابات في أسعار النفط والغاز والذهب، وتقلبات في قيمة الدولار، وتضعف الثقة في البورصات العالمية، قطاع النفط والغاز
سجلت أسعار النفط تقلبات بعد ارتفاعها 7% يوم الجمعة الماضي، وشهدت أسعار النفط تقلبات حادة، إذ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 4 دولارات للبرميل عقب الضربات العسكرية المتبادلة، قبل أن تتراجع عن بعض مكاسبها.
وفي أحدث التعاملات، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 21 سنتًا، أو 0.28% إلى 74.02 دولار للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 14 سنتًا، أو 0.18% لتصل إلى 72.77 دولار.
قفزة بأسعار الذهب
على جانب آخر تسببت الضربات الإسرائيلية على إيران، في قفزة بأسعار الذهب بنسبة 1.5–1.7% ووصل لما بين 3,430–3,446 دولار للأونصة، وتراجعت الأسعار مع جني المتداولين للأرباح بعد ارتفاعها لتقترب من أعلى مستوياتها في شهرين، وانخفض الذهب في المعاملات الفورية المبكرة أمس، بنحو 0.42% مسجلا 3418.17 دولارا للأوقية (الأونصة)، بعد أن بلغ أعلى مستوياته منذ 22 أبريل في وقت سابق من الجلسة، وتراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب كذلك 0.59% إلى 3432.80 دولارا.
وبحسب رويترز، يرى كيلفن وونغ، كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى ‹أواندا›، أن ما يحدث هو ارتفاع لعلاوة المخاطر السياسية، وهو ما يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن». ويرجح خبراء إذا استمر التصعيد أو دعم الفيدرالي الأمريكي خفض الفائدة، فقد يواصل الذهب الصعود نحو 3,500–3,700 دولار، وربما يتجاوز هذا الحد بحلول نهاية العام.
على جانب آخر لم يشهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا واضحًا كأصل آمن كما هي الحال في الأزمات السابقة حيث تم تداول مؤشر الدولار (DXY) حول 97.8 – 98.0، عند مستوى منخفض لم يشهد مثله منذ منتصف 2022، هذا الانخفاض يُعد مؤشرًا على فقدان الدولار بعضًا من جاذبيته كأصل آمن تقليدي، في مقابل تصاعد الطلب على الذهب كخيار بديل في أوقات الأزمات.
كذلك يترقب المستثمرون قرارات البنوك المركزية ومنها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنوك مركزية أخرى الذي يتخذون مواقف حذرة مما يضيف حالة من الترقب لسعر الدولار.
ورغم حالة التوتر، فإن بعض الأسواق المالية كاليابان، أظهرت مرونة نسبية حيث ارتفعت المؤشرات في بورصة طوكيو للأوراق المالية مع استحواذ التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط على انتباه المستثمرين، وسط تفاؤل بإمكانية احتواء الصراع مع تدخل الدول الكبرى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب القطرية
منذ 35 دقائق
- العرب القطرية
صندوق قطر للتنمية و "الأونروا" يوقعان الاتفاقية المعتمدة لدعم موارد الوكالة خلال الفترة من 2025
قنا وقع صندوق قطر للتنمية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا"، اليوم، الاتفاقية المعتمدة لدعم موارد "الأونروا" خلال الفترة من 2025 – 2026 بمبلغ 20 مليون دولار أمريكي، وذلك بواقع 10 مليون دولار أمريكي سنويا. حضر حفل التوقيع، سعادة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزير الدولة للتعاون الدولي، وسعادة الشيخ ثاني بن حمد آل ثاني، رئيس مجلس إدارة صندوق قطر للتنمية، والسيد فهد بن حمد السليطي، المدير العام للصندوق، وسعادة السيد فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى "الأونروا". وكانت دولة قطر قد ساهمت في تعزيز المواد العادية للأونروا خلال السنوات السابقة من خلال تقديم دعم بمبلغ 18 مليون دولار أمريكي على مدى عامين بين 2023 -2024 بالإضافة إلى مساهمتها الإضافية (غير العادية/دورية) بمبلغ 20 مليون دولار أمريكي في عام 2024 للاستجابة العاجلة لاحتياجات الوكالة، بعد التراجع الدولي في دعم أعمالها.


الجزيرة
منذ 2 ساعات
- الجزيرة
لماذا تخطط البنوك المركزية لشراء مزيد من الذهب وخفض حيازة الدولار؟
تتوقع البنوك المركزية مراكمة مزيد من الذهب هذا العام مع خفض حيازاتها من الدولار الأميركي خلال السنوات الخمس المقبلة، وفقًا لمسح أجرته هيئات نقدية عالمية. وحسب صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، فإن المخاوف الجيوسياسية ومخاطر العقوبات والمخاوف بشأن وضع الدولار دفعت البنوك المركزية العالمية إلى القيام بعمليات شراء قياسية للسبائك، وتجاوز الذهب مؤخرًا اليورو ليصبح ثاني أكبر أصل احتياطي عالميًا، بعد الدولار الأميركي. ارتفعت أسعار الذهب بنسبة 30% منذ يناير/كانون الثاني، وتضاعفت خلال العامين الماضيين، ودفع كل من عدم اليقين العالمي وتقلبات السوق طلب المستثمرين على السبائك. وبلغ الذهب أعلى مستوى له على الإطلاق عند 3500.05 دولار للأوقية في أبريل/نيسان الماضي بزيادة 95% منذ فبراير/شباط 2022 عندما بدأت الحرب الروسية الأوكرانية، وفق رويترز. توقعات البنوك المركزية توقع 95% من المشاركين في مسح أجراه مجلس الذهب العالمي -وهو رقم قياسي- أن تزداد حيازات البنوك المركزية العالمية من الذهب خلال الـ12 شهرًا المقبلة، وهو أعلى مستوى منذ بدء الاستطلاع السنوي عام 2018. في الوقت نفسه، يتوقع 3 أرباع المشاركين انخفاض حيازات البنوك المركزية من الدولار خلال السنوات الخمس المقبلة، واستجاب أكثر من 70 بنكًا مركزيًا لاستطلاع رأي الهيئة المعنية بالصناعة. يشار إلى أن احتياطات النقد الأجنبي في العالم تراجعت إلى ما قيمته 12.36 تريليون دولار بنهاية السنة الماضية، وبلغت حصة حيازات الدولار من جملة الاحتياطات 57.80% من الإجمالي، وفق آخر البيانات الصادرة عن صندوق النقد الدولي. وذكر مجلس الذهب العالمي أن البنوك المركزية جمعت أكثر من ألف طن متري من الذهب في كل عام من الأعوام الثلاثة الماضية، مُضيفًا أن هذا يُمثل ارتفاعًا كبيرًا عن متوسط 400-500 طن في العقد السابق. وقال شوكاي فان، من مجلس الذهب العالمي، إن "المعنويات قوية للغاية، وبالتأكيد ثمة ثقة أكبر لدى البنوك المركزية بأن جميع البنوك المركزية ستشتري، وأن بنكها المركزي قد يشتري أيضًا". مع ذلك، وفي إشارة إلى كيفية تأثير التوترات الجيوسياسية على سوق الذهب، تخطط بعض البنوك المركزية لتخزين مزيد من السبائك محليًا، على عكس لندن ونيويورك، وهما أكبر مستودعين من هذا النوع في العالم. وساهمت المخاوف بشأن قدرة البنوك المركزية على الوصول إلى الذهب المُخزّن في الخارج في حالة حدوث أزمة، أو في حالة فرض عقوبات، في اتجاه صغير لكنه مهم لإعادة الذهب إلى الوطن، مع زيادة تخزين الذهب محليًا. والعام الماضي، أعادت الهند أكثر من 100 طن من الذهب من بنك إنجلترا، بينما أعاد البنك المركزي النيجيري أيضًا بعضًا من حيازاته. تخزين محلي أفاد نحو 7% من المشاركين بأنهم يخططون لزيادة التخزين المحلي، وهو أعلى مستوى منذ جائحة كوفيد-19، في الأشهر الأخيرة، وأثارت التصريحات الأميركية المتقلبة قلق بعض الدول الأجنبية بشأن إذا ما كان ذهبها المُخزّن في الولايات المتحدة في مأمن من التدخل السياسي. ويتولى مجلس الاحتياطي الفدرالي (المركزي الأميركي) في نيويورك إدارة الذهب المُخزّن في الولايات المتحدة نيابةً عن البنوك المركزية الأجنبية. في فبراير/شباط، تساءل الرئيس الأميركي دونالد ترامب علنًا عما إذا كان الذهب فُقد من قاعدة فورت نوكس، التي تضم معظم احتياطات الذهب الأميركية. وفي استطلاع مجلس الذهب العالمي، أشارت البنوك المركزية إلى أن أداء الذهب خلال "أوقات الأزمات"، وقلة مخاطر التخلف عن السداد، ودوره كأداة تحوّط من التضخم، كانت الأسباب الرئيسية لاحتفاظها بالسبائك. وتسارعت وتيرة شراء البنوك المركزية للذهب عام 2022، بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، والجهود الأميركية اللاحقة لإخراج موسكو من نظام المدفوعات الدولي. دفع ذلك العديد من البنوك المركزية في الأسواق الناشئة إلى البدء في تنويع استثماراتها بشكل أسرع بعيدًا عن الدولار. وقال مشارك في الاستطلاع -لم تُكشف عن هويته- إن "التطورات الأخيرة في السوق المتعلقة بالرسوم الجمركية أثارت تساؤلات حول وضع الدولار الأميركي كملاذ آمن، لكنها عززت وضع الذهب.. ينظر مديرو الاحتياطات إلى الذهب كوسيلة تحوط من التضخم في هذه الفترة العصيبة التي تشهد صراعات جيوسياسية وتجارية". كما أن للذهب سلبيات بوصفه أصلا احتياطيا، بما في ذلك تكاليف تخزينه وصعوبة نقله.


العرب القطرية
منذ 16 ساعات
- العرب القطرية
توترات الشرق الأوسط تُشعل الأسواق العالمية .. الذهب يقفز.. الدولار يتراجع.. وترقب لأسعار النفط
سامح الصديق تشهد الأسواق العالمية ارتباكًا شديدًا حاليا في ظل اشتداد التوترات الجيوسياسية في منطقة الشرق الأوسط، حيث تتجه أنظار المستثمرين بقلق نحو تطورات لا تقتصر تداعياتها على حدود الدول المتأثرة مباشرة، بل تمتد لتُحدث اضطرابات في أسعار النفط والغاز والذهب، وتقلبات في قيمة الدولار، وتضعف الثقة في البورصات العالمية، قطاع النفط والغاز سجلت أسعار النفط تقلبات بعد ارتفاعها 7% يوم الجمعة الماضي، وشهدت أسعار النفط تقلبات حادة، إذ ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت وخام غرب تكساس الوسيط بأكثر من 4 دولارات للبرميل عقب الضربات العسكرية المتبادلة، قبل أن تتراجع عن بعض مكاسبها. وفي أحدث التعاملات، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 21 سنتًا، أو 0.28% إلى 74.02 دولار للبرميل، بينما تراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بمقدار 14 سنتًا، أو 0.18% لتصل إلى 72.77 دولار. قفزة بأسعار الذهب على جانب آخر تسببت الضربات الإسرائيلية على إيران، في قفزة بأسعار الذهب بنسبة 1.5–1.7% ووصل لما بين 3,430–3,446 دولار للأونصة، وتراجعت الأسعار مع جني المتداولين للأرباح بعد ارتفاعها لتقترب من أعلى مستوياتها في شهرين، وانخفض الذهب في المعاملات الفورية المبكرة أمس، بنحو 0.42% مسجلا 3418.17 دولارا للأوقية (الأونصة)، بعد أن بلغ أعلى مستوياته منذ 22 أبريل في وقت سابق من الجلسة، وتراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب كذلك 0.59% إلى 3432.80 دولارا. وبحسب رويترز، يرى كيلفن وونغ، كبير محللي السوق في منطقة آسيا والمحيط الهادئ لدى ‹أواندا›، أن ما يحدث هو ارتفاع لعلاوة المخاطر السياسية، وهو ما يعزز الطلب على الذهب كملاذ آمن». ويرجح خبراء إذا استمر التصعيد أو دعم الفيدرالي الأمريكي خفض الفائدة، فقد يواصل الذهب الصعود نحو 3,500–3,700 دولار، وربما يتجاوز هذا الحد بحلول نهاية العام. على جانب آخر لم يشهد الدولار الأمريكي ارتفاعًا واضحًا كأصل آمن كما هي الحال في الأزمات السابقة حيث تم تداول مؤشر الدولار (DXY) حول 97.8 – 98.0، عند مستوى منخفض لم يشهد مثله منذ منتصف 2022، هذا الانخفاض يُعد مؤشرًا على فقدان الدولار بعضًا من جاذبيته كأصل آمن تقليدي، في مقابل تصاعد الطلب على الذهب كخيار بديل في أوقات الأزمات. كذلك يترقب المستثمرون قرارات البنوك المركزية ومنها الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي وبنوك مركزية أخرى الذي يتخذون مواقف حذرة مما يضيف حالة من الترقب لسعر الدولار. ورغم حالة التوتر، فإن بعض الأسواق المالية كاليابان، أظهرت مرونة نسبية حيث ارتفعت المؤشرات في بورصة طوكيو للأوراق المالية مع استحواذ التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط على انتباه المستثمرين، وسط تفاؤل بإمكانية احتواء الصراع مع تدخل الدول الكبرى.