logo
ماذا تعرف عن حروب الغاز المسال؟

ماذا تعرف عن حروب الغاز المسال؟

Independent عربيةمنذ 3 أيام
أصبح الغاز المسال جزءاً لا يتجزأ من السياسة الخارجية الأميركية، وتستخدمه الولايات المتحدة كسلاح سياسي واقتصادي. مكنت ثورة الصخري الولايات المتحدة من قلب أسواق الطاقة العالمية رأساً على عقب، لهذا فهي ثورة. فكل الاتجاهات الصعودية أصبحت هابطة، وكل الاتجاهات النازلة أصبحت صاعدة، وحولت الولايات المتحدة من أكبر مستورد متوقع للغاز المسال إلى أكبر مصدر له، وأصبحت أكبر منتج للنفط في العالم، وأحد أكبر مصدري النفط.
في بداية الألفية، أعلن عدد من رؤساء الشركات والمحللين والسياسيين الأميركيين أن عصر الغاز الأميركي انتهى، وعلى الولايات المتحدة أن تستورد الغاز المسال. وبناء على ذلك استثمرت الشركات الأميركية في قطر، وجرى بناء عدد من محطات إعادة التغويز في الموانئ الأميركية استعداداً لفيضان من واردات الغاز المسال. إلا أن ثورة الصخري غيرت ذلك وجاءت بكميات هائلة من الغاز، التي لا يمكن تسويقها إلا عن طريق الغاز المسال لأنه لا يمكن بناء أنابيب إلى أوروبا وآسيا.
بعد ضم بوتين لجزيرة القرم، قررت الدولة العميقة في الولايات المتحدة دعم صناعة الغاز المسال، بهدف إحلال الغاز الأميركي محل الروسي في أوروبا. خلال تلك الفترة، لم تكن أوروبا معتمدة على الغاز الروسي بصورة كبيرة فقط، ولكن اعتمادها يزيد بصورة كبيرة. هذا الاعتماد الكبير يعني، من وجهة النظر الأميركية، أن بوتين يستطيع الضغط على أوروبا لتحقيق ما يريد، أو يمنع الدول الأوروبية من اتخاذ أي إجراءات ضد روسيا.
أدرك بوتين ما يريده الأميركيون منذ عام 2014، فقرر أن تقوم الشركات الروسية بإنهاء خط نوردستيريم 2 إلى ألمانيا بدلاً من انتظار مشاركة شركات النفط والطاقة الغربية، وهكذا بدأ سباق محموم بين الولايات المتحدة وروسيا. نجح كلاهما في بناء البنية التحتية، إذ أصبحت الولايات المتحدة تصدر الغاز المسال إلى أوروبا، وبنى بوتين أنبوب نوردستريم 2، ولكن لم يدرك مدى سيطرة الأميركيين على السياسات الألمانية، إذ قرروا عدم استلام أي غاز عبر الأنبوب، ومن ثم انتهى مشروع بوتين.
ولاحقاً جرى تفجير أنبوب نوردستريم 1 في قاع البحر، وبالتالي توقف ضخ الغاز الروسي إلى أوروبا عبر هذا الأنبوب أيضاً. مع انخفاض ضخ الغاز الروسي أفسح المجال أمام الغاز المسال الأميركي، وزيادة اعتماد الاتحاد الأوروبي على الغاز المسال، لدرجة أنه شكل 51 في المئة من إجمالي واردات الغاز في يونيو (حزيران) الماضي.
خلال فترة السباق المحموم، حصلت "معارك جانبية" كثيرة في مجال الغاز. فهناك عقود طويلة الأمد بين "غازبروم" والشركات الأوروبية لإمداد الغاز عبر الأنابيب، بينما كانت روسيا تبني محطات الغاز المسال، ووقعت عقود طويلة المدة مع ألمانيا. الشركات الروسية تحقق أرباحاً أكثر من بيع الغاز المسال لأوروبا بدلاً من بيع الغاز عبر الأنابيب، فقام بوتين بالإصرار على دفع الشركات الأوروبية ثمن الغاز عبر الأنابيب بالروبل الروسي، فقرر الاتحاد الأوروبي معاقبة أية شركة تدفع بالروبل، ولما لم تدفع، أوقف بوتين ضخ الغاز بالأنابيب "قانونياً"، وأجبر الأوروبيين على شراء الغاز المسال المرتفع الثمن، لأنه لم يكن هناك بديل.
العقد طويل المدة أوقع ألمانيا في ورطة، فحتى لا تظهر علناً أنها تستهلك الغاز الروسي وتمول حرب بوتين في أوكرانيا، نسقت مع الروس وفرنسا لإرسال الشحنات إلى فرنسا، حيث يجري إعادة تغويزها وإرسالها عبر الأنابيب إلى ألمانيا. بعبارة أخرى، ألمانيا ما زالت تعتمد على الغاز الروسي حتى يومنا هذا.
تقوم ثلاث دول أوروبية في الاتحاد الأوربي باستيراد الغاز المسال الروسي، وهي فرنسا وإسبانيا وبلجيكا، وترفض هذه الدول كل محاولات الاتحاد الأوروبي حظر استيراد الغاز المسال الروسي. المثير في الأمر أن هذه الدول تستورد الغاز الروسي نيابة عن دول أخرى. فأوروبا موصولة بشبكة عنكبوتية من أنابيب الغاز، وبمجرد وضع الغاز في أنابيب دولة ما، يمكن أن يذهب إلى أية دولة. عندما رفضت أوكرانيا تجديد عقد مرور الغاز في أنابيب عبر أراضيها إلى أوروبا بضغوط أميركية - أوروبية، حصل عجز في إمدادات الغاز في أوكرانيا التي كانت تحصل على جزء من الغاز الروسي. حصلت أوكرانيا على الغاز الأميركي عن طريق شحن الغاز المسال الأميركي إلى موانئ يونانية، وجرى إعادة تغويزه هناك، ثم إرساله عبر شبكة معقدة من الأنابيب إلى أوكرانيا.
الغاز المسال والبحر الأحمر
أقرت مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي حظراً على استيراد النفط الخام الروسي والمنتجات النفطية، ولكنها لم تحظر الغاز على الإطلاق. إلا أن بعض الدول توقفت عن شراء الغاز الروسي، بينما أوقفت روسيا الضخ إلى دول أخرى. نتيجة لذلك، جرى تصريف الغاز الروسي عن طريق بناء أنابيب على الصين، والتوسع في صادرات الغاز المسال. الحظر على النفط الروسي جعل روسيا تصدر النفط إلى آسيا عبر البحر الأحمر حيث تضاعفت الشحنات أكثر من 10 مرات، كما بدأت بشحن الغاز المسال إلى آسيا أيضاً.
روسيا ليس لديها أية مشكلات مع الحوثيين، لذلك تمر شحنات نفط الأورال والقطبي الروسي عبر البحر الأحمر ومن باب المندب من دون أية مشكلات. إذا لم يكن هناك أية مشكلات بين روسيا والحوثيين، لماذا يمر النفط الروسي من البحر الأحمر ولا يمر الغاز المسال الروسي؟ شحنات الغاز المسال الروسي تخرج من الدائرة القطبية شمال روسيا، تدور حول أوروبا الشمالية ثم تذهب جنوباً وتدور حول أفريقيا لتذهب إلى آسيا. ولماذا لا تمر في البحر الأحمر؟ الأمر نفسه ينطبق على الغاز المسال القطري. قطر ليس لديها مشكلة مع الحوثيين، لماذا تدور حاملات الغاز المسال القطرية حول أفريقيا ولا تذهب عبر البحر الأحمر إلى أوروبا؟ لأنها حرب الغاز بين الولايات المتحدة وروسيا.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
ولكن الحرب لا تقتصر على الغاز المسال الروسي، الضجة الإعلامية التي رافقت الحرب الإسرائيلية - الإيرانية بأن طهران ستغلق مضيق هرمز لم تكن عادية على الإطلاق. كانت رسالة للدول الآسيوية أن الغاز المسال من قطر والإمارات، حيث أكبر التوسعات في العالم تحصل فيهما، "غير آمن"، لذلك يجب توقيع عقود مع الشركات الأميركية لضمان الإمدادات. وبلعت بعض وسائل الإعلام العربية مع كبار المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي الطعم وبدأوا بالترويج لفكرة إغلاق إيران لمضيق هرمز، مع أنها لا تستطيع ذلك، غير مدركين أنهم يطعنون بلادهم بالظهر، عن طريق الترويج لما ينشره إعلام عدو.
المعبر الشمالي
فرضت الولايات المتحدة حظراً على محطة أركتيك إل إن جي 2، كما فرضت حظراً على عدد من نقالات الغاز المسال وكاسحات الجليد الروسية. هذا الحظر، ظاهره على أنه متعلق بأوكرانيا ولكنه لاعلاقة له بكييف على الإطلاق. هو قرار استراتيجي مستقل متعلق بـ"حرب الغاز" بين الدولتين، وهذا واضح من فرض الولايات المتحدة حظراً على شركات حلفائها الذي يشاركون في بناء المحطة، وعلى تصدير التقنية لها، وحظرت كل ما يتعلق بشحن الغاز منها. السبب هو الممر الشمالي!
حالياً توجد ثلاث سفن محملة بالغاز المسال الروسي من محطة يمال، القريبة من محطة أركتيك إل إن جي 2، تعبر الممر الشمالي إلى آسيا، كما أوضحت منصة الطاقة المتخصصة في تقرير لها منشور أخيراً. الممر الشمالي متجمد غالب العام ولكن يذوب الجليد أو يصبح خفيفاً في فصل الصيف، ومن ثم يمكن استخدام كاسحات الجليد ووراءها حاملات الغاز المسال. الطريق إلى آسيا أقصر بكثير من العبور عبر البحر الأحمر، لهذا يعد الممر الشمالي خطراً على قناة السويس. إلا أن أكبر خطر هو على الولايات المتحدة، لأن المسافة إلى آسيا أقصر بكثير من المسافة بين الولايات المتحدة إلى آسيا. مشروع أركتيك إل إن جي 2 مرتبط بنوع مهم من التقنية: للمرة الأولى طورت روسيا حاملات غاز مسال هي نفسها كاسحات جليد، ومن ثم تخفض التكاليف بصورة كبيرة. لهذا تحارب الولايات المتحدة هذا المشروع، لأنها لا يمكن أن تنافس روسيا في أسواق الغاز المسال الآسيوية. بعبارة أخرى، المسافة أقصر، والتكاليف أقل لعدم الحاجة إلى كاسحات جليد ترافق حاملات الغاز المسال، وإذا جرى فرض ضريبة كربون على الوقود المستخدم في السفن، فإن التكاليف الروسية ستكون أقل لقصر المسافة. إنها حروب الغاز يا عزيزي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأوروبيون: كيفية تفاعُل بكين مع بوتين تشكّل 'عاملا حاسما' في علاقتها مع بروكسل
الأوروبيون: كيفية تفاعُل بكين مع بوتين تشكّل 'عاملا حاسما' في علاقتها مع بروكسل

الناس نيوز

timeمنذ 7 دقائق

  • الناس نيوز

الأوروبيون: كيفية تفاعُل بكين مع بوتين تشكّل 'عاملا حاسما' في علاقتها مع بروكسل

بروكسل – بكين وكالات وعواصم – الناس نيوز :: أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الخميس، أنّ كيفية تفاعل الصين مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين باتت 'عاملا حاسما' في العلاقات بين بروكسل وبكين، خلال لقاء بين قادة الاتحاد الأوروبي والرئيس الصيني شي جينبينغ في بكين. وجاء ذلك بينما رأى شي إنّ على بكين وبروكسل أن تعززا التواصل والثقة المتبادلة بينهما. من جانبها، قالت فون دير لايين إنّ 'كيفية استمرار الصين في التفاعل مع (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين ستكون عاملا حاسما في علاقاتنا في المستقبل'، داعية إلى 'حلول حقيقية' للعلاقات الثنائية التي وصلت إلى 'نقطة مفصلية'. وتسعى الصين في الأشهر الأخيرة إلى توطيد علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي، فتقدم نفسها على أنها شريك موثوق أكثر من الولايات المتحدة في عهد دونالد ترامب، وقوة استقرار في عالم يشهد اضطرابات. لكن رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا حضرا مع قائمة طويلة من النقاط الخلافية. ومن أبرز هذه الخلافات، الاختلال الكبير في الميزان التجاري لصالح الصين، والمخاوف من إغراق السوق الأوروبية بمنتجات صينية رخيصة الثمن وتحظى بدعم حكومي، والتقارب بين بكين وموسكو الذي يثير مخاوف في ظل الحرب الروسية على أوكرانيا. وقال شي خلال اللقاء الذي عقد في قصر الشعب في قلب بكين 'كلما ازداد الوضع الدولي خطورة وتعقيدا، تحتم على القادة الصينيين والأوروبيين تكثيف التواصل وتعزيز الثقة المتبادلة وتعميق التعاون'. وأضاف أنه إزاء 'انعدام الاستقرار' في العالم، 'على القادة الصينيين والأوروبيين مرة جديدة إظهار بُعد النظر والالتزام، واتخاذ الخيار الاستراتيجي الصائب الذي يلبّي تطلّعات الشعب ويصمد أمام اختبار التاريخ'. وشدد شي على أن 'الصين ليست مصدر التحديات الحالية التي تواجهها أوروبا' على ما أوردت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية. وأضاف 'لا تضارب مصالح بين الصين والاتحاد الأوروبي ولا خلافات جيوسياسية أساسية'. 'تقدم ملموس' في المقابل، أكدت فون دير لايين أنه 'من الأساسي أن تعترف كل من الصين وأوروبا بمخاوف الطرف الآخر وأن تعرضا حلولا ملموسة'. وحذرت من أن العلاقات وصلت إلى 'نقطة مفصلية' مشددة على أنه 'مع تعمق تعاوننا تعمقت الاختلالات… من الأساسي إعادة التوازن إلى علاقاتنا الثنائية'. من جهته، قال كوستا لشي إن الاتحاد الأوروبي يود رؤية 'تقدم ملموس في المسائل المتعلقة بالتجارة والاقتصاد' مضيفا 'نرغب كلانا أن تعود العلاقة… بالفائدة المتبادلة'. كذلك، أعرب عن 'مخاوف' الأوروبيين بشأن 'حماية حقوق الإنسان'، التي تشكل 'ركيزة أساسية لعلاقات الاتحاد الأوروبي مع الدول الأخرى، بما في ذلك الصين'. وخلال اجتماع منفصل الخميس، قال رئيس الوزراء لي شيانغ لفون دير لايين وكوستا إن 'التعاون الوثيق' بين بكين وبروكسل 'خيار طبيعي'. وأضاف 'طالما تدافع الصين والاتحاد الأوروبي بصدق عن التبادل الحر سيبقى الاقتصاد والتجارة الدوليان يتمتعان بالحيوية'. وتعهّدت الصين والاتحاد الأوروبي في بيان مشترك الخميس، 'تعزيز جهودهما' في مكافحة تغيّر المناخ. واتفق القادة الصينيون والأوروبيون على تعزيز التعاون في مجالات مثل التحول في مجال الطاقة، وتسريع نشر الطاقة المتجدّدة على مستوى العالم، وتسهيل الوصول إلى التكنولوجيات الخضراء. 'آلية مُحسّنة' وفي طليعة المخاوف الأوروبية العجز الهائل في الميزان التجاري الذي بلغ العام الماضي 357 مليار دولار (304 مليارات يورو). وأكدت فون دير لايين قبل زيارتها أن بروكسل ستطلب من بكين فتح أسواقها أكثر أمام الشركات الأوروبية وتليين القيود المفروضة على صادرات المعادن النادرة التي تعتبر إستراتيجية للتكنولوجيات الحديثة. وفي هذا الصدد، أشارت رئيسة المفوضية الأوروبية إلى أنّه تمّ الاتفاق مع بكين على آلية 'مُحسّنة' بشأن صادرات الصين من هذه المعادن النادرة. وأوضحت في مؤتمر صحافي أن 'آلية دعم سلسلة التوريد هذه ستُتيح التحقّق من المشكلة أو القضية التي تنشأ وحلّها فورا'. وفرض الاتحاد الأوروبي رسوما جمركية مشددة على المركبات الكهربائية المصنوعة في الصين متّهما بكين بدعم هذا القطاع، ما يتسبب باختلال المنافسة على حساب الشركات الأوروبية. ونفت بكين هذه الاتهامات وردت بفتح تحقيقات بشأن واردات لحوم الخنزير والكونياك ومشتقات الحليب الأوروبية. وفي ما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، ينظر الأوروبيون بريبة إلى التقارب الاقتصادي والسياسي بين الصين وروسيا منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، معتبرين أنه يشكل دعما ضمنيا لموسكو. ودعا كوستا الصين خلال اللقاء مع شي إلى 'استخدام نفوذها على روسيا' لوضع حد للحرب. وأقر الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي عقوبات جديدة في حق موسكو تستهدف خصوصا صادرات النفط الروسية وقطاعها المصرفي وتشمل أيضا بعض الشركات والمؤسسات المالية الصينية. وحمل هذا الإجراء وزير التجارة الصيني على الاحتجاج لدى نظيره الأوروبي. وقال المسؤول الأوروبي الكبير لفرانس برس 'لسنا سذجا. لا نطلب من الصين قطع علاقاتها مع روسيا، بل تعزيز رقابتها الجمركية والمالية'.

الذهب يتراجع مع انحسار التوترات التجارية وتحسن شهية المخاطرة
الذهب يتراجع مع انحسار التوترات التجارية وتحسن شهية المخاطرة

مباشر

timeمنذ ساعة واحدة

  • مباشر

الذهب يتراجع مع انحسار التوترات التجارية وتحسن شهية المخاطرة

مباشر: تراجعت أسعار الذهب في ختام تعاملات الخميس، متأثرة بانحسار التوترات التجارية العالمية، ما أدى إلى تراجع الإقبال على الأصول الآمنة. وانخفضت العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم أغسطس بنسبة 0.70%، أي ما يعادل 24.1 دولار، لتسجل 3373.50 دولار للأوقية. ووفقًا لتصريحات نقلتها "رويترز"، فإن حالة من التفاؤل تسود الأسواق حيال الصفقات التجارية الأمريكية، سواء تلك التي تم التوصل إليها مع اليابان أو المنتظرة مع الاتحاد الأوروبي، ما دعم شهية المستثمرين نحو المخاطرة. كما ساهم الأداء القوي في أسواق الأسهم وتراجع مستويات التقلب في تقليص الطلب على الذهب. ومع ذلك، أشار بعض المحللين إلى أن أي تدخل محتمل في استقلالية الاحتياطي الفيدرالي قد يمنح الذهب دفعة على المدى المتوسط والطويل، في ظل استمرار الانتقادات الموجهة من الرئيس الأمريكي لرئيس الفيدرالي، بالتزامن مع زيارة مرتقبة لمقر البنك المركزي. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال آبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا

الذهب يتراجع مع انحسار التوتر التجاري وتلاشي دعم انخفاض الدولار
الذهب يتراجع مع انحسار التوتر التجاري وتلاشي دعم انخفاض الدولار

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

الذهب يتراجع مع انحسار التوتر التجاري وتلاشي دعم انخفاض الدولار

تراجعت أسعار الذهب بشكل أكبر الخميس، إذ أدّى انحسار التوترات التجارية إلى انخفاض الطلب على أصول الملاذ الآمن، مما بدّد أثر الدعم الذي تلقّاه الذهب من تراجع الدولار. وبحلول الساعة 05:34 بتوقيت غرينتش، انخفض الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.2% إلى 3379.69 دولارًا للأونصة، بعدما خسر 1.3% أمس الأربعاء. كما تراجعت العقود الأميركية الآجلة للذهب بنسبة 0.4% إلى 3358.40 دولارًا، وفقا لـ"رويترز". وقال برايان لان، مدير شركة "غولد سيلفر سنترال" في سنغافورة: "كان من المتوقع أن تسجّل أسعار الذهب ارتفاعًا أمس في إطار موجة صعود جديدة، لكن أنباء التجارة أدّت إلى جني بعض الأرباح." وأضاف: "شهدنا أيضًا تراجعًا ملحوظًا في الدولار، وهو ما يدعم الذهب بطبيعة الحال. لذلك أعتقد أن هذا الانخفاض مؤقت، وفي الواقع، ما زلنا متفائلين جدًا بشأن الذهب." وفي إشارة إلى إحراز تقدم في ملف التعريفات الجمركية، أبرم الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتفاقًا تجاريًا مع اليابان، يقضي بخفض الرسوم الجمركية على واردات السيارات، ويعفي طوكيو من رسوم جديدة على سلع أخرى، مقابل حزمة من الاستثمارات والقروض بقيمة 550 مليار دولار. وفي السياق نفسه، يقترب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من إبرام اتفاق تجاري مماثل، يتضمن فرض رسوم جمركية بنسبة 15% على بعض السلع الأوروبية مع إعفاء سلع أخرى، بحسب مسؤولين في المفوضية الأوروبية. وقد ارتفعت شهية المخاطرة في الأسواق المالية عمومًا، مدفوعة بالتقدم في المحادثات التجارية والآمال بعقد مزيد من الاتفاقات. وتراجع مؤشر الدولار إلى أدنى مستوياته في أكثر من أسبوعين مقابل العملات الرئيسية، مما جعل الذهب المُسعّر بالدولار الأميركي أقل تكلفة لحائزي العملات الأخرى. وينتظر المستثمرون الآن بيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، إلى جانب بيانات مؤشر مديري المشتريات الأولي الصادر عن "ستاندرد آند بورز غلوبال"، لتقييم مدى متانة الوضع الاقتصادي قبل قرار السياسة النقدية المرتقب من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل. وفيما يخص المعادن النفيسة الأخرى، تراجعت الفضة في المعاملات الفورية بنسبة 0.6% إلى 39.04 دولارًا للأونصة، واستقر البلاتين عند 1410.92 دولارًا، في حين انخفض البلاديوم بنسبة 0.9% إلى 1266.41 دولارًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store