
مراوحة أمنية على حدود لبنان وإسرائيل بغياب الضمانات الأميركية
وخصص الموفد الأميركي اليوم الثاني من برنامج زيارته إلى لبنان، لمهام تقنية، التقى خلالها قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، وزار المنطقة الحدودية في الجنوب، حيث اطلع على مهام الجيش، وأشاد بالمهام التي ينفذها في المنطقة.
استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة المبعوث الأميركي الخاص توماس برّاك، بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون مع وفد مرافق، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات الراهنة.#الجيش_اللبناني #LebaneseArmyhttps://t.co/V139PDpBk7 pic.twitter.com/BNUgNCfvXy
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) July 8, 2025
وبحث قائد الجيش رودولف هيكل، مع الموفد الأميركي الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات الراهنة، وذلك خلال لقاء جمعهما في قيادة الجيش، قبل أن ينتقل برّاك إلى الجنوب، حيث زار منطقة جنوب الليطاني، وأثنى على دور الجيش اللبناني في المنطقة.
وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إن براك تفقّد المنطقة الحدودية، واطلع على المهام التي يقوم بها الجيش اللبناني خلال جولته على الخط الأزرق، كما عاين الدمار الناتج عن الحرب في المنطقة. وشددت المصادر على أن براك «أشاد بدور الجيش اللبناني» خلال جولته في مناطق قطاع جنوب الليطاني، حيث رافقه فيها قائد القطاع العميد الركن نيقولاس تابت، واطلع على كل الإجراءات التي قام بها الجيش لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة.
نجحت زيارة برّاك في فرملة التقديرات اللبنانية التي أشاعت، قبل وصوله إلى بيروت، أجواءً من القلق حول توسعة إسرائيلية للضربات الجوية التي لم تتوقف منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بالنظر إلى أن مضمون اللقاءات وما تسرب عنها عكس أجواءً إيجابية لناحية الترحيب بإعداد الرد اللبناني على الورقة.
وفي مقابل هذه الإيجابية «لم يقدم برّاك ما يدعو للإفراط في التفاؤل» حول نهاية التصعيد، حسبما قالت مصادر لبنانية مواكبة للقاءاته في بيروت، بالنظر إلى أن موفد واشنطن «لم يقدم ضمانات حول وقف الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار، أو لانسحاب إسرائيلي»، وطالب السلطات اللبنانية، خلال لقاءاته «بآليات تتخذها الحكومة، وبخطوات عملية لتنفيذ بنود الورقة الأميركية» التي يتصدرها تنفيذ «حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية»، وتطبيق الإصلاحات المطلوبة.
وخلال اللقاءات، أبلغت الحكومة الموفد الأميركي عزمها على تنفيذ حصرية السلاح، وطالبت بانسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة، وتنفيذ تل أبيب بنود وقف إطلاق النار.
جانب من لقاء الموفد الأميركي توماس برّاك مع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون (إ.ب.أ)
ويرصد المسؤولون اللبنانيون نتائج الزيارة من خلال استكمال التنسيق فيما بينهم، بغرض الإحاطة بنتائج الزيارة، وهو ما ظهرت مؤشراته في اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة نواف سلام برئيس البرلمان نبيه بري، وقال بعده سلام إن الجو جيّد.
ويعتزم الموفد الأميركي إعداد الملاحظات على الرد اللبناني، ويعود بعد أسبوعين للاطلاع على تصوّر لبناني لخطوات تطبيق البنود، وتنفيذ الحكومة لتعهداتها.
تعكس التحركات الإسرائيلية تأكيداً للأجواء التي تحدثت عن أن الجانب الأميركي «لم يقدم أي تعهدات بوقف إسرائيل لانتهاكاتها لاتفاق وقف إطلاق النار». وظهر ذلك في الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث استهدفت مسيّرة إسرائيلية محيط مدينة طرابلس في شمال لبنان، في أوسع عملية استهداف منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وقال الإعلام الإسرائيلي إن الجيش استهدف قيادياً في حركة «حماس» الفلسطينية في شمال لبنان.
وصباحاً، ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه بلدة الضهيرة الحدودية في الجنوب، بعد ساعتين على عمليتي اغتيال نفذتهما طائرات إسرائيلية لعنصرين في «حزب الله».
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان الثلاثاء، إن قواته اغتالت عنصرين من «حزب الله» بعد ظهر الاثنين، بفارق ساعتين. وقال إنه استهدف قائداً في «قوة الرضوان» في منطقة دير كيفا في جنوب لبنان (شرق مدينة صور)، واتهمه بمحاولات إعادة إعمار بنى تحتية لـ«حزب الله»، كما استهدف عنصراً آخر في قرية بيت ليف في جنوب لبنان.
وبينما حافظ الجيش الإسرائيلي على مساره العملياتي في الجنوب، لم يُرصد أي تغيير في المشهد على الضفة اللبنانية من الحدود، حيث قال مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط» إنه «لم يظهر أي تحرك لـ(حزب الله) في المنطقة»، وهو أمر تؤكده مصادر ميدانية قالت إن الوضع في المنطقة الحدودية «لا يسمح أصلاً لأي تحركات للحزب وسواه»، كما أن الخط الثاني من الحدود «لم يُرصد فيه أي تحرك مستجد للحزب»، مضيفة أن الأمر متعذر أصلاً «في ظل المراقبة الإسرائيلية الدائرة، والملاحقات لأي مشتبه بانتمائه للحزب».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 15 ساعات
- الشرق الأوسط
الأمم المتحدة تحذّر من تفاقم الأزمة المستمرة في لبنان نتيجة الحرب
حذّرت الأمم المتحدة من «تفاقم الأزمة المستمرة في لبنان الذي يعاني أصلاً آثار الحرب وأزمات أخرى»، داعية إلى «تحرّك عاجل ومنسّق لإطلاق جهود التعافي فيه»، في وقت تستمر فيه الانتهاكات الإسرائيلية في جنوب لبنان، حيث سُجّل، الخميس، توغل من الجيش الإسرائيلي، واستهدفت غارات عدداً من البلدات. وسُجل، صباح الخميس، توغّل داخل الأراضي اللبنانية في بلدة حولا، حيث تم اختراق الحدود بمسافة تقدّر بنحو 800 متر، وخلال العملية نفّذت القوة الإسرائيلية تفجيراً أدى إلى تدمير غرفة تستعمل للمواشي قبالة موقع العباد، بحسب ما أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام». كما نفذت مسيّرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجه على منطقة حرجية في أطراف بلدة بيت ليف في قضاء بنت جبيل مما أدى إلى اشتعال حريق كبير في المنطقة، لتعود بعدها وتطلق صاروخاً ثانياً بعد نصف ساعة تقريباً من الاستهداف الأول، وذلك لمنع فرق الإطفاء من السيطرة على النيران، وفق «الوطنية». وأطلقت أيضاً القوات الإسرائيلية في تلة الحمامص الرصاص باتجاه محيط رعاة الماشية في منطقة العمرة - الوزاني، ومن ثم قنابل فوق عين عرب والوزاني. حرائق في بيت ليف نتيجة الغارات الإسرائيلية (الوكالة الوطنية للإعلام) وبعد الظهر، نفذت مسيّرة إسرائيلية غارة على سيارة نقل صغيرة في بلدة عيتا الشعب، ما أدى إلى مقتل سائقها. في غضون ذلك، قال الجيش اللبناني إن «وحدة عسكرية مختصة عثرت على جهاز تجسس مموه ومزود بآلة تصوير كان قد وضعه العدو الإسرائيلي في مزرعة بسطرة - حاصبيا، كما عملت الوحدة على تفكيكه». ودعا بيان صادر عن قيادة الجيش المواطنين إلى الابتعاد عن الأجسام المشبوهة وعدم لمسها، والتبليغ عنها لدى أقرب مركز عسكري، حفاظاً على سلامتهم. ومع استمرار تداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان دعت الأمم المتحدة إلى «تحرّك عاجل ومنسّق لإطلاق جهود التعافي في لبنان»، محذّرة من «تفاقم الأزمة المستمرة في بلد يعاني أصلاً آثار الحرب وأزمات أخرى». جاء ذلك في تقرير جديد بعنوان: «الآثار الاجتماعية والاقتصادية لحرب 2024 على لبنان» الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (الإسكوا)، بالتعاون مع منظمة «اليونيسيف»، ومنظمة العمل الدولية، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية. وسلّط التقرير الضوء على الآثار المدمّرة للحرب الإسرائيلية، لافتاً إلى أن النزاع تسبب بتهجير أكثر من 1.2 مليون شخص، وتعرّض نحو 64 ألف مبنى للدمار أو الضرر، وتوقّف التعليم لمئات الآلاف من الطلاب. وكانت المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة، التي تشكّل 90 في المائة من الاقتصاد اللبناني، من بين الأكثر تضرراً، وفي المناطق الأكثر تضرراً من القصف، أُجبر 70 في المائة من المؤسسات على الإغلاق التام. من هنا، يلفت التقرير إلى أن الأثر الاقتصادي كان عميقاً، إذ انكمش الاقتصاد اللبناني بنسبة 38 في المائة بين عامي 2019 و2024. ويوصي التقرير بإعطاء الأولوية لقطاعات حيوية قادرة على الدفع بعجلة النمو، أبرزها الزراعة والبناء والسياحة والصناعة. في هذا السياق، أكدت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان بليرتا أليكو أن «لبنان عند مفترق طرق. وقد أُعدّ هذا التقييم لدعم الحكومة اللبنانية في تحديد الأولويات وصياغة خطة تعافٍ وطنية. ولكي تكون هذه العملية مستدامة وشاملة، لا بدّ لمؤسسات الدولة أن تكون قوية ومجهزة لتقديم الخدمات». وشدّد التقرير على أن «مسار التعافي في لبنان يستوجب تحرّكاً عاجلاً ومنسّقاً بين الحكومة، والجهات المانحة، ووكالات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية». وأكد أن تلبية حجم الحاجات تتطلب تمويلاً كبيراً من مصادر مختلفة، تشمل الموارد المحلية، واستثمارات القطاع الخاص، والمساعدات الإنمائية الدولية، والاستثمار الأجنبي المباشر، مشيراً إلى أنه «من دون تدخل فوري، سيستغرق الانتعاش الاقتصادي وقتاً أطول، وسيتفاقم الفقر، وتضعف المؤسسات الحكومية أكثر، ما سيهدد الاستقرار الاجتماعي في البلاد».


الشرق الأوسط
منذ 16 ساعات
- الشرق الأوسط
لبنان يتفاجأ بطروحات الموفد الأميركي حول تبادل أراضٍ لحل أزمة مزارع شبعا
تفاجأ لبنان الرسمي من طروحات وردت على لسان الموفد الأميركي إلى بيروت توماس براك، بشأن مزارع شبعا، بالنظر إلى أن حديثه عن «تبادل الأراضي» لم يأتِ على ذكره مع أي من المسؤولين اللبنانيين، كما قال مصدر رسمي لبناني، فضلاً عن أن هذا الحديث «منافٍ للورقة التي حملها براك إلى لبنان»، كما يتنافى مع بنود اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وقال براك في لقاء مع مجموعة صغيرة من الإعلاميين الأربعاء: «ذهبتُ إلى مزارع شبعا. بصراحة، ظننت أنها مزرعة خيول أصيلة من كنتاكي. وأنها أجمل قطعة أرض رآها أحد على الإطلاق». وأضاف متسائلاً: «على ماذا يتقاتلون؟ لم أفهم الأمر. ما زلتُ لا أفهمه تماماً، إنه أمرٌ يتعلق بالحدود». وتابع: «لنتبادل بعض الأراضي المحيطة بها. الأمر يتعلق بالأرض. هذه أرضٌ لا قيمة لها». براك خلال تصريحه من مقر الحكومة اللبنانية في بيروت (أ.ف.ب) وأثار موقف براك دهشة في الأوساط الرسمية اللبنانية، بالنظر إلى أن المقترح المتعلق بتبادل أراضٍ في شبعا «يُطرح للمرة الأولى، ولم نسمعه منه، أو أي من الموفدين الأميركيين في السابق»، حسبما تقول مصادر رسمية مواكبة للقاءات براك في بيروت. وأوضحت المصادر أن الحديث عن تبادل أراضٍ «طُرح في السابق من قبل الأميركيين ضمن مقترحات لحل أزمة النقاط الـ13 على الخط الأزرق التي تحتلها إسرائيل منذ العام 2006، وكان من بين المقترحات تبادل أراضٍ لحل المشكلة»، علماً أن الدولة اللبنانية لم تقبل بحل مشابه. وأكدت المصادر أن الموضوع المتصل بمزارع شبعا «لم يطرح هذا الأمر بتاتاً». وقالت المصادر إن تصريحه الأخير الذي أثار لغطاً «منافٍ للورقة التي حملها براك أخيراً إلى بيروت، والتي تتضمن تطبيقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، وحل النزاعات الحدودية على الخط الأزرق، وترسيم حدود لبنان بالجزء اللبناني من مزارع شبعا»، مشيرة إلى أن الأوراق التي حملها براك إلى بيروت «تتضمن انسحاباً من الجزء اللبناني من مزارع شبعا، وتحديد الحدود الدولية في تلك النقاط». الموفد الأميركي إلى لبنان توماس براك خلال زيارته إلى بيروت (أ.ف.ب) وتمثل مزارع شبعا نقطة نزاع حدودي منذ انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000، إلى جانب تلال كفرشوبا أيضاً، والتي تقع جميعها في مثلث الحدود مع سوريا أيضاً. وتتمسك بيروت بلبنانية الجزء اللبناني من مزارع شبعا التي احتلتها إسرائيل في العام 1967. اليوم، وفي الورقة الأميركية التي حملها براك، يتصدر ملف مزارع شبعا الجانب المتصل بعلاقة لبنان مع سوريا، إلى جانب ترسيم الحدود الأخرى في الشمال والشرق والمياه الاقتصادية. وينتظر ذلك اتفاقات بين لبنان وسوريا. وقالت مصادر وزارية لبنانية لـ«الشرق الأوسط» إن الاتصالات حول هذه الملفات مع الجانب السوري «لم تتفعّل بعد»، مشيرة إلى أن هذه الملفات كان يفترض أن تُبحث مع وزير الخارجية السوري أسعد شيباني الذي كان يُتوقع أن يزور لبنان منذ ما قبل الحرب الإسرائيلية–الإيرانية، ولم يزر لبنان بعد. وتفيد وثائق السلطات اللبنانية بأن مزارع شبعا احتلتها إسرائيل على ثلاث مراحل: الأولى بين عامي 1967 و1969، والثانية بين عامي 1969 و1972، والثالثة بين عامي 1972 و1990. وتفيد بأن ذروة التصعيد كانت في 12 أبريل (نيسان) 1989 عندما رفض الأهالي عرضاً إسرائيلياً للتوقيع على صكوك بيع لممتلكاتهم ومغادرة المنطقة. يومها «حضرت قوة إسرائيلية وأرغمت 300 شخص لبناني على مغادرة أراضيهم باتجاه بلدة شبعا، وطُردوا تحت إطلاق الرصاص عليهم»، علماً أنه قبل هذه الحادثة «كانت نحو 400 عائلة تقيم في المنطقة بشكل شبه دائم، في حين تقيم 500 عائلة أخرى بشكل موسمي». وبعد ذلك، منعت القوات الإسرائيلية 600 لبناني يمتلكون الأراضي والمزارع من الاستثمار في ملكياتهم في مزارع شبعا. هذه الوقائع التي يتمسك بها لبنان، إضافة إلى تقليل براك من شأن تمسك بيروت بلبنانية مزارع شبعا، أثارت امتعاضاً في لبنان. واعتبر عضو كتلة «التنمية والتحرير» النائب قاسم هاشم الذي يتحدر من بلدة شبعا أن «كلام الوسيط الأميركي توم براك حول مزارع شبعا لا قيمة له»، مشدداً على أن «قيمة المزارع وكل شبر من أرض لبنان لا تقاس كما يقدر الخارج أياً كان مبعوثاً أو وسيطاً، فكيف إذا كان ممن يعتبر كبيرهم أن كل هذا العالم لا يستحق أن يكون إلا جزءاً من سيطرتهم، وخاضعاً لإرادتهم وسلطتهم». وأكد أن «أصحاب الأرض هم يقدرون قيمتها».


الشرق الأوسط
منذ 16 ساعات
- الشرق الأوسط
عون: اللبناني تعب ولم يعد يتحمل حرباً أخرى
أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون «أننا أمام مفترق طرق مفصلي، وقد يكون مصيرياً، ووحدتنا وتعاوننا وتضامننا هي الأساس، لكن للأسف بعضهم لا يملك حس المسؤولية ويسعى إلى تسويق جو عاطل جداً، ويصر على تسريب شائعات لا أساس لها». وعدّ أنه «لكل جماعة لبنانية قيمة مضافة تقدمها للبنان، خصوصاً جماعة السنة التي تعطيه قيمتين كبيرتين: الاعتدال في الداخل، وتأكيد انتماء لبنان إلى محيطه العربي». الرئيس عون أمام مفتي الجمهورية اللبنانية ومفتي المناطق:- نحن على مفترق طرق مفصلي وقد يكون مصيريا، وحدتنا وتعاوننا وتضامننا أساسيون كي نواجه كافة التحديات.- الخطأ المميت الذي ارتكبه اللبنانيون في السابق هو الاستقواء بالخارج ضد الآخر في الداخل وشهدنا تبعات هذا الأمر، أنا اريد... — Lebanese Presidency (@LBpresidency) July 24, 2025 وشدد رئيس الجمهورية على أن «اللبناني تعب، ولم يعد قادراً على تحمل أي حرب إضافية، ونحن لا نريد أن نأخذ البلد إلى المزيد من الدماء. لدينا فرص كبيرة جداً، وأنتم تشاهدون كيف أن إخواننا العرب يفتحون أياديهم ويأتون إلينا. علينا أن نربح هذه الفرص وننقل بلدنا من وضع إلى آخر». حديث عون جاء خلال استقباله مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، يرافقه وفد من مفتي المناطق، والتقوا أيضاً رئيس البرلمان نبيه بري. وتوجه دريان إلى عون خلال اللقاء قائلاً: «نحن نشعر أن هناك خوفاً وقلقاً لدى اللبنانيين، وما من أحد يطمئنهم إلا فخامتكم. فأنتم رمز وحدة لبنان ووحدة اللبنانيين. وأنتم مؤتمنون على (اتفاق الطائف) والدستور». وأضاف: «نحن أمام مرحلة صعبة، ونواجه الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على وطننا. إن القرار (1701)؛ منذ وضع على الطاولة، لم ينفذ إلا من الجانب اللبناني. والجانب الإسرائيلي لم يلتزم به أبداً. وبعده أتى وقف إطلاق النار من جانب واحد هو الجانب اللبناني. واليوم يتم طرح اتفاقيات جديدة. فليتم تنفيذ القرار (1701) الذي يتضمن كافة الأمور، بكامل مندرجاته، فيتم الاستغناء عن اتفاقيات جديدة...». وأكد المفتي دعمه عون وتنفيذ خطاب القسم «الذي نعتبره مدخلاً لإنقاذ لبنان واللبنانيين». وأثنى على «التنسيق والتعاون بين الرئاسات الأساسية الثلاث، لكي يكون الموقف اللبناني موحداً. وهذا ما تم من خلال الورقة اللبنانية التي وضعتموها معاً وتم تقديمها إلى المبعوث الأميركي». وأكد دريان «أننا في لبنان لا يحمينا إلا الالتفاف حول المؤسسات الدستورية، ووحدتنا الوطنية، وعيشنا المشترك الذي نحن متمسكون به إلى أبعد الحدود. كما أننا متمسكون بالدستور و(اتفاق الطائف) الذي أنهى الحرب الدامية التي مر بها لبنان. ونعول عليكم الكثير لكي نجتاز هذه المرحلة الحساسة والدقيقة؛ لأن المواطنين متخوفون من تجدد الحرب الإسرائيلية على لبنان، كما نعول عليكم لكي تطمئنوا اللبنانيين». وشدد على أن «وحدتنا اللبنانية والوطنية هي التي تحمينا، ونحن متكاتفون إزاء الاعتداءات الإسرائيلية، فالعدو الإسرائيلي لديه مطامع بأرضنا وجونا ومياهنا»، وقال: «نحن جزء من الأمة العربية الكبرى، وما أريد قوله بكل وضوح وصراحة: إننا مع الإجماع العربي، وما يتفق عليه العرب جميعاً فنحن معهم فيه». وبعد اللقاء، قال دريان أمام الصحافيين: «لمسنا من فخامة الرئيس حرصه الكبير على مضامين خطاب القسم وإصراره على المضي به قدماً، وهذا من الأمور المهمة التي تحفظ استقرار وأمن لبنان واللبنانيين». وأكد «أننا في لبنان نعيش كأسرة واحدة لا يفرقنا أحد، وهذه فرصة لنؤكد وحدتنا الوطنية التي هي أقوى سلاح في وجه أطماع العدو الصهيوني بأرضنا». ونقل دريان عن رئيس البرلمان، نبيه بري، تفاؤله بأن «الأوضاع سوف تتجه إلى الأفضل والأحسن، مع أن الأجواء لدى الناس هي حالة من التخوف... لكن ما دامت هناك وحدة موقف لبناني بين فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس مجلس النواب ودولة رئيس مجلس الوزراء، وفي تقديم الجواب الواضح للمبعوث الأميركي، فنحن مطمئنون إلى أن الأمر اللبناني ممسوك من قبل الرؤساء الثلاثة». رئيس البرلمان نبيه بري متوسطاً وفد المفتين برئاسة المفتي عبد اللطيف دريان (رئاسة البرلمان) وأثنى دريان على دور بري، الذي وصفه بـ«الضمانة الوطنية الصادقة»، وقال «إنه يعمل بجد من أجل إخراج لبنان من أزماته، وتجنيب لبنان الحرب الإسرائيلية، وهو يتابع هذا الملف بعناية كبيرة وحذر شديد على لبنان واللبنانيين». رئيس البرلمان نبيه بري والمفتي عبد اللطيف دريان (رئاسة البرلمان) وأضاف: «نحن في حالة تفاؤل كبير، وإن شاء الله الأمور ممسوكة في لبنان، والأزمات التي قد تحصل من وقت إلى آخر لا يمكن أن تُحل إلا بوحدة اللبنانيين. نحن في دار الفتوى موقفنا واضح وصريح... لا نتكلم أبداً بلغة مذهبية أو طائفية، بل بلغة جامعة لكل اللبنانيين. نتمنى على كل السياسيين أن يتحلوا بهذه الروح الجامعة؛ حتى يكونوا بالفعل في خدمة لبنان وفي خدمة اللبنانيين».