
مراوحة أمنية على حدود لبنان وإسرائيل بغياب الضمانات الأميركية
وخصص الموفد الأميركي اليوم الثاني من برنامج زيارته إلى لبنان، لمهام تقنية، التقى خلالها قائد الجيش اللبناني العماد رودولف هيكل، وزار المنطقة الحدودية في الجنوب، حيث اطلع على مهام الجيش، وأشاد بالمهام التي ينفذها في المنطقة.
استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة المبعوث الأميركي الخاص توماس برّاك، بحضور السفيرة الأميركية في لبنان ليزا جونسون مع وفد مرافق، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات الراهنة.#الجيش_اللبناني #LebaneseArmyhttps://t.co/V139PDpBk7 pic.twitter.com/BNUgNCfvXy
— الجيش اللبناني (@LebarmyOfficial) July 8, 2025
وبحث قائد الجيش رودولف هيكل، مع الموفد الأميركي الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة والتطورات الراهنة، وذلك خلال لقاء جمعهما في قيادة الجيش، قبل أن ينتقل برّاك إلى الجنوب، حيث زار منطقة جنوب الليطاني، وأثنى على دور الجيش اللبناني في المنطقة.
وقالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» إن براك تفقّد المنطقة الحدودية، واطلع على المهام التي يقوم بها الجيش اللبناني خلال جولته على الخط الأزرق، كما عاين الدمار الناتج عن الحرب في المنطقة. وشددت المصادر على أن براك «أشاد بدور الجيش اللبناني» خلال جولته في مناطق قطاع جنوب الليطاني، حيث رافقه فيها قائد القطاع العميد الركن نيقولاس تابت، واطلع على كل الإجراءات التي قام بها الجيش لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في المنطقة.
نجحت زيارة برّاك في فرملة التقديرات اللبنانية التي أشاعت، قبل وصوله إلى بيروت، أجواءً من القلق حول توسعة إسرائيلية للضربات الجوية التي لم تتوقف منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بالنظر إلى أن مضمون اللقاءات وما تسرب عنها عكس أجواءً إيجابية لناحية الترحيب بإعداد الرد اللبناني على الورقة.
وفي مقابل هذه الإيجابية «لم يقدم برّاك ما يدعو للإفراط في التفاؤل» حول نهاية التصعيد، حسبما قالت مصادر لبنانية مواكبة للقاءاته في بيروت، بالنظر إلى أن موفد واشنطن «لم يقدم ضمانات حول وقف الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار، أو لانسحاب إسرائيلي»، وطالب السلطات اللبنانية، خلال لقاءاته «بآليات تتخذها الحكومة، وبخطوات عملية لتنفيذ بنود الورقة الأميركية» التي يتصدرها تنفيذ «حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية»، وتطبيق الإصلاحات المطلوبة.
وخلال اللقاءات، أبلغت الحكومة الموفد الأميركي عزمها على تنفيذ حصرية السلاح، وطالبت بانسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة، وتنفيذ تل أبيب بنود وقف إطلاق النار.
جانب من لقاء الموفد الأميركي توماس برّاك مع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام بحضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون (إ.ب.أ)
ويرصد المسؤولون اللبنانيون نتائج الزيارة من خلال استكمال التنسيق فيما بينهم، بغرض الإحاطة بنتائج الزيارة، وهو ما ظهرت مؤشراته في اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة نواف سلام برئيس البرلمان نبيه بري، وقال بعده سلام إن الجو جيّد.
ويعتزم الموفد الأميركي إعداد الملاحظات على الرد اللبناني، ويعود بعد أسبوعين للاطلاع على تصوّر لبناني لخطوات تطبيق البنود، وتنفيذ الحكومة لتعهداتها.
تعكس التحركات الإسرائيلية تأكيداً للأجواء التي تحدثت عن أن الجانب الأميركي «لم يقدم أي تعهدات بوقف إسرائيل لانتهاكاتها لاتفاق وقف إطلاق النار». وظهر ذلك في الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة لاتفاق وقف إطلاق النار، حيث استهدفت مسيّرة إسرائيلية محيط مدينة طرابلس في شمال لبنان، في أوسع عملية استهداف منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، وقال الإعلام الإسرائيلي إن الجيش استهدف قيادياً في حركة «حماس» الفلسطينية في شمال لبنان.
وصباحاً، ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية باتجاه بلدة الضهيرة الحدودية في الجنوب، بعد ساعتين على عمليتي اغتيال نفذتهما طائرات إسرائيلية لعنصرين في «حزب الله».
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان الثلاثاء، إن قواته اغتالت عنصرين من «حزب الله» بعد ظهر الاثنين، بفارق ساعتين. وقال إنه استهدف قائداً في «قوة الرضوان» في منطقة دير كيفا في جنوب لبنان (شرق مدينة صور)، واتهمه بمحاولات إعادة إعمار بنى تحتية لـ«حزب الله»، كما استهدف عنصراً آخر في قرية بيت ليف في جنوب لبنان.
وبينما حافظ الجيش الإسرائيلي على مساره العملياتي في الجنوب، لم يُرصد أي تغيير في المشهد على الضفة اللبنانية من الحدود، حيث قال مصدر أمني لبناني لـ«الشرق الأوسط» إنه «لم يظهر أي تحرك لـ(حزب الله) في المنطقة»، وهو أمر تؤكده مصادر ميدانية قالت إن الوضع في المنطقة الحدودية «لا يسمح أصلاً لأي تحركات للحزب وسواه»، كما أن الخط الثاني من الحدود «لم يُرصد فيه أي تحرك مستجد للحزب»، مضيفة أن الأمر متعذر أصلاً «في ظل المراقبة الإسرائيلية الدائرة، والملاحقات لأي مشتبه بانتمائه للحزب».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

العربية
منذ 2 ساعات
- العربية
نعيم قاسم: سلاح حزب الله شأن لبناني داخلي ولن نقبل بتسليمه لإسرائيل
قال الأمين العام لـ"حزب الله" اللبناني، نعيم قاسم، إن مسألة السلاح شأن لبناني داخلي، "ولن نقبل بتسليم السلاح لإسرائيل". وأضاف نعيم قاسم، خلال الذكرى السنوية لمقتل القائد العسكري للحزب فؤاد شكر، أن إسرائيل "تنتظر نزع السلاح للتوسع من النقاط الخمس حتى تحتل القرى الباقية وللتوسع تدريجيًا". وقال: "لبنان أمام خطر وجودي وكل طوائفه مهددة، من خطر داعش والعدو الإسرائيلي.. المسألة ليست نزع سلاح، بل هي خطر كبير"، واعتبر أن "استمرار التجريف والنسف على الحدود ومنع أهالي القرى من عناوين التوسع لا الحفاظ على الأمن". وتحدث الأمين العام لـ"حزب الله" عن الاتفاق الذي أفضى إلى وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، قائلا إن إسرائيل لم تنفذه، وأشار إلى أن "الاتفاق حصرًا في جنوب الليطاني، والسلاح مسألة لبنانية". وتشدّد إسرائيل على أنها ستواصل العمل "لإزالة أي تهديد" ضدها، ولن تسمح للحزب بإعادة ترميم قدراته بعد الحرب التي تلقى خلالها خسائر كبيرة على صعيد البنية العسكرية والقيادية.


الشرق الأوسط
منذ 3 ساعات
- الشرق الأوسط
قاسم: كل من يطالب بتسليم السلاح يخدم المشروع الإسرائيلي
جدد أمين عام «حزب الله» اللبناني، نعيم قاسم، الأربعاء، ربط البحث بشأن سلاحه بالانسحاب الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة وشن هجوماً على كل من يطالب بهذا الأمر قائلاً: «كل من يطالب بتسليم السلاح اليوم يطالب بتسليمه إلى إسرائيل ويخدم المشروع الإسرائيلي». وانتقد قاسم المبعوث الأميركي توم برّاك متهماً إياه بأنه «يصنع مشكلة في البلد ويقلب الحقائق... وفوجئ بأن الموقف اللبناني الرسمي كان موحداً بضرورة توقف العدوان قبل مناقشة مسألة السلاح». ورفض قاسم أن ينسحب اتفاق وقف إطلاق النار على شمالي الليطاني، وقال: «نحن ساعدنا الدولة على تنفيذ الاتفاق الذي هو حصراً في جنوب الليطاني ومن يربط وقف إطلاق النار بسحب السلاح فقولوا له إن هذا الأمر شأن داخلي». وتابع: «فليتوقف العدوان ولتنسحب إسرائيل وليعاد الأسرى وبعدها خذوا منّا أحلى نقاش وتجاوباً من أفضل أنواع التجاوب». وأضاف: «نحن نعمل بمسار المقاومة لتحرير الأرض بأدوات معينة وهي موجهة حصراً تجاه إسرائيل والمسار السياسي لبناء الدولة ولا نغلب مسار دون مسار». واعتبر أن «المقاومة هي دعامة للجيش لتكون ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة فعالة وليست شكلية». وجدد قاسم رمي مسؤولية إعادة الاعمار على الدولة، قائلا: «على الدولة القيام بواجبين رئيسيين هما: إيقاف العدوان بكل السبل و إعادة الإعمار حتى لو من خزينتها».


العربية
منذ 3 ساعات
- العربية
زياد.. بين الموسيقى والسياسة !
لم تكن آراء زياد الرحباني السياسية بجمال ألحانه الموسيقية، فكما أن موهبته الموسيقية انفجرت مبكراً، ولحن أول لحن له وهو في الرابعة عشرة من عمره، فإن راديكاليته السياسية بدأت في السن ذاتها، حيث يروي كيف قال لوالده عاصي الرحباني، بحماسة حادة، إنه سيخرج من المنزل لمناصرة بيير الجميّل، زعيم حزب الكتائب، بينما أمره والده أن يذهب إلى غرفة نومه ! تأرجح زياد الرحباني بين رياح السياسة منذ صغره، وبدا في كثير من الأحيان تائهاً في دهاليز الشعارات السياسية، لكن تأثره بالأفكار اليسارية وعاطفته المضطربة تجاه مظالم الشعوب المضطهدة جعلاه ميّالاً إلى القضايا والجماعات الوطنية، حتى إنه تمرد على بيئته وانتقل للعيش في بيروت الغربية في عز انقسام اللبنانيين إبّان الحرب الأهلية ! انغمس زياد طيلة سنوات عمره في طرح الآراء السياسية الجريئة ونقد السياسيين من خلال برامجه الإذاعية ومسرحياته، حتى أصبح من رموز التمرد، ويروى أن والدته، أيقونة الغناء فيروز، لبت دعوة غداء من زوجة الرئيس السوري حافظ الأسد، وعندما انضم الأسد إلى المائدة، قالت له فيروز إن زياد لا يوفر أحداً من النقد في برنامجه الإذاعي، فالتقط الأسد كلامها على أنه رجاء لتحمّل انتقادات ابنها، ووجه أجهزته الأمنية بعدم التعرض لزياد ! ويُؤخذ على زياد أنه لم يُظهر تعاطفاً مع معاناة الشعب السوري خلال حرب الاضطهاد التي مارسها بشار الأسد، ولم يرَ مشكلة في تنمّر حزب الله على اللبنانيين وممارسته سياسات تسلطية جلبت الموت والدمار للبنان، وهذا أمر مستغرب من شخص نشأ منذ صغره مسكوناً بالأفكار المناصِرة للشعوب والمناهِضة للأنظمة والأحزاب المستبدة ! وربما هو قدر بعض المبدعين أن يولَد نبوغهم وإبداعهم من رحم الاضطراب في الأفكار والمواقف السياسية، وفي التاريخ نماذج كثيرة ! ويشفع لزياد الرحباني، أن آراءه ومواقفه السياسية لم تتجاوز حدود الفكر، فلم يحمل سلاحاً، ولم يعذب جسداً، ولم يقتل نفساً، بينما قدمت موسيقاه الشفاء لكثير من الناس، ويكفي أن تستمع لأجمل أغاني فيروز لتدرك قيمة زياد !