
العلاقات الأميركية - الخليجية: أكثر من المال بكثير
بقلم: آنا برسكي
صفقات سلاح خيالية بقيمة نحو 142 مليار دولار، وطلب 30 طائرة بوينغ 737 خلال زيارة دونالد ترامب كبادرة طيبة للضيف المحترم، وطائرة رئاسية جديدة، وحتى نمر عربي هدية على شرف الرئيس، هذه هي القائمة الجزئية للإنجازات، الاتفاقات، والهدايا التي تمكن الرئيس الأميركي من الحصول عليها في اليوم الأول لزيارته السياسية في الشرق الأوسط. ستتسع القائمة الرائعة بالتأكيد في سياق الحدث. وصل ترامب، فنان الصفقات الكبرى، إلى الشرق الأوسط كي يجني المال ويترك الأثر. حتى الآن هو بالتأكيد ينجح في المهمتين. من ينظر إلى الجانب، مشاهد خارجي فقط، يتابع لكن لا يشارك، هو رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو.
من المشكوك فيه أن يكون نتنياهو متفاجئاً بدور إسرائيل في هذه المسرحية اللامعة، مثلما فوجئ كثيرون هنا سلبا. بخلاف المتفاجئين، يعرف نتنياهو بأن ليست كل مصالح أميركا وإسرائيل متطابقة. لكنه لا يروي هذا للجمهور الغفير؛ فلماذا يحتاج ليمس بصورته كساحر لا ينهزم أمام الأميركيين؟ ولهذا فإن هذه الصراحة تفجرت في وجوه الكثيرين في الأيام الأخيرة.
الحقيقة تكون مؤلمة أحياناً. والحقيقة هي أن ترامب لم يهجرنا حقاً لسبب بسيط هو أنه لم يتمسك بنا أبدا. فمع أو بدون نتنياهو، لترامب مشاعر أساسية تجاه إسرائيل، وهذا لم يتغير. أما الموقف الشخصي من نتنياهو فهذه قصة أخرى. تغير هذا الموقف مقارنة بولاية ترامب الأولى، وقد تغير سلبا. لكن النقطة الأهم في فهم الصورة الشاملة هي أن ترامب مخلص أساسا لنفسه ولأعماله التجارية، وهذا بالضبط هو جوهر الرحلة إلى الخليج: أعمال تجارية. يؤمن ترامب إيمانا كاملا بأن ما هو خير لتجارته خير لتجارة أميركا. هكذا ببساطة. هذه العقيدة بكاملها، على ساق واحد.
يتكلم نتنياهو الإنجليزية الطليقة واللامعة، لكنه لا يتحدث مع ترامب بلغته، لغة التجارة. وعليه، هذا الأسبوع، على الأقل، كان رئيس وزراء إسرائيل غير ذي صلة بضيف الشرف لدى زعماء دولة الخليج. نتنياهو لا يمكنه أن ينافس زعماء السعودية، قطر أو الإمارات، في حجوم الصفقات بقيمة مليارات الدولارات. إسرائيل ليست هناك، ولا تبدأ بالاقتراب من المناطق ذات الصلة.
كما أن نتنياهو لا يساعد ترامب في مجال آخر، لا يرتبط بالمليارات، حيث لا يساعده في التقدم إلى جائزة نوبل للسلام. صحيح أن السلام الدراماتيكي لم يبدأ هنا في زمن زيارة الرئيس الأميركي، لكن ترامب لا يتوقف عندنا. ليس له ما يكسبه. لا توجد إيماءات طيبة مجانية، ونتنياهو غير مستعد ليعطيه مقابلا مساويا. لا يوجد شيء شخصي هنا، بل تجارة صرفة فقط.
هذا لا يعني أن الرئيس الأميركي انقلب لدرجة انه لا يلتقي رئيس وزراء إسرائيل، بل مستعد ليصالح شخصا آخر مثل الجولاني، زعيم سورية الجديد. يريد احمد الشرع أن يعرض على ترامب قدرة وصول إلى حقول النفط والغاز في سورية وامتيازات لبناء برج ترامب في دمشق. لهذا السبب، فإن المقابل بالتأكيد سيأتي. سيلتقي ترامب الجولاني بل سيرفع العقوبات عن سورية. ومثلما قال فإنه "يعطي فرصة" للشاب الفهيم.
دور نتنياهو بصفته مشاهدا لا يمكن أن يتغير. إذا جاءت صفقة مخطوفين قوية بما يكفي للاقتراب من هجوم تحقيق السلام المنشود فإننا سنرى ترامب ينثر الثناء على الصديق بيبي. ستكون الصفقة الجزئية مهمة جدا لنا قبل كل شيء. إذ إن كل مخطوف يعود إلى الديار هو عالم بكامله. حسب "مقياس ترامب" لم يكن هذا حدثا بحجم إنهاء القتل ووقف نار دائم بفضله يمكن لترامب أن يعرض نفسه كمن يحل السلام.
وعليه، في إسرائيل سيواصلون المتابعة عن كثب، والتركيز على التقديرات لسياق الطريق. في إطار العلاقات الأميركية مع دول الخليج فإن المال ليس مالا فقط. هذا دوما اكثر بكثير من ذلك. الارتباط التجاري معناه أيضا ارتباط شخصي وارتباط سياسي. كيف بالضبط سيعبر هذا عن نفسه؟ سنرى قريبا.
عن "معاريف"

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


جريدة الايام
منذ 22 دقائق
- جريدة الايام
"الأيام" ترصد مشاهد جديدة من العدوان المستمر على غزة
واصلت "الأيام" نقل مشاهد جديدة من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، ورصدت أبرز القصص التي تُوثق المعاناة الإنسانية، وتفاقم معاناة المواطنين، خاصة في ظل استمرار الهجمات، وتشديد الحصار، وتصاعد المجازر، ومواصلة عمليات التدمير في رفح. ومن أبرز المشاهد الجديدة التي رصدتها "الأيام"، مشهد يوثق وجود شركات مدنية داخل رفح، تقوم آلياتها بتدمير المنازل، ومشهد آخر تحت عنوان: "شمال القطاع تحت النار"، ومشهد ثالث جاء تحت عنوان: "سرقة ساعات من الفرح". جرافات مدنية تُدمر رفح كثف جيش الاحتلال عمليات التدمير في عموم قطاع غزة، ومحافظة رفح على وجه الخصوص، وبات يستخدم 3 طرق لتدمير المنازل والبنية التحتية، وهي قصفها من الجو، ونسفها بواسطة زرع المتفجرات فيها، أو تفجير آليات غير مأهولة "روبوتات"، مُحمّلة بالمتفجرات، أو من خلال عشرات الجرافات المتوسطة والكبيرة، التي تقوم بتدمير وهدم المنازل. ولم يعد التدمير المتواصل في محافظة رفح جنوب القطاع، مقتصراً على الجيش الإسرائيلي، إذ يستعين الأخير بشركات مدنية، جلبت جرافات ومُعدات ثقيلة، وتُشارك في تدمير منازل المواطنين في رفح، ما سرّع العملية، وجعلها أكثر شمولية، لتطال كافة الأحياء، والمخيمات، والقرى والبلدات في المحافظة. وأظهر أكثر من مقطع فيديو نشرها جنود الاحتلال خلال الفترات الماضية، وجود شركات إسرائيلية تُشارك في تدمير مدينة رفح، من بينها شركة مدنية تدعى "مشك عفار المحدودة"، تستخدم آلياتها وحفاراتها في هدم منازل المدنيين في رفح. وفي وقت سابق، أظهر الفيديو أحد موظفي الشركة أثناء قيادته جرافة داخل رفح، قائلاً، إن "الشركة هدمت عشرات المنازل، وإن رئيس الشركة سيهدم بنفسه مسجداً في رفح". وقال المواطن إبراهيم بركات، إنه شاهد مقطع فيديو نشره أحد جنود الاحتلال تظهر فيه جرافات مدنية كبيرة لونها أصفر، تقوم بهدم بناية سكنية في الحي الذي كان يُقيم فيه بمدينة رفح، ونزح منه قسراً في نهاية آذار الماضي. وأشار بركات إلى أن الآليات المدنية متواجدة في رفح منذ ما قبل التهدئة، وهي المسؤولة عن تدمير غالبية مساكن المواطنين، بل وتحويل أحياء بأكملها إلى أرض منبسطة بعد سرقة الركام. ووفق خبراء ومحللين فإن مشاركة شركات إسرائيلية متخصصة في تدمير منازل المواطنين، تُعد سابقة في غزة ولم تحدث من قبل، وذلك يعود لعدة أسباب قد يكون منها وجود أزمة في عدد الآليات والحفارات العسكرية لدى جيش الاحتلال الذي يتواجد حالياً في عدة مناطق داخل قطاع غزة، ويهدم في قرى حدودية جنوب لبنان. وأمام حجم الدمار الكبير، قدّرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة بنحو 40 مليار دولار، وأكدت أن التعافي من الدمار الهائل وغير المسبوق الذي لحق بالقطاع بسبب العدوان الإسرائيلي الممتد قد يستغرق عدة عقود. شمال القطاع تحت النار شهدت الغارات والهجمات الجوية والقصف المدفعي على مناطق شمال قطاع غزة، تصاعداً كبيراً خلال الأيام والساعات الماضية، مع استمرار تعميق العمليات البرية في تلك المناطق. ووفق مصادر محلية وشهود عيان، فإن الوضع في مناطق بلدة ومخيم جباليا، وبلدتي بيت حانون، وبيت لاهيا، أصبح صعباً وخطيراً، فالطائرات تسقط عشرات الأطنان من المتفجرات على المنازل والأحياء في تلك المناطق، بينما تُلاحق المُسيّرات المواطنين، وتستهدفهم بشكل مباشر، في حين تتقدم الدبابات باتجاه ما تبقى من مناطق، وتُحاصر مستشفيات، ومراكز إيواء، وغيرها. ومؤخراً، أصدر جيش الاحتلال أوامر نزوح وإخلاء واسعة، شملت أكثر من نصف مساحة محافظة شمال قطاع غزة، وهي أحياء غبن، والشيماء، وفدعوس، والمنشية، والشيخ زايد، والسلاطين، والكرامة، ومشروع بيت لاهيا، والزهور، وتل الزعتر، والنور، وعبد الرحمن، والنهضة، ومعسكر جباليا. وذكرت مصادر محلية، أن إخلاء هذه المناطق يُمهّد لفصل مدينة غزة عن شمال القطاع، وإقامة "محور ميفلاسيم"، الذي توقف العمل فيه سابقاً. وأكد مواطنون أن الاحتلال ضاعف الضغط على سكان شمال القطاع، وأن طائراته تستهدف بيوتاً مأهولة بشكل يومي، ما ينشر الرعب والهلع، ويُجبر الآلاف على النزوح يومياً. وقال المواطن إبراهيم مسعود، من سكان شمال القطاع، إنه في البداية كان يرفض فكرة النزوح، ولا يرغب في ترك منزله مرة أخرى، لكن مع تصاعد الهجوم، أصبح يعتقد أن البقاء في المنزل، في الأيام المقبلة، يعني الموت الحتمي، لذلك قرر النزوح، وتحرك وعائلته باتجاه غرب مدينة غزة، لكنه وجد الوضع هناك صعباً، حتى اتصل به شقيقه المقيم جنوب القطاع، وطلب منه أن يأتي إلى مواصي خان يونس، وبالفعل انتقل جنوباً. وأشار مسعود إلى أن ما يحدث حالياً يشبه تماماً السيناريو الذي حدث قبل اتفاق التهدئة، من حيث الضغط على المواطنين المتبقين في محافظة شمال القطاع، بهدف دفعهم إلى النزوح، وتفريغ مناطق شمال القطاع. ولفت إلى أن عدد المتواجدين شمال القطاع تراجع وتناقص بشكل كبير، ويبدو أن الاحتلال عازم على تفريغ شمال القطاع تماماً من السكان، وخلق رفح جديدة في أقصى الشمال، وهذا يُنذر بالأسوأ في قادم الأيام. وأوضح شهود عيان أن عمليات جيش الاحتلال تركزت خلال اليومين الماضيين على مناطق "معسكر جباليا، وأحياء غبن، والشيماء، وفدعوس، والمنشية، والشيخ زايد، والسلاطين، والكرامة، ومشروع بيت لاهيا، والزهور، وتل الزعتر، والنور، وعباد الرحمن، والنهضة". سرقة ساعات من الفرح وسط الموت، والمعاناة، والجوع، والنزوح، والقهر، يُحاول النازحون في مدينتي خان يونس ودير البلح، وغرب مدينة غزة، سرقة سويعات من الفرح، للترويح عن أنفسهم، ومحاولة نسيان الواقع الأليم. وباتت حفلات الزواج الصغيرة، التي تُقام في الخيام، إحدى وسائل الفرح والترويح للعائلات النازحة، حيث تُقام بعض الحفلات في المخيمات، بغرض إشهار الزواج. وقالت المواطنة "أم عطا"، وهي نازحة من رفح منذ أكثر من عام، وتعيش في خيمة غرب خان يونس، إن شقيقها الذي انتظر طويلاً انتهاء الحرب، قرر أخيراً الزواج في خيمة، وقد استغلت وشقيقاتها المناسبة، بإقامة حفلة صغيرة، وصنعن الفرح لهن ولعائلاتهن. وبينت "أم عطا"، أنهن جهزن خيمة، لتصبح بمثابة صالة أفراح صغيرة، ودعون الجارات والصديقات، واحتفلن بشقيقهن وعروسه، في أجواء أسهمت في إسعادهن، ولو لبعض الوقت. وأشارت إلى أن جاراتها وصديقاتها شاركنها الفرحة، وكن سعيدات، موضحة أن الفلسطينيين شعب يحب الفرح والحياة، حتى وإن فُرض عليه الموت والنزوح. بينما تُحاول الكثير من العائلات الترويح عن أبنائها وإسعادهم في ظل الموت، حيث بات شاطئ البحر الذي يقطن النازحون على مقربة منه، متنفساً للعائلات. ويومياً، ينتشر عشرات الآلاف من النازحين على الشاطئ، بعضهم يجلسون ويتسامرون، بينما يلهو الأطفال في الرمال، وبعضهم يمارسون السباحة، وآخرون يلعبون الكرة على الشاطئ، والبعض يجلسون لتأمل مشهد غياب الشمس اليومي. وقال المواطن أيمن هلال، إن بقاء الأطفال في الخيمة، يعيشون تفاصيل الجوع والخوف، قد يؤثر على حالتهم النفسية، لذلك يُحاول بين الفينة والأخرى خلق أجواء سعادة لهم، وهذا يمكن تحقيقه من خلال التوجه مرتين أسبوعياً إلى شاطئ البحر، فهو يوفر مساحة للعب والترفيه والفرح. وبيّن أنه يُحاول صنع بعض أجواء الفرح في الخيمة، من خلال جمع أبنائه وإقامة مسابقات عبر طرح أسئلة ثقافية ودينية، ومن يُجيب عنها يتلقى هدية، وهكذا. وشدد على أهمية أن يتصدى المواطنون لمحاولات الاحتلال زرع اليأس والحزن في صفوفهم، وعلى الجميع العمل لخلق مساحات من الفرح والأمل، رغم كل الظروف العصيبة التي يعيشونها.


فلسطين أون لاين
منذ 10 ساعات
- فلسطين أون لاين
دعوات مكثفة للرباط في الأقصى غدًا... و"مسيرة الأعلام" تهدد بتفجير الأوضاع في القدس
الضفة الغربية/ فلسطين أون لاين تتواصل الدعوات الشعبية الفلسطينية للتواجد المكثف والرباط في باحات المسجد الأقصى المبارك يوم غد الإثنين، في مواجهة ما تُعرف بـ"مسيرة الأعلام" الإسرائيلية، التي تنظمها جماعات استيطانية سنويًا في ذكرى احتلال الشق الشرقي من القدس. من جانبه، حمّل الشيخ عكرمة صبري، خطيب المسجد الأقصى، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن التوتر المتصاعد في القدس، مؤكدًا أن مسيرات المستوطنين تمثل استعراضًا استفزازيًا للقوة، ومحاولة لفرض الطابع الاحتلالي على المدينة المقدسة. وقال صبري إن هذه المسيرات، التي تمر أحيانًا في البلدة القديمة، تتم تحت حماية شرطة الاحتلال، وتشكل تهديدًا مباشرًا لأمن واستقرار المدينة، داعيًا العالم الإسلامي إلى تحمّل مسؤولياته تجاه القدس التي وصفها بـ"أمانة في أعناق المسلمين جميعًا". كما وحذرت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" من التصعيد الإسرائيلي المتزايد في الأقصى، داعية جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقدس والداخل المحتل، إلى التحرك العاجل دفاعًا عن المسجد، والتصدي بكل الوسائل لمحاولات التهويد المستمرة. وأكدت الحركة في بيان لها أن اقتحامات المستوطنين، وقيامهم مؤخرًا بأداء "طقوس السجود الملحمي" داخل ساحات المسجد، تشكل تصعيدًا خطيرًا في الحرب الدينية التي تشنها إسرائيل ضد القدس ومقدساتها، ومحاولة فاشلة لفرض واقع تهويدي بقوة الأمر الواقع. وشددت على أن هذه الاقتحامات لن تغيّر من الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى، ولن تمنح أي شرعية لوجود الاحتلال فيه، محذرة من أن استمرار هذا العدوان يستفز مشاعر المسلمين في العالم، ويكشف غياب موقف حازم من الأمة العربية والإسلامية. ودعت الحركة جماهير الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية، والقدس، والداخل المحتل، بالإضافة إلى الأمة العربية والإسلامية، إلى التحرك العاجل لنصرة الأقصى، والتصدي لمخططات التهويد والعدوان بكل الوسائل الممكنة. يأتي ذلك، بعد نشر ما يسمى "اتحاد منظمات الهيكل" مقطعاً تحريضياً يضم 13 حاخاماً من أبرز قادة الصهيونية الدينية، وهم يدعون إلى اقتحام المسجد الأقصى، غدًا الإثنين، في إطار حرب الاحتلال الدينية المستمرة لتهويد مدينة القدس. وعشية الذكرى الـ58 لاحتلال الشطر الشرقي من القدس في يونيو/حزيران 1967، نظم مئات المستوطنين مسيرات استفزازية في عدة شوارع بالمدينة، رفعوا خلالها أعلام الاحتلال، ورددوا شعارات معادية للفلسطينيين والعرب. وتجبر قوات الاحتلال الفلسطينيين على إغلاق محالهم التجارية بالتزامن مع مرور المسيرة من البلدة القديمة حيث يعتدي المشاركون فيها بشكل استفزازي على بيوت ومحال الفلسطينيين ويطلقون شعارات "الموت للعرب" ويرقصون حاملين الأعلام "الإسرائيلية". ويموّل المسيرة جمعية "عام كالبيا" الدينية الاستيطانية وبلدية القدس ووزارة التربية والتعليم "الإسرائيلية" وشركة تطوير وإعادة تأهيل الحي اليهودي، ووصل حجم التمويل عام 2018 إلى نحو 300 ألف دولار. ووفق مصادر مقدسية، جابت إحدى المسيرات شارع الواد في قلب البلدة القديمة، وسط دعوات استيطانية لتكثيف اقتحام المسجد الأقصى يوم الإثنين. كما أطلقت ما تُعرف بـ"مدرسة جبل الهيكل" الاستيطانية دعوة مفتوحة لأداء الطقوس التوراتية العلنية داخل المسجد. وفي تطور خطير، يروّج المستوطنون لوضع ما أسموه "حجر الأساس للهيكل المزعوم" على أنقاض المسجد الأقصى، بمشاركة رمزية من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، في مشهد أثار استياءً واسعًا لدى الأوساط الفلسطينية والدولية. وأكدت مصادر محلية أن هذه الفعاليات تأتي ضمن مشروع ممنهج للتهويد، يشمل فرض الحصار، ومنع تنقل المقدسيين، واستهداف الصحفيين، وتقويض الوجود الفلسطيني في المدينة، خاصة مع تسارع تنفيذ خطة "القدس الكبرى" الهادفة لفصل المدينة عن امتدادها الفلسطيني من خلال ضمّ المستوطنات وشقّ طرق استراتيجية.


فلسطين أون لاين
منذ 12 ساعات
- فلسطين أون لاين
شبهات أمنيّة و"خداع إسرائيلي".. تقارير تكشف عن أسباب تأخر وصول الشركة الأمريكية لغزة
متابعة/ فلسطين أون لاين كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية في تحقيق موسّع عن تفاصيل مثيرة للجدل تتعلق بالشركة التي أسندت إليها مهمة تنسيق وتوزيع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، في وقت تتفاقم فيه الكارثة الإنسانية وسط اتهامات بتعمّد عرقلة الإغاثة. التحقيق الصادر يوم الأحد أزاح الستار عن شركة تُدعى "مؤسسة غزة الإنسانية"، مسجلة كمنظمة غير ربحية في سويسرا وتقدّم نفسها كجهة أميركية، لكنها –وفق الصحيفة– نتاج جهد سري لفريق مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، دون علم الأجهزة الأمنية أو الجهات الرسمية المختصة داخل إسرائيل. اختيار سري وشبهات فساد وفق "هآرتس"، تم اختيار الشركة بعملية غير شفافة أشرف عليها اللواء رومان غوفمين، السكرتير العسكري لنتنياهو، دون مناقصة أو إشراك الجهات المعنية مثل الجيش، وزارة الدفاع أو منسق أعمال الحكومة في الضفة وغزة. مسؤولون أمنيون حاليون وسابقون أعربوا عن صدمتهم من المسار السري الذي اتبعه مكتب نتنياهو، محذرين من وجود "سلوك غير لائق" و"مصالح شخصية" لدى بعض الأطراف. ونقلت "هآرتس" عن منتسبين للمؤسسة الأمنية، حاليين وسابقين، أنهم تفاجؤوا باختيار الشركة "المجهولة"، وأكدوا أن الاختيار تم في عملية سرية أشرف عليها اللواء رومان غوفمين السكرتير العسكري لنتنياهو، من دون مناقصة أو المرور عبر القنوات المعتادة أو منسق أعمال الحكومة بالضفة وغزة، كما تم استبعاد الجيش ووزارة الدفاع بشكل كامل من عملية الاختيار. وتحدثت المصادر عن تفاصيل عملية الاختيار عبر اتصالات ولقاءات داخل إسرائيل وخارجها، وتحويلات مالية بملايين الشواكل دون علم كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية، وأشار مسؤولون إلى أن تلك التفاصيل أثارت شكوكا حول "سلوك غير لائق" و"مصالح شخصية" لبعض المشاركين في العملية التي تشير تقديرات إلى أنها ستكلف إسرائيل نحو 200 مليوني دولار خلال 6 أشهر. وقالت "هآرتس" إنه في ضوء علامات الاستفهام المتنامية، هناك شعور متزايد بين كثيرين في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأن هناك مصالح شخصية واقتصادية في هذه القضية، ويعزز ذلك الشعور استمرار الحرب، وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، والحاجة المتزايدة لكيان جديد يتولى مهمة تقديم المساعدات. ويُقدّر أن المشروع قد يكلّف إسرائيل حوالي 200 مليون دولار خلال 6 أشهر، وسط غموض يكتنف طريقة الصرف والتحويلات المالية التي تمّت داخل إسرائيل وخارجها دون رقابة رسمية. شبكة شركات أمنية بغطاء إنساني المثير في التحقيق أن القائمين على "مؤسسة غزة الإنسانية" متورطون في شركات أخرى، أبرزها "أوربيس" و"US Solutions"، وهي شركات أمنية خاصة قامت سابقًا بمهام ميدانية في غزة، من بينها تأمين محور نتساريم خلال الهدنة بين ديسمبر ومارس الماضيين. وتقوم هذه الشركات بتجنيد محاربين أميركيين قدامى، خاصة المتحدثين بالعربية باللهجات المصرية والأردنية والعراقية واللبنانية، لـ"مهام أمنية وإنسانية"، ما أثار مخاوف من توظيف البُعد الإنساني لتحقيق أهداف أمنية واستخباراتية. اتهامات من داخل إسرائيل رجل الأعمال الأميركي-الإسرائيلي موتي كهانا، مدير شركة GDC للشؤون اللوجستية، قال في تصريحات خاصة إن شركته كانت مرشحة للمشاركة في آلية توزيع المساعدات، إلا أنها استُبعدت فجأة لصالح شركة "وهمية"، تدّعي أنها أميركية لكنها مملوكة لإسرائيليين. وأضاف كهانا: "الإدارة الأميركية بدأت تدرك أن جهات إسرائيلية خدعتها، وهناك تباطؤ وتأجيل في تنفيذ خطة المساعدات نتيجة هذا الاكتشاف". وذهب أبعد من ذلك باتهام الحكومة الإسرائيلية بأنها "لا تريد حلًا حقيقيًا للأزمة الإنسانية في غزة، بل تسعى لإبقاء الفوضى مستمرة"، في وقت يواجه فيه سكان القطاع الموت جوعًا ومرضًا كل يوم. تأتي هذه التطورات في ظل ظروف إنسانية كارثية يعيشها الفلسطينيون في قطاع غزة، حيث تزايدت مؤخرًا التحذيرات من تفشي المجاعة، خاصة في المناطق الشمالية، وسط غياب فعلي لأي آلية شفافة ومنظمة لتوزيع الغذاء والدواء، في ظل عراقيل سياسية وأمنية تضع حياة ملايين المدنيين على المحك. من جهتها، نشرت وكالة "الأونروا" منشورا على مواقع التواصل الاجتماعي أكدت فيه أن "الأمم المتحدة، بما فيها الأونروا، تحتاج إلى إدخال ما لا يقل عن 500 إلى 600 شاحنة مساعدات يوميا"، محذرة من أن "سكان غزة لا يتحملون المزيد من الانتظار".