
في العلاقة بين ترامب ونتنياهو...!
بقلم/ أكرم عطا الله /
في العلاقة بين الثنائي بنيامين نتنياهو ودونالد ترامب ما يدعو للسخرية أحياناً وللدهشة أحياناً أخرى، فهي تخرج عن التقاليد السياسية التي تتابعها دوماً أجهزة المخابرات وفضول الصحافة، وهي مهمة لفهم طبيعة السياسة في المنطقة، وتحديداً في الصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل، لأن الخطأ في فهم تلك العلاقة يؤدي لاجتهاد سياسات خاطئة.
لا يتشابه الرجلان كفاسدَين فقط لاحقتهما المحاكم التي تزخر بملفاتهما كلٌ في بلده، أو لأن كلاً منهما يسعى لتحطيم الدولة العميقة، بل يشتركان في الأهداف حد التماثل في إطار صداقة شخصية نادرة تعبر عن نفسها بمديح لا يتوقف من أحدهما للآخر، كأن هناك نوعاً من التوأمة بينهما، وبالنظر لتاريخ ولايتَي ترامب الأولى ومقدمات الثانية يمكن أن نستنتج ما ينفي أي تباين بينهما، بقدر ما يعكس تخطيطاً وتنسيقاً وطبخاً مشتركاً لكل شيء، وأن ادعاء الخلاف في لحظات ما ليس أكثر من ضرورات الخداع، كما حصل مع حماس وإيران والعرب سرعان ما أن تنكشف لحظة انتهاء المَهمة المطلوب التضليل من أجلها.
وثِقت حماس بترامب في تهدئة كانون الثاني الماضي، وبلغ بها الانفعال أن طالبت بلقائه ووافقت على تجزئة الاتفاق، لتكتشف بعد التنصل الإسرائيلي أن ترامب يهدد بفتح الجحيم على غزة دون أن يشير لإسرائيل. ووثِقت إيران بترامب عندما كان على وشك جولة تفاوضية منتصف حزيران، مستبعداً ضرب إسرائيل لها لتكشف الصحافة المزهوة في إسرائيل أنهما كانا يطبخان الضربة سوياً، وكذلك الضربة الأميركية عندما أعطى إيران مهلة أسبوعين في تلك الليلة.
هناك مدرستان في تحليل العلاقة، واحدة تتعاطى مع ترامب مجرد ذراع تنفيذي لبنيامين نتنياهو، وأخرى تعتقد في لحظات معينة أن هناك تباينات بين الرجلين، أو أن لترامب في لحظة معينة مصلحة يمكن أن تتضارب مع نتنياهو، أو أن الأول يمكن أن يضغط على الأخير في موضوع ما، هذه القراءة تضلل السياسيين إذا كانوا يقرؤون ليجازفوا باتخاذ قرارات أو توجهات ارتباطاً بذلك، وهو ما أدى لفشل سياسي في لحظات معينة.
قبل زيارته للخليج في أيار الماضي كان مكتب ترامب يعلن بشكل مفاجئ أن ترامب غاضب على نتنياهو، وأنه قام بقطع كل الاتصالات معه ... ربما صدّق العرب ذلك، لكن الهدف حينها أن تلك كانت مقدمة تضليلية لازمة للزيارة لقطع الطريق أمام زعماء الخليج، إذا ما طالبوا بوقف الحرب أو بطلب أي شيء يتعلق بنتنياهو سيقول لهم «آسف أنا لا أتحدث معه وقد قطعت كل اتصالاتي معه» وربما يجامل بالقول: أنا أكرهه وهكذا.
في ولايته الأولى كان بنيامين نتنياهو يقوم بشحن دونالد ترامب وترتيب عقله الفوضوي بما يتعلق بفلسطين والمنطقة، وقد تفاخر الأخير بخدماته الجليلة لإسرائيل، فقد حقق أحلاماً كبيرة جداً لنتنياهو، حيث اعترف في العام الأول من تلك الولاية بالقدس عاصمة لإسرائيل، واعترف بضم الجولان، وقدم صفقة القرن باعتبارها الحل النهائي، وحاول دمج إسرائيل بالمنطقة، فصنع لها اتفاقيات ابراهيمية وفوق ذلك انسحب من الاتفاق النووي مع ايران، واغتال لها قاسم سليماني، وهي إنجازات لم يكن يتخيلها نتنياهو في أسعد أحلامه.
أما في الولاية الثانية فكان نتنياهو مستعجلاً ارتباطاً بموعد حكومته. فقد دُعي للبيت الأبيض ثلاث مرات في غضون خمسة أشهر، وهي سابقة لم تحدث، بالإضافة لرمزية استقبال الرئيس الأميركي لأول ضيف في المكتب البيضاوي، وهذا وفي العرف الأميركي رسالة بأن هذا الضيف هو الأقرب لعقله وقلبه خلال ولايته، وفي الزيارة الأخيرة هذا الأسبوع استضافه في مقر الضيافة الرسمي» بلير هاوس».
وإذا كان ترامب قد ذهب في ولايته الأولى نحو تحقيق الأطماع الإستراتيجية، فقد ذهب في الولاية الثانية نحو المخاطر الإستراتيجية أو الأخطار الوجودية كما تسميها دوائر الأمن القومي، والتي تشمل الديمغرافيا الفلسطينية والبرنامج النووي الإيراني. وخلال الأشهر القليلة الماضية كان ترامب أكثر تهوراً وأسرع في الركض وراء بنيامين نتنياهو، ففي السابع من شباط تلقى العالم صدمة إعلان الرئيس ترامب الذي تم شحنه عن خطته لتهجير الفلسطينيين من غزة، بما يتنافى مع أبسط القوانين والأخلاق الكونية، ثم ينتقل في حزيران للهاجس التاريخي لنتنياهو بضرب البرنامج النووي الإيراني والمفاعلات النووية والعلماء القائمين عليه، فيعلن بعدها أن نتنياهو «بطل الأبطال».
في هجوم ترامب على القضاء الإسرائيلي الذي يحاكم نتنياهو ما يشي بتلك العلاقة التي ذهب ترامب حد تهديد الدولة الإسرائيلية ومعاقبتها، إذا ما استمرت بملاحقة شريكه الذي يفاخر بتلك الشراكة، قائلاً «أنا وترامب لا نتقاسم فقط استراتيجية مشتركة بل أيضاً تكتيكاً مشتركاً»، بل وأبعد من ذلك يكذبون ويخدعون ويتآمرون بشكل مشترك وبالتفاصيل أو التكتيكات كما يصفها نتنياهو.
من الخطأ تصور عكس ذلك، فترامب لا يحتمل عير البِيض، ويعتبر واسرائيل جزءاً من هذا العالم «الأبيض الحضاري»، ويشتركان في النظرة للعرب بأنهم متخلفون وبرابرة غير حضاريين، يتقاتلون على السلطة ولا يؤمنون بالديمقراطية، ولم يبنوا دولاً حديثة تحترم الإنسان، يكرهون بعضهم ويخونون بعضهم ويتعاونون مع الآخر، فلماذا يحترمونهم أو يتعاطون معهم بمصداقية وبلا خديعة إذا كانت الصورة الذهنية لدى ترامب تنبع من تقسيم العالم لبيض وملونين... ونحن ملونون.
من يعتقد أن هناك تبايناً بين ترامب ونتنياهو أو بين واشنطن وتل أبيب بحاجة لإعادة النظر. فلم تكن صدفة التاريخ أن الإدارات الأميركية على تنوعها كانت خادمة لإسرائيل... فالمسألة ثقافية تاريخية، هي تنتمي لهذا العالم ونحن غرباء، والأسوأ أننا نهين تاريخنا لنصبح مدعاة للسخرية من الجميع... ليس من ترامب وحده...!
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ ساعة واحدة
- فلسطين أون لاين
قناة عبرية تكشف تفاصيل حادثة إنقاذ عملاء فلسطينيين جنوب غزة
غزة/ فلسطين أون لاين كشفت قناة "كان" العبرية، مساء اليوم، عن تفاصيل حادثة وُصفت بـ"الخطيرة"، وقعت قبل عدة أسابيع جنوبي قطاع غزة، حيث اضطرت قوة من الجيش الإسرائيلي إلى تنفيذ عملية إنقاذ لمجموعة من العملاء الفلسطينيين الذين كانوا ينفذون مهام لصالح الجيش داخل القطاع. ووفقاً للقناة، فإن العملاء أُرسلوا من قبل الجيش الإسرائيلي للقيام بمهام "تمشيط" في منطقة مبانٍ مهدمة، لكنهم علقوا تحت أنقاض مبنى مفخخ بعد تعرضه للتفجير، ما أسفر عن إصابة عدد منهم. على إثر ذلك، تدخلت قوة خاصة من الجيش وانتشلتهم من تحت الركام. وأشارت القناة إلى أن هذه الحادثة ليست استثناءً، بل تأتي في سياق سياسة إسرائيلية متواصلة خلال الأسابيع الأخيرة، تتمثل في تسليح مجموعات فلسطينية معارضة لحركة حماس، واستخدامها كقوة ميدانية تنفذ عمليات نيابة عن الجيش الإسرائيلي. بعد شهور من تنفيذها عمليات سطو ونهب لشاحنات المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة، شرق مدينة رفح، حيث جيش الاحتلال الإسرائيلي، بدأت مليشيات مسلحة تتبع لتاجر المخدرات ياسر أبو شباب، بمهاجمة المقاومة الفلسطينية، ومساعدة الجيش في تفقد المنازل، وتفكيك العبوات الناسفة. وتعمل هذه المليشيا تحت أعين جيش الاحتلال الإسرائيلي، وتحصل على الدعم العسكري والاستخباراتي واللوجستي منه، كما أكد مسؤولون إسرائيليون، وأثبتته وقائع على الأرض. من المهام التي قامت بها هذه المليشيا كانت الوصول إلى قلب مدينة خان يونس ومحاولتها قتل مجموعة من المقاومين بمساعدة طيران الاحتلال الإسرائيلي الذي أطلق أكثر من صاروخ على المقاومين الذين اشتبكوا مع عناصر "أبو شباب". وفي أكثر من مناسبة، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن "عصابات مسلحة" مدعومة من إسرائيل تنهب المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تدخل غزة، وسط حصار إسرائيلي خانق. وفي تقرير سابق، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن مشروع الاحتلال الإسرائيلي في دعم وتشكيل مجموعات محلية مسلحة بديلة عن المقاومة في غزة، يواجه انتكاسة حقيقية، خاصة في ظل فشل مجموعة "أبو شباب" في كسب أي حاضنة شعبية أو تحقيق حضور ميداني مؤثر. وبحسب الصحيفة، فإن هذه المجموعة التي تم تزويدها بالسلاح وتجنيد العشرات من أفرادها، يقتصر نشاطها على منطقة محدودة في رفح، وتعاني من انعدام ثقة الشارع الفلسطيني بها، ما جعلها معزولة عن أي تأثير فعلي في معادلة القوة على الأرض. وأشارت يديعوت إلى أن التخوف من عمليات تصفية تنفذها حركة حماس ضد أفراد هذه المجموعة، إلى جانب تبرؤ العائلات منها ورفض المجتمع المحلي احتضانها، أدّى إلى شلل حقيقي في نشاطها، وشعور متزايد بالخوف بين صفوفها. وفي السياق ذاته، كشفت القناة 12 العبرية في وقت سابق أن جهاز 'الشاباك' هو من صمّم مشروع دعم عصابات مسلحة في قطاع غزة، بهدف استخدامها كقوة بديلة لمواجهة فصائل المقاومة، وأن هذه الخطة حظيت بموافقة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان إيال زامير.


فلسطين أون لاين
منذ ساعة واحدة
- فلسطين أون لاين
في الذكرى الأولى لرحيله.. "أبو عبيدة" يُحيي إرث القائد الشهيد محمد الضيف
متابعة/ فلسطين أون لاين قال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام، إن مرور عام على رحيل القائد العام لكتائب القسام، محمد الضيف "أبو خالد"، يمثل استمرارًا لإرث نضالي استثنائي شكّل كابوسًا دائمًا للاحتلال الصهيوني، ومصدر إلهام لأحرار العالم. وقال أبو عبيدة في بيان صحفي، الأحد، إن القائد الضيف قاد مع إخوانه "طوفان الأقصى"، موجّهين أقسى ضربة في تاريخ العدو الصهيوني، والتي أسقطت نظرياته الأمنية وكسرت هيبة ردعه إلى الأبد، على حد وصفه. وأشار إلى أن الضيف، الذي استشهد في 13 يوليو 2024، بعد عقود من الجهاد والمطاردة والعمل السري، أعاد توجيه بوصلة الأمة نحو فلسطين، وجسّد بإبداعه وتضحيته النموذج الأعلى للقادة المقاومين الذين ظلوا على العهد حتى نالوا الشهادة. وأضاف أبو عبيدة أن القائد الراحل أحيا في الأمة ذكرى القادة الفاتحين الأوائل من الصحابة، مثل علي بن أبي طالب وخالد بن الوليد والمثنى بن حارثة، وظلّ رغم غيابه عن الأعين رمزًا يتردد اسمه بفخر على ألسنة الأجيال التي لم تره. وشدد على أن رفاق الضيف ما زالوا يواصلون دربه، ويكبدون الاحتلال خسائر استراتيجية يوميًا في كافة ميادين القتال، مؤكدًا أن طيف القائد الشهيد لا يزال يلاحق مجرمي الحرب، ويؤرق قادة الاحتلال الذين "لن يهنؤوا بعيش في أرض فلسطين"، بحسب تعبيره. واختتم البيان بالتأكيد أن دماء محمد الضيف وإخوانه القادة اختلطت بدماء أبناء الشعب الفلسطيني والأمة جمعاء، في طريق تحرير القدس وفلسطين. وفي وقت سابق، أحيت حركة المقاومة الإسلامية حماس اليوم، السبت، الذكرى السنوية الأولى لرحيل قائد أركان كتائب الشهيد عز الدين القسام، القائد الكبير محمد الضيف "أبو خالد"، الذي استشهد في 13 يوليو 2024، بعد مسيرة نضالية استثنائية امتدت لأكثر من ثلاثة عقود في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وأكدت الحركة في بيان نشرته، اليوم الأحد، بالمناسبة أن القائد الضيف شكّل رمزًا للرعب في وجه الاحتلال، واسمه ظل يثير القلق في الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية منذ الانتفاضة الأولى والثانية، مرورا بعمليات نوعية ضد جنود الاحتلال، ومعارك كبرى مثل الفرقان، وحجارة السجيل، والعصف المأكول، وسيف القدس، وصولاً إلى "طوفان الأقصى" الذي اعتبرته الحركة أعظم حدث في تاريخ الصراع الحديث. وقالت حماس إن القائد الضيف، الذي يُعد أحد أبرز مؤسسي كتائب القسام، قد ترك وراءه إرثًا وطنيًا وعسكريًا ملهمًا، سيبقى حيًا في وجدان الشعب الفلسطيني، ويشكل منارة للأجيال التي تنشد الحرية والكرامة والنصر. وفي نهاية يناير الماضي، أعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، عن استشهاد محمد الضيف قائد هيئة أركان "القسام"، تنتهي مسيرة رجل أرهق حسابات إسرائيل لسنوات طويلة، وهو القائد العسكري الذي أعلن جيش الاحتلال أكثر من مرة اغتياله، قبل أن يكتشف في كل مرة أنه حي يرزق، حتى بات الإعلام الإسرائيلي يسميه بـ"رجل الظل". ونجا الضيف من سبع محاولات اغتيال سابقة، أخرها كان في عام 2021، في خضم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، إذ أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، حينها، أنه فشل مرتين في اغتيال الضيف خلال حربه على غزة في عام 2021. وقال المتحدث باسم الجيش، حينها، إن قواته حاولت مرتين خلال الحرب على القطاع استهداف الضيف دون جدوى. حاول الاحتلال استهداف موقع سري وعميق تحت الأرض من عدة زوايا وبأسلحة مختلفة، حيث كان يوجد محمد الضيف دون أن يتمكن من تحقيق هدفه، بحسب المتحدث باسم الجيش. واعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي محمد الضيف في عام 1989، خلال حملة واسعة ضد حركة حماس، قبل أن يخرج بعد أن أمضى 16 شهراً في سجون الاحتلال دون محاكمة، ليجد أن كتائب الشهيد عز الدين القسام كانت قد بدأت تظهر كتشكيل عسكري، وكان الضيف من مؤسسيها وفي طليعة العاملين فيها. وخلال وجوده في حركة حماس، عمل الضيف على تطوير شبكة أنفاق للحركة كما طور عملية صنع القنابل التي استخدمتها الحركة في عملياتها المختلفة، ما دفع إسرائيل إلى مطاردته وتنفيذ سبع محاولات لاغتياله، أسفرت واحدة منها عن استشهاد زوجته وطفل رضيع له كان يبلغ من العمر سبعة أشهر فقط، وابنة في الثالثة من عمرها، ما دفع الرجل إلى أن يعيش حياته في الظل، بعيداً عن عيون أجهزة المراقبة الإسرائيلية، وهو ما جعله بطلاً شعبياً في المجتمع الفلسطيني.


فلسطين أون لاين
منذ 2 ساعات
- فلسطين أون لاين
أهالي جنود الاحتلال يطالبون بوقف استخدام مركبة "بوما"
متابعة/ فلسطين أون لاين طالب أهالي جنود إسرائيليين في كتيبة الهندسة بوقف استخدام مركبة "بوما" القتالية المدرعة، التي تعرضت لهجوم أدى إلى مقتل 7 جنود وضباط قبل نحو ثلاثة أسابيع شرق خانيونس جنوب قطاع غزة، وذلك بعد أن ألقى مقاوم فلسطيني عبوة "شواظ" داخل المركبة. وجاءت هذه المطالبات بعد يومين من عقد الكنيست جلسة نقاش عاجلة ناقشت خلالها العيوب الأمنية في نظام مركبة "بوما" المستخدمة في العمليات داخل غزة، والتي تعرض جيش الاحتلال لانتقادات واسعة بسبب استخدامها في ساحات القتال. وقال رئيس وزير الحرب الأسبق أفيغدور ليبرمان تعليقًا على الحادثة: "سبعة قتلى، لماذا دخلوا أصلاً بمركبة 'بوما'؟ نحن نتحدث عن تغيير ترتيب الأولويات، لكن لم يروا ضرورة لاستبدال جميع مركبات 'بوما' بمركبات 'نمر' أو 'إيتان'، هذا جنون مطلق، وندفع ثمنه بدمائنا". وأبدى مراقبون إسرائيليون استغرابهم من استمرار استخدام مركبات عسكرية تعود إلى أوائل التسعينيات من دون تحديثات، معتبرين أن هذه المدرعات تعرض حياة الجنود للخطر. ورصدت صحيفة "معاريف" عدداً من المشكلات في مركبة "بوما"، منها غياب كاميرات بزاوية 360 درجة، وغطاء علوي غير محكم، وأنظمة تهوية ضعيفة، بالإضافة إلى أعطال متكررة في أنظمة الدفع، وغياب منفذ إنقاذ خلفي، كما أشارت إلى ضعف التدريع مقارنة بمركبات أخرى في الجيش الإسرائيلي. وصرحت عضو الكنيست ليمور سون هار- ميلخ، في حديثها عن المركبة: 'هذا استنزاف للقوات والآليات العسكرية، إن استخدام طرازات قديمة يعني أن حياة الجنود في خطر القتل والاختطاف'. وأضافت: 'الجنود يعملون تحت ظروف تشغيلية خطرة ومعطوبة، هذا تقصير، بوما تستخدم لاختراق العوائق الهندسية وفتح الطرق ولكنها تفتقر إلى حماية الجنود وتعرضهم للخطف، عندما حاولت حماس خطف سبعة جنود في يونيو الماضي، لم يتمكن الجنود من إغلاق غطائها الخلفي فقتلوهم، كان بالإمكان منع الحادثة'. بوما تستخدم لاختراق العوائق الهندسية وفتح الطرق لكنها تفتقر إلى حماية الجنود وتعرضهم للخطف. عندما حاولت حماس خطف سبعة جنود في يونيو الماضي، لم يتمكن الجنود من إغلاق غطائها الخلفي فقتلوهم، وكان بالإمكان منع الحادثة". من جهته، رد رئيس الأركان إيال زامير بالقول إن الجنود يتعرضون للخطر في غزة "ليس لأن الآليات معطوبة، ولكن لأن ساحة القتال خطرة بمعنى الكلمة". المصدر / وكالات