logo
"بروفة" غزة.. ويل لمن يرفض!

"بروفة" غزة.. ويل لمن يرفض!

الغدمنذ 8 ساعات
اضافة اعلان
بعد نحو عشرين شهرًا من حرب قلبت الموازين، وبدلت معاني الاشتباك، لم تعد غزة مُجرد مدينة مُحاصرة أو شريطًا ضيقًا على البحر الأبيض، بل تحولت إلى مرآة دامية تكشف حقيقة مُخيفة، مفادها أن المشروع الصهيوني لم يكن يومًا عشوائيًا، بل مرسومًا بخطوات محسوبة، وأن أي مُحاولة للخروج عن هذا الخط المرسوم، يُقابلها سحق شامل، لا يستثني بشرًا ولا شجرًا ولا حجرًا.كارثة إنسانية عزّ نظيرها، وسط تدمير لا يتوقف، وتجويع لا يخفى، وتواطؤ غربي فاضح، يُقابله صمت عربي مُريب نجحت المُقاومة في نسف واحدة من أعتى الروايات العسكرية في المنطقة، رواية الجيش الذي لا يُقهر، لكنها في الوقت ذاته أماطت اللثام عن خطة صهيوأميركية أبعد من مجرد حرب، وأعمق من رد فعل عسكري.. فما يحدث في غزة، ليس فقط صراع بقاء، بل عرض حيّ لتكلفة التمرد في هذا الزمن.لم يعد النقاش حول من انتصر ومن انهزم، بل بات السؤال الأهم، هل تحولت غزة إلى أيقونة يقتدي بها كل من يرفض الخنوع أم إلى لافتة تحذيرية لمن يجرؤ على المُقاومة؟.في المشهد أكثر من وجه، وأكثر من طبقة، أولًا: تحطيم الأسطورة العسكرية، لم يكن دون ثمن باهظ، فالخسائر التي تكبدها جيش الاحتلال الإسرائيلي غير مسبوقة وفقًا للمعايير العسكرية الحديثة، ومع ذلك فإن حجم الدمار الذي تعرض له الفلسطينيون، يجعلنا نتساءل بمرارة ما جدوى الانتصار المعنوي إن كان ثمنه محو شعب من الوجود في مواجهة غير مُتكافئة، حيث لا سقف للدمار ولا خطوط حمراء.ثانيًا: التواطؤ الدولي بات مكشوفًا، فلم تعد الدول الكُبرى تكتفي بالصمت أو الحياد، بل دخلت الحرب أو العدوان الهمجي الوحشي، شريكًا كاملًا بالسلاح والدعم السياسي والقانوني.. وما يُسمى بالقانون الدولي بدا أداة مرنة في يد الأقوياء، يُطوع لخدمتهم، بينما تُترك الضحايا للعراء، وتُدان لأنها قاومت.أما بعض الأنظمة العربية فاختارت أن ترى في انتصار غزة تهديدًا لها، لا نصرًا لقضية عادلة، وحتى الشارع العربي أصابه الملل مُبكرًا، وبدا خائفًا من كلمته، أكثر من خوفه من الاحتلال.ثالثًا: غزة لم تعد رقعة سجينة، بل تحولت إلى رسالة صريحة، مفادها أن من يخرج عن النص سيُكسر، ما يجري هو تطبيق مُحدث لفكرة الحل النهائي، لا يقتصر على التهجير أو الهدم، بل يشمل أيضًا تفريغ الأرض من الحياة، وجعل البقاء خيارًا غير مُمكن.. وهذه الرسالة لا تتوجه فقط للفلسطينيين، بل تصل إلى كُل عاصمة تُفكر في رفع رأسها، أو إعادة ترتيب تحالفاتها خارج الرؤية الإسرائيلية، أو بمعنى أدق الصهيوأميركية.أما الخاتمة فهي أن غزة اليوم تُقدم درسًا لا تنقصه القسوة، لكنها أيضًا لا تفتقر إلى الصدق، لقد أكدت أن المُقاومة مُمكنة، وأن كسر شوكة المُحتل ليس مُستحيلًا، إلا أنها في الوقت نفسه وضعتنا أمام حقيقة مُرة، وهي أن ثمن الحُرية باهظ، وأن هذا العالم لا يمنح الشعوب حقوقها، إن لم تنتزعها بدمها وصبرها وإصرارها.لن تُحسم معركة غزة في دهاليز السياسة، ولا على طاولات المُفاوضات، بل في ضمير الشعوب، وفي مدى استعدادها لاختيار الصمود على حساب الراحة والكرامة.. والوقت وحده كفيل بالإجابة، لكن المؤكد أن الصمت لم يعد خيارًا بلا ثمن.. ويبقى الخوف أن يكون ما يحدث في غزة هو «بروفة» لمُدن أو دول أُخرى.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نتنياهو هدد زامير.. رئيس الأركان الإسرائيلي يقول إن كتائب الجيش "منهكة"
نتنياهو هدد زامير.. رئيس الأركان الإسرائيلي يقول إن كتائب الجيش "منهكة"

الغد

timeمنذ 7 دقائق

  • الغد

نتنياهو هدد زامير.. رئيس الأركان الإسرائيلي يقول إن كتائب الجيش "منهكة"

أعلنت مصادر مقربة من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، مساء الاثنين، أن الأخير منح رئيس الأركان أيال زامير خيار الاستقالة إذا لم يوافق على خطة "احتلال كامل" لقطاع غزة. جاء ذلك في رسالة علنية لنتنياهو وجهها لزامير اعتبرها محللون تصعيدا للخلاف الداخلي حول إدارة الحرب على قطاع غزة. اضافة اعلان وقبل دقائق من هذه الرسالة، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إجراءات لتخفيف العبء عن جنوده النظاميين، تشتمل على إلغاء حالة الطوارئ الحربية المفعلة منذ شن فصائل المقاومة الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر 2023، والتي كانت تمدد الاحتياط الإلزامي لأربعة أشهر إضافية. وذكرت قيادة الجيش الإسرائيلي أن "الكتائب منهكة جراء أكثر من عام من الخدمة المتواصلة"، وأن قرار رئيس الأركان يقضي بسحب فصيلة كاملة من كل كتيبة نظامية وإعادتهم إلى الاحتياط. وبحسب مصادر عسكرية، فإن هذه الخطوة ستقلص حجم القوات القتالية العاملة في العمليات البرية، بما في ذلك ما تسمى "مركبات جدعون" في قطاع غزة. واعتبرت القيادة أن هذه التعديلات ضرورية لمنح الجنود "فترة استراحة" بعد معارك مكثفة امتدت على جبهات متعددة خلال العامين الماضيين. وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن قرار إلغاء الخدمة الإضافية الإلزامية للمجندين في الوحدات الخاصة والنخبوية في الجيش الإسرائيلي، إذ يتوقع أن يولد ذلك عجزا في القوى البشرية خلال العام المقبل. وأقر الجيش الإسرائيلي أن "الاحتياط المنهك يواجه تشوهات في الهيكل القتالي ونموذج التعبئة"، مؤكدا أن العقود الإضافية جرى تصميمها طوعا لتعويض النقص دون إجبار الجنود. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن "قرار منح الجنود فترة استراحة ووقف تأخير التسريح جاء بسبب الحرص حياة الجنود، وحفاظا على الجاهزية القتالية للوحدات الخاصة". وأوضح أن هذه الخطوات تهدف إلى "ترتيب منظومة الاحتياط ومعالجة أضرار التأخير في التسريح التي أثرت على تغذية الاحتياط وكفاءته". يأتي هذا التطور العسكري بينما يدرس الوزراء في جلسة "الكابينيت" الإسرائيلي اليوم تداعيات أي مناورة إضافية في قطاع غزة، والتي قد تستدعي تعبئة عشرات الآلاف من الاحتياط، وفتح جبهات جديدة في حال توسع نطاق العمليات العسكرية. وتشير تقديرات الجيش إلى أن أي اجتياح بري جديد سيستغرق شهورا من القتال المكثف، مع مخاطر استنزاف إضافي للجنود واستغلال الفصائل الحدودية للمناورة.-(وكالات)

مستوطنون إسرائيليون يحرقون مركبتين فلسطينيتين وسط الضفة
مستوطنون إسرائيليون يحرقون مركبتين فلسطينيتين وسط الضفة

الغد

timeمنذ 13 دقائق

  • الغد

مستوطنون إسرائيليون يحرقون مركبتين فلسطينيتين وسط الضفة

أحرق مستوطنون إسرائيليون متطرفون، فجر الاثنين، مركبتين فلسطينيتين في بلدة الطيبة شرق رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، وخطوا شعارات وتهديدات باللغة العبرية على جدار أحد المنازل. اضافة اعلان وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، بأن مستوطنين تسللوا إلى بلدة الطيبة وهاجموا منازل المواطنين، وأضرموا النار في مركبتين، ما أدى إلى احتراقها بالكامل. وأوضحت أن المستوطنين خطوا شعارات عنصرية وتهديدات على الجدار الخارجي لأحد المنازل. وأشارت إلى أن قوات إسرائيلية اقتحمت البلدة بعدة آليات عسكرية عقب هجوم المستوطنين. وفي الرابع من يونيو/ حزيران الماضي، أقام مستوطنون بؤرة استيطانية جديدة على أنقاض بيوت عائلة فلسطينية جرى تهجيرها قبل نحو عام، بعد سلسلة هجمات عنيفة، في بلدة الطيبة. وفي السابع من يوليو/ تموز الجاري، أضرم المستوطنون النار قرب مقبرة وكنيسة القديس جاورجيوس (الخضر) التاريخية في البلدة، ما أثار ردود فعل كنسية ودولية واسعة، نددت باعتداءات المستوطنين على المقدسات ودور العبادة. وعقب الهجوم زار عدد من بطاركة ورؤساء الكنائس في القدس، ودبلوماسيون من أكثر من 20 دولة عربية وأجنبية، بلدة الطيبة، في ظل تصاعد اعتداءات المستوطنين. والطيبة بلدة فلسطينية تقع على السفوح الشرقية للضفة الغربية وسكانها من المسيحيين الفلسطينيين. ووفق معطيات هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية (حكومية)، فقد نفذ المستوطنون خلال النصف الأول من العام الجاري ألفين و153 اعتداء، تسببت في استشهاد 4 فلسطينيين. ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى استشهاد 1008 فلسطينيين على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف آخرين، وفق معطيات فلسطينية. ويتزامن ذلك مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل في غزة، منذ 7 أكتوبر 2023، خلفت أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.-(الأناضول)

شهيدان في قباطية بعد اشتباكات والاحتلال يواصل الاعتقالات بالضفة
شهيدان في قباطية بعد اشتباكات والاحتلال يواصل الاعتقالات بالضفة

الغد

timeمنذ 14 دقائق

  • الغد

شهيدان في قباطية بعد اشتباكات والاحتلال يواصل الاعتقالات بالضفة

أفادت مصادر فلسطينية صباح اليوم الاثنين باستشهاد فلسطينيين اثنين في اشتباكات قرب بلدة قباطية شمال الضفة الغربية. وذكرت المصادر أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت منشأة زراعية تحصن داخلها مقاومون في بلدة قباطية جنوب جنين، مما أدى إلى هدمها وتدميرها بالكامل. وأكدت مصادر للجزيرة استشهاد الشاب يوسف العامر من مخيم جنين بنيران الاحتلال خلال وجوده قرب بلدة قباطية واحتجاز جثمانه، قبل العثور على جثمان شهيد ثان في المنطقة ذاتها. اضافة اعلان وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الجيش قتل فلسطينيا مطاردا واعتقل آخر قرب بلدة قباطية. وبث ناشطون لقطات تظهر وقوع اشتباكات في محيط المنزل المحاصر. اعتقالات كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 3 فلسطينيين بينهم فتى جريح، بعد دهم منازل ذويهم وتفتيشها جنوب بيت لحم. واعتقلت قوات الاحتلال 7 فلسطينيين من الخليل، عقب اقتحام منازلهم وتفتيشها والعبث بمحتوياتها. كما استولت قوات الاحتلال في مخيم العروب شمال الخليل على مركبتين لفلسطينيين. واقتحمت قوات الاحتلال مدينة رام الله وعدة قرى وبلدات، وشنت حملة مداهمات واعتقالات. وصول الأهالي لموقع "البركس" الذي هدمه الاحتلال بعد قصفه وحرقه خلال محاصرة شبان مصيرهم مجهول حتى الآن بين بلدتي قباطية ومركة جنوب جنين. — شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) August 4, 2025 وأظهر تقرير فلسطيني، الأحد، أن إسرائيل اعتقلت نحو 18 ألفا و500 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة، منذ أن بدأت حرب الإبادة بقطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. وتشهد الضفة الغربية اعتداءات مكثفة من الجيش والمستوطنين، في ظل عملية عسكرية متواصلة للاحتلال منذ أكثر من 7 أشهر في مخيمات شمال الضفة الغربية. وبموازاة حرب الإبادة، صعد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم. بالضفة، بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن استشهاد ما لا يقل عن 1012 فلسطينيا، وإصابة نحو 7 آلاف، إضافة إلى اعتقال أكثر من 18 ألفا و500، وفق معطيات رسمية فلسطينية.-(الجزيرة)

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store