logo
مخاطر الحمل بعد الـ 45 وما الذي يمكن توقعه؟

مخاطر الحمل بعد الـ 45 وما الذي يمكن توقعه؟

مجلة سيدتيمنذ 11 ساعات
يتزايد عدد النساء اللواتي يخترن تكوين أسرة في سن متأخرة. ففي عام ٢٠٢٢، ارتفع معدل المواليد بين النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين ٤٥ و٤٩ عاماً بنسبة ١٢٪ ، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، مع أن الحمل بعد الـ 45 يحمل تحديات خاصة، لذلك يكون استشارة الطبيب المناسب، والمبادرة في إجراء التقييمات الصحية، واتباع نمط حياة صحي، كلها عوامل تساعد على ضمان حمل صحي. إليك ما يجب أن تعرفيه عن الحمل بعد سن الخامسة والأربعين، حسب رأي الأطباء والمتخصصين، وما هي الخطوات التي يتوجب عليك اتخاذها؟.
الخطوة الأولى: تحدَّثي مع طبيبك
من المهم قبل الحمل زيارة طبيبة أمراض النساء والتوليد أو طبيبة طب الأم والجنين لإجراء فحص شامل والاطلاع على التاريخ الطبي. هذا لتقييم صحتكِ العامة - نظامكِ الغذائي أثناء الحمل ، وممارستكِ الرياضية، وإدارة أي أمراض مزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم".
غالباً ما يكون اختبار الخصوبة هو الخطوة التالية. عادةً ما تواجه النساء فوق سن 45 صعوبة في الحمل بشكل طبيعي بسبب انخفاض كمية البويضات وجودتها. ومع ذلك، أصبحت خيارات علاج الخصوبة - مثل التلقيح الصناعي (IVF) وتجميد البويضات، خيارات ناجحة للنساء فوق سن 45، مما يؤدي إلى حمل صحي، يجب أن يكون العلاج مُخصصاً لكل حالة على حدة. استشارة طبيب الغدد الصماء التناسلية ضرورية لتحديد النهج الأمثل للمريضات.
الخطوة الثانية: اعرفي المخاطر الخاصة بك
بشكل عام، ينطوي الحمل بعد سن الخامسة والأربعين على مخاطر أعلى نظراً لتقدم السن. وعادةً ما تشمل المخاطر التي يراقبها الأطباء عن كثب لدى المريضات فوق سن الخامسة والثلاثين ارتفاع ضغط الدم، وتسمم الحمل، وسكري الحمل. كما نراقب أيضاً أي تشوهات في المشيمة ونستعد لاحتمالية إجراء عملية قيصرية".
الأطفال المولودون لأمهات فوق سن الخامسة والأربعين يكونون أكثر عرضة للولادة المبكرة أو انخفاض الوزن عند الولادة، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية في مرحلة الطفولة المبكرة. كما يزداد خطر الإصابة بتشوهات الكروموسومات، مثل متلازمة داون، مع تقدم عمر الأم.
وعلى الرغم من أن المخاطر التي تتعرضين لها أعلى مما قد تكون عليه لو كان عمرك 25 عاماً، إلا أنه إذا كنت تتمتعين بصحة جيدة، وتخضعين لفحوصات طبيعية، فإن المخاطر منخفضة للغاية.
قومي بإجراء المزيد من الاختبارات والفحوصات
إذا كنتِ حاملاً فوق سن 45، فسيراقب مقدمو الرعاية الصحية حالتكِ وحالة طفلكِ عن كثب. وتشمل هذه الفحوصات فحص أمراض القلب عند الحامل ، ووظائف الكلى والكبد، وضغط الدم، ووظائف الغدة الدرقية، وحالة داء السكري، يُنصح الأطباء بإجراء فحص الناقل الجيني للكشف عن مجموعة متنوعة من الحالات الوراثية. يمكن أن يساعد هذا الفحص في تحديد المشاكل المحتملة مبكراً ويرشدكِ نحو حمل صحي.
قومي بزيارات متكررة للطبيب
وذلك للمراقبة الدقيقة لصحة الأم، وفحص ضغط الدم بانتظام، وإجراء فحوصات بالموجات فوق الصوتية لمراقبة نمو الجنين ووظيفة المشيمة. في الواقع، يوصي الأطباء جميع الحوامل في هذه السن والذين تزيد أعمارهم عن 35 عاماً بتناول قرص أسبرين للأطفال مرة واحدة يومياً لتقليل خطر مضاعفات ارتفاع ضغط الدم.
كما أن ارتفاع ضغط الدم بعد الولادة أكثر شيوعاً عند النساء الحوامل فوق سن 45 عاماً، لذا يجب مراقبة ضغط الدم عن كثب بعد الولادة أيضاً.
قومي بإجراء تغييرات في نمط الحياة من أجل حمل صحي
للحصول على أفضل فرصة لحمل صحي في سن 45 عاماً أو أكثر، يوصي الأطباء باتباع عادات نمط الحياة التالية للتأكد من أنك تتمتعين بأكبر قدر ممكن من الصحة:
حافظي على وزن صحي. فالوزن الصحي يقلل من خطر حدوث مضاعفات مثل سكري الحمل. لكن لا تقلقي بشأن زيادة الوزن في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل؛ لأن العديد من النساء يعانين من انخفاض الطاقة والغثيان. بعد ذلك، يُعدّ زيادة الوزن حوالي نصف كيلوغرام أسبوعياً أمراً مثالياً. لذا، فإن زيادة الوزن من 24 إلى 28 كيلوغراماً تُعد توصية معقولة جداً للنساء ذوات الوزن الطبيعي.
تناولي نظاماً غذائياً متوازناً. التغذية ضرورية أثناء الحمل ، وخاصةً للنساء فوق سن 45. ركّزي على نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والبروتينات قليلة الدهون والحبوب الكاملة. "أضيفي فيتامينات ما قبل الولادة مع حمض الفوليك لدعم نمو الجنين.
مارسي الرياضة بانتظام. فالنشاط البدني المستمر يساعد على التحكم في الوزن، وتقليل التوتر والقلق، والحفاظ على صحة قلبك. تُعد الأنشطة منخفضة التأثير، مثل المشي والسباحة واليوغا قبل الولادة، خيارات رائعة.
عالجي أمراضك المزمنة. وحافظي على السيطرة الجيدة على أي أمراض - مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم ومشاكل الغدة الدرقية - من خلال تناول الأدوية وتغيير نمط الحياة والمتابعة الدورية مع طبيبك.
تجنبي المواد الضارة. مثل التدخين، و تناولي المنتجات غير المبسترة أثناء الحمل ، والأسماك الغنية بالزئبق، واللحوم النيئة أو غير المطهوة جيداً، كلها عوامل قد تضر بحملكِ. تجنبي هذه المواد لحماية صحتكِ ونمو طفلكِ.
رغم أن الحمل بعد سن الخامسة والأربعين يحمل تحديات، إلا أنه من الممكن التمتع بحمل صحي مع الرعاية والتحضير المناسبين. استشيري طبيبكِ دائماً لضمان اتخاذكِ أفضل الخيارات لكِ ولطفلكِ.
تجربة سيدة قررت الحمل في سن الأربعين
لم تكن الأمومة دائماً من أولويات نورة. فمع مسيرتها في عملها الناجح في إدارة شركة خاصة، ووجود عائلتها بالقرب منها، وكثرة أصدقائها، كانت سعيدةً بما كانت عليه. لكن تغيرت نظرتها عندما التقت بشريكها محمد بعد عامين من الزواج، قررا محاولة إنجاب طفل، لكن كونهما في أوائل الأربعينيات من عمرهما، لم يتوقعا أن يكون الأمر سهلاً.
منذ تلك اللحظة، كانت تجربة نورة مليئة بالمفاجآت. تشارك قصتها مع وسائل إعلامية مختلفة قائلة:
"لم أكن يوماً من أولئك الذين يقولون: "يجب أن أنجب طفلاً، يجب أن أكون أماً". كنت راضية جداً عن حياتي.
ثم التقيتُ بمحمد زوجي الآن. كنتُ قد بلغتُ الأربعين للتو، وكان هو في الحادية والأربعين. بدأنا نتحدث عن الأمر للتو. كان معتاداً على التواجد مع الكثير من الأطفال، وبصفتي الابنة الوحيدة لوالديّ، لم أترعرع مع أيٍّ من ذلك.
قررت نورة إجراء اختبار جيني قبل الولادة بسبب سنها، تتابع قائلة: "محمد هو الشخص الوحيد الذي كنتُ لأفكر في فعل هذا معه. إنه أكثر حناناً مني. لذلك قلنا: "حسناً، لنجرب. إن نجح الأمر، فهذا رائع. وإن لم ينجح، فسنعيش حياة رائعة".
"توقعتُ تماماً أنني لن أتمكن من الحمل بسهولة. جمّدتُ بويضاتي عندما كنتُ في السابعة والثلاثين من عمري، لمجرد أنني لم أكن أعرف مسار حياتي. لذا كانت تلك خطتنا البديلة. قررنا أن نحاول بمفردنا لمدة ستة أشهر، ثم ربما نحاول باستخدام البويضات المجمدة.
لكننا كنا محظوظين جداً، وحملتُ من أول محاولة. اكتشفنا ذلك خلال عطلة الأعياد، لكنني كنتُ أيضاً في حالة صدمة شديدة. كنا قلقين للغاية بشأن احتمالية وجود عيوب خلقية. كنا نعلم أن خطر إنجاب طفل مصاب بعيب خلقي يزداد مع التقدم في السن. ولكن في مرحلة مبكرة، أجرينا فحوصات جينية للكشف عن أي تشوهات كروموسومية، بدءاً بفحص الدم في الأسبوع الثاني عشر. كنا قلقين للغاية بشأن احتمالية وجود عيوب خلقية. كنا نعلم أن خطر إنجاب طفل مصاب بعيب خلقي يزداد مع التقدم في السن. مع أن هذا الفحص لم يكشف عن أي شيء مثير للقلق، قررتُ، نظراً لعمري، إجراء بزل السلى في الأسبوع السادس عشر. كان هذا قراراً مصيرياً، وتحدثتُ مُطولاً مع مستشارة علم الوراثة للتفكير فيه. في النهاية، أجريتُه لراحة البال - والحمد لله، كل شيء كان على ما يُرام. كنتُ ممتنة جداً لأننا اضطررنا للتحدث عن تلك الخيارات الصعبة المحتملة كجزء من رعايتي قبل الولادة. بخلاف ذلك، بذلتُ قصارى جهدي للعناية بنفسي. تناولتُ فيتامينات ما قبل الولادة والتزمتُ بنظامي الغذائي الصحي المعتاد. كنتُ أخطط لممارسة الرياضة بانتظام أيضاً، لكن بصراحة، كان التعب عادةً ما يعيقني.
كيف كان حمل نورة؟
عامل الخطر الوحيد لدى نورة هو عمرها لكنها. لم تعانِ من ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل ، ولا تسمم الحمل، ولا سكري الحمل، تستدرك قائلة: "لكن كان لديّ المزيد من المواعيد والفحوصات بالموجات فوق الصوتية، بالإضافة إلى الفحوصات الجينية. عليّ أن أعترف، لم أكن أحبّ الحمل. عانيتُ من غثيان الصباح في الأشهر الثلاثة الأولى، ثمّ شعرتُ بالإرهاق حتى النهاية. شعرتُ بضخامةٍ وتورمٍ شديدين. كلّ شيءٍ كان يؤلمني. أنجبتُ طفلاً سليماً قبل أسبوعين من موعد ولادتي. لم أشعر بأي انقباضات أو أي علامات مبكرة أخرى، ثم في صباح أحد أيام السبت، انفجر ماء الرحم بغزارة. يقولون إن الأمر لن يكون كالأفلام، لكنه كان كذلك تماماً! بمجرد وصولنا إلى المستشفى، تناولتُ الأوكسيتوسين لتحفيز المخاض، وفي النهاية خضعتُ لتخدير فوق الجافية. اتسع عنق الرحم إلى عشرة سنتيمترات وبدأتُ بالدفع. تمكّنوا من رؤية تاج رأس يوسف، لكن مهما فعلنا، لم يكن يخرج. حتى أنهم حاولوا الشفط، دون جدوى.
حوالي الساعة الحادية عشرة مساءً، أوصتني طبيبة النساء والتوليد المناوبة بإجراء عملية قيصرية. شعرتُ بالإحباط الشديد بعد كل هذا المخاض. شعرتُ وكأنني فشلت، مع أنني أعلم أنني لم أفعل. وُلد طفلي بصحة جيدة. ولم يكن لحاجتي إلى الولادة القيصرية أي علاقة بعمري. هذا قد يحدث لأي امرأة. وقد تعلمت من هذه التجربة، أن الحمل في سني ليس سهلاً على كثيرات، لذا لا أريد أن أجعل الأمر يبدو وكأنه ينطبق على الجميع. لكنني لم أكن أعرف قدرات جسدي حتى حاولت. النساء في العشرينيات من العمر قد يعانين من مشاكل في الخصوبة ، وأنا كذلك، أحمل من أول محاولة في الثانية والأربعين. لكنني لم أتخيل يوماً أني سأعيش مع هذه العائلة الصغيرة. لكن الآن وقد رزقنا بيوسف، لا أستطيع تخيل الأمر بطريقة أخرى.
*ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

في حوطة بني تميم:‏ إصابة طفل في الملعب تنقله لغرفة العمليات.. وطاقم طبي ينقذ حياته
في حوطة بني تميم:‏ إصابة طفل في الملعب تنقله لغرفة العمليات.. وطاقم طبي ينقذ حياته

الرياض

timeمنذ 28 دقائق

  • الرياض

في حوطة بني تميم:‏ إصابة طفل في الملعب تنقله لغرفة العمليات.. وطاقم طبي ينقذ حياته

تمكّن الفريق الطبي بقسم الجراحة العامة في مستشفى حوطة بني تميم العام – عضو تجمع الرياض الصحي الأول – من إنقاذ حياة طفل يبلغ من العمر 13 عامًا، بعد تعرّضه لإصابة قوية في البطن أثناء لعب كرة القدم، تسببت في نزيف داخلي حاد. وفور وصول الطفل إلى قسم الطوارئ، باشر الفريق الطبي الفحوصات العاجلة التي أظهرت وجود تهتك شديد في الطحال، ما استدعى التدخل الجراحي الفوري. وعلى الفور، نُقل إلى غرفة العمليات، حيث أُجريت له عملية استكشافية ناجحة، تم خلالها استئصال الطحال والسيطرة على النزيف. وبعد العملية، نُقل الطفل إلى قسم العناية المركزة لاستكمال المتابعة الطبية الدقيقة، وتحسنت حالته تدريجيًا حتى غادر المستشفى بعد ثلاثة أيام وهو بصحة جيدة، ولله الحمد.

تدخل عاجل في طوارئ مستشفى الملك خالد بالخرج يُنقذ سبعينيًّا بعدما توقف قلبه
تدخل عاجل في طوارئ مستشفى الملك خالد بالخرج يُنقذ سبعينيًّا بعدما توقف قلبه

صحيفة سبق

timeمنذ 2 ساعات

  • صحيفة سبق

تدخل عاجل في طوارئ مستشفى الملك خالد بالخرج يُنقذ سبعينيًّا بعدما توقف قلبه

أنقذ فريق طبي متخصص بمستشفى الملك خالد بمحافظة الخرج – عضو تجمع الرياض الصحي الأول – حياة مقيم في العقد السابع، بعدما توقف قلبه إثر ضيق حاد في التنفس واختناق جزئي وغياب للوعي. وفي التفاصيل، استقبل قسم الطوارئ بالمستشفى الحالة بشكل عاجل، حيث باشر الفريق الطبي المكوَّن من استشاري القلب د. أنور العنزي، وطبيب الصدرية د. وائل صبري، ونائب أول العناية المركزة د. سعود العجمي، التدخل الفوري. وأظهرت الفحوصات بطئًا حادًّا في نبضات القلب واضطرابًا في كهربائية القلب، ما أدى إلى توقفه الكامل. وبفضل الله، ثم بسرعة استجابة الفريق، أُجري إنعاش قلبي رئوي استمر 7 دقائق، شمل تركيب جهاز تنفس صناعي، حتى عاد النبض تدريجيًّا، واستقرت حالة المريض تدريجيًّا، ليغادر المستشفى بصحة جيدة – ولله الحمد. يُذكر أن عيادات القلب في مستشفى الملك خالد بالخرج قدَّمت خدماتها لأكثر من 1,024 مستفيدًا خلال الربع الأول من عام 2025، في إطار الخدمات التخصصية المتقدمة الداعمة لمستهدفات التحول الصحي ورؤية المملكة 2030.

دراسة: التوتر العاطفي بين الزوجين يغيّر أسلوب الأم في التأديب
دراسة: التوتر العاطفي بين الزوجين يغيّر أسلوب الأم في التأديب

الرجل

timeمنذ 2 ساعات

  • الرجل

دراسة: التوتر العاطفي بين الزوجين يغيّر أسلوب الأم في التأديب

أظهرت دراسة جديدة أن النزاعات الحادة بين الأزواج قد تؤثر بشكل مباشر في أسلوب الأمهات بتربية الأطفال، خصوصًا في سنوات الطفولة المبكرة. وقد وجدت الدراسة أن التفاعلات العدائية بين الزوجين تُضعف شعور الأم بالأمان العاطفي في العلاقة، مما يدفعها إلى تبنّي أساليب تأديب أكثر صرامة وأقل تواصلًا. قاد الدراسة الدكتور كوري بلاتس (Cory Platts)، الباحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه بجامعة ميزوري، الذي أشار إلى أن 'العدائية المتكررة بين الأزواج لا تتوقف عند العلاقة الثنائية، بل تمتد لتؤثر على الرابط بين الأم وطفلها'. وتابع: 'هذه العلاقة تُفسَّر من خلال تأثير التوتر العاطفي على ارتباط الأم بشريكها، ما يقلل من قدرتها على طلب الدعم منه أثناء المواقف التربوية الصعبة'. واستندت الدراسة التي نشرت في مجلة Developmental Psychology، إلى نظرية التعلّق العاطفي، التي ترى أن شعور الفرد بالأمان العاطفي في العلاقة يؤثر في طريقة تعامله مع الآخرين، خصوصًا الأطفال. ووجد الباحثون أن تراجع هذا الشعور يدفع الأمهات إلى أنماط من السلوك التربوي تشمل التوتر الزائد، والانفعال، واستخدام العقوبات البدنية. أنماط مختلفة بين الأمهات والآباء شملت الدراسة 235 عائلة من طبقة متوسطة، وتابعت تطوّر العلاقة بين الزوجين وسلوكهم التربوي على مدى ثلاث سنوات، باستخدام اختبارات نفسية، وأسئلة ميدانية، وملاحظات مخبرية لحوارات واقعية بين الأزواج. وخلال تلك المدة، لاحظ الباحثون أن تراجع شعور الأم بالأمان العاطفي في العلاقة يُعد مؤشرًا قويًا على استخدامها أساليب عقابية حادة مثل الضرب أو الصراخ. كما كشفت الدراسة أن الأمهات اللواتي أظهرن ميلاً لتجنّب الاعتماد العاطفي على أزواجهن، كنّ أقل ميلاً لاستخدام الأساليب التربوية القائمة على الحوار والتفسير، مثل شرح النتائج المنطقية لسلوك الطفل. في المقابل، لم تظهر نتائج مشابهة لدى الآباء، رغم أن بعضهم أبدى مستويات أعلى من القلق أو التجنّب العاطفي. وعلّق بلاتس: 'ربما يعود ذلك إلى أن الأمهات غالبًا ما يتحملن مسؤولية الرعاية الأساسية خلال سنوات الطفولة الأولى، ما يجعلهن أكثر حساسية للتوتر العاطفي'. وأشار الفريق البحثي إلى أن هناك بُعدًا غير واعٍ في العلاقة، تم قياسه عبر اختبار حاسوبي يربط تلقائيًا بين اسم الشريك وكلمات تعكس الأمان أو التهديد. وقد أظهرت النتائج أن الأمهات اللواتي انخفضت لديهن هذه الارتباطات اللاواعية بشعور الأمان، كنّ أكثر ميلًا لاستخدام العقوبات القاسية بعد عام واحد فقط من تصاعد الخلافات الزوجية. ورغم دقة النتائج، يقرّ الباحثون ببعض القيود، مثل اعتماد بعض القياسات على تقييم ذاتي قد لا يعكس السلوك الحقيقي، إضافة إلى محدودية التنوّع الثقافي في العينة المدروسة. كما لاحظوا تقلبًا كبيرًا في النتائج المرتبطة بالآباء على وجه الخصوص، مما يدعو إلى التوسّع في دراسة الروابط غير المباشرة بين التوتر العاطفي والأبوة في مراحل عمرية لاحقة. وأكد بلاتس أن 'الأمهات قد يكنّ أكثر عرضة للتأثر بالتوتر العاطفي داخل العلاقة، بسبب الاعتماد الكبير على الشريك في تنظيم الضغوط النفسية'. لكنه أضاف أن دور الآباء قد يصبح أكثر تأثيرًا مع تقدّم الأطفال في العمر، ما يتطلّب توسيع نطاق الأبحاث لتشمل هذه المرحلة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store