
ترامب: الحرب بين إسرائيل وإيران يجب أن تنتهي
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مساء السبت، إن الحرب بين إسرائيل وإيران يجب أن تنتهي.
وذكر ترامب، في تغريدة على حسابه في منصة "تروث سوشال": "اتصل بي الرئيس بوتين هذا الصباح ليهنئني بعيد ميلادي، والأهم من ذلك، ليتحدث عن إيران، البلد الذي يعرفه جيدا".
وأضاف: "تحدثنا مطولا. خصصنا وقتا أقل بكثير للحديث عن روسيا وأوكرانيا، ولكن هذا سيكون للأسبوع المقبل".
وتابع: "إنه (بوتين) يُجري حاليا عمليات تبادل الأسرى المُخطط لها - حيث يتم تبادل أعداد كبيرة من الأسرى من كلا الجانبين".
وأوضح: "استمرت المكالمة حوالي ساعة. يشعر (بوتين)، كما أشعر أنا، بأن هذه الحرب بين إسرائيل وإيران يجب أن تنتهي، وقد أوضحتُ له أن حربه يجب أن تنتهي أيضا".
وكشف الكرملين، السبت، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالا هاتفيا مع ترامب، حيث تناول الطرفان الوضع في الشرق الأوسط والبرنامج النووي الإيراني.
وقالت وكالة أنباء روسية نقلا عن مصدر في الكرملين إن الاتصال شهد مناقشات معمقة حول التصعيد العسكري في المنطقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 38 دقائق
- صدى البلد
ترامب: لسنا منخرطين في التصعيد بين إسرائيل وإيران ولكن من الممكن أن ننخرط
أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن بلاده ليست منخرطة في التصعيد بين إسرائيل وإيران ولكن من الممكن أن تنخرط، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، في خبر عاجل. قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، إنه سيتم التوصل "قريبا" إلى سلام بين إسرائيل وإيران. وذكر ترامب، في منشور على منصة "تروث سوشال": "إيران وإسرائيل يجب أن تتوصلا إلى اتفاق، وستتوصلان إليه، تماما كما جعلت الهند وباكستان يتوصلان إلى اتفاق". وأضاف: "أيضا خلال ولايتي الأولى، كانت صربيا وكوسوفو في صراع شديد استمر لعقود، وكان هذا النزاع الطويل على وشك الانفجار إلى حرب. لقد أوقفته (بايدن أضر بآفاق المدى الطويل ببعض القرارات الغبية، لكنني سأصلح الأمر مرة أخرى)". وتابع: "وبالمثل، سيكون هناك سلام قريبا بين إسرائيل وإيران. هناك العديد من المكالمات والاجتماعات تجري الآن".

القناة الثالثة والعشرون
منذ ساعة واحدة
- القناة الثالثة والعشرون
حرب بلا حدود..
إنها حرب بلا حدود تنحَتُ بـ "الحديد والنار" ملامح الشرق الأوسط قيد التشييد. بعدما لامست الأمواج الأولى لـ "طوفان الأقصى" غلاف غزة موجّهة صفعة مؤلمة لإسرائيل بالذراع "الحمساوي"، حوّلت الدولة اليهودية بتخطيطها وتفوّقها التكنولوجي ودعم "العم سام"، تدفق تلك الأمواج بالذات نحو الأذرع الإيرانية ليصل الطوفان في النهاية إلى رأس "محور الممانعة"، فأغرق "العمق الإيراني" وحاصر حكّام طهران. تعلم إسرائيل أن هذه الحرب مكلفة جدّاً على جبهتها الداخلية، وبدأت تتذوّق مرارتها، لكنها اختارت في حساباتها الجيوسياسية الذهاب بعيداً اليوم بدل دفع أكلاف مضاعفة غداً أو التسليم بـ "إيران نووية".تتهاوى "الخطوط الحمر" بين تل أبيب وطهران شيئاً فشيئاً مع استعار تبادل الضربات، وترتفع معها احتمالات خروج المواجهة المفتوحة عن السيطرة أكثر وتدحرجها إلى حرب شاملة لا أحد يستطيع التكهّن بمدّتها أو نطاقها أو تداعياتها. يُكرّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعث رسائل علانية لقادة طهران، يعرض فيها عليهم "فرصة ثانية" لتسوية نووية بشروطه الصارمة وإلّا استمرار تكبّدهم فاتورة باهظة ستضعف نظامهم الهَرِم وتستنزفه، وعندها سيوقّعون مرغمين مع الوقت على صفقة بشروط أصعب أو سينزلقون بالجمهورية الإسلامية في مسار التفكّك والانهيار. لا يريد ترامب توسّع "المنازلة" المحتدمة نحو حرب شاملة سترفع أسعار النفط عالمياً وقد تفرض تدخلاً أميركياً هو بغنى عنه. ومع ذلك، يبدو أن الرئيس الجمهوري راض بما تحققه إسرائيل. الوسطاء وفاعلو الخير كُثر، من سلطنة عُمان ودول خليجية أخرى إلى قبرص وبلدان طامحة لدخول "نادي صنّاع السلام". المَخرج متوفّر، بيد أنه مذلّ للغاية لصورة الملالي، المتصدّعة أصلاً، داخلياً وخارجياً على السواء. كان من المفترض أن تنعقد "الجولة السادسة" للمحادثات النووية بين واشنطن وطهران في مسقط أمس الأحد، لكنها أُجّلت حتى إشعار آخر، وربّما ذهبت أدراج الرياح. تمعِن إسرائيل في ضرب مواقع ومنشآت نووية وعسكرية وأمنية وطاقوية... داخل إيران، حيث أضحت المقاتلات الإسرائيلية تسرح وتمرح في أجواء البلاد بحرّية مطلقة، ووصل مدى ضرباتها إلى مطار مشهد في شمال شرق البلاد، علماً أن خلايا "الموساد" ما زالت فعّالة على الأرض وتؤدّي مهامَّ استخباراتية تخريبية نوعية، تربك مراكز القيادة والسيطرة وتضرب القدرات الدفاعية والهجومية للجيش و"الحرس الثوري" الإيرانيَّيْن. في المقابل، تردّ إيران بإطلاق دفعات من الصواريخ والطائرات المسيّرة، وصل بعضها، خصوصاً الصواريخ، إلى الداخل الإسرائيلي، وتسبّب بأضرار جسيمة لم يشهد الإسرائيليون مثيلاً لها سابقاً. عندما نقارن حجم الخسائر وتأثيرها ونتائجها بين البلدين، يظهر أن إيران تتوجّع أكثر من عدوّتها اللدود إسرائيل. لكن ماذا لو تمكّن صاروخ إيراني واحد من إصابة منشأة نووية أو كيماوية أو غيرها من المواقع الحساسة في إسرائيل وألحق بها خسائر بشرية فادحة؟ كيف ستردّ تل أبيب المسلّحة نووياً؟ وهل ستدخل الولايات المتحدة الحرب بشكل مباشر في مثل هكذا سيناريو؟ إن التصاعد في حدّة تبادل الضربات في الأيام وربّما الأسابيع المقبلة، وفشل "خراطيم الدبلوماسية" في إطفاء النيران المتوهّجة، سيُشرّعان الأبواب أمام دخول الولايات المتحدة الحرب، الأمر الذي سيُسرّع في حسمها. ستتفادى طهران إعطاء واشنطن حجّة دسمة لدخول الحرب ضدّها، فآخر ما ينقصها أن تُمطرها القاذفات الأميركية العملاقة بقنابل خارقة للتحصينات، إنما التقديرات الخاطئة وسط جنون التطورات الدراماتيكية واردة بقوّة. رغم أن الأذرع الإيرانية غدت مشلولة أو معطوبة أو ملجومة، إلّا أنها قد تحاول مساعدة "الأخ الأكبر" قدر المستطاع. نسّق الحوثيون مع طهران استهداف إسرائيل بشكل متزامن، لكن تأثيرهم، الذي يعتبر مزعجاً لتل أبيب، على مجريات الحرب، يبقى محدوداً إلى حدّ كبير. تحرّرت سوريا من قبضة إيران وبَترت "الهلال الشيعي" الذي كان يربط طهران ببيروت، فيما أصبح "حزب الله" و"حماس" خارج "المعادلة الاستراتيجية". تبقى عيون المراقبين شاخصة نحو الفصائل الولائية في العراق وما إذا كانت ستتحرّك ضدّ إسرائيل أو المصالح الأميركية بطلب من إيران. كما قد تلجأ "طهران الجريحة" إلى "خيارات انتحارية" إذا ما شعرت أنها تخسر "الكباش القاتل" على قاعدة "عليّ وعلى أعدائي". لم تركّز إسرائيل في استهدافاتها على البرنامجَين النووي والصاروخي الإيرانيَّيْن أو المواقع العسكرية فحسب، إنما وسّعت مروحة أهدافها في سعيها إلى تحريض الرأي العام ضدّ النظام وخلق ثغرات أمنية وحال من الفوضى العارمة وعدم اليقين، لتمهيد الطريق أمام معارضي الملالي للتحرّك ضدّهم متى توفّرت اللحظة المؤاتية، طالما أن هناك "تربة مجتمعية" مناوئة للنظام القائم. العداء بين الجمهورية الإسلامية والدولة اليهودية له أبعاد دينية وعقائدية تعطّل التفكير بمنطق "خيارات الحدّ الأدنى من الخسائر"، ما يدفع "العقل الإسرائيلي" للعمل على إسقاط النظام الذي يطمح إلى "إزالة إسرائيل من الوجود". لهذا يستقصد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو التوجّه إلى الإيرانيين بالقول إن نظامهم "عدوّ مشترك" لهم ولإسرائيل. سقوط النظام الإيراني سيضع حدّاً لحروب ما بعد 7 أكتوبر ويُشيّد دعائم نظام إقليمي تكون إسرائيل في صلبه. "العرض القتالي" على أشدّه والمنطقة تحبس أنفاسها بانتظار الضوء في نهاية النفق الحالِك. جوزيف حبيب -نداء الوطن انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News


الجمهورية
منذ ساعة واحدة
- الجمهورية
تدمير «النووي» أم النظام؟
في مقابل هذه الإنتقادات اللاذعة للفشل الذي لاحق الوعود الخارجية لترامب، يضغط اللوبي اليهودي الأميركي في اتجاه دخول القوة الأميركية العسكرية على خط الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل، لا بل والذهاب أبعد من ذلك وصولاً الى تقويض النظام الديني القائم واستبداله بآخر أكثر اعتدالاً. وحجة هؤلاء أنّ النظام القائم الآن هو خطر على المصالح الأميركية في المنطقة، وبمقدار الخطر نفسه على إسرائيل واستقرار المنطقة. إلّا أن ترامب وفريقه ما زالا على تمسكهما بعدم السعي لاستهداف التركيبة الدينية التي تمسك بمفاصل السلطة. وكان واضحاً التنسيق بين ترامب ونتنياهو، والذي سبق بدء عملية «الأسد الصاعد» المستوحى من نص توراتي. لكن الرئيس الأميركي وبخلاف الإنطباع الغالب، فهو لم يمنح نتنياهو الدعم الكامل والمطلق. إذ إنّه ليس فقط لم يُشرك قواته في أي دعم أو إسناد، لكنه أيضاً لم يزود إسرائيل القنبلة الوحيدة القادرة على اختراق الأعماق ومعها القاذفة الجوية المتخصصة بحملها، على رغم من أنّه يعلم جيداً أنّ القنابل التي هي في حوزة الجيش الإسرائيلي والخارقة للتحصينات غير قادرة على بلوغ المستويات العميقة، وهذا ما يفسّر بوضوح حديث إسرائيل عن إلحاق أضرار بمنشأة نطنز والمنشآت الأخرى، وليس عن تدميرها، وهو ما يعني أنّ القصف طاول كل ما هو فوق الأرض أو الذي تحت الأرض مباشرة، لكنه لم يصل إلى العمق المطلوب. وقد يكون ترامب هدف لجعل الهجوم الإسرائيلي وفق المستوى المحدّد حافزاً لجعل إيران تعود إلى طاولة المفاوضات بسقف أكثر واقعية. ويأتي كلام وزير الدفاع الأميركي السابق ليون بانيتا ليؤكّد هذا الإعتقاد، إذ إنّه يعتبر أنّ تدمير المنشآت النووية مسألة صعبة في ظل غياب القدرات العسكرية المطلوبة كالقنبلة الخارقة للأرض. أما القائد السابق للقيادة الوسطى «سنتكوم» الجنرال جوزف فوتل، فقال إنّه لا يعتقد أنّ العملية ستكون سريعة، بل إنّها ستمتد لبعض الوقت. ووفق ما سبق، باتت الخشية أكبر بأن يضطر البيت الأبيض للإنزلاق في اتجاه الإنخراط المباشر في الحرب القائمة، أو تدحرج الأمور وفق الرغبة الإسرائيلية، والمقصود هنا «نسف» ركائز النظام القائم وفتح الطريق أمام تركيبة جديدة. ووفق مجرى العمليات والتي نُسبت لـ«الموساد»، فلقد تبين بوضوح أنّ بعض معارضي النظام القائم، ولا سيما منهم ما يُعرفون بـ«مجاهدي خلق» شاركوا في عمليات سّرية داخل إيران وأمّنوا نجاح الضربة الأولى المباغتة. وعملت القاعدة التي يديرها «الموساد» في أذربيجان على التخطيط وتنسيق الخطوات مع مجموعات لـ«مجاهدي خلق» في العمق الإيراني، ولو أنّ بعض هذه العمليات حقق نجاحاً وبعضه الآخر فشل في تحقيق غايته. وكلما تقدّم الوقت كلما ارتفع مستوى الضربات لدى الجانبين، وهو ما يرفع من مستوى الضغوط على ترامب لدخول واشنطن عسكرياً على الخط. وفي الواقع، لا يريد البيت الأبيض الذهاب في اتجاه تغيير النظام لأسباب عدة، أهمها أنّه يريد توظيف هذا النظام الديني بعد تطويعه، لمصلحة نزاعه مع الصين، ولو من خلال أطر متعددة. كذلك فهو يخشى حصول مواجهات داخلية قد تتسبب بفوضى واسعة، وستؤثر بكل الدول المحيطة بها بدءاً من الخليج ووصولاً الى آسيا الوسطى. فصحيح أنّ النظام هرم وأصبح يعاني من ابتعاد الشارع عنه، لكنه لا يزال يحظى بمساندة قوية وشرسة من شريحة لا تقل عن 20% كما أظهرت الإنتخابات الرئاسية الأخيرة. أضف إلى ذلك، أنّ المجتمع الإيراني لا يزال ينتمي إلى الثقافة الغربية، وهو متجذّر فيها على رغم من العقود الأربعة من حكم الثورة الدينية. وثمة جانب آخر لا يجب إغفاله، وهو المتعلق بالعامل الروسي. ذلك أنّ موسكو تعتبر أنّ أي تبدّل في المشهد الإيراني سيصيب مصالحها الأمنية في المنطقة. ففي مطلع السنة الجارية وقّعت كل من موسكو وطهران إتفاقية الشراكة الإستراتيجية بعد مفاوضات طال أمدها، وقيل إنّ مردّ ذلك إلى تمهل الكرملين. ذلك أنّ من المعروف أنّ لكل من البلدين إيديولوجية حكم مختلفة، لا بل متناقضة، على رغم من وجود تقاطع في مصالح البلدين. لكن عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض بعد انتصار انتخابي كبير جعل الطرفين الحذرين يذهبان في خطى كبيرة لتوقيع الإتفاقية، وهو ما عكس عدم ثقتهما بسلوك ترامب. إلّا أنّ المعاهدة لم تلحظ بنداً صريحاً يتناول مبدأ الدفاع المشترك بين البلدين، وهو ما تحتاج اليه طهران بشدة. وتمّ استبداله ببند ملتبس يحظّر على الطرفين دعم أو مساعدة المعتدين ضدّ بعضهما البعض، وبالتالي عدم السماح باستخدام أراضيهما قواعد أو منطلقات لمثل هذه الأعمال. صحيح أنّه توجد نقاط تقاطع عدة بين البلدين، لكن وفي الوقت نفسه هنالك شكوك كبيرة بينهما بسبب تضارب المصالح. تكفي الإشارة إلى ما كان أعلنه وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف عام 2015 عند توقيع الإتفاق النووي، من أنّ روسيا كانت عازمة على عرقلة الإتفاق، لكنها عدلت سلوكها في الأسابيع الأخيرة بعدما أصبح الإتفاق أمراً واقعاً. ولكن وبعد انفجار النزاع مع الغرب بسبب حرب أوكرانيا، استعانت موسكو بالخبرة الإيرانية للتحايل على العقوبات والإنخراط في كواليس السوق السوداء لتصريف إنتاجها النفطي وإنقاذ اقتصادها. كما أنّها استعانت بالمسيّرات الإيرانية والصواريخ البالستية المنخفضة الكلفة للتعويض عن خسائرها في أوكرانيا. وبادلت موسكو طهران بنقل التكنولوجيا العسكرية المتطورة إليها، ومساعدتها في تطوير برنامجها النووي. لكن سقوط نظام الأسد في سوريا أدّى إلى شطب إحدى أهم نقاط التقاطع في المصالح الروسية والإيرانية. ويومها سادت البرودة وارتفع منسوب الشكوك بين العاصمتين، بعد همس إيراني عن تواطؤ روسيا في صفقة مشبوهة لها علاقة ببقاء روسيا في قاعدتي طرطوس وحميميم، في مقابل تململ روسي من تلكؤ إيراني من القتال إلى جانب النظام عبر المجموعات الموالية لها، بسبب انشغالها في تغيير الواقع الديمغرافي الداخلي للتركيبة السورية. وهو ما يؤشر إلى حال الشك الدائمة القائمة بين البلدين. ومن هذه الزوايا المتناقضة يجب مقاربة الإهتمام الروسي الفائق بالتطورات الإيرانية. ذلك أنّ الكرملين الذي يعرف جيداً الهدف الفعلي الذي تسعى إليه إسرائيل من خلال ضرب النظام الإيراني، والذي يتمثل في أخذ المنطقة إلى فوضى تؤدي إلى تفتيتها، يُخشى من هذا المشروع، والذي سيعني نشر الفوضى في منطقة آسيا الوسطى أيضاً، ما سيؤدي إلى ضرب التوازنات القائمة. لكن موسكو لا تريد في الوقت عينه حصول تفاهم وتقارب من خلال نجاح المفاوضات بين طهران وواشنطن، لأنّ ذلك سيضعها خارجاً، وسيسمح بتدفق النفط الإيراني إلى الأسواق ما سيؤذي موسكو، كما أنّها لا تريد لإيران أن تمتلك أسلحة نووية، كون ذلك يسبب تهديداً أمنياً مباشراً لأراضيها. وقد يكون الوضع الأفضل لبوتين هو قيامه بوساطة لوقف النار بين إيران وإسرائيل، ما يسمح بدخوله شريكاً في المفاوضات الدائرة بين طهران وواشنطن. لكن الحماوة ترتفع بسرعة في الحرب الجوية والصاروخية الدائرة، وهي تجاوزت عدداً من الخطوط الحمر، وسط اعتقاد البعض بأنّ نتنياهو يدفع بإيران إلى الأمام رغماً عنها، بهدف حشر ترامب وأخذه إلى خيار تغيير النظام القائم. إلّا أنّ ذلك لا يبدو سهلاً، ولو تحت ضغط اللوبي اليهودي القوي والفاعل لا بل والماكر. وتفضّل الإدارة الأميركية إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات ولكن بشروط مختلفة هذه المرّة وبسقف أكثر انخفاضاً لطهران. أما في حال تدحرج الأمور في اتجاهات دراماتيكية لتصبح خارجة عن السيطرة، فإنّ واشنطن قد تذهب إلى دعم خطوة «تصحيح» النظام من الداخل وليس نسف النظام القائم، وذلك عبر إيصال رموز دينية وحتى سياسية من داخل النظام الديني، ولكن من ذوي السلوك الواقعي والمعتدل. ويبقى هذا الإحتمال أضمن للجميع، كونه يجنّب انفجار الوضع داخل إيران وبالتالي نشر الفوضى في المنطقة.