logo
هل يستفيد ترامب من فكرة "استحقاق نوبل" أكثر من فوزه بها؟

هل يستفيد ترامب من فكرة "استحقاق نوبل" أكثر من فوزه بها؟

الجزيرةمنذ 6 ساعات
واشنطن- منذ ولايته الأولى، دأب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التلويح بأحقيته في نيل جائزة نوبل للسلام، مستندا في ذلك إلى ما يعتبره إنجازات كبرى في السياسات الدولية، بينها اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل ودول عربية، ومقاربته لما يسميه "السلام عبر القوة".
وعاد الحديث عن الجائزة مؤخرا، بعدما أعلنت الحكومة الباكستانية ترشيحه لنيلها على خلفية "جهوده لاحتواء التصعيد بين إسلام آباد ونيودلهي"، وهو ما تبعه ترشيح آخر من عضو جمهوري في مجلس النواب الأميركي.
يأتي ذلك في وقت نفّذت فيه إدارة ترامب الثانية ضربات غير مسبوقة على منشآت نووية إيرانية، وواصلت تقديم دعم غير مشروط لإسرائيل في حربها على غزة. وما هو ما يثير تساؤلات حول مدى انسجام سياساته مع المعايير الأخلاقية والإنسانية التي تُبنى عليها عادة قرارات لجنة نوبل.
فجوة قيم
وبينما يستند أنصار ترامب في اعتباره مرشحا "يستحق" الجائزة إلى ما يرونه "إنجازات حقيقية" على الأرض، خصوصا بعد الضربات الأخيرة التي أنهت تصعيدا خطيرا بين إيران وإسرائيل، يرى بعض الجمهوريين أن الجائزة قد تتعارض جوهريا مع صورته كما يراها ويروّج لها.
ويستبعد النائب الجمهوري السابق توماس غاريث، الذي كان يعمل ضمن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، أيّ احتمال بأن يُمنح ترامب جائزة نوبل "لأن هناك فجوة قيم حقيقية بينه وبين الجهة التي تختار الفائزين".
ويشيد غاريث، في حديث خاص للجزيرة نت، بما اعتبره "تحركا مذهلا" من ترامب، أوقف من خلاله اندلاع حرب إقليمية مفتوحة، قائلا "العالم الآن أكثر أمانا مما كان عليه قبل شهر فقط، لو سألتني قبل أسبوعين فقط لقلت إننا على شفا كارثة".
ويفصّل في 3 ملفات قد تشكّل -برأيه- من الناحية النظرية مبررات حقيقية لترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام:
الأول: ما وصفه باحتواء خطر الانزلاق إلى مواجهة نووية بين باكستان والهند، معتبرا أن التهدئة التي تمّت في حينها لا تحظى بالتقدير الكافي.
الثاني: يشير إلى اتفاقيات أبراهام التي وُقّعت في الولاية الأولى لترامب، ويرى أنها تجاوزت ما حققه أي رئيس أميركي خلال 50 عاما.
إدارة التصعيد الأخير مع إيران الذي يرى فيه "إنجازا نادرا" في القدرة على إيقاف الحرب في لحظة حرجة.
"براند" سياسية
ومع أن النائب الجمهوري السابق لا يخفي إعجابه بما يعتبره إنجازا دبلوماسيا مفاجئا لترامب في الملف الإيراني والقضايا المذكورة، إلا أنه لا ينتمي لمعسكر "الترامبيين المتشددين"، بل يوضح أنه عرف الرئيس الأميركي من موقع المؤيد حينا والمختلف معه حينا آخر، مشددا على أنه "لا يفهم من يقدسونه ولا من يعارضونه بشكل مطلق".
ويرى غاريث أن ترامب يستفيد من ادّعاء الاستحقاق أكثر من الفوز نفسه، ويوضح أن الجائزة بحد ذاتها لا تخدم الصورة التي يحرص ترامب على ترسيخها لدى قاعدة أنصاره، فهو "لا يسعى للاعتراف المؤسسي بقدر ما يستثمر في كونه ضحية مرفوضة من المؤسسة"، وهي -وفقا له- فكرة مركزية في "البراند" (العلامة) السياسية الخاصة به.
ووفقا له، يعرف ترامب أن الجائزة لن تُمنح له، ويستمتع بترويج هذه المفارقة، و"هو يحب أن يردد: أنا أستحق الجائزة لكنهم لن يمنحوها لي، وحتى لو حصلت معجزة وفاز بها، فإن ذلك قد يفقده جزءا من صورته أمام قاعدته لأنها قائمة على الصدام مع المؤسسة، لا الاعتراف بها".
في المقابل، يرى معارضو ترامب أن مجرد الحديث عن جائزة نوبل في سياق سجله السياسي يمثل مفارقة أخلاقية كبيرة. فخلال ولايتيه الأولى والثانية، يواجه انتقادات حادة بسبب قراراته المتعلقة بمنع مواطني دول إسلامية من دخول الولايات المتحدة، وتصريحاته التي توصف بـ"التحريضية" ضد المهاجرين، فضلا عن انحيازه ودعمه المطلق لإسرائيل في حرب غزة.
مصدر سخرية
في هذا السياق، يقول صلاح الدين مقصود، المدير التنفيذي ل مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (كير) في نيوجيرسي، إن سعي ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام "أمر يبعث على السخرية". ويضيف للجزيرة نت أن "تصرفاته وشخصيته وسياساته لا تنسجم مع القيم التي ارتبطت تقليديا بحائزة نوبل".
ويرى مقصود أن أي مرشح يجب أن يُظهر التزاما حقيقيا بالقيم الإنسانية ليُعتبر جديرا بهذا النوع من التقدير، مضيفا أن "الرئيس ترامب -لأسباب كثيرة- أقرب لأن يكون نكتة من أن يكون مرشحا جديا لهذه الجائزة المرموقة".
ومنذ إنشائها عام 1901، تحتفظ لجنة نوبل النرويجية بالجائزة لمن يسهمون بجهود استثنائية في تسوية النزاعات وإحلال السلام. وقد فاز بها 4 رؤساء أميركيين:
ثيودور روزفلت عام 1906 لدوره في إنهاء الحرب اليابانية الروسية.
وودرو ويلسون عام 1919 لمبادرته في تأسيس عصبة الأمم.
جيمي كارتر عام 2002 تقديرا لجهوده في تعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان.
باراك أوباما عام 2009، بعد أقل من 9 أشهر على توليه الرئاسة تقديرا لما وصفته اللجنة بـ"تعزيز الدبلوماسية الدولية"، وقد أثار القرار نقاشا واسعا آنذاك داخل الولايات المتحدة وخارجها، كما أثار سخرية ترامب الذي علّق في أكثر من مناسبة قائلا "حتى أوباما لا يعرف لماذا مُنح الجائزة".
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صحف عالمية: إسرائيل أمام مفترق طرق يتطلب قرارا سياسيا
صحف عالمية: إسرائيل أمام مفترق طرق يتطلب قرارا سياسيا

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

صحف عالمية: إسرائيل أمام مفترق طرق يتطلب قرارا سياسيا

تناولت صحف ومواقع عالمية في تقارير ومقالات التخبط الإسرائيلي بقطاع غزة، في ظل فقدان الهدف الواضح والخسائر التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى التعامل الأميركي مع الملف الإيراني. وتحدثت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن قلق شديد لدى الجيش الإسرائيلي من خطاب فقدان الهدف الواضح للقتال في غزة والخسائر البشرية التي يتكبدها الجنود دون جدوى. ونقلت الصحيفة عن ضابط رفيع قوله إن "إسرائيل أمام مفترق طرق يتطلب قرارا سياسيا بشأن الأسرى والسيطرة على غزة، مع تفضيل الجيش نقل الحكم في القطاع إلى جهة عربية أو دولية، وهو ما يشترط قبول إسرائيل مبدئيا إقامة دولة فلسطينية". وفي صحيفة معاريف، اتهمت الكاتبة الإسرائيلية صوفي رون موريا وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بإطالة الحرب في غزة وعرقلة صفقة تبادل الأسرى، معتبرة أن مواقفه نابعة من صراع سياسي داخلي وليس أيديولوجيا. وانتقدت الكاتبة تناقض الحكومة التي تفاهمت مع إيران و حزب الله ، لكنها ترفض أي تسوية مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، مشيرة إلى خسائر بشرية غير مبررة في غزة تتحملها الحكومة والقيادات المتشددة. من جهة أخرى، نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية قوله إن "انتهاء الحرب مع إيران أتاح فرصا جديدة لإطلاق سراح الرهائن في غزة، في الوقت الذي زاد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب الضغط الشعبي على إسرائيل وحماس للتوصل إلى اتفاق في القطاع". وقالت إن هذه التصريحات جاءت مع استمرار القصف الإسرائيلي الذي أسفر عن مقتل عشرات الفلسطينيين، وسط أزمات إنسانية حادة في غزة. وفي مقال بصحيفة لوموند الفرنسية، رأى العالم السياسي الإسرائيلي دينيس شاربيت أنه "يجب دعم نتنياهو عندما يُضعف التهديد الإيراني، ومعارضته بشدة عندما يُدمر غزة". إعلان ويتابع الكاتب أن إسرائيل يمكنها أن تدّعي أنها شرطي المنطقة شريطة أن توقف سلوكها البلطجي في الضفة الغربية، وتوقف جيشها من إلحاق الدمار الشامل بغزة. وأضاف "لا يمكن لإسرائيل بناء مستقبل مستقر إلا بالتعاون مع قادة وشعوب الدول المجاورة للحصول على موافقتهم". أما الكاتب رونو جيرار فرأى في مقال بصحيفة لوفيغارو الفرنسية أنه "يتعين على الرئيس الأميركي بعد أن لوّح بعصاه لإيران أن يقدم لها حوافزه لإجبارها على التخلي عن برنامجها النووي طوعا"، وهذا يشمل رفع العقوبات التي شلت الاقتصاد الإيراني لأكثر من نصف قرن، واستئناف العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ عام 1979، وخلال هذه العملية سيتعين على الأميركيين -يضيف الكاتب- معاملة الإيرانيين باحترام يليق بحضارة عريقة، وهذه براعة يمتلكها ترامب.

دروس تركيا من حرب إيران وإسرائيل
دروس تركيا من حرب إيران وإسرائيل

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

دروس تركيا من حرب إيران وإسرائيل

خلال لقائه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي، رحّب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بوقف إطلاق النار بين إيران و"إسرائيل" بوساطة أميركية، معبرًا عن أمله في أن يتحول لاتفاق دائم. ختمت هذه التصريحات موقفًا تركيًا من المواجهة العسكرية بين الجانبين كانت ميزته الأبرز النظر لها من زاوية التأثير على أنقرة نفسها. نظرت تركيا للعدوان "الإسرائيلي" على إيران كمرحلة أخيرة من تصعيد "إسرائيل" في المنطقة، ولذلك فقد ركزت مواقفها الرسمية على فكرة تهديد "إسرائيل" للأمن والاستقرار الإقليمي. كما تعاظمَ لدى تركيا الشعور بالتهديد الذاتي، أي شعورها بأن تدهور الأوضاع في المنطقة وتصاعد الاعتداءات "الإسرائيلية" سيضرها هي كذلك بأشكال غير مباشرة وربما مباشرة لاحقًا. وهو الشعور الذي كان بدأ مع العدوان على لبنان وتحذير تركيا من امتداده لسوريا ثم لها، حين قال أردوغان إن "القوات الإسرائيلية على بعد ساعتين من حدودنا"، ثم لوّح بإمكانية تدخل بلاده (بعد تعظيم قوتها) في فلسطين كما فعلت في ليبيا وناغورني قره باغ، وهو التصريح الذي ردت عليه دولة الاحتلال بتهديده بـ "مصير صدام حسين". شجبت أنقرة الهجمات على طهران وحذّرت من استمرارها ومن مغبة "دعم أطراف دولية لها"، وسمّاها أردوغان "هجمات إرهابية" معبرًا عن تضامن بلاده مع إيران كطرف معتدى عليه، ومؤكدًا على أهمية العودة للمسار الدبلوماسي، وعلى استعداد بلاده للقيام بما تستطيع في هذا الصدد. أمام الوفود المشاركة في الدورة الحادية عشرة لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إنه ليس هناك مشكلة في المنطقة اسمها فلسطين أو لبنان أو سوريا أو إيران و"إنما هناك مشكلة اسمها إسرائيل". بينما كرر أردوغان تضامن بلاده مع جارتها إيران في وجه الاعتداءات، مؤكدًا على تفاؤله بأن "النصر سيكون حليفها"، محذرًا من "مؤامرة تتزامن مع مئوية اتفاقية سايكس- بيكو" ومؤكدًا على أن تركيا "لن تمررها". كان ذلك اتساقًا مع الموقف الرسمي التقليدي لأنقرة الرافض للحلول العسكرية والتصعيد، والمفضّل للمسارات السياسية والدبلوماسية، لا سيما أن كل تهديد لاستقرار المنطقة يمكن أن يرتد بالسلب على الاقتصاد التركي. كما أن استهداف إيران قد يرتد سلبًا على تركيا من عدة زوايا تبدأ بالاقتصاد والتجارة والسياحة، ولا تنتهي بموجات لجوء محتملة نحو الأراضي التركية. الأهم مما سبق أن أنقرة نظرت للعدوان "الإسرائيلي" وخطاب تغيير النظام الإيراني كمسار محتمل لتغيير التوازنات والمعادلات في المنطقة لصالح "إسرائيل" بشكل نهائي، وهو ما لا يصب بالتأكيد في صالح تركيا التي عبّرت منذ بداية العدوان على غزة في أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عن موقف مناهض لها. حذّرت بعض الأصوات في تركيا من أن تكون هي المحطة التالية للاستهداف بعد إيران، في ظل تصريحات "إسرائيلية" لمّحت لذلك، ولعل هذا أحد أهم دوافع تعبير أردوغان عن "تفاؤله بانتصار إيران". رغم ذلك، لم يتخطَّ موقف أنقرة ذلك لمستوى عملي مباشر، بسبب شعورها أنها غير محصّنة أمام عدوان مشابه، وهو ما عبّر عنه أردوغان بحديثه أمام الكتلة البرلمانية لحزبه العدالة والتنمية عن الإنجازات التي حققتها بلاده في مجال الصناعات الدفاعية وضرورة استمرارها لتحقيق الحماية الكاملة لها. كما أن غموض الموقف الأميركي في البداية، ثم قصف المنشآت النووية ساعدا على ضبط موقف تركيا، التي لا تريد تأثيرات سلبية على العلاقات الثنائية مع واشنطن، بما فيها ملف السلاح والقضية السورية ودعم قسد. ولذا، لم تشجب أنقرة العملية وإنما اكتفت بالتعبير عن "قلقها من أن تساهم في زيادة التوتر في المنطقة". الوساطة في المجمل انضبط الموقف الرسمي التركي وفق مسارات ثلاثة؛ الحفاظ على حياد إيجابي، وعدم الانخراط المباشر في المواجهة القائمة خصوصًا بعد التدخل الأميركي، ولعب دور في تهدئة الأوضاع ومنع تطور التصعيد عبر دور الوساطة، وتعظيم القدرات الذاتية لتركيا في مجال الصناعات العسكرية ولا سيما فيما يتعلق بمنظومات الدفاع الجوي على المدى البعيد. يوم الجمعة الفائت، وفي حوار مع قناة تلفزيَّة تركية، أكد وزير الخارجية التركي أنه تلقى اتصالًا هاتفيًا ليلة الهجوم "الإسرائيلي" على إيران من نظيره الأميركي ماركو روبيو، مفاده أن الولايات المتحدة لن تكون طرفًا في أي هجوم محتمل على إيران، وبالتالي لا تتوقع ردًا إيرانيًا عليها وإلا كان ردها قاسيًا، وأنها قلقة بشأن وجودها في المنطقة، وهو ما نقله فيدان -كوسيط – للجانب الإيراني. كما ذكر أنه تحدث مع نظيره الإيراني عباس عراقجي بعد الضربة الأميركية، خلال مشاركة الأخير في اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في إسطنبول، وأن تقدير طهران كان أن الولايات المتحدة وجهت ضربة محدودة للمنشآت الإيرانية وليست في وارد حرب شاملة مع طهران، وبالتالي فإن إيران- وفقًا لإستراتيجيتها – سترد ردًا محدودًا ومنضبطًا كذلك، وليست راغبة بدورها في حرب شاملة مع واشنطن، وهو ما نقله الوزير التركي للولايات المتحدة. ويخلص الوزير التركي أن ذلك كشف أن الطرفين لم يكونا معنيَّين بتوسيع المواجهة ورفع مستوى التصعيد بينهما، ولذلك كان هناك نوع من "التوافق المسبق" على سقوف الضربات، وهو ما عدّه الوزير حالة نادرة في تاريخ الحروب. هذا الجزء المتعلق بالوساطة المباشرة ونقل الرسائل بين الجانبين الأميركي والإيراني حقق من جهة رغبة تركيا باحتواء التصعيد وعدم تحوله لحرب شاملة ومدمرة بين الجانبين، كما أنه من جهة ثانية لا يلغي رغبتها في لعب دور الوسيط كذلك في أي مفاوضات مستقبلية بين الجانبين، مستفيدة من خبرتها في التوسط واستضافة المفاوضات، وكذلك من العلاقات الجيدة التي تربطها بالطرفين، وثالثًا من مخرجات الدور الذي لعبته خلال الحرب نفسها والذي ترى أنه أفاد ومنع تدحرج الأحداث إلى ما لا تحمد عقباه. بيد أن مسار المفاوضات قائم خلال السنوات الماضية بين الولايات المتحدة وإيران وفق آلية جاهزة ومتكررة تستضيفها دولة عمان على شكل جولات تفاوضية، وليس ثمة سبب جوهري يدعو لتغيير المكان سريعًا في أي مفاوضات مقبلة، وهو ما أشار له وزير الخارجية التركي في الحوار المشار له. لكن ذلك لا ينفي بالمطلق إمكانية لعب أنقرة دورًا في تقريب وجهات النظر وربما تشجيع طهران على قبول العودة للمفاوضات من جهة، ولا يحول كذلك دون احتمال استضافة تركيا حوارًا وربما جولة مفاوضات بينهما في المستقبل. في المحصلة، قام الموقف التركي الرسمي خلال العدوان "الإسرائيلي" على إيران على ركائز أساسية أهمها شجب العدوان، وتجنب التورط بشكل مباشر في الصراع، ولعب دور الوسيط ونقل الرسائل بين واشنطن وطهران، مع التأكيد على ضرورة تعزيز أوراق القوة الذاتية وحماية تركيا من أي تداعيات مباشرة أو غير مباشرة للمواجهة التي حصلت. وهو ما أكد عليه فيدان بأن المؤسسات المختلفة عملت على ذلك منذ اللحظات الأولى لبدء العدوان "الإسرائيلي" على إيران، ما جعل المسؤولين الأتراك "لا ينامون تلك الليلة والليالي التي تلتها" على حد تعبيره. ختامًا، تعوّل أنقرة على أن ثمة فرصة لتوصل إيران والولايات المتحدة الأميركية لاتفاق ما بخصوص الملف النووي، ما يمكن أن يساهم في تهدئة الأوضاع في المنطقة. بيدَ أن ذلك لا يمنع بالكلّية احتمال نشوب صراع جديد بين إيران و"إسرائيل" تحديدًا، لأن "من يريد الحرب سيجد لها ذريعة" على حد تعبير فيدان نفسه بالإشارة لـ "إسرائيل"، ولعله يلخّص القلق التركي من عودة المواجهة العسكرية بين الجانبين في المستقبل القريب أو البعيد.

ترامب: سأكون حازما مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة
ترامب: سأكون حازما مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

ترامب: سأكون حازما مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة

عبّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن رغبته في استعادة الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة ، مؤكدا أن ملفي غزة وإيران سيكونان محور النقاش عندما يستقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض الاثنين المقبل. وأضاف ترامب -في تصريح للصحفيين اليوم الثلاثاء أثناء مغادرة البيت الأبيض لزيارة مركز احتجاز للمهاجرين في فلوريدا إيفرجليدز- "نتنياهو قادم إلى هنا وسنتحدث عن أمور كثيرة، وعن النجاح المبهر والمذهل الذي حققناه في إيران". ولاحقا، قال الرئيس الأميركي "سأكون حازما مع نتنياهو بشأن إنهاء حرب غزة، وأعتقد أننا سنتوصل لاتفاق بشأن إنهاء الحرب الأسبوع المقبل". وفي 13 يونيو/حزيران الماضي شنت إسرائيل بدعم أميركي حربا على إيران استمرت 12 يوما، شملت مواقع نووية ومنشآت مدنية واغتيال قادة عسكريين وعلماء نوويين، في حين ردت إيران باستهداف مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة. وفي 22 يونيو/حزيران السابق، هاجمت الولايات المتحدة منشآت إيران النووية، وادعت أنها "أنهت" برنامجها النووي، فردت طهران بقصف قاعدة العديد الجوية في قطر، ثم أعلنت واشنطن في الـ24 من الشهر نفسه وقفا لإطلاق النار بين تل أبيب وطهران. لقاء ويتكوف وديرمر في الأثناء، نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أن لقاء مقررا اليوم الثلاثاء بين المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر لمناقشة الأفكار الأميركية بشأن خطة ما بعد الحرب على قطاع غزة. وأكد الموقع أنه من المتوقع أن يطلع ويتكوف الوزير ديرمر على جهود تأمين وقف لإطلاق النار مع حركة حماس لمدة 60 يوما. وأشار أكسيوس إلى أن ويتكوف كان في الأيام الأخيرة على تواصل مع مسؤولين قطريين ومصريين لصياغة اقتراح محدث للصفقة، مؤكدا أن ويتكوف أوضح للوسطاء أن ترامب ينوي الضغط من أجل التوصل إلى اتفاق في الأيام المقبلة. إعلان كما نقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي قوله إن أفكار ترامب بشأن اليوم التالي في قطاع غزة عامة للغاية. وأضاف المسؤول الإسرائيلي أن تل أبيب مستعدة لتعديل لغة الاتفاق لجعله أكثر قبولا لحماس، لكنها لن توافق مسبقا على إنهاء الحرب على غزة. عرض ترامب وحسب هيئة الإذاعة الإسرائيلية، فإن "الزيارة المرتقبة هي الرابعة لنتنياهو إلى الولايات المتحدة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والثالثة منذ تولي ترامب ولايته الثانية في يناير/كانون الثاني 2025″. وذكرت الهيئة أن الرئيس ترامب يسعى للتقدم نحو صفقة كبرى تشمل إنهاء الحرب في غزة، والإفراج عن المحتجزين، ودفع مسار التطبيع بين إسرائيل ودول عربية. وخلال الأيام الماضية، أعرب ترامب مرارا عن اعتقاده بإمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في غزة، وأنه "بات وشيكا جدا"، وسط أحاديث عن إمكانية توسيع التطبيع بين إسرائيل ودول عربية. وفي مارس/آذار الماضي تنصل نتنياهو من استكمال اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في يناير/كانون الثاني السابق، بما يضمن إنهاء الحرب وتبادل الأسرى على مراحل. وأكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مرارا استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة" مقابل إنهاء حرب الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين. لكن نتنياهو، المطلوب للجنائية الدولية، يصر على صفقات جزئية ويتهرب بطرح شروط جديدة، بينها نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، ويصر حاليا على إعادة احتلال غزة. وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا في غزة، منهم 20 أحياء، في حين يقبع في سجونها أكثر من 10 آلاف و400 فلسطيني يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي، مما أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، خلّفت نحو 190 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store