
"ولكن لا أرى أحدًا".. دراسة تكشف مؤشرات مبكرة لتدهور الذاكرة عبر حركات العين
وبحسب تقرير نشره موقع "ميديكال إكسبريس" العلمي، وجد باحثون من كندا وجزر الهند الغربية أن أنماط حركة العين، وخاصةً طريقة استكشاف الأفراد للمشاهد المرئية، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بصحة الدماغ.
وأوضحت الدراسة – المنشورة في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS) – أن العين ترى، لكن مركز الرؤية في الجزء الخلفي من الدماغ هو المسؤول عن فك تشفير المعلومات الكهربائية لتكوين الصورة النهائية، لذلك فإن غياب الانتباه العقلي يؤدي إلى عدم إدراك ما يُرى.
وأُجريت التجارب على 148 مشاركًا موزعين على خمس مجموعات: الشباب، وكبار السن الأصحاء، والأشخاص المعرضون لخطر التدهور المعرفي، والمُشخّصون بضعف إدراكي خفيف، إضافة إلى المصابين بفقدان الذاكرة، حيث تم تتبع حركات العين باستخدام أجهزة مثبتة على الرأس.
وأظهرت النتائج أن الشباب استكشفوا الصور على نطاق أوسع مع تفاصيل أكثر، بينما ركّز كبار السن على مناطق محددة، في حين أعاد المعرضون للخطر والمصابون بضعف إدراكي خفيف النظر إلى الأجزاء نفسها بشكل متكرر، أما المصابون بفقدان الذاكرة فقد أظهروا أنماط نظر صارمة ومكررة.
وخلصت الدراسة إلى أنه مع تدهور الذاكرة تقلّ مساحة الاستكشاف البصري وتزداد النظرات المتكررة على أجزاء معينة من الصور، مما يعكس صعوبة تكوين صور ذهنية مكتملة في الدماغ.
وأشارت الباحثة الرئيسية جوردانا س. وين إلى أن هذه النتائج "تفتح المجال لأبحاث مستقبلية يمكن أن تستخدم مقاييس النظرة كأداة لتشخيص وتتبع الذاكرة والوظائف الإدراكية"، مؤكدة أن هذا الاكتشاف قد يُمكّن الأطباء يومًا ما من اكتشاف مرض الزهايمر والاضطرابات المرتبطة به في مراحله المبكرة دون الحاجة إلى اختبارات جراحية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 4 ساعات
- الرياض
الوعـي الإنسـاني كتجـربـة تراكميـة
منذ أن بدأ الإنسان يلتفت إلى ذاته ويسائل وجوده، ظلّ الوعي هو مرآته الأولى والأخيرة. ليس الوعي مجرد انعكاس للواقع، ولا مجرد حيلة دماغية لالتقاط الصور والأصوات، بل هو الشرارة التي تجعل الإنسان قادرًا على أن يرى نفسه وهو يرى، وأن يفكر في ذاته وهو يفكر. هنا تكمن المفارقة الكبرى: أن الإنسان لا يملك وسيلة لمعرفة نفسه إلا عبر وعيه، وفي الوقت ذاته لا يستطيع أن يضع هذا الوعي خارج ذاته ليحلّله كما يحلّل أي شيء آخر. ومن هذه المفارقة تتولد معضلته الدائمة: كيف يفهم الوعي جوهره وهو مسجون في حدوده؟ لكن المعضلة لم تمنع الإنسان من المحاولة. بل ربما كانت هي ما دفعته إلى خوض رحلته الطويلة في الفلسفة والعلم والدين والفن. فالوعي لم يكن يومًا ترفًا فكريًا، بل ضرورة وجودية. الإنسان يعرف أنه سيموت، وهذه المعرفة وحدها كافية لتجعله يبحث عن معنى لما هو حيّ. وحين ننظر إلى مسار الفكر البشري، نكتشف أن كل محاولة لفهم الوعي لم تكن سوى حلقة في سلسلة طويلة. الغرب والشرق، الفلاسفة والمتصوفة، العلماء والشعراء، جميعهم وقفوا أمام اللغز ذاته، وأضاؤوا منه زوايا مختلفة. وما من محاولة يمكن وصفها بالنهائية أو المطلقة؛ فالوعي، بحكم طبيعته، عصيّ على الإمساك الكامل. لكن ما يمكن قوله هو أن التجربة الإنسانية تراكمية، لا تهدم ما سبقها باعتباره نزوة عابرة، بل تبني فوقه لبنة جديدة. لقد أدرك ديكارت أن الوعي هو الضمان الوحيد لليقين: أنا أفكر إذن أنا موجود. ثم جاء كانط ليؤكد أن الوعي ليس انعكاسًا سلبيًا، بل إطار تنظيمي يسبق الخبرة، يقوم على الزمان والمكان والسببية. ومع هايدغر تحوّل الوعي إلى حضور مشدود للحظة الآن، حيث الماضي يثقل كذاكرة، والمستقبل يلوح كاحتمال، لكن الحاضر هو مركز الوعي ومسرح القلق الإنساني. أما الغزالي، فقد رآه نورًا يُقذف في القلب، يتجاوز العقل إلى الروح، ويجعل من الوعي جسرًا إلى الحقيقة. ثم جاء ابن سينا ليؤكد أن الوعي جوهر باقٍ بعد فناء الجسد، متجسدًا في تجربته الشهيرة بـ'الرجل الطائر' الذي يعي ذاته حتى في غياب الحواس. هذه الرؤى، على تباعدها، لا تنقض بعضها، بل تتكامل في كشف صورة أوسع: صورة الوعي كجوهر مشترك للتجربة البشرية، يُضيء بألوان مختلفة في كل حضارة وفكر، لكنه يظل نهرًا واحدًا تتلاقى فيه جميع الروافد. ولعل ما يبرز من هذه الرحلة أن الوعي ليس مجرد إدراك، بل بنية حيّة تقوم على ثلاثية: المعرفة، والأخلاق، والاختيار. - المعرفة هي البداية؛ فهي توسّع المدارك وتشكل القيم. الإنسان عدو ما يجهل، وما إن يعرف حتى تتسع إنسانيته. - الأخلاق ثمرة هذه المعرفة؛ فهي ليست وصايا جامدة بل استجابة حيّة لما نعرفه، فكلما اتسعت معرفتنا أعادت صياغة قيمنا. - الاختيار هو الترجمة الأخيرة للوعي، حيث يتحوّل إلى فعل. إنه لحظة الحرية التي تجعل الإنسان مسؤولًا، لأن لكل فعل سببًا ونتيجة، ولكل قرار تبعات لا مفر منها. بهذا التفاعل الدائري، يصبح الوعي حركة متكاملة: المعرفة تكشف الأسباب، الأخلاق تحدد وجهتها، والاختيار يترجمها إلى واقع. إنها الثلاثية التي تجعل الوعي ليس حالة إدراكية عابرة، بل جوهرًا وجوديًا يُحدد معنى الإنسان وكرامته. وسيظل الإنسان، ما دام حيًا، باحثًا في هذه المعضلة. فكل معرفة تفتح سؤالًا جديدًا، وكل أخلاق تكشف مسؤولية أعقد، وكل اختيار يجرّ وراءه سلسلة لا تنتهي من النتائج. والوعي في النهاية ليس شيئًا نمتلكه، بل هو ما نكونه. وعند ختام الرحلة، حين تنتهي الحياة الأرضية وتنكشف الحقيقة الكبرى، يواجه الإنسان اكتمال وعيه بما لم يكن يطيقه في دنياه، كما يصوّره النص القرآني البليغ: (فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيد) [ق: 22] ويظلّ الوعي الحالة التي يدرك الإنسان أنه لن يُدركها إدراكًا كاملًا، ومع ذلك يظلّ يعمل على أن يدركها. هو السعي الذي لا يتوقف، والبحث الذي لا يكتمل، والمرآة التي تعكسنا بقدر ما تحجبنا.


عكاظ
منذ 4 ساعات
- عكاظ
دراسة تحذر: أجهزة تنقية الهواء قد تنقل العدوى وتولد مواد كيميائية ضارة
كشفت دراسة شاملة نُشرت في دورية Annals of Internal Medicine أن أجهزة تنقية الهواء المحمولة، التي يُروَّج لها كوسيلة للحد من العدوى في الأماكن المغلقة، تفتقر إلى الاختبارات الكافية لقياس فعاليتها على البشر، كما قد تُنتج مواد كيميائية ضارة تهدد الصحة. وبحسب الدراسة، التي استعرضت 672 بحثاً بين عشرينيات القرن الماضي وعام 2023، تبيّن أن 8% فقط من الدراسات اختبرت هذه الأجهزة على البشر، بينما ركّزت معظم الأبحاث على قياس الجزيئات والميكروبات في هواء غرف فارغة. كما وجدت أن تقنيات مثل الأكسدة التحفيزية الضوئية والبلازما قد تولد مركبات ضارة بينها الأوزون والفورمالدهيد. ومن بين 112 دراسة تناولت أجهزة تنقية الهواء، لم تبحث سوى 14 دراسة في النواتج الثانوية السامة المحتملة، وهو ما اعتبره الباحثون قصوراً كبيراً مقارنة بالمعايير الصارمة لاختبار الأدوية. ومع انتشار هذه الأجهزة في المدارس، المستشفيات، ودور الرعاية، دعا الباحثون إلى عدم الاعتماد على الوعود التسويقية دون وجود دلائل علمية قوية، مطالبين بتجارب في بيئات واقعية تشمل البشر، وتطوير معايير موحدة لقياس الفعالية والمخاطر. وخلصت الدراسة إلى أن تحسين دقة الاختبارات يمكن أن يضمن خيارات أكثر أماناً وفعالية لتنقية الهواء، بما يسهم في الوقاية من الأوبئة المستقبلية وتقليل الأضرار الصحية والاقتصادية. أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ 4 ساعات
- عكاظ
نسيت أكتب اسمي !
في يوم من أيام الدراسة نسيت أن أكتب اسمي على ورقة الامتحان، لكن معلمتي قد عرفتني من خطّي لأنه مميّز -على حد تعبيرها- واليوم سأتعمّد أن لا أكتب اسمي على هذا المقال (لأمتحن) المسؤول عن مراجعة مقالاتي. يقولون لا تثق بذاكرتك، واكتب كل شيء على الورق، ولأني إنسانة مصابة (بالزهايمر المُبكر) على ما يبدو فمن الضروري جداً أن أوثّق كل شيء، وهذا ما اعتدت عليه في جميع شؤون حياتي ما عدا (مقالاتي) مع الأسف، لم أوثّق منها أي شيء أو أحتفظ بها، فقد كنت أكتبها ثم أرميها للرياح تذروها وتلعب بها. بالطبع هُناك فرق ما بين «الزهايمر والتزهمر» وقد تكون الأولى مُلتصقة بي ولكني أفتعل الثانية في بعض المواقف المُحرجة حتى أخرج منها بسلام. فافتعال النسيان نعمة عظيمة، وهي تمكّن الإنسان من الاستمرار والتجاوز رغم أني قد أكون كاذبة أو مبالغة بعض الشيء لصعوبة نسيان بعض الذكريات، والأشخاص. ولكن مع زحمة المشاغل والحياة التي نعيشها اليوم، لابد أن نُدرّب أنفسنا على أهمية النسيان كأحد أهم طرق البقاء على قيد هذه الحياة، وسوف أعرض عليكم بعضاً من فوائده لأقنعكم ببدء التدرب على ذلك حتى تفقدوا الذاكرة (الخايسة) إن شاء الله. أولاً؛ عن ماذا كنت أحدثكم؟ (اللهم صلي على النبي) نعم تذكرت عن فوائد النسيان، بداية إذا كنت رجلاً (ملو هدومك) سيساعدك (التزهمر) أو افتعال النسيان على نسيان كم امرأة رفضتك في حياتك، واعرضت عنك وأعطتك (مقفاها) ومشت غير مهتمة لأمرك، وهذا يعني أن تمضي قُدماً في حياتك وتسعى للارتباط بأخرى (تعطيك وجه) ! وأما إذا كنتِ امرأة فستخرجين اليوم من بيتك بثقة وأناقة، لأنكِ ببساطة تدركين أنكِ كيان مستقل، كامل القيمة والقدرة، وأن المجتمع يحتاجك بقدر ما تحتاجينه. ستعملين، وتبدعين، وتنجحين، دون أن يحدكِ أحد أو يقلل من شأنك. فأنتِ شريكة في الحِلم، رفيقة في الطريق، وصانعة لواقع أجمل يليق بكِ وبأجيال الغد. أيضاً عليكم التدرب على نسيان الأكل، فالدراسات قد أكدت أن تناول الطعام هو السبب الرئيسي لزيادة الوزن (احلفي؟)، وبالتالي فإن نسيانك بأن تأكل يا عزيزي (المشفوح) سيساهم حتماً في تحقيق حلمك الأزلي بخسارة وزنك، هذا إلى جانب اقتصادك وتوفيرك للكثير من المال. وبما أننا قد تطرّقنا إلى المال، فلا مانع من أن تنسى قليلاً الديون المُتراكمة عليك، لتنعم بلحظات قصيرة من الهدوء وراحة البال، ثم تعود إلى رشدك قبل أن يتصل بك كل الديّانين لتدفع لهم مستحقاتهم قبل أن تذهب في (خِرخِر). والآن ماذا كانت الفائدة الأخيرة التي أردت أن أقولها لكم؟ صدقوني عندما كتبت هذا المقال كان لدي عشرة أسباب لكني قد نسيت نصفها، وكما ترون هذه فائدة أخرى مهمة للنسيان. فلا أحد يدري ما كنت سوف أكتب و(أهبّب)، ربما كتبت فائدة غير فائدة، أو حرضتكم على أمر لا يحمد عُقباه، أو لعبت بعقولكم بأفكار صبيانية، أو شتمت أحداً وجلس لي بالمرصاد ! لذا الحمد لله أنني قد نسيت، وأقول كما قال صديقي العندليب: لو أني أعرف خاتمتي ما كنت، (كتبت). أخبار ذات صلة