
من اليمن إلى السودان.. كيف فشلت محاولات الإخوان لابتزاز الإمارات
لم تكن المواجهة بين الإمارات وجماعة الإخوان المسلمين مجرد خصومة سياسية عابرة، بل هي صراع وجودي بين مشروعين متناقضين: الدولة الوطنية الحديثة التي تؤمن الإمارات بأنها السبيل الوحيد لبناء الاستقرار والتنمية، في مقابل مشروع الإسلام السياسي الذي لا يرى في الدولة سوى أداة مؤقتة تخدم طموحاته الأيديولوجية العابرة للحدود. وفي ظل هذا الصراع، لم تتوقف الجماعة عن استخدام أدواتها التقليدية: الابتزاز الإعلامي، الضغط السياسي، والتلاعب بالخطاب الحقوقي لمحاولة انتزاع تنازلات من خصومها. لكن، هل يمكن للإمارات أن تقع في هذا الفخ؟ الإجابة تتكشف من خلال سجل المواجهات التي أثبتت فشل هذه المحاولات مرة تلو الأخرى.
لطالما أتقن الإخوان المسلمون اللعب على وتر الضغوط الإعلامية والسياسية، مستغلين المناخ الدولي المتقلب للضغط على الأنظمة العربية. فمنذ سقوط مشروعهم في مصر عام 2013، بعد ثورة 30 يونيو التي أطاحت بحكم محمد مرسي، بدأت الجماعة تبحث عن مسارات جديدة لاستعادة نفوذها. هذه المسارات شملت إعادة التموضع داخل أنظمة هشة مثل السودان واليمن، أو محاولة فرض ضغوط على الدول الفاعلة في المشهد السياسي، وعلى رأسها الإمارات التي أصبحت ركيزة أساسية في مواجهة هذا التيار.
لماذا تستهدف الإمارات تحديدا؟ لأنها لم تخضع يوما لمعادلة الابتزاز السياسي، ولم تنجرف وراء حملات التشويه التي نجحت في إخضاع دول أخرى أو دفعها إلى تقديم تنازلات. الإخوان يدركون أن الإمارات تمثل العقبة الكبرى أمام طموحاتهم في إعادة بناء نفوذهم الإقليمي، سواء في الخليج أو في القرن الأفريقي أو في بلدان الربيع العربي التي تحولت إلى ساحات فوضى. ولهذا، فإن الحملات التي تستهدف الإمارات ليست سوى حلقة في سلسلة محاولات مستمرة لكسر موقفها الصلب، لكنها تظل محاولات محكومة بالفشل.
في اليمن يبرز حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذراع الإخوانية في البلاد، كنموذج واضح لهذه الإستراتيجية. خلال الحرب الأهلية استغل الحزب الفوضى لمحاولة فرض نفسه كقوة سياسية وعسكرية شرعية، لكن دوره كان تخريبيا أكثر منه بناءً. أحد أبرز الأمثلة على ذلك هو محاولته إسقاط مدينة عدن في أغسطس 2019. في تلك الفترة حاولت قوات موالية للإصلاح، بدعم من عناصر في ما يسمى بالجيش الوطني، السيطرة على العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية، في خطوة تهدف إلى تعزيز هيمنتهم على الجنوب. لكن هذه المحاولة باءت بالفشل بعد أن تصدت لها القوات الجنوبية، بما في ذلك قوات الحزام الأمني المدعومة من الإمارات، التي تمكنت من طرد المسلحين الإخوانيين واستعادة السيطرة على المدينة.
بعد هذه الهزيمة لجأ الإخوان في اليمن إلى أداتهم المفضلة: التشويه الإعلامي. قدموا شكوى ضد الإمارات، زاعمين أن تدخلها في عدن كان انتهاكا للسيادة اليمنية. لكن الإمارات ردت بحسم، موضحة أن عمليتها العسكرية التي دعمت فيها الحزام الأمني كانت موجهة ضد عناصر تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وليست ضد الحكومة الشرعية. هذا الموقف تأكد لاحقا مع إطلاق عملية 'سهام الشرق' في 2022، التي كشفت تورط عناصر في الجيش الوطني – الخاضع لسيطرة حزب الإصلاح – مع مقاتلين موالين للقاعدة وداعش. تم العثور على أوكار إرهابية في محافظات أبين وشبوة وحضرموت، إلى جانب دلائل مادية، مثل وثائق وأسلحة، تثبت الارتباط بين هذه العناصر والتنظيمات المتطرفة. هذه الحقائق عززت موقف الإمارات، وأكدت أن معركتها ليست فقط ضد الإخوان كتنظيم سياسي، بل ضد امتداداتهم التي تهدد أمن المنطقة.
في السودان تتبع الجماعة نمطا مشابها. استغلت الفوضى الناتجة عن الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع لتقديم نفسها كطرف في معادلة الحكم، عبر تحالفات مع قادة عسكريين وسياسيين يشتركون معها في الأيديولوجيا. لكن هذه التحركات لم تمنع الإمارات من مواصلة دعمها لمشروع الدولة الوطنية، رافضة أي مساومة مع تيارات تسعى لاستغلال الفراغ السياسي لفرض أجندتها.
الإخوان المسلمون تعلموا من تجاربهم أن الحرب العسكرية ليست الوسيلة المثلى للسيطرة، بل الضغط السياسي والإعلامي. يستخدمون منظمات حقوقية، وتقارير مفبركة، وحملات تشويه لمحاولة إحراج خصومهم دوليا، لكن الإمارات فهمت قواعد اللعبة مبكرا. بدلا من الانجرار إلى فخ التبرير أو الدفاع، اختارت الإمارات تفكيك مشروع الإسلام السياسي من جذوره. فبينما تحاول الجماعة استغلال المنابر الدولية، كانت الإمارات تبني تحالفات إستراتيجية مع القوى المؤثرة عالميا، ما جعل هذه الحملات تفقد تأثيرها المباشر.
ما يميز الإمارات في هذا الصراع هو وعيها العميق بطبيعة التهديد. مشروع الإخوان ليس مجرد تحد سياسي، بل هو معضلة أمنية وفكرية تهدد استقرار المنطقة بأكملها. لهذا فإن مواجهتها لا تقتصر على قطع أذرعهم العسكرية والسياسية، بل تمتد إلى ضرب السردية الأيديولوجية التي يعتمدون عليها. في اليمن، على سبيل المثال، لم تكتف الإمارات بدعم القوات الجنوبية عسكريا، بل ساهمت في كشف تناقضات الإصلاح وعلاقاته المشبوهة، ما أسقط الشرعية التي حاول الحزب بناءها كمدافع عن 'الوحدة الوطنية'.
من الواضح أن الإخوان لن يتوقفوا عن تكتيكات الابتزاز، بل ستزداد شراسة مع تصاعد العمليات ضدهم، سواء في غزة مع حماس، أو في اليمن مع حزب الإصلاح، أو في السودان مع تحالفاتهم العسكرية. المرحلة القادمة ستشهد محاولات متزايدة لشيطنة الإمارات، سواء عبر تقارير حقوقية مضللة أو اتهامات باطلة في المحافل الدولية. لكن هذه المحاولات ستبقى عبثية، لأن الإمارات لا تخوض معركة تكتيكية عابرة، بل صراعا طويل الأمد يتطلب الصبر والإستراتيجية.
على مدى العقد الأخير لم تنجح أي من الحملات الموجهة ضد الإمارات في كسر موقفها أو دفعها إلى التراجع. على العكس، كل موجة من التحريض كانت تُقابل بالمزيد من الإصرار على ترسيخ رؤية الدولة الوطنية الحديثة، بينما تتهاوى مشاريع الإسلام السياسي واحدا تلو الآخر. الإخوان يراهنون على الزمن، لكن الإمارات تدرك أن الزمن ليس حليفهم. فالمعركة اليوم لم تعد تدور حول بقاء جماعة أو سقوطها، بل حول إعادة تشكيل مستقبل المنطقة بعيدا عن الفوضى الأيديولوجية. وهذه معركة، مهما حاولوا التلاعب بها، نتيجتها محسومة منذ البداية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأمناء
منذ 3 أيام
- الأمناء
البحسني ينذر الشرعية اليمنية بشأن المسار الخطير للأحداث في حضرموت
وجّه فرج سالمين البحسني عضو مجلس القيادة الرئاسي والقيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي إنذارا شديد اللهجة لمثيري التوترات ومهددي الاستقرار في محافظة حضرموت متوعّدا بقطع الطريق على تحركّات تلك القوى وأنشطتها غير المشروعة، ومنبّها الشرعية اليمنية إلى خطورة المسار الذي سلكته الأحداث في المحافظة. ويعتبر البحسني شخصية كاريزمية ذات جماهيرية كبيرة في حضرموت التي سبق أن قاد سلطاتها المحلية حين شغل منصب محافظ لها، كما كان له دور قيادي في الحرب على تنظيم القاعدة وطرده من مناطقها. ورغم تلك المكانة فإن الرجل يصنّف ضمن عقلاء حضرموت ودعاة التهدئة والحوار بين مختلف القوى الفاعلة في المشهد الحضرمي. ◄ الماضي القاعدي لأبوعمر النهدي أثار المخاوف بشأن عودة القوى المتشدّدة إلى حضرموت من نافذة العمل السياسي وتصاعد التوتّر في حضرموت خلال الأشهر الماضية على نحو غير مسبوق مع ظهور قوّة جديدة صاعدة متمثّلة في حلف قبائل حضرموت برئاسة عمرو بن حبريش ومحاولتها تسيّد المشهد والتحدّث باسم الحضارم ومطالبهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية وصولا إلى الشروع في وضع اليد على الثروات الطبيعية والتحكّم فيها والدعوة إلى حكم ذاتي في المحافظة وإنشاء قوة عسكرية موازية تحت مسمّى قوات حماية حضرموت، وهو ما رفضته جهات أخرى في مقدمها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يرى في حضرموت جزءا لا يتجزّأ من دولة الجنوب المستقلة التي يتبنّى مشروع تأسيسها. وازداد المشهد تداخلا في المحافظة الأكبر مساحة والأثرى غنى بالموارد الطبيعية بالإعلان مؤخرا عن تأسيس هيكل جديد يقوده قيادي سابق في تنظيم القاعدة. وشهدت مدينة العبر بشمال غرب حضرموت أواخر أبريل الماضي إشهار الهيكل الجديد الذي حمل اسم تيار التغيير والتحرير وورد في بيانه التأسيسي أنّه جاء 'استجابة لحاجة اليمنيين إلى صوت صادق ورؤية قابلة للتنفيذ،' وذلك في 'لحظة وطنية حرجة'. وبدا الهيكل الجديد من خلال الأهداف المعلنة لتأسيسه متجاوزا للإطار الجغرافي لحضرموت حيث تعهّد مؤسسوه بالعمل على 'إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس العدالة والكفاءة،' لكن دوائر سياسية وإعلامية قالت إنّ الاختيار على حضرموت منطلقا له يعكس حالة الفوضى وتعدّد السلط السائدة هناك حيث بات صوت السلطة الشرعية المعترف بها دوليا هو الأكثر خفوتا بعد ظهور سلطات موازية تتحدّث باسم السكان وتمارس سلطات واسعة على القبائل وتسجل حضورها في المشهد الأمني على غرار تحالف قبائل حضرموت الذي تدرّج مؤخّرا نحو الإعلان عن سعيه بجدّ ومثابرة لإعلان الحكم الذاتي في حضرموت وشرع في تحصين مشروعه بتشكيل قوات خاصة به. ويقود تيار التغيير والتحرير أبوعمر النهدي القيادي السابق في تنظيم القاعدة والمنشقّ عنه سنة 2018 حيث وجّه انتقادات علنية لقادة التنظيم ودخل معهم في سجالات. ◄ غياب الحسم أدى إلى بروز قوى مشبوهة ترتبط بجماعات الإرهاب، وآن الأوان لاتخاذ قرارات جادة تعيد الأمور إلى نصابها وأثار الماضي القاعدي للنهدي المخاوف بشأن عودة القوى المتشدّدة إلى حضرموت من نافذة العمل السياسي بعد أن طردت منها من بوابة العمل العسكري والأمني الذي كان فعّالا في إرساء حالة من الأمن والاستقرار في ربوعها على مدى عدّة سنوات ممتالية. وقال البحسني في منشور عبر منصة إكس إنّ محافظة حضرموت 'تواجه اليوم أزمة متفاقمة ألقت بظلالها على مختلف جوانب الحياة، ودفعت بالوضع إلى حالة من الشلل شبه الكامل.' ورأى في منشوره أنّ 'هذه المرحلة الدقيقة تستدعي تدخلا حاسما وشجاعا لتلبية المطالب المشروعة لأبناء حضرموت، وقطع الطريق أمام اتساع فجوة الخلاف، ومنع تسلل أيادي العبث التي تسعى لاستغلال وضع الدولة وغياب الحسم، لبروز ظواهر مقلقة لقوى مشبوهة ترتبط بجماعات الإرهاب.' وأكّد قوله 'إنني كعضو في مجلس القيادة الرئاسي ومن منطلق انتمائي لهذه المحافظة الكريمة أضع أمام الجميع، الدولة والتحالف العربي، مسؤولية كبرى تتطلب ترجمة مطالب أبناء حضرموت إلى واقع ملموس، واتخاذ إجراءات جذرية تُحدث التغيير اللازم.' واختتم منشوره بالقول 'إن أبناء حضرموت لا يحتملون المزيد من الأزمات، ولا يمكن لهم أن يستمروا في تحمّل الإهمال الذي يُعكّر صفو أمنهم واستقرارهم. ولقد آن الأوان لاتخاذ قرارات جادة وحاسمة تُعيد الأمور إلى نصابها، وتُعطي حضرموت حقها في الأمن والتنمية والاستقرار.' ويثير موقف الشرعية اليمنية من الأحداث الخطرة في حضرموت لغطا كثيرا وجدلا متصاعدا كونه يتّسم بحالة من البرود واللامبالاة مثيرة للأسلئة بشأن حقيقة تلك الموقف وإن كان يقوم على سياسة مسايرة الأحداث وانتظار ما يمكن أن تؤول إليه من نتائج والنظر لاحقا في إمكانية توظيف تلك النتائج والاستفادة منها.


المناطق السعودية
منذ 4 أيام
- المناطق السعودية
انتهت المسببات.. فانتهى الإرهاب.!!
خالد المحيّا استمرت عمليات تنظيم القاعدة الإرهابي ضدَّ الدولة والمجتمع السعودي لمدة 60 شهرًا متواصلة منذُ 2003 حتّى 2007 ، السبب الجوهري لهذه الاستمرارية هُوَ وجود الغطاء الفكري مِنْ رموز حركة الصحوة كالإخوان المسلمين والسُروريّة، الذين كانوا يُصرّحون بإدانة هذه العمليات على استحياء، ثُم يستكملونَ الحديثَ بعبارة 'ولكن' ، وبعد هذه الـ (لكن) البغيظة يُقدمون التبريرات بأنّ هؤلاء الأرهابيين اختاروا العنف بسبب شعورهم بأنهم يدافعون عن استضعاف الأمة الإسلامية وأنهم فقط أخطأوا في التصرّف ويجب احتواءهم إلى آخره، من هذه التبريرات السخيفة. كانت حركة الصحوة تُقدّم سرديّة أن الوطنية كمبدأ وشعور لا وجود لها بالإسلام وأنّ المواطن السعودي يجب ألّا يعترف بالحدود الوطنية للدول ويجب أنْ يكونَ مُنشغلًا بهموم الأمة الإسلامية من كشمير شرقًا إلى غرب أفريقيًا، وكانوا يستَجْلِبون قصصاً لمعاناة مسلمين يخوضون صراعات داخلية سياسية في بلدانهم، ويقولون أنَّ من واجبنا كسعوديين تقديم المعونات والدعم لهم. كانَ الطرح العام للصحوة من خلال الإخوان والسرورية طرح سياسي بامتياز للشؤون الدولية والأمنية ومحاولة خلق مُناخ ثَوري في المجتمع ضدّ الدولة من خلال التلميح دائمًا والتصريح نادرًا أنّ الدولة السعوية لا تقوم بأدوار مشرّفة في القضايا الإسلامية، بينما يشهد التاريخ والعالم أنّ السعوديّة كانت لها يَدُ السبق والعطاء والدعم في قضايا المسلمين المصيرية، وكذلك كانت فوضى جمع التبرعات تُتيح الفرصة للمتطرفين بالحصول على أموال تفوق توقعاتهم. بعدَ أنّ نفّذ سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هذه الاستراتيجة التي تعتمد على ثلاث مُرتكزات – تم ذكر المرتكزات أعلاه – اختفت وتلاشت آفة الإرهاب والتطرّف من المجتمع بشكلٍ عام، حيثُ أنّ الإرهابيين يحتاجونَ في البدء لتمويل مالي لبناء الخلايا وتوزيع الأدوار وشراء أسلحة ومعدات ومقرات سكنية وغيرها، وكذلك يحتاجون لغطاء فكري يُقدّم لهم التبرايرات حتى يتحصلّونَ على غِطاء الشرعية الدينية لعملياتهم ، وكذلك الغطاء الفكري الذي يُقدّم التبريرات يُساعد هؤلاء الإرهابيين باستقطاب أعضاء جُدد لديهم القبول والاستعداد للانضمام بسبب الطرح الفكري الذي يُضفي شرعيّة على تصرفاتهم . في الخِتام.. حفظَ اللهُ لنا القيادة الرشيدة التي تعمل بِلا كَلل للتقدّم والنماء والازدهار وحفظْ الأمن والأمان. *عقيد متقاعد.


Independent عربية
منذ 7 أيام
- Independent عربية
إعلان ترمب رفع العقوبات عن سوريا فاجأ حتى المسؤولين في إدارته
عندما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب في السعودية أول من أمس الثلاثاء أنه سيرفع جميع العقوبات المفروضة على سوريا، فاجأ قراره كثراً في المنطقة. إلا أن القرار الذي من شأنه أن ينهض ببلد دمرته حرب استمرت 13 عاماً فاجأ أيضاً بعضاً في إدارة ترمب نفسه. وقال أربعة مسؤولين أميركيين مطلعين إن كبار المسؤولين في وزارتي الخارجية والخزانة هرعوا في محاولة لاستيعاب كيفية إلغاء العقوبات، وبعضها مفروض منذ عقود. وأوضح مسؤول أميركي كبير لوكالة "رويترز" أن البيت الأبيض لم يصدر أية مذكرة أو توجيه لمسؤولي العقوبات في وزارة الخارجية أو وزارة الخزانة للتحضير لإلغاء العقوبات، ولم ينبههم إلى أن هناك إعلاناً وشيكاً من الرئيس في هذا الشأن. إلغاء مفاجئ وبدا الإلغاء المفاجئ للعقوبات، مماثلاً لما يفعله ترمب دوماً، قراراً مفاجئاً وإعلاناً دراماتيكياً وصدمة ليس فقط للحلفاء ولكن أيضاً لبعض المسؤولين الذين ينفذون السياسة التي غُيرت. وبعد الإعلان، كان المسؤولون في حيرة من أمرهم حول الكيفية التي ستلغي بها الإدارة الأميركية حزماً ومستويات من العقوبات، وأي منها ستُخفف ومتى يريد البيت الأبيض بدء العملية. وذكر المسؤول الكبير أنه وحتى وقت التقى فيه ترمب الرئيس السوري أحمد الشرع داخل السعودية أمس الأربعاء، كان المسؤولون في وزارتي الخارجية والخزانة لا يزالون غير متأكدين من كيفية المضي قدماً. استكشاف كيفية التنفيذ وقال أحد المسؤولين الأميركيين "يحاول الجميع استكشاف كيفية تنفيذ ذلك"، في إشارة إلى إعلان ترمب. وفي أعقاب إطاحة رئيس النظام السابق بشار الأسد أواخر العام الماضي، صاغ مسؤولون من وزارتي الخارجية والخزانة مذكرات وأوراقاً بمختلف الخيارات للمساعدة في إرشاد الحكومة في شأن رفع العقوبات عن سوريا، إذا اختارت الإدارة الأميركية القيام بذلك وعندما تقرر ذلك. لكن كبار المسؤولين في البيت الأبيض والأمن القومي وكذلك بعض المشرعين ناقشوا لأشهر ما إذا كان ينبغي من الأساس تخفيف العقوبات، نظراً إلى علاقات الشرع السابقة مع تنظيم "القاعدة". وفكت "هيئة تحرير الشام" التي كان يقودها الشرع الارتباط بالتنظيم عام 2016. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) طلب سعودي-تركي وقال المسؤول الأميركي الكبير إنه قبل رحلة ترمب إلى السعودية لم يكن هناك أي مؤشر واضح، في الأقل بالنسبة إلى المسؤولين الذين يعملون على العقوبات داخل وزارتي الخارجية والخزانة، على أن الرئيس اتخذ قراراً. وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ"رويترز" إن السعودية وتركيا طلبتا من ترمب رفع العقوبات ولقاء الشرع. وأفاد ترمب في إعلانه بأنه فعل ذلك لإعطاء سوريا فرصة لمستقبل أفضل.