logo
العلاقات المصرية ـ الأمريكية والرئيس القدوة

العلاقات المصرية ـ الأمريكية والرئيس القدوة

بوابة الأهراممنذ 4 أيام
العلاقات المصرية - الأمريكية، لها تاريخ طويل من التعاون الاستراتيجى والمصالح المتبادلة، لكنها أيضا مرت بمراحل لا تتصف بالوفاق، ستظل مرتبطة بحقيقة أن الولايات المتحدة أصبحت قوة عالمية لها مصالحها فى مختلف المناطق بما فيها منطقة الشرق الأوسط، ومصر قوة إقليمية لها التزاماتها ورؤيتها لقضايا المنطقة، واقع يفرض التعاون ويأتى بالمشكلات.. ظهرت الولايات كدولة قوية بعد الحرب العالمية الثانية، وأصبحت تحتل مركز الصدارة الذى كانت تحتله بلاد الإنجليز. كانت العلاقات حينئذ تقتصر على الزيارات واتصالات طفيفة الى أن احتلت أمريكا قيادة العالم، وعملت على توطيد العلاقات بين دولها العريقة. مشكلة الشرق الأوسط وهى إنشاء دولة إسرائيل ترجع الى انجلترا وهى المسئولة عنها الى أن أصبحت معسكر الغرب بالأخص الولايات المتحدة فى المنطقة. شهدت العلاقات تطورا كبيرا منذ الحرب العالمية الثانية واختلفت السياسات حسب مواقف القادة فى مصر، فى أثناء رئاسة عبدالناصر ساءت العلاقات بسبب رفض أمريكا تمويل السد العالى فاتجه الى الاتحاد السوفيتى الذى دعمه دعما كاملا وأصبحت العلاقات بين القاهرة وموسكو تجٌب أى علاقات أخرى. فى مرحلة رئاسة السادات حدث العكس اتجه السادات بل وسياسته إلى الغرب إلى الولايات المتحدة على وجه الخصوص، وظهرت علاقات تعاون بينهما وصلت إلى درجة من التوافق الإستراتيجى، بلغت ذروته بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد برعاية أمريكا، وغير صحيح أن السادات كان يتبع السياسة الأمريكية بشكل مطلق، فقد رفض إنشاء قاعدة عسكرية فى رأس بناس كما أن زيارته لإسرائيل لم تكن بتوجيه من واشنطن، فقد أكد مساعد الرئيس الأمريكى حينئذ أنه فوجئ بهذه الزيارة تماما كما فوجئ بها العالم. ثم جاءت مرحلة رئاسة مبارك، العلاقات كانت متوازنة بعض الشيء لا تميل الى الشمال أو اليمين لكنها شهدت شدا وجذبا بين الجانبين بالنسبة لبعض القضايا، منها رفض مصر المشاركة فى غزو العراق، ومجزرة صبرا وشاتيلا وسحب السفير المصرى فى تل أبيب وهو التصرف الذى أغضب دوائر صنع السياسية الأمريكية. كما رفض مبارك إقامة قاعدة عسكرية أمريكية جنوب البحر الأحمر، ولعل ذلك ما أغضب واشنطن منه، لذلك كان لها دور ما فى أحداث يناير عام 2011 وجعلوا منها أسطورة وأصبحت مصر وأسدا قصر النيل مزارا خاصا للأمريكيين.. هناك أمران رئيسيان من أهم أسباب توتر العلاقة مع الولايات المتحدة. الأمر الأول يتعلق بإصرار مصر على دعم قضية فلسطين وإنشاء الدولتين. رفضت مصر كل الضغوط لقبول تهجير الفلسطينيين من أرضهم وتصفية القضية. استطاعت مصر بقيادة الرئيس السيسى أن تقف بكل حسم أمام اقتراح ترامب بجعل غزة ريفييرا الشرق الأوسط مما كان له اثر فى صياغة موقف عربى ودولى موحد ضد هذا الاقتراح فتراجع عنه، ولا يجوز أن نتصور بسذاجة أن بعض اعتراضات ترامب ضد سياسة نيتانياهو تعنى وجود تراجع فى دعم واشنطن لإسرائيل. فالدعم لا يتوقف على الرئيس بل مصدره الرئيسى الكونجرس. تقوم المنظمات الصهيونية داخل وخارج أمريكا باختيار بعض الأعضاء وتمويل انتخاباتهم، وهم بذلك يدينون لها ولإسرائيل بمناصبهم وان أعلنوا رفضهم جرائمها يفقدوا تلك المناصب وهو ما حدث بالفعل لبعض الأعضاء وأمثلة ذلك كثيرة...رغم ذلك فإن ترامب الذى اشتهر بالتعبير التلقائى عن آرائه قد يغضب مرة وينتقد إسرائيل ونيتانياهو ويهدد بعدم الدعم لكنها سوف تكون زلة لسان وسوف يتراجع عنها ولا يجوز أن نعتمد على تراجع العلاقات بين واشنطن وإسرائيل، إنما علينا أن نعتمد على انفسنا وقوتنا واستراتيجية عربية لها قيمتها الدولية.
الأمر الثانى هو علاقة أمريكا بالمنطقة ومكانتها فى الشرق الأوسط الذى قلبه مصر والاستراتيجية الأمريكية التى تسعى الى تكييف الدول حسب إرادتها والتدخل فى أمورها الداخلية واتخاذ قرارات ليست من اختصاصها، وهو ما ترفضه دول المنطقة خاصة مصر، تستغل فى ذلك نقد هذه الدول واتهامها بانتهاكات حقوق الإنسان والديمقراطية أو بالعنصرية وعدم المساواة، وهذه الأمور تعانيها أمريكا اليوم ولن يستمر تصديق قولها إنها داعية العالم الى هذه المبادئ بعد أن أهدرتها، مهما تكن الأحوال والظروف والقرارات فإن الواقع يؤكد أن العلاقة الجيدة بين واشنطن والقاهرة لمصلحة الطرفين وهو ما ادركه عدد غير قليل من الرؤساء الأمريكيين ولهم مع مصر مواقف ايجابية أبرزها :
موقف أيزنهاور من العدوان الثلاثى على مصر 1956، ومطالبة ( بريطانيا وفرنسا وإسرائيل) بالانسحاب فورا. ثم فترة كارتر وتميزت بالعديد من الأحداث، أبرزها اتفاقيات كامب ديفيد وتوقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل. أما العلاقة فى أثناء جورج بوش الابن فشهدت تعاونًا فى بعض القضايا، واتسمت بالتوتر فى قضايا أخرى. كانت مصر حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة فى المنطقة، خاصة فى مكافحة الإرهاب، لكنها عارضت بعض السياسات الأمريكية، مثل غزو العراق. وصلنا اليوم الى مرحلة لا نسير خلالها فى ركاب الغرب وواشنطن، ولا يوجد أيضا صدام بيننا. هناك أمور ما تعطى انطباعا بأن هناك بعض التحسن فى هذه العلاقات، منها اهتمام ترامب بمسألة السد الإثيوبى الذى يحرم مصر والسودان من نصيبهما الشرعى فى المياه ويعرض الشعبين لمجاعة مائية.. ومنها لقاء الدكتور مصطفى مدبولى، الجهات المعنية لزيادة جهود دعم وتعزيز أوجه التعاون الاقتصادى المصرى الأمريكى.. سمعت يوما أن قيادة دولية قالت إن من يلتقى الرئيس السيسى ولو مرة واحدة لا يسعه إلا أن يكن له التقدير والاحترام بل والمحبة، فهو لا يفكر فى نفسه اطلاقا إنما يفكر فى مصلحة وطنه، يتمسك بمبادئه بإصرار مهما كانت المغريات...هذه كلها حقائق جعلت الشعب يطلق عليه الرئيس الإنسان والرئيس القدوة ورئيس المواطنة والمساواة وقد انعكس هذا الخلق الكريم على الإعلام المصرى الذى لا يتناول إسرار وفضائح أى قيادات ولا يتناول ما تتناوله الصحف الأمريكية للانحرافات التى ارتكبها رئيسهم. نكرر العلاقات المصرية - الأمريكية، مهمة للبلدين ، ومصر لديها تحركات واضحة، ترفض سياسة المحاور، وتقيم علاقات مع كل الأقطاب الكبرى وأى علاقة مع طرف لا تؤثر على الأطراف الأخرى، تحكمنا مصالحنا والاحترام المتبادل وبناء الجسور مع كل الأطراف دون التأثير على القرار السياسى.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

موسكو وواشنطن تتفقان على مكان انعقاد اللقاء المرتقب بين بوتين وترامب
موسكو وواشنطن تتفقان على مكان انعقاد اللقاء المرتقب بين بوتين وترامب

مصراوي

timeمنذ 30 دقائق

  • مصراوي

موسكو وواشنطن تتفقان على مكان انعقاد اللقاء المرتقب بين بوتين وترامب

وكالات قال مساعد الرئيس الروسي فلاديمير ميدينسكي، الخميس، إنه تم الاتفاق على مكان انعقاد اللقاء بين الرئيسين فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب وسيعلن عنه لاحقا. وأشار ميدينسكي، إلى أنه تم الاتفاق على عقد لقاء بين بوتين وترامب في الأيام القليلة المقبلة وبدأنا العمل على ذلك، مؤكدا أن روسيا لم تعلق على اقتراح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط سيتف ويتكوف بعقد اجتماع ثلاثي بين بوتين وترمب وزيلينسكي. وأعلن ميدينسكي، تحديد الأسبوع المقبل موعدا محتملا لعقد القمة بين بوتين وترامب. وأبلغ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حلفاءه الأوروبيين أنه يعتزم عقد لقاء مع نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأسبوع المقبل في محاولة أخرى لإحلال السلام بين البلدين. وقال مصدر مطلع على النقاش إن ترامب قدم تفاصيل خططه خلال محادثة هاتفية مع القادة الأوروبيين، والتي شارك فيها أيضا زيلينسكي، اليوم الأربعاء، بحسب ما ذكرته وكالة بلومبرج للأنباء. وجاءت محاولة عقد اجتماع للقادة الثلاثة بعد ساعات من انتهاء بوتين من استضافة المبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، لمدة ثلاث ساعات من المناقشات في موسكو. وقال ترامب، في منشور عبر موقعه "تروث سوشيال"، في وقت سابق من اليوم الأربعاء، إنه تم إحراز "تقدم كبير" في ذلك الاجتماع، في حين ترك الباب مفتوحا أمام فرض المزيد من العقوبات على إيرادات موسكو من النفط. ولم يرد البيت الأبيض على الفور على طلب التعليق. ويسعى ترامب منذ توليه فترته الرئاسة الثانية مطلع العام الجاري لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا. وأجرى مسؤولون امريكيون وروس محادثات بشأن أوكرانيا والعلاقات بين موسكو وواشنطن في شهر فبراير الماضي. وأجرى ترامب عدة محادثات هاتفية مع بوتين وأرسل مبعوثه ويتكوف عدة مرات لموسكو للقاء الرئيس الروسي دون إحراز نتائج ملموسة بشأن إنهاء هذه الحرب.

أخبار مصر : زيلينسكي يجدد دعوته للقاء بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا
أخبار مصر : زيلينسكي يجدد دعوته للقاء بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا

نافذة على العالم

timeمنذ ساعة واحدة

  • نافذة على العالم

أخبار مصر : زيلينسكي يجدد دعوته للقاء بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا

الخميس 7 أغسطس 2025 10:00 صباحاً نافذة على العالم - عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن الرئيس الأوكراني زيلينسكي يجدد دعوته للقاء الرئيس الروسي بوتين لإنهاء الحرب في أوكرانيا. كشفت مصادر في الحكومة الألمانية، عن أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يُخطط لعقد لقاء مباشر مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أقرب فرصة، في إطار مساعٍ حثيثة لإنهاء الحرب في أوكرانيا قبل انقضاء المهلة الزمنية التي حددها بنفسه لوقف إطلاق النار. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) تفاصيل الخطة عن دوائر رسمية في برلين، وذلك عقب اتصالات هاتفية جمعت ترامب بعدد من القادة الأوروبيين، من ضمنهم المستشار الألماني فريدريش ميرتس، في خطوة تعكس رغبة أمريكية متزايدة في استعادة زمام المبادرة الدبلوماسية في الملف الأوكراني. وبحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أكد مصدران مطلعان على الخطة أن ترامب يسعى للقاء بوتين وجهًا لوجه في غضون أسبوع، يتبعه لقاء ثلاثي محتمل يضم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ما يُنذر بتحول جذري في مسار الحرب إذا كُتب لهذه الجهود النجاح. من جانبها، أكدت شبكة CNN الأمريكية، نقلًا عن مصدر أوروبي رسمي، أن ترامب أبلغ الأوروبيين عزمه عقد هذه اللقاءات خلال أيام، مؤكدًا أن المسار الذي يرسمه حاليًا يهدف إلى "تغيير قواعد اللعبة". هذا التحرك الدرامي جاء بعد زيارة لافتة للمبعوث الأمريكي الخاص، ستيف ويتكوف، إلى موسكو، حيث اجتمع مع الرئيس الروسي داخل الكرملين لمدة قاربت الثلاث ساعات. وقد وصفت وكالة "تاس" الروسية اللقاء بأنه "مفيد وبنّاء"، في حين اعتبر ترامب أن الاجتماع "حقق تقدمًا كبيرًا"، مضيفًا: "الجميع متفقون على أن هذه الحرب يجب أن تنتهي، وسنسعى جاهدين لتحقيق ذلك خلال الأيام والأسابيع المقبلة." مراقبون يرون أن ترامب يسعى إلى تكريس صورة الزعيم القادر على وقف نزيف الحرب الأوروبية الأطول منذ الحرب العالمية الثانية، مستندًا إلى أسلوب تفاوضي شخصي يراهن على اللقاء المباشر لا الوساطات متعددة الأطراف. في المقابل، يُحاط المشهد بتساؤلات كبرى حول مدى تجاوب كييف وموسكو مع هذا المسار، خاصة في ظل استمرار التباينات الجوهرية بين الطرفين. إذا تم اللقاء، فسيكون ذلك أول قمة مباشرة بين ترامب وبوتين منذ عودته إلى البيت الأبيض، وقد تحمل في طيّاتها لحظة مفصلية في تاريخ الصراع الأوكراني، أو قد تتحول إلى جولة جديدة من الشد والجذب الدبلوماسي على رقعة شطرنج جيوسياسية لا تزال تحترق.

القبض على 3 أشخاص لاتهامهم بالتخطيط للانقلاب على نظام الحكم والخيانة العظمى للبلاد بألمانيا
القبض على 3 أشخاص لاتهامهم بالتخطيط للانقلاب على نظام الحكم والخيانة العظمى للبلاد بألمانيا

24 القاهرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • 24 القاهرة

القبض على 3 أشخاص لاتهامهم بالتخطيط للانقلاب على نظام الحكم والخيانة العظمى للبلاد بألمانيا

ألقت السلطات الألمانية القبض على 3 أشخاص للاشتباه في انتمائهم لجماعة "مواطنو الرايخ"، وهي جماعة إرهابية محظورة في ألمانيا، بتهمة التخطيط لقلب نظام الحكم والخيانة العامة. القبض على 3 أشخاص لاتهامهم بالتخطيط للانقلاب على نظام الحكم والخيانة العظمى للبلاد بألمانيا وحسب وكالة الأنباء الألمانية 'د ب أ' علم مكتب العمل لشرطة ولاية بافاريا في ولاية بافاريا اليوم الخميس أن الثلاثة متهمون بالانتماء إلى منظمة إرهابية يخططون للانقلاب على نظام الحكم والخيانة العظمى في البلاد. وتابعت الوكالة الألمانية، أن السلطات تقوم بعمليات مراقبة البيانات في ساعة الصباح في ولايات بافاريا وسكسونيا وتوريجن، للتعرف على باقي عناصر المجموعة. وفي وقت سابق، دعا الاتحاد الألماني للتعليم والتربية (VBE) إلى إدخال وتوسيع حصص تعليم الدين الإسلامي في المدارس على مستوى ألمانيا. وحسب وكالة ويتش فيلا الألمانية، أكد رئيس الاتحاد، غيرهارد براند، ضرورة أن يتمكن جميع الطلاب المسلمين من مناقشة معتقداتهم الدينية في المدارس والحصول على معلومات دقيقة وشاملة حول دينهم وديانات الآخرين. كما طالب السياسيين بسرعة تنفيذ هذا المشروع، مشددًا على ضرورة توفير الكوادر التعليمية المؤهلة والتمويل اللازم لتحقيق هذا الهدف على المدى المتوسط. ودعا إلى تقييم وتحسين العروض الحالية لتعليم الدين الإسلامي في بعض الولايات مثل شمال الراين-ويستفاليا، بافاريا، هيسن، وساكسونيا السفلى، التي تقدم بالفعل حصصًا تعليمية في هذا المجال. ألمانيا تدرس تعليقًا جزئيًا لشحنات الأسلحة إلى إسرائيل تقرير للجيش البريطاني: إسرائيل تقصف مستشفيات غزة بطرق لم تفعلها ألمانيا في الحرب العالمية الثانية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store