logo
عندما تُشرق القوة وسط غيوم «سبا»

عندما تُشرق القوة وسط غيوم «سبا»

الجمهوريةمنذ 3 أيام
الرعد لا يُخفي الموهبة، بل يكشفها
على رغم من الأمطار الغزيرة والرؤية القريبة من الصفر، حافظت الحلبة على تقاليدها في صناعة الفارق. وتحت وطأة الغيوم والرعد والضباب، تحوّلت الحلبة الأيقونية إلى امتحان صارم للسائقين، كشف الكثير عن معدن الفرق، وتحديداً عن الذين يعرفون كيف يُحوّلون الظروف القاسية إلى فرص حقيقية.
بياستري يقود العاصفة
في الأجواء المشحونة، برز فريق ماكلارين كخصم لا يُستهان به، وكأنّه حوّل العاصفة إلى سرّ من أسرار السرعة. فخطف أوسكار بياستري الأضواء بانتصار درامي، إثر مناورة حاسمة عند منعطف Eau Rouge واندفاعة مذهلة على Kemmel Straight، ليقتنص فوزه الثامن هذا الموسم بفارق 3.415 ثوانٍ عن زميله لاندو نوريس. بهذا الانتصار، وسّع بياستري صدارته في ترتيب السائقين إلى 16 نقطة، مؤكّداً أنّ ثنائية ماكلارين لم تَعُد مجرّد مفاجأة موسمية، بل تهديد حقيقي على عرش البطولة.
الامتحان ليس للسائق وموهبته فحسب
سيارة ماكلارين أثبتت أنّها من بين الأكثر توازناً في الظروف المختلطة، خصوصاً على حلبة تتطلّب ثباتاً على السرعات العالية مثل Kemmel Straight وقدرة تحكّم دقيقة في المنعطفات السريعة مثل Pouhon وBlanchimont. كانت التطويرات الهوائية التي أُدخلت على الجناح الخلفي والديناميكا الأرضية، حاسمة، إذ منحت السائقين الجرأة للضغط أكثر، حتى في الحلبة الرطبة.
لم تكن ماكلارين فقط تواكب الريادة، بل تصنعها. السيارة لم تخذل بياستري ونوريس، بل مكّنتهما من الصمود أمام فيراري المتخبّطة ورد بول غير المتوازنة، وصولاً إلى منصة التتويج التي كادت أن تكون مزدوجة لولا بعض الفروقات الاستراتيجية.
باختصار، السيارة كانت سريعة بما يكفي، لكنّ الأهم من ذلك، كانت ذكية ومستقرة، وهذا تماماً ما تحتاجه للفوز في حلبة لا ترحم مثل سبا.
نوريس... عزيمة حتى النهاية
انطلق نوريس من الصدارة، يقود بطاقة الفوز الثالث على التوالي، وفي واحدة من أصعب الحلبات على الروزنامة. كانت بدايته مثالية، سيطر على اللفات الأولى بثقة، وتفوّق في كل نقطة كبح ومنعطف، قبل أن تتغيّر المعادلة تدريجاً مع تغيّر الظروف والمسارات.
في المراحل الحاسمة من السباق، وجد نوريس نفسه في مواجهة غير متوقعة مع بياستري، الذي استفاد من استراتيجية مختلفة وإطارات أكثر استقراراً.
أمام سرعة الأسترالي، اضطر نوريس للضغط بقوّة في اللفات الأخيرة، في محاولة يائسة لاستعادة الصدارة التي خسرها في منتصف السباق.
اعترف نوريس بعد نهاية السباق بأنّ بياستري كان ببساطة «أفضل»، موضّحاً أنّ الإطارات الناعمة التي اختارها في القسم الأخير من السباق لم تمنحه الثبات الكافي في مناطق مثل La Source، حيث عانى من تدهور في الجَرّة الحركيّة، ممّا كلّفه ثواني ثمينة لم يُعوِّضها على رغم من عزيمته وإصراره حتى خط النهاية.
لوكلير نجمة في سماء فيراري
وسط موسم يُعتبر حتى الآن مُخيِّباً لعشاق الحصان الأحمر، يواصل تشارلز لوكلير تقديم الأداء الذي يُبقي اسم فيراري حاضراً في مشهد النخبة. في سباقٍ اختلطت فيه العوامل المناخية مع حسابات الإطارات والتوقيت، فاقتنص المركز الثالث، مكرّساً نفسه كأكثر عنصر متماسك داخل الفريق الإيطالي.
كانت معركته مع ماكس فيرستابن عنواناً فرعياً للسباق، اشتباك نظيف وحاسم كشف مدى إصرار لوكلير على عدم الاستسلام، حتى عندما لا تكون السيارة في أفضل حالاتها. المركز الثالث لم يكن مجرّد إنجاز رقمي، بل دفعة معنوية وسط ضياع الهوية الذي يمرّ فيه الفريق الأحمر. في وقتٍ تتراجع فيه صورة فيراري على أرض الواقع، يلمع اسم لوكلير كنجمة وحيدة تُذكّر بتاريخ الفريق العريق... وبأنّ الأمل لا يزال موجوداً.
فيرستابن... سقوط الرمزية تحت المطر
دخل فيرستابن سبا متسلّحاً بانتصار في سباق السرعة السبت، لكنّ الرياح تغيّرت بسرعة مع بداية سباق الأحد. بدا واضحاً أنّ السيارة لم تتجاوب مع تغيّرات الطقس كما يجب، ومع رحيل كريستيان هورنر، بدا أنّ التوازن الذي اعتدناه في رد بول بدأ يتزعزع. على رغم من تمتّعه بسرعة قصوى ملحوظة على الخطوط المستقيمة، إلّا أنّ فيرستابن عانى في المناطق التقنية من الحلبة، وتحديداً مع الإطارات التي لم تمنحه الثبات المطلوب في المراحل الحاسمة. مركزٌ رابع ليس كارثياً، لكنّه بالتأكيد لا يُشبه بطل العالم الذي اعتدنا على رؤيته في الطليعة. كشفت سبا هذه المرّة أنّ الهيمنة ليست أبدية، وأنّ الغيوم لا تحجب الشمس فقط، بل قد تُبلِّل الكبرياء أيضاً.
هاميلتون.. قصّة النهوض من الحفرة
من المركز الـ18، عادةً ما تكون الحكاية مكتوبة سلفاً، لكنّ لويس هاميلتون لا يؤمن بالسيناريوهات الجاهزة. فعلى رغم من العقوبة التي أجبرته على الانطلاق من الصفوف الخلفية بسبب تغييرات فنية، قرأ البريطاني السباق بذكاء.
قراره المبكر بالتحوّل إلى إطارات الـ Slick أثبت فعاليّته، وسمح له بشق طريقه بثبات في حلبة تُعاقب كل خطأ. تجاوز منافسيه واحداً تلو الآخر، ومن ضمنهم سيارات فيراري وألبين، وصولاً إلى المركز السابع عند خط النهاية. الأداء لم يكن خرافياً، لكنّه كان محكَماً وهادئاً. تكتيكي بامتياز. منحته الجماهير عن جدارة تصويت «سائق اليوم»، وكأنّهم يردّون الجميل لسائق لا يزال يجيد النهوض، مهما تعثّرت خطواته في البداية.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ماكس فيرستابن يقطع الشك باليقين ويفجّر القرار المنتظر
ماكس فيرستابن يقطع الشك باليقين ويفجّر القرار المنتظر

النهار

timeمنذ 7 ساعات

  • النهار

ماكس فيرستابن يقطع الشك باليقين ويفجّر القرار المنتظر

وضع بطل العالم أربع مرات الهولندي ماكس فيرستابن حدّاً لشائعات استمرت عدة أسابيع، بإعلانه بقاءه مع ريد بُل في الموسم المقبل من بطولة العالم للفورمولا 1. وقال فيرستابن على هامش جائزة المجر الكبرى المقررة الأحد إنه الوقت المناسب لـ"وضع حدّ للشائعات"، مضيفاً: "لم أقل حقاً أي شيء عن الموضوع (رحيله من عدمه) لأن تركيزي كان منصباً على الحديث مع الفريق حول كيفية تحسين أدائنا، والأفكار المستقبلية للعام المقبل أيضاً، ولهذا لم يكن لديّ ما أضيفه حقاً". وأضاف: "لكني أعتقد أن الوقت قد حان لإنهاء كل الشائعات، وبالنسبة لي، كان من الواضح دائماً أني سأبقى. أعتقد أن هذا كان الشعور العام داخل الفريق أيضاً، لأننا كنا دائما في نقاشات حول ما يمكننا فعله بالسيارة. وعندما لا تكون مهتما بالبقاء، تتوقف عن الحديث عن مثل هذه الأمور، وأنا لم أفعل ذلك أبداً". وعاد فيرستابن مجدداً إلى دائرة التكهنات في الأسابيع الأخيرة بعدما كشف البريطاني جورج راسل أن فريقه مرسيدس أجرى محادثات مع ممثلي السائق الهولندي بشأن الخطط المستقبلية لبطل الأعوام الأربعة الماضية. ويرتبط فيرستابن بعقد مع ريد بُل حتى نهاية موسم 2028، لكنه يتضمن بنود خروج يمكن تفعيلها خلال العطلة الصيفية، ومفادها أنه يحق له بالمغادرة إذا لم يكن ضمن المراكز الثلاثة الأولى في ترتيب السائقين مع الوصول إلى نهاية تموز/يوليو. لكن بعد حلوله رابعاً الأحد في جائزة بلجيكا، أنهى الهولندي شهر تموز/يوليو وهو في المركز الثالث برصيد 185 نقطة وبفارق كبير عن ثنائي ماكلارين الأسترالي اوسكار بياستري (266) والبريطاني لاندو نوريس (250). ومع تأكيد بقاء فيرستابن مع ريد بُل، بات من المرجح أن يقوم فريق مرسيدس بتجديد عقدي سائقيه راسل والإيطالي كيمي أنتونيلي اللذين كانا في حالة انتظار مرتبطة بمستقبل الهولندي.

فاسور يحتفظ بمقعد القيادة في فيراري
فاسور يحتفظ بمقعد القيادة في فيراري

النهار

timeمنذ يوم واحد

  • النهار

فاسور يحتفظ بمقعد القيادة في فيراري

مدّد فريق فيراري المتوّج بلقب الصانعين في بطولة العالم للفورمولا 1 16 مرة، عقد مديره الفرنسي فريديريك فاسور لسنوات عدة، وفقاً لما أعلنت الحظيرة الإيطالية في بيان الخميس. كانت الصحافة الإيطالية توقّعت رحيل المدير المخضرم بعد توليه منصب إدارة الفريق في 2023، وذلك بسبب أداء مخيّب للآمال في النصف الأول من الموسم، إلا أن الفرنسي كان يحظى بدعم علني من السائقين شارل لوكلير من موناكو والبريطاني لويس هاميلتون. وأنهت فيراري الشكوك بتمديدها عقد فاسور كمدير للفريق "لمواسم فورمولا 1 المقبلة". وقال بينيديتو فينيا الرئيس التنفيذي لفيراري في بيان صحافي: "اليوم، نريد أن نشيد بما أُنجز وأن نلتزم التزاماً كاملاً بما تبقى من إنجازات". وأضاف: "هذا يعكس ثقتنا في قيادة فريد (فريديريكو)، وهي ثقة قائمة على الطموح المشترك والتوقعات المتبادلة والشعور الواضح بالمسؤولية". وتحمل فيراري الرقم القياسي بعدد الألقاب في فئة الصانعين (16)، إلا أن آخر هذه الألقاب يعود إلى عام 2008. في المقابل، يعود آخر لقب في فئة السائقين لدى السيارة الحمراء إلى عام 2007 مع الفنلندي كيمي رايكونن. وأشار فاسور إلى "امتنان للثقة" من قبل فريق فيراري، متحدثاً عن "التحدي" الذي ينتظره بعد وضعه "أُسساً متينة" خلال أول 30 شهراً على رأس القيادة. ويريد فاسور "المضي قدماً وتلبية توقعات" المشجعين وإدارة فيراري، إلا أن الموسم الحالي انتهى مبدئياً بالنسبة إلى فيراري، مع اقتراب فوز ماكلارين بلقب 2025. يتقدم الأسترالي أوسكار بياستري (266 نقطة) والبريطاني لاندو نوريس (250) في الصدارة، فيما يحتل لوكلير (139) وهاميلتون (109) المركزين الخامس والسادس في الترتيب العام. أما في فئة الصانعين، تحتل فيراري المركز الثاني، لكنها تبقى بعيدة عن ماكلارين المتصدرة بفارق 268 نقطة.

ماكلارين تسعى لانتصارها الـ200 في هنغارورينغ وسط أجواء متقلبة
ماكلارين تسعى لانتصارها الـ200 في هنغارورينغ وسط أجواء متقلبة

النهار

timeمنذ يوم واحد

  • النهار

ماكلارين تسعى لانتصارها الـ200 في هنغارورينغ وسط أجواء متقلبة

يعود الأسترالي أوسكار بياستري إلى مسرح أول فوز له في سباق جائزة المجر الكبرى هذا الأسبوع، ساعياً إلى توسيع فارق النقاط في سباق اللقب على بطولة العالم للفورمولا 1 مع زميله في فريق ماكلارين البريطاني لاندو نوريس. يتقدم السائق الأسترالي البالغ من العمر 24 عاماً والذي حقق ستة انتصارات من 13 مرحلة حتى الآن هذا العام، بفارق 16 نقطة عن نوريس، لكنه يدرك جيداً المخاطر المحتملة التي تنتظره. وقال بياستري: "أتطلع إلى العودة إلى حيث حققت فوزي الأول. إنها مدينة رائعة وحلبة رائعة وعطلة نهاية أسبوع ممتعة، لذا ستكون تجربة رائعة، ولكن بمجرد دخولنا إلى السيارات والحلبة، سيُنسى كل ذلك". جاء فوزه العام الماضي بفضل أوامر الفريق. بعد أن انتزع الصدارة من نوريس الذي انطلق من المركز الأول، في البداية، تراجع خلال توقفات الصيانة. طلب فريق ماكلارين من نوريس إعادة مركزه إليه، مانحاً إياه انتصاره الأول بطريقة جعلت البريطاني يشعر بالظلم. هذه المرة، يسعى نوريس إلى ضمان فوزه لنفسه لتقليص فارق النقاط مع بياستري. حلّ نوريس ثانياً في بلجيكا، حيث تجاوزه بياستري بعد انطلاقة متعثرة على حلبة جافة متأثرة بالأمطار، وكان أداؤه أقل ثباتاً من سائق ملبورن المعتاد. تم تسليط الضوء على أخطائه الطفيفة، بينما نادراً ما يرتكب بياستري، المتزن، أخطاء. لا يستبعد حدوث سيناريو مماثل هذا الأسبوع مع سيطرة ماكلارين بعد تحقيقها 10 انتصارات واستهدافها فوزها رقم 200 قبل بدء عطلة الصيف في الفورمولا 1. بعد العواصف المطرية على حلبة سبا فرانكورشان عالية السرعة، تُمثل حلبة هنغارورينغ، الواقعة على بعد 25 كلم شمال العاصمة، تحدياً مختلفاً تماماً مع مسار متعرج وبطيء وآخر مستقيم يطلق عليه اسم "موناكو بلا حواجز". "لحظة لا تُنسى" كما تقدم الحلبة أجواء مختلفة تماماً، حيث يتوقع أن تكون دافئة ومشمسة جداً، على الرغم من وجود تهديدات بالعواصف الرعدية، مما يجعلها تحدياً فنياً ملتوياً للفرق والسائقين. انضم السباق إلى روزنامة بطولة العالم عام 1986 عندما كان السفر خلف الستار الحديد إلى أوروبا الشرقية لا يزال يعتبر مغامرة، ولكن أول سباق جائزة كبرى مجري أُقيم قبل 50 عاماً في نيبليغيت، وهي حديقة في بودابست. يحتاج البريطاني لويس هاميلتون، بطل العالم سبع مرات وسائق فيراري، بشدة إلى عطلة نهاية أسبوع جيدة مع منصة تتويج بعد "لحظة لا تُنسى" كما وصف تجربته البلجيكية، وهو الذي يحمل الرقم القياسي في الفوز على حلبة هنغارورينغ في ثماني مرات، كما حقق الانطلاق من المركز الأول تسع مرات، وهو رقم قياسي أيضاً. قد تكون هذه فرصته لتأمين منصة التتويج الأولى مع فريقه الجديد فيراري وتخفيف بعض الضغط عن فريق مارانيلو. لكن الحلبة تشتهر بالعديد من الانتصارات المفاجئة، وغالباً ما تكون انتصارات أولى، ويتذكرها أيضاً بطل العالم مرتين الإسباني فرناندو ألونسو، سائق أستون مارتن الذي كان في الثانية والعشرين من عمره عندما أصبح أصغر سائق ينطلق من المركز الأول ويفوز بسباق جائزة كبرى عام 2003. تبع ذلك فوزه بلقب السائقين بعد عامين وأصبح أصغر بطل عالم في هذه الرياضة آنذاك، في حلبة حصد فيها البريطاني نايجل مانسل اللقب أيضاً عام 1992. سيكون سباق نهاية هذا الأسبوع هو الثاني والعشرون في المجر لألونسو، وهو رقم قياسي للسائق الإسباني. سيخوض ماكس فيرستابن، بطل العالم أربع مرات، سباقه رقم 200 مع فريقه ريد بُل. فاز الهولندي في عامي 2022 و2023، لكنه لم يعد يتمتع بتفوق على منافسيه.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store