logo
​الاستحقاق البلدي في شمال لبنان... سباق مبكر على رئاسة «الاتحادات»

​الاستحقاق البلدي في شمال لبنان... سباق مبكر على رئاسة «الاتحادات»

الشرق الأوسط١٢-٠٥-٢٠٢٥

اختلفت حدة حماوة الانتخابات المحلية (البلدية) اللبنانية، بين قضاء وآخر في محافظتي الشمال وعكار، إذ إن لكل منطقة وبلدة خصوصيتها السياسية والعائلية، مع تداخل الاثنين في أكثر من منطقة.
وبينما تخوض الأحزاب والقوى والشخصيات المسيحية معارك سياسية بامتياز في عدد من الأقضية تتركز خصوصاً على رئاسات «اتحاد البلديات»، تشهد المناطق ذات الغالبية المسلمة، باستثناء طرابلس، معارك ذات طابع عائلي أو سياسي محلي؛ نتيجة عدم مشاركة «تيار المستقبل» برئاسة الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري، في الانتخابات.
في طرابلس، عاصمة الشمال، كانت المعركة حامية؛ إذ كان لانكفاء «المستقبل» عن المشاركة في الانتخابات البلدية والاختيارية أثر مهم انعكس على طفرة المرشحين واللوائح، حيث تنافس نحو 188 مرشحاً ضمن 6 لوائح انتخابية على 24 مقعداً.
واكتسبت المعركة في المدينة طابعاً سياسياً - محلياً حيث، دعم عدد من نوابها مثل أشرف ريفي وفيصل كرامي، بعض اللوائح فيما بقي آخرون على الحياد، مثل رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، في وقت تلقت لوائح أخرى دعماً من المجتمع المدني وجمعيات محلية تسعى إلى تثبيت وجودها الشعبي في المدينة.
ويخوض أبناء طرابلس الانتخابات وسط مخاوف تتعلق بالإخلال بالتوازن الطائفي كما هو حاصل في مجلسها الحالي، الذي غاب عنه من المسيحيين والعلويين الذين يتمثلون بحسب الأعراف بثلاثة أعضاء مسيحيين وعلوي واحد، خصوصاً أنه كان لافتاً قلة عدد المرشحين في صفوفهم، وهو ما انعكس ضعفاً في نسبة المشاركة خلال طوال ساعات النهار.
مقارنة نسب الاقتراع في محافظتي لبنان الشمالي وعكار حتى الساعة ٣ بعد الظهر pic.twitter.com/TJUEAYnNoN
— وزارة الداخلية والبلديات اللبنانية (@MOIM_Lebanon) May 11, 2025
في قضاء البترون لا يغيب الطابع السياسي عن المعارك الانتخابية مع صبغة محلية عائلية واضحة، بحسب اعتبارات وخصوصيات كل بلدة وقرية، خصوصاً أن المعركة الأهم في القضاء ستكون على رئاسة الاتحاد.
وينتخب رؤساء البلديات رؤساء الاتحادات، التي تعد باباً للخدمات تستفيد منه القوى السياسية.
وتركزت أهم المعارك في القضاء ببلدة شكا، حيث المعركة سياسية بامتياز بين لائحتين، الأولى مدعومة من «القوات اللبنانية»، و«الكتائب اللبنانية»، والثانية مدعومة من الخصمين اللدودين «تيار المردة»، و«التيار الوطني الحر».
أما في البترون المدينة، معقل رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، فالحماوة أقل نسبياً، حيث توافقت القوى السياسية والفاعليات المحلية في لائحة واحدة بوجه لائحة ثانية مشكّلة من المجتمع المدني وعائلات، فيما المعركة على أشدها بين النائب باسيل، وتحالف «القوات»، و«الكتائب»، والمحامي مجد حرب على رئاسة الاتحاد.
وبالانتقال إلى أعالي البترون، المعركة الأهم تركزت في تنورين، حيث اتخذت المعركة طابعاً سياسياً بين لائحتين، واحدة مدعومة من «القوات اللبنانية» والمحامي مجد حرب (ابن الوزير السابق بطرس حرب)، وأخرى أعلن أعضاؤها أنها غير مدعومة سياسياً، في حين انكفأ «الوطني الحر» عن المشاركة المباشرة في الانتخابات، حيث من المرجح أن تكون النتيجة لصالح اللائحة الأولى.
إلى قضاء بشري، حيث الوجود الكبير لحزب «القوات اللبنانية»، فقد حسمت المعركة على رئاسة اتحاد البلديات باكراً بعد أن فازت 7 بلديات من أصل 12 بالتزكية لصالح «القوات»، لكن القضاء يشهد معركة سياسية في بشري المدينة، التي ينتمي إليها رئيس حزب «القوات» سمير جعجع، بين لائحة مدعومة منه، وثانية مدعومة من النائب ويليام طوق ومستقلين، وأعلنت النائبة ستريدا جعجع خلال إدلائها بصوتها أن رئيس «القوات» لن يدلي بصوته؛ لأنه يعد أنّ كلّ الأهالي في بشري هم من أبنائه، والنتيجة هنا محسومة.
أما في قضاء زغرتا، فالمنافسة سياسية بامتياز، وتتركز المعركة الأساسية على الفوز برئاسة اتحاد القضاء، وتحديداً بين «تيار المردة»، و«حركة الاستقلال» (النائب ميشال معوض)، وتخوض زغرتا المدينة معركة بين لائحة مدعومة من «تيار المردة» وحلفائه، بمواجهة لائحة مدعومة من «حركة الاستقلال»، و«القوات اللبنانية»، وقوى التغيير.
عدد من المندوبين أمام قلم اقتراع في منطقة زغرتا (وكالة الأنباء المركزية)
بدورها، تشهد قرى وبلدات قضاء زغرتا معارك حامية بين «تيار المردة»، و«الوطني الحر» وحلفائهما من جهة، واللوائح المدعومة من «القوات اللبنانية»، و«حركة الاستقلال» وحلفائهما للاستحواذ على العدد الأكبر من البلديات، وبالتالي على رئاسة الاتحاد، من دون إغفال الاعتبارات المحلية والعائلية في عدد من البلدات والقرى.
في قضاء الكورة تختلط التحالفات وتتداخل بين الحزبي والعائلي بحسب خصوصية كل بلدة، من دون إغفال العوامل السياسية التي تتحكم بالمعارك في المدن الكبرى على مساحة القضاء، حيث تسعى التيارات السياسية إلى إحكام السيطرة على رئاسة الاتحاد، لذلك شهد القضاء معارك حامية بين لوائح مدعومة من «القوات اللبنانية»، بمواجهة أخرى مدعومة من «تيار المردة» والحزب «السوري القومي الاجتماعي»، و«التيار الوطني الحر».
وفي قضاء المنية - الضنية ذات الغالبية السنية، فقد غابت المنافسات السياسية الكبيرة، خصوصاً مع انكفاء «تيار المستقبل» عن المشاركة، وحلت مكانها المنافسة السياسية المحلية بين نواب المنطقة، فانحصرت المعارك الانتخابية في بلدات وقرى القضاء، خصوصاً في بخعون على لوائح مدعومة من النواب بالتحالف مع العائلات، والفاعليات التقليدية في المنطقة.
وبالانتقال إلى محافظة عكار ذات الغالبية السنية أيضاً، كان من الطبيعي أن ينعكس غياب «المستقبل» هنا أيضاً على طبيعة المعارك الانتخابية، حيث حلت التوافقات بدلاً من التنافس، وسجّلت نسبة تزكية مرتفعة شملت عشرات البلدات والقرى بعد تفاهمات عائلية وسياسية لتجنيب المناطق المعارك الانتخابية.
أما في المناطق ذات الغالبية المسيحية في المحافظة، فتفاوتت حدة المنافسات بين بلدة وأخرى، ففي بلدة القبيات ساد جو من التوافق، حيث توصل الخصمان «القوات اللبنانية» و«الوطني الحر» إلى اتفاق ضم أيضاً القوى والفاعليات المحلية لتشكيل مجلس بلدي توافقي، بينما شهدت بلدات معارك حامية تداخلت فيها العوامل العائلية مع السياسية بين اللوائح المدعومة من «القوات»، وتلك المدعومة من «الوطني الحر».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أستراليا تدعو إلى استئناف فوري للمساعدات الإنسانية إلى غزة
أستراليا تدعو إلى استئناف فوري للمساعدات الإنسانية إلى غزة

صحيفة سبق

timeمنذ 4 ساعات

  • صحيفة سبق

أستراليا تدعو إلى استئناف فوري للمساعدات الإنسانية إلى غزة

دعت أستراليا وبالتنسيق مع 23 دولة، حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إلى السماح الفوري وغير المشروط بوصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، مؤكدة أن استمرار الحصار يشكّل انتهاكًا للقانون الدولي، ويضاعف معاناة المدنيين، ولا سيما الأطفال. وأكّدت وزيرة الخارجية الأسترالية السناتور بيني وونغ؛ أن بلادها قدّمت أكثر من 100 مليون دولار لدعم المدنيين في غزة ولبنان، مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال منعت وصول جزءٍ كبيرٍ من هذه المساعدات إلى المحتاجين. وأضافت الوزيرة، في بيانٍ رسمي صدر عنها، أن شركاء أستراليا في العمل الإنساني على استعدادٍ لتقديم الدعم الفوري، مشددةً على معارضة بلادها التصعيد العسكري الإسرائيلي، ورفضها التهجير القسري للفلسطينيين.

مسيرة تستهدف دراجة نارية بجنوب لبنان.. وإسرائيل تعلن مقتل قائد ميداني بحزب الله
مسيرة تستهدف دراجة نارية بجنوب لبنان.. وإسرائيل تعلن مقتل قائد ميداني بحزب الله

العربية

timeمنذ 5 ساعات

  • العربية

مسيرة تستهدف دراجة نارية بجنوب لبنان.. وإسرائيل تعلن مقتل قائد ميداني بحزب الله

تصاعد الدخان في أعقاب غارات إسرائيلية بالقرب من مدينة النبطية بجنوب لبنان في 8 مايو الحالي (نقلاً عن وكالة "رويترز") شنت إسرائيل اليوم الثلاثاء، غارة جوية على جنوب لبنان مؤكدةً أنها أدت لمقتل قائد ميداني بحزب الله، بينما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أنها أدت لإصابة 9 أشخاص. وقال مركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة اللبنانية، في بيان، إن غارة إسرائيلية بمسيرة استهدفت دراجة نارية على طريق المنصوري في قضاء صور، وأدت، في حصيلة محدثة إلى "إصابة تسعة أشخاص بجروح من بينهم طفلان"، مضيفةً أن "ثلاثة من الجرحى بحال حرجة". بدورها ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن مسيّرة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية على "طريق المنصوري-مجدل زون" في قضاء صور، وأفادت بوقوع إصابات. من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل قائداً ميدانياً في حزب الله في جنوب لبنان. وأشار إلى أن هذا القائد "خطط خلال الحرب.. ودار محاولات استعادة القدرة القتالية لحزب الله في منطقة المنصوري، وساهم في محاولات تهريب أسلحة". وتشن إسرائيل غارات في جنوب لبنان وشرقه رغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ تنفيذه في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كما لا تزال قواتها متواجدة في خمس نقاط في جنوب لبنان. وتشدد إسرائيل على أنها لن تسمح لحزب الله بإعادة بناء قدراته. وقد قُتل شخص أمس الاثنين وجُرح ثلاثة آخرون بضربات إسرائيلية على مناطق عدة في جنوب لبنان، وفق السلطات اللبنانية. من جهته أعلن الجيش الإسرائيلي أنه "قضى على أحد العناصر.. في قوة الرضوان التابعة لحزب الله" في قصف استهدف منطقة حولا جنوب لبنان أمس. ويسري منذ 27 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي اتفاق لوقف إطلاق النار بين الحزب وإسرائيل، تم إبرامه بوساطة أميركية وفرنسية. ونص الاتفاق على انسحاب مقاتلي حزب الله من المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني (على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود)، وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز الجيش اللبناني وقوة يونيفيل انتشارهما قرب الحدود مع إسرائيل.

إيلون ماسك يعتزم الإنفاق أقل كثيرًا على الحملات السياسية في المستقبل
إيلون ماسك يعتزم الإنفاق أقل كثيرًا على الحملات السياسية في المستقبل

أرقام

timeمنذ 7 ساعات

  • أرقام

إيلون ماسك يعتزم الإنفاق أقل كثيرًا على الحملات السياسية في المستقبل

يخطط "إيلون ماسك" للإنفاق أقل كثيرًا على التبرعات للحملات السياسية في المستقبل، وذلك بعدما كان أكبر داعمي حملة "ترامب" في الانتخابات الرئاسية الأخيرة. ومن أجل دعم "ترامب" في الوصول للبيت الأبيض لولاية ثانية، أنفق المدير التنفيذي لـ "تسلا" و"سبيس إكس" أكثر من 250 مليون دولار، كما قدم أكثر من 19 مليون دولار في الأسابيع الأخيرة من دورة انتخابات 2024 لمساعدة الجمهوريين على الفوز بأغلبية ضئيلة في الكونجرس. ويعتبر "ماسك" الحليف المقرب للرئيس الأمريكي ويتولى قيادة "إدارة كفاءة الحكومة، وتمتع بحضور سياسي قوي في واشنطن منذ فوز "ترامب" في الانتخابات، مما أثر سلبًا على أعماله التجارية وتحديدًا "تسلا". لكن عندما سُئل في منتدى قطر الاقتصادي عما إذا كان سيواصل الإنفاق بهذا المستوى في الانتخابات المقبلة، نفى الرجل الأكثر ثراءً في العالم ذلك، قائلاً: أعتقد فيما يتعلق بالإنفاق السياسي، أنني سأنفق أقل بكثير في المستقبل، حسبما نقلت "سي إن بي سي". وأوضح حديثه قائلاً: أعتقد أنني بذلت ما يكفي، لكن ربما أغير رأيي في وقت ما، إذا رأيت مبررًا للإنفاق السياسي مستقبلاً، سأفعل ذلك، لكني لا أرى مبررًا في الوقت الحالي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store