توماس باراك: جئت لمساعدة لبنان.. كيّ لا تتكرّر الحرب
أعلن الرئيس اللبناني جوزاف عون، اليوم الخميس، عن قرار بزيادة عدد أفراد الجيش اللّبنانيّ المنتشرين في منطقة جنوب الليطاني إلى 10 آلاف جندي، مؤكّدًا أنّ هذا الإجراء يهدف إلى تعزيز طمأنينة الأهالي وترسيخ دور الدولة ومؤسّساتها في المدن والقرى الجنوبيّة. وجاء هذا التصريح خلال استقبال الرئيس عون للسفير الأميركيّ في تركيا والمبعوث الخاصّ للرئيس دونالد ترامب إلى الملف السّوريّ، توماس باراك، بحضور سفيرة الولايات المتحدة في لبنان ليزا جونسون، وفق بيان صادر عن الرئاسة اللّبنانيّة.
من جهته، أكّد الموفد الأميركيّ الجديد، توماس باراك، لرئيس الجمهوريّة جوزاف عون، خلال لقائه في قصر بعبدا، "رغبة الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب في مساعدة لبنان على تجاوز الظرف والتحدّيات التي يواجهها"، مشدّدًا على "الدعم الأميركيّ للجيش اللبنانيّ وللإجراءات التي يتّخذها الحكم في لبنان على الصُّعُد الأمنيّة والاقتصاديّة والماليّة".
ومن عين التينة، قال في تصريح مقتضب: "جئتُ لمساعدة لبنان كي لا تتكرّر الحرب"، مشيرًا إلى أنّه "إذا تدخّل حزب الله في الحرب فسيكون قرارًا سيئًا". أمّا في ما يتعلّق بالخروق الإسرائيليّة فأضاف: "لو كان بإمكاني حلّ الأمر في دقيقتين لما كنتُ هنا".
وبحسب معلومات "المدن"، أبلغ باراك الجانب اللبنانيّ أنّ تعيين خليفةٍ للموفَدة الأميركيّة السابقة إلى لبنان مورغان أورتاغوس "قد لا يكون في المستقبل القريب، وقد يتأجّل الأمر إلى الخريف المقبل". وعليه، سيتابع باراك الشأن اللبنانيّ ارتباطًا بالملفّ السوريّ، بصفته المبعوثَ الخاصّ إلى سوريا. وتضيف المعلومات أنّ زيارة باراك إلى لبنان ستتطرّق إلى عناوين عدّة، "من بينها الملفات العالقة مع سوريا"؛ فهو "أتى للتأكيد على التعاون مع دمشق لحلّ جميع القضايا، بما فيها ترسيم الحدود وملفّ النازحين، وضمنًا الترسيم مع مزارع شبعا وإنشاء لجانٍ مشتركة"، وقد "نصح باراكُ لبنانَ بأنّ العلاقة الجيّدة مع سوريا تصبّ في مصلحة البلدين نظرًا إلى حدودهما المشتركة".
وفي بعبدا، حيث استهلّ زيارته بلقاء رئيس الجمهوريّة جوزاف عون، تطرّق باراك إلى مسألة "حصر السلاح بيد الدولة وسحب سلاح حزب الله"، معتبرًا أنّ هذا الأمر "سيشكّل مقدّمةً لحلولٍ أخرى". في المقابل، شدّد الجانب اللبنانيّ على "ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيليّة، وانسحاب إسرائيل، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيّين في السجون الإسرائيليّة، ليكون ذلك مقدّمةً لبقيّة النقاشات". وأكّد باراك، بحسب المعلومات، أنّ "حصر السلاح هو الباب الوحيد لئلّا تتطوّر الأمور سلبًا"، معتبرًا أنّ "سحب السلاح يجنّب لبنان تداعيات أيّ حربٍ محتملة".
وبدأ الموفد الأميركيّ الجديد، توماس باراك، زيارته للبنان في ظلّ تصعيدٍ إسرائيليّ خطيرٍ في المنطقة ومخاوفَ من توسّع العدوان نتيجة سياسات إسرائيل والولايات المتّحدة الرامية إلى "شرقٍ أوسط جديد". ومن بعبدا انتقل باراك إلى عين التينة، حيث التقى رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي بحضور السفيرة الأميركيّة لدى لبنان ليزا جونسون. وبحسب المصادر، فإنّ "ما لم يقله باراك في بعبدا استكمله في تصريحه من عين التينة".
عون: مسيرة الإصلاحات بدأت
في المقابل، أكّد رئيس الجمهوريّة للمبعوث الأميركيّ، أنّ "لبنان يتطلّع إلى دعم واشنطن لما يقوم به لإعادة النهوض على مختلف المستويات، وفي مقدّمتها تثبيت الأمن والاستقرار في الجنوب من خلال انسحاب القوّات الإسرائيليّة من التلال الخمس التي تحتلّها، ووقف الأعمال العدائيّة، والتمديد لقوّات اليونيفيل التي تعمل بالتنسيق مع الجيش اللبنانيّ على تطبيق القرار 1701". كما أكّد عون أنّ "الجيش اللبنانيّ المنتشر جنوب الليطاني يواصل تطبيق القرار تطبيقًا كاملًا لجهة إزالة المظاهر المسلّحة ومصادرة الأسلحة والذخائر ومنع أيّ وجودٍ مسلّحٍ خارج الأجهزة الأمنيّة، لكنّه تعذّر عليه استكمال مهمّته نتيجة استمرار الاحتلال الإسرائيليّ للتلال الخمس ومحيطها". وأوضح عون لباراك أنّ "مسيرة الإصلاحات بدأت ولن تتوقّف، بالتزامن مع مكافحة الفساد وتفعيل مؤسّسات الدولة وأجهزتها لتواكب التطوّر في مختلف المجالات".
كذلك أبلغ عون السفير الأميركيّ أنّ "الاتصالات قائمة لتحقيق مبدأ حصر السلاح على الصعيدَين اللبنانيّ والفلسطينيّ، وستتكثّف بعد استقرار الوضع المضطرب في المنطقة نتيجة احتدام الصراع الإسرائيليّ–الإيرانيّ".
لقاء سلام – باراك
كما واستقبل رئيس الحكومة نواف سلام، باراك في السّراي الحكوميّ وبعد الاجتماع كتب سلام على منصة "إكس": "استقبلتُ المبعوث الأميركيّ الخاصّ توم باراك، وأكّدتُ خلال اللقاء تمسّك لبنان بخيار الأمن والاستقرار ورفض الانجرار إلى الحرب الدائرة في الإقليم، وشدّدتُ على أنّ الحكومة اللبنانيّة عازمة على مواصلة تنفيذ خطّتها الإصلاحيّة وبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها. بالإضافة إلى ذلك، أكّدتُ أهميّة دور اليونيفيل واستمراره لضمان تطبيق القرار 1701، وفي هذا السياق طلبتُ مساعدة لبنان في الضغط على إسرائيل من أجل انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانيّة المحتلّة".
وأضاف: "أطلعتُ المبعوث الأميركيّ على الخطوات التي قامت بها الحكومة، وعلى التنسيق المستمرّ مع الجانب السوريّ لمعالجة الملفات العالقة، وفي مقدّمتها ضبط الحدود بين البلدين، تمهيدًا للوصول إلى ترسيم الحدود".
لقاء برّي - باراك
هذا واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه برّي في مقرّ الرئاسة الثانية في عين التينة السّفير الأميركيّ توماس براك والوفد المرافق، بحضور السّفيرة الأميركيّة لدى لبنان ليزا جونسون والمستشار الإعلامي للرئيس برّي علي حمدان. وجرى خلال اللقاء الذي استمر لأكثر من ساعة البحث في تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، إضافةً إلى المستجدّات السّياسيّة والميدانيّة.
وشكر برّي الولايات المتحدة على دعمها المستمر للجيش اللّبنانيّ الذي يلتزم بتطبيق قرار مجلس الأمن 1701، رغم الخروقات الإسرائيليّة المستمرة للقرار، بما في ذلك احتلالها أراضٍ لبنانيّة واعتداءاتها اليوميّة. وجدّد برّي تأكّيده على أهمية دور قوّات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان، ودعا إلى التمديد لولايتها لدورها المحوريّ في الحفاظ على الاستقرار بالتعاون مع الجيش اللّبنانيّ.
كما شدّد برّي على ضرورة استمرار الجهود الأميركيّة لإلزام إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها، خصوصًا لجهة الانسحاب من الأراضي اللّبنانيّة المحتلة، ما يتيح استقرارًا يسمح للبنان بالشروع في إعادة الإعمار. بدوره، عبّر المبعوث الأميركي توماس براك عن اعتزازه بزيارة لبنان وقال: "الرئيس ترامب يحمل رسالة دعم للبنان في هذه المرحلة الدقيقة. لبنان كان ولا يزال رمزًا للتسامح وتعدّد الثقافات. بقيادتكم يمكن للبنان أنّ يستعيد السلام والازدهار". وحول الموقف من الاعتداءات الإسرائيليّة على لبنان، قال براك: "لو كان الحل بسيطًا لما كنت هنا. هذا يتطلب نقاشًا أعمق". أما في حال تدخل حزب الله في الحرب القائمة بين إسرائيل وإيران، فقد وصف براك هذا الاحتمال بأنه "قرار سيّئ للغاية".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


IM Lebanon
منذ 41 دقائق
- IM Lebanon
رسالة تحذير لـ 'الحزب' من برّاك: الدخول في الحرب قرار سيّئ
جاء في 'نداء الوطن': فيما تستعر عملية «الأسد الصاعد»، وتتجه الحرب بين إسرائيل وإيران صوب منحى الاستنزاف ما لم تتدخل الولايات المتحدة الأميركية، تبقى بيروت مرآة دقيقة لمزاج الإقليم وتقاطع ضغوطه، وفي هذا السياق جاءت زيارة السفير الأميركي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توم برّاك إلى بيروت وجولته على المسؤولين اللبنانيين لتضع النقاط الحاسمة والجازمة والمحذرة من مغبة دخول «حزب الله» في الحرب لأنه سيكون قرارًا سيئًا. براك: للإسراع في تسليم السلاح جولة الموفد الأميركي الذي سيكلف بالملف اللبناني، السوري والإسرائيلي، استهلها من قصر بعبدا بلقاء مع رئيس الجمهورية جوزاف عون طغى عليه جو من الارتياح. وبحسب مصادر مطلعة لـ «نداء الوطن»، تطرق الجانبان إلى العديد من الملفات العالقة، أبرزها بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها. وفي هذا السياق طالب براك بضرورة الإسراع في تسليم السلاح غير الشرعي. في المقابل وضعه الرئيس عون في صورة انتشار الجيش بنسبة 90 % في جنوب الليطاني، وأكد له أن ما يعيق استكمال انتشاره وجود الإسرائيلي في النقاط الخمس، وطالبه بضرورة الإسراع في تحرير الجنوب للمضي قدمًا في عملية انتشار الجيش ووعده براك بالمساعدة. وبحسب المصادر، وفيما طالب الرئيس عون براك بدعم الجيش لاستكمال انتشاره، أكد المبعوث الأميركي موقف بلاده الواضح، بدعم الجيش وتقديم المساعدة للبنان مقابل الإسراع في بسط السيادة والقيام بالإصلاحات اللازمة. تضيف المصادر، «تطرق الجانبان إلى ملف السلاح الفلسطيني داخل المخيمات، وأخبره الرئيس عون بأن الملف سيعالج وثمة إصرار على تسليم سلاح المخيمات، إلا أن التطورات المتسارعة في المنطقة أجلت الحل». وفي ما خص العلاقة اللبنانية السورية، لفتت المصادر إلى أن الرئيس عون، طالبه بالمساعدة في العمل على ترسيم الحدود بين البلدين وعودة النازحين السوريين. ووضعه في صورة الاجتماعات واللقاءات الثنائية بين البلدين والتي تسير بشكل جيد ووعده براك خيراً. وتختم المصادر بالإشارة إلى أن الموفد الأميركي سيعود بعد حوالى 3 أسابيع وفي جعبته تصور واضح وكامل. في المحطة الثانية، في عين التينة رفع الدبلوماسي الأميركي وتيرة لهجته في وجه «حزب الله» رداً على سؤال: «ماذا لو تدخل «الحزب» في الحرب بين إسرائيل وإيران»؟ فأجاب: «علينا أن نناقش الأمر…أستطيع أن أقول نيابة عن الرئيس ترامب وهو كان واضحًا جدًا في التعبير عنه، إن ذلك سيكون قراراً سيئًا سيئًا سيئًا للغاية». أما في السراي، فأكد الرئيس نواف سلام، أمام المبعوث الأميركي تمسّك لبنان بخيار الأمن والاستقرار ورفض الانجرار إلى الحرب الدائرة في الإقليم، وعزم الحكومة على مواصلة تنفيذ خطتها الإصلاحية، وعلى بسط سيادة الدولة على كامل أراضيها. مصادر سياسية متابعة ومواكبة للجولة أكدت لـ«نداء الوطن» أن الموفد الأميركي تحدّث، خلال لقائه المسؤولين اللبنانيين، عن أهمية تجنيب لبنان شبح الحرب وعدم الانخراط في المواجهة الإيرانية – الإسرائيلية الراهنة، معتبراً أن هذا الصراع سينتهي بكل الأحوال ولا داعي لتوريط لبنان به وجعله يدفع ثمن ذلك. وبحسب المصادر نفسها، شدّد براك على أهمية أن تواصل الدولة اللبنانية خطة نزع السلاح غير الشرعي وتسريع تنفيذها بالكامل، كما لفت إلى أهمية التعاون مع سوريا في حلّ الأزمات المشتركة والمتداخلة بين البلدين، خصوصًا ملف ضبط الحدود وترسيمها وأزمة اللاجئين. التهديد بالقتل حماقة وسط هذه الأجواء، وفيما تواصل إيران على لسان مسؤوليها التلويح بإقحام أذرعها في الحرب وخصوصاً «حزب الله» في حال قررت واشنطن الانخراط في الحرب، ورد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من خلال جولته على المستشفى المتضرر أن «كل المحور لا يرد و«حزب الله» لم يطلق صاروخًا واحدًا»، وبعد عبارة « Good Luck» التي وجهها الرئيس ترامب للمرشد الأعلى علي الخامنئي، رأى «حزب الله» في بيان أنّ «التهديد بالقتل حماقة وتهوّر، له عواقب وخيمة، وعلى الرغم من سخافته وانحطاط مستوى من يُهدّد، فإنّ مجرّد النطق به فيه إساءة إلى مئات الملايين من المؤمنين والمحبّين والمرتبطين بالإسلام وخط الأصالة والمقاومة والعزّة، وهو مستنكرٌ ومُدان بأبلغ عبارات الإدانة». مصدر سياسي علق على البيان بالقول: «بعض القيادات السياسية داخل «الحزب» بات على بينة من خطورة إقحام لبنان في حرب جديدة ورهانات خاسرة، فيما الجناح العسكري الذي يهيمن عليه بالكامل الحرس الثوري، بدأ يظهر قابلية للتجاوب مع الدعوات الإيرانية معولًا على وجود بعض الصواريخ الباليستية في البقاع حيث منعه الإيراني من استعمالها كاملة في حربه مع إسرائيل، لاستخدامها حين تقتضي مصلحة طهران ذلك». تضيف المصادر «الواضح من خلال بيان «الحزب»، اعتماده لغة الاستنكار والشجب على غير عادته، حيث كان يعتمد في معظم بياناته الإعلامية لغة التهديد والوعيد، ومردّ ذلك إلى أنه عاجز عن الرد». ميدانيًا، شنت مسيرة إسرائيلية أمس غارة بصاروخين على سيارة في بلدة حولا كما ألقت قنابل لمنع أحد من الاقتراب، وأسفرت الغارة عن سقوط قتيل. وفيما ينتظر ملف النزوح السوري الذي تحول بدوره إلى عبء ثقيل على الدولة اللبنانية، بوادر أمل لحلحلته من خلال الخطة التي أقرتها الحكومة اللبنانية، تؤكد مصادر متابعة أنّ المجتمع الدولي والمفوضية العليا بدأت تتجاوب مع الجهود اللبنانية لحلّ ملف اللاجئين السوريين وستتعاون لتنفيذ الخطة التي وضعتها الحكومة لإعادتهم وهذا ما أكده المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، خلال جولته أمس على المسؤولين اللبنانيين. وفي السياق، دعا وزير الخارجية يوسف رجّي خلال لقائه غراندي، مفوضية اللاجئين إلى القيام بكل ما هو ممكن لإعادة النازحين ومساعدتهم في بلدهم بعدما باتت الظروف في سوريا مؤاتية. انتخابياً، تواصل القوى السيادية تحقيق المزيد على صعيد رئاسة اتحادات البلديات، وفي هذا السياق فاز رئيس بلدية كور روجيه يزبك والمدعوم من القوى السيادية برئاسة اتحاد بلديات البترون على حساب مرشح «التيار» ورئيس الاتحاد السابق مارسيلينو الحرك بنتيجة 18- 9. كما فازت ريما فرح بمنصب نائبة رئيس الاتحاد. في تطور قضائي لافت، وبعد جلسة استجواب مطولة مع وزير الاقتصاد السابق أمين سلام حول ادعاء النيابة العامة المالية ضدّه وضدّ آخرين بجرائم «اختلاس أموال عامة والتزوير والإثراء غير المشروع وابتزاز شركات التأمين»، أصدر قاضي التحقيق الأول في بيروت بلال حلاوي، مذكرة توقيف وجاهية بحقّ سلام، الذي نقل إلى مكان توقيفه لدى شعبة المعلومات في المديرية العام لقوى الأمن الداخلي.


IM Lebanon
منذ 41 دقائق
- IM Lebanon
عن حرب إيران… والإصلاحات في لبنان
كتبت رنى سعرتي في 'نداء الوطن': أعدّ كبير الاقتصاديين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في معهد التمويل الدولي غربيس إيراديان تقريراً حول تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية على اقتصادات دول المنطقة ضمنها لبنان. وفي مقابلة مع 'نداء الوطن' أشار إلى أنه تم خفض توقعات النمو في لبنان نتيجة الحرب بسبب تأثيرها المباشر على القطاع السياحي وعمليات البناء والإعمار. – أعددت أخيراً دراسة في معهد التمويل الدولي حول تأثير الحرب بين إسرائيل وإيران على اقتصادات الشرق الأوسط في ظل سيناريوين. ما هي الافتراضات الرئيسية لكلا السيناريوين؟ – السيناريوان هما كما يلي: أ. في سيناريو الحرب المحدودة، ستظل الحرب محصورة في إسرائيل وإيران، وتستمر لعدة أسابيع أو أشهر دون أن تنجرّ إليها الولايات المتحدة الأميركية أو أي جهات فاعلة إقليمية أخرى. سيتكبّد كلّ من إسرائيل وإيران أضرارًا جسيمة. وفقًا لهذا السيناريو، يستمرّ تدفق إمدادات النفط عبر مضيق هرمز، الذي يحمل حوالى 20 % من النفط العالمي، من دون انقطاع. وضمن هذا السيناريو، ستتراوح أسعار النفط حول 70 دولارًا للبرميل. ب. في سيناريو الحرب الشاملة أو أسوأ السيناريوات، يتصاعد الصراع مع تدخل أميركي مباشر. قد تستهدف إيران أهدافًا أميركية في المنطقة وتمنع مرور ناقلات النفط عبر مضيق هرمز، مما سيخنق إمدادات النفط العالمية ويؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط. ومع ذلك، فإن وجود الأسطول الخامس للبحرية الأميركية في المنطقة قد يُصعّب على إيران إغلاق المضيق تمامًا لفترة طويلة. في ظل هذا السيناريو، قد يستمر الصراع لعدة أشهر أو حتى نهاية عام 2025، وستتعطل إمدادات نفطية كبيرة من دول الخليج. يعتمد التأثير المحتمل لانقطاع إمدادات النفط والغاز الطبيعي على أسعار الطاقة على مدة الصراع وشدته. في هذا السيناريو، نتوقع أن يبلغ متوسط أسعار النفط حوالى 90 دولارًا للبرميل، مع ارتفاعها إلى ما يزيد عن 100 دولار للبرميل في الأشهر القليلة المقبلة. – ما هو تأثير الحرب على الاقتصاد اللبناني؟ – لحسن الحظ، قرر 'حزب الله' عدم المشاركة في الحرب. هذا، بالإضافة إلى التأثير المدمّر للحرب على إسرائيل وإيران، وإضعاف النظام الإسلامي في إيران، قد يساعد السلطات اللبنانية على التوصل إلى اتفاق مع 'حزب الله' خلال الأشهر القليلة المقبلة لتسليم أسلحته الثقيلة للجيش اللبناني. كما نتوقع إحراز مزيد من التقدم في تنفيذ الإصلاحات الحاسمة، بما في ذلك إعادة هيكلة النظام المصرفي ما من شأنه أن يمهّد الطريق للتوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي بشأن برنامج إصلاح شامل قبل نهاية عام 2025. ونتيجة لذلك، ستتوفر مساعدة مالية كافية من المجتمع الدولي على شكل قروض ميسّرة ومنح جزئية لإعادة إعمار لبنان. علاوة على ذلك، ستكون المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول خليجية أخرى على استعداد للاستثمار في لبنان في مشاريع البنية التحتية الكبرى. في المقابل، بدّدت الحرب بين إسرائيل وإيران بالفعل، الأمل في أي انتعاش في قطاعي السياحة والبناء لهذا العام، مما دفعنا إلى مراجعة توقعاتنا لنمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لعام 2025 من 2.4 % قبل الحرب إلى 1.4 % حاليًا وإلى 1,2 % في حال توسّع الحرب. مع الإشارة إلى أن ارتفاع أسعار النفط العالمية في الأشهر القليلة المقبلة إلى أكثر من 100 دولار للبرميل في أسوأ السيناريوات سيؤدي إلى عودة الضغوط التضخمية. مع ذلك، نتوقع انتعاشًا أقوى في العام 2026 مع نمو في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنحو 5 % وانخفاض في التضخم في حال التوصل إلى اتفاق مع صندوق النقد الدولي. – ماذا عن تأثير الحرب على الاقتصادين الإيراني والإسرائيلي؟ – في إيران، أضعف القصف الجوي المكثف، بما في ذلك الغارات الجوية على الجيش الإيراني والمواقع النووية ومنشآت النفط والغاز الطبيعي، النظام الإسلامي. إذا استمرت الحرب لمدة شهر على الأقل، فقد ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في إيران بنسبة -3 % هذا العام في ظل سيناريو الحرب المحدودة. وقد يتجاوز التضخم 50 % بحلول نهاية عام 2025 بسبب الانخفاض الحاد في سعر الصرف الموازي، الذي يدور الآن حول مليون ريال إيراني للدولار الأميركي. حوالى 70 % من الاحتياطيات الرسمية (المقدرة بـ 95 مليار دولار في عام 2024) غير متاحة بسهولة للسلطات، حيث منعت العقوبات الأميركية إيران فعليًا من إعادة أرباح صادرات النفط والأصول الموجودة في الخارج. وفي أسوأ السيناريوات، مع التدخل الأميركي المباشر في الحرب لعدة أشهر، قد ينكمش الاقتصاد الإيراني بأكثر من -6 % مع أضرار جسيمة في البنية التحتية. أتوقع أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في إسرائيل بنسبة -1.5 % في عام 2025 (وهو أول انكماش منذ عام 1960، باستثناء عام 2020 الذي شهد جائحة كوفيد). حتى خلال حربي 1967 و1973، نما الاقتصاد الإسرائيلي وتجنب أي ركود، ولكن ليس هذه المرة. فقد تسببت الحرب في غزة، والآن الحرب مع إيران، في أضرار جسيمة للاقتصاد الإسرائيلي. وألحقت هجمات الصواريخ الباليستية الإيرانية على إسرائيل أضرارًا بالغة بالبنية التحتية الإسرائيلية، بما في ذلك طاقة تكرير الهيدروكربونات وغيرها من الصناعات الحيوية. وستؤدي العمليات العسكرية الموسعة إلى فشل إسرائيل في تحقيق هدفها المتعلق بالعجز المالي بهامش كبير. ونتوقع أن يبلغ العجز المالي لعام 2025 -8.5 % من الناتج المحلي الإجمالي (مقارنةً بهدف السلطات البالغ -5.5 %)، مما سيؤدي إلى ارتفاع الدين الحكومي إلى 75 % من الناتج المحلي الإجمالي (مقارنةً بـ 69 % في بداية الصراع)، وزيادة علاوة المخاطر للبلاد. ومع ذلك، تتمتع إسرائيل بأساس اقتصادي قوي وصحي (احتياطيات رسمية وفيرة من النقد الأجنبي، تبلغ نحو 215 مليار دولار، وفوائض مستمرة في الحساب الجاري على مدى العقدين الماضيين، وديون خارجية متواضعة، وقد أظهرت قدرتها على الصمود في وجه الصدمات الشديدة على مدى العقود الماضية). – ماذا عن تأثير الحرب على السعودية والإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي الأخرى؟ – في سيناريو الحرب المحدودة الذي نقترحه، ستتعامل دول مجلس التعاون الخليجي الست (المملكة العربية السعودية، الإمارات العربية المتحدة، قطر، الكويت، عُمان، والبحرين) مع الصراع الحالي بشكل جيّد نسبيًا. نتوقع أن يرتفع النمو الإجمالي لدول مجلس التعاون الخليجي الست من 2،3 % في عام 2024 إلى 3،2 % في عام 2025، مع التراجع التدريجي لتخفيضات إنتاج النفط التي اتُخذت خلال العامين الماضيين في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة. سيحافظ الاستهلاك والاستثمار الخاصان القويان على قوة النمو غير النفطي في دول مجلس التعاون الخليجي. مع ذلك، في أسوأ السيناريوات، ستكون عواقب توسيع نطاق الحرب على منطقة مجلس التعاون الخليجي وخيمة. قد تُغلق إيران حركة ناقلات النفط عبر مضيق هرمز. قد تُؤدي هذه الخطوة إلى توقف حوالى 20 % من إمدادات النفط العالمية، بما في ذلك صادرات المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت. ستتضرر قطر بشدة، إذ تُصدّر أكثر من نصف غازها الطبيعي المسال عبر مضيق هرمز. وقد يؤدي انقطاع شحنات النفط والغاز الطبيعي المسال عبر مضيق هرمز لأكثر من بضعة أشهر، إلى جانب الانخفاض المتوقع في الاستثمار بسبب حالة عدم اليقين السياسي والصراع، إلى نمو إجمالي أقل من 1%. وأخيرًا، في هذا السيناريو، سيؤثر تفاقم الصراع بشدة على السياحة، لا سيما في الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عُمان والبحرين. وعلى الرغم من المخاطر، لا تزال نقاط الضعف المالية الكلية منخفضة، حيث تتمتع دول مجلس التعاون الخليجي بوفرة من الأصول الأجنبية العامة، وانخفاض الدين العام، وقوة الأوضاع المالية. وتتمتع البنوك برأسمال وسيولة جيّدين.


بيروت نيوز
منذ 43 دقائق
- بيروت نيوز
تعاونوا مع سوريا الشرع وسأعود بأجوبة خلال أسابيع
حط الموفد الاميركي الى سوريا توماس باراك ، والمقرب جدا من الرئيس دونالد ترامب في بيروت، وفي جعبته 'المطالب الاميركية' محليا واقليميا. وكتبت جويل بو يونس في'الديار': قبل بدء النقاش بملفات الساعة، حرص باراك في كل محطة ولقاء، سواء مع رئيس الجمهورية او رئيس مجلس النواب كما رئيس الحكومة، على التحدث عن جذوره اللبنانية ، مبديا محبة وتعاطفا كبيرا مع لبنان، الذي كان ولا يزال يشكل منارة ساطعة للتسامح، وتقاطع الأديان والثقافات ووجهات النظر المختلفة ، بحسب باراك. عن امه وابيه تحدث باراك المتحدر من اصل لبناني، فاشار الى ان امه من منطقة برمانا وابيه من زحلة الجميلة ، متقصدا بعث رسالة للمعنيين بان لبنان يعني له الكثير، وهو سبق وزاره بالماضي، واعدا بالعمل على نقل وجهة نظر لبنان الى الادارة الاميركية. مصادر مطلعة على اجواء لقاءات باراك، جزمت بانه خلافا لما كان متوقعا، فالاجتماعات في المقرات الثلاثة كانت مريحة ولم يتخللها توتر ، وحملت عنوانا اساسيا هو امن واستقرار المنطقة، ودور لبنان ودول المحيطة كسوريا و'اسرائيل' وتركيا بهذا المشهد. وكشفت المصادر ان ما سمعه باراك في بعبدا، هو نفسه الذي سمعه في عين التينة كما السراي، حيث شدد المسؤولون اللبنانيون على 3 ملفات اساسية: الجنوب والانسحاب 'الاسرائيلي' 'اليونيفل' كما الاصلاحات واعادة الاعمار. في موضوع سلاح حزب الله، كشفت المصادر ان باراك لم يحدد اي جدول زمني للمسؤولين اللبنانيين لنزع هذا السلاح، لكنه تحدث بلغة حازمة حول وجوب 'تسريع العملية'، حرصا على الاستقرار، ولتسريع المساعدات للبنان في اعادة الاعمار. وهنا تشير المصادر الى ان الرئيس جوزاف عون شرح على مسمع باراك المسار الذي بدأته الدولة وتنفذه، فلفت الى ان منطقة جنوب الليطاني اصبحت خالية بنسبة 85 الى 90 بالمئة من اية مظاهر مسلحة، مشددا على ان الجيش يكمل انتشاره لكن ما يحول دون ذلك هو استمرار الاحتلال الاسرائيلي للتلال الخمسة. وصارح عون باراك بان لبنان كان حدد موعدا هو 16 حزيران لبدء عملية نزع السلاح من المخيمات الفلسطينية، كما بدأ ( اي الرئيس عون) حوارا مع حزب الله بملف السلاح، قبل ان تقلب الاحداث التي شهدتها المنطقة والحرب بين ايران و'اسرئيل' المشهد، وتحول كل انظار العالم الى مآلات هذه الحرب، لكن عون اكد لباراك في الوقت نفسه انه فور انتهاء هذه الحرب ستعود الاتصالات لتتكثف من جديد، لتنفيذ ما اتفق عليه لبنان مع الجانب الفلسطيني، كما لاستكمال الحوار الذي بدأ مع حزب الله. وعما اذا كان المبعوث الاميركي قد نبه الى خطورة وعواقب امكانية تدخل حزب الله بالحرب الدائرة بين ايران و'اسرائيل'، جزمت المصادرر بان باراك لم يتطرق لهذا الموضوع، الا من باب رده على اسئلة الصحافيين، حيث قال 'ان الامر سيكون سيئا جدا'. وعلى مسمع عون وبري وسلام ، اشار باراك الى ان رؤية الرئيس ترامب هو تحقيق السلام بالمنطقة، وان دول الجوار معنية بذلك، واميركا ستعمل من هذا المنطلق لتحقيق هذه الرؤية. وفي هذا السياق، كشفت المصادر بان باراك كان حريصا خلال لقاءاته على السؤال عن العلاقة مع 'سوريا الجديدة'، مشددا على وجوب التعاون مع سوريا الشرع ، فاتاه رد من الرئيس عون بصراحة مطلقة، مشيرا الى ان هذه العلاقة شهدت اضطرابا في بداية الامر، لكن الرئيس سلام كما وزير الدفاع زارا سوريا وحرصا على التنسيق وبدأت العلاقة تتحسن. واكد الرئيس عون ان لبنان لا ينوي الا على الخير مع سوريا، كما ان لبنان يريد ترسيم حدوده البرية كما البحرية ومن ضمنها مزارع شبعا. يشار الى ان باراك المكلف بملف سوريا، ابلغ المعنيين بلبنان انه سيتولى الملف اللبناني موقتا، لحين تعيين مبعوث خاص الى بيروت.