
كيف تهدد التعريفات الجمركية أيقونة شاحنات «البيك أب» الأمريكية
كانا إيناجاكي، بول كاروانا جاليزيا، إيان بوت، بوب هاسليت - كريس كوك - كلير بوشي
تحتل شاحنة البيك أب «شيفروليه سيلفرادو» مكانة خاصة في قلوب الأمريكيين منذ إطلاقها قبل نحو ثلاثة عقود. إلا أن هذه السيارة الأيقونية قد تصبح من أبرز ضحايا الحرب التجارية بسبب التعريفات الجمركية.
تعد «شيفروليه سيلفرادو» واحدة من الطرازات الأكثر ربحية لشركة «جنرال موتورز». وتعتمد هذه المركبة على سلسلة توريد معقدة ومتشابكة دولياً، مما يجعلها عرضة بشكل خاص لتأثير فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على الواردات القادمة من كندا والمكسيك.
تشير الأرقام إلى أن من بين 673 ألف سيارة «سيلفرادو» تم إنتاجها العام الماضي، صنع 31% منها في مصنع «جنرال موتورز» بمدينة سيلاو المكسيكية، بينما تم تصنيع 20% في مصنع الشركة بمدينة أوشاوا الكندية. كما أن النصف المتبقي، الذي يصنع داخل الولايات المتحدة في مصانع ميشيغن وإنديانا، يعتمد بدوره على مكونات مستوردة. وفقاً لبيانات «إس آند بي غلوبال موبيليتي»، تأتي أنظمة التوجيه المعزز وألواح الأبواب من المكسيك، والمصابيح الخلفية من كندا، في حين يتم استيراد وحدات الوسائد الهوائية من ألمانيا، وشاشات العرض المركزية من اليابان.
وكشف بول جاكوبسون، المدير المالي لشركة «جنرال موتورز»، خلال مؤتمر للمستثمرين الشهر الماضي، أن الشركة بدأت بالفعل في الاستعداد لاحتمالية فرض رسوم جمركية منذ إعلان فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وذلك من خلال نقل بعض خطوط الإنتاج وتخفيض مخزون المنتجات في المصانع الواقعة خارج الولايات المتحدة بنحو الثلث.
وأوضح جاكوبسون سبب هذه الخطوة بقوله: «ما لا تتمناه أي شركة هو امتلاك كميات كبيرة من المنتجات النهائية الجاهزة التي ترتفع تكلفتها فجأة بنسبة 25% بمجرد إقرار الرسوم الجمركية». وأضاف إنه إذا أصبحت هذه التعريفات دائمة، فستضطر الشركة إلى إعادة النظر في مواقع مصانعها، غير أنه أشار إلى أنه في ظل حالة عدم اليقين الراهنة، لا يمكن لشركة «جنرال موتورز» إنفاق مليارات الدولارات على «تغيير استراتيجيات الأعمال ذهاباً وإياباً» بشكل متكرر. وتكشف بيانات «إكسبورت جينيوس» أن «شيفروليه سيلفرادو» تعتمد بشكل كبير على قطع غيار مستوردة من المكسيك، حيث بلغت قيمة صادرات المكسيك من مكونات هذا الطراز نحو 30 مليار دولار العام الماضي، استحوذت أنظمة الفرامل وحدها على 4.3 مليارات دولار منها.
وقد تزداد التداعيات سوءاً إذا توسعت التعريفات لتشمل الواردات من الاتحاد الأوروبي ودول أخرى. والهاجس الأكبر المسيطر على قطاع صناعة السيارات حالياً أن يفرض الرئيس ترامب رسوماً جمركية شاملة دون تطبيق الآليات التخفيفية المعتادة التي تستخدم عادة للتقليل من تأثيرها السلبي على الشركات، مثل برامج استرداد الرسوم الجمركية، التي تتيح استرداد الضرائب المفروضة على السلع المستوردة في حال إعادة تصديرها.
في هذا السياق، قال دان هيرش، الخبير في قطاع السيارات بشركة «أليكس بارتنرز»: «ما نشهده حالياً ليس إجراءً تجارياً بالمعنى التقليدي المتعارف عليه، بل هو في جوهره مفاوضات تتعلق بأمن الحدود»، في إشارة إلى تبرير ترامب لهذه الرسوم الجمركية بأنها رد على استمرار تدفق المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات عبر الحدود المكسيكية والكندية إلى الولايات المتحدة. مضيفاً: «ما يستخدمه ترامب هنا هو بمثابة مطرقة واحدة كبيرة لمعالجة مشكلات متعددة ومتنوعة، وهذا بالتحديد هو التحدي الحقيقي الذي تواجهه الصناعة».
وقال مايك وول، المدير التنفيذي لتحليل قطاع السيارات في «إس آند بي غلوبال موبيليتي»: إن الشركات تجري حالياً مراجعات دقيقة لسلاسل التوريد لتحديد نقاط الاختناق المحتملة. وقال: «إذا كانت هناك إمكانية لتحويل مصادر التوريد، فستحاول الشركات الاستفادة منها قدر الإمكان»، لكن نقل عمليات التصنيع من المكسيك إلى الولايات المتحدة لن يكون بالأمر السهل، إذ يتطلب وقتاً طويلاً واستثمارات ضخمة، فضلاً عن ارتفاع تكاليف العمالة، مما سيزيد من تكاليف الإنتاج. من جانبه، حذر الرئيس التنفيذي لشركة فورد، جيم فارلي، من أن استمرار فرض الرسوم الجمركية على الواردات من المكسيك وكندا قد يؤدي إلى خسارة «مليارات الدولارات من أرباح قطاع السيارات».
في السياق ذاته، دعا جون إلكان، رئيس مجموعة ستيلانتس (الشركة المالكة لـ «كرايسلر»)، الرئيس الأمريكي إلى الإبقاء على السلع القادمة من المكسيك وكندا معفاة من الرسوم الجمركية، وبدلاً من استهداف شركاء أمريكا الشماليين، حث إلكان واشنطن على إغلاق ما وصفه بأنه «ثغرة تتيح حالياً دخول حوالي 4 ملايين سيارة إلى السوق الأمريكية» دون اشتراط أي محتوى أمريكي فيها، كما هي الحال مع السيارات المصنوعة في اليابان وكوريا الجنوبية.
وأوضح ويليبالدو غوميز زوبا، الخبير الاقتصادي بجامعة المكسيك الوطنية والمحلل في مركز الأبحاث العمالية واستشارات النقابات، أن فرض التعريفات الجمركية سيرفع أسعار المركبات مثل «سيلفرادو»، مما سيؤثر على الطلب، بل قد يؤدي حتى إلى تفاقم مشكلة الهجرة. وأشار إلى أن العمال الأعلى أجراً في مصنع جنرال موتورز بسيلاو لا يتجاوز دخلهم 5.50 دولارات في الساعة، لكن الشركة رفضت الشهر الماضي اقتراحاً من النقابة العمالية بزيادة الأجور، مستندة إلى المخاطر الاقتصادية الناجمة عن التعريفات الجمركية.
وأكد غوميز زوبا أن هذه الرسوم «ستغير مسار التكامل الاقتصادي القائم بين الدول الثلاث منذ عام 1994»، موضحاً أن جنرال موتورز وفورد وستيلانتس تمتلك مصانع في مناطق مكسيكية شهدت بالفعل موجات كبيرة من الهجرة. وأضاف: «إذا أغلقت هذه الشركات مصانعها وانتقلت إلى مكان آخر، فإن ذلك سيؤثر على سوق العمل الإقليمي بأكمله، مما سيؤدي إلى ارتفاع معدلات الهجرة من تلك المناطق».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 3 ساعات
- الاتحاد
بايرن ميونيخ يحسم ضم فيرتز في نهاية الشهر الجاري
دوسلدورف (د ب أ) ذكر تقرير إعلامي، أنه من المتوقع أن يتخذ نادي بايرن ميونيخ الألماني لكرة القدم، قراره بشأن التعاقد مع فلوريان فيرتز، صانع ألعاب باير ليفركوزن، بنهاية الشهر الجاري. ووفقاً لتقرير نشرته مجلة «كيكر» الرياضية، فإن بطل الدوري الألماني يتوقع معركة مع ليفربول لضم اللاعب في فترة الانتقالات المقبلة. وذكرت تقارير أخرى أن ريال مدريد مهتم بضم لاعب الوسط الألماني. ويمتد عقد فيرتز مع ليفركوزن حتى.2027 ووفقاً للتقارير فإن شركة باير لصناعة الأدوية، المالكة لنادي ليفركوزن، منحت الضوء الأخضر لبيع فيرتز، ولكن بمقابل 150 مليون يورو (8. 169 مليون دولار). وذكرت التقارير أن المبلغ الكبير أجبر مانشستر سيتي على الخروج من سباق ضم اللاعب البالغ من العمر 22 عاماً.


عرب هاردوير
منذ 3 ساعات
- عرب هاردوير
OpenAI تستحوذ على شركة Jony Ive بـ 6.4 مليار دولار، وتخطف مُصمّم آبل
أعلنت شركة OpenAI اليوم الأربعاء عن استحواذها على شركة io -الشركة الناشئة المُتخصصّة في أجهزة الذكاء الاصطناعي والمملوكة للمُصمّم الشهير جوني آيف "Jony Ive"- مُقابل 6.4 مليار دولار أمريكي، في صفقة تشمل حصة OpenAI الحالية في الشركة. اقرأ أيضًا: تفاصيل الصفقة والاندماج وفقًا لبيانٍ صادر عن OpenAI ، سيتولّى آيف "مسؤوليات إبداعية وتصميمية عميقة" داخل كلٍ من OpenAI وio، بينما ستبقى شركته الإبداعية LoveFrom مُستقلة. وأوضحت الشركة أنّ io ستنضم إلى OpenAI، والذي سيُمكّن فريقها من العمل بشكل وثيق مع فرق البحث والهندسة في سان فرانسيسكو. وفي منشور مُشترك على مدونة الشركة، ذكر سام ألتمان (الرئيس التنفيذي لـ OpenAI) وجوني آيف أنّ شركة io تأسّست قبل عام بمُشاركة عدد من خريجي آبل، منهم سكوت كانون وتانغ تان وإيفانز هانكي، الذين شغلوا مناصب قيادية في آبل بعد مُغادرة آيف. القيمة والاستثمارات السابقة ستدفع OpenAI مبلغ 5 مليارات دولار مُقابل الصفقة، نظرًا لامتلاكها بالفعل 23⁒ من أسهم io. يُعد هذا الاستحواذ الأكبر في تاريخ OpenAI، حيث يأتي بعد أسابيع فقط من شرائها أداة البرمجة المدعومة بالذكاء الاصطناعي Windsurf مُقابل 3 مليارات دولار. وقبل ذلك، استحوذت الشركة على Rockset المُتخصصّة في قواعد البيانات التحليلية عام 2024، دون الكشف عن قيمة الصفقة. مسيرة جوني آيف واستقلالية LoveFrom غادر جوني آيف شركة آبل في 2019 بعد مسيرة طويلة كرئيس لقسم التصميم، حيث أشرف على تطوير مُنتجات أيقونية مثل iPhone وiPad وMacBook Air، بالإضافة إلى تصميم المقر الرئيسي Apple Park. أسّس آيف بعد مُغادرته شركة LoveFrom، التي تعمل مع عملاء مثل Airbnb وFerrari وChristie's، وتصل أرباحها السنوية إلى 200 مليون دولار. وعلى الرغم من عدم ذكر io على موقع LoveFrom، إلا أنّ الشركة تؤكد استقلاليتها عن الصفقة. تعزيز طموحات OpenAI في مجال الهاردوير تأتي هذه الخطوة في إطار سعي OpenAI -التي تقدّر قيمتها بـ 300 مليار دولار- لتعزيز مكانتها في سباق الذكاء الاصطناعي التوليدي أمام مُنافسين مثل جوجل وAnthropic وxAI التابعة لإيلون ماسك. لتعزيز وجودها في مجال الهاردوير، عينّت OpenAI في نوفمبر الماضي كايتلين "سي كي" كالينوفسكي -الرئيس السابق لمشروع نظارات الواقع المُعزّز Orion في ميتا- لقيادة جهودها في مجال الروبوتات والأجهزة الاستهلاكية. كما استثمرت OpenAI مؤخرًا في Physical Intelligence -وهي شركة ناشئة في مجال الروبوتات جمعت 400 مليون دولار- بهدف تطوير ذكاء اصطناعي مُتعدّد الأغراض للعالم المادي. تُمثّل صفقة io خطوة استراتيجية لـ OpenAI لتعزيز قدراتها في التصميم والهاردوير، بينمّا تواصل توسعها في سوق الذكاء الاصطناعي التنافسية. بقيادة Jony Ive، قد تشهد الشركة قفزة في ابتكار المُنتجات التي تجمع بين الذكاء الاصطناعي والتجربة الاستهلاكية.


البوابة
منذ 4 ساعات
- البوابة
«بوليتيكو»: لماذا اختفى إيلون ماسك عن الأضواء؟
أثار غياب الرئيس التنفيذي لشركة تسلا إيلون ماسك، عن الأضواء منذ شهر مارس الماضي، العديد من التساؤلات، فبعدما كان ماسك والرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، الشخصيتين الرئيسيتين على الإنترنت وفي واشنطن يومًا بعد يوم، بدأ أغنى رجل في العالم يتلاشى، هذا ما كشفت أسبابه صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية في تحليل لها. حضور لافت وتغيير ملحوظ وذكرت "بوليتيكو"، أنه على منصة "تروث سوشيال"، حيث يُعرف ترامب بمشاركة أفكاره الصريحة، اعتاد الرئيس ذكر ماسك كل بضعة أيام، لكنه الآن لم ينشر عنه أي شيء منذ أكثر من شهر. وقد توقفت حملة جمع التبرعات لترامب إلى حد كبير عن إرسال رسائل بريد إلكتروني تتضمن اسم الرئيس التنفيذي لشركة تسلا. اسم الملياردير، الذي كان يُذكر في السابق في إحاطات البيت الأبيض، أصبح الآن نادرًا ما يُذكر. حتى أعضاء الكونجرس أزالوه من نشراتهم الإخبارية. ورأت الصحيفة الأمريكية في تحليل لها، أنه تغييرٌ ملحوظٌ للرجل الذي كان حاضرًا في كل مكانٍ تقريبًا في الأيام الأولى لإدارة ترامب الثانية. فقد كان "ماسك" في المكتب البيضاوي، وفي اجتماعات مجلس الوزراء، وعلى متن طائرة الرئاسة. حضر حفل التنصيب، ثم في قاعة مجلس النواب لحضور خطاب ترامب الأول أمام الكونجرس، حيث أشاد ترامب بجهوده. والتقط صورًا مع الرئيس وصفٍّ من سيارات تيسلا في حديقة البيت الأبيض. لكن حضور ماسك البارز في واشنطن قد انتهى، وفقًا للتحليل. ففي رئاسة ترامب الثانية سريعة التطور، يبدو أن احتكار ماسك للخطاب السياسي والتغطية الإخبارية ووسائل التواصل الاجتماعي قد انكسر - ويعود ذلك جزئيًا إلى توقف ترامب والجمهوريين عن الحديث عنه تقريبًا. إذ قال السيناتور جون كينيدي (جمهوري من لويزيانا): "أفتقده". فوائد تراجع حضور "ماسك" سياسيًا قد يكون لتراجع حضور ماسك فوائد سياسية للحزب الجمهوري. فقد كشفت استطلاعات الرأي العام عن تراجع شعبيته بشكل متزايد - أكثر بكثير من شعبية ترامب. وفي مطلع الشهر الماضي، خسر الجمهوريون أيضًا سباقًا قضائيًا رئيسيًا في ولاية ويسكونسن، حيث أصبح ماسك ممولًا رئيسيًا وقضيةً انتخابية. وفي واشنطن، استمرت جهود خفض التكاليف التي تبذلها وزارة الكفاءة الحكومية التي يرأسها ماسك، لكنها تراجعت سياسيًا أمام الرسوم الجمركية ومعركة الميزانية. ولا يزال الجمهوريون يُشيدون بماسك عند سؤالهم عنه. وهم بالطبع يريدون دعمه في الانتخابات القادمة بفضل ثروته الطائلة، وجيشه من المؤيدين، وآلية تأثيره الإلكترونية. لكن بينما جادل "كينيدي" بأن تراجع ماسك "لن يُحدث فرقًا يُذكر" في انتخابات التجديد النصفي، بدأ آخرون يقولون إن أفضل طريقة للرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا لمساعدة الحزب قد لا تكون في حملته الانتخابية قبل عام ٢٠٢٦. وقال ديفيد ماكنتوش، الرئيس التنفيذي لنادي النمو المحافظ: "تشير استطلاعات الرأي حول شعبية إيلون ماسك إلى أنه يُبلي بلاءً حسنًا عندما يكون في الداخل. ونأمل أن يبقى طويلًا لتحقيق ذلك، لكن دون أن يتولى دور وكيل الحملة الانتخابية". وقد يُعقّد هذا جهود الديمقراطيين لاستخدام ماسك كأداة سياسية. فقد أمضوا شهورًا في صقل استراتيجيات، بما في ذلك في سباق ويسكونسن، لربط الملياردير غير المحبوب بخصومهم الجمهوريين في منافسات حامية الوطيس في جميع أنحاء البلاد. لكن من غير المرجح أن يختفي الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، الذي يحظى بمتابعة واسعة على منصته الاجتماعية "إكس"، تمامًا - ويقول الديمقراطيون إنهم ما زالوا قادرين على استخدامه كـ"بعبع". لقد أصبح ماسك شريرًا قويًا في اليسار لدرجة أن الديمقراطيين ما زالوا يتوقعون استحضاره قبل الانتخابات التنافسية هذا العام في ولايتي فرجينيا ونيوجيرسي، وكذلك في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل. وبينما يبدو الجمهوريون أقل ميلًا لوضعه في الصدارة، فإنهم أيضًا لا يتراجعون عنه تمامًا. وقال جيسي فيرغسون، الخبير الاستراتيجي الديمقراطي: "في النهاية، لم تكن المسألة هنا تتعلق بإيلون ماسك، بل كانت تتعلق بشخصيته. لقد وضع هو خطة عملهم، والأمر لا يتعلق باللوم النظري، بل بالضرر الواقعي الذي تسبب فيه هو وترامب، والذي سيُرفع دعاوى قضائية بشأنه طوال انتخابات التجديد النصفي". ابتعاد دراماتيكي وكان ابتعاد إدارة ترامب عن ماسك دراماتيكيًا على الإنترنت. ففي فبراير ومارس، نشر ترامب عن الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا بمعدل أربع مرات أسبوعيًا تقريبًا؛ ومنذ بداية أبريل، لم يذكر الرئيس ماسك ولو مرة واحدة على منصة "تروث سوشيال". وعندما سُئل البيت الأبيض عن تراجع ترامب عن ذكر ماسك، وما إذا كان الرئيس التنفيذي لشركة التكنولوجيا يشكل عبئا سياسيا، لم يذكر ماسك بشكل مباشر. صرحت كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية لترامب، في بيان: "ستستمر مهمة وزارة الطاقة والموارد الطبيعية - المتمثلة في الحد من الهدر والاحتيال وإساءة الاستخدام - بلا شك. سيواصل موظفو وزارة الطاقة والموارد الطبيعية الذين انضموا إلى وكالاتهم العمل مع حكومة الرئيس ترامب لزيادة كفاءة حكومتنا". ليس ترامب وحده، بل إن كبار مستشاري الرئيس، بالإضافة إلى الحسابات الرسمية للبيت الأبيض، توقفوا إلى حد كبير عن نشر الصور والمحتوى الذي يذكر ماسك. وتوقف ذكر ماسك في حملات جمع التبرعات فجأةً في أوائل مارس. ومنذ ذلك الحين، لم يرسل ترامب سوى رسالة جمع تبرعات واحدة تذكر ماسك، وهي رسالة بريد إلكتروني في مايو الماضي تُروّج لقبعة "خليج أمريكا" التي جربها الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا. انخفاض زيارات بحث جوجل مع تراجع دور ماسك في البيت الأبيض علنًا، انخفض عدد زيارات بحث جوجل، وتراجع ذكره في الأخبار. وهذا بعيد كل البعد عن الاهتمام الذي حظي به كشخصية سياسية محورية خلال الحملة الانتخابية، ثم كرئيس لجهود إدارة ترامب لتقليص صلاحيات الحكومة الفيدرالية. وأصبح بعض الجمهوريين يعتبرون ماسك ذا تأثير سياسي سلبي، وهو ما يحاول الديمقراطيون استغلاله. أولاً، هناك استطلاعات الرأي: يميل الناخبون إلى النظر إلى ماسك نظرة أقل استحساناً بكثير من ترامب. مقارنةً بالأشهر القليلة الماضية، انخفضت نسبة تأييد الرئيس التنفيذي لشركة تسلا لدى معظم الفئات ، بما في ذلك المستقلون والناخبون غير الحاصلين على شهادات جامعية. وقد أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة Navigator Research في وقت سابق من هذا الربيع أن عمل DOGE يصبح أقل شعبية عندما يرتبط بماسك، كما وجد استطلاع للرأي أجرته شركة Data for Progress في أواخر أبريل أن معظم الناخبين يريدون رحيل ماسك عن الحكومة في نهاية فترة الـ١٣٠ يومًا كموظف خاص والتي من المقرر أن تنتهي في نهاية شهر مايو - أو حتى قبل ذلك. التغيرات السريعة في أولويات القضايا بالإضافة إلى المخاوف السياسية المحتملة، يعكس جزء من ابتعاد ماسك عن الأضواء التغيرات السريعة في أولويات القضايا خلال الأشهر الأولى من رئاسة ترامب.