
لماذا لم تلتقط طهران مؤشرات التهديد الإسرائيلي؟
طهران- في تطوّر خطِر على الساحة الإقليمية، وبينما كانت جولات المفاوضات الأميركية الإيرانية تمر بلحظات حاسمة، شنّت إسرائيل فجر اليوم، ضربات جوية مركّزة، استهدفت مواقع نووية وعسكرية في عدة مناطق داخل إيران، أبرزها العاصمة طهران ومحافظة أصفهان.
وجاءت هذه الضربات قبل أقل من 48 ساعة من موعد الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين طهران وواشنطن، والتي كان من المفترض عقدها الأحد المقبل، في العاصمة العُمانية مسقط، في محاولة لإحياء الاتفاق النووي المتعثر.
وكانت المفاوضات المقررة بين إيران والولايات المتحدة تُمثل مرحلة حاسمة في مسار التوصل لاتفاق بينهما، حيث تركّزت الترتيبات الأخيرة في نسبة التخصيب، وآلية رفع العقوبات، وضمانات فنية متبادلة.
لكن الضربة الإسرائيلية الأخيرة، أثارت تساؤلات عن جدوى انعقاد هذه الجولة في موعدها، وسط أجواء من التوتر الشديد والتصعيد الميداني.
ضربة مؤثرة
كما أثيرت تساؤلات عن كيفية نجاح إسرائيل في اغتيال كبار القادة العسكريين ، رغم أن الضربة الإسرائيلية كانت متوقعة وجرى الحديث عنها أياما، فقد أعلنت إيران مقتل عدد من قيادات الحرس الثوري وعلماء نوويين، إلى جانب وقوع إصابات عديدة في صفوف المدنيين، حيث طالت الضربات أحياء سكنية مجاورة.
واستهدفت الضربات الإسرائيلية كبار القادة العسكريين الإيرانيين، أبرزهم قائد هيئة أركان القوات المسلحة اللواء محمد باقري ، وقائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي ، وقائد مقر خاتم الأنبياء المركزي اللواء غلام علي رشيد، وقائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري العميد أمير علي حاجي زاده، إضافة إلى عدد من العلماء النوويين.
كما استهدفت الغارات الإسرائيلية -التي نفذت باستخدام طائرات حربية وصواريخ بعيدة المدى- منشأة نطنز النووية في أصفهان، ومواقع تابعة لل حرس الثوري الإيراني قرب طهران، إضافة إلى مقار ومستودعات عسكرية حساسة.
شبكة اختراق
قال أستاذ العلاقات الدولية جواد حيران نيا، إن إسرائيل كثّفت في السنوات الأخيرة من حربها الاستخبارية والأمنية ضد إيران، مشيرًا إلى أن سلسلة من العمليات تكشف حجم النشاط الإسرائيلي داخل العمق الإيراني، أبرزها استهداف القنصلية الإيرانية في دمشق، واغتيال قيادات بارزة مثل رئيس المكتب السياسي السابق ل حركة حماس إسماعيل هنية ، إضافة إلى أحداث مرتبطة بلبنان واغتيال الأمين العام السابق ل حزب الله حسن نصر الله.
وأضاف حيران نيا في حديثه للجزيرة نت، أن تل أبيب تمكّنت في السنوات الماضية من تنفيذ اغتيالات علماء نوويين، وتنفيذ عمليات تخريبية داخل منشآت حساسة، وحتى نقل وثائق نووية من داخل إيران إلى إسرائيل، وهو ما يُظهر وجود شبكة اختراق واسعة في البنية الاستخبارية والأمنية الإيرانية.
ورغم تأكيد إيران نجاحها في تنفيذ عمليات مضادة، بما فيها الحصول على وثائق وبيانات مهمة من الداخل الإسرائيلي، فإن حيران نيا يرى أن هذه الإجراءات لم تكن كافية لردع إسرائيل أو وقف عملياتها المتكررة، وهو ما يشير إلى فجوة واضحة في القدرات الردعية والاستخبارية.
وأشار إلى أن إعلان إسرائيل أخيرا، أن بعض الصواريخ والطائرات المسيّرة أُطلقت من داخل الأراضي الإيرانية، يعزز فرضية وجود خلايا نشطة مرتبطة بها داخل البلاد، مضيفًا أن هذا النمط من العمليات يدلّ على اختراقات تمتد إلى مستويات عليا في المؤسسات الأمنية والعسكرية.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، أن هذه التطورات لا تعني بالضرورة غياب الوعي أو الإهمال من الأجهزة الإيرانية، لكنها تعكس حجم التحديات التي تواجهها طهران في التعامل مع هذا النوع من الحروب غير التقليدية، خاصة في ظل احتمال حصول إسرائيل على دعم استخباري أميركي مباشر.
واختتم حيران نيا، "إن الهجمات الإسرائيلية -وإن كانت متوقعة- فإن التصدي لها يظل صعبًا في ظل هذا المستوى من الاختراق"، لافتًا إلى أن الرد الإيراني قادم على الأرجح، لكن لا يمكن الجزم بأن تل أبيب ستكون قادرة على تحييده كاملا.
غدر أميركي
يرى رئيس تحرير صحيفة الوفاق الحكومية مختار حداد، أن ترامب استخدم إستراتيجية الخداع، وأثبت مرة أخرى أنه لا يمكن الثقة بحكومة واشنطن، إذ أدى هذا الإجراء إلى انهيار المفاوضات التي كانت تجري.
وأضاف في حديثه للجزيرة نت، أن "الكيان الصهيوني بالتعاون مع الجانب الأميركي قام بعملية إرهابية، استهدفت مواطنين مدنيين وقادة عسكريين" مؤكدا أن هذه العملية لن تؤثر على عزم الشعب الإيراني والسلطات وقدراتها.
كما اعتبر، أن ما قام به الجانب الإسرائيلي تم في ضوء غدر أميركي للثقة الإيرانية بالجهود الدبلوماسية، "وعليه فهذه العملية لا تعد إنجازا للكيان، بل أظهرت وحشيته مرة أخرى" حسب قوله.
وتوقع حداد أن الرد الإيراني سيكون واسعا وكبيرا وقد يستمر عدة أيام، نظرا للتجارب التي اكتسبت في عملية الوعد الصادق الأولى، وكذلك شدة وقوة عملية الوعد الصادق الثانية.
محاولة الثبات
قال أستاذ الدراسات الأميركية في جامعة طهران فؤاد إيزدي، إن "التحليل الإيراني كان دائمًا يفترض أن الهجوم العسكري لا يقع في ظل المفاوضات، وهذه هي النقطة الأولى التي ينبغي الانتباه إليها".
وأضاف في حديثه للجزيرة نت، أن "الشخصيات التي استُشهدت في الهجوم الأخير كانت منذ الحرب العراقية الإيرانية تعيش بثقافة الاستشهاد، ولم تكن ثقافتها قائمة على التخفي أو الحذر المفرط، بل على العكس، فقد كانوا في مقدمة الصفوف حين تولوا قيادة الحرب ثماني سنوات، وهم اليوم يواصلون العمل بنفس الروح والأسلوب".
وأوضح إيزدي، أن "خبث الطرف المقابل كان له دور في هذا التصعيد، لكن لا يمكن تجاهل الروح القتالية والانفتاح على الشهادة التي تميز بها هؤلاء القادة"، مؤكدا أن إيران تمتلك قيادات راسخة في الحرس الثوري والجيش، إضافة إلى قادة محترفين آخرين، وهو ما يعزز قدرة البلاد على الرد المنظم.
واختتم إيزدي تصريحه، إن "الهجوم رغم ألمه، سيسهم في خلق حالة من التماسك الوطني، وسيُوضّح المسارات التي يجب أن تسلكها إيران في الرد على هذه الجريمة"، وأضاف أن "هذا الحدث سيكون له دور في تعجيل نهاية الكيان الإسرائيلي، فقد يكون الهدف من العملية هو تعزيز بقاء إسرائيل، لكننا نعتبر اليوم بداية نهايتها".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 32 دقائق
- الجزيرة
كيف أثرت رشقات إيران الست على الرأي العام في إسرائيل؟
قال الباحث في الشأن الإسرائيلي عادل شديد إن الهجوم الإيراني الواسع، الذي استهدف العمق الإسرائيلي خلال الليلة الماضية برشقات صاروخية متعددة، أحدث "تغييرا جذريا" في المزاج العام داخل إسرائيل، وخلق صدمة عميقة داخل المجتمع والنخبة السياسية والعسكرية على حد سواء. وأوضح شديد، في مداخلة عبر قناة الجزيرة، أن إسرائيل انتقلت خلال ساعات من حالة نشوة وغرور بعد الضربات التي وجهتها إلى طهران، إلى حالة من الذهول والارتباك مع توالي الصواريخ الإيرانية التي أصابت أهدافا حساسة ومراكز تعد رموزا لهيبة الدولة الإسرائيلية. وأشار إلى أن النقاش العام في إسرائيل خلال الساعات التي سبقت الرد الإيراني كان مفعما بالتفاخر بقدرة إسرائيل على الوصول إلى العمق الإيراني، وتنفيذ عمليات نوعية شملت اغتيال قادة بالحرس الثوري وتدمير مواقع إستراتيجية، دون أن تتعرض لرد مؤلم. لكن ومع حلول الليل، يضيف شديد، "انقلبت الصورة تماما"، وأصبح الحديث في الإعلام العبري يتركز على الفشل الأمني واهتزاز صورة إسرائيل وعجز منظوماتها الدفاعية عن التصدي لصواريخ دقيقة ضربت قواعد مركزية مثل " رمات ديفيد" و" نيفاتيم" و مجمع "الكرياه" الأمني. وكان الحرس الثوري الإيراني قد أعلن تنفيذ "عملية الوعد الصادق 3" بإطلاق مئات الصواريخ الباليستية على إسرائيل، مستهدفا عشرات المواقع العسكرية، في أعنف رد إيراني مباشر على الأراضي الإسرائيلية منذ تأسيس دولة الاحتلال العبرية. غير مسبوق وشدد شديد على أن الحدث غير مسبوق في ذاكرة الإسرائيليين، خاصة أن هذه المرة الأولى منذ عام 1948 التي يجد فيها الإسرائيليون أنفسهم محاصرين بالصواريخ في مدنهم، ويضطرون للتعامل مع قتلى تحت الأنقاض، ومصابين عالقين في المباني المنهارة. وتعرضت مدن مركزية مثل تل أبيب ورمات غان وريشون لتسيون لأضرار جسيمة، وتحدثت وسائل إعلام عبرية عن تدمير 9 مبانٍ بشكل كامل في رمات غان وحدها، إضافة إلى تضرر مئات المباني الأخرى، ووقوع أضرار مباشرة في عدد من المركبات والبنى التحتية. وبحسب القناة 13 الإسرائيلية، فإن "دمارا غير مسبوق" لحق بمنطقة تل أبيب الكبرى، وأجبرت سلطات البلدية على إجلاء مئات السكان، في حين أكدت الشرطة أنها تتعامل مع "مواقع سقوط متعددة" جراء القصف وسط استنفار واسع لقوات الإنقاذ. ولفت الباحث الفلسطيني إلى أن رمزية الضربات التي طالت عمق إسرائيل كانت قاسية نفسيا على الجمهور الإسرائيلي الذي لم يكن يتوقع هذا الكم من الدمار ولا دقة الصواريخ الإيرانية، التي قُدّر بعضها بأنه يحمل رؤوسا حربية تزيد عن 600 كيلوغرام. وقال إن المشهد الصباحي داخل المجتمع الإسرائيلي كان مشبعا بالهلع والارتباك، مشيرا إلى أن وسائل الإعلام العبرية تحولت بالكامل لتغطية مشاهد المصابين وأخبار العالقين وتقييم حجم الخسائر، بدلا من خطاب القوة والردع الذي ساد أمس. وأشار إلى أن المتابع للنقاشات داخل أستوديوهات القنوات العبرية يلاحظ تغيرا جوهريا، إذ انتقل التركيز من خطاب النصر والردع إلى الحديث عن تفاصيل المصابين، والدمار في الشارع، والمباني التي انهارت، والأسَر التي شُرّدت، والانهيار المعنوي العام. وكانت "نجمة داود الحمراء" قد أفادت بارتفاع حصيلة الضحايا إلى 90 مصابا، و3 قتلى، وأشارت إلى وجود عالقين تحت الأنقاض في مناطق مختلفة من تل أبيب ومحيطها، في حين أعلنت بلدية رمات غان أن نحو 100 شخص باتوا بلا مأوى. ووفقا لمصادر إسرائيلية، فإن 9 مناطق داخل إسرائيل تعرضت للقصف الإيراني، بينها تل أبيب والقدس وبئر السبع وحيفا، حيث سُجلت حالات هلع، وسمع دوي انفجارات متتالية، مع تفعيل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية والأميركية في محاولة لصد الهجوم.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
كيف سينعكس التصعيد الإيراني الإسرائيلي على هجمات الحوثيين؟
صنعاء – يثير الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران تساؤلات بشأن مدى حدوث تحول في المواجهة بين جماعة أنصار الله الحوثيين وإسرائيل، وسط ترجيحات بأن تخلق هذه التطورات تحولا في قواعد الاشتباك. فبعد أن أعلن الجيش الإسرائيلي عن إطلاق عملية "الأسد الصاعد" وتنفيذ ما وصفها "بالضربة الافتتاحية" في قلب إيران، وما تلاها من هجمات شاركت بها 200 مقاتلة وضربت نحو 100 هدف في مناطق إيرانية مختلفة، أكد الحوثيون وقوفهم مع إيران "في حقها المشروع للرد على العدوان الإسرائيلي عليها". وشدد بيان صادر عن المجلس السياسي الأعلى للحوثيين على أن "العربدة الإسرائيلية في المنطقة يجب أن تتوقف إلى الأبد"، معتبرا أن "العدوان السافر على إيران يأتي في سياق مواقفها المشرفة والداعمة للشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية العادلة". وكانت جماعة الحوثي قد توعّدت إسرائيل، مساء الثلاثاء الماضي، بضربات فعّالة وحيوية من اتجاهات مختلفة، وهو موقف أعلنته الجماعة للمرة الأولى، وذلك بعد ساعات من هجوم إسرائيلي على ميناء الحديدة غربي اليمن، تم فيه -للمرة الأولى- استخدام القوات البحرية بدلا من الطائرات الحربية. ومساء أمس الجمعة، ردت إيران على الهجوم الإسرائيلي بسلسلة هجمات صاروخية أوقعت قتيلين وعشرات الجرحى ودمارا غير مسبوق في تل أبيب. وعقب الرد الإيراني، يرى محللون أن جماعة الحوثيين ستصعّد عملياتها ضد إسرائيل بشكل أوسع، انتقاما من غارات تل أبيب على اليمن وإيران معا، وتعبيرا عن استمرار الموقف المساند لغزة ولمحور المقاومة بقيادة طهران. يقول عبد الله صبري -دبلوماسي بارز في وزارة الخارجية بصنعاء للجزيرة نت- إنه "من المبكر التنبؤ بآفاق الحرب الإيرانية الإسرائيلية المشتعلة، وإن كانت كل السيناريوهات مفتوحة". وعن الهجمات التي تشنها الجماعة من اليمن على الجانب الإسرائيلي قال صبري إنها "بلا شك مستمرة، وقد تشهد زخما أكبر، لكن في إطار دعم فلسطين وبهدف وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة". كما اعتبر أن "القدرات العسكرية لإيران كبيرة ونوعية، وليست بحاجة إلى جبهة إسناد حاليا، خاصة إذا لم تتوسع الحرب وتشمل الولايات المتحدة الأميركية وقواعدها العسكرية في المنطقة". من جهته، قال القيادي البارز في جماعة أنصار الله حميد عاصم، في تعليق له على الهجوم الإسرائيلي على إيران، إن "صنعاء تقف مع طهران، وسط تنسيق مستمر بينهما ضمن محور المقاومة"، وأضاف أن "الشعب اليمني هو من يسند أهلنا في غزة، وأنصار الله مكون رئيسي في المجتمع الذي يقوده قائد الثورة"، قاصدا زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي. وفي حديثه للجزيرة نت، قال عاصم الذي سبق وأن كان عضوا في فريق الحوثيين للمفاوضات "نحن نقاتل إلى جانب أهلنا في غزة، التي تتعرض لحرب الإبادة التي لم يسبق لها مثيل، وتتعرض لعدوان النازية الصهيونية". وفيما يتعلق باحتمالية تغيير قواعد الاشتباك بين قوات أنصار الله وإسرائيل عقب الهجوم على إيران والرد الإيراني، أوضح عاصم "نحن نصعّد مراحل الاشتباك مع العدو الصهيوني بناءً على التصعيد الذي يقوم به، وبالنسبة لرد إيران هو لا شك كان قويا". وأضاف قائلا "نحن وإيران ضمن محور المقاومة ، ونُكنّ لها كل التقدير والاحترام، ونعلن وقوفنا إلى جانبها، وبالنسبة لتوسيع نطاق الاشتباك فهذا أمر متروك للجانب العسكري ولمتطلبات المعركة"، مؤكدا أن التنسيق بين صنعاء وطهران موجود وسيستمر، "والجانب العسكري هو من له الحق في الكلام عن ذلك"، حسب قوله. ونبّه عاصم إلى أنه "في حال اندلاع حرب إقليمية فسنقوم بما تتطلبه الحرب، سواء في البحار أو بإرسال الصواريخ الفرط صوتية"، مضيفا أن "الحرب اليوم حرب أميركية صهيونية، وأميركا هي المحرك الرئيسي للكيان الإسرائيلي، وترحيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالعدوان الإسرائيلي دليل على ذلك". وختم القيادي عاصم حديثه بالقول إن "المعركة واحدة بيننا وبين محور الشر، ومواقفنا ثابتة ومعلنة أننا نقف إلى جانب أي دولة عربية أو إسلامية تتعرض لعدوان أميركي صهيوني". دور محوري ويرجّح خبراء أن يكون للحوثيين تحرك عسكري يعزز من رد إيران على الهجوم الإسرائيلي، خاصة أن الجماعة المتحالفة مع طهران ما زالت تمتلك أسلحة فعّالة تصل إلى تل أبيب. وفي السياق، يرى الباحث في الشؤون العسكرية عدنان الجبرني أن جماعة الحوثيين سيكونون جزءا من الرد الإيراني على إسرائيل، التي بدورها سترد عليهم بالمستوى الحالي نفسه وبضربات نوعية وأهداف علنية، وربما قد تؤجل التعامل الخشن مع الجماعة اليمنية إلى وقت لاحق". وأضاف الجبرني، للجزيرة نت، أن إيران قد نقلت تقنية صواريخ متقدمة للحوثيين خلال الفترة الماضية، تحسبا لهذا اليوم الذي تعرضت فيه للهجوم الإسرائيلي، ورجّح أن يكون للجماعة دور فعال في الرد على إسرائيل، قائلا "بما أن الحوثيين هم آخر المخالب في شبكة المحور الإيراني فمن المؤكد أن يكون لهم دور محوري". كما يتوقع الجبرني أن يستهدف الحوثيون قواعد إسرائيلية على ضفاف البحر الأحمر، وأن يرفعوا مستوى الاستهداف بالصواريخ الباليستية نحو إسرائيل من حيث الكمية والنوع. ارتباط بإيران بدوره، يرى الكاتب السياسي اليمني يعقوب العتواني أن طبيعة ومستوى الرد الحوثي على الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران مرتبط بشكل مباشر بمدى التصعيد الذي تختاره طهران. ويوضح العتواني، للجزيرة نت، أن إيران كانت في السابق تميل إلى تفويض مهمة الرد لحلفائها، وعلى رأسهم الحوثيون، الذين ازدادت أهميتهم بعد إضعاف حزب الله، ويرجع ذلك -حسب قوله- إلى أن هذا التكتيك يمنح طهران هامشا للحفاظ على نوع من الردع، دون الانجرار إلى حرب شاملة لا يمكن التنبؤ بنتائجها. ومع ذلك، يشير الكاتب اليمني إلى تغير في المنظور الإسرائيلي، إذ تنظر حكومة نتنياهو إلى عمليات الحوثيين على أنها فعل إيراني بالدرجة الأولى. ويخلص العتواني إلى أن "الحوثيين سيشاركون في الرد على إسرائيل بلا شك، لكن التساؤل الجوهري يبقى إلى أي مدى ستكون هذه المساهمة مختلفة عن مستوى العمليات التي يشنونها حاليا ضد الاحتلال؟" ليختم بقوله إن "الجواب في طهران".


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
إيران: تواطؤ أميركا بالضربات الصهيونية لا شك فيه
اتهمت إيران الولايات المتحدة بالتواطؤ في الهجمات الإسرائيلية عليها، فيما نفت واشنطن الاتهامات وحثت طهران على المسارعة إلى إبرام اتفاق بشأن برنامجها النووي. وقالت الخارجية الإيرانية، اليوم السبت، إنه "لا يمكن لأحد أن يتصور أن الكيان الصهيوني ارتكب مثل هذه الجريمة دون إذن واشنطن". وأضافت أن "الكيان الصهيوني تجاوز جميع خطوطنا الحمر عبر ارتكابه هذه الجريمة"، وأنه "تمنى جر الأطراف الغربية للمأزق ونجح بالتأثير على المسار الدبلوماسي". وأكدت الوزارة أن "الطرف المقابل جعل الحوار بلا معنى، وبالتزامن يسمح لإسرائيل باستهدافنا". وفي وقت سابق، اتهم السفير الإيراني بالأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني إسرائيل بالسعي إلى "قتل الدبلوماسية وتخريب المفاوضات وجر المنطقة إلى صراع واسع"، مؤكدا أن تواطؤ واشنطن "لا شك فيه". وقال إيرواني خلال جلسة لمجلس الأمن"على من يدعم هذا النظام (الإسرائيلي)، وفي طليعتهم الولايات المتحدة، أن يدركوا أنهم متواطئون… فبدعمهم هذه الجرائم وتمكينها يتحملون كامل المسؤولية عن العواقب". في المقابل، قال نظيره الإسرائيلي داني دانون خلال الجلسة إن إيران كانت "تستعد للحرب" قبل أن تشن إسرائيل هجماتها. وتشن إسرائيل منذ الجمعة سلسلة ضربات غير مسبوقة على إيران استهدفت مواقع نووية وعسكرية وأحياء سكنية وأسفرت عن مقتل العشرات بينهم قادة عسكريون كبار وعلماء نوويون. وحذّر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران من هجمات إسرائيلية "أكثر عنفا" إذا لم تقدم تنازلات للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن برنامجها النووي. وكان من المقرر عقد الجولة السادسة من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران غدا الأحد في سلطنة عمان، لكن لم يتضح إن كانت ستعقد بعد الهجوم الإسرائيلي.