
في بعض العائلات اليهودية الجهر بنصرة فلسطين يثير السخط
في يوم بارد من أيام ديسمبر/كانون الأول خلال عطلة عيد الميلاد، وصل والد داليا ساريغ البالغ من العمر 80 عاما إلى منزلها في فيينا بعد عودتها من رحلة تزلج.
كان هناك لاصطحاب أختها غير الشقيقة، التي انضمت إلى عائلة ساريغ في الإجازة.
وكانت مقتنعة بأن هذا سيكون لقاءها الأخير بوالدها، حيث كانت خلافاتهما السياسية على وشك أن تبلغ ذروتها.
قالت للجزيرة الإنجليزية: "ودعته. عانقته". "عندما ودعته، ودعته وأنا أعلم أنني ربما لن أراه مرة أخرى".
يلتزم والداها بالصهيونية (Zionism – الأيديولوجية السياسية القومية التي دعت إلى إنشاء دولة يهودية، ويعتبرها الفلسطينيون ومؤيدوهم النظام الذي يرتكز عليه معاناتهم).
عرفت ساريغ خلال ذلك اللقاء في ديسمبر/كانون الأول مع والدها أنها تعتزم تنظيم مظاهرة مؤيدة لفلسطين خارج البرلمان في يناير/كانون الثاني ستقوم بتصويرها محطة تلفزيونية محلية. وكانت المجموعة الناشطة التي تنتمي إليها قد رشحتها لمقابلة تلفزيونية. وانطلاقا من استيائها من الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في غزة وتصميمها على "الجهر بالحق"، مضت قدما في ذلك.
"تم بث المقابلة ووصلت فورا إلى عائلتي".
سمعت لاحقا أن والدها، الذي يعيش أيضا في العاصمة النمساوية، أخبر أصدقاءه أنه "بالنسبة له، أنا ميتة".
"لكنه لم يتحدث معي عن ذلك قط، ولم يتواصل معي ليخبرني بشيء كهذا. لقد قطع العلاقة ببساطة".
أرسلت لها والدتها البالغة من العمر 77 عامًا، والتي تعيش في ألمانيا، رسالة بعد أسبوع.
"لا أزال أحتفظ بها هنا في هاتفي، تقول: كما تعلمين، لن أقبل نشاطك السياسي. أنتِ خائنة، أنتِ تلطخين العش… وإذا غيرتِ آراءك السياسية، يمكننا العودة إلى طبيعتنا. كوني بصحة جيدة".
لم تتحدث مع والديها منذ ذلك الحين.
الانقسامات العائلية ليست قليلة بين العائلات اليهودية من الولايات المتحدة إلى إسرائيل، لكنها أصبحت أكثر تجذرا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
في ذلك اليوم، قادت حماس ، الحركة التي تحكم قطاع غزة ، توغلا في جنوب إسرائيل قُتل خلاله 1139 شخصا وأُسر أكثر من 200. منذ ذلك الحين، أسفر القصف الإسرائيلي عن استشهاد أكثر من 61 و700 شخص في القطاع.
قال المؤلف والأكاديمي " إيلان بابيه" (Ilan Pappe)، وهو ناقد بارز للصهيونية، للجزيرة: أعتقد أن إحدى أكثر الظواهر إثارة للاهتمام بين الصهاينة الليبراليين هي حقيقة أنه بينما اتجهت الغالبية إلى اليمين بسبب أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول، أصبحت أقلية أكثر خيبة أمل تجاه إسرائيل والصهيونية".
"فقدتُ مجتمعي اليهودي"
فر أسلاف ساريغ من النمسا عام 1938، عام الضم من قبل ألمانيا النازية، إلى صربيا. استقروا لاحقا في فلسطين تحت " الانتداب البريطاني" (British Mandate) فيما يُعرف الآن بإسرائيل. ولكن بحلول الخمسينيات، عاد معظم أقاربها إلى النمسا، حيث وُلدت.
وعندما كانت طفلة، احتفلت بالأعياد اليهودية بينما كانت تتعلم عن الصهيونية من كبار السن.
قيل لها أيضا إن الفلسطينيين "هم الأعداء، يريدون قتل جميع اليهود… وأن اليهود الذين يعيشون هناك (في إسرائيل) يريدون السلام، لكن العرب لا يريدونه".
في سن الـ18، انتقلت إلى إسرائيل، حيث انضمت، بتشجيع من والديها، إلى حركة شبابية صهيونية يسارية.
على مدى 13 عاما في إسرائيل، انضمت إلى "كيبوتس" (Kibbutz – مستوطنة زراعية تعاونية)، وخدمت في الجيش الإسرائيلي في وظيفة مكتبية، وتزوجت. لكن نظرتها للعالم بدأت تتغير أثناء دراستها للسياسة وتاريخ الشرق الأوسط في "جامعة حيفا" (Haifa University).
هناك التقت أستاذا فلسطينيا وأصبحت فيما بعد ناشطة من أجل الحقوق الفلسطينية.
"بدأ الأمر على عشب في أمسية مع أستاذي الفلسطيني، عندما روى لي قصة عائلته التي نزحت من قرية صغيرة".
قالت: "فهمت أن ما قيل لي (الرواية الصهيونية) خاطئ. بدأت أفكر كيف يمكن أن يشعر، كيف يشعر هو، أو كيف يمكن أن أشعر كفلسطينية تعيش في دولة يهودية طُرد منها أسلافي".
بالعودة إلى النمسا، كانت عائلتها تتجادل معها في التجمعات، ويتفقون على عدم التحدث مرة أخرى عن فلسطين والسياسة الإسرائيلية، ثم ينكثون بوعودهم، ويتشاجرون مرة أخرى.
في عام 2015، تخلت عن جنسيتها الإسرائيلية كبادرة ضد الصهيونية.
قالت ساريغ عن تبرؤ بعض أفراد عائلتها منها: "هذا يجعل نشاطي أسهل.. لقد فقدت مجتمعي اليهودي لأنهم اعتبروني، في أحسن الأحوال، غريبة الأطوار، وفي أسوأ الأحوال، خائنة".
ولكن، كما يقول الخبراء، يمكن أن يكون لانقطاع المرء عن عائلته أثر سلبي على الصحة النفسية.
"نظرتي لم تتغير بشكل كبير منذ 7 أكتوبر"
وفقا لفيصل شريف، عالم الأعصاب وطالب الدكتوراه في "جامعة أكسفورد" (University of Oxford)، أظهرت دراسات تصوير الدماغ أن "تجربة العزلة الاجتماعية تثير نشاطا في مناطق الدماغ التي تضيء عادةً استجابة للألم الجسدي".
وقال للجزيرة: "بعبارة أخرى، الألم الاجتماعي ليس مجازيا، إنه حقيقي بيولوجيا".
وقال إن العائلات غالبا ما تشكل "ثقافات مصغرة" بقواعدها ومواقفها الخاصة بشأن القضايا السياسية.
الخيانة التي يشعر بها المرء عندما يصبح الحب والقبول مشروطين بالصمت أو التواطؤ في الإبادة الجماعية يمكن أن تكون مؤذية للغاية. في سياق غزة، يضيف ذلك طبقة إضافية من الصدمة: ليس فقط أن المرء يشهد معاناة جماعية، ولكنه يدفع أيضا ثمنا شخصيا لرفضه غض الطرف.. يؤدي هذا إلى إجهاد وقلق طويل الأمد، يمكن أن يصل إلى مستويات مرضية سريرية
وأضاف: "الخيانة التي يشعر بها المرء عندما يصبح الحب والقبول مشروطين بالصمت أو التواطؤ في الإبادة الجماعية يمكن أن تكون مؤذية للغاية. في سياق غزة، يضيف ذلك طبقة إضافية من الصدمة: ليس فقط أن المرء يشهد معاناة جماعية، ولكنه يدفع أيضا ثمنا شخصيا لرفضه غض الطرف.. يؤدي هذا إلى إجهاد وقلق طويل الأمد، يمكن أن يصل إلى مستويات مرضية سريرية".
للحفاظ على العلاقات، قال إن العائلات بحاجة إلى أن تقود الحوار "بالفضول، وليس المواجهة".
"خاصة عندما يكون الموضوع مؤلما مثل الحرب أو الإبادة الجماعية، فإن الحقائق وحدها لن تحرك الناس. تسمية المشاعر الكامنة تحتها، مثل الخوف أو الذنب أو الحزن، غالبا ما تفتح مساحة أكبر لحوار حقيقي".
إجراء مثل هذه المحادثات ليس بالأمر السهل.
قال جوناثان أوفير، وهو موسيقي وُلد في كيبوتس إسرائيلي وهاجر إلى الدانمارك في أواخر التسعينيات، إنه في عام 2009 أدرك أنه "قد تم تلقينه بالفعل دعاية أغفلت وجهة نظر فلسطينية كاملة". قرأ كتاب بابيه " التطهير العرقي لفلسطين"، واصفا تلك التجربة بأنها "نقطة تحول" بالنسبة له.
في نفس الوقت تقريبا، قرأ لكتاب يهود وفلسطينيين آخرين "تحدوا الرواية الصهيونية".
"لكن لم أشارك هذا علنا ولم أشاركه مع عائلتي أيضا".
ومع ذلك، في عام 2014، خلال حرب إسرائيل على غزة (الثالثة خلال 7 سنوات) قال إنه شعر بالثقة الكافية للتعبير عن آرائه النقدية "للخارج وعلانية".
استشهد أكثر من ألفي فلسطيني بينهم 551 طفلا خلال الصراع الذي دام 50 يوما.
لجأ إلى فيسبوك لنشر صورة لإسرائيليين مجتمعين على تلة بالقرب من " سديروت" (Sderot) يشاهدون غزة وهي تحترق، وهي صورة ظهرت في صحيفة " نيويورك تايمز" (The New York Times).
سرعان ما كتب له أحد أقاربه رسالة بريد إلكتروني اختتمها بالتوصية بأن "يتوقف أوفير عن النشر على الإنترنت".
"أصبح هذا نقاشا محتدما، لكنه توقف بسرعة كبيرة جدا".
بعد سنوات، علم أن عائلته في إسرائيل قررت تجنب الحديث عن السياسة بحضرته "حتى لا تضفي الشرعية على آرائي السياسية"، حسب قوله.
وبعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، اطمأن على عائلته الممتدة التي تعيش بالقرب من موقع الهجوم. لكن التوغل لم يغير موقفه.
إعلان
"نظرتي لم تتغير بشكل كبير. لكن شيئا ما تغير في المجتمع الإسرائيلي. وبهذا المعنى، يمكن القول إننا قد نكون أكثر تباعدا سياسيا".
"هذه هي القضية الحقيقية الوحيدة في الوقت الحاضر"
دانيال فريدمان، 44 عاما، المقيم في هولندا، نشأ في جنوب أفريقيا على يد والده، ستيفن، وهو أكاديمي وناقد صريح للصهيونية، ووالدته التي كانت جزءا من دائرة من نشطاء مناهضة " الفصل العنصري" (Apartheid).
بينما لا يزال والده مناهضا للصهيونية، قال فريدمان إنه ووالدته يتشاجران بشكل متزايد حول إبادة إسرائيل الجماعية في غزة منذ أواخر عام 2023.
قال: "هذه هي القضية الوحيدة حقا في الوقت الحاضر" التي تؤثر على المحادثات والروابط داخل بعض المجتمعات اليهودية.
كان أحد خلافاتهم السابقة يتعلق بالادعاءات المفندة بأن المقاتلين الفلسطينيين اغتصبوا نساء خلال توغل السابع من أكتوبر/تشرين الأول. وبعد عدة خلافات غير مريحة، غالبا ما كانت تُخاض عبر تبادل روابط صحف مختلفة لدعم حججهم على واتساب، اتفقا على التوقف عن الحديث عن السياسة.
قال فريدمان: "أنا أحبها، لكن ما أعاني منه هو أنني فقدت الكثير من الثقة بها".
خلال حرب إسرائيلية سابقة على غزة، وقعت والدته على عريضة تدعو إلى وقف إطلاق النار ، وهي خطوة أدت إلى رفضها من قبل بعض أفراد عائلتها. قال: "أعتقد أن ذلك كان له تأثير كبير جدا". "لقد اتجهت نوعا ما إلى اليمين".
وقال إنه يتفهم أنه بالنسبة للبعض، فإن اتخاذ موقف يعني المخاطرة بفقدان دعم مجتمع مقرب. ومع ذلك، اختار هو "إخراج الكثير من الناس من حياتي عمدا" بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول، حسب قوله.
بالعودة إلى فيينا ، تنشغل ساريغ بتنظيم مؤتمر للمناهضين للصهيونية من اليهود في يونيو/حزيران، يضم متحدثين مثل ستيفن كابوس، وهو ناجٍ من "الهولوكوست" (Holocaust – الإبادة الجماعية لليهود على يد النازيين) مقيم في المملكة المتحدة ، والمذيعة والمعلقة الأميركية كاتي هالبر، وروني باركان، وهو ناشط إسرائيلي يهودي. ومن المتوقع أن يحضر بابيه أيضا.
مع استمرار عمليات القتل في غزة، قالت إن تركيزها ينصب على الفلسطينيين الذين يحاولون النجاة من النيران الإسرائيلية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 44 دقائق
- الجزيرة
ميديا بارت يشرِّح تقرير الإخوان المسلمين والإسلام السياسي في فرنسا
قال موقع ميديا بارت، إن التقرير المتعلق بنفوذ جماعة الإخوان المسلمين في فرنسا والذي نشرت نسخته النهائية أخيرا، هو بعيد كل البعد عن إثارة الذعر التي حاول وزير الداخلية برونو ريتايو تصديرها، إذ تظهر الأرقام تراجعا في نفوذ الجماعة. وذكر الموقع -في تقرير بقلم لوسي ديلابورت وماري توركان- أن التقرير الخاص بجماعة الإخوان المسلمين، احتل اهتمام وسائل الإعلام الحكومية طوال الأسبوع، قبل أن تصدره وزارة الداخلية رسميا مساء الجمعة، مع بقاء بعض فقراته محجوبة لأسباب أمنية. وبعيدا عن التصريحات المثيرة التي أدلى بها برونو ريتايو، كشف التقرير وجود نفوذ فعلي، لكنه محدود نسبيا وآخذ في التراجع، لحركة الإخوان المسلمين في المشهد الإسلامي الفرنسي. ويطرح تقرير "الإخوان المسلمين والإسلام السياسي في فرنسا" فكرة وجود تهديد حقيقي للجمهورية، ولكن بصورة غامضة للغاية، انطلاقا من الطلب السياسي الذي صاغه جيرالد دارمانان قبل عام حين كان وزيرا للداخلية، وأراد أن يثير به صدمة في الرأي العام. وتتعاقب في التقرير -حسب الموقع- مقاطع واقعية ومحايدة مع تأكيدات غامضة تحمل في بعض الأحيان دلالات تآمرية، وكأننا أمام مخطوطة تقرير، خضعت بوضوح لإعادة الكتابة عدة مرات، ولا تزال نحو 20 صفحة منها محذوفة. تراجع ويقدر التقرير -بعد 40 صفحة مخصصة لتاريخ جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها حسن البنا- أن عدد أعضاء الإخوان في فرنسا اليوم يتراوح بين "400 وألف شخص"، ولكنه لا يشير إلى أن هذا العدد الذي يصعب تحديده، يتجه إلى الانخفاض، كما أكد جميع المتخصصين الذين قابلهم الموقع. ومع أن جمعية مسلمي فرنسا التي تدير أماكن العبادة، تؤكد أنه لم يعد لديها أي روابط عضوية مع جماعة الإخوان، فإن القائمة التي أوردها التقرير تتحدث عن 139 مكانا للعبادة "تابعا لمسلمي فرنسا"، و68 مكانا آخر وصف بأنه "قريب" من حركة الإخوان المسلمين. وقد نبه الموقع إلى أن من بين 30 من المنظمات غير الحكومية التي تعتبر "إسلامية"، هناك 16 منظمة "يقودها السلفيون"، وهي حركة سنية منافسة للإخوان، مشيرا إلى أنه من الصعب النظر إلى حركة الإخوان باعتبارها التهديد الرئيسي مع أن السلفية اكتسبت الأرض في السنوات الأخيرة، بحسب ميديا بارت. ويمكن تفسير تراجع نفوذ الإخوان المسلمين -حسب الموقع- بموجة القمع التي تتعرض لها هذه الحركة منذ إقرار قانون الانفصال، إذ يشير التقرير إلى عدة أمثلة، كطرد الإمام حسن إيكويسن، وحل لجنة مناهضة الإسلاموفوبيا في فرنسا، ثم إغلاق بعض الهياكل والتحقيقات التي أجريت ضد عدة جمعيات بزعم تمويلها مشاريع إرهابية. وفي اليوم السابق لنشر النسخة الأولى من التقرير، استخدم وزير الداخلية برونو ريتايو العبارات الأكثر إثارة للقلق، مصرحا بأن "الهدف النهائي هو إغراق المجتمع الفرنسي بأكمله في الشريعة الإسلامية"، مشيرا إلى هذه الشريعة الإسلامية التي تهدد بإزاحة قوانين الجمهورية. خلط كبير ولكن التقرير يؤكد العكس تماما، حيث "لا توجد وثيقة حديثة تثبت رغبة المسلمين الفرنسيين في إقامة دولة إسلامية في فرنسا أو تطبيق الشريعة الإسلامية هناك"، مثلما جاء في استنتاجاته، كما لا يشير إلى أن الحركة الفرنسية تخطط حاليا لإقامة الخلافة، على عكس تصريحات وزير الداخلية المدوية. ويشير التقرير في عدة مناسبات إلى وجود تهجين بين السلفيين وحركة الإخوان المسلمين، متبنيا أطروحة الباحثة فلورنس بيرغود بلاكلر التي تتحدث عن "الإخوان السلفيين"، وهي أطروحة مثيرة للجدل وتمثل وجهة نظر أقلية في المجال الأكاديمي، حسب ميديا بارت. ونبه الموقع إلى أن التقرير لا يذكر أن 96% من المدارس المتعاقدة مع الدولة في فرنسا مدارس كاثوليكية، ولم يهتم إلا بوجود "21 مؤسسة إسلامية" في فرنسا "مرتبطة بحركة الإخوان المسلمين"، يبلغ إجمالي عدد الطلاب فيها 4200 طالب، ولكن لا علاقة لآبائهم بحركة الإخوان، وإنما يبحثون عن التميز الأكاديمي الذي توفره مدارس الإخوان. ولم يخصص التقرير سوى بضع فقرات للرياضة، مكررا بيانات مستهلكة تم تداولها سنوات، ويتجاهل بيانات أخرى بعناية، منها استنتاجات تقرير "سبورد" الذي أعدته خدمات الأبحاث التابعة لوزارة الداخلية، والذي يظهر أنه "لا توجد ظاهرة هيكلية، ولا حتى ذات دلالة، للتطرف أو الطائفية في الرياضة". ويقول التقرير إن "بعض المتخصصين الذين تمت استشارتهم يعتقدون أن البلديات سوف تصبح، خلال 10 سنوات أو نحو ذلك، في أيدي الإسلاميين، كما هو الحال في بلجيكا"، دون تقديم أي تفاصيل أخرى عن حقيقة الظاهرة التي لم تنتشر حتى الآن في فرنسا. منطق الشك وتثير العديد من الفقرات في التقرير تساؤلات عن صدق المنظمات المرتبطة بتراث الإخوان المسلمين، وتعتبر كل ادعاءات المسلمين في فرنسا عن بعدهم عن الإخوان المسلمين ازدواجية في الكلام أو تضليلا، لأن خطتهم لإعادة تنظيم أنفسهم تهدف إلى "إعطاء الانطباع بأنهم لم يعودوا كيانات إخوانية لتجاوز أي عقبات محتملة قد يتعرضون لها"، حسب التقرير. وأشار الموقع إلى أن التقرير لا يقدم اليوم أي دليل ملموس على هذا الإخفاء المزعوم، وعند قراءته، يصبح لدى القارئ انطباع بأن أي مظهر للإسلام، من الاستهلاك الحلال إلى ارتداء الحجاب، موضع شك محتمل، رغم أن العديد من الباحثين يشيرون إلى أن تغييرا قد حدث فعلا في اللاعبين في الحركة على مدى العشرين عاما الماضية. ولاحظ ميديا بارت، أن هذا الجو الواسع من الشك يتناقض مع فقرات أخرى في التقرير، إذ يورد أنه "يجب على بقية المجتمع أن يقبل أن الإسلام دين فرنسي، وربما يكون من أوائل الأديان، إن لم يكن الأول، من حيث الممارسة الدينية، وفي هذا الصدد يستحق الاهتمام". كما تم تجاهل العديد من التوصيات القوية الواردة في التقرير، والتي تتعلق بالإشارات التي يجب إرسالها إلى المجتمع الإسلامي الذي يعاني من "الشعور بالرفض"، مثل تدريس اللغة العربية في المدارس، وكالساحات الإسلامية في المقابر، والاعتراف ب الدولة الفلسطينية.


الجزيرة
منذ 44 دقائق
- الجزيرة
جماعات الهيكل تكثف دعواتها لاقتحام الأقصى غدا والشرطة تَعد بجعلها تجربة ممتعة
على بُعد ساعات من انطلاق الاقتحام الجماعي للمسجد الأقصى بمناسبة يوم " توحيد القدس"، لا تزال صفحات جماعات الهيكل المتطرفة ونشطائها تعجّ بالدعوات التي تحث من خلالها المستوطنين على اقتحام المسجد والتلويح بالأعلام الإسرائيلية في ساحاته. ونشرت صفحة منظمة "بيدينو" المتطرفة اليوم تصميما يتضمن صورة قبة الصخرة الذهبية وأمامها علم إسرائيلي كبير وأعلام صغيرة، وكتبت "في يوم تحرير القدس نصعد ونلوح بالعلم في جبل الهيكل"، وأوردت المنظمة في التصميم الأوقات المخصصة لاقتحامات المستوطنين صباحا وبعد الظهر. وتفاخرت المنظمة على صفحتها بموقع فيسبوك بنشر صحيفة "المصدر الأول" الإسرائيلية هذا التصميم على إحدى صفحاتها وكتبت "نراكم غدا مع أعلام إسرائيل على جبل الهيكل". كما نشرت مقطع فيديو من اقتحامات المسجد الأقصى اليوم الأحد، ويَظهر فيه عدد من المقتحمين من فئة الشباب وهم يغنون في طريق خروجهم من المسجد قرب باب السلسلة، وكتبت في تعليقها على هذا المقطع "الصعود والغناء هذا الصباح على جبل الهيكل، الاستعداد لليوم الكبير غدا، يوم القدس! الصلاة من أجل تحرير جبل الهيكل كاملا". الصلاة اليهودية في الأقصى ونشر أحد أبرز نشطاء جماعات الهيكل أساف فريد تصميما يضم صورَ وأسماء 12 حاخاما سيقتحمون الأقصى غدا الاثنين، وأورد الساعات التي سيكون فيها هؤلاء الحاخامات بانتظار المقتحمين، وجاء في التصميم أن صلاة الصباح (شَحَريت) ستقام في فترة الاقتحامات الصباحية، وصلاة بعد الظهر (مِنحاه) ستقام خلال الاقتحامات المسائية، وهما من صلوات اليهود المفروضة في اليوم والليلة. ويأتي تكثيف الحشد بعد يوم واحد على نشر اتحاد منظمات الهيكل مقطعا دعائيا، دعت فيه جمهور تيار الصهيونية الدينية إلى اقتحام الأقصى بكثافة يوم غد الاثنين. وشارك في إطلاق نداء الاقتحام الجماعي 13 حاخاما يشكلون قيادة أبرز مدارس الصهيونية الدينية وأبرز مستوطناتها في الضفة الغربية والقدس. ووفقا للباحث في شؤون القدس زياد ابحيص فإنه لم يسبق لجماعات الهيكل المتطرفة أن نشرت مثل هذا النوع من التحريض المصور، إذ كانت اقتحامات رمضان تأتي بعد عقد "قمة روحية" لهؤلاء الحاخامات في المسجد الأقصى المبارك لتشجيع أتباعهم، إلا أنها بهذا الإنتاج والتوزيع المسبق تسعى كما يبدو إلى "تحفيز مجموعات جديدة من اليمين وأتباع الصهيونية الدينية للانضمام إلى جمهور المقتحمين للأقصى، وفرض حجم وشكل أكبر من العدوان على الأقصى". الشرطة في خدمة المستوطنين بدورها أطلقت "مدرسة جبل الهيكل الدينية" دعوة عامة لأداء الطقوس التوراتية العلنية داخل الأقصى يوم غد، وأكدت الدعوة على إقامة "صلاة المساء" التوراتية بشكل جماعي في الأقصى، بقيادة حاخام هذه المدرسة "إليشع وولفسون". ونشرت وحدة شرطة "دڤيد" -التي تتخذ من مركز القِشلة في البلدة القديمة مقرا لها والمسؤولة عن منطقة البلدة القديمة، بما فيها المسجد الأقصى- ترتيباتها المتعلقة باقتحامات المسجد في "يوم القدس". وجاء أنه في إطار استعداداتها لهذه المناسبة سيتم تجهيز المنطقة "بقوات معززة للحفاظ على النظام العام"، وأن الشرطة تستعد لإدخال مجموعة من المقتحمين كل 10 دقائق، أي أن 6 مجموعات من المستوطنين ستقتحم الساحات في الساعة الواحدة، وأشارت الشرطة إلى أن هذا الترتيب سيخضع لحركة المجموعات داخل المسجد. ودعت الشرطة المقتحمين للالتزام بتعليماتها فيما يتعلق بأوقات وأماكن "الزيارة" وذلك للسماح للجميع "بالصعود بشكل مريح وآمن، ولجعل تجربة الزيارة ممتعة يجب اتباع تعليمات وإرشادات الشرطة". يذكر أن الإسرائيليين يحتفلون غدا الاثنين الموافق 28 من الشهر الثامن وفق التقويم العبري، بما يعرف "بيوم توحيد القدس"، الذي سيطرت فيه إسرائيل على القدس واحتلت الجزء الشرقي منها أثناء حرب يونيو/حزيران 1967 المعروفة في العالم العربي "بالنكسة".


الجزيرة
منذ 44 دقائق
- الجزيرة
ما دلالات تزايد كمائن المقاومة قرب المنطقة العازلة بغزة؟
قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن نصب فصائل المقاومة كمائن ناجحة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي وآلياته قرب السياج الفاصل والمنطقة العازلة في قطاع غزة يؤكد جاهزيتها ويدحض مزاعم إسرائيل بالقضاء عليها. وجاء حديث حنا للجزيرة تعليقا على مشاهد بثتها سرايا القدس -الجناح العسكري ل حركة الجهاد الإسلامي – توثق كمينا هندسيا استهدف آليات الاحتلال المتوغلة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة بتفجير متزامن لقنبلة من مخلفات الاحتلال وعبوة ناسفة من نوع "ثاقب". وبشأن هذه المشاهد، أعرب الخبير العسكري عن قناعته بأن هذا الكمين قرب المنطقة العازلة يأتي ردا على تصريحات مسؤول عسكري إسرائيلي تباهى فيها بتدمير قرابة ألف منزل فلسطيني، مشيرا إلى أنه لم يعد هناك منازل تطل على موقع ناحل عوز العسكري. وشدد حنا على أن الموضوع لم ينتهِ، إذ تعد طريقة القتال وخصائصها مختلفة، و"لم نشهدها في تاريخ الحروب العسكرية". واضطر جيش الاحتلال لاستعمال ذخيرة تعود إلى الخمسينيات والتسعينيات من القرن الماضي، وفق الخبير العسكري، الذي قدّر وجود 10% من مخلفات الاحتلال لم تنفجر بعد. وبناء على ذلك، فإن هذه المخلفات تأتي إلى المقاومة بدلا أن تصنعها، وتعيد طريقة التعامل معها واستغلالها بأفضل شكل ممكن. وأشار إلى نشاط 5 فرق عسكرية إسرائيلية في قطاع غزة 3 منها تقاتل فعليا، وهي: 36، 98، 162، مؤكدا أن المعارك -حسب بيانات المقاومة- تقع في المنطقة الأمنية العازلة أو محيطها أو بالقرب منها. وأمس السبت، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) أن الجيش أدخل جميع ألوية المشاة والمدرعات النظامية إلى قطاع غزة. معارك خان يونس واليوم الأحد، أعلنت كتائب القسام ، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عن تنفيذ عملية مزدوجة استهدفت قوة من جيش الاحتلال كانت تتحصن داخل منزل في بلدة القرارة شرقي مدينة خان يونس جنوبي القطاع. وتضمنت العملية تفجير المنزل بعدد من العبوات الناسفة الشديدة الانفجار، مما أدى إلى انهياره وسقوط عدد من الجنود الإسرائيليين بين قتيل وجريح. وكما فجر مقاتلو القسام -وفق البيان- عين نفق في مجموعة من الجنود الذين وصلوا إلى المكان، وجرى اشتباك مباشر معهم باستخدام الأسلحة الخفيفة. وبشأن المعارك في هذه المنطقة، قال الخبير العسكري إن لواء خان يونس في كتائب القسام لا يزال يقاتل ويعتبر مركز ثقل أساسيا، في حين تسعى إسرائيل لتأمين المنطقة بين محوري موراغ و فيلادلفيا باعتبارها عنوان المرحلة المقبلة. ووفق حنا، فإن جيش الاحتلال يريد السيطرة على هذه المنطقة وتهجير الغزيين إليها تحت ذريعة توزيع المساعدات الإنسانية. بدوره، قال رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير اليوم الأحد إن حرب غزة طويلة ومتعددة الجبهات، وتعهد بـ"حسم المعركة مع لواء خان يونس كما فعلنا في رفح". وفي هذا الإطار، قال حنا إن زامير اقترح على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الدخول إلى قطاع غزة عبر عملية " عربات غدعون"، ويرتكز في ذلك على الدبابات والآليات العسكرية ضمن فترة تقدر بـ3 أشهر. وعقب ذلك، فإن جيش الاحتلال يحتاج 9 أشهر لتنظيف المنطقة وتنفيذ ما قرره نتنياهو قبل أيام بضرورة أن تكون غزة خالية من السلاح، وخروج قيادات المقاومة منها، وتدمير البنية التحتية العسكرية. ديفيد زيني ، خلافا لزامير الذي قال إن "هذه الحرب ليست بلا نهاية، وسنعمل على تقصيرها".