
ترامب يهاجم بوتين وزيلينسكي.. هل تنسحب واشنطن من الوساطة؟
التصريحات أثارت جملة من التساؤلات حول مغزى هذا التصعيد، وما إذا كانت الولايات المتحدة ، تحت قيادة ترامب ، تتجه نحو التراجع عن دورها كوسيط محتمل في النزاع، أو تعيد تموضعها بما يخدم مصالح سياسية وانتخابية داخلية أكثر من حرصها على إنهاء الحرب.
بداية الانقلاب في الخطاب
ترامب، الذي لطالما تفاخر بعلاقته الوثيقة ببوتين، أطلق في الآونة الأخيرة تصريحات صادمة وصف فيها الرئيس الروسي بأنه "أصبح مجنونا تماما". كما لم يوفر نظيره الأوكراني من الانتقادات، معتبرا أن زيلينسكي يصدر تصريحات لا تفيد إلا بتأجيج الأزمة.
التحول في خطاب ترامب يعكس، بحسب الكاتب والباحث السياسي يفغيني سيدروف، جملة من العوامل الداخلية والخارجية، أبرزها ضغط الرأي العام الأميركي، وازدياد الانتقادات داخل أروقة الكونغرس ، سواء من الديمقراطيين أو حتى من بعض الجمهوريين.
ترامب يخضع لضغوط داخلية.. لكنه لم يغير موقفه جذريا
في مداخلة عبر برنامج "الظهيرة" على "سكاي نيوز عربية"، رأى سيدروف أن لهجة ترامب التصعيدية الجديدة ليست انعكاسا لتحول استراتيجي حقيقي، بل هي استجابة ظرفية للضغوط الداخلية. وعلق قائلا: "ترامب حتى الآن لم يقدم على خطوات واقعية تدل على تغير موقفه تجاه روسيا ، بل يكتفي بالتصريحات".
ويؤكد سيدروف أن ترامب يوازن بين انتقاد بوتين أمام الإعلام من جهة، وترك الباب مفتوحا أمام روسيا من جهة أخرى، تحسبا لتطورات قد تستدعي تفاهمات مستقبلية. ويفسر الباحث الروسي هذه المواقف بأنها محاولة من ترامب للظهور بمظهر القائد القادر على إدارة الصراعات دون الانجرار إلى مواجهات مباشرة، خاصة مع قوة نووية كروسيا.
إسطنبول مرة أخرى؟
أشار سيدروف إلى أن الجولة المقبلة من المفاوضات بين موسكو وكييف لا تزال قيد الإعداد، مرجحا أن تستضيفها إسطنبول مجددا، رغم الاعتراضات الروسية على بعض المواقع.
ولفت إلى أن أي انخراط أميركي في هذه المفاوضات سيفسر من قبل خصوم ترامب في الداخل كتنازل لروسيا، وهو ما يسعى الرئيس الأميركي لتجنبه.
من جانبه، رأى الدبلوماسي الأوكراني السابق فولوديمير شوماكوف أن هجوم ترامب على زيلينسكي يأتي كرد فعل على تصريحات الأخير، التي اتهم فيها ترامب بالصمت على القصف الروسي، معتبرا أن هذا الصمت شجع بوتين على ارتكاب مزيد من جرائم الحرب.
شوماكوف قال صراحة: "السيد زيلينسكي اتهم ترامب بأنه بصمته يشجع بوتين على تنفيذ جرائم جديدة، وهذا ما أغضب ترامب".
ويتابع شوماكوف تحليله بالإشارة إلى أن ترامب يحاول اللعب على التناقضات: من جهة يظهر صرامة كلامية تجاه بوتين كي لا يتهم بالتحيز، ومن جهة أخرى يواصل التغاضي عن دعم حقيقي لكييف، متهما زيلينسكي بالتسبب بمشاكل بدلا من التفاهم.
ويحذر شوماكوف من مغبة المراهنة على مفاوضات تتم في ظل استمرار القصف الروسي. ويصف الرغبة الروسية في المفاوضات بأنها تكتيك لإغراق الغرب في مستنقع المفاوضات العبثية، هدفه كسب الوقت وتعليق فرض العقوبات.
ويؤكد أن كييف باتت مقتنعة بأن موسكو لا تسعى لحل حقيقي.
أزمة الثقة بالوساطة الأميركية
بين التصعيد الكلامي والتباينات في الخطاب، تزداد الشكوك حول جدوى الدور الأميركي كوسيط. سيدروف يرى أن التناقضات في موقف ترامب تضعف من صدقيته، في حين يذهب شوماكوف إلى أبعد من ذلك، معتبرا أن واشنطن باتت أقل انخراطا في عملية السلام مما يعلن.
شوماكوف أشار إلى أن روسيا ما تزال تراهن على تراجع الغرب، وأن بعض الأصوات في موسكو تروج لفكرة أن تعليق توريد الأسلحة إلى أوكرانيا قد يكون ورقة تفاوضية مستقبلية.
شرط روسيا الأول.. وقف دعم الغرب لأوكرانيا
يوضح سيدروف أن روسيا تضع شرطا أساسيا للقبول بأي هدنة: وقف الغرب، خصوصا الولايات المتحدة، لتدفق السلاح على كييف. وهو شرط يصعب تلبيته في ظل المواقف الأوكرانية والغربية الحالية، ما يزيد من احتمالية فشل أي جولة تفاوضية.
ويرى سيدروف أن موسكو مستعدة للحديث عن وقف إطلاق نار مؤقت، شريطة تجميد الدعم العسكري لأوكرانيا، وهو ما تعتبره كييف والغرب تنازلا مرفوضا.
من يملك قرار إنهاء الحرب؟
قال شوماكوف بوضوح: "لا زيلينسكي ولا ترامب يملكان قرار إنهاء الحرب. بوتين وحده يملكه"، يرى الدبلوماسي الأوكراني السابق أن بوتين يتحرك من منطلق قوة، بينما ترامب، رغم خطابه الحاد، ينطلق من موقف ضعف داخلي، يعكس حسابات انتخابية أكثر من حرص حقيقي على السلام.
شوماكوف حذر من محاولات روسيا فرض مناطق عازلة داخل الأراضي الأوكرانية، ليس على الحدود فحسب، بل بعمق الأراضي، قائلا: "روسيا تسعى لإقامة مناطق عازلة داخل أوكرانيا، وهي ذريعة لتبرير هجماتها".
ويشير إلى أن هذه الخطة تعيد إلى الأذهان مشاريع روسيا الإمبراطورية، حيث تستخدم فكرة المناطق العازلة كوسيلة لإضفاء شرعية على احتلال الأراضي.
كلا الضيفين أكدا أن الأيام القليلة المقبلة ستكون حاسمة. فروسيا، وفق شوماكوف، كثفت هجماتها بالصواريخ الباليستية، في رسالة واضحة إلى أوكرانيا والغرب مفادها أن الكلمة الأخيرة لا تزال تقال من فوهات المدافع. أما سيدروف فاعتبر أن هذا التصعيد قد يكون مقدمة لجولة تفاوضية جديدة، تبنى على أنقاض الميدان وليس على طاولة متوازنة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
روسيا تطرح شروطها لوقف الحرب وتطلب تعهداً مكتوباً
أُميط اللثام عن الشروط الروسية لإنهاء الحرب مع أوكرانيا وعلى رأسها الحصول على تعهد كتابي من قادة الغرب بوقف توسع حلف شمال الأطلسي، والتزام كييف الحياد، ورفع أغلب العقوبات عن موسكو، وفيما نشب خلاف روسي أمريكي على وقع تصريحات الرئيس دونالد ترامب بأن بوتين يلعب بالنار، شدد الروس على أن خطط ألمانيا لتصنيع صواريخ بعيدة المدى بالاشتراك مع أوكرانيا مشاركة فعلية في الحرب. وقالت 3 مصادر روسية مطلعة: «إن شروط الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لإنهاء الحرب في أوكرانيا تتضمن الحصول على تعهد كتابي من قادة الغرب بوقف توسع حلف شمال الأطلسي شرقاً، وإلغاء جانب كبير من العقوبات المفروضة على موسكو». وقال مصدر روسي كبير مطلع على طريقة تفكير كبار مسؤولي الكرملين، وطلب عدم الكشف عن هويته: «إن بوتين مستعد لصنع السلام ولكن ليس بأي ثمن». وذكرت المصادر الروسية الثلاثة، أن بوتين يريد تعهداً كتابياً من القوى الغربية الكبرى بعدم توسع حلف شمال الأطلسي بقيادة الولايات المتحدة شرقاً، بما يعني رسمياً استبعاد قبول عضوية أوكرانيا وجورجيا ومولدوفا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية السابقة. وأضافت المصادر، أن روسيا تريد أيضاً أن تلتزم أوكرانيا بالحياد، وأن يتم رفع بعض العقوبات الغربية المفروضة عليها، والتوصل لحل فيما يتعلق بقضية الأصول السيادية الروسية المجمدة في الغرب، وتوفير حماية للمتحدثين بالروسية في أوكرانيا. وقال المصدر الأول، إنه إذا أدرك بوتين أنه غير قادر على التوصل إلى اتفاق سلام بشروطه الخاصة، فسوف يسعى إلى أن يظهر للأوكرانيين والأوروبيين من خلال الانتصارات العسكرية أن السلام غداً سيكون أكثر إيلاماً. بدوره، رفض الكرملين، أمس، دعوة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لعقد قمة ثلاثية مع الرئيسين الأمريكي، دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، مستبعداً عقد اجتماع كهذا، ما لم يتم التوصل إلى اتفاقات متينة، رداً على اقتراح زيلينسكي بعقد اجتماع ثلاثي، داعياً واشنطن إلى فرض حزمة عقوبات مشددة على قطاعي الطاقة والمصارف الروسيين، حال امتناع موسكو. إلى ذلك، قال فلاديمير ميدينسكي، رئيس وفد روسيا في محادثات السلام بشأن أوكرانيا، أمس: «إنه أرسل مقترحات إلى كييف بموعد ومكان تبادل مذكرات تفاهم أو شروط لوقف القتال». وأضاف ميدينسكي في منشور على تلغرام، أنه يتوقع رداً وأن الوفد الروسي مستعد للقاء نظيره الأوكراني وجهاً لوجه في الأيام المقبلة. خلاف غريمين في الأثناء، نشب خلاف علني بين الولايات المتحدة وروسيا، حول تصاعد الحرب في أوكرانيا، بعد تحذير ترامب، من أن نظيره الروسي بوتين، يلعب بالنار. وقال يوري أوشاكوف، مستشار الرئيس الروسي للشؤون الخارجية: «إن تعليق ترامب يوحي بأنه غير ملم بواقع الحرب»، مشيراً إلى أن ترامب ليس على دراية كافية بما يحدث بالفعل في المواجهة الأوكرانية الروسية. كما قال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: «إن من المؤكد أن إدارة ترامب تبذل جهوداً كبيرة نحو تسوية سلمية، وإن روسيا ممتنة لجهود الوساطة التي يبذلها الرئيس ترامب شخصياً». وأضاف: «روسيا، شأنها شأن الولايات المتحدة، لديها مصالحها الوطنية الخاصة والتي تأتي فوق كل اعتبار بالنسبة لنا ولرئيسنا»، لافتاً إلى أن روسيا تستعد للجولة المقبلة من المفاوضات مع أوكرانيا، ولمواصلة الاتصالات مع الولايات المتحدة. بدورها، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس: «إن صبر ترامب بدأ ينفد تجاه روسيا»، مضيفة: «ترامب الذي يعرف بوتين منذ فترة، يشعر أن شيئاً ما قد حدث له، وهو غير قادر على تفسيره، ومن الواضح أنه أصيب بخيبة أمل دفعته للتعبير عن غضبه علناً». كما انتقد كيث كيلوج، مبعوث ترامب، مسؤولاً روسياً كبيراً لإثارته مخاوف من نشوب حرب عالمية ثالثة، مضيفاً: «إثارة مخاوف من حرب عالمية ثالثة هو تعليق مؤسف ومتهور، وغير مناسب لقوة عالمية». انتقاد خطط على صعيد متصل، صرح وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأن خطط ألمانيا لتصنيع صواريخ بعيدة المدى بالاشتراك مع أوكرانيا، وكذلك توريد دباباتها إلى كييف، تظهر أنها مشاركة بالفعل في الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك رداً على تصريحات المستشار الألماني، فريدريش ميرتس، خلال زيارة زيلينسكي لبرلين، بأن حكومته لن تفرض أي حدود لمدى الصواريخ التي يمكن إنتاجها في أوكرانيا وألمانيا. كما اتهم الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، الحكومة الألمانية بتأجيج الحرب بسبب تعهدها بتقديم المزيد من الدعم لأوكرانيا، على سبيل المثال إقامة تعاون في مجال تصنيع الصواريخ. وصرح زيلينسكي بأن بلاده لا تزال تعوّل على الحصول على صواريخ «تاوروس» الألمانية الجوالة. وحض زيلينسكي، الحلف الأطلسي على دعوة كييف إلى قمته المقبلة المقررة في يونيو المقبل. كما قال زيلينسكي: «إن روسيا حشدت 50 ألف جندي في محيط منطقة سومي شمال أوكرانيا»، لكنه أضاف أن كييف اتخذت خطوات من شأنها منع موسكو من شن هجوم واسع النطاق هناك. قصف أوكراني ميدانياً، قال الجيش الأوكراني، أمس، إنه قصف عدة مواقع لإنتاج الأسلحة الروسية خلال هجوم كبير بطائرات مسيرة الليلة قبل الماضية، وقالت موسكو: إن دفاعاتها الجوية تصدت له. وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية: إن الهجوم الأحدث استهدف مصنع كرونشتات الروسي الذي ينتج طائرات مسيرة في بلدة دوبنا خارج موسكو، ومصنع رادوجا القريب الذي يصنع صواريخ كروز. وأضاف البيان أن مصنع أنجستريم للرقاقات الدقيقة في منطقة موسكو تعرض للقصف أيضاً، مضيفاً أن المنشأة تنتج مكونات يستخدمها القطاع الصناعي العسكري الروسي على نطاق واسع. بدورها، قالت وزارة الدفاع الروسية: إن دفاعاتها الجوية أسقطت 296 طائرة مسيرة أوكرانية فوق 13 منطقة الليلة قبل الماضية. كما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية، في بيان، أن دفاعاتها الجوية أسقطت 71 من أصل 88 طائرة مسيرة أطلقتها روسيا على الأراضي الأوكرانية خلال الليل. اتهامات في السياق، اتهم تقرير استقصائي أعده خبراء من الأمم المتحدة، الجيش الروسي بارتكاب ما أسماها جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب، في إطار هجمات بطائرات مسيرة على مدنيين في منطقة خيرسون الأوكرانية، وجاء في تقرير لجنة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصي الحقائق بشأن أوكرانيا، أن القوات المسلحة الروسية ارتكبت جرائم ضد الإنسانية، لا سيما عمليات قتل، وجرائم حرب، من خلال استهداف مدنيين لعدة أشهر بطائرات مسيرة.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
المياه ستبتلع مدناً أمريكية قريباً!
أفادت دراسة متخصصة لمعهد فرجينيا لعلوم البحار بأن عدداً من المدن الساحلية في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة معرضة للغرق تحت الماء بسبب ارتفاع مستويات سطح البحر. وطبقاً لـ«موقع سكاي نيوز» فمن بين هذه المدن: سان دييغو حيث ترتفع مستويات البحر بمعدل 2.6 مليمتر في السنة.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
ترامب: سنكتشف إذا كان بوتين يتلاعب بنا أم لا
واشنطن - رويترز عبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأربعاء، عن تردده بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا قائلاً، إنه لا يريد أن تتعارض العقوبات مع التوصل إلى وقف إطلاق النار، مبدياً خيبة امله من تسبب الرئيس الروسي فيلاديمير بوتين في تأخر المفاوضات. وفي حديثه مع الصحفيين في المكتب البيضاوي، ذكر ترامب حول العقوبات: «إذا كنت أعتقد أنني على وشك التوصل إلى اتفاق، فأنا لا أريد إفساد الأمر بفعل ذلك». وقال ترامب أيضاً إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ربما تعمد تأخير المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في الحرب في أوكرانيا، وعبر عن خيبة أمله بسبب القصف الروسي. وذكر ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي: «سنكتشف ما إذا كان يتلاعب بنا أم لا، وإذا كان يفعل ذلك، فسنرد بشكل مختلف قليلاً».