
لماذا لا تنتهي الحرب الأوكرانية الروسية؟
إيطاليا تلغراف
محمد الزلاوي، باحث في العلوم السياسية
مع تولي الرئيس ترامب مقاليد الحكم في البيت الأبيض، وتصريحاته المتكررة حول إنهاء الصراع في أوروبا، يُصاب المراقب بالذهول لرؤية استمرار الهجمات والردود بين الروس والأوكرانيين، حيث تتواصل الغارات الصاروخية والهجمات بالطائرات المسيرة، بل وتصاعدت إلى عمليات اغتيال ميدانية كما في حادثة اغتيال الجنرال الروسي ياروسلاف موسكالك في 25 أبريل 2025 في منطقة موسكو.
يبدو أن الرئيس ترامب، الذي كان يُعتقد أنه قادر على كبح جماح هذه الحرب، قد انشغل مؤخراً بالحرب التجارية مع الصين. لكن من السذاجة الاعتقاد أن قضية كهذه يمكن أن تطغى على أخرى، خاصة بالنسبة لقوة عظمى مثل الولايات المتحدة. ربما اعتقدت الإدارة الأمريكية في البداية أنه من السهل إنهاء هذه الحرب المعقدة مع الحفاظ على مصالحها، قبل أن تدرك أن الأمر أكثر تعقيدًا مما يبدو. علاوة على ذلك، فإن الاجتماع بين ترامب وزيلينسكي الذي جرى يوم السبت 26 أبريل 2025 على هامش جنازة البابا فرانسيس يُظهر الاهتمام الكبير بإنهاء هذه الحرب.
هذا اللقاء الأول منذ الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بينهما في فبراير الماضي يطرح تساؤلاً محورياً: ما الذي يمنع إنهاء هذه الحرب رغم وصولها لمرحلة الاستنزاف المتبادل دون أفق للنصر الحاسم؟ ما الذي يدفع إلى مواصلة حرب وصلت إلى مرحلة الجمود والاستنزاف المتبادل لكلا الجانبين؟
أولى العقبات تتمثل في الجدل القانوني حول شرعية الرئيس زيلينسكي، حيث تشكك موسكو في قدرته على توقيع أي اتفاقيات سلام بسبب عدم إجراء الانتخابات سنة 2024. وقد عبر الرئيس بوتين عن هذا الموقف، مقترحاً تشكيل إدارة مؤقتة تحت إشراف دولي لتنظيم انتخابات، على غرار ما حدث في بعض الدول سابقاً. إنشاء إدارة مؤقتة في أوكرانيا تحت إشراف الأمم المتحدة وعدة دول، لتنظيم انتخابات كما حدث في تيمور الشرقية وغينيا الجديدة وأجزاء من يوغوسلافيا السابقة. ويبدو أن روسيا، في وقت كتابة هذا المقال، قد وضعت هذه الملاحظة جانبًا للمضي قدمًا في سبل تحقيق السلام. في تطور لافت، أبدت روسيا مؤخراً مرونة خلال جلسة مجلس الأمن في 29 أبريل، حيث أعلن مندوبها نيبينزيا عن استعداد بلاده لوقف إطلاق النار في مايو تمهيداً لمفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة، رغم التحفظات على شرعية القيادة الأوكرانية.
أما العقبة الثانية فتتمثل في الموقف الأوروبي الداعم لأوكرانيا، حيث سارعت عدة دول لتعويض الانسحاب الأمريكي المفاجئ من دعم كييف عسكرياً. فقد أعلنت هولندا عن حزمة مساعدات بقيمة 150 مليون يورو، بينما خصصت ألمانيا 15 مليار يورو حتى 2029، وتعهدت بريطانيا بـ450 مليون جنيه إسترليني، ووصلت مساهمة السويد إلى 16 مليار كرونة، كما قدمت فرنسا 2 مليار يورو إضافية.
في المجمل، يعد مجموعة الاتصال للدفاع عن أوكرانيا بمساعدات بقيمة 21 مليار يورو. كانت المجموعة تُدار سابقًا من قبل الولايات المتحدة، لكن يبدو أن الأوروبيين قد تولوا زمام الأمور الآن. هذه الإعلانات تمثل تصعيدًا كبيرًا في الدعم الغربي لكييف، وبالتالي تطيل أمد هذه الحرب تلقائيًا.
ومع ذلك، فإن تقدم الروسي الميداني في عدة مناطق بأوكرانيا وتحرير منطقة كورسك بالكامل (المنطقة الروسية التي كانت تحت سيطرة الأوكرانيين منذ غشت 2024) يكشف عن فشل الجيش الأوكراني في تثبيت خط الجبهة والحاجة إلى وقف إطلاق النار، رغم المساعدات العسكرية الأوروبية.
في هذا السياق، يقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقف إطلاق نار لمدة ثلاثة أيام، من 8 إلى 10 ماي، بمناسبة احتفالات يوم النصر. إنها يد ممدودة لأوكرانيا لإيقاف الدوامة المميتة. لكن من جانبه، رفض فولوديمير زيلينسكي اقتراح روسيا بوقف إطلاق النار، مؤكدًا أن كييف 'لا تستطيع ضمان أمن الضيوف الأجانب' الذين سيحضرون العرض العسكري في موسكو في 9 ماي.
وفي تطور جديد، يلوح في الأفق عودة الدعم الأمريكي بعد اتفاق حول المعادن النادرة، مما يطرح تساؤلات عن إمكانية تحقيق السلام قريبا. الأسابيع المقبلة ستكشف حتماً عن اتجاه الذي سيأخذه منحى هذا الصراع.
إيطاليا تلغراف

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر للأنباء
منذ 31 دقائق
- خبر للأنباء
مسؤولون أميركيون: ترامب محبط من استمرار حرب غزة ويريد إنهاءها
أفاد موقع "أكسيوس" الإخباري، نقلاً عن مسؤولين في البيت الأبيض، الثلاثاء، بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب "محبط" من الحرب المستمرة في قطاع غزة، وطلب من مساعديه إبلاغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يريد إنهاءها، وسط تحذيرات من مجاعة وشيكة. وذكر الموقع، أن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين يعترفون بـ"تزايد التباين" في السياسات بين ترمب الذي يريد إنهاء الحرب، ونتنياهو الذي يعمل على توسيعها بشكل كبير، رغم نفيهم اعتزام الرئيس الأميركي التخلي عن دعم إسرائيل. وقال مسؤول في البيت الأبيض لـ"أكسيوس"، إن ترمب "يشعر بالإحباط مما يحدث في غزة، ويريد إنهاء الحرب وعودة المحتجزين الإسرائيليين وإدخال المساعدات، كما يريد البدء في إعادة إعمار غزة"، لافتاً إلى أن الرئيس الأميركي "انزعج من صور الأطفال والرضع الذين يعانون في غزة، وضغط على الإسرائيليين لإعادة فتح المعابر". وحذرت الأمم المتحدة من أن آلاف الأطفال معرضون للموت جوعاً إذا لم تزد كمية المساعدات بشكل كبير.


الشروق
منذ 4 ساعات
- الشروق
تقاطع النفوذ الإماراتي والمغربي في أزمات الساحل الإفريقي
على امتداد صحراء الساحل الإفريقي، تتساقط الأنظمة الواحدة تلو الأخرى. انقلاب في النيجر، اضطرابات في مالي، انسحاب فرنسي مرتبك، وتقدّم محسوب لقوات فاغنر الروسية. لكن في زوايا الخريطة، تظهر قوى أخرى تتقدم من دون ضجيج: الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية. لا تعدّ هذه القوى من الفاعلين التقليديين في المنطقة، غير أنها تؤدّي الآن أدوارًا تتراوح بين التأثير العسكري، والسيطرة الاقتصادية، والتغلغل الديني والثقافي. واللافت أن هذا التمدد لا يثير فقط أسئلة سياسية، بل أخلاقية أيضًا، عن طبيعة النفوذ الجديد في إفريقيا، وعن الرابح من فوضى الساحل، ومن يدفع الثمن؟ بين من يتحدث عن تحالفات استراتيجية لمكافحة الإرهاب، ومن يرى فيها إعادة تشكيل استعمار ناعم مغلف بالاستثمارات والدين والسيادة، يتبلور مشهدٌ معقّد تتداخل فيه أجندات النفط، والذهب، والصوفية، والطائرات المسيّرة، والشراكات الأمنية الرمادية. يحاول هذا المقال الغوص في عمق هذا النفوذ، عبر تحليل الخطابات، وتقاطع المصالح، وردود الفعل المحلية والدولية، لنفهم: ما الذي تريده أبو ظبي والرباط من الساحل الإفريقي؟ وما أثر ذلك على حاضر المنطقة ومستقبلها؟ فراغ الساحل.. حيث يولد النفوذ إذا أردنا فهم ما يجري في الساحل الإفريقي، علينا أن نبدأ من الفراغ. منذ بداية الألفية، كانت فرنسا هي الفاعل العسكري والسياسي الأكبر في منطقة الساحل، عبر عمليات عسكرية ضخمة مثل 'سرفال' و'برخان'، بغطاء من الأمم المتحدة ومساندة دولية. لكنها اليوم، وبعد عقود من التواجد، تغادر واحدة تلو الأخرى، تحت ضغط شعبي وشعارات 'ارحلوا'. في هذا الفراغ، لا تظل الأرض خاوية. بل تُعاد فيها صياغة التحالفات، وتتعدد أشكال النفوذ؛ الولايات المتحدة قلقة ، وروسيا تتمدد ، والصين تنسج خطوط اقتصادها بهدوء. لكن ما يلفت النظر، هو دخول لاعبين من 'الجنوب:' الإمارات والمغرب ' . لماذا الساحل تحديدًا؟ لأنها منطقة ضعيفة المؤسسات ، غنية الموارد ، منخفضة الكلفة السياسية. جعلت الانقلابات المتكررة، وغياب الرقابة الديمقراطية، ومرونة الأنظمة الانتقالية، منها أرضًا خصبة للتأثير السريع؛ ففي مالي، تراجعُ النفوذ الفرنسي فتح الباب لدخول مجموعات 'فاغنر'، في ظل تنسيق مبهم مع أطراف عربية .في النيجر، أضعف الانقلاب الأخير تحالفات الأمن الإقليمي، وأعاد تشكيل خريطة التوازن بين اللاعبين. أما في تشاد، فالنظام هشّ، والتحولات المتسارعة تربك حلفاء الغرب. وسط كل ذلك، تظهر الإمارات والمغرب بـ'وجه غير صدامي'، يقدّمان أنفسهما كقوى غير استعمارية، وغير مشروطة، وغير غربية. الإمارات: من المساعدات إلى القواعد الرمادية قدّمت الإمارات، في البداية، نفسها فاعلًا إنسانيًّا وتنمويًّا، عبر الهلال الأحمر، والمبادرات التعليمية والصحية، خاصة في موريتانيا والنيجر. غير أنه، ووفقًا لتحقيق نُشر فيAfrican Intelligence سنة 2022م، فإن أبو ظبي سعت تدريجيًّا لتوسيع نفوذها الأمني في تشاد ومالي، عبر دعمها المباشر لبعض وحدات القوات الخاصة، وتوفير مُعدات مراقبة واتصالات مشفّرة مع تقديمه التدريبات أمنية تحت غطاء مدني أو طبي. تشير وثائق مسربة من وزارة الدفاع التشادية (نُشرت جزئيًا على موقع MENADefense) إلى أن وفدًا إماراتيًّا زار إنجمينا في مطلع 2022م وعرض التعاون في 'مكافحة الإرهاب وتبادل الخبرات'، وهي الصيغة التي تُستخدم كثيرًا كمظلة لنقل الدعم العسكري الفني. غير أنّ أكثر ما يقلق في الأمر، وفقًا لـLe Monde Diplomatique، هو العلاقة غير المعلنة بين الإمارات وبعض قادة الانقلابات، إذ أشارت تقارير استخباراتية فرنسية إلى وجود قنوات اتصال بين أبو ظبي وبعض النخب العسكرية بعد سقوط الأنظمة المنتخبة في كل من النيجر ومالي. بداية الزحف الصامت تبدو منطقة الساحل اليوم كطاولة مفتوحة للاعبين جدد. وبينما تنشغل فرنسا بجراحها، وتتمدَّد روسيا بلا قواعد واضحة، تتحرك الإمارات والمغرب بطرق مختلفة؛ ففي حين تعتمد أبو ظبي على السرعة، والحزم، والشراكات العسكرية الرمادية، فإن الرباط تراهن على التراكم الثقافي، والتعليم الديني، والعلاقات الهادئة. لكن ما يجمعهما هو الرغبة في الحضور، والتأثير، وحجز موقع في معركة النفوذ الإفريقية المقبلة. الإمارات في الساحل.. حضورٌ أمني في الظل منذ سنوات، حرصت الإمارات العربية المتحدة على تقديم نفسها في منطقة الساحل كقوة ناعمة، تستثمر في المستشفيات، وتوزّع المساعدات، وتبني المساجد، وتدعم الحملات الصحية والتعليمية. غير أن هذا الوجه التنموي بدأ يتغير تدريجيًّا، لتبرز أدوار أمنية وعسكرية غير معلنة، تستند إلى تحالفات خلف الأبواب، وتدخّلات رمادية في ساحات لا تملك فيها الإمارات حضورًا تقليديًا. في الواقع، لا تتواجد الإمارات في منطقة الساحل عبر جيش نظامي أو قواعد معلنة، لكنها تملك شبكة نفوذ معقّدة، تستخدم فيها أدوات مختلفة: شركات أمنية خاصة، صفقات تسليح غير تقليدية، تعاون استخباراتي مع أنظمة هشة، وأحيانًا مرتزقة يعملون بالوكالة. تشاد: خط تماس النفوذ الخليجي تعدّ تشاد بالنسبة للإمارات مدخلًا جيوسياسيًّا مركزيًّا، ليس فقط لقربها من ليبيا، حيث سبق لأبو ظبي أن دعمت قوات خليفة حفتر، ولكن أيضًا بسبب موقعها المتاخم لمجموعة من دول الساحل ذات الثقل الإستراتيجي. وفق تقارير مسربة حصلت عليها منصة AfricaConfidential سنة 2022م، زار وفدٌ أمني إماراتي رفيع العاصمة أنجمينا وعقد اجتماعات غير معلنة مع ضباط من الحرس الرئاسي التشادي، تركّزت على 'تعزيز القدرات التقنية، والدعم في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود'. وقد أُثيرت لاحقا شكوكٌ حول طبيعة هذا التعاون، خاصة في ظل وجود شحنات مُعدات مراقبة متطورة دخلت -حسب ما أكده تحقيق مشترك لصحيفةThe Continent وشبكة الإستقصاء الإفريقية- تشاد عبر طائرات شحن إماراتية. وأوضحت الوثائق أن تلك الشحنات نُقلت تحت بند 'الدعم الإنساني والتقني'، لكنها لم تُستخدم في مؤسسات الصحة أو التعليم. النيجر: ما بعد الانقلاب بعد انقلاب النيجر في جويلية 2023م، بدأت بوادر تقارب غير معلن بين المجلس العسكري في نيامي وبعض الدوائر الإماراتية. لم تعلن الإمارات موقفًا حادًّا ضد الانقلاب، على غرار الإتحاد الأوروبي، بل اكتفت بتصريحات 'تحث على التهدئة والاستقرار'. حسب مصادر دبلوماسية في نيامي تحدَّثت لموقع MEE، جرت اتصالاتٌ عبر وسطاء خليجيين، من بينهم رجال أعمال وممثلون عن شركات أمنية، عُرض خلالها للمجلس العسكري الجديد تقديم 'دعم لوجستي وخبرات أمنية تقنية' مقابل تسهيلات في مشاريع البنية التحتية، خاصة في مناطق التعدين. في السياق ذاته، كشفت مجلة Jeune Afrique عن وثيقة داخلية للجيش الفرنسي، تتحدّث عن 'قلق من التحرك الإماراتي السريع لملء الفراغ في النيجر بعد تقليص الدور الفرنسي'، مشيرة إلى أن بعض وحدات الاستخبارات الفرنسية تتعقب حاليًا نشاط شركات أمنية مقرها الإمارات، تعمل تحت غطاء 'مستشارين فنيين'. مالي: ما بعد فاغنر؟ تعدُّ مالي النموذج الأكثر حساسية، حيث تواجدت قوات 'فاغنر' الروسية بوضوح بعد خروج القوات الفرنسية، وسط اتهامات بانتهاكات وجرائم ضد المدنيين. في هذا السياق، بدأ الحديث في بعض الدوائر عن 'بديل عربي لفاغنر'، يتمثل في دعم إماراتي غير مباشر لقوات الأمن المالية، عبر تجهيزات تقنية وتدريبات تحت إشراف شركات خاصة، على غرار ما حدث سابقًا في اليمن وليبيا. نشر الموقع الألماني DW Afrique في 2023م تقريرًا يُشير إلى أن الإمارات 'تحاول الاستفادة من فشل التجربة الروسية جزئيًّا في مالي لطرح نموذج أكثر هدوءًا، يجمع بين الأمن والدعم التنموي'، خاصة من خلال اتفاقيات لم تُعلن مع وزارة الدفاع المالية. شركات الظل: البوابة الخلفية للتأثير من أبرز أدوات الحضور الإماراتي غير المباشر في الساحل :شركات أمنية خاصة، مثل Black Shield, EDGE, DarkMatter، التي ظهرت أسماؤها في ملفات تجنيد وتدريب ونقل خبراء أجانب إلى إفريقيا. شركات اتصال ومراقبة، تعمل من خلالها على تزويد بعض الأنظمة ببرمجيات للمراقبة والتتبع، من دون المرور بالبيروقراطية الرسمية. المساعدات المشروطة، إذ تُموّل الإمارات في مناطق نائية مشاريع مياه وطاقة مقابل ضمانات أمنية أو تسهيلات لوجستية. بحسب Reporters WithoutBorders، فإن هذه الشركات لا تخضع لرقابة برلمانية فعلية، وغالبا ما تعمل من خلال وسطاء وشراكات محلية تمنحها غطاءً قانونيًّا، ما يجعل تتبع أنشطتها في إفريقيا أمرًا بالغ الصعوبة. ردود الفعل: صمت رسمي وقلق حقوقي لم تُصدر، إلى حد الآن، حكومات مالي أو تشاد أو النيجر بيانات تنتقد من خلالها النشاط الإماراتي، بل على العكس من ذلك، تُقدّم وسائل الإعلام الرسمية تقارير إيجابية عن 'الدعم الخليجي'. لكن منظمات حقوقية مثل HumanRights Watch وAmnesty International أعربت في عدة تقارير عن 'قلقها من الطابع غير الشفاف لبعض أشكال التعاون الأمني بين دول الخليج وأنظمة الساحل'. في هذا السياق، كتب الباحث السياسي الفرنسي 'بنجامين بارت' في صحيفة Le Monde:' إذا استمر الأمر بهذه السرية، فإننا أمام موجة جديدة من عسكرة الساحل بأدوات جديدة، من دون رقابة شعبية، وبتكلفة مجتمعية باهظة'. يتضح من خلال ذلك أن الإمارات تتعامل مع منطقة الساحل كمساحة استراتيجية 'قابلة للتشكيل'، تستخدم فيها أدوات لا تثير ضجة سياسية، لكنها تحدث تأثيرًا عميقًا: من تدريب الجنود إلى دعم المخابرات، ومن التموقع في مناطق التعدين إلى التوسط بين العواصم الجديدة. لا يعد ذلك مجرد 'شراكات إنمائية'، بل جزء من رؤية أوسع لبناء نفوذ صلب خلف واجهة ناعمة. المغرب في الساحل.. دبلوماسية العِلم والدين إذا كانت الإمارات تعتمد على أدوات الأمن والتكنولوجيا والشراكات الرمادية في الساحل الإفريقي، فإن المغرب يسلك طريقًا آخر لا يقل تأثيرًا: الدبلوماسية الدينية والثقافية. في قلب الأزمات التي تعيشها دول الساحل، من تصاعد التطرف العنيف إلى الانقلابات العسكرية، يجد المغرب لنفسه موقعًا ثابتًا كـ'مرجعية روحية' تقدِّم الإسلام المعتدل بديلاً عن التطرف، وتُمارس النفوذ من دون ضجيج. هذا الحضور المغربي ليس وليد اليوم، بل هو امتدادٌ لتاريخ طويل من الروابط الروحية والتجارية بين المملكة ودول غرب إفريقيا. ومع صعود تهديد الجماعات المتطرفة، أعادت الرباط تفعيل أدواتها الناعمة، مستخدمة مؤسسات دينية وتعليمية وجمعيات صوفية لبناء شبكة تأثير فعالة في دول مثل مالي والنيجر والسنغال وبوركينا فاسو وتشاد. مدارس بلا جنود تأسست مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة سنة 2015م، كذراع دينية ملكية تهدف إلى 'تعزيز قيم الإسلام المعتدل' في إفريقيا .ومنذ إطلاقها، أصبحت المؤسسة منصّة تدريب وتأهيل لآلاف الأئمة والعلماء القادمين من دول الساحل، إذ يتلقون تكوينًا دينيًّا في معهد محمد السادس لتكوين الأئمة في الرباط، بدعم مباشر من الدولة. بحسب بيانات رسمية، تم خلال السنوات الماضية استقبال أكثر من1500 إمام من 32 دولة إفريقية، تتصدرها مالي والنيجر والسنغال. يُدرّس الأئمة على يد مشايخ مغاربة ينتمون إلى التيار المالكي الأشعري الصوفي، في محاولة لإعادة تشكيل المرجعية الدينية للدول الإفريقية وفق النموذج المغربي. ووفق دراسة نشرها مركز 'كارنيغي' للدراسات الدولية، فإن المغرب يعتبر أن النفوذ الديني يشكّل أداة استراتيجية لمواجهة المدّ السلفي الجهادي المدعوم من جهات إقليمية (في إشارة ضمنية إلى قطر وتركيا سابقًا). التغلغل في الزوايا الصوفية: تحالفات الروح والتاريخ يعتمد المغرب في مدّ نفوذه الديني أيضًا على علاقاته التاريخية مع الزوايا الصوفية ذات الامتداد الشعبي الواسع في غرب إفريقيا، مثل :الطريقة التيجانية في السنغال ومالي والنيجر، والطريقة القادرية المنتشرة في موريتانيا وتشاد، وزوايا محلية مثل زاوية شيخ إبراهيم انياس في كولخ (السنغال)، والتي تُعدّ من أكبر مراكز النفوذ الصوفي في المنطقة. تستقبل مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة سنويا تحت غطاء 'تكوين الأئمة الأفارقة'، مئات الدارسين من مالي، والنيجر، والسنغال، وبوركينا فاسو. الهدف المعلن: نشر الإسلام المعتدل ومحاربة التطرف. لكن خلف هذا المشروع، يسعى المغرب لإعادة هندسة الحقل الديني في الساحل، ليكون هو المرجعية، وهو ما يمنحه نفوذًا ناعمًا يتجاوز الخطابات الرسمية. يحظى الملك محمد السادس بلقب 'أمير المؤمنين'، وهو ما يُضفي بُعدًا دينيًّا ودبلوماسيًّا خاصًّا على زياراته لدول الساحل، إذ يستقبله زعماء دينيون كبار، وتُنظَّم له احتفالات دينية في المساجد الكبرى. في السياق ذاته، لاحظ مراقبون أن المغرب يقدِّم دعمه للزوايا الصوفية على شكل تمويل المدارس والمساجد، وتقديم منح دراسية للطلاب الصوفيين في الرباط وفاس، وتنظيم ملتقيات سنوية للحوار الديني برعاية رسمية. هذا التفاعل الروحي، رغم أنه لا يظهر في نشرات الأخبار، يُؤسس لنفوذ عميق يتغلغل في المجتمع، ويصعب زحزحته حتى من قبل الحكومات نفسها. البُعد الأمني غير المُعلن: معلومات لا قواعد رغم كون المغرب لا يملك وجودًا عسكريًّا معلنًا في دول الساحل، إلا أن التعاون الأمني مع عدد من هذه الدول قائم وفعّال. وفي 2020م، أشار تقرير نشره موقع Africa Intelligence إلى وجود تبادل معلومات استخباراتي منتظم بين الرباط وأجهزة الأمن في كل من مالي وبوركينا فاسو، يركّز على شبكات تجنيد الجماعات المتطرفة العابرة للحدود. كما ساهم المغرب، وفقًا لتقارير فرنسية، في بناء منظومة رصد ديني/ أمني تهدف إلى متابعة النشاطات المتشددة في المساجد والفضاءات الاجتماعية، وذلك من خلال تدريب الأئمة على أساليب 'الرصد المجتمعي'. كما تدعم الرباط أيضًا برامج 'محاربة التطرف' التي تموّلها الوكالة الأمريكية للتنمية USAID في بعض دول الساحل، من خلال تقديم محتوى ديني معتدل باللغتين العربية والفرنسية، مستوحى من المنهج المغربي. الغاز والاقتصاد: التمدد عبر الطاقة لا يقتصر النفوذ المغربي على الحقل الديني فقط، بل يمتد إلى ملفات استراتيجية أبرزها مشروع أنبوب الغاز نيجيريا– المغرب، الذي يمرّ عبر 13 دولة إفريقية من بينها مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو. هذا المشروع الذي يجري الترويج له على أنه محرك للتنمية الإقليمية، ينظر إليه البعض كأداة جيوسياسية تمنح المغرب عبر شبكات الطاقة نفوذًا غير مباشر في منطقة الساحل، ما يضعه في منافسة مباشرة مع مشاريع جزائرية مماثلة. وقد استخدم المغرب هذا المشروع لتقوية علاقاته مع أنظمة سياسية متغيرة، وتثبيت حضوره في ملفات لا يملك فيها نفوذًا عسكريًّا مباشرًا، ما يُؤشر إلى إستراتيجية تنموية بغطاء جيوسياسي صامت. ردود الفعل: ترحيب حذر.. وقلق خفي يلقى الحضور المغربي، في المجمل، في دول الساحل ترحيبًا رسميًّا من الحكومات، خاصة أنه لا يفرض أجندة سياسية، ولا يرتبط بشروط اقتصادية قاسية. غير أن بعض الأصوات داخل المجتمع المدني الإفريقي بدأت تُعبّر عن قلقها من التغلغل الديني/ الثقافي غير المرئي، والذي قد يعيد تشكيل الهوية الدينية للمنطقة بشكل مركزي من الرباط. تبدو منطقة الساحل اليوم كطاولة مفتوحة للاعبين جدد. وبينما تنشغل فرنسا بجراحها، وتتمدَّد روسيا بلا قواعد واضحة، تتحرك الإمارات والمغرب بطرق مختلفة؛ ففي حين تعتمد أبو ظبي على السرعة، والحزم، والشراكات العسكرية الرمادية، فإن الرباط تراهن على التراكم الثقافي، والتعليم الديني، والعلاقات الهادئة. لكن ما يجمعهما هو الرغبة في الحضور، والتأثير، وحجز موقع في معركة النفوذ الإفريقية المقبلة. كما يخشى مراقبون أن يؤدي تسييس الدين أو احتكار المرجعية الروحية إلى تحجيم التنوع الديني المحلي، وخلق تبعيات ثقافية على المدى البعيد. من ثم، يظهر أن المغرب اختار طريقًا مختلفًا في التأثير على منطقة الساحل :بالعلم والدين والهوية، وليس بالسلاح أو الشركات. يمنح هذا النموذج الناعم الرباط نفوذًا طويل الأمد، يصعب الانتباه إليه أو مقاومته بسهولة، لكنه يطرح تساؤلات عن مدى حياديته، وعن الحدود الفاصلة بين التأثير الديني المشروع و'التمدد الصامت' في ملفات السيادة والهُوية.


إيطاليا تلغراف
منذ 6 ساعات
- إيطاليا تلغراف
جولة ترامب ومستقبل فلسطين
إيطاليا تلغراف نشر في 20 مايو 2025 الساعة 6 و 35 دقيقة إيطاليا تلغراف غازي العريضي وزير ونائب لبناني سابق. مع كلّ انتخابات رئاسية أميركية، وانشغال العالم بنتائجها وانعكاساتها في التوازنات الدولية والإقليمية، سياسياً وأمنياً واقتصادياً ومالياً، والعلاقات بين الكبار، كنت أقول: 'ما يعنينا في المنطقة موقف الرئيس الأميركي من فلسطين وقضيتها، وحقّ شعبها في إقامة دولته في أرضه، والعيش بحرية وأمان واستقرار'. اليوم، ومع كلّ الضجّة التي رافقت زيارة دونالد ترامب التاريخية بعض دول الخليج، وما حظيت به من اهتمام دولي وإقليمي واسع، يبقى الثابت فلسطين وقضيتها ومصيرها. عندما احتلّ صدّام حسين الكويت، ورُكّب تحالفٌ دوليٌّ بقيادة الولايات المتحدة لطرد الاحتلال العراقي، خرجتْ نظرية تقول: 'جاء الأصيل أميركا، وانتهى دور الوكيل إسرائيل'. كانت وجهة نظري أنه لا يجوز الوقوع في هذا الخطأ في قراءتنا الاستراتيجية المعادلة في المنطقة. لقد جاء الأصيل لتثبيت وتدعيم وتعزيز دور الوكيل وحمايته. وهذا ما جرى. اليوم جاء ترامب، قال ما قاله، فعل ما فعله، غادر محمّلاً بأربعة آلاف مليار دولار، فاجأ العالم بقرارات، وأكّد توجّهات، ورسم ملامح منطقة جديدة وتوزيع الأدوار فيها. حقّق الآتي: الإنجاز الكبير بلقائه الرئيس السوري أحمد الشرع، الذي خرج بعده ليشيد بوسامته وقوته وتاريخه القوي (وكان يتّهمه بالإرهاب)، والأكثر أهمية، ليعلن رفع العقوبات عن سورية. هذه خطوة متقدّمة من ترامب، بعد أن طلبها منه كلٌّ من الرئيس التركي رجب طيّب أردوغان وولي العهد السعودي محمّد بن سلمان. خطوة ستكون لها نتائجا الكبيرة على مجمل الواقع السوري الداخلي والمنطقة. إعلان ترامب رفع العقوبات عن سورية خطوة متقدّمة ستكون لها نتائجها الكبيرة على مجمل الواقع السوري الداخلي والمنطقة أكّد ترامب الإصرار على الذهاب إلى الآخر، في محاولته الوصول إلى اتفاق مع إيران حول مشروعها النووي، وعدم رغبته في الذهاب إلى الحرب. وكان قد عقد اتفاقاً مع الحوثيين في اليمن (يعني مع إيران عملياً) يقضي بوقف العمليات العسكرية بينهم وبين واشنطن، مؤكّداً أن 'موقفه يقف عند حدود عدم تعريض حياة أيّ جندي أميركي للخطر'. وكما هو معلوم، فاجأ قراره نتنياهو، لأن الاتفاق لا يشمل وقف العمليات العسكرية الحوثية ضدّ إسرائيل. جاء القرار بالتزامن مع التقدّم في المفاوضات الإيرانية الأميركية، ومحاولة الإسرائيلي تخريبها. ومن قطر، خاطب ترامب إيران: 'على إيران شكر أمير دولة قطر شكراً عظيماً فآخرون يودون أن نوجه ضربة قاسية لإيران على عكس قطر'، مضيفاً 'إيران محظوظة بأن يكون في قطر أمير يكافح من أجل عدم توجيه ضربه لهم'. وهي إشارة لها دلالات كثيرة في ظلّ الانتقادات والاتهامات التي كان نتنياهو وأركان حكومته يوجّهونها إلى قطر ودورها. تحدّث الرئيس ترامب عن تركيا ودورها، وتأثيرها، وعلاقته بالرئيس أردوغان، الذي شارك في اللقاء الذي جمعه مع محمّد بن سلمان والشرع. ماذا يعني ذلك كلّه؟… منذ بدايات الحراك العربي، كنا نقول إن دولاً ثلاثاً غير عربية تقرّر مصير العرب، والأخيرين خارج المعادلة ودائرة القرار، إيران وتركيا وإسرائيل. اليوم دخلت السعودية بدور فيه مسؤولية كبيرة، هي تحتضن سورية وترعاها، هي مع لبنان (بشروطها طبعاًُ)، وتريد أن تكون فلسطين وقضيتها معها، خصوصاً بعد تسمية حسين الشيخ نائباً للرئيس محمود عبّاس. نحن إذاً أمام محاولة تشكيل منطقة جديدة تُحدَّد فيها أدوار اللاعبين المذكورين على قاعدة تقسيم مناطق النفوذ. ومع دفاتر الشروط المطروحة، والملازمة لرفع العقوبات هنا، وفتح الباب هناك (لبنان)، ستشهد ولادة هذه المنطقة توتّراتٍ لتسديد الفواتير، وترتيب الأوضاع في سورية ولبنان، ولكن ماذا عن فلسطين وهي القضية الأمّ؟ يخطئ كثيراً من يبني حساباته على أساس أن ثمّة خلافاً جوهرياً بين ترامب ونتنياهو. يزور ترامب إسرائيل أو لا يزورها خلال جولته، الأمر ليس مهمّاً. الأكثر أهميةً أنه لم يُجرِ اتصالاً بملك الأردن ورئيس مصر، ولم يُدعَ اثناهما إلى المشاركة في جانب من أعمال القمّة الخليجية التي عقدت مع ترامب أو في لقاءات منفردة. ومعروفة الضغوط التي تمارس على البلدَين كليهما لاستقبال الفلسطينيين من غزّة، والضفة الغربية لاحقاً، وبالتالي تدمير القضية الفلسطينية. ورغم بعض الكلام الذي صدر خلال محطّات الزيارة عن دولة فلسطينية أو مبادرة عربية عام 2002، وقراراتها، فلا مكان لذلك في أرض الواقع. ثمّة اتفاق تامّ بين ترامب ونتنياهو على مصير غزّة في المرحلة الأولى للوصول إلى الضفة في المرحلة الثانية. غادر الرئيس الأميركي إلى بلاده فخوراً بأنه يحمل أربعة آلاف مليار دولار، ستوفّر ملايين فرص العمل للأميركيين على مدى سنوات، وستنعش الاقتصاد، وأهل غزّة يتضوّرون جوعاً بشكل مذلّ، ولا يستطيع أحد إدخال ماء أو موادّ غذائية أو طبّية إليهم. أحسن إليهم ترامب ببعض الكلام حول إدخال الطحين والمطابخ المتنقّلة، في وقتٍ ترتفع أصواتٌ داخل الكونغرس، وفي دول العالم، عن 'العار الكبير بحقّ الإنسانية'، في توصيف هذا المشهد. يضاف إلى ذلك (وهنا الأساس) أن نتنياهو أمر بتوسيع العمليات العسكرية لاحتلال غزّة، وقد حصدت مئات من الشهداء والجرحى خلال أيام. والسلطات العسكرية الإسرائيلية تحتل أكثر وتتوسّع أكثر في الضفة، ولا أحدَ يستطيع التأثير، ووقف هذه المجازر المفتوحة، بل تمّ تمرير خبر مهمّ من أميركا يقول: 'إدارة ترامب تعمل في خطّة لنقل مليون فلسطيني إلى ليبيا'. غادر ترامب المنطقة بأربعة آلاف مليار دولار، ستوفّر ملايين فرص العمل للأميركيين، وأهل غزّة يتضوّرون جوعاً، ولا يستطيع أحد إدخال ماء أو موادّ غذائية أو طبّية إليهم جاء الإعلان بعد ساعات من اندلاع اشتباكات مفاجئة في العاصمة الليبية، ونقل طائرات من المطار، واتخاذ إجراءات لحماية مؤسّسات معيّنة، واستقالة عدة وزراء، وهذا كلّه تمهيد لضغوط (أو خطوات) لتنفيذ قرار تهجير الفلسطينيين إلى ليبيا، إضافة إلى عدة دول أفريقية أعلنها ترامب من دون أن يسمّيها. وقال: 'القطاع يعدّ منطقة ذات أهمية كبرى من الناحية العقارية. أقترح نقل السكّان من القطاع إلى دول أخرى مستعدّة لاستقبالهم. ستكون منطقة حرية بدلاً من مكانٍ يموت فيه الجميع ويشبه الجحيم. مستوى القتل في غزّة مذهل. ولا يمكن أن يستمرّ طويلاً'. هل ثمّة أوضح من ذلك؟ إصرار على اعتبار غزّة منطقةً عقاريةً ولا بدّ من تهجير أهلها لإقامة الريفييرا فيها. من يقتل في غزّة؟ من يدير الجحيم؟ من يرتكب الإبادة الجماعية؟… الجواب بألسنة رؤساء دول ووزراء وسياسيين من العالم أجمع يدين ما تفعله إسرائيل، وترامب يؤكّد دعمها في طرد الفلسطينيين من أرضهم، إما الموت جوعاً، أو قتلاً، أو اقتلاعاً من الأرض. فهل تكون هناك منطقة جديدة بأدوار جديدة آمنة ومستقرّة في ظلّ هذا الوضع؟ حتى لو فرض هذا المشروع بعد مخاض دموي كبير وقاس، وخلال وقت معين، فليس في ذلك إنجاز عربي أو دور عربي فاعل ومؤثّر. المعيار فلسطين وأمانتها وثبات أهلها في أرضهم. السابق جولة ترامب ومستقبل فلسطين التالي يكرهون المسلمين ويقتدون بإسرائيل.. ما هي 'الهندوتفا' الهندية؟