
الدمار يتجاوز الحجر.. صدمة وجودية في "إسرائيل"
بدأت ترد عبارات مثل: 'البحث عن مفقودين' و'الدمار الهائل' و'المباني المنهارة' وغيرها، من الحقل المعجمي نفسه، في السياق الإخباري 'العبري'..!
هذه العبارات اعتادها الجمهور في بلادنا، حتى في العالم كله، فعل فاعله 'إسرائيل' ومفعوله دائمًا على أرضنا. وكما العبارات؛ كذلك الصور التي باتت ترد من فلسطين المحتلة، وترينا ما لم نرَه قبلًا في عدوّنا، على الرغم من التشدّد 'الإسرائيلي' الهائل على منع تصوير أماكن سقوط الصواريخ المباركة والأضرار التي تسبّبها.
إذًا، يعيش العالم، لا 'إسرائيل' فحسب، صدمة غير مسبوقة: مبانٍ تسوّى بالأرض في لحظة، فرق إسعاف تبحث عن مفقودين، وتنتشل جثثًا وجرحى على وقع اضطراب الحاضرين وحزنهم، عجز واضح في استيعاب ما يجري، وقد ظنّوا طوال سنين أنّهم لن يدخلوا دومًا خانة 'المفعول به'.. لكنّ القواعد تغيّرت، والوجع الذي عرفوه سابقًا بـــ'المفرّق' وفي أوقات متباعدة وبوتيرة بطيئة، يرونه اليوم مكثّفًا وسريعًا، لا يترك لهم لحظة للاستيعاب، بسرعة المبارك الفرط صوتي الذي تعجز قبّتهم عن اعتراضه، فيختار مكانًا لسقوطه بعناية ودقّة، ينفجّر ويفجّر كلّ أحلامهم معه.
عرفت 'إسرائيل' هذا النوع من الدمار قبلًا وحصرًا، في 'معركة أولي البأس'، في مستوطنات الشمال الفلسطيني المحتل التي كانت طوال أيام المعركة- ولم تزل حتى اليوم- خالية من المستوطنين. وكانت وتيرة حدوثه أبطأ بطبيعة الحال، وبعيدة عن عين الإعلام الذي مُنع أصلًا من تفقّد أضرار المعركة.
ولنقل نجحت إلى حدّ ما في التعتيم على خسائرها الكبيرة التي خلّفتها صواريخ حزب الله في مستوطنات الشمال. إلًا أنّ جهود التعتيم، اليوم، سقطت بوصول أول دفعة من 'الوعد الصادق ٣' إلى أهدافها في 'تلّ أبيب' بنجاح، وتوالت بعدها الدفعات، ومعها سقطت بالكامل نظرية أنّهم يدمّرون ويقتلون حيث شاؤوا، ويبقى مستوطنوهم بأمان.
أسوأ ما كان يرد في بال المستوطنين، عندما تدوّي صافرات الإنذار، أن يهرعوا مرعوبين إلى الملاجئ والأماكن المحمية، وأن 'يتهجروا' من مستوطنات الشمال نحو الوسط، خلال معركة أو بعدها مع المقاومة في لبنان أو من مستوطنات غلاف غزّة خلال المعارك أو بعدها مع المقاومة في فلسطين أو من محيط 'بن غوريون' ومن مختلف الأماكن التي تستهدفها الصواريخ العزيزة من اليمن.
أما أن تصبح كامل الأرض المحتلة، في مرمى صواريخ الجمهورية الإسلامية في إيران، وألّا يعرف الصهاينة لحظة أمان واحدة بانتظار الدفعة التالية، بل وأن يجدوا بعد الدمار أنّ المباني سُوّيت بالأرض والمنشآت الاقتصادية قد خرجت عن العمل، وأنّ من بينهم من هو عالق تحت الأنقاض، فتلك مشاهد لم يعهدوها، ومعهم العالم لم يعهدها أيضًا. وهي تشكّل حرفيًا صدمة وجودية بالنسبة إليهم، ولكلّ من ظنّ يومًا أنّ هذا الوجود الهجين الهمجيّ قابل للبقاء ومحصّن إلى الأبد!
إذًا، هي أخبار تثلج القلوب ومشاهد تسرّ الناظرين منّا
في صباح هذا اليوم، على سبيل المثال، أوردت 'القناة 12 العبرية' أنّ عشرين شخصًا ما يزالون في عداد المفقودين تحت الأنقاض في 'بات يام' جنوبي 'تل أبيب'، وارتفاع عدد المصابين جراء سقوط الصواريخ الإيرانية في مركز 'إسرائيل' إلى 240 بين قتيل وجريح.. وإذ خرج الإعلام العبري بعنوان 'تلّ أبيب منكوبة'؛ أكدت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' أنّ: 'أضرارًا كبيرة وقعت في 'معهد وايزمن للأبحاث'، في رحوفوت، جراء سقوط صاروخ إيراني'.
كما نُقل عن مصادر حكومية للاحتلال أن التقارير العسكرية والأمنية تتوقع وصول عدد القتلى ما بين 800 إلى 4000 مستوطن حتى انتهاء الجولة الحالية من الصراع مع إيران. هذه العيّنات القليلة ممّا ورد من أخبار الكيان المؤقّت جاءت مصحوبة بصور وتسجيلات تُظهر ما كان في العادة يُصوّر في غزّة والضاحية الجنوبية وقرى جنوب لبنان وبقاعه: أحياء وأبنية مغرقة بالدمار!
وإن كان الصهاينة يواجهون الصدمة، بما يشبه الذهول المرتبط بالواقع، بدا أن المتصهينين في بلادنا آثروا الدخول في حالٍ من الإنكار والهرب من مواجهة الحقيقة: بعضهم آثر التركيز على الأضرار في الجمهورية الاسلامية في إيران المعتدى عليها، وغرقوا بين شماتة وتمنيّات بأن يكون هذا الدمار سببًا لسقوط جمهورية الحق ونصرة المستضعفين، وبعضهم يجتهد في ترقيع صورة 'إسرائيل'، والتي بنظرهم لا تُمسّ ولا تُهزم، فصار يهدّد ويتوعّد بالانتقام من إيران على تجرّؤها هذا..!
هؤلاء جميعًا معذورون في صدمتهم، فهم لطالما ارتزقوا وعاشوا داخل فقاعة وهم الكيان 'الذي لا يُهزم'، وهم اليوم يرون بعينهم ما لا يحبّون! ـــــــــــــــــــــــ ليلى عماشا

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد اليمني الأول
منذ 5 ساعات
- المشهد اليمني الأول
الدمار يتجاوز الحجر.. صدمة وجودية في "إسرائيل"
بدأت ترد عبارات مثل: 'البحث عن مفقودين' و'الدمار الهائل' و'المباني المنهارة' وغيرها، من الحقل المعجمي نفسه، في السياق الإخباري 'العبري'..! هذه العبارات اعتادها الجمهور في بلادنا، حتى في العالم كله، فعل فاعله 'إسرائيل' ومفعوله دائمًا على أرضنا. وكما العبارات؛ كذلك الصور التي باتت ترد من فلسطين المحتلة، وترينا ما لم نرَه قبلًا في عدوّنا، على الرغم من التشدّد 'الإسرائيلي' الهائل على منع تصوير أماكن سقوط الصواريخ المباركة والأضرار التي تسبّبها. إذًا، يعيش العالم، لا 'إسرائيل' فحسب، صدمة غير مسبوقة: مبانٍ تسوّى بالأرض في لحظة، فرق إسعاف تبحث عن مفقودين، وتنتشل جثثًا وجرحى على وقع اضطراب الحاضرين وحزنهم، عجز واضح في استيعاب ما يجري، وقد ظنّوا طوال سنين أنّهم لن يدخلوا دومًا خانة 'المفعول به'.. لكنّ القواعد تغيّرت، والوجع الذي عرفوه سابقًا بـــ'المفرّق' وفي أوقات متباعدة وبوتيرة بطيئة، يرونه اليوم مكثّفًا وسريعًا، لا يترك لهم لحظة للاستيعاب، بسرعة المبارك الفرط صوتي الذي تعجز قبّتهم عن اعتراضه، فيختار مكانًا لسقوطه بعناية ودقّة، ينفجّر ويفجّر كلّ أحلامهم معه. عرفت 'إسرائيل' هذا النوع من الدمار قبلًا وحصرًا، في 'معركة أولي البأس'، في مستوطنات الشمال الفلسطيني المحتل التي كانت طوال أيام المعركة- ولم تزل حتى اليوم- خالية من المستوطنين. وكانت وتيرة حدوثه أبطأ بطبيعة الحال، وبعيدة عن عين الإعلام الذي مُنع أصلًا من تفقّد أضرار المعركة. ولنقل نجحت إلى حدّ ما في التعتيم على خسائرها الكبيرة التي خلّفتها صواريخ حزب الله في مستوطنات الشمال. إلًا أنّ جهود التعتيم، اليوم، سقطت بوصول أول دفعة من 'الوعد الصادق ٣' إلى أهدافها في 'تلّ أبيب' بنجاح، وتوالت بعدها الدفعات، ومعها سقطت بالكامل نظرية أنّهم يدمّرون ويقتلون حيث شاؤوا، ويبقى مستوطنوهم بأمان. أسوأ ما كان يرد في بال المستوطنين، عندما تدوّي صافرات الإنذار، أن يهرعوا مرعوبين إلى الملاجئ والأماكن المحمية، وأن 'يتهجروا' من مستوطنات الشمال نحو الوسط، خلال معركة أو بعدها مع المقاومة في لبنان أو من مستوطنات غلاف غزّة خلال المعارك أو بعدها مع المقاومة في فلسطين أو من محيط 'بن غوريون' ومن مختلف الأماكن التي تستهدفها الصواريخ العزيزة من اليمن. أما أن تصبح كامل الأرض المحتلة، في مرمى صواريخ الجمهورية الإسلامية في إيران، وألّا يعرف الصهاينة لحظة أمان واحدة بانتظار الدفعة التالية، بل وأن يجدوا بعد الدمار أنّ المباني سُوّيت بالأرض والمنشآت الاقتصادية قد خرجت عن العمل، وأنّ من بينهم من هو عالق تحت الأنقاض، فتلك مشاهد لم يعهدوها، ومعهم العالم لم يعهدها أيضًا. وهي تشكّل حرفيًا صدمة وجودية بالنسبة إليهم، ولكلّ من ظنّ يومًا أنّ هذا الوجود الهجين الهمجيّ قابل للبقاء ومحصّن إلى الأبد! إذًا، هي أخبار تثلج القلوب ومشاهد تسرّ الناظرين منّا في صباح هذا اليوم، على سبيل المثال، أوردت 'القناة 12 العبرية' أنّ عشرين شخصًا ما يزالون في عداد المفقودين تحت الأنقاض في 'بات يام' جنوبي 'تل أبيب'، وارتفاع عدد المصابين جراء سقوط الصواريخ الإيرانية في مركز 'إسرائيل' إلى 240 بين قتيل وجريح.. وإذ خرج الإعلام العبري بعنوان 'تلّ أبيب منكوبة'؛ أكدت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' أنّ: 'أضرارًا كبيرة وقعت في 'معهد وايزمن للأبحاث'، في رحوفوت، جراء سقوط صاروخ إيراني'. كما نُقل عن مصادر حكومية للاحتلال أن التقارير العسكرية والأمنية تتوقع وصول عدد القتلى ما بين 800 إلى 4000 مستوطن حتى انتهاء الجولة الحالية من الصراع مع إيران. هذه العيّنات القليلة ممّا ورد من أخبار الكيان المؤقّت جاءت مصحوبة بصور وتسجيلات تُظهر ما كان في العادة يُصوّر في غزّة والضاحية الجنوبية وقرى جنوب لبنان وبقاعه: أحياء وأبنية مغرقة بالدمار! وإن كان الصهاينة يواجهون الصدمة، بما يشبه الذهول المرتبط بالواقع، بدا أن المتصهينين في بلادنا آثروا الدخول في حالٍ من الإنكار والهرب من مواجهة الحقيقة: بعضهم آثر التركيز على الأضرار في الجمهورية الاسلامية في إيران المعتدى عليها، وغرقوا بين شماتة وتمنيّات بأن يكون هذا الدمار سببًا لسقوط جمهورية الحق ونصرة المستضعفين، وبعضهم يجتهد في ترقيع صورة 'إسرائيل'، والتي بنظرهم لا تُمسّ ولا تُهزم، فصار يهدّد ويتوعّد بالانتقام من إيران على تجرّؤها هذا..! هؤلاء جميعًا معذورون في صدمتهم، فهم لطالما ارتزقوا وعاشوا داخل فقاعة وهم الكيان 'الذي لا يُهزم'، وهم اليوم يرون بعينهم ما لا يحبّون! ـــــــــــــــــــــــ ليلى عماشا


اليمن الآن
منذ 8 ساعات
- اليمن الآن
إسرائيل تسحب قوات نخبة من غزة وتعيد تموضعها لمواجهة إيران وجبهات حدودية
في خطوة تعكس تحولاً استراتيجياً في أولوياتها العسكرية، سحب الجيش الإسرائيلي، يوم الاثنين، قوات النخبة من الفرقة 98 ولواء "ناحال" من قطاع غزة، تمهيداً لإعادة نشرها في جبهات أخرى مع تصاعد الهجوم الإسرائيلي على إيران، وفق ما أوردته إذاعة الجيش. الفرقة 98، التي تضم وحدات من المظليين والكوماندوز، كانت تنفذ عمليات قتالية في خان يونس جنوبي القطاع، بينما انتقل لواء ناحال إلى الضفة الغربية لتعويض قوات أُعيد استدعاؤها للمشاركة في عمليات الطوارئ داخل إسرائيل، في ظل تصاعد الهجمات الإيرانية. وتزامنًا مع ذلك، عزّزت إسرائيل وجودها العسكري على الحدود مع الأردن ومصر، تحسبًا لما وصفته بـ"خطر التسلل البري" من مليشيات موالية لإيران، قد تسعى للرد على الغارات الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية. ويرى خبراء عسكريون أن هذا التحرك يؤشر إلى إعادة تصنيف جبهة غزة كجبهة ثانوية مؤقتًا، مقابل اعتبار إيران الجبهة الأساسية، وسط مؤشرات على احتمال اندلاع اشتباكات حدودية واسعة، سواء من جبهة الأردن أو من حزب الله في الشمال، أو حتى من الجولان. تأتي هذه التطورات في ظل استمرار الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران منذ الجمعة، والذي استهدف منشآت نووية وعسكرية، وأسفر عن اغتيال شخصيات بارزة. وردّت طهران بسلسلة من الضربات الصاروخية التي طالت مدناً إسرائيلية، في تصعيد غير مسبوق منذ عقود. وفي الوقت ذاته، تواصل إسرائيل حربها الدموية على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، والتي أودت بحياة أكثر من 55 ألف فلسطيني، وشرّدت معظم سكان القطاع، وسط دمار يوصف بأنه الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية.


وكالة الأنباء اليمنية
منذ 15 ساعات
- وكالة الأنباء اليمنية
RT: طائرة مسيرة تقترب من قيساريا حيث منزل نتنياهو الخاص
موسكو-سبأ: أفادت قناة RT نقلا عن مراسلتها في أراضي 48 المحتلة بأن طائرة مسيرة تسللت واخترقت الأجواء واقتربت من قيساريا حيث منزل رئيس حكومة الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو . وقد دوت صفارات الإنذار في قيسارية والخضيرة، بينما كان سلاح الجو الإسرائيلي يطارد المسيرة. وصرح مكتب المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي قائلا: "قبل قليل، تم تفعيل الإنذارات في عدة مناطق من البلاد عقب رصد هدف جوي مشبوه. ويراقب سلاح الجو الهدف، ولا يزال الحادث مستمرا. يجب الاستمرار في اتباع تعليمات قيادة الجبهة الداخلية المُحدثة". وفي وقت لاحق، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأن سلاح الجو اعترض الطائرة المسيرة التي عبرت من الأغوار باتجاه قيسارية شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة. يذكر أنه في أكتوبر 2024، أعلن مكتب نتنياهو، أن طائرة مسيرة أطلقت من لبنان وأصابت بشكل مباشر مقر إقامة نتنياهو في قيسارية شمالي "تل أبيب". وأعلن المتحدث الإعلامي باسم "حزب الله"، مسؤولية الحزب الكاملة والتامة والحصرية عن عملية قيسارية التي استهدفت مقر إقامة نتنياهو.