
خبير عسكري: عملية بن غوريون غير مسبوقة وقد تستغلها إسرائيل
قال الخبير العسكري والأمني أسامة خالد إن وصول الصاروخ الذي أطلقته جماعة الحوثي على مطار بن غوريون يمثل حدثا غير مسبوق من حيث النوعية والنتائج والتوقيت، وجاء في ذروة سياسية حساسة داخل الحكومة الإسرائيلية التي بدأت تفتخر بالهيمنة العسكرية من دمشق وحتى صنعاء، وأن إسرائيل أصبحت آمنة وبعيدة عن نيران الخصوم.
وفي مقابلة مع الجزيرة نت، أضاف خالد أن العملية تعد "هجمة إيذائية عبر المناورة بالنيران بعيدة المدى، وباستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي من النوع الإستراتيجي، وتم انتخاب الهدف الأكثر حيوية وإستراتيجية في عمق الكيان، وبشكل ناجح ضرب أطراف مطار بن غوريون وعلى مقربة من الطائرات والمباني الرئيسية فيه".
وكانت جماعة أنصار الله (الحوثيين) أعلنت صباح اليوم الأحد أنها استهدفت مطار بن غوريون الإسرائيلي بصاروخ باليستي فرط صوتي وأصاب هدفه في المطار بنجاح.
كما تحدث الإعلام الإسرائيلي عن أن الصاروخ اليمني تجاوز 4 طبقات من الدفاع الجوي وسقط في قلب المطار، وأسفر عن حفرة بعمق 25 مترا، مشيرا إلى أن الرأس الحربي للصاروخ "كان كبيرا للغاية، مما تسبب في موجة انفجارات هائلة".
فشل الدفاع الإسرائيلي
وعن مدى جاهزية الدفاعات الجوية الإسرائيلية، أوضح الخبير العسكري والأمني أن جميع منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية (كالقبة الحديدية، ومقلاع داود، ومنظومتي ثاد وحيتس 3، بالإضافة إلى منظومة باتريوت الأميركية) أخفقت في كشف الصاروخ واعتراضه.
ومن وجهة النظر العسكرية، فإن ذلك يمثل فشلا كبيرا على عدة مستويات، كما يدلل على غياب الإنذار المبكر بشأن الهجوم الذي صعّد من وقع المفاجأة على الأوساط العسكرية والأمنية الإسرائيلية، خاصة مع استخدام الحوثيين تكتيكات جديدة أو أنواع متقدمة من الصواريخ فرط صوتية التي تجاوزت الطبقات الدفاعية الجوية الإسرائيلية بسرعة فائقة تفوق القدرات المعتادة لهذه المنظومات، حسب ما يراه الخبير العسكري.
وحسب ما ذهب إليه أسامة خالد، فإن الصاروخ اليمني قد قطع مسافة كبيرة جدا وصولا إلى هدفه في الأراضي المحتلة، ومع ذلك فإن هناك غيابا واضحا في رصد الصاروخ من القوات الجوية الأميركية المتمركزة في البحر الأحمر التي لم تره أبدا وعجزت عن مواجهته.
تأثيرات
ويعد الهجوم ناجحا من وجهة نظر الخبير العسكري والأمني لأنه حقق لجماعة الحوثي عددا من النتائج:
الهجوم حقق مكاسب نفسية كبيرة لجماعة الحوثي.
سلط الضوء على هشاشة المنظومة الدفاعية الإسرائيلية.
إسرائيل ستكون أمام سيناريوهات عدة للرد على هذا الهجوم، مثل تنفيذ عمليات غير تقليدية تستهدف البنية التحتية والمراكز الحيوية للحوثيين في اليمن.
قد تحاول إسرائيل استهداف قيادات بارزة مثل عبد الملك الحوثي.
يحتمل أن تقوم إسرائيل بتنسيق رد مشترك مع كل من الولايات المتحدة وبريطانيا لضمان توجيه ضربة رادعة ضد الحوثيين.
استغلال الهجوم
وقد لا تكتفي إسرائيل بالتصعيد العسكري ضد جماعة الحوثي، بل تذهب إلى أبعد من ذلك عبر استغلال وصول هذا الصاروخ إلى عمقها الإستراتيجي من أجل الذهاب بعيدا نحو تحقيق أهداف إستراتيجية بالمنطقة.
ولذلك يقول خالد إن إسرائيل قد تُصعّد سياسيا وإعلاميا ضد إيران، معتبرة إياها الداعم الأساسي لتطوير القدرات الصاروخية للحوثيين.
وفي ما يتعلق بإيران تحديدا، أشار المتحدث إلى أنه من المتوقع أن تستغل إسرائيل الهجوم ذريعة للضغط على الولايات المتحدة لإنهاء أي مفاوضات جارية حاليا مع إيران، وربما تصعد من أجل التحرك عسكريا ضدها.
ويُرجّح الخبير العسكري والأمني كذلك أن تُنفذ إسرائيل عمليات استخبارية تخريبية في الداخل الإيراني، في محاولة للضغط على طهران لوقف دعمها للحوثيين.
وختم خالد تصريحاته للجزيرة نت بأن الأحداث تبقى مفتوحة على تطورات وسيناريوهات عدة، خاصة مع احتمالية تصعيد المواجهة في المنطقة وتأثيراتها الإقليمية والدولية.
وكانت جماعة الحوثي أعلنت صباح اليوم أن الهجوم على مطار بن غوريون يهدف إلى إغلاق المطار وحظر الملاحة فيه حتى يُرفع الحصار ويتوقف العدوان على قطاع غزة.
وذكرت الجماعة على لسان نصر الدين عامر نائب رئيس الهيئة الإعلامية فيها أن الهجوم استهدف المطار بصاروخ باليستي فرط صوتي وأصاب هدفه في المطار بنجاح.
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانا على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وراح ضحيته حتى الآن أكثر من 52 ألف شهيد، وإصابة نحو 118 ألف شخص، بالإضافة إلى أعداد غير معلومة من الضحايا تحت ركام منازلهم، ولا تستطيع فرق الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، حسب إحصاءات وزارة الصحة في قطاع غزة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
تفجيرها أم إعادتها؟.. جدل في المنصات تشعله قنبلة إسرائيلية ضخمة بمطار صنعاء
شبكات تفاعل مغردون مع مشاهد إعادة افتتاح مطار صنعاء الدولي من قبل جماعة أنصار الله (الحوثيون) بعد 10 أيام من تعرضه لقصف إسرائيلي أخرجه من الخدمة. اقرأ المزيد المصدر : الجزيرة


الجزيرة
منذ 2 أيام
- الجزيرة
الناس يتساقطون من قلة الطعام.. فلسطيني يروي مشاهد الجوع بغزة
من داخل أحد مخيمات النزوح المكتظة في مخيمات وسط قطاع غزة ، كان الغبار يلف المكان، والخيام تصطف بلا نظام، وأصوات الأطفال الجوعى تطغى على كل شيء. هناك، التقت الجزيرة نت الغزّي أحمد محمد كُلاب، وهو رجل أربعيني أنهكه التعب وظهر عليه الجوع أكثر مما قاله بكلماته "نعيش في مجاعة حقيقية.. لم تمر علينا أيام كهذه، لا طحين، لا طعام، والمبكي أن أطفالنا يسألون في كل دقيقة عن الطعام". وضع لا يحتمل من منطقة المغراقة وسط قطاع غزة، بدأ أحمد رحلة نزوح قسرية طويلة، تنقّل خلالها بين رفح و خان يونس ودير البلح، ليستقر اليوم في مخيم النصيرات وسط القطاع في خيمة تفتقر لأبسط مقومات الحياة، لا ماء، لا كهرباء، ولا طعام. يقول أحمد للجزيرة نت "أركض خلف التكيات حتى أوفّر طعاما لأطفالي، وفي كثير من الأيام لا أجد شيئًا أطعمهم إياه، وإن وجدت أقدمه لهم وأبقى أنا جائعا.. الوضع لا يُحتمل، الأمور صعبة بشكل لا يمكن تصوره، من يجد طعاما اليوم في غزة فهذا رزق من الله، نحن في مجاعة حقيقية". ويتابع وقد غلبه التعب من الحديث عن مأساة باتت هي الواقع اليومي: لم تمر علينا مجاعة بهذه الشدة، أحيانا أسقط على الأرض من شدة الجوع، لا يوجد طحين، وإن وجد فلا يمكننا شراؤه". إعلان وفي خيمته الصغيرة، لا يجد أحمد ما يسد به رمق أطفاله، ولا يعرف كيف يصمد ليوم آخر. يتساءل بحرقة "إيش نعمل؟ محتارين.. لا أكل، ولا مقومات حياة. نناشد العالم، نناشد كل ضمير حي أن ينقذنا. في أفقر الدول لم يحدث ما يحدث معنا اليوم، المجاعة تضرب غزة". كارثة إنسانية ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه، إذ يحذر خبراء الأمم المتحدة من أن المجاعة تقترب، إن لم تكن قد بدأت فعليًا في أجزاء واسعة من القطاع، فانقطاع الإمدادات والدمار والحصار الطويل، كلها عوامل أدت لانهيار المنظومة الغذائية بشكل شبه كامل. والنازحون في المخيمات، مثل أحمد، لا يجدون سوى "التكيات" -المطابخ الخيرية المتنقلة- ويسابقون الزمن والمسافات للحصول على وجبة واحدة. لكن حتى تلك الوجبات، كما يقول أحمد، لم تعد تكفي. وبينما تستمر الأوضاع في التدهور، يطلق أحمد صرخة إنسانية من قلب المأساة "أنقذونا.. أطفالنا بيموتوا قدام عيوننا، إحنا بحاجة لكل شيء.. حياة من دون طعام لا تُطاق". في ظل هذه الظروف القاسية، تتفاقم معاناة سكان غزة يومًا بعد يوم، وتبقى صرخات النازحين كأحمد كُلاب شاهدة على مأساة إنسانية تتطلب تحركا عاجلًا من المجتمع الدولي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.


الجزيرة
منذ 5 أيام
- الجزيرة
هل ينجر ترامب لإرضاء نتنياهو أم العكس؟
رغم إقرارهم بوجود تباين بين واشنطن وتل أبيب بشأن طريقة التعامل مع بعض القضايا، استبعد محللون -تحدثوا لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن يؤدي هذا التباين إلى خلافات إستراتيجية، وقال أحدهم إن الإدارة الأميركية لا تزال تزود إسرائيل بالأسلحة التي تقتل بها الغزيين واليمنيين. وتحدث الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي عن وجود خلافات بين واشنطن وتل أبيب في الرؤى وفي طريقة التعامل مع القضايا التي تهم الطرفين، مشيرا إلى أن العلاقة بين إدارة الرئيس دونالد ترامب وحكومة بنيامين نتنياهو هي في أسوأ حالاتها. واتضح الخلاف بين ترامب ونتنياهو من خلال موضوع المفاوضات الأميركية الإيرانية والاتفاق الأميركي مع جماعة أنصار الله (الحوثيين) وقرار رفع العقوبات عن سوريا، بالإضافة إلى المفاوضات المباشرة التي أجرتها واشنطن مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والتي جرت -يضيف مكي- بدون علم إسرائيل ورغما عنها وخلافا لما تريد. وقال إن إسرائيل ترى أنها تعرضت لنوع من التهميش خلال الزيارة التي قام بها ترامب لمنطقة الخليج وشملت السعودية وقطر والإمارات، وأنها بقيت خارج ترتيبات الشرق الأوسط. ومع إقراره بوجود خلافات عميقة، استبعد مكي وجود أو حصول تباين إستراتيجي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، نظرا لعمق العلاقة بين الطرفين، وتساءل عما إذا كان ترامب سينجر لإرضاء نتنياهو أم العكس؟ إعلان وفي نفس النقطة، قال مارك فايفل، مستشار سابق للأمن القومي ومسؤول الاتصالات السابق للبيت الأبيض إن الرئيس الأميركي ترامب يتفاوض ويعقد الصفقات ويود أن يقدم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ويعمل بشكل مباشر مع حركة حماس ومع جماعة أنصار الله، لكن نتنياهو يريد القضاء على حماس، وهو الهدف الذي وضعه منذ بداية الحرب. ولكنه أضاف أن "المسارين يؤديان إلى نفس النتيجة وهو القضاء على الوكلاء الذين يتبعون لإيران في المنطقة". أسلحة وقنابل وذكّر في نفس السياق بأن "الولايات المتحدة الأميركية لا تزال تزود إسرائيل بالأسلحة وبالقنابل التي تستخدم في قطاع غزة واليمن"، مشيرا إلى أن ترامب يستخدم إسرائيل كورقة ضد إيران، وهو جزء من إستراتيجية أوسع، حسب الضيف الأميركي، الذي ذكر أن نزع السلاح النووي الإيراني لن يتم في حال الاستمرار بنفس الوتيرة التي يعتمدها نتنياهو من حيث التصعيد والبعد عن المسار الدبلوماسي. وخلص الضيف الأميركي إلى أن إدارة ترامب تركز على منطقة الخليج لإحداث تقارب أكثر بينها وبين الولايات المتحدة على الصعيد الاقتصادي، مشيرا إلى أن زيارة ترامب وسعت الآفاق، وهو "ما يرسم صورة لإيران أنها إذا تعاونت مع واشنطن ومع إسرائيل يمكن أن ترفع العقوبات عنها وتفتح أسواق العالم أمامها". وحسب الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي، إيهاب جبارين، فإن ترامب ونتنياهو يلعبان لعبة أخرى، ومن يسيطر على قواعد هذه اللعبة هو الرئيس الأميركي، بينما رئيس الوزراء الإسرائيلي -يضيف نفس المتحدث- بات مثل الفيل الأبيض حتى في علاقته مع حلفائه. وقال إن ترامب يراهن على ورقة الضغط على نتنياهو، لكن هذا الأخير ربما يتجه نحو موجة تصعيد في غزة. وبشأن سحب حاملة الطائرات هاري ترومان، أشار الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات إلى أن سحب حاملة الطائرات هاري ترومان ليس له علاقة بالقصف الإسرائيلي على اليمن، لأن القرار كان معدا سلفا.