logo
حرب الـ 12 يوما.. بداية صراع وجودي

حرب الـ 12 يوما.. بداية صراع وجودي

انتهت المواجهة بين إسرائيل وإيران بعد 12 يومًا من الهجمات المتبادلة، لكن صفحة الحرب يبدو أنها لم تغلق تمامًا، ورغم أن نتائج القتال لم تحسم حتى الآن، خرج الطرفان من أول مواجهة مباشرة بينهما بعد سنوات من حرب الظل، وكل منهما يدعي النصر التاريخي.
إسرائيل التي دخلت الحرب بشكل مباغت في عملية أطلقت عليها اسم 'الأسد الصاعد'، كانت تهدف أساسًا إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني حتى لا تتمكن طهران من تطوير أسلحة دمار شامل، لاسيما وأن العقيدة الإيرانية تدعو لمحو الدولة العبرية. ومع ذلك، فإن الضربات الإسرائيلية شملت أهدافًا عسكرية أخرى خلاف المنشآت النووية، فضلًا عن اغتيال الصف الأول والثاني من قادة الحرس الثوري، فيما تحدثت إسرائيل لاحقًا عن فكرة إسقاط النظام. وبالعودة إلى الحرب التي دخلت فيها الولايات المتحدة بشكل مباشر للمرة الأولى بقصف المنشآت النووية الإيرانية، فإن الجدل لا يزال يدور حول مدى تضرر المواقع الثلاثة الرئيسة (فوردو، نطنز، وأصفهان).
شبكة 'سي إن إن' وصحيفة 'نيويورك تايمز' ومنافذ إخبارية أميركية أخرى، نقلت عن تقرير سري لوكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية استنتاجًا مبدئيًّا مفاده أن الضربات الجوية الأميركية باستخدام القنابل الخارقة للتحصينات (بانكر باستر)، لم تنهِ البنية الأساسية للبرنامج، ولم تقترب من مخزون اليورانيوم عالي التخصيب المخبأ في منشأة سرية، والذي يُقدر بحوالي 400 كيلوغرام، وأن كل ما تحقق، بحسب التقرير المسرب، هو تأخير محتمل لبضعة أشهر فقط. ويمكن لهذه الكمية من اليورانيوم صناعة 9 قنابل نووية إذا ما استكملت إيران تخصيبها لدرجة نقاء تصل إلى 90 بالمئة لكن مصادر مستقلة أخرى، بما في ذلك معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مركز أبحاث متخصص في منع الانتشار النووي ويدرس منذ زمن طويل البرنامج النووي الإيراني، قدّر أنه من المرجح بشدة أن الضربات دمرت أو ألحقت أضرارًا بمعظم أجهزة الطرد المركزي في منشأة فوردو، وذلك استنادًا إلى مواقع التأثير وموجات الانفجار.
ومن اللافت في سياق التقييمات الأميركية المسربة، أن المعهد لم يستند في تقييمه للأضرار إلى ما إذا كانت المنشآت قد انهارت أم لا.
وأظهرت التقييمات الإسرائيلية المبكرة ثقة أكبر في حجم الأضرار التي لحقت بمنشآت التخصيب، حيث قيمت هيئة الطاقة الذرية الإسرائيلية أن الضربة الأميركية على فوردو تحديدًا، دمرت البنية التحتية الحيوية للموقع و'جعلت منشأة التخصيب غير قابلة للتشغيل'.
ولو افترضنا أن الضربات عطلت عملية تخصيب اليورانيوم لفترة من الزمن، فإن الحرب قطعًا لم تدمر البرنامج النووي بالكامل على أساس أن المعرفة العلمية لا تزال موجودة، كما أنها لم تسفر عن إبرام اتفاق دبلوماسي جديد يمنع طهران من تطوير السلاح النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية عنها.
بل على العكس، إيران التي استطاعت امتصاص الهجوم المفاجئ سريعًا، أصبحت الآن أكثر تصميمًا على تحصين برنامجها النووي، وأكثر استعدادًا ربما لتطوير السلاح الذي لطالما نفت سعيها لامتلاكه وذلك عقب تلميحات بإمكانية انسحاب البلاد من معاهدة حظر الانتشار النووي، والإعلان عن عدم التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، التي تطالب بزيارة تفقدية للمنشآت.
وبالتالي، فإن الحرب لم تنهِ جوهر هذه الأزمة، ما يعني أن وقف إطلاق النار وإن طال أمده، فإنه ليس سوى استراحة للجولة التالية من حرب وجودية، خصوصًا حال عدم وصول واشنطن وطهران لاتفاق.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران: تقرير غروسي كان أحد ذرائع الهجوم على منشآتنا
إيران: تقرير غروسي كان أحد ذرائع الهجوم على منشآتنا

البلاد البحرينية

timeمنذ 2 ساعات

  • البلاد البحرينية

إيران: تقرير غروسي كان أحد ذرائع الهجوم على منشآتنا

شدد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، على أن على الوكالة الدولية للطاقة الذرية العمل في إطار قوانينها ومقرراتها، بعيداً عن الضغوط السياسية، وفق تعبيره. "تقرير غروسي" كما أعلن تشكيل لجنة قانونية في طهران لتقديم تقارير رسمية للجهات الدولية حول الضربات الإسرائيلية والأضرار التي ألحقتها بإيران، مؤكدا على أنها انتهاك صارخ للقوانين الدولية، بحسب قوله. واتهم بقائي تقرير المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، رافاييل غروسي، بأنه كان إحدى الذرائع للهجوم على المنشآت النووية الإيرانية في 13 يونيو/حزيران، في إشارة إلى تقرير الوكالة السري الذي قال إن طهران سرّعت وتيرة إنتاج اليورانيوم العالي التخصيب، بنسبة 60% القريبة من مستوى 90% المطلوب للاستخدام العسكري. وأكد أنه لا يمكن لإيران أن تضمن التعاون المعتاد مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في وقت لا يمكن فيه ضمان أمن مفتشي الوكالة بعد أيام من قصف المواقع النووية بضربات إسرائيلية وأميركية، وفقاً لوكالة "رويترز". أما عن العلاقات مع أوروبا، فكشف بقائي عن أن الاتصالات بين إيران وأوروبا مستمرة. وأضاف أنه لم يتم تحديد موعد المحادثات القادمة بعد. وقال: "تتمتع إيران بعلاقات دبلوماسية طبيعية مع الدول الأوروبية، وهي على تواصل مستمر على مختلف المستويات. وفي هذا الصدد، أجرى رئيس بلادنا الليلة الماضية محادثات مع نظيره الفرنسي.. لا تزال الاتصالات والمشاورات بين إيران والدول الأوروبية الثلاث مستمرة بشأن قضايا محددة، بما في ذلك استئناف محادثات الأسبوع الماضي". يأتي هذا بينما قدم مسؤولٌ إيراني رفيع المستوى شرطا جديدا للعودةِ إلى المباحثات النووية مع الإدارةِ الأميركية. وأكد نائب وزير الخارجية الإيراني، مجيد تخت روانجي، في مقابلةٍ مع بي بي سي البريطانية، استعدادَ طهران للمفاوضات مع واشنطن، شريطةَ استبعاد واشنطن فكرةَ تنفيذِ أية ضربةٍ أخرى على إيران. وقال روانجي إن إدارة ترامب أبلغت إيران عبر وسطاء أنها تريد العودة إلى المفاوضات، لكنها "لم توضح موقفها" بشأن "المسألة المهمة للغاية" المتعلقة بتنفيذ هجمات أخرى أثناء إجراء المحادثات. المواجهة الإسرائيلية الإيرانية يذكر أن المفاوضات غير المباشرة كانت أخفقت بين الولايات المتحدة وإيران بعد أن وصلت إلى جولتها السادسة، إذ أدت العملية العسكرية الإسرائيلية، التي بدأت في الساعات الأولى من صباح 13 يونيو/حزيران، إلى وقف الجولة التي كان يُفترض أن تُعقد في العاصمة العُمانية مسقط، بعد يومين من تلك العملية. وبدأت إسرائيل هجماتها على إيران، باستهداف مواقع نووية وعسكرية، بالإضافة إلى اغتيال قادة وعلماء في إيران، قائلة إن طهران تقترب من إنتاج سلاح نووي. فيما ردّت إيران بمهاجمة إسرائيل بالصواريخ، إذ استمرت المواجهات بين الطرفين اثني عشر يوماً، أسقطت خلالها الولايات المتحدة قنابل على ثلاثة مواقع نووية إيرانية: فوردو، ونطنز، وأصفهان.

ترامب: لم أقدم أي عرض لإيران ولم نتواصل منذ دمرنا منشآتها النووية
ترامب: لم أقدم أي عرض لإيران ولم نتواصل منذ دمرنا منشآتها النووية

البلاد البحرينية

timeمنذ 2 ساعات

  • البلاد البحرينية

ترامب: لم أقدم أي عرض لإيران ولم نتواصل منذ دمرنا منشآتها النووية

أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اليوم الاثنين، أنه لا يتحدث مع إيران ولا يعرض عليها "أي شيء" وكرر تأكيده على أن الولايات المتحدة "محت تماما" منشآت إيران النووية. وكان ترامب قد ألمح، الأحد، إلى إمكانية رفع العقوبات عن إيران إذا أبدت حسن النية. كما قال في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأميركية، إن إيران لا تفكر الآن بالعودة إلى المشروع النووي، مضيفاً أنها "مرهقة جداً". وأضاف "إيران لم تملك الوقت لنقل اليورانيوم قبل الضربات الأميركية". "كانت مكلفة على إيران" وأوضح الرئيس الأميركي أن الحرب الأخيرة كانت مكلفة على إيران، مشيرا إلى أن طهران كانت على بعد أسابيع من الحصول على سلاح نووي. ونفى ترامب يوم الجمعة ما ورد في تقارير إعلامية عن أن إدارته ناقشت احتمال مساعدة إيران على الحصول على ما يصل إلى 30 مليار دولار لبناء برنامج نووي مدني لإنتاج الطاقة. ومنذ 13 يونيو (حزيران) الجاري اندلعت مواجهات متبادلة غير مسبوقة بين إسرائيل وإيران على مدار اثني عشر يوماً، أدت إلى تدخل أميركي في الصراع، إذ شنت الولايات المتحدة غارات وهجمات على 3 منشآت نووية، مساء السبت الماضي، طالت منشأة فوردو ونطنز وأصفهان. لترد طهران مستهدفة قواعد عسكرية في قطر والعراق، من دون تسجيل أية إصابات، قبل أن يعلن ترامب بعد ساعات وبشكل مفاجئ وقف إطلاق النار بين الجانبين.

مدير سي آي أيه للكونغرس: برنامج إيران النووي تأخر لسنوات
مدير سي آي أيه للكونغرس: برنامج إيران النووي تأخر لسنوات

البلاد البحرينية

timeمنذ 5 ساعات

  • البلاد البحرينية

مدير سي آي أيه للكونغرس: برنامج إيران النووي تأخر لسنوات

أبلغ مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه)، جون راتكليف، أعضاء متشككين في الكونغرس الأميركي، يوم الأحد، أن الضربات العسكرية الأميركية دمرت منشأة تحويل المعادن الوحيدة في إيران، وأدت بذلك إلى انتكاسة هائلة لبرنامج طهران النووي ستحتاج سنوات للتغلب عليها، بحسب ما أفاد به مسؤول أميركي، يوم الأحد. وقال المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة معلومات استخباراتية حساسة، إن راتكليف أوضح أهمية الضربات على منشأة تحويل المعادن خلال جلسة سرية للمشرعين الأميركيين الأسبوع الماضي. وظهرت تفاصيل الإحاطات الخاصة بينما يواصل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، وإدارته الرد على أسئلة من المشرعين الديمقراطيين وغيرهم حول مدى تأثر إيران بالضربات قبل وقف إطلاق النار الأخير مع إسرائيل يوم الثلاثاء الماضي. "محوه بشكل لم يسبق له مثيل" وقال ترامب في مقابلة على برنامج "صنداي مورنينج فيوتشرز" على قناة فوكس نيوز: "لقد تم محوه بشكل لم يسبق له مثيل".وأضاف "وهذا يعني نهاية طموحاتهم النووية، على الأقل لفترة من الزمن". كما أبلغ راتكليف المشرعين أن مجتمع الاستخبارات قدر أن الغالبية العظمى من اليورانيوم المخصب المتراكم في إيران على الأرجح لا تزال مدفونة تحت الأنقاض في أصفهان وفوردو، وهما اثنتان من المنشآت النووية الرئيسية الثلاث التي استهدفتها الضربات الأميركية. ولكن حتى لو ظل اليورانيوم سليما، فإن فقدان منشأة تحويل المعادن قد أزال بشكل فعال قدرة طهران على بناء قنبلة لسنوات قادمة، حسبما قال المسؤول.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store