
«هاجم عرفات ونافس البرغوثي»... كيف تدرَّج حسين الشيخ في صفوف «فتح»؟
لكن العقود التي تلت وتدرج خلالها الشيخ في صفوف «فتح» حتى أصبح نائباً للرئيس محمود عباس، لم تكن مساراً تصاعدياً مستمراً؛ إذ شهدت منعطفات خطيرة كادت تودي بمسيرته كلها، ولعل أبرزها خلافه العلني مع الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، مما تسبب في إصدار أمراً باعتقاله، وقبلها تنافسه بقوة مع القائد الفتحاوي البارز مروان البرغوثي.
الشيخ المولود في رام الله عام 1960، انخرط مبكراً في سن السابعة عشرة في العمل السياسي والشعبي، وانضم إلى صفوف «فتح»، وحل معتقلاً عام 1978 على السجون الإسرائيلية بتهمة الانتماء لخلية نفَّذت هجمات.
أمضى الشيخ 11 عاماً خلف القضبان وتنقل من سجن إلى آخر، وخلال سجنه عكف الشيخ على تعلم العبرية، وفي مقابلة صحافية سابقة، قال إنه حين دخل السجن لم يكن يعلم شيئاً عن إسرائيل، فلجأ لتعلم العبرية ليعرفها ويحاول فهمها.
حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني برام الله في ديسمبر 2023 (رويترز)
بينما كانت شرارات الانتفاضة الأولى (1987 - 1992) تتطاير، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن الشيخ بعد إتمام محكوميته. فخرج ليجد الشارع الفلسطيني يغلي غضباً. ومجدداً، انخرط بنشاطات الانتفاضة وصولاً إلى انتخابه عضواً في القيادة الوطنية الموحدة للانتفاضة الأولى.
يستذكر الكاتب الفلسطيني أكرم عطا الله تلك الحقبة ويقول لـ«الشرق الأوسط» إن «الشيخ كان من أبرز وجوه (فتح) في الضفة الغربية قبل مجيء السلطة الوطنية (بعد اتفاق أوسلو عام 1993)». مضيفاً: «كان قائداً في (فتح) خلال الانتفاضة الأولى، وكان واحداً من وجوه الحركة في السجون الإسرائيلية».
في مطلع التسعينات وبعد توقيع اتفاق أوسلو الذي أفضى إلى ولادة السلطة الفلسطينية، شغل حسين الشيخ رتبة عقيد في قوات الأمن الفلسطينية من عام 1994 إلى 1997.
بعدها، انتُخب الشيخ في اللجنة الحركية العليا للحركة في الضفة الغربية. كما تولى منصب نائب رئيس اللجان السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس، إلى أن جرى تعيينه أميناً لسر لحركة «فتح» في الضفة الغربية عام 1999.
تنافس الشيخ مع شخصية بارزة أخرى في «فتح» في عقد التسعينات، وخاض معها انتخابات داخلية محمومة. فكان غريمه ونده هو مروان البرغوثي المسجون حالياً في السجون الإسرائيلية وأحد أبرز الوجوه التي تحظى بشعبية في صفوف «فتح».
حسم الشيخ المنافسة الداخلية مع البرغوثي لصالحه عبر صندوق الاقتراع، فيما مضى البرغوثي ليكتب فصولاً أخرى في مسيرته؛ إلا أن الثنائية بينهما لم تنتهِ، إذ استمرت حتى غياب البرغوثي خلف القضبان ليُمضي حكماً عليه بخمسة مؤبدات و40 عاماً.
صورة أرشيفية لمحاكمة مروان البرغوثي في إسرائيل (رويترز)
يقول عطا الله: «كان اسم حسين الشيخ دائماً إلى جانب مروان. المنافسة على قيادة (فتح) في الضفة الغربية كانت محصورة بينهما». ويضيف: «في لحظة من اللحظات، فاز حسين على مروان في انتخابات لم يحالف فيها الحظ البرغوثي، و حصل الشيخ على أمانة سر (فتح)».
بعد عقود، عاد الرجلان والتقيا، زار الشيخ البرغوثي في زنزانته أكثر من مرة كان آخرها عام 2021، إذ نقل إليه رسائل من القيادة الفلسطينية تدعوه لعدم الترشح في الانتخابات التي كانت مقررة حينها.
تصريح صحفي من معالي الوزير حسين الشيخ حول زيارته لعضو اللجنة المركزية لحركة فتح الأسير مروان البرغوثي اليوم. pic.twitter.com/ZO9h7RPMxB
— حسين الشيخ Hussein AlSheikh (@HusseinSheikhpl) February 11, 2021
مع اندلاع الانتفاضة الثانية في عام 2000، انخرط الشيخ في صفوفها أيضاً، وواجه ملاحقة إسرائيلية. لكن بعدها بثلاث سنوات تصادم مع الرئيس الراحل ياسر عرفات.
حينها تحدى الشيخ الرئيس عرفات عبر بيان أصدره باسم «كتائب شهداء الأقصى»، (الجناح المسلح لحركة فتح)، وحمل حينها انتقادات لقيادات في السلطة.
عرفات
أمر عرفات حينها باعتقال الشيخ، وقررت اللجنة المركزية لفتح تنحيته من منصبه والدعوة لمحاكمته، وبات مُلاحَقاً من أجهزة الأمن الفلسطينية، لكن عرفات مات عام 2004، لتكتب وفاته حياة جديدة على ما يبدو للشيخ.
يستذكر عطا الله الحادثة مشيراً إلى أنها عكست «شخصية ذات حضور، لا تعيش في ظل أحد، وهذا يُحسب له، لأن من يتحدى عرفات ليس شخصاً هامشياً في حركة فتح».
كان يمكن لصدام الشيخ مع عرفات أن يمثل انتحاراً سياسياً؛ إلا أن مسيرته استمرت، إذ عاد الشيخ للواجهة بعد تولي محمود عباس قيادة «فتح» والسلطة.
في عام 2007 تولى منصب وزير الهيئة العامة للشؤون المدنية ورئاسة لجنة التنسيق المدنية العليا، وهي الجهة المسؤولة عن التعامل المباشر مع الحكومة الإسرائيلية.
تولّى الشيخ مسؤوليات على تماسٍّ مع حياة المواطنين الفلسطينيين اليومية، مثل إدارة ملفات أموال الضرائب من إسرائيل، ولمّ الشمل، والتصاريح، والخدمات الاقتصادية.
سيارات منتظرة عند حاجز عطارة الإسرائيلي على الطريق 465 بالقرب من رام الله في الضفة الغربية... 22 يناير 2025 (أ.ف.ب)
وفي عام 2008 انتُخب الشيخ عضواً في اللجنة المركزية، كما انضم في عام 2017 إلى لجنة الحوار الوطني في ملف المصالحة مع «حماس»، ثم انتُخب في 2022 عضواً في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، قبل أن يكلفه عباس في نفس العام بأمانة سر اللجنة خلفاً لصائب عريقات.
يُعد الشيخ من الشخصيات المقربة للغاية من الرئيس عباس، إذ يرافقه في جولاته الخارجية ويشاركه الاجتماعات الإقليمية والدولية.
يقول عطا الله إن حسين خلال السنوات الماضية بات معروفاً على مستوى الداخل، الإقليم، والدول الغربية، منوهاً إلى «بات يُنظر إليه على أنه حالة قيادية فلسطينية تلعب أدواراً مهمة».
وكان لافتاً في الآونة الأخيرة أن معظم الوفود الأجنبية والعربية التي تزور فلسطين، لا سيما وزراء الخارجية، يجتمعون مع حسين الشيخ. يضيف عطا الله: «هذا يعني أن هناك تأهيلاً له من الرئيس للعب دور قيادي، وربما يكون وريثا وحيداً للرئيس عباس».
يمثل تعيين الشيخ نائباً للرئيس تسليماً للسلطة من «الحرس القديم» إلى جيل جديد من القادة الفلسطينيين الذين وُلدوا ونشأوا وخاضوا تجاربهم في الداخل، بعد أن ظلت مواقع صنع القرار الرئيسية في المنظمة والسلطة و«فتح» لعقود حكراً على قادة الخارج وصولاً لآخر المؤسسين محمود عباس.
يقول أكرم عطا الله إن هذا التعيين «يُعبّر عن انتقال فعلي في القيادة الفلسطينية. فلطالما قيل إن القيادة الفلسطينية كانت محصورة في الخارج، أما اليوم، فلأول مرة نشهد انتقالاً حقيقياً من جيل الخارج إلى جيل الداخل؛ من جيل التأسيس في (فتح) إلى جيل لم يكن مؤسساً».
وداع ياسر عرفات قبل مغادرته بيروت عام 1982 (غيتي)
ويضيف: «حسين الشيخ، ربما يُمثّل الجيل الثاني أو حتى الثالث من هذه الحركة. وهذا ما يعطي الخطوة دلالة استثنائية؛ نحن على أعتاب عهد جديد. هذا يؤكد أننا أمام جيل مختلف، له تجربة داخلية متراكمة عبر مراحل مثل الانتفاضتين الأولى والثانية وصولاً إلى (السابع من أكتوبر - تشرين الأول 2023) وتداعياته».
في مطلع أكتوبر الماضي، أجرى الشيخ زيارة لافتة للعاصمة الأميركية واشنطن بدعوة من إدارة الرئيس السابق جو بايدن، والتقى آنذاك أركان الإدارة الأميركية، وأجرى اجتماعات مع مستشار الأمن القومي جيك سوليفان، ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، ومدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ويليام بيرنز.
استقبال الرئيس الامريكي جو بايدن اليوم في بيت لحم . وجلسة حوار استمرت اكثر من ساعه بين الرئيسين تناولت كل الامور والاوضاع والتطورات في المنطقه والعلاقات الثنائية . وسبل اطلاق عملية سياسية بين فلسطين واسرائيل. pic.twitter.com/81hJh7qChF
— حسين الشيخ Hussein AlSheikh (@HusseinSheikhpl) July 15, 2022
ويحظى الشيخ بعلاقات مع الجانب الأميركي وأجرى لقاءات كثيرة معهم كان من بينها زيارات المبعوث الخاص هادي عمرو لرام الله، والذي بحث حزمة من القضايا الثنائية وتلك التي تتصل بإسرائيل.
ونقلت مجلة «فورين بوليسي» في تقرير موسَّع نشرته عن الرجل في يوليو (تموز) 2023، عن مسؤولين أميركيين أنهم لطالما لجأوا إلى الشيخ لإقناع الرئيس بالتراجع عن بعض الخطوات، مضيفةً أن علاقات الشيخ الوثيقة مع عباس، بالإضافة إلى استعداده لإبداء المرونة، لطالما جعلت منه «الشخصَ المُفضّل لدى الدبلوماسيين».
ونقلت المجلة عن مسؤول أمريكي، وصفه الشيخ بأنه «الهامس في أذن عباس؛ فعندما تشتد الأمور، يكون الشيخ هو نقطة الاتصال لتهدئة الوضع».
يُنظر إلى مسيرة الشيخ السياسية على أنها تتماهى مع سياسات الرئيس محمود عباس وتوجهاته، مما يعزز فرضية خلافته له مستقبلاً. يرى عطا الله أن الشيخ يمثل استكمالاً لنهج عباس، «حسين الشيخ هو الأقرب إلى الرئيس أبو مازن سياسياً وإدارياً، سواء فيما يخص الحلول السياسية، أو العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية والتعاطي مع إسرائيل وكذلك العلاقة مع الدول العربية».
يُنظر إلى الشيخ على نطاق واسع في الشارع الفلسطيني على أنه يتسم ببراغماتية عالية بشأن التعاطي مع إسرائيل وفرص التوصل لحلول سياسية معها. في مقابلة صحفية أجراها قبل سنوات مع مجلة «فورين بوليسي» الأميركية قال إنه ينظر إلى التعاطي مع الإسرائيليين وفق مبدأ «أن تكسب تفاحة منهم خيرٌ من حزمة مكونة من أربع تفاحات بعيدة المنال؛ فمهما كان الإنجاز صغيراً فإنه مهم».
حسين الشيخ نائب الرئيس الفلسطيني خلال مقابلة مع وكالة «أسوشييتد برس» في مكتبه برام الله 13 يونيو 2022 (أ.ب)
ورغم أن تعيين الشيخ يعكس توافقاً على الخطوة في صفوف القيادة الفلسطينية فإنّ السؤال حول فرص تأمين توافق وطني أوسع خلال المرحلة المقبلة يظل معلقاً.
ويرى عطا الله أنه من الصعب الحديث عن التوافق الوطني اليوم: «مآلات حرب غزة ستلعب دوراً كبيراً في إعادة هندسة التكتلات الفلسطينية، وفي شكل النظام السياسي الفلسطيني، ولذلك من المبكر الحديث عن إمكانية أن يلعب حسين الشيخ دوراً في إعادة التوازنات».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
أنقرة وبغداد ومرحلة جديدة من العلاقات بعد إلقاء حزب العمال الكردستاني السلاح
في وقت اختار فيه العشرات من مقاتلي حزب العمال الكردستاني، بزعامة عبد الله أوجلان، كهفاً ذا رمزية تاريخية بين مدينة السليمانية ومصيف دوكان مكاناً لحرق أسلحتهم، في خطوة، وإن وُصفت بالرمزية، تنهي حقبة من تاريخ صبغته الدماء على مدى أكثر من أربعة عقود، يظل العراق طرفاً معنياً بقوة بهذه الأحداث. فبينما كان حزب العمال الكردستاني يُشهر سلاحه منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي بوجه الدولة التركية؛ بسبب ما يعتبره حقاً قومياً له في التمتع بحياة سياسية مستقلة، نال العراق المجاور قسطاً غير يسير من هذه المواجهة، فالمناطق التي يوجد فيها الحزب تقع عند حافات حدوده مع تركيا، وهي مناطق جبلية وعرة صعبة التضاريس، خصوصاً سلسلة جبال قنديل، فضلاً عن أنها - سواء داخل تركيا أو شمال العراق - منطقة تقطنها غالبية كردية، ويتداخل فيها ما هو سياسي بما هو عرقي. وفي حين أن الجانب التركي عقد اتفاقاً مع العراق في عهد النظام السابق يمنح كلاً منهما الحق في مطاردة عناصر المعارضة لكلا البلدين (حزب العمال لجهة تركيا، وقوى المعارضة العراقية قبل سقوط النظام عام 2003)، ورغم أن هذا الاتفاق بقي شكلاً حتى بعد سقوط نظام صدام حسين؛ فقد بدا أن الجانب التركي هو المستفيد الأكبر من الاتفاق الذي أُبرم في نهاية تسعينات القرن الماضي، إذ بدأ يتمدد إلى مساحات شاسعة في محافظات أربيل والسليمانية ونينوى لملاحقة عناصر حزب العمال الكردستاني. حرق سلاح لحزب العمال الكردستاني في خطوة رمزية في السليمانية بالعراق يوم الجمعة (رويترز) ومما زاد من تعقيد المشكلة أنه بعد دخول تنظيم «داعش» العراق عام 2014، وبسط هيمنته على مساحات واسعة من الأراضي العراقية، وما فعله بالأقليات الدينية والعرقية لا سيما الإيزيديين والشبك، فضلاً عن الشيعة، فإن قسماً من سكان تلك المناطق تعاونوا مع عناصر من «حزب العمال» لمحاربة «داعش» بعد أن أخذ مئات الإيزيديات سبايا. وشكل التداخل في تلك المناطق المختلطة عرقياً ودينياً ومذهبياً إشكاليات جديدة، لا سيما عندما تحالفت بعض القوى العراقية المسلحة مع قسم من عناصر حزب العمال الكردستاني، وهو ما جعل التوصل إلى تسوية سياسية على صعيد نزع سلاح عناصر هذا الحزب أمراً في غاية الصعوبة. الجانب العراقي عَدّ نزع سلاح الحزب خطوة تاريخية مهمة تمهد الطريق لإنهاء الصراع المسلح والخروقات الأمنية التي امتدت لعقود، وسقط فيها عشرات الآلاف من القتلى. ولاقت الخطوة ترحيباً من رئاسة الجمهورية العراقية التي رأت أنها تفتح الباب أمام آفاق مستقبلية تسهم في تعزيز فرص السلام في المنطقة، ودعت لضرورة الالتزام الكامل بالحفاظ على الأمن والاستقرار ودعم الحقوق المشروعة للأطراف كافة. وأكدت الرئاسة العراقية أن الخطوة تمُثل «عنصراً مهماً لترسيخ الأمن والاستقرار في عموم المنطقة، وتفسح المجال أمام تعزيز العلاقات الثنائية بين العراق وتركيا على أساس احترام السيادة المتبادل، وضمان أمن وسلامة الشعبين الصديقين». مقاتلات من حزب العمال الكردستاني أثناء إلقائهن السلاح في السليمانية (أ.ف.ب) وأعلنت الرئاسة دعمها الكامل لإنجاح هذه الخطوة حتى النهاية، «والمساهمة بكل ما من شأنه تحقيق الأهداف المأمولة منها في طي صفحة الماضي المؤلمة، وفتح صفحة جديدة عنوانها التعاون والتنسيق المشترك لخدمة للجميع». وبينما عبر الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، عن عزمه «اقتلاع الإرهاب» خلال مباحثاته الهاتفية مساء السبت مع رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، توشك ملامح مرحلة جديدة على صعيد العلاقة بين بغداد وأنقرة، وبين بغداد وما تبقى من عناصر حزب العمال الكردستاني في العراق، أن تولد. رئيس حكومة العراق محمد شياع السوداني (رويترز) الرئيس التركي أبلغ السوداني بأن بلاده ماضية في تطبيق رؤيتها «تركيا خالية من الإرهاب»، وأنها تهدف لـ«اقتلاع الإرهاب من المنطقة بشكل دائم». وأضاف أنها ستواصل اتخاذ الخطوات اللازمة في هذا الخصوص، وستبقى في حالة تأهب لمواجهة من يحاولون تقويض هذا المسار. وبحث الجانبان العلاقات الثنائية وقضايا إقليمية ودولية، ولفت إردوغان إلى مواصلة تركيا والعراق اغتنام فرص التعاون في شتى المجالات، وفق أسس الربح المتبادل، لا سيما فيما يخص مشروع «طريق التنمية». الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يلقي كلمة في أنقرة يوم السبت (إ.ب.أ) أما السوداني، وطبقاً لبيان صادر عن مكتبه، فقد قدم «التهنئة لإردوغان بمناسبة عقد اتفاق السلام بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني، مؤكداً أن الاتفاق سينعكس بشكل إيجابي على المنطقة، وسيدفع باتجاه استقرارها ودفع عجلة التنمية فيها، بما يحقق الخير لشعوبها». يقول القيادي في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، محمود خوشناو، إن عملية السلام بين تركيا وحزب العمال لا تنحصر في مرحلة واحدة، بل هناك مراحل أهمها تفهم الطرفين أنه لا بد من الوصول إلى عملية سلام ومن ترتيب الأولويات داخل تركيا. وأضاف في حديثه لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو من خلال تصريحات كبار المسؤولين الأتراك، وخصوصاً مسؤولي الدولة، أنها عازمة على المضي بتفكيك العُقَد السابقة التي كان يجري من خلالها التعامل مع الملف الكردي». ومضى قائلاً: «أهم مسألة هي أن قرار أوجلان يجري تطبيقه بحزم، وهو ما يعني التزام جميع القيادات والقواعد به». وأكد أن الخطوة الأخرى المهمة بعد مرحلة حرق السلاح هو ما ستُقدم عليه أنقرة على صعيد إجراء خطوات إصلاحية أو تعديل قوانين. ويرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية، عصام فيلي، أن التحدي الذي كان يواجه تركيا «انتقل من التحدي الداخلي إلى التحدي الخارجي، خصوصاً بعد أن تتم عملية التسليم الكامل لسلاح حزب العمال، حيث تنتهي آخر ذرائع تركيا في الوجود داخل الأراضي العراقية». وأضاف قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «في الأيام القادمة سوف يكون هناك تنسيق بين بغداد وأنقرة لتحديد جدول زمني لمغادرة كل القوات التركية من الأراضي العراقية، فضلاً عن الجوانب الاقتصادية وبخاصة موضوع المياه». واستطرد: «العراق سوف يطالب تركيا، وبقوة، بسحب أي قوات لها من أراضيه؛ إذ لم يعد ثمة أي مبرر لوجود أي قوات أجنبية داخله لانتفاء كل الذرائع».


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
«حزب الله» يستعد لحراك سياسي داخلي وورشة استراتيجية جديدة
يستعد «حزب الله» قريباً، وكما أعلن أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، لإطلاق حراك سياسي داخلي بالتوازي مع «ورشة استراتيجية جديدة» ناشطة داخل الحزب لتقييم المرحلة السابقة، ووضع خطط لخوض المرحلة المقبلة التي يؤكد مطلعون عن كثب على أجواء الحزب، أنها ستؤدي إلى «إعطاء الأولوية لدوره السياسي على جناحه ودوره العسكريين، بما قد يشكل تمهيداً لتحوله لحزب سياسي حصراً». وكان نعيم قاسم، وفي إطلالة تلفزيونية مطولة مطلع الأسبوع الماضي، قد أعلن أن الساحة في لبنان «ستشهد، من الآن إلى نحو شهر، حراكاً سياسياً عند الحزب، واسعاً وشاملاً، مع كل الأطراف، وبالتالي يجري العمل على تنسيق وتنظيم وتوزيع الأدوار وتوزيع المهمات»، كاشفاً عن تكليف «مجموعة من اللجان لدراسة استراتيجيات العمل للمرحلة المقبلة». وحسب الكاتب السياسي الدكتور قاسم قصير، المطلع عن كثب على موقف «حزب الله»، فإن الأخير «يجري مراجعة سياسية لأدائه ويضع رؤية جديدة لمقاربة الوضع الداخلي اللبناني، ولذلك سيعمد إلى عقد لقاءات مع العديد من القوى السياسية والحزبية بهدف تقييم الأوضاع والاتفاق على رؤية مشتركة، خصوصاً أن لبنان أمام استحقاقات داخلية وخارجية ومنها الانتخابات البرلمانية»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «(حزب الله) هو حزب سياسي لكن لديه جناح عسكري مقاوم، وحالياً الدور السياسي يتقدم على الدور العسكري». وأُنشىء «حزب الله» عام 1982 كـ«مقاومة مسلحة» وانخرط تدريجياً بالحياة السياسية اللبنانية، وخاض لأول مرة الانتخابات النيابية عام 1992 وشارك بأول حكومة عام 2005. وسيسعى الحزب لإعادة وصل ما انقطع مع الكثير من القوى التي كانت حليفة له، وعلى رأسها «التيار الوطني الحر»، بعدما دفعت الحرب الأخيرة ونتائجها، الكثير من الفرقاء لأخذ مسافة منه. وحسب مصدر قيادي في «التيار الوطني الحر»، فإن «العلاقة بشكلها السابق مع الحزب، أي على مستوى القيادات، مقطوعة» لافتاً، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنها «محصورة راهناً بالتلاقي بين نواب الحزبين في المجلس النيابي». عناصر من «حزب الله» خلال عرض عسكري عام 2023 (أرشيفية - أ.ب) وتحدث قاسم عن علاقته بحزب «الكتائب»، فأكّد ألا مشكلة بالحوار معه، مشيراً إلى «حصول لقاءات كثيرة تحت الهواء وبعيداً عن الإعلام، لكن بشكل متقطع». أما عن حزب «القوات»، فقال: «هذا الحزب جعلنا شغله الشاغل ليل نهار، ولديه تطابق أفكار مع العناوين التي تطرحها إسرائيل، بحيث لا يترك للصلح مكاناً». وردت مصادر «القوات» على قاسم قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «نحن لا نواجه (حزب الله) لمجرد المواجهة السياسية بل لأن مشروعنا هو قيام الدولة، وطالما أنه متمسك بسلاحه، فسيبقى البلد مستنقعاً للفوضى والحروب وعدم الاستقرار». وأضافت: «نحن نلتقي مع (حزب الله) عندما يتخلى عن سلاحه، وعلى بناء الدولة، ولكن لا يمكن أن نلتقي معه وطنياً على مشروعه المسلح، وإن كنا في مساكنة في مجلسي النواب والوزراء». ولا يبدو جاد الأخوي، رئيس «ائتلاف الديمقراطيين اللبنانيين»، متفائلاً بأن ما أعلن عنه قاسم مؤخراً يمهد لتحول «حزب الله» إلى حزب سياسي حصراً، عادّاً أن «هذا الحزب هو حزب أمني بامتياز. وكل ما هو خارج الأمن لا يعتبر من الحزب المباشر. بمعنى آخر أن المؤسسات التابعة للحزب: المدارس والمؤسسات الاجتماعية والنواب والوزراء والمؤسسات الاقتصادية، كلها لا تعتبر في الحزب. وقد كان وجودها للتمويه والتغطية على مهماته العسكرية». ويرى الأخوي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن ما صدر عن قاسم «لا يُظهر حتى الآن توجّهاً جدّياً لتحوّل (حزب الله) إلى حزب سياسي حصراً، بل يمكن تفسيره في إطار إعادة تموضع كلامية وتكتيكية نظراً لما يجري في المرحلة الراهنة، خصوصاً بعد الضغوط الداخلية والدولية وتفاقم الأزمة اللبنانية»، مضيفاً: «فهو لا يزال يحتفظ بسلاحه بوصفه جزءاً من المقاومة، ويضعه في إطار الاستراتيجية الدفاعية، وبالتالي لا مؤشرات فعلية حتى اللحظة على تخليه عن البعد العسكري أو تحوله الكامل إلى حزب مدني سياسي. لكن قد يُقرأ الإعلان ضمن خانة: أولاً، تهيئة الرأي العام، محلياً وخارجياً، لفكرة انخراطه بشكل أوسع في اللعبة السياسية الرسمية. وثانياً، محاولة امتصاص الضغوط وإعادة صياغة صورته في ظل المناخ الإقليمي المتغير».


مجلة رواد الأعمال
منذ 4 ساعات
- مجلة رواد الأعمال
جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية تحصل على اعتماد أكاديمي فرنسي
حصلت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية على الاعتماد الكامل، لمدة خمس سنوات، من قبل المجلس الأعلى لتقييم البحث والتعليم العالي في فرنسا، لبرامج ماجستير القانون الجنائي والعلوم الجنائية. وماجستير علم الجريمة، والدبلوم العالي في حقوق الإنسان والعدالة الجنائية. جامعة نايف تحصد الاعتماد الكامل في حين أوضح الدكتور عبد المجيد البنيان؛ رئيس الجامعة، أن حصول الجامعة على الاعتماد هو ثمرة جهود مستمرة لتطوير الأداء الأكاديمي للجامعة. وفق أفضل معايير الجودة والتميز؛ حيث تعمل الجامعة على طرح برامج أكاديمية نوعية تعزز القدرات الأمنية والعدلية العربية على مواجهة التحديات الآنية والمستقبلية. من خلال تصميم وتنفيذ البرامج الأكاديمية المتقدمة ذات الأولوية. كما أكد أن حصول الجامعة على الاعتماد الفرنسي يعزز خطواتها نحو الريادة في إعداد القادة والخبراء العرب في المجالات الأمنية والقانونية. بما يحقق تطلعات أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب. والمؤسسات الأمنية العربية، وأهداف الجامعة الإستراتيجية. بينما وصف 'البنيان' الحصول على الاعتماد الفرنسي بأنه إنجاز متميز. وجاء بعد إجراء تقييم شامل ودقيق لفريق من مراجعي المجلس الأعلى لتقييم البحث والتعليم العالي في فرنسا 'Hcéres'. مشيرًا إلى أنه يعكس كذلك مدى التزام الجامعة بمعايير الجودة الأوروبية في التعليم العالي والبحث العلمي. كذلك قال: 'هذا الاعتماد يعكس جودة وتميز البرامج الأكاديمية التي تقدمها الجامعة. ويتيح لها العديد من المزايا، أبرزها: تعزيز ثقة المستفيدين والجهات المعنية في جودة مخرجاتها. وتحسين فرص الحصول على التمويل والشراكات الإستراتيجية. إضافة إلى تسهيل الاعتراف بشهاداتها ومؤهلاتها على نطاق أوسع'. الاعتماد الفرنسي علاوة على ذلك لفت 'البنيان' إلى أن حصول جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية على الاعتماد الفرنسي يعد امتدادًا للرعاية الكريمة والدعم غير المحدود. الذي تحظى به الجامعة من دولة المقر المملكة العربية السعودية. بينما أعرب عن اعتزازه وجميع منسوبي الجامعة بحصولها على الاعتماد الدولي. الذي يدعم جهود الجامعة في تحقيق الأمن العربي المشترك من خلال أداء دورها كجهاز علمي لمجلس وزراء الداخلية العرب. ورفع الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان. ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- على الدعم المادي والمعنوي الذي توليه المملكة لهذه المؤسسة العربية المتميزة في عطائها. التي أضحت -بفضل الله-، ثم بما تهيَّأ لها من الرعاية المتواترة منذ نشأتها حتى اليوم. مؤسسة فريدة في مجال تخصصها على المستوى العربي والإقليمي والدولي. ونوه في الوقت ذاته بالرعاية والمتابعة الدائمة التي تجدها الجامعة من صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف؛ ز وزير الداخلية. الرئيس الفخري لمجلس وزراء الداخلية العرب رئيس المجلس الأعلى للجامعة. وتوجيهاته المستمرة بتعزيز الجهود لكل ما من شأنه تجويد وتطوير الأداء في الجامعة وفق أفضل معايير وممارسات الجودة العالمية، ويؤازره في ذلك إخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب. جدير بالذكر أن المجلس الأعلى لتقييم مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي الفرنسي يعني بضمان الجودة الأكاديمية والنزاهة العلمية في فرنسا ومختلف دول العالم؛ لتحسين جودة مخرجات التعليم العالي من خلال تحليلاته وتقييماته وتوصياته. وهو يحظى بعضوية المنظمات الأوربية ذات العلاقة، مثل: ENQA، ومسجل ضمن EQAR (سجل وكالات ضمان الجودة الدولية في التعليم العالي). كما أنه من ضمن جهات ومنظمات الاعتماد الدولية المُقرة من قبل هيئة تقويم التعليم والتدريب بدولة المقر. ويشار إلى أن مشروع الاعتماد البرامجي الدولي هو أحد مشاريع جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في خطتها الإستراتيجية (2025م-2029م). التي تهدف إلى اعتماد كل برامج الجامعة الأكاديمية دوليًّا ومحليًّا.