logo
معاريف: ترامب "باع" إسرائيل مقابل مصالح وصفقات تكتيكية

معاريف: ترامب "باع" إسرائيل مقابل مصالح وصفقات تكتيكية

الجزيرة١٠-٠٥-٢٠٢٥

يرى الكاتب الإسرائيلي أورييل داسكال -في مقال نشرته صحيفة معاريف العبرية- أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب"باع إسرائيل" لصالح مصالح اقتصادية وصفقات تكتيكية مع أنصار الله (الحوثيين)، بل ربما مع الإيرانيين قريبا، وذلك في إطار مساعيه لتجنب أزمة اقتصادية داخلية تهدد رئاسته الثانية.
وانعكاسا لـ"تصاعد خيبة الأمل الإسرائيلية من إدارة ترامب"، يرى الكاتب أن اللحظة التي فضل فيها ترامب التفاهم مع الحوثيين على الالتزام بمصالح إسرائيل قد تكون نقطة تحوّل مفصلية تهدد الموقع الإستراتيجي لتل أبيب، وتضعها خارج اللعبة الجيوسياسية التي اعتادت أن تكون طرفا محوريا فيها.
خيبة أمل
ويقول داسكال إن التقدير السائد في إسرائيل هو أن ترامب "ألقى بها تحت عجلات الحافلة"، ليس فقط بسبب خلافاته مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ، بل لأن إسرائيل لم تعد تحتل الأولوية في حساباته الجديدة، وتحولت إلى ورقة تفاوض قابلة للتجاهل إن اقتضت مصلحة البيت الأبيض ذلك.
ويعتبر داسكال أن ترامب الذي توصل إلى تفاهم مع الحوثيين لوقف الهجمات على السفن الأميركية والسماح بمرور الشحن التجاري قرب مضيق باب المندب ، ويسعى للتوصل لاتفاق مع إيران بخصوص برنامجها النووي، يهدف إلى الحفاظ على استقرار أسعار النفط، وبالتالي تقليص أسعار الوقود داخل الولايات المتحدة، في ظل بوادر أزمة اقتصادية خانقة.
إعلان
ويضيف أن "ترامب قد لا يتردد لاحقا في إبرام اتفاق نووي مع إيران يسمح لها باستخدام الطاقة النووية المدنية، إذا كان ذلك سيخدم هدفه الأهم: تجنب ركود اقتصادي في بلاده".
ويعرض المقال أرقامًا من صندوق النقد الدولي تتوقع تباطؤ النمو الأميركي إلى 1.8% عام 2025، مما ينعكس على مجمل حلفاء واشنطن ، في حين تحقق الصين نموا أعلى رغم التحديات. ويرى أن هذا التراجع الاقتصادي يدفع ترامب إلى البحث عن حلول سريعة ومباشرة مثل تأمين طرق التجارة وخفض أسعار النفط والبنزين.
ويتوقع الكاتب أن تكون هذه الصفقات مقدمة لتراجع دور إسرائيل في الحسابات الأميركية، لا سيما في منطقة أصبحت فيها دول النفط والغاز قادرة على تقديم حوافز مغرية لواشنطن أكثر مما تفعله تل أبيب.
ويرى داسكال أن تحولات ترامب لا تتعلق فقط بالشرق الأوسط، بل بمنظومة الهيمنة الاقتصادية التي قادتها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية ، والتي باتت مهددة الآن.
ويقول إن انسحاب أميركا من التزاماتها الدولية، ومحاولات دول مثل الصين وروسيا والهند ودول البريكس تجاوز الاعتماد على الدولار لصالح عملاتها المحلية في التجارة الدولية، سيقلصان من هيمنة الدولار، في إشارة إلى نهاية عصر استخدمت فيه واشنطن العملة الأميركية كسلاح سياسي.
وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية ماركو روبيو عندما حذر من أن العالم بصدد بناء اقتصاد بديل لا يخضع للدولار الأميركي، مما يعني أن الولايات المتحدة"لن تعود قادرة على فرض العقوبات" كما كانت تفعل لعقود.
تفكك وتأثيرات
ويزعم الكاتب أن الركيزة الأساسية للعلاقة بين أميركا وإسرائيل لم تكن المصالح العسكرية فقط، بل "القيم الديمقراطية المشتركة"، وأنه بفضل هذه القيم حصلت إسرائيل على تفوقها الجوي، وعلى دعم متواصل في مجلس الأمن ، وصفقات عسكرية متقدمة مثل منظومة "السهم" الدفاعية، التي جاءت ثمرة اتفاق إستراتيجي مع واشنطن منذ عام 1987.
ويضيف "على سبيل المثال، نظام السهم الذي أنقذنا من الهجمات الإيرانية (مع الحلفاء) هو نتيجة اتفاق بين وزير الدفاع الأميركي فرانك كارلوتشي وإسحاق رابين في عام 1987. إن تفوق قواتنا الجوية -أهم أصولنا العسكرية الإستراتيجية- هو أيضا نتيجة مباشرة لعلاقتنا مع الولايات المتحدة".
غير أنه يرى أن هذا الأساس بات مهددًا، لأن ترامب -بحسب داسكال- لم يعد يهتم بهذه القيم، وإنما يبحث عن الربح السياسي والاقتصادي السريع.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تشديد الإجراءات الأمنية في واشنطن بعد مقتل موظفين بسفارة إسرائيل
تشديد الإجراءات الأمنية في واشنطن بعد مقتل موظفين بسفارة إسرائيل

الجزيرة

timeمنذ 27 دقائق

  • الجزيرة

تشديد الإجراءات الأمنية في واشنطن بعد مقتل موظفين بسفارة إسرائيل

عززت الشرطة الأميركية إجراءاتها الأمنية في أنحاء العاصمة واشنطن، عقب مقتل موظفَين في السفارة الإسرائيلية بإطلاق نار الأربعاء الماضي. وقالت رئيسة شرطة واشنطن باميلا سميث إن سكان المدينة البالغ عددهم نحو 700 ألف نسمة سيلاحظون انتشارا أمنيا أوسع، يشمل دور العبادة والمدارس ومرافق مثل مركز الجالية اليهودية، مشددة على وقوف الشرطة إلى جانب المواطنين اليهود. وأعلنت سلطات واشنطن أنها تحقق في حادثة إطلاق النار "كعمل إرهابي وجريمة كراهية"، وذلك قبيل جلسة الاستماع الأولية للمتهم، المقررة في 18 يونيو/حزيران المقبل. وندد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالهجوم واعتبراه "معاديا للسامية". كما أمر نتنياهو بتعزيز أمن جميع البعثات الدبلوماسية الإسرائيلية في العالم. ودعا مجلس علاقات المجتمع اليهودي في واشنطن سلطات البلاد إلى بذل مزيد من الجهود لضمان سلامة المعابد اليهودية والأماكن الأخرى المرتبطة باليهود. من جهتها، عقدت رئيسة بلدية واشنطن مورييل باوزر اجتماعا الخميس ضم مجلس الأديان، وزعماء الجالية اليهودية، وأعضاء مجلس المدينة، ومسؤولي إنفاذ القانون. وقالت السلطات إن المشتبه به في إطلاق النار يُدعى إلياس رودريغيز (30 عاما)، وقد هتف "فلسطين حرّة" خلال توقيفه. وجاء الهجوم في وقت يتصاعد فيه الغضب من إسرائيل في أنحاء العالم، لاستمرارها في ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني بقطاع غزة للشهر العشرين على التوالي.

إعلام أميركي: طرد عشرات الموظفين بمجلس الأمن القومي الأميركي
إعلام أميركي: طرد عشرات الموظفين بمجلس الأمن القومي الأميركي

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

إعلام أميركي: طرد عشرات الموظفين بمجلس الأمن القومي الأميركي

نقلت وكالة رويترز عن 5 مصادر بدء عملية إعادة هيكلة واسعة النطاق ل مجلس الأمن القومي الأميركي ، مشيرة إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى لتقليص حجم ونطاق مجلس الأمن القومي. وأضافت المصادر أن الموظفين الذين شملتهم إعادة الهيكلة تلقوا إشعارات بإنهاء خدماتهم. من جهتها، نقلت واشنطن بوست عن مصادر مطلعة طرد عشرات الموظفين في مجلس الأمن القومي الأميركي بشكل مفاجئ يوم الجمعة. ونقلت بوليتيكو عن مصادر مطلعة أن خطط إعادة هيكلة مجلس الأمن القومي تشمل خفض عدد الموظفين إلى أقل من 150 من أصل 350 موظفا في المجلس حاليا. وسبق أن نقل موقع أكسيوس قبل نحو 6 أسابيع عن مسؤول أميركي ومصدر مطلع أن عددا من أعضاء مجلس الأمن القومي الأميركي تم فصلهم، من ضمنهم مديرون كبار. وحسب أكسيوس، ذكر المسؤول الأميركي أسماء 3 مسؤولين في مجلس الأمن القومي أقيلوا من مناصبهم، في حين قال مصدر مطلع لأكسيوس إن عدة أشخاص أُقيلوا، وربما يصل عددهم إلى 10. وفي مستهل مايو/أيار، أقال ترامب مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز ونائبه أليكس وونغ. بنيامين نتنياهو ، خاصة فيما يتعلق باستخدام القوة العسكرية ضد إيران.

نائب جمهوري يدعو لقصف غزة بالنووي والمقاومة تدين
نائب جمهوري يدعو لقصف غزة بالنووي والمقاومة تدين

الجزيرة

timeمنذ 6 ساعات

  • الجزيرة

نائب جمهوري يدعو لقصف غزة بالنووي والمقاومة تدين

ذكرت قناة كان الإسرائيلية أن عضو الكونغرس الأميركي رندي فاين من الحزب الجمهوري طالب بقصف قطاع غزة بقنبلة نووية، ردا على مقتل اثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وهو ما أدانته المقاومة الفلسطينية واعتبرته جريمة متكاملة الأركان. وخلال مقابلة مع قناة فوكس الأميركية قال النائب عن ولاية فلوريدا في منشور على حسابه بمنصة "إكس" -حيث عرّف بنفسه بأنه "يهودي صهيوني ويفتخر"- "لم نتفاوض على استسلام مع اليابانيين، قصفناهم بالسلاح النووي مرتين للحصول على استسلام غير مشروط، يجب أن نفعل الشيء نفسه هنا، فأميركا وإسرائيل لن تختلفا يوما على إبادة الفلسطينيين". وليس فاين أول من دعا إلى ضرب غزة بالسلاح النووي، فقد سبقه آخرون، بينهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي قارن العدوان على قطاع غزة بقرار الولايات المتحدة إسقاط قنابل ذرية على اليابان في الحرب العالمية الثانية. إعلان وقال غراهام "عندما واجهنا الدمار كأمة بعد هجوم بيرل هاربور وقاتلنا الألمان واليابانيين قررنا إنهاء الحرب بقصف هيروشيما و ناغازاكي بالأسلحة النووية، وكان هذا هو القرار الصحيح". وفي إسرائيل أيضا، دعا متطرفون كثر -بينهم وزير شؤون القدس والتراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو- مطلع العام الماضي إلى إسقاط سلاح نووي على قطاع غزة. المقاومة تدين وتعليقا على ذلك، أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هذا "الخطاب المفعم بالكراهية والتحريض على الإبادة الجماعية"، معتبرة أنها "تعد جريمة مكتملة الأركان ودليلا على العنصرية الفاشية التي تحكم تفكير بعض الساسة الأميركيين، وهو ما يستوجب الإدانة من الإدارة الأميركية ومن الكونغرس الذي بات منصة لتبرير جرائم الاحتلال وتشجيعها عندما استقبل مجرم الحرب بنيامين نتنياهو". وقالت حماس إن "هذه التصريحات تمثل انتهاكا صارخا لمبادئ القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف وتحريضا علنيا على استخدام أسلحة الدمار الشامل ضد أكثر من مليوني مدني، ورغم هذه الدعوات الوحشية فإنها لن تُضعف عزيمة شعبنا ولا إيمانه بعدالة قضيته، بل تفضح مجددا الوجه الحقيقي للاحتلال وداعميه". بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن هذه التصريحات "دعوة صريحة لارتكاب جرائم ضد الإنسانية وتذكير مرعب بالفاشية ووصمة عار في جبين الكونغرس الأميركي الذي صفق لغطرسة مجرم الحرب نتنياهو". واعتبرت الحركة أن "هذه الدعوات تتنافى مع مبادئ القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف والمواثيق التي تُحرّم استخدام الأسلحة النووية ضد المدنيين، وهي رغم خطورتها لن تنال من صمود شعبنا ولن تزعزع إيماننا بعدالة قضيتنا التي أسقطت الكثير من الأقنعة عن الوجوه القبيحة".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store