logo
الدويري: إيران تعتمد تكتيكا لإبقاء إسرائيل قلقة والصراع دخل حلقة مفرغة

الدويري: إيران تعتمد تكتيكا لإبقاء إسرائيل قلقة والصراع دخل حلقة مفرغة

الجزيرةمنذ 4 ساعات

قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد فايز الدويري إن طهران بدأت بعد 4 أيام من العمليات المكثفة تجاه إسرائيل تعتمد نمطا تكتيكيا جديدا تسعى من خلاله لفرض واقع مجتمعي صعب في إسرائيل، من خلال إطلاق أعداد محدودة من الصواريخ بفواصل زمنية غير منتظمة، سواء ليلًا أو نهارًا.
وأوضح أن المنطق من وراء هذا التكتيك هو عدم تمكين الدولة الإسرائيلية من إدارة عجلة الاقتصاد، إذ إن الضربات المتقطعة وغير المنتظمة تبقي الجانب الآخر في حالة يقظة وقلق وإرباك، مما يمنع عدم عودة الحياة إلى طبيعتها ويحول دون التكيف مع الوضع الحالي.
وقد انتقلت طهران من الاعتماد على الأعداد الكبيرة من الصواريخ في أول 48 ساعة للمواجهة، والتي حققت تأثيرًا وفاعلية ونتائج قليلة، إلى التركيز على "المعيار النوعي" من خلال توظيف الصواريخ الفرط الصوتية التي تمكنت من الوصول إلى أهدافها بغض النظر عن دقة إصابتها للنقطة المحددة، بحسب الدويري.
كما أن غموض المشهد العسكري وعدم وضوحه دفع طهران إلى ترشيد عدد الصواريخ التي تطلقها تجاه إسرائيل، لا سيما أنه من غير الواضح متى سوف تنتهي هذه الحرب، وهل ستظل في حدودها بين إيران وإسرائيل أم سوف تتوسع وتتحول إلى حرب إقليمية وربما أشمل إذا ما نفذت أميركا تهديداتها ودخلت الحرب.
وبحسب الدويري، فإن الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل قد دخل في "حلقة مفرغة" يصعب التنبؤ بنهايتها، مؤكدا أن الضبابية التي تحيط بالإطار العام للمعركة تفرض على جميع الأطراف التخطيط للسيناريو الأسوأ، وهو استمرار المواجهة مدة طويلة.
وبشأن العوامل الأخرى التي قد تكون دفعت إيران إلى ترشيد عدد الصواريخ التي تطلقها تجاه إسرائيل، أشار الدويري إلى أنه رغم اعتماد إيران على قدراتها الذاتية منذ 40 عامًا في ظل العقوبات، فإنها تستورد "بعض القطع الحساسة" من أوروبا الشرقية وألمانيا والسويد.
ورغم العقوبات المفروضة على إيران منذ سنوات، فإن الكثير من الشركات في السويد وألمانيا استطاعت بطريقة ما أن توفر قطعًا إلكترونية توظف في هذه الصواريخ، "لكن هذه الإمدادات باتت تواجه مراقبة أكثر وتقييدات أكبر، مما يزيد من التحديات الإيرانية".
وعلى صعيد تقييم فاعلية العمليات، لفت الخبير العسكري إلى وجود تضارب في التصريحات الإسرائيلية حول نسبة الأضرار التي لحقت بالقدرات الإيرانية، حيث تطور الحديث من "40% من قواعد الإطلاق" قبل 48 ساعة إلى "50%" لاحقًا.
ورجح الدويري سيناريوهين للخروج من الحلقة المفرغة التي وصلت اليها المواجهة بين إيران وإسرائيل: الأول يتمثل بوقف العمليات العسكرية، لكن الضربة الأخيرة يجب أن تكون إيرانية، وهو الوضع المريح والمقبول لطهران.
وعلى النقيض من هذا السيناريو، تنفذ أميركا تهديداتها وتتدخل بشكل مباشر بالحرب، بحيث يتم قصف المفاعلات النووية الإيرانية، وتوجيه ضربات لأهداف إستراتيجية أخرى تشمل كافة المفاعلات النووية وليس منشأة فوردو فقط، بما فيها مصادر الطاقة وعصب الحياة الاقتصادية، وهو ما يعني فقدان إيران لكل أوراق القوة التي بيدها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب ينهي اجتماعه بشأن إيران بلا بيان ومجلس الأمن الدولي يجتمع مجددا
ترامب ينهي اجتماعه بشأن إيران بلا بيان ومجلس الأمن الدولي يجتمع مجددا

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

ترامب ينهي اجتماعه بشأن إيران بلا بيان ومجلس الأمن الدولي يجتمع مجددا

قال مسؤول في البيت الأبيض للجزيرة إن الاجتماع الذي عقده الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع فريق الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض لبحث الموقف من المشاركة في الحرب على إيران قد انتهى دون إصدار أي بيان. ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين أن ترامب يريد التأكد من أن الهجوم الأميركي ضروري حقا ولن يجر الولايات المتحدة إلى حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط، وأضاف المسؤولون الأميركيون أن ترامب يريد التأكد من أن الهجوم المحتمل سيحقق بالفعل هدف تدمير برنامج إيران النووي. من جهة أخرى، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن 3 مصادر مطلعة قولهم إن ترامب أبلغ كبار مساعديه بموافقته على خطط الهجوم على إيران لكنه أرجأ الأمر النهائي بتنفيذ الهجوم حتى معرفة إمكانية تخلي طهران عن برنامجها النووي. وفي وقت سابق، نقلت شبكة إيه بي سي عن مصدر مطلع قوله إن الهجوم الأميركي المحتمل على منشأة فوردو الإيرانية النووية لن يكون ضربة واحدة فقط بل سيكون عدة ضربات. وكان مسؤول أميركي قد قال للجزيرة إن خيار توجيه ضربة للمنشأة يتطلب أولا دراسة للتداعيات التي ستنجم عنها وكذلك ردود فعل إيران المحتملة إذا تمت مهاجمة هذه المنشأة النووية المحصنة. كما نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين قولهم إن القنابل الخارقة الضخمة لم يسبق مطلقا أن استخدمت في ساحة المعركة. تصريحات وكانت آخر تصريحات ترامب قبل دخوله الاجتماع هي أنه لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن تدخل بلاده في المواجهة بين إسرائيل وإيران، مؤكدا في الوقت ذاته أنه لم يغلق باب الحوار مع إيران، وأوضح أن طهران راغبة في الاجتماع مع الولايات المتحدة، وأنه لا يستبعد حدوث ذلك. وأضاف للصحفيين أن لديه أفكارا بشأن ما يجب فعله لكنه يفضل اتخاذ قراراته في اللحظات الأخيرة. تحذير إيراني وعلى الجانب الإيراني حذر المرشد الإيراني علي خامنئي من أي هجوم أميركي على بلاده، مؤكدا أن ذلك ستكون له تبعات خطيرة. ومن جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن على العالم أجمع أن يعلم أن إيران تتصرف دفاعًا عن النفس فقط وأن بلاده لم ترد حتى الآن إلا على النظام الإسرائيلي وليس على من يساعده ويدعمه. وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو افتعل هذه الحرب لتدمير مسار الدبلوماسية. في الأثناء، نقلت نيويورك تايمز عن مسؤول رفيع بالخارجية الإيرانية قوله إن عراقجي سيقبل لقاء المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أو نائب الرئيس الأميركي دي فانس لبحث وقف إطلاق النار. على صعيد آخر، قالت مصادر دبلوماسية للجزيرة إن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة طارئة يوم الجمعة بطلب من إيران لبحث تطورات الحرب، وقالت المصادر للجزيرة إن روسيا والصين والجزائر أيدت الطلب الإيراني لعقد الاجتماع.

لماذا اختار نتنياهو هذا التوقيت تحديدًا للهجوم على إيران؟
لماذا اختار نتنياهو هذا التوقيت تحديدًا للهجوم على إيران؟

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

لماذا اختار نتنياهو هذا التوقيت تحديدًا للهجوم على إيران؟

الهجوم الإسرائيلي على إيران لم يمثّل مفاجأة كبرى، فالتهديدات كانت قد سبقت، وجاءت في سياق تحولات إقليمية مهمة. لم تُقدم إسرائيل على هذه المواجهة اعتقادًا بأنّها ستحقق انتصارًا إستراتيجيًا حاسمًا ضد إيران، بل على الأرجح أدركت حدود ما يمكن إنجازه عسكريًا، وأنه الأفضل في متغيرات الظروف الإستراتيجية للإقليم، والتي قد لا تتكرر. حتى إن مسؤولين وخبراء إسرائيليين يقرّون بأن تدمير برنامج إيران النووي بالكامل بضربات جوية أمر غير ممكن نتيجة تشتت المواقع جغرافيًا وعمقها طبوغرافيًا. ويسود اعتقاد واسع أن هذا لن يكون واقعيًا بدون تدخل الولايات المتحدة الأميركية. وبمعنى آخر، بينما تقاتل إسرائيل بالتكنولوجيا والتفوق العسكري، تقاتل إيران بالجغرافيا، ولكل واحد منهما أثره الإستراتيجي في تحديد مآلات الحرب. اختارت إسرائيل التصعيد الآن بسبب التغيّر في الشروط الإستراتيجية للبيئة الإقليمية بعد حرب غزة 2023، وتراجع نفوذ طهران في المنطقة. خلال العام الذي تلا مواجهة غزة، تعرضت شبكة "الدفاع المتقدم" التي يمثّلها حلفاء إيران الإقليميون لضربات قاصمة: نظام الأسد في سوريا، حزب الله في لبنان، حماس في غزة. كما مهدت إسرائيل لهذه الضربات بجولتين جويتين، في أبريل/ نيسان، وأكتوبر/ تشرين الأول 2024، استهدفتا مواقع حيوية إيرانية لها علاقة بالبرنامج الصاروخي. فيما شهدت الشهور الماضية ضربات مكثفة على آخر معاقل شبكة الحلفاء المستعصية في اليمن. أما العراق، فقد بدا أداء الجماعات هناك أكثر محليّةً عن باقي الفاعلين الآخرين في المحور. هذه التطورات قلّصت قدرة طهران على الرد عبر الحلفاء الإقليميين: (سواء جماعات أو أنظمة دولتية مثل سوريا الأسد، واليمن الحوثي). إستراتيجية الأهداف الرمادية رغم ضخامة هذه الحرب، لم تُعلن إسرائيل بوضوح عن أهدافها النهائية. ولاتزال الأهداف النهائية للحرب تنبع من تحليل الخطاب السياسي والعسكري الإسرائيلي. إذ يبرز سؤال الأهداف: هل تسعى الضربات الإسرائيلية لإسقاط النظام الإيراني؟ أم تدمير مشروعه النووي كليًا؟ أم مجرد تعطيل المشروع النووي وتأخيره؟ إعلان التصريحات الرسمية الإسرائيلية اكتفت بالحديث عن ضرورة منع إيران من امتلاك سلاح نووي بأي ثمن، بل وصف نتنياهو العملية بأنها بداية حملة مطوّلة لـ "شلّ قدرة طهران على تصنيع قنبلة ذرية". أما مخاطبة نتنياهو الشعب الإيراني وتحفيزه للتحرك، فلا يمكن بحال اعتباره هدفًا يسعى لإسقاط النظام عملياتيًا، وإنما بتداعيات رغبوية للضربات. وعليه، يتضح أن الهدف المباشر المعلن يكمن في إعاقة البرنامج النووي لأطول فترة ممكنة، لأنه الأكثر وضوحًا ومباشرة في الخطاب الإسرائيلي، إضافة إلى زعزعة استقرار النظام الإيراني على أمل أن يؤدي الضغط الداخلي إلى إسقاطه بالتداعيات لا بالضربات. ويبدو أن رمادية الأهداف النهائية هي درس مستفاد من حرب غزة، إذ، خلافًا لأهداف الحرب التي لم تنتهِ هناك، تبدأ العمليات العسكرية على إيران بأهداف واقعية "تأخير وتعطيل البرنامج النووي"، ثم يُترك للأثر الذي تخلفه العمليات العسكرية تطوير أهداف أخرى أكثر طموحًا أثناء المعركة. ففكرة إسقاط النظام عبر ضربات جوية ليست لها سوابق تاريخية مشجعة عالميًا، وهي تحتاج دومًا رديفًا على الأرض، إما بقوة عسكرية برية (وهو أمر خارج نطاق النقاش في هذه الحالة)، أو بوجود ثورة شعبية تستغل حالة ترنح النظام السياسي خلال الضربات. هذه الأخيرة يبدو أنها ستلعب في صالح الخطاب السياسي الداخلي للنظام الإيراني، وليس العكس. ففي مثل هذه الحالات يصبح التوحد في وجه الغزو أو العدوان الخارجي هو السردية الأكثر قوة. جعل الأهداف النهائية في منطقة ضبابية مع البدء من أسفل سُلمها الواقعي يتيح لنتنياهو الإعلان عن نصر ما في أي لحظة تتوقف فيها الحرب، دون قدرة أحد على قياس هذا النصر حقيقةً، باستثناء تقارير الخبراء التي لا تزال مطرحًا للأخذ والرد منذ عشرين عامًا. في مثل هذه الحالة تكمن المشكلة الإسرائيلية في تسويق النصر. إن كان السقف بهذه الدرجة، فما الذي يدفع إسرائيل نحو هذه المغامرة؟ يكمن الجواب في طبيعة الظرف الإستراتيجي الذي تشكل في المنطقة، وفي قناعة المؤسسة الإسرائيلية (وليس نتنياهو وحده) بأن عدم قدرة إسرائيل على التعامل الخشن مع برنامج إيران النووي الآن، يعني أنها لن تكون قادرة على التعامل معه عسكريًا في أي وقت آخر. من هنا، تبدو الضربات الإسرائيلية نتاجًا لخبرات عشرين عامًا من حرب ظل كان بُعده الأعمق استخباريًا، جرى خلالها تقييم الظروف العامة لقوة ونفوذ إيران في المنطقة، وخلصت إلى أن إسرائيل أمام اللحظة التاريخية الأفضل نسبيًا لنقل الحرب إلى أحد أبعادها التقليدية الممكنة (الجو)، وبالتالي تنفيذ هذا الهجوم. بناءً على هذا، يبدو العدوان العسكري الإسرائيلي على إيران كحتمية إستراتيجية قامت على مبدأ "ما هو سيئ اليوم لن يكون أفضل غدًا". لذلك، هذه الحرب ستختلف عن تلك التي شنتها إسرائيل على غزة أو لبنان، أو تلك الانتهاكات المزمنة المتتالية على أهداف إيرانية في سوريا قبل سقوط الأسد، والتي اعتمدت على الإفراط في استخدام النار بهدف الردع. أما هذه الحرب فتحتمل بشكل كبير أن تحدد المكانة الإقليمية لكل من أطرافها للسنوات القادمة. فبالنسبة لإيران، إما أن تنتهي كليًا كنظام إقليمي (بهزيمة عسكرية أو دبلوماسية)، أو أنها ستعيد ترميم صورتها كلاعب بات من الصعب تجاوزه. كذلك الأمر بالنسبة لإسرائيل، مع فارق جوهري، وهو أن دور إسرائيل الإقليمي ليس نابعًا من ظروفها الذاتية، بل بشرط الدعم الغربي المنفلت لها، والذي سيبقى أهم محددات دور إسرائيل في المنطقة مستقبلًا. سيناريوهات التصعيد والمخاطر الغموض في أهداف الحرب يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة للتطورات المقبلة، تقف عند حدود ثلاثة احتمالات: نصر عسكري لأحد الأطراف، أو هزيمة لأحدهما، أو تعادل (فعلي أو نسبي). إيران لا تزال تمتلك القدرة على إيذاء إسرائيل بطرق شتى رغم الضربات التي تلقتها. فترسانة الصواريخ والمسيّرات الإيرانية ما زالت قادرة على الوصول لعمق إسرائيل، وقد أثبتت ذلك بهجمات مكثفة وغير مسبوقة استطاعت اختراق الدفاعات، والتسبب بأضرار جسيمة نفسيًا قبل المادية. إيران أيضًا يمكنها تفعيل جماعات حليفة متبقية- ولو بوتيرة أقل نظرًا لضعفها الراهن- في ساحات مثل: العراق، أو اليمن لإشغال إسرائيل أو القوات الأميركية إقليميًا. مع كل ذلك، لا يمكن موازاة ما تحدثه صواريخ إيران بأثر الضربات الإسرائيلية إلا في الجانبين: النفسي، والذهني. في ظل هذه الاحتمالات الثلاثة، تبدو إسرائيل عاقدة العزم على ألا تخرج من هذه الحرب بمظهر الخاسر. فالخسارة هنا لا تعني بالضرورة هزيمة عسكرية ساحقة – إذ قد يكون هذا مستبعدًا للطرفين- بل تكفي صورة عجز إسرائيل عن وقف تهديدات إيران على الرغم من تفتت شبكتها الإقليمية. مثل هذا السيناريو سيمثل كارثة سياسية لنتنياهو وحكومته، وقد يهز هيبة الردع الإسرائيلية إقليميًا بشكل كبير، وقد يعكس مسار الصورة الذهنية التي حاول الجيش الإسرائيلي ترسيخها من خلال حجم الإبادة التي مارسها في غزة، والاختراقات الأمنية، واتباع أسلوب الضرب الشديد من أعلى في لبنان وإيران. والصورة الذهنية هي رأسمال إسرائيل التي تقوم عليها عقيدة الردع أصلًا. لذا ستفعل إسرائيل كل ما بوسعها لتجنب صورة النصر الإيراني أو حتى الظهور بمظهر المتعادلين. ولذلك سيلزم إسرائيل الحصول على نتيجة واضحة قابلة للقياس الإعلامي (وليس الفني التقني)، بأن مشروع إيران النووي تعطل لسنوات مقبلة. أقل من ذلك، فإن الساحة السياسية الإسرائيلية والمنطقة ستشهدان طحنًا جديدًا باتجاهات مختلفة. التصورات الإيرانية بدورها ستستند هي الأخرى إلى احتمالات سيناريو النصر أو الهزيمة أو التعادل النسبي (نسبة لما لدى كل طرف من تقنيات وإمكانات عسكرية). هنا تبدو إيران قادرة على التعامل مع ثلثي السيناريوهات (نصر أو تعادل نسبي) بمقابل قدرة إسرائيل على التعامل مع ثلث هذه السيناريوهات فقط (نصر واضح قابل للتسويق). مثل هذا التصور قد يشكل قناعة لدى إيران بأنها بعيدة نسبيًا عن الوصول للخيارات الصفرية، مثل ضرب قواعد أميركية أو إغلاق مضيق هرمز. ففي حال وصول إيران لهذا المستوى من السلوك، ستكون مؤشرات ذلك سلبية على وضع النظام الإيراني برمته وقدرته على الاستمرار بالحرب بالوتيرة الحالية. قد تكون إيران معنية بالحفاظ على مستويات تقليدية (التي نراها الآن)، وربما تكون معنية بخفض ضرباتها على إسرائيل لتقليل الحافز الانتقامي الذي قد ينقل الحرب لوتيرة أكبر تُخل بأفضلية إيران في التعامل مع الاحتمالات المذكورة. هناك احتمال رابع، وهو الاستمرار الطويل في ضربات متبادلة بين الطرفين. قد لا يبدو خيارًا مفيدًا للطرفين. لا إسرائيل قادرة على تسويقه سياسيًا في جبهتها الداخلية، ولا إيران قادرة على ضمان تماسك القاعدة الاجتماعية من الانفجار. فضلًا عن السؤال حول قدرة الطرفين على تحمل التكاليف، الفنية والمادية، لمثل هذا النموذج. والمعطيات تشير إلى أن الجميع يسعى لجولة متوسطة المدى تستمر أسابيع في حدها الأقصى. وتبقى التجارب التاريخية لوقوع الكارثة مرتبطة بتداعيات تُخرج التحليل السياقي عن سياقه، الذي ينتج انحرافات غير منطقية من شأنها صناعة خطوط اللاعودة. إعلان

الخارجية الإيرانية: قادرون على مواجهة العدوان الإسرائيلي المدعوم أميركيا
الخارجية الإيرانية: قادرون على مواجهة العدوان الإسرائيلي المدعوم أميركيا

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

الخارجية الإيرانية: قادرون على مواجهة العدوان الإسرائيلي المدعوم أميركيا

أكدت وزارة الخارجية الإيرانية قدرة طهران على الدفاع عن نفسها في مواجهة ما وصفته بـ"العدوان الصارخ وغير القانوني" الذي تشنه إسرائيل منذ 13 يونيو/حزيران الجاري، مؤكدة أن لا خيار أمام طهران سوى المقاومة والدفاع. واتهم المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي في لقاء مع الجزيرة دولا داخل مجلس الأمن بالحيلولة دون أي تحرك دولي في المجلس لوقف التصعيد. مؤكدا أن مجلس الأمن فشل في القيام بدوره والتحرك لوقف العدوان الإسرائيلي بسبب مواقف سيئة لأعضاء بعينهم داخل المجلس. وأكد المسؤول الإيراني أن إسرائيل ما كان لها أن تبدأ الهجوم على بلاده دون ضوء أخضر من الولايات المتحدة. وحمّل إسرائيل وواشنطن تبعات وعواقب هذه الحرب "التي فرضتاها على المنطقة". وأضاف "هذا سؤال يجب أن يوجه للولايات المتحدة لماذا سمحت لهذا الاعتداء أن يحدث قبل يومين فقط من الجولة السادسة من المفاوضات في مسقط". بالمقابل، شدد على أن إيران لطالما كانت تفضل وتتبع الدبلوماسية بطريقة مسؤولة، ولديها التزام قوي للحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، وأعرب عن قناعته بأن كل دولة في المنطقة تشعر بالقلق من تبعات هذا العدوان. وردا على تهديدات دولية بالتدخل عسكريا في الحرب إلى جانب إسرائيل، أكد بقائي أن إيران ستدافع عن نفسها "بكل قوة"، مشددا على أن "كل من يقوم بضربنا سوف نقوم بالرد عليه". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد هدد صراحة باحتمالية التدخل في الحرب ومساعدة إسرائيل في القضاء على برنامج إيران النووي، كما ألمح إلى إمكانية إقدام بلاده على اغتيال المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي. وطالب ترامب طهران بإعلان الاستسلام، كشرط لإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل ضدها منذ فجر الجمعة الماضي. ووصف بقائي إسرائيل بأنها "نظام أبارتايد فاشي عنصري ونظام محتل"، يسفك الدماء ويفرض هذه الحروب كلها على المنطقة، محذرا من أن هذا لن يكون "الغزو الأول أو الأخير من إسرائيل، بل هو استمرار لاعتداءاتهم وعدوانهم واستمرار لما قاموا به في غزة و لبنان و سوريا وأماكن أخرى". ووصف بقائي مهاجمة إسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية السلمية بأنها عمل يدخل تحت "انتهاك القانون الدولي". كما دعا الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومجلس محافظيها للتحرك ضد "السلوك المتهور وغير المسؤول وغير القانوني من إسرائيل بالهجوم على منشآت إيران النووية". وبحسب القانون الدولي فإنه لا يسمح لأي دولة بأن تقوم بالهجوم على منشآت دولة أخرى، لذلك اعتبر بقائي أن ما تقوم به إسرائيل "صفعة للقانون الدولي ولمعاهدة منع الانتشار النووي". بالمقابل، شدد المسؤول الإيراني على أن البرنامج النووي الإيراني ، يخضع للتفتيش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما أن برنامجها النووي تمت الموافقة عليه من قبل مجلس الأمن الدولي عام 2015 في القرار 2231.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store