
ترامب ينهي اجتماعه بشأن إيران بلا بيان ومجلس الأمن الدولي يجتمع مجددا
قال مسؤول في البيت الأبيض للجزيرة إن الاجتماع الذي عقده الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع فريق الأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض لبحث الموقف من المشاركة في الحرب على إيران قد انتهى دون إصدار أي بيان.
ونقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين أن ترامب يريد التأكد من أن الهجوم الأميركي ضروري حقا ولن يجر الولايات المتحدة إلى حرب طويلة الأمد في الشرق الأوسط، وأضاف المسؤولون الأميركيون أن ترامب يريد التأكد من أن الهجوم المحتمل سيحقق بالفعل هدف تدمير برنامج إيران النووي.
من جهة أخرى، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن 3 مصادر مطلعة قولهم إن ترامب أبلغ كبار مساعديه بموافقته على خطط الهجوم على إيران لكنه أرجأ الأمر النهائي بتنفيذ الهجوم حتى معرفة إمكانية تخلي طهران عن برنامجها النووي.
وفي وقت سابق، نقلت شبكة إيه بي سي عن مصدر مطلع قوله إن الهجوم الأميركي المحتمل على منشأة فوردو الإيرانية النووية لن يكون ضربة واحدة فقط بل سيكون عدة ضربات.
وكان مسؤول أميركي قد قال للجزيرة إن خيار توجيه ضربة للمنشأة يتطلب أولا دراسة للتداعيات التي ستنجم عنها وكذلك ردود فعل إيران المحتملة إذا تمت مهاجمة هذه المنشأة النووية المحصنة.
كما نقل موقع أكسيوس عن مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين قولهم إن القنابل الخارقة الضخمة لم يسبق مطلقا أن استخدمت في ساحة المعركة.
تصريحات
وكانت آخر تصريحات ترامب قبل دخوله الاجتماع هي أنه لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بشأن تدخل بلاده في المواجهة بين إسرائيل وإيران، مؤكدا في الوقت ذاته أنه لم يغلق باب الحوار مع إيران، وأوضح أن طهران راغبة في الاجتماع مع الولايات المتحدة، وأنه لا يستبعد حدوث ذلك.
وأضاف للصحفيين أن لديه أفكارا بشأن ما يجب فعله لكنه يفضل اتخاذ قراراته في اللحظات الأخيرة.
تحذير إيراني
وعلى الجانب الإيراني حذر المرشد الإيراني علي خامنئي من أي هجوم أميركي على بلاده، مؤكدا أن ذلك ستكون له تبعات خطيرة.
ومن جهته، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن على العالم أجمع أن يعلم أن إيران تتصرف دفاعًا عن النفس فقط وأن بلاده لم ترد حتى الآن إلا على النظام الإسرائيلي وليس على من يساعده ويدعمه. وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو افتعل هذه الحرب لتدمير مسار الدبلوماسية.
في الأثناء، نقلت نيويورك تايمز عن مسؤول رفيع بالخارجية الإيرانية قوله إن عراقجي سيقبل لقاء المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف أو نائب الرئيس الأميركي دي فانس لبحث وقف إطلاق النار.
على صعيد آخر، قالت مصادر دبلوماسية للجزيرة إن مجلس الأمن الدولي سيعقد جلسة طارئة يوم الجمعة بطلب من إيران لبحث تطورات الحرب، وقالت المصادر للجزيرة إن روسيا والصين والجزائر أيدت الطلب الإيراني لعقد الاجتماع.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 14 دقائق
- الجزيرة
بتاح تكفا ثاني أكبر مدينة صناعية في إسرائيل
مدينة من أبرز المراكز الحضرية في إسرائيل، وتشكل جزءا من كتلة المدن المعروفة باسم "غوش دان" المحيطة بمدينة تل أبيب، وهي خامس أكبر مدينة وثاني أكبر مركز صناعي في إسرائيل. وتُلقب بتاح تكفا بـ"أم المستوطنات" لكونها شكّلت النواة الأولى للاستيطان اليهودي في فلسطين، وكانت أول موشاف (مستوطنة زراعية يهودية) يُقام في فلسطين وذلك عام 1878. وفي منتصف يونيو/حزيران 2025 تعرضت هذه المدينة لضربة صاروخية إيرانية مباشرة، ضمن عملية الوعد الصادق-3 التي نفذتها إيران ردا على الهجمات الإسرائيلية على أراضيها، وقد أسفر الانفجار عن أضرار جسيمة في مبنى يضم غرفا محصنة، وأدى إلى مقتل 4 إسرائيليين. الموقع والجغرافيا تقع بتاح تكفا في المنطقة الوسطى من إسرائيل، على بعد نحو 11 كيلومترا شرق تل أبيب، بالقرب من منبع نهر العوجا (اليركون) وتتمتع بموقع إستراتيجي يُعد نقطة التقاء خطوط المواصلات التي تربط بين المدن الرئيسة شمال إسرائيل وجنوبها، كما لا تبعد كثيرا عن الطريق الرئيسي الذي يربط يافا بالقدس . وتمتد بلدية بتاح تكفا على مساحة تُقدر بحوالي 35.9 كيلومترا مربعا، على ارتفاع حوالي 50 مترا فوق مستوى سطح البحر، وتعتبر جزءا من التجمع الحضري يافاـ تل أبيب، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 250 ألف نسمة. وتقع هذه المنطقة بين إقليمين يتميز كل منهما بخصائص بيئية مختلفة، ويقع الإقليم الأول بالجزء الشرقي من حوض نهر اليركون، ويتميز بوفرة مصادر المياه والأراضي الصالحة للزراعة. أما الإقليم الثاني، فيقع جنوب وشمال حوض نهر اليركون، ويتكون من تلال رملية حمراء تغطيها الغابات في معظمها، ولكنها غير صالحة للزراعة. ويتميز مناخ المدينة بصيف طويل حار ورطب، وشتاء بارد وصافٍ في الغالب، وتتراوح درجات الحرارة على مدار العام عادة بين 9 و31 درجة مئوية، ونادرا ما تنخفض عن 5 درجات أو تتجاوز 33 درجة مئوية. التسمية تعود جذور اسم "بتاح تكفا" إلى اللغة العبرية، وتعني "باب الرجاء" أو "فتحة الأمل" وهو مستمد من نص في سفر يوشع من العهد القديم يقول "وأعطيها كرومها من هناك، ووادي عَخُور باب للرجاء". إعلان وقد كان المخطط الأصلي إقامة مستوطنة زراعية في موقع يُعرف بوادي عخور في أريحا، إلا أن الحكومة التابعة آنذاك للدولة العثمانية لم توافق على بيع الأرض في ذلك الموضع، مما دفع القائمين على المشروع إلى تغييره. ولاحقا، اختاروا أرضا في قرية ملبس لإقامة المستوطنة، ورغم تغيير الموقع، أطلقوا عليها اسم "بتاح تكفا" المستوحى من وصف وادي عخور في العهد القديم، لما يحمله من دلالة رمزية تتوافق مع أهدافهم وآمالهم. التاريخ أقيمت بتاح تكفا على أراضي قرية ملبس الفلسطينية، وامتدت لاحقا إلى أراض تابعة لقرى مجاورة، وهي موقع تاريخي كان مأهولا بالسكان منذ عصور ما قبل التاريخ، وكشفت الحفريات عن وجود مستوطنات بشرية تعود إلى العصر الحجري الحديث، اتسمت بأنماط معيشة اعتمدت على الصيد والزراعة. وتشير أدلة الحفريات إلى أن الموقع تحول لاحقا إلى مجتمع ريفي صغير، واستمر النشاط البشري فيه أثناء العصر الحديدي الثاني، وفترة الحكم الفارسي (586-332 قبل الميلاد) وقد اتسع نطاقه ليشمل رقعة أكثر اتساعا. وقد شهدت المنطقة عصرها الذهبي في العهد الروماني والبيزنطي والإسلامي المبكر، وفي القرن الـ12 الميلادي استولى الصليبيون على المنطقة وبنوا قلعة على تل ملبس، وبعد دحرهم خضعت المنطقة للحكم المملوكي، وفي القرن الـ15 أصبحت تابعة إداريا لمدينة الرملة، مما أسهم في نشوء حياة اقتصادية واجتماعية مشتركة بينهما. وتعد الدراسات المتوفرة عن المنطقة الحكم العثماني محدودة، غير أن بعض الآثار التي تعود إلى تلك الفترة تؤكد أن المنطقة كانت مأهولة. وقد رجح بعض المؤرخين أنها هُجِرت في بعض الفترات بسبب انتشار الملاريا والنزاعات مع القبائل البدوية المجاورة. وتشير مصادر مختلفة إلى أن عائلة عبد الحميد المصري استقرت في قرية ملبس بالقرن الـ19، إذ قدم عبد الحميد من مصر مع حملة إبراهيم باشا عام 1831، فأُعجب بأراضي القرية ودفع تعويضات لسكانها ليستقر فيها، ولاحقا باع معظم أراضيه لبعض التجار المحليين، وعند وفاته استولى جيرانه على ما تبقى من ممتلكاته. مستوطنة بتاح تكفا في النصف الثاني من القرن الـ19 أسست مجموعة من اليهود من مستوطني مدينة القدس جمعية بهدف إنشاء "موشاف" والتكسب من الإنتاج الزراعي. وقد ضمت المجموعة كلا من يهوشوا ستامبفر وموشيه شموئيل راب وزِرح بارنيت وديفيد غوتمان والحاخام الليتواني أرييه فرومكين وآخرين، وكان على رأسهم الصحفي اليهودي يوئيل موشي سالومون. وكانت الدولة العثمانية قد أصدرت عام 1869 قانونا يتيح للأجانب تملك أراض داخل حدودها، فتمكن سالومون -الذي كان يحمل الجنسية النمساوية- ورفاقه من شراء قطعة أرض تبلغ مساحتها 3375 دونما (الدونم يعادل ألف متر مربع) في قرية ملبس الفلسطينية من أحد التجار عام 1878، وتم تسجيلها باسم سالومون بحضور قنصل النمسا في القدس. وأقامت المجموعة مباني على أجزاء من الأرض التي امتلكتها، وأسست أول مستوطنة زراعية في فلسطين أطلقوا عليها اسم "بتاح تكفا" وفي السنة التالية وسّعوا رقعة الأرض التي يملكونها عبر شراء نحو 10 آلاف دونم مجاورة. ولكن محاولتهم الأولى للاستقرار بالمستوطنة فشلت بسبب نقص الخبرة الزراعية وعدم الاعتياد على العمل الشاق، إلى جانب الأضرار التي ألحقتها فيضانات نهر العوجا الشتوية بالمنازل وانتشار بعوض المستنقعات في الصيف، وهو ما أدى إلى تفشي الملاريا وأودى بحياة العديد منهم، إضافة إلى اشتباكاتهم المتواصلة مع التجمعات السكنية الفلسطينية المجاورة. وبحلول عام 1881، كان معظم السكان قد غادروا المستوطنة، بعد تسليم الأراضي إلى مزارعين فلسطينيين للعمل فيها، وعام 1883 قدّم البارون اليهودي الفرنسي إدموند دو روتشيلد دعما ماديا كبيرا للمستوطنة. وقد تمكن المستوطنون بفضل ذلك الدعم من تجفيف المستنقعات وتطوير البنية التحتية والعودة لاستيطان المنطقة من جديد، والتحق بهم مهاجرون يهود جدد قدموا من روسيا أثناء فترة الهجرة اليهودية الأولى، فاستقروا كذلك في المستوطنة. وعمل المستوطنون على استصلاح الأراضي وزراعتها، لا سيما بالعنب والحمضيات، وواصلوا توسيع العمران فيها، وعندما حاولت السلطات العثمانية إيقاف هذا التوسع، نظرا للقيود التي كانت مفروضة في ذلك الوقت على دخول اليهود إلى فلسطين واستيطانهم فيها، تدخل القنصل النمساوي وأجبر السلطات العثمانية على التراجع عن قرارها. وفي تلك الفترة انتقلت إدارة "الموشاف" من اللجنة المحلية إلى إشراف إدارة البارون روتشيلد، وسرعان ما أثار هذا التحوّل توترا بين المستوطنين والمسؤولين الجدد، إلى أن قرر روتشيلد عام 1900 نقل إدارة "الموشاف" إلى جمعية الاستعمار اليهودي، وكان عدد سكانها قد وصل إلى 818 نسمة. من "أم المستوطنات" إلى مركز حضري كان لتاح تكفا، التي عُرفت لاحقا بـ"أم المستوطنات" دور محوري في تشكيل المجتمع اليهودي في فلسطين، إذ أصبحت محطة عبور رئيسية للمهاجرين اليهود القادمين من روسيا وبولندا ضمن الهجرة اليهودية الثانية (1904-1914) قبل انتشارهم في مناطق مختلفة من فلسطين. كما تحولت هذه المستوطنة إلى مركز لنشاط حركة العمال اليهود، إذ أُرسيت فيها أسس تشكيل حزبي سمته "هابوعيل هاتساعار" (العامل الشاب) ثم "أحدوت هاعفوداه" (اتحاد العمال) عام 1905. وأثناء الحرب العالمية الأولى (1914-1918) باتت بتاح تكفا ملجأ اليهود الذين أُجبروا على مغادرة تل أبيب ويافا بناء على أوامر السلطات العثمانية. وعام 1917 استولت القوات البريطانية على المنطقة، وشهدت الفترات اللاحقة توافد العديد من المهاجرين الجدد على المستوطنة. وقد اعترفت سلطات الانتداب البريطاني عام 1921 ببتاح تكفا مجلسا محليا، وفي عشرينيات القرن العشرين أُقيمت فيها أول منطقة صناعية، وبدأت المدينة بالتحوّل إلى مركز صناعي إلى جانب نشاطها الزراعي التقليدي. وفي عقد ثلاثينيات القرن العشرين اتخذت المنظمات اليهودية المسلحة السرية من بتاح تكفا مقرا، كما تسارع نموها بفضل موقعها في مركز منطقة الاستيطان اليهودي، وابتداء من عام 1937 أصبحت بتاح تكفا مدينة، وبدأت بالتوسع والازدهار، فوصل عدد سكانها إلى 20 ألف نسمة عام 1938. وبعد إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، توسعت حدود بلدية بتاح تكفا بضم عدد من القرى المجاورة، وهي: كفر جنيم وعميشاف وكفار بفتسيتم وكريات أرييه وكريات مطلون وحبش ريمون وشعرياه ومحنيه يهودا وكفار إبراهام وكفار فجة، وبحلول عام 1953 وصل عدد سكانها إلى 45 ألف نسمة. وقد ساهم النشاط الزراعي المتزايد في محيط المدينة بتحسين أوضاعها الاقتصادية، وذلك بفضل خصائصها الطبيعية الملائمة، مثل التربة الخصبة والمناخ المعتدل ووفرة المياه، إذ تروى الأراضي الزراعية من نهر العوجا إضافة إلى مياه الأمطار والمياه الجوفية. الاشتباكات والعمليات الفدائية منذ تأسيسها شكلت المستوطنة بؤرة توتر بين الفلسطينيين من سكان القرى المجاورة والمستوطنين اليهود، وتكررت المناوشات بسبب التعديات المتواصلة على أراضي الرعي والزراعة. ومع بدء الانتداب البريطاني لفلسطين عام 1922، تحولت المستوطنة إلى مركز للعصابات الصهيونية التي كانت تشن هجمات على القرى الفلسطينية، وقد ارتكبت جرائم قتل وخطف واستولت على الممتلكات، وسط تجاهل القوات البريطانية التي اكتفت ببعض المحاكمات الشكلية. وفي فترات الكفاح الوطني، خاصة ثورتي عامي 1921 و1936، اللتين اندلعتا احتجاجا على الهجرة اليهودية المتزايدة إلى فلسطين، هاجم الثوار الفلسطينيون المستوطنة لكن السلطات البريطانية دعمت وجود المستوطنين ووفرت لهم الحماية. وقبيل عام 1947، تصاعد التوتر بين القوات البريطانية وبين العصابات الصهيونية التي أقدمت على خطف جنود بريطانيين مطالبة بإطلاق سراح محكومين صهاينة، وبعد تنامي هجمات العصابات على القوات الإنجليزية واعتداءاتها المتكررة على الفلسطينيين، والتي أسفرت عن عشرات الضحايا، فرض الجيش البريطاني حصارا على المستوطنة. وأثناء الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005) كانت بتاح تكفا هدفا لعدد من العمليات الفدائية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية. ففي مايو/أيار 2002، نفذت كتائب شهداء الأقصى -الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)- عملية فدائية داخل مركز تجاري بالمدينة، أسفرت عن مقتل إسرائيليين وإصابة 37 آخرين. وفي ديسمبر/كانون الأول 2003، تبنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى -الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- مسؤوليتها عن عملية فدائية استهدفت محطة حافلات قرب بتاح تكفا، أدت إلى مقتل 4 إسرائيليين وإصابة نحو 15 آخرين. وفي فبراير/شباط 2006، وبعد غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 3 فلسطينيين، نفذ فلسطيني هجوما بسكين على حافلة في المدينة وقتل إسرائيلية وأصاب 5 آخرين. الاقتصاد بتاح تكفا مدينة رائدة في مجالات الإسكان والصناعة والتجارة، بفضل الاستثمارات طويلة الأمد بداية القرن الـ21، إلى جانب ازدهار الزراعة، خاصة مزارع الحمضيات. وهي ثاني أكبر مركز صناعي في إسرائيل بعد مدينة حيفا، إذ تضم 3 مناطق صناعية رئيسية، هي: كريات أرييه وكريات ماتالون وسيغولا. وتوجد بهذه المناطق شركات التكنولوجيا المتقدمة وتكنولوجيا المعلومات العالمية ومصانع الصناعات الثقيلة، إضافة إلى شركات ناشئة وشركات التأمين ومراكز تسوق ومراكز حرفية. وتعرف هذه المدينة بصناعات متنوعة مثل الأغذية والزيوت والصابون والبلاستيك والأشغال المعدنية والنجارة والمنسوجات والإطارات والآلات الزراعية. ولاحقا بدأت تشتهر بمناطقها التكنولوجيا المتقدمة والتكنولوجيا الدوائية، فهي تستضيف أكبر مركز بيانات في إسرائيل، وفيها المقر العالمي لشركة تيفا للصناعات الدوائية، والمقر الإقليمي لشركات برمجيات وتكنولوجيا عالمية، مثل إنتل و"آي بي إم" وأوراكل. تضم بتاح تكفا بعض المعالم التاريخية أبرزها: وهو موقع أثري يقع على تل منخفض تبلغ مساحته نحو 30 دونما، وقد كان مركزا لمدينة كنعانية قديمة ذُكرت بالنصوص المصرية منذ القرن الـ18 قبل الميلاد، كما ورد في الكتاب المقدس بوصفه موضع هزيمة بني إسرائيل على يد الفلسطينيين. وأثناء عمليات التنقيب، تم العثور على آثار منزل الحاكم الذي يعود تاريخه إلى العصر المصري بالقرن الـ15 قبل الميلاد، إضافة إلى ألواح طينية مكتوبة بعدة لغات، تؤكد وجود علاقات دبلوماسية إقليمية في تلك الفترة. وفي القرن الأول قبل الميلاد، بنى ملك يهودا "هيرودس الكبير" في الموقع نفسه مدينة أنتيباتريس على الطراز الروماني. شُيد بين عامي 1890 و1898، ويشتهر بالساعات الشمسية التي صممها الحاخام موشيه شابيرا، وعلى الواجهة الغربية من الكنيس 3 ساعات شمسية، منها ساعتان تعرضان الوقت وفقا لنصف السنة، بينما تعرض الثالثة الوقت بطريقة النقطة، أما الواجهة الأخرى فتحتوي على ساعة تعرض الوقت بالأرقام العبرية. تمثل موقع أول بئر حفرت في المدينة بداية تأسيس المستوطنة على عمق 21 مترا، وقد شكلت الساحة قديما المركز التاريخي للمدينة، وتضم نصبا تذكارية لمؤسسي المستوطنة تخليدا لذكرى بداية الاستيطان.


الجزيرة
منذ 14 دقائق
- الجزيرة
"الآباء المؤسسون" شخصيات رائدة مهّدت لنهضة أميركا
"الآباء المؤسسون" في أميركا هم شخصيات مؤثرة كان لها دور محوري في الثورة الأميركية على المستعمر البريطاني، وفي تأسيس حكومة الولايات المتحدة الجديدة. وكان لهؤلاء الرجال، إلى جانب آخرين، دورٌ أساسي في إعلان الاستقلال (1776)، وصياغة الدستور (1787)، ووضع اللبنات التأسيسية للدولة الجديدة. وهؤلاء "الآباء المؤسسون" هم جورج واشنطن (القائد الأعلى للجيش القاري وأول رئيس للبلاد) وجون آدامز (الرئيس الثاني) وتوماس جيفرسون (الرئيس الثالث) وجيمس مادسن (الرئيس الرابع) وبنجامين فرانكلين (دبلوماسي ومخترع) وألكسندر هاملتون (أول وزير خزانة) وجون جاي (أول رئيس قضاة بالمحكمة العليا). خلفيات التسمية يُطلق على هؤلاء اسم "الآباء المؤسسون" لأن حياتهم وأعمالهم أرست الأسس الذي بُنيت عليها الولايات المتحدة الأميركية مؤسساتيا واقتصاديا وعسكريا وتنظيميا، إذ شارك بعضهم في التوقيع على إعلان الاستقلال وأسهم آخرون في صياغة الدستور، وشغلوا مناصب قيادية في الحكومة وفي الحياة السياسية والاقتصادية والفكرية في أميركا. وينحدر "الآباء المؤسسون" من خلفيات جغرافية واجتماعية متباينة، لكنهم يشتركون في أمور أخرى كثيرة بينها الشغف بالدراسة، إذ درس جلهم القانون وتشبعوا بالفلسفة والفكر، كما درسوا اللاتينية واليونانية، وكانت لهم طموحات عالية في الحياة والسياسة وكانوا ذوي روح وطنية قوية. وصاغ مصطلح "الآباء المؤسسون" الرئيس الأميركي الـ29 وارن هاردينغ عام 1916، وبدأ استخدامُه منذ ذلك الحين للإشارة إلى الجيل الأول من القادة السياسيين والعسكريين ورجال الدولة والاقتصاد والقانون الذين مهدوا للنهضة الأميركية. واستعمل هاردينغ تسمية "الآباء المؤسسون" في خطاب ألقاه عام 1916 أمام المؤتمر الوطني الجمهوري، وقال فيه إنهم رجال قادوا الثورة الأميركية و"كرسوا الجمهورية الجديدة للحرية والعدالة". وفي ما يلي تعريف بهؤلاء "الآباء المؤسين": جورج واشنطن ولد جورج واشنطن في 22 فبراير/شباط 1732 في أسرة تمتهن الزراعة بولاية فرجينيا ولم يحظ على غرار إخوته بفرصة التعلم في الخارج. مارس النشاط الزراعي في ماونت فيرنون، وهي ضيعة عائلية أصبحت مزارا سياحيا بارزا غير بعيد عن العاصمة واشنطن. في عام 1752 انضم إلى جيش التحرير وعرف بشجاعته وروحه القيادية، وفي العام نفسه دخل مجلس النواب في ولاية فرجينيا، وبحلول عام 1774 كان واحدا من الشخصيات الرائدة الداعمة لقضية التحرر. وفي 1775 تولى قيادة قوات جيش التحرير، وحقق سلسلة من الانتصارات على بريطانيا، وقاد جيشه لتحقيق الاستقلال في 4 يوليو/تموز 1776، واستمر في جهوده لإقرار النظام الفدرالي بين الولايات الأميركية، حتى تكللت بالنجاح بعقد مؤتمر دستوري في فيلادلفيا عام 1787 توج بصياغة الدستور الأميركي. وبعد دخول الدستور حيز التنفيذ عام 1789، اختارت الهيئة الانتخابية بالإجماع جورج واشنطن رئيسا للولايات المتحدة، وأدى القسم الدستوري في 30 أبريل/نيسان 1789، ثم حكم أميركا فترتين متتاليتين من 1789 إلى 1797. عمل واشنطن على تحييد أميركا وعدم إقحامها في الصراع الدائر بين بريطانيا وفرنسا وحافظ على تماسك الجيش الأميركي. وتحت قيادته ارتفع عدد الولايات المتحدة من 11 إلى 16 بانضمام نورث كارولينا (1789) ورود آيلاند (1790) وفيرمونت (1791) وكنتاكي (1792) وتينيسي (1796). عمل واشنطن أثناء رئاسته على إقرار العديد من السياسات والمؤسسات للحكومة الأميركية، مثل تشكيل الحكومة الفدرالية وتفعيل بنود الدستور الأميركي، وإنشاء السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية. توفي جورج واشنطن في 14 سبتمبر/أيلول 1799 بعد عامين على تقاعده ودفن في المقبرة العائلية في ضيعة ماونت فرنون. جون آدامز وُلِد جون آدامز يوم 30 أكتوبر/تشرين الأول 1735 في برينتري بولاية ماساتشوستس، وقضى طفولته في مزرعة العائلة. درس القانون في جامعة هارفارد. وبعد التخرج أسس مكتبه الخاص للمحاماة، وتزوج أبيجيل سميث عام 1764، وعلى مدار الأعوام الـ50 التالية أنجبا 4 أطفال، وسافرا حول العالم. في أكتوبر/تشرين الأول 1770، اكتسب آدامز شهرة واسعة بعد دفاعه عن جنود بريطانيين متهمين بمذبحة بوسطن. وبعد 4 سنوات حضر المؤتمر القاري الأول مندوبا عن ماساتشوستس، وسرعان ما برز زعيما للكتلة المؤيدة للاستقلال في الكونغرس. وفي عام 1776 أصبح عضوا في لجنة إعداد إعلان الاستقلال. في عام 1778، أرسل الكونغرس آدامز إلى فرنسا وهولندا للمساعدة في تأمين الدعم للمجهود الحربي، وأسهم في التفاوض على معاهدة باريس، التي أنهت الحرب تمهيدا للاعتراف باستقلال "الأمة الجديدة"، وفي تلك الفترة عاد إلى موطنه ماساتشوستس ووضع دستور الولاية، وهو أقدم دستور ولاية في البلاد. من عام 1781 إلى عام 1788، شغل آدامز مناصب دبلوماسية متنوعة. وفي عام 1789 انتخب نائبا للرئيس وأمضى 8 سنوات في هذا المنصب. وبعد أن أعلن جورج واشنطن نيته التقاعد عام 1796، تم انتخاب آدامز رئيسا ثانيا لأميركا، وفي عهده سُنت تشريعات استهدفت المهاجرين والمعارضين السياسيين، لكنه على الصعيد الخارجي تمكن من تجنيب بلاده الحرب مع فرنسا. بعد انتهاء ولايتيه عاد آدامز إلى منزله في ماساتشوستس، وعلى مدى 25 عاما بقي على تواصل مستمر مع أصدقائه وعائلته. وفي الانتخابات الرئاسية عام 1824 فاز ابنه الأكبر جون كوينسي آدامز. توفي آدامز في 4 يوليو/تموز 1826، أي في الذكرى الـ50 لإعلان استقلال الولايات المتحدة. توماس جيفرسون وُلِد توماس جيفرسون في فرجينيا يوم 13 أبريل/نيسان 1743، وكان الثالث من بين 10 أبناء. كان في سن الـ14 عندما توفي والده وترك له 5 آلاف فدان. درس القانون وعمل محاميا وتولى قضايا النزاعات على الأراضي. عام 1769 تولى جيفرسون مقعده في برلمان ولاية فرجينيا وكشفت احتجاجاته ضد الاستعمار البريطاني عن روحه الوطنية وتوجهه لخيار المقاومة، وعندما اندلعت الحرب عام 1775 زادت أهمية دور جيفرسون، فانضم إلى الكونغرس القاري الثاني. بحلول يونيو/تموز 1775، ومع احتدام الحرب، لجأ الكونغرس إلى جيفرسون، الذي كان يبلغ من العمر 33 عاما آنذاك، لكتابة بيان "أكثر جرأة". وفي غضون 17 يوما، صاغ إعلان الاستقلال الذي اعتُمد في 4 يوليو/تموز 1776، وكان مصدرا لحشد المستعمرات، وتوحيد الثورة من أجل "أمة جديدة". واجه جيفرسون، بصفته حاكما لولاية فرجينيا من عام 1779 إلى عام 1781، الغارات البريطانية، وبعد الحرب تولى مهام رئيسية، وعندما كان سفيرا لأميركا في فرنسا من عام 1785 إلى عام 1789، عزز موقف بلاده على الساحة الدولية. وعام 1789 أصبح جيفرسون وزير الخارجية في عهد الرئيس جورج واشنطن، ودعم الولايات والمزارعين، وأصبح نائبا للرئيس في عهد جون آدامز عام 1797، وعارض قوانين "الأعداء الأجانب" و"التحريض على الفتنة". تولى جيفرسون رئاسة الولايات المتحدة خلفا لجون آدامز عام 1801 ومن أبرز القرارات التي اتخذها نقل العاصمة الفدرالية من مكانها المؤقت في فيلادلفيا إلى واشنطن. وعام 1803 اشترى أراضي ولاية لويزيانا من نابليون مقابل 15 مليون دولار، مما ضاعف مساحة أميركا، وفي عام 1807 أخفق حظره التجاري مع بريطانيا وفرنسا، بهدف تجنب الحروب النابليونية، مما أضر بالتجار وشكّل اختبارا حقيقيا لسلطاته. تقاعد جيفرسون عام 1809 من العمل السياسي وتفرغ للكتابة وتقديم المشورة لخلفائه بشأن الحروب والتوسع. وفي عام 1819 أسس جامعة فرجينيا. توفي جيفرسون في 4 يوليو/تموز 1826، عن عمر ناهز 83 عاما، في الذكرى الـ50 لإعلان الاستقلال، وهو اليوم نفسه الذي توفي فيه جون آدامز. واختار أن تُكتب على شاهد قبره أن من إنجازاته إعلان الاستقلال والحرية الدينية وجامعة فرجينيا، متجاهلا رئاسته للجمهورية. جيمس ماديسون ولد جيمس ماديسون في 16 مارس/آذار 1751 في ولاية فرجينيا، ودرس مبكرا اللاتينية واليونانية والرياضيات والتاريخ القديم قبل أن يتخصص في القانون بكلية نيوجيرسي (برينستون حاليا)، وأثناء الثورة انتُخب لعضوية برلمان فرجينيا عام 1776، وساعد في صياغة دستور الولاية ودافع عن الحرية الدينية. في عام 1780 انضم للكونغرس القاري، ومع نهاية الحرب عام 1783 اقتنع ماديسون بأن البلاد في حاجة إلى حكومة قوية، وكان له دور محوري عام 1787 عندما اجتمع المندوبون في فيلادلفيا لإعادة تشكيل الجمهورية وصياغة دستور قائم على فصل السلطات. بصفته عضوا في الكونغرس الفدرالي الأول، صاغ التعديلات بنفسه، بناء على مقترحات مندوبي الولايات وقناعاته الشخصية، وكانت النتيجة وثيقة الحقوق الأساسية: 10 تعديلات تُكرّس حرية التعبير والدين والصحافة والإجراءات القانونية الواجبة، وغيرها. وإضافة إلى كونه من أكبر مُنظّري الدستور، وهناك من يعتبره "أب الدستور الأميركي"، لعب مادسن دورا أساسيا في تحويل المبادئ الدستورية إلى إجراءات حكومية فعالة، وصاغ خطاب تنصيب جورج واشنطن أمام الكونغرس عام 1789، وكان ذلك بمثابة أرضية تُمهّد الطريق للجمهورية الجديدة. في عام 1809 أصبح جيمس ماديسون الرئيس الرابع للولايات المتحدة، وشهدت السنوات الأولى من رئاسته تقليص حجم الجيش، وضبط الميزانية وتجنب الحرب، لكن العدوان البريطاني في البحار بالاستيلاء على السفن الأميركية، وتسليح مقاومة الأهالي على الحدود، أثر بقوة على سياسته الخارجية. في 18 يونيو/حزيران 1812، طلب ماديسون من الكونغرس إعلان الحرب على بريطانيا، التي زحفت قواتها إلى واشنطن وأحرقت مبنى الكابيتول والبيت الأبيض ، وفرّ هو وحكومته من المدينة، ثم استعادت القوات الأميركية المبادرة فيما بعد. بعد تركه منصبه عام 1817 عاد ماديسون إلى موطنه في مزرعة العائلة بمدينة مونبلييه بولاية فرجينيا، وبقي على تواصل مع رجال الدولة الأصغر سنا، وأشرف على تنظيم مذكراته السياسية للأجيال القادمة. توفي في 28 يونيو/حزيران 1836، عن عمر ناهز 85 عاما. بنجامين فرنكلين ولد بنجامين فرنكلين يوم 17 يناير/كانون الثاني 1706 في بوسطن بولاية ماساتشوستس، توقف عن التعليم الرسمي في سن العاشرة، لكنه اتجه لمطالعة كتب التاريخ والرياضيات والفلسفة، فاكتسب روحا نقدية منحته القدرة على تحدي الحقائق القديمة وتخيل أنظمة جديدة. في الـ12 من عمره بدأ تعلم مهنة الطباعة على يد أخيه الأكبر جيمس، وفي عام 1823 هرب إلى فيلادلفيا، وفي عام 1724 سافر إلى لندن وعمل في المطابع وصقل مهاراته، وبحلول عام 1726 عاد إلى فيلادلفيا وأنشأ مطبعته الخاصة. في عام 1729 اشترى صحيفة "بنسلفانيا غازيت" وحوّلها إلى أكثر الصحف تأثيرا في البلاد. استهواه العلم أيضا وأجرى في عام 1752 تجربة الطائرة الورقية، واهتم بالبرق والتيار الكهربائي ودرس أنماط الطقس، ولم يكن مجرد طابع وعالم، بل أصبح رجل دولة أيضا، إذ خدم في برلمان بنسلفانيا وأدار إمبراطورية تجارية متنامية. كانت اختراعات فرنكلين عملية وغايتها المنفعة لا الربح، ومن بينها "موقد فرنكلين"، وهو مدفأة معدنية مصممة لتدفئة المنازل بكفاءة أعلى، ومانع الصواعق، وهو وسيلة للحماية ضد حرائق العواصف، كما ابتكر نظارات ثنائية البؤرة لتخفيف شيخوخة العين وعداد مسافات لتحسين طرق البريد. كانت المنفعة العامة هي دافعه الأساسي، ففي عام 1731 أسس أول مكتبة عامة في فيلادلفيا، وفي عام 1736 أسس إحدى أوائل فرق الإطفاء التطوعية في البلاد. وفي العام الموالي عيّن مديرا لبريد فيلادلفيا ثم أصبح مديرا عاما مساعدا لبريد المستعمرات عام 1753. وفي عهده توسعت الخدمة البريدية، مما أدى إلى تسريع الاتصالات عبر المحيط الأطلسي. بحلول عام 1757 كان فرنكلين في لندن ممثلا لولاية بنسلفانيا ومستعمرات أخرى، وبقي هناك حتى عام 1775 يضغط من أجل استقلال أميركا. دعّم "عريضة غصن الزيتون" في محاولة أخيرة لتجنب الحرب، وعندما رفضها الملك جورج الثالث، عاد فرنكلين إلى وطنه. انضم للمؤتمر (الكونغرس) القاري الثاني، وعُيّن عضوا في لجنة صياغة إعلان الاستقلال. وفي العام نفسه أرسله الكونغرس إلى فرنسا وهناك حصل لبلاده على قروض حيوية ودعم عسكري وتحالفات، مما قلب موازين الحرب ضد بريطانيا. وبعد الحرب بقي فرنكلين في فرنسا للمساعدة في التفاوض على معاهدة باريس عام 1783، والتي أقرت السلام مع بريطانيا ورسخ اتفاقيات تجارية وعزز مبادئ حسن النية مع أقدم حليف لأميركا. من عام 1785 إلى عام 1788 شغل منصب رئيس المجلس التنفيذي الأعلى لولاية بنسلفانيا (وهو بمثابة حاكم الولاية)، وفي عام 1787 كان فرنكلين أكبر المندوبين سنا في المؤتمر الدستوري، واقترح هيئة تشريعية ثنائية المجلس لموازنة سلطات الولايات الكبيرة والصغيرة. اعتزل فرنكلين الحياة العامة عام 1788 وركز اهتمامه على الكتابة والعلم والتأمل. توفي في 17 أبريل/نيسان 1790 وفي وصيته ترك ألف جنيه إسترليني لبوسطن وفيلادلفيا لاستثمارها مدة 200 عام. وبحلول عام 1990، تضاعفت تلك الأموال لملايين الدولارات، وتم استعمالها في تمويل المنح الدراسية والمكتبات والتدريب المهني. ألكسندر هاملتون وُلِد ألكسندر هاملتون يوم 11 يناير/كانون الثاني 1755 (وقيل 1757) في جزيرة نيفيس بالكاريبي. في سن الـ13، أصبح يتيما بعد وفاة والدته، وقبل ذلك اختفى أبوه ولم يظهر له أثر. إعلان وجد هاملتون عملا في شركة تجارية، وفي عام 1772 أبحر إلى نيويورك حيث التحق بكلية كينغز (سميت جامعة كولومبيا فيما بعد) ودرس القانون وتشبع بفلسفة التنوير والفكر الثوري. مع تصاعد التوترات مع المستعمر البريطاني برز هاملتون صوتا للمقاومة، وفي عام 1775 وهو في سن الـ20 فقط، انضم إلى المقاومة المسلحة في نيويورك، وسرعان ما ترقى إلى رتبة قائد وحدة مدفعية. وفي عام 1777، عُيّن مساعدا عسكريا لجورج واشنطن، برتبة مقدم، واستقال من منصبه عام 1781 وانضم إلى المقاومة الميدانية، وخرج من الثورة مؤمنا بضرورة وجود حكومة مركزية قوية. عاد هاملتون إلى الحياة المدنية وتزوج عام 1780 من إليزابيث شويلر، التي تنحدر من إحدى أكثر عائلات نيويورك نفوذا. أصبح محاميا وانتُخب لعضوية كونغرس الكونفدرالية عام 1782، وفي المؤتمر الدستوري عام 1787، الذي عُقد في فيلادلفيا، أسهم في سلسلة من المقالات التي دافعت عن الدستور المقترح. تم تعيينه أول وزير للخزانة عام 1789 وأسهم في تحقيق الاستقرار في الاقتصاد الأميركي الناشئ، وفق خطة طموحة تقضي بتحمل الحكومة الفدرالية ديون الولايات وإنشاء بنك وطني وفرض تعريفات جمركية وقائية لدعم الصناعة الأميركية. استقال من منصبه عام 1795 وترك وراءه نظاما ماليا راسخا وحزبا جديدا هو: الفدراليون. ورغم مغادرة الحكومة ظل هاملتون مؤثرا في السياسة الوطنية. ففي عام 1798 عُيّن لواء في فترة ما قبل الحرب مع فرنسا، ونظّم الجيش الناشئ بدقة متناهية. وأثناء الانتخابات الرئاسية عام 1800، أقنع هاملتون الفدراليين في مجلس النواب بدعم توماس جيفرسون في مواجهة المرشح آرون بور. وبلغ الخلاف مع بور ذروته في 11 يوليو/تموز 1804 في مبارزة شهيرة بين الرجلين على ضفاف نهر هدسون في ويهاوكين بولاية نيوجرسي أصيب فيها هاملتون بجروح قاتلة وتوفي إثرها عن عمر ناهز 49 عاما. ويُعرف هاملتون بدوره في تأسيس النظام المالي الأميركي، وصورته مطبوعة على ورقة العملة الأميركية من فئة 10 دولارات. جون جاي وُلد جون جاي في 12 ديسمبر/كانون الأول عام 1745 في مدينة نيويورك، وكان السادس بين 10 أبناء. تربى في كنف عائلة ميسورة، والتحق بكلية كينغز (سميت جامعة كولومبيا فيما بعد) في نيويورك قبل ممارسة مهنة المحاماة. أثناء أحداث الثورة الأميركية، اتبع جاي نهجا معتدلا وأصبح شخصية فدرالية بارزة في الأيام الأولى للجمهورية الأميركية، وكان حليفا سياسيا وثيقا لجورج واشنطن، أول رئيس أميركي، ولألكسندر هاملتون، أول وزير خزانة أميركي. شارك جاي، إلى جانب بنجامين فرنكلين وجون آدامز، في المفاوضات على معاهدة باريس عام 1783 التي أنهت الصراع بين بريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، كما شارك في المفاوضات على معاهدة مع بريطانيا عام 1794 حسمت بعض القضايا العالقة التي خلّفتها الثورة. بموجب بنود الاتحاد، شغل جاي منصب وزير الخارجية بين عامي 1784 و1789، ثم أصبح أول رئيس قضاة للمحكمة العليا، وهو المنصب الذي شغله حتى عام 1795. أيّد جاي حكومة فدرالية قوية، وكتب بعضا من أوراق الفدراليين إلى جانب ألكسندر هاملتون وجيمس ماديسون دعما للدستور الجديد. أصبح حاكما لنيويورك في عام 1795، ونظم جمعية نيويورك لتحرير العبيد، وساعد في تمرير قانون التحرير التدريجي عام 1799، والذي أدى في النهاية إلى إنهاء العبودية في نيويورك عام 1827. غادر جاي منصب حاكم نيويورك عام 1801 وتقاعد في مزرعته في بيدفورد بنيويورك، حيث عاش حياة بسيطة، متأملا في تجارب الخدمة العامة، وظل ناشطا سياسيا مناصرا للوحدة الوطنية. توفي في 17 مايو/أيار 1829 عن عمر ناهز 83 عاما.


الجزيرة
منذ 14 دقائق
- الجزيرة
عاجل.. الجبهة الداخلية الإسرائيلية: رصد صواريخ أطلقت من #إيران وندعو الإسرائيليين إلى الدخول للملاجئ
الجبهة الداخلية الإسرائيلية: رصد صواريخ أطلقت من #إيران وندعو الإسرائيليين إلى الدخول إلى الملاجئ التفاصيل بعد قليل.. المصدر: الجزيرة