logo
هل يتخلى ترامب عن نتنياهو؟

هل يتخلى ترامب عن نتنياهو؟

جريدة الاياممنذ 3 أيام

يوم الأربعاء قبل الماضي كتب شموئيل روزنر مقالاً في صحيفة معاريف الإسرائيلية يقول فيه إن بريداً إلكترونياً وصل يوم الثلاثاء قبل الماضي من شركة بريطانية إلى إحدى الجامعات التقنية الإسرائيلية يخطرها فيه بإلغاء اتفاقية بينهما لتوريد معدات فنية إلى مختبرات الجامعة.
يضيف الكاتب: إن كثيرين سوف يرون أن هذا القرار لن يوقف البحث العلمي في إسرائيل، وقد تحدث تأثيرات وتأخيرات لكن الدنيا لن تتوقف.
وهو يشاركهم الرأي بأن هذا الإجراء لن يشكل تسونامي سريعاً، لكن على الجميع الانتباه بأنه قد يكون مثل الأفعى السامة التي تلدغ في هدوء ولكن بصورة قاتلة، خصوصاً بعد تصريحات رئيس حزب الديمقراطيين يائير جولان، والتي قال فيها إن إسرائيل تقتل أطفال غزة كهواية.
النقطة المهمة التي يلفت الكاتب النظر إليها هي أن العديد من دول العالم بما فيها دول أوروبية تنتظر الفرصة لتوجيه ضربات إلى إسرائيل باستخدام أدوات غير مسبوقة مثل العقوبات، واذا حدث ذلك فقد يشعر بها كل إسرائيلي سريعا في محفظته، وفي خطط سفره وقدرته على ممارسة الأعمال.
والنقطة الأكثر أهمية التي يكشف عنها هذا المقال المهم هي أن هناك دولة واحدة في العالم هي أميركا تعطل حتى الآن الهجوم الدبلوماسي والسياسي العالمي ضد إسرائيل.
وما دام الحاجز الأميركي موجوداً فإن إسرائيل يمكنها الاستمرار في سياسة التجاهل والتحدي الجزئي القادم من أوروبا وكندا.
تقدير الكاتب أنه خلافاً للصورة الشائعة فإن الحاجز الأميركي في عهد ترامب أقل استقراراً مما كان عليه في السابق، فالبيت الأبيض يلمح إلى أن نهاية الحرب يجب أن تكون قريبة، ويمكن لترامب أن يبدأ في رفع الحاجز بجملة واحدة مثل: «من حق فرنسا أو غيرها أن تقرر ما إذا كانت ستتاجر مع إسرائيل أم لا».
وبعدها ستتغير أشياء كثيرة خصوصاً أن عملية «عربات جدعون» في غزة لن تتمكن من المضي بعيداً وفتيل الصبر يزداد قصراً.
يختم الكاتب مقاله بالقول: في إمكان إسرائيل التحرك بسرعة وفي إمكانها مواصلة المماطلة حتى يرغمها العالم على التوقف أو ينقذها مما تفعله».
في رأيي أن ما ورد في هذا المقال كلام مهم جدا، لكنه يحتاج إلى بعض المناقشة والتفنيد، لأنه يعتمد على ما يراه بديهية أساسية وهي أن أميركا قادرة على أن تأمر إسرائيل فتطيع الأخيرة.
صحيح أن لأميركا مصالح استراتيجية تصادمت في بعض الأحيان مع المصالح الإسرائيلية، وصحيح أن أميركا هي القوة العظمى والدولة الأقوى والأغنى عالمياً، وأن إسرائيل مجرد أداة وظيفية، لكن الصحيح أيضا من وجهة نظري أن تجربة ودروس العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ يضعنا أمام خيارين أساسيين: وهما إما أن أميركا غير قادرة على لجم إسرائيل ووقف عدوانها الذي يؤثر على المصالح الأميركية في المنطقة في المستقبل، وإما أنها ضالعة بشكل كامل في هذا العدوان، وتريد أن يحقق كل أهدافه الجوهرية حتى لو كان الثمن قتل أكبر عدد من الفلسطينيين، وتدمير أرضهم وطردهم منها.
ترامب الذي يبدو كأنه «عنتر» ضد كل العالم من أول الصين ونهاية ببنما مروراً بكندا وجنوب إفريقيا ــ لم يمارس أي ضغط جدي على إسرائيل لوقف عدوانها حتى الآن.
ثم إن الرئيس الأسبق باراك أوباما لم يستطع أن يفعل شيئاً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي تحداه وذهب إلى الكونغرس من وراء ظهره، وخطب فيه ونال تصفيقاً هائلاً، وهو الأمر الذي كرره مع جو بايدن الذي حاول فرملة وتيرة العدوان لكنه لم يتمكن.
هذا الجدل يعيدنا الى سؤال يتكرر كثيرا في لحظات اختلاف وجهات النظر بين أميركا وإسرائيل، وهو: من يقود من؟!
مهارة تل أبيب أنها تحصل على كل ما تريده من الولايات المتحدة، وتعمل دائماً على ربط مصالحها وأهدافها بمصالح واشنطن.
وظني الشخصي أن نقطة القوة العربية الأساسية الآن هي ورقة الاقتصاد مع أميركا، وبإمكان العرب أن يقولوا لترامب جملة بسيطة وهي:
«أموالنا واستثماراتنا سوف تزيد عندكم، لكن بشرط واحد بسيط وهو فرملة الثور الإسرائيلي الهائج»!!
لكن للأسف فإن هذه الورقة معطلة تماما حتى هذه اللحظة!!!..

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب على طريق بايدن
ترامب على طريق بايدن

جريدة الايام

timeمنذ يوم واحد

  • جريدة الايام

ترامب على طريق بايدن

أمضى الرئيس الأميركي السابق جو بايدن كل العام 2024 وهو يحاول أن يقنع رئيس حكومة الإبادة الجماعية الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أولاً بتحديد موعد قريب للحرب، ثم بوقفها وذلك عبر صفقة تبادل بين المحتجزين الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين، ولكن مع فشله المتواصل وعجزه عن القدرة على إجبار نتنياهو على الامتثال لما يريده، بدافع انتخابي على أقل تقدير، كان يدعي أحياناً أن الاتفاق قريب، وأنه قاب قوسين أو أدنى من التحقق، وأحياناً يلقي اللوم على حماس، ومن ثم يعلن إحباطه، بعد تسريبات من أوساط إدارته بأنه مارس الضغط أو حتى أنه هدد رئيس الحكومة الإسرائيلية، وفي نهاية المطاف، خرج بايدن من البيت الأبيض دون رجعة، ودون أن يحقق أي منجز يذكر، وأخذ معه بفشله مع نتنياهو بالذات حزبه ونائبته كامالا هاريس، وفتح الباب بيده المرتعشة لخصمه السياسي دونالد ترامب ليعود إلى البيت الأبيض من بابه الواسع. يبدو اليوم أن هناك تبادلاً في الأدوار، وأن ما مر به بايدن يمر به حالياً ترامب، فما دام نتنياهو هو من يجلس على الجانب الآخر من العلاقة الأميركية - الإسرائيلية، فإن الرؤساء الأميركيين يتغيرون ويتبدلون، ويبقى رئيس الحكومة الإسرائيلية كما هو، وفي حقيقة الأمر ربما كان هذا أحد الأسباب التي تظهره كرجل ما زال مطلوباً للعدالة الدولية في الخارج، ومتهماً أمام القضاء الإسرائيلي في الداخل، من تبجح وعنجهية وغرور، كيف لا وهو يتلاعب برئيس أكبر وأقوى دولة في العالم، كما لو كان لعبة بين يديه، ولم يقتصر الأمر على رئيس واحد، حتى لا يقال إن العيب أو المشكلة كانت في ذلك الرئيس شخصياً، فقد فعل هذا مع ترامب في ولايته الأولى، حين واصل تحريكه بالريموت كونترول الذي بين يديه، فوجهه نحو إلغاء الاتفاق مع إيران العام 2018، الذي كان وقعه باراك أوباما قبل ذلك بثلاثة أعوام، ثم دفعه لارتكاب فعل تجنبه كل الرؤساء الأميركيون السابقون، نقصد نقل السفارة الأميركية من تل أبيب للقدس، ومن ثم الاعتراف بالضم غير القانوني للجولان المحتل، وأخيراً إبرام اتفاقيات أبراهام للتطبيع بين ثلاث دول عربية وإسرائيل بالقفز عن شرط إقامة الدولة الفلسطينية أولاً. ثم تلاعب ببايدن الذي حاول أن يهرب من الشرق الأوسط، بعد أن حاول أن يكمل عمل ترامب الخاص باتفاقيات أبراهام، وذهب للرياض من أجل هذا الغرض، لكن علاقته السيئة مع الأمير محمد بن سلمان، حالت دون تحقيق أي إنجاز بهذا الخصوص، بل ولقنه الأمير السعودي المفعم بالحيوية والشباب والطموح درساً، دفعه بعيداً عن الشرق الأوسط إلى شرق أوروبا، حيث علق مستقبله ومستقبل حزبه السياسي بالحرب الروسية الأوكرانية، وحتى هنا لم يستطع أن يواجه نتنياهو، فمن بين كل دول الغرب الحليفة لأميركا، وقفت إسرائيل جانبا، ولم تنضم للتحالف السياسي الذي أقامته أميركا ضد الحرب الروسية على أوكرانيا، ثم كانت الطامة الكبرى حين وقع طوفان الأقصى، فكانت تفاصيل حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية، تمثل إهانات متكررة ومتواصلة للرئيس الأميركي في مقابل رئيس حكومة إسرائيلي، ليس مطلوبا للعدالة الدولية، وللقضاء الإسرائيلي وحسب، بل ويواجه معارضة داخلية غير مسبوقة، لا تقتصر على المعارضة السياسية، بل يواجه مؤسسات الدولة بما فيها القضاء والمؤسسات الأمنية والعسكرية. أي كان يمكن لبايدن أن يتحجج أو يطالب نتنياهو بإجماع داخلي، حتى يجلس إلى جانبه أو حتى وراءه في حرب أغضبت العالم بأسره، لكنه لم يقوَ حتى على منع نتنياهو من منح الفاشيين الإسرائيليين المقاعد الوزارية، وكان بايدن قد تورط بإعلان عدم رغبته في منح كل من إيتمار بن غفير وبتسئليل سموتريتش مقاعد حكومية حين قام نتنياهو بتشكيل حكومته الحالية، وذلك قبل أشهر قليلة من طوفان الأقصى، وكان ذلك محاولة من بايدن لتعزيز علاقة بلاده بالدول العربية، نظراً لتقديره بأن هذين الرجلين سيشعلان المنطقة توتراً وصخباً، بمجرد مشاركتهما في الحكومة، فما بالنا وقد باتا يتحكمان بهما من خلال تهديد نتنياهو المرعوب من احتمال الخروج من المنصب ليكون تحت رحمة القضاء الإسرائيلي، بفض الشراكة معه، في حال تردد في مواصلة حرب الإبادة الجماعية، ومواصلة الطريق ضد العالم بأسره ؟ بالطبع كان ينظر إلى بايدن على أنه رئيس ضعيف، لا يتمتع بكاريزما باراك أوباما، ولا حتى بشخصية رونالد ريغان ولا حتى جورج بوش الأب، أما ترامب فهو ظهر، بعد أن فاجأ الدنيا كلها برفض نتائج انتخابات الرئاسة العام 2020، وظل يدعي تعرض النتيجة للتزوير، ثم أعلن بشكل غير مسبوق أنه سيعيد محاولة العودة للبيت الأبيض، وظل 4 سنوات يمارس دور المرشح الرئاسي المعارض، وظهر مدعوماً من مؤيدين متطرفين، عصبويين لدرجة العنصرية ضد الآخرين، بمن فيهم نصف الشعب الأميركي، أي الخصم الديمقراطي، باختصار ظهر أو حاول أن يظهر كرئيس قوي، مختلف تماما عن بايدن، وقد ادعى أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا ما كانت لتقع لو كان رئيسا، وأنه يمكنه أن يوقف الحرب في الشرق الأوسط خلال أيام، وواصل ذلك وبصوت أعلى بكثير حين فاز بالانتخابات، لدرجة أنه هدد بأنه سيحرق الشرق الأوسط، لو دخل البيت الأبيض، دون التوصل لاتفاقية الصفقة. وفعلاً رضخ نتنياهو للتهديد، رغم أن تهديد ترامب كان يبدو موجها لحماس أصلاً، وبدأ تنفيذ صفقة تبادل مكونة من 3 مراحل، قبل تنصيب ترامب بيوم واحد فقط، وبذلك أوحى نتنياهو لترامب بأنه قد حقق له ما أراد، بما جعل الرئيس الأميركي ينتشي مثل طاووس في ريعان الشباب، ما أعاده إلى حضن نتنياهو، الذي كان قد أغضبه قبل 4 سنوات حين قام بتهنئة بايدن على فوزه بانتخابات 2020، لدرجة أنه استقبله في البيت الأبيض كأول مسؤول أجنبي يستقبله كرئيس أميركي، ثم قام بتقديم أعظم هدية سياسية له، وكانت إعلانه عن خطة مدوية تجاه غزة، مضمونها تهجير سكانها، إعلان أذهل نتنياهو والفاشيين الإسرائيليين، الذين ما زالوا يحلمون بتنفيذ تلك الخطة، رغم نسيان ترامب نفسه لها، بل وحتى أنه نسي إن كان قد تفوه بها من قبل. وكما فعل بايدن، يفعل ترامب حالياً، فهو قد عين ممثلاً رسمياً له لمتابعة مسار صفقة التبادل، وهو ستيف ويتكوف، والذي يعد كما لو كان أهم من وزير الخارجية نفسه، بينما كان بايدن قد أرسل وزير خارجيته خلال عام واحد أكثر من عشر مرات لمتابعة هذا الملف، إضافة بالطبع لمستشار أمنه القومي، ووزير الدفاع، ورئيس هيئة الأركان، وكذلك أكثر من مندوب خاص، ولكن دون جدوى، ذلك أن المعضلة لا تكمن في الجانب الفني، ولا في إقناع حماس، لكن المشكلة تكمن بين أميركا وإسرائيل بالتحديد، فأميركا أيام بايدن كانت بحاجة لاتفاق الصفقة لغرض انتخابي، وللتخلص من الضغط الدولي والداخلي، حيث كانت تضطر كل الوقت للوقوف في وجه العالم كله المنتفض بالتظاهرات، والمنشغل بمناقشة مشاريع القرارات في مجلس الأمن والجمعية العامة، فيما أميركا في أيام ترامب الحالية بحاجة إلى الصفقة لتقديمها كإنجاز يخفف من المعارضة الداخلية ضد الرسوم الجمركية، ولفتح أبواب الشرق الأوسط أمام مزيد من الاستثمارات في أميركا بما يعزز اقتصادها ويقويه في مواجهة التحدي الاقتصادي الصيني. أما إسرائيل فلا يمكنها في ظل حكومتها الفاشية الحالية، عقد صفقة توقف الحرب، ولو بعد حين، وبالتحديد لو أرفق اتفاق الصفقة بضمانة أميركية أو قبول إسرائيلي بالطبع بوقف الحرب وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، فهذا يعني تفكيك الائتلاف وسقوط حكومة نتنياهو، وهذا التباين، ومع تصاعد الغضب الدولي، ومنه الأوروبي المهم، الذي يبدو أنه وجد في إسرائيل ضالته للرد على تخلي أميركا عن أوكرانيا، وتوريط أوروبا بوحل المواجهة مع روسيا، وذلك بنبذ إسرائيل، كما فعلت أميركا مع أوكرانيا، يعني أن ترامب يحارب طواحين الهواء حالياً، من أجل «احتواء» فتيل التوتر الذي يمسك به نتنياهو، في محاولته لإجبار ترامب على الدخول في المسار الذي سار عليه بايدن، وهو مسار الحرب الإقليمية، بدلاً من مسار الصفقات التجارية، وبما يشمله ذلك من الإبقاء على خيار مواجهة إيران، أميركيا وإسرائيل عسكرياً، ولهذا أظهر ترامب حنقه على نتنياهو وحذره تحذيراً شديد اللهجة، إن هو فكر في تخريب المفاوضات الأميركية الإيرانية. السؤال يبقى معلقاً، بينهما، أي بين ترامب ونتنياهو، ويدور حول من منهما سيلوي عنق الآخر، وحيث إن ترامب يطرق الباب السهل، والذي ليس بالضرورة يوصله لبر الأمان، وهو باب حماس، لذلك يواصل القول إنه قريب من اتفاق الصفقة، وإن ذلك قد يكون اليوم أو غداً!

"قرصة أذن".. وراء إقالة إدارة ترامب 3 مسؤولين "مؤيدين جدًّا" لـ(إسرائيل)
"قرصة أذن".. وراء إقالة إدارة ترامب 3 مسؤولين "مؤيدين جدًّا" لـ(إسرائيل)

فلسطين أون لاين

timeمنذ 2 أيام

  • فلسطين أون لاين

"قرصة أذن".. وراء إقالة إدارة ترامب 3 مسؤولين "مؤيدين جدًّا" لـ(إسرائيل)

رام الله- غزة/ محمد عيد يعكس قرار إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ إقالة ثلاثة مسؤولين في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي، حقيقة توتر العلاقات الثنائية مع رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي المجرم بنيامين نتنياهو. ويتفق مراقبون سياسيون على وجود توتر سياسي وليس "خلافا استراتيجيا" بين "ترامب" و"نتنياهو" الذي يحاول التأثير في القرار داخل الإدارة الأميركية فيما يتعلق بملفي "حرب الإبادة الإسرائيلية" على غزة، والمفاوضات الأميركية – الإيرانية. ويدعم صحة هذا الرأي، وصف صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الشخصيات المقالة بأنها "مؤيدة جدا" لـ(إسرائيل) التي تحاول شن هجوم عسكري "منفرد" ضد إيران حتى لو كان ذلك من دون موافقة واشنطن، وكذلك استمرار الحرب في غزة دون الجلوس لطاولة المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس. قلق إسرائيلي ورأى أستاذ العلوم السياسية د. أسعد العويوي أن الخلاف القائم يعود لأسباب "تكتيكية" وليست "جوهرية" حول قضايا وملفات الشرق الأوسط. وأوضح العويوي في مداخلته لـ "فلسطين أون لاين" أن "ترامب" خلال ولايته الحالية يميل نحو حلول دبلوماسية للحرب الإسرائيلية على غزة، وكذلك الملف النووي الإيراني وهو الأمر الذي تعارضه حكومة اليمين المتطرف في (إسرائيل). وذهب إلى أن إدارة ترامب تسعى لإيجاد اتفاق في غزة على غرار الاتفاق اللبناني- الإسرائيلي وهذا ما يرفضه اليمين الإسرائيلي و"نتنياهو" بوقف حرب الإبادة؛ لأسباب سياسية وشخصية في الحكم. وليس هذا فحسب، بل إن حكومة نتنياهو تواصل "إحراج" الإدارة الأميركية عبر رفضها دخول وفد من الوزراء العرب إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة. وبحسب بيان أردني، هذا الأسبوع، رفضت (إسرائيل) زيارة اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المشتركة بشأن غزة إلى الضفة الغربية ولقاء رئيس السلطة محمود عباس. وقال العويوي: حتى حلول التسوية واتفاقيات التطبيع التي يرغب "ترامب" بتوسعتها خلال ولايته الحالية يرفضها "نتنياهو" وهو الأمر الذي يجعله "عبئا إسرائيليا" للإدارة الأميركية الحالية. في المقابل، أكد أن جيش الاحتلال في "مأزق" داخل غزة – رغم المجازر الوحشية اليومية التي يرتكبها بحض المدنيين – وهذا ما أثار غضبا عالميا إلى جانب مواصلة المقامة الفلسطينية تكبيد قوات الجيش خسائر بشرية بين الحين والآخر. وشدد العويوي على أن الخسائر البشرية في صفوف الجيش تشكل قلقا لحكومة اليمين المتطرف التي تحاول "تحقيق إنجازات دون خسائر" وهذا أمر أثبت فشله طوال الحرب على غزة. وخلال الأيام الماضية، أعلن جيش الاحتلال مقتل 4 جنود وإصابة 11 آخرين في كمائن للمقاومة الفلسطينية التي تواصل عملياتها رغم القصف والدمار الإسرائيلي. اتساع الفجوة ومن وجهة نظر، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية د. خليل العناني فإن هذه المعطيات تعكس وجود توتر واتساع للفجوة بين "ترامب" و"نتنياهو" الذي يحاول "التلاعب" بسياسات وتوجهات الرئيس الأميركي في الشرق الأوسط. واستدل العناني، في مقطع فيديو على صفحته الشخصية، باستدعاء "نتنياهو" إلى البيت الأبيض إبريل/ نيسان الماضي، فور علم رئيسه بتخطيط (إسرائيل) لضرب إيران وسط المفاوضات التي يقودها ترامب بشكل غير مباشر. وكان "ترامب" قال في وقت سابق إنه: طلب من "نتنياهو" عدم شن هجوم على منشآت نووية إيرانية، وتحدث عن تقدم في المفاوضات النووية مع طهران وقرب التوصل إلى اتفاق. وتطرق العناني إلى "علاقة غير جيدة بين ترامب ونتنياهو.. فالأول لا يتغافل عن تهنئة الأخير للرئيس الأميركي السابق جو بايدن بالانتخابات السابقة 2020"، لافتا إلى أن ترامب "يفتخر بأنه أكثر رئيس أميركي منح (إسرائيل) هدايا بشكل غير مسبوق". وخلال ولايته الأولى (2017-2021) اعترف "ترامب" بمدينة القدس المحتلة عاصمة مزعومة لدولة الاحتلال، أصدر قرار نقل السفارة الأميركية من "تل أبيب" إلى القدس بالإضافة إلى الاعتراف بـ"السيادة الإسرائيلية" على هضبة الجولان المحتلة، واتساع اتفاقيات التطبيع خلال ولايته. لكن خلال الولاية الحالية، بحسب العناني يركز "ترامب" على المصالح الأميركية في المنطقة، مستدلا بحديث مبعوث الرهائن الأميركية آدم بوهلر: "نحن نعمل من أجل مصالحنا.. ولسنا وكلاء لأحد"، كما قالها وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو: "نركز في مصالحنا الأساسية". ووصف التوتر القائم عبارة عن "قرصة أذن" لـ"نتنياهو"؛ لعدم الاستخفاف أو "التلاعب" بقرارات أو إدارة "الرئيس ترامب". وقال إن الرئيس الأمريكي "ذو شخصية مختلفة وصعب التنبأ بسلوكها.. (إسرائيل) والصهاينة تفضل السياسي التقليدي، وهذا مبعث القلق الإسرائيلي". "أميركا أولا" وبحسب الكاتب والمحلل السياسي أمير مخول فإن هناك قلق داخل حكومة "نتنياهو" من التغيرات الحاصلة في إدارة ترامب و"الانعزال من أصحاب فكرة: مصالح أميركا أولا". ورأي مخول، في منشور تحليلي، أن هذه التطورات تدفع إلى توتر في العلاقات بين "نتنياهو" ووزير الشؤون الاستراتيجية في حكومته رون ديرمر، وترشَح تصريحات بأن "نتنياهو" يحمله مسؤولية الاخفاق في رصد التحولات في إدارة ترامب، وكذلك اتساع نفوذ التيار الانعزالي الذي يؤيد (إسرائيل) لكنه لا يسير وفقا لأجندتها وأولوياتها. ونوه إلى أن بداية التوتر تعود إلى عدم توقع "ديرمر" احتمالية إقالة مستشار الأمن القومي السابق مايكل والتز ونائبه أليكس وونغ سيتركان الذي كان أقرب المقربين إلى "نتنياهو" وشاركه التقدير بضرورة دخول الولايات المتحدة في حرب مع إيران. واعتبرت "يديعوت أحرونوت" أن إقالة هؤلاء المسؤولين لم تكن من فراغ بل هي "جزء من التباعد بين (إسرائيل) وإدارة ترامب، حيث يبدو أن الأميركيين اختاروا هذه السياسة لأسبابهم الخاصة". وبناء عليه، توقع مخول أن تتعمق الأزمة الإسرائيلية الداخلية نتيجة توجهات إدارة ترامب الذي راهن "نتنياهو" على انتخابه باعتباره والمحيطين به من أعضاء إدارته معظمهم من اتباع "الكنيسة الانجيلية الصهيونية" وقال إن هوية التغيرات في إدارة ترامب تشير إلى مستوى جديد من عدم الثقة مع "نتنياهو" وحكومته، عدا أنها تعكس مدى التباعد بين الأجندة الأميركية والأجندة الإسرائيلية في معظم الملفات الإقليمية. وخلص مخول إلى أنه من غير المستبعد - في حال تفاقم الصدع في علاقات ترامب مع نتنياهو وحكومته - أن تعمل الإدارة الأميركية جديا استبدال أحصنتها في الساحة السياسية الإسرائيلية بما يخدم الاستراتيجية الأميركية في تحولاتها الجديدة. المصدر / فلسطين أون لاين

نـذر الـزلـزال الـكـبـيــر
نـذر الـزلـزال الـكـبـيــر

جريدة الايام

timeمنذ 2 أيام

  • جريدة الايام

نـذر الـزلـزال الـكـبـيــر

ما لم يغادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب سياسته الاستعلائية بحق شعوب الأرض، فإن العالم كله مقبل على اضطراب كبير يستمر لسنوات قادمة، وقد ترتد على الولايات المتحدة، التي يريدها ترامب في موقع المتفوق عالمياً. الشرق الأوسط يعيش منذ 7/10/2023 هذا الاضطراب المتدحرج والذي يهدد استقرار المنطقة بأسرها، وربما جوارها القريب والبعيد نحو الشرق الأقصى. يتوهم رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وتحالفه الأيديولوجي المتطرّف، أنه نجح في رسم صورة نصر من مخيلته، بعد أن حقق جيشه بعض الإنجازات التكتيكية في «دول الطوق» لبنان، سورية، وبما يستمر في فعله من دون روادع في قطاع غزة والضفة الغربية. لن يكون نتنياهو بن غوريون الثاني، والمتفوق على سلفه الذي نجح في تأسيس الدولة العبرية عام 1948، بل ربما يسجل عليه التاريخ المعاصر أنه المسؤول عن وأد المشروع الصهيوني، وتوسع دائرة المشاعر المعادية لليهود في مختلف أصقاع الأرض. يستطيع نتنياهو وتحالفه وجيشه المستنزف والمرهق مواصلة حرب الإبادة والتجويع، والتدمير للقطاع المحاصر، طالما يغيب عن الفعل الوزن العربي والإسلامي، وطالما أنه على توافق تام مع ترامب الذي يملك وحده مفاتيح العقد والحل، والذي يحلم هو الآخر بأن يحوّل القطاع إلى «ريفيرا» الشرق الأوسط. أكثر من 600 يوم، على تجييش دولة الاحتلال كل طاقاتها الاستخبارية والأمنية والعسكرية، والاقتصادية، والاجتماعية، وتلقي جسور جوية وبحرية محمّلة بكل أنواع القذائف، وأدوات القتل من الولايات المتحدة، لكنه يفشل. يفشل نتنياهو في تحقيق أهدافه المعلنة سواء ما يتعلق بتحرير أسراه وقتلاه عبر الضغط العسكري، أو القضاء على حركة المقاومة حكماً مدنياً، وبنية عسكرية. ومن الواضح أنه يستطيع أن يصمد في مواجهة الضغوط الدولية والداخلية التي تطالب بوقف الحرب العدوانية، ووقف حرب التجويع والإبادة، ومنع وصول المساعدات، ويستطيع المماطلة أكثر في مفاوضات، كلما اقتربت من تحقيق شيء، أخرج من جيبه شروطاً جديدة تعيد الأوضاع إلى بداياتها. مع تواصل المفاوضات الأميركية الإيرانية، التي يفضل ترامب من خلالها تحقيق أهدافه المشتركة مع نتنياهو، وبعد خمس جولات، يصرّ ترامب على مبدأ رفض تخصيب اليورانيوم كحق لإيران، الورقة الأخيرة التي قدمها ستيف ويتكوف، قوبلت برفض إيراني، حيث قال المرشد الإيراني علي خامنئي إنها تتناقض بنسبة 100% مع مصلحة بلاده. دولة الاحتلال تهدد وتتوعّد، وتتحضّر لتوجيه ضربات للبنية التحتية للبرنامج النووي الإيراني، ولكنها مضطرّة لأن تنصاع للموقف الأميركي، الذي يريد استنزاف الطرق الدبلوماسية. دولة الاحتلال تملك قدرة هائلة على إلحاق أذى كبير بإيران سواء ما يتعلق بمشروعها النووي، أو منشآتها العسكرية، أو الاقتصادية، لكنها لا تستطيع تحمّل تبعات ذلك على المنطقة، هذا في حال غياب دور الشريك الأميركي. إن احتمال وقوع الانفجار الكبير في المنطقة مرتبط فقط بالزمن، ذلك أن مؤشرات التفاوض، لا تعطي أملاً في التوصل إلى اتفاق، وحتى لو أمكن التوصل إلى اتفاق ما، أو مساومة، على حلّ وسط، يمنح إيران فرصة استمرار التخصيب بأية نسبة ولاية مدة، فإن نتنياهو يجد في ذلك تهديداً إستراتيجياً، وجودياً لكيانه، لا يمكن السكوت عليه أو التسامح معه. الانفجار إن وقع، سواء بجهد إسرائيلي منفرد أو بجهد مشترك مع أميركا، من شأنه أن يحدث زلزالاً في المنطقة التي تنتشر فيها القواعد الأميركية بكثافة، وينتشر في محيطها المائي حشد كبير وخطر من السفن الحربية وحاملات الطائرات. دول الخليج، سورية، العراق، الأردن، حيث تتواجد فيها قواعد عسكرية أميركية ستكون في قلب النار، ما لم تنأَ بنفسها عن السماح للقواعد الأميركية، بأن تكون في حقل الاستخدام الأميركي. لا نتحدث عن أبعاد مثل هذا الانفجار على حلفاء إيران الدوليين من الصين إلى روسيا، وكوريا الشمالية، فضلاً عن حلفائها في المنطقة إلى أن تتضح مخرجات المفاوضات الأميركية الإيرانية، فإن ثمة تطوّرات مرتقبة في محيط فلسطين المحتلّة. أشهرٌ مرّت على اتفاق وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية، التزم خلالها «حزب الله» اللبناني، بالمعادلة التي فرضتها الحكومة اللبنانية، التي تواصل عبثاً، محاولاتها الدبلوماسية والسياسية لإلزام دولة الاحتلال بالتوقف عن ممارسة العدوان على لبنان، وسحب جيش الغزو من المواقع الخمسة التي استقرّ فيها. يبدو أن الحكومة اللبنانية قاب قوسين أو أدنى من أن تصل إلى حدّ اليأس، من إمكانية تنفيذ الوعود الاقتصادية والعسكرية التي تعهّدت بها الإدارة الأميركية وبعض الدول العربية. «حزب الله» الذي لا يزال يتعرض للهجمات العدوانية التي تتجاوز حدود الليطاني ووصلت إلى الضاحية الجنوبية، لم يفقد قدراته، وإن كان خسر بعضها والأرجح أنه أعاد تنظيم صفوفه، وسدّ الثغرات، وانه بات أقرب إلى أن يرفع الكرت الأحمر في وجه الحكومة التي تعجز عن حماية البلاد والعباد، وفي الجوار، حيث لا يتوقف النظام السوري الجديد عن تأكيد رغبته في تجنّب أية مواجهات مع المحيط، والمقصود دولة الاحتلال التي تواصل احتلالها وقصفها دون رد، ثمّة من يتأهب للتمرد على هذه السياسة. خلال اليومين السابقين، أطلقت مجموعة جديدة باسم «كتائب الشهيد محمد الضيف» قذيفتين على الجولان السوري المحتل، وتعهّدت بالمواصلة. هذا مؤشّر على احتمال خلط الأوراق الداخلية، وإرباك المشهد، بما قد يسمح بظهور كتائب أخرى، بمسمّيات قديمة أو جديدة، تفعّل دورها في مقاومة دولة الاحتلال. «جماعة أنصار الله» «الحوثيين» اليمنية مستمرون، ما يعني أن الحرب إن توقّفت مؤقّتاً على القطاع، فإن نتنياهو سيجد ضالّته للاستمرار فيها، عَبر جبهات أخرى، إلى أن ينضج الأمر بالنسبة لإيران.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store