logo
ساعات حرجة قبل العاصفة.. كيف تدفع إسرائيل نحو حرب شاملة مع إيران؟

ساعات حرجة قبل العاصفة.. كيف تدفع إسرائيل نحو حرب شاملة مع إيران؟

الجزيرةمنذ يوم واحد

اتفق خبراء ومحللون سياسيون على أن منطقة الشرق الأوسط تمر بمرحلة أمنية حساسة، حيث تتصاعد التوترات بين إسرائيل و إيران في ظل تعثر المفاوضات النووية وإجراءات الإخلاء الأميركية الاحترازية في المنطقة.
وكانت وكالة أسوشيتد برس قد نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن وزارة الخارجية الأميركية تستعد لإصدار أمر بمغادرة جميع العاملين غير الأساسيين من السفارة الأميركية وأفراد عائلاتهم في بغداد و البحرين و الكويت.
ووفقا للخبير بالشؤون الإسرائيلية، الدكتور مهند مصطفى، فإن هناك ترقبا إسرائيليا واستعدادا لتوجيه ضربة عسكرية على إيران في حالة فشل المباحثات النووية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، حيث تنتظر إسرائيل هذه اللحظة وتستعد لها، وترى أنها اللحظة المواتية التي يصعب تكرارها، وأنه يتعين عليها عدم تفويتها.
وأوضح أن ما يميز هذه التحضيرات أن هناك توافقا واتفاقا بين المؤسسة السياسية الإسرائيلية وبين المؤسسة العسكرية حول توجيه هذه الضربة.
وأكد مصطفى أن إسرائيل تنتظر هذه الفرصة منذ عام 2009، والآن الوضع مختلف تماما، فإسرائيل لديها ثقة أنها قادرة على ضرب المشروع النووي الإيراني وإلحاق الضرر به، خاصة بعد توجيه ضربات لإيران، وإضعاف أو تحييد ما تسميه إسرائيل أذرع إيران في المنطقة، لا سيما حزب الله.
وأكد أن مسألة ضرب إيران هو أمر إستراتيجي انتظرته إسرائيل بفارغ الصبر، وأنها ترى أن الوقت الراهن هو اللحظة التاريخية المواتية لها.
المؤشرات الأميركية
وفي السياق ذاته، يؤكد الخبير العسكري والإستراتيجي فايز الدويري أن الإجراءات الأميركية تشير إلى وجود معلومات لدى الجانب الأميركي بأن هناك احتمالية عالية جدا لتوجيه ضربة.
وبحسب الدويري فإنه لا يمكن أن تصدر الإدارة الأميركية أمرا للموظفين غير الأساسيين وعائلاتهم للخروج من أماكن عملهم إلا إذا كانت هناك معلومات شبه مؤكدة بشأن فرص حدوث الضربة العسكرية.
ومن جانبه أشار مراسل الجزيرة في واشنطن فادي منصور إلى أن وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث ، وفي ضوء تقييم القيادة الوسطى للتطورات الأمنية في منطقة الشرق الأوسط، أعلن عن مغادرة أسر الجنود الأميركيين في أكثر من مكان في منطقة عمل القيادة الوسطى.
وقال مسؤول دفاعي أميركي للجزيرة إن القيادة الوسطى تتابع التوتر في الشرق الأوسط، مع التأكيد أن التهديد لا يتعلق بتهديد مباشر إيراني للولايات المتحدة، ولكن قد يتعلق بإمكانية تطور الموقف بين إسرائيل وإيران.
وعلى الجانب الآخر، أوضح مراسل الجزيرة نور الدين الدغير من طهران أن الإيرانيين يرون أن البرنامج النووي له حل سياسي يمكن التوصل إليه، وأن طهران مستعدة لتقديم الكثير من المعطيات لبناء عامل الثقة مع واشنطن والغرب و الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال رفع مستوى التفتيش.
ويضيف الدغير أن هناك مسارين متوازيين لدى طهران: المسار الدبلوماسي الذي تأمل فيه بالوصول إلى اتفاقية مع الولايات المتحدة، والمسار الثاني هو الاستعداد للرد إذا فشلت هذه المحاولات وحدث عمل عسكري ضد المواقع النووية الإيرانية.
وفي السياق السياسي، يرى المحلل السياسي والباحث بمعهد الشرق الأوسط، الدكتور حسن منيمنة، أن الإدارة الأميركية لا ترغب في خوض حرب جديدة تؤدي إلى انهيار الاستقرار في المنطقة.
ولكنها بالمقابل ترفض أن تمتلك إيران السلاح النووي، مشيرا إلى أن واشنطن راضية عن الموقف الإسرائيلي باعتبار أنه يُشكل عامل ضغط على الجانب الإيراني.
وحذر منيمنة من أن المواقف الأخيرة للرئيس دونالد ترامب ، ولا سيما بعد المكالمة الهاتفية التي لم يُعط فيها الضوء الأخضر لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية – تجعل من هذه الضربة في حال حدوثها مُحرجة للرئيس الأميركي.
ويتفق معه الباحث الأول بمركز الجزيرة للدراسات، الدكتور لقاء مكي، مؤكدا أن السياق والتهديدات المتبادلة توحي بأن هناك احتمالية حقيقية للمواجهة، خاصة أن هذه التطورات تأتي قبل يومين أو 3 من الموعد المحتمل لعقد الجولة الجديدة من المفاوضات الإيرانية الأميركية.
ولفت إلى أن ذلك يعني أن أميركا تريد أن تقول لإيران إنها يمكن أن تطلق يد إسرائيل، كأداة ضغط للقبول بالعرض الأميركي المقدم على طاولة المفاوضات.
التداعيات المحتملة
وحول التداعيات المحتملة، يُجمع الخبراء على أن الضربة المحتملة لن تكون منفردة بل حملة هجوم لمدة أسبوع على الأقل، تشمل ليس فقط المواقع النووية بل مواقع عسكرية واقتصادية إستراتيجية لتدمير قدرة إيران على تمويل المشروع النووي مستقبلا، كما يؤكد مكي.
وفي هذا الإطار، أوضح مراسل الجزيرة سامي الكبيسي من بغداد أن مصادر عراقية تؤكد أن خطوات الإخلاء في السفارة الأميركية تتعلق بإجراءات تخص الوجود الدبلوماسي الأميركي في عدد من بلدان الشرق الأوسط وليس العراق فقط، مما يشير إلى شمولية التحضيرات الأميركية للمواجهة المحتملة.
وحذر مكي من أن الإقليم كله سيدخل في سياق الحرب، وستتدحرج الأحداث خلال ساعات وليس أيام، وإذا لم يحصل اتفاق خلال الجلسة المقبلة من المفاوضات، فستحصل الضربة ربما خلال الأسبوع المقبل، مما يضع المنطقة أمام منعطف خطير قد يُعيد تشكيل خريطة التوازنات الإقليمية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

خبراء: شعور إسرائيل بـ"تهديد وجودي" يدفعها لحرب محتملة مع إيران
خبراء: شعور إسرائيل بـ"تهديد وجودي" يدفعها لحرب محتملة مع إيران

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

خبراء: شعور إسرائيل بـ"تهديد وجودي" يدفعها لحرب محتملة مع إيران

أجمع خبراء سياسيون أن الشرق الأوسط يقف على أعتاب مرحلة بالغة الخطورة، حيث تتصاعد التوترات حول الملف النووي الإيراني إلى مستويات غير مسبوقة، بينما تستعد إسرائيل لمرحلة قد تكون حاسمة لمستقبل التوازنات الإستراتيجية في المنطقة. وأكد الخبراء أن الأزمة الحالية تتجاوز كونها مجرد خلاف حول البرنامج النووي الإيراني ، لتتحول إلى صراع وجودي يهدد بإعادة تشكيل خريطة القوى في منطقة تحتوي على أهم مصادر الطاقة العالمية. وبحسب فاطمة الصمادي، الباحثة الأولى في مركز الجزيرة للدراسات، فإن إيران مصرة على مواصلة تخصيب اليورانيوم، موضحة أن القيادة العليا الإيرانية رفضت تماما مسألة إنهاء التخصيب بالكامل. وأشارت الصمادي لبرنامج "مسار الأحداث" إلى أن إيران قد تقبل بالتراجع عن التخصيب من نسبة 60% و20% إلى النسبة التي تقل عن 4%، التي وافقت عليها في اتفاق 2015، لكنها أوضحت أن ما تريده واشنطن هو إنهاء مسألة التخصيب بالكامل. وفي ذات السياق، حذرت الخبيرة في الشأن الإيراني من أن تنازل طهران عن موضوع التخصيب يعني إنهاء البرنامج النووي، مما يفتح الباب أمام سلسلة أخرى من التنازلات الإيرانية، لافتة إلى أن إيران تدرك أن قبولها بهذا التنازل قد يدفعها سريعا إلى عملية تفاوضية جديدة في ملفات أخرى على رأسها البرنامج الصاروخي. من جانبه، أكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى، أن إسرائيل تلوح بالهجوم العسكري على إيران من أجل إخضاعها أو إجبارها على تقديم تنازلات في المباحثات. ووفق مصطفى، فإن إسرائيل استعدت للهجوم على المشروع النووي الإيراني منذ أكثر من 15 عاما، وكان مركز اهتمام وتحضيرات في إسرائيل. أهداف إسرائيلية وأوضح مصطفى أن 3 أهداف وراء تهديد وتلويح إسرائيل وتتمثل في تعزيز "شرعيتها" بالهجوم عليها في حالة فشل المباحثات النووية، وترسيخها كقوة ضاربة في المنطقة، بالإضافة إلى الضغط على الولايات المتحدة لكي يكون الاتفاق في حده الأدنى يستجيب للمصالح الإسرائيلية. وتدرك إسرائيل أنها لا تستطيع أن تشن هجوما على إيران بدون موافقة أميركية، حسب مصطفى، لكنها ظلت تطالب منذ سنوات بأن تجري المباحثات مع إيران في وجود تهديد عسكري. وأكد أن تل أبيب مدركة للأثمان التي سوف تدفعها "إذا كان نجاح هذه الضربة يؤدي إلى منع إيران من الوصول إلى السلاح النووي"، مشيرا إلى أن إسرائيل ترى في امتلاك إيران سلاحا نوويا بمثابة تهديد وجودي لها. وبالتوازي مع هذا التصور، أكدت الصمادي أن إيران تدرك هذه المعادلة، إذ كانت تلجأ خلال العقد الماضي إلى "جعل الأثمان عالية للأطراف المستهدفة، بمعنى مضاعفة الردع أو رفع مستوى الرد لدى إيران". وأوضحت أن إيران أرسلت رسائل واضحة بأن الأثمان على كل المنطقة لن تكون هينة، "فإذا استُهدفت إيران فالرد سيكون باتجاهات متعددة". بدوره، حذر الخبير في الشؤون العسكرية والإستراتيجية أحمد الشريفي، من أن المنطقة تواجه "مخاطر حقيقية" قد تؤدي إلى معادلة الصراع الصفري. وأكد الشريفي أن ترسانة السلاح في الشرق الأوسط قد تؤدي إلى تدمير شامل، محذرا من أن المعادلة الخطيرة تكمن في أن النظام الإيراني لديه الرغبة والاستعداد للقتال في "حرب وجود بكل ما يمتلكه من موارد القوة جغرافيا وعسكريا وأمنيا". وأشار إلى أن مستوى القدرات التسليحية الإسرائيلية عال، لا سيما بعد إطلاق المعدات عالية الدقة والأسلحة الثقيلة التي كانت مقيدة في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وباتت متاحة في فترة خليفته دونالد ترامب"لتمكين إسرائيل من القيام بضربة بشكل منفرد". لكنه حذر في الوقت نفسه من أن إيران طورت قدراتها أيضا، لافتا إلى المخاوف الإسرائيلية من الطائرات المسيرة الصاروخية أو المُشغلة عبر الطيران المنخفض والتي ستؤثر بشكل كبير على ثغرات الدفاع الجوي الإسرائيلي. صراع على المنطقة وفي السياق، أكدت الصمادي أن المسألة ليست فقط صراعا على البرنامج النووي، بل هناك صراع على شكل المنطقة، إذ لدى إيران رؤية مغايرة تماما للشكل الذي يجب أن تكون عليه المنطقة وطبيعة الوجود الإسرائيلي فيها. وبناءً على هذا التحليل، أضافت أن الشعور بالتهديد الوجودي في إسرائيل تعاظم كثيرا بعد طوفان الأقصى ، مشيرة إلى أن الحسابات الإستراتيجية لإسرائيل تغيرت بالكامل، كما أن العدوان على غزة وطريقة مهاجمة حزب الله وحلفاء إيران في المنطقة أثر أيضا على الإستراتيجية الدفاعية الإيرانية. من جانبه، أكد مصطفى أن إسرائيل تعتقد أنها أمام "اللحظة التاريخية المناسبة" لتوجيه هذه الضربة، مشيرا إلى أن إسرائيل "أضعفت المحور الإيراني وبالذات في لبنان". وفي هذا الإطار، لفت إلى أن إسرائيل تخشى أن هذا السيناريو "لن يتكرر، إذا أجلت الضربة العسكرية الآن"، مما يضع المنطقة أمام سباق مع الزمن قد يحدد مصير الاستقرار الإقليمي لعقود قادمة.

وول ستريت جورنال عن مسؤول إسرائيلي: قد نهاجم الأحد إن لم توافق طهران على وقف إنتاج مواد تستخدم لصنع قنبلة ذرية
وول ستريت جورنال عن مسؤول إسرائيلي: قد نهاجم الأحد إن لم توافق طهران على وقف إنتاج مواد تستخدم لصنع قنبلة ذرية

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

وول ستريت جورنال عن مسؤول إسرائيلي: قد نهاجم الأحد إن لم توافق طهران على وقف إنتاج مواد تستخدم لصنع قنبلة ذرية

عاجل | ترامب: إيران قد تصبح دولة عظيمة لكن عليها أولا أن تتخلى تماما عن آمالها في امتلاك سلاح نووي عاجل | ترامب: أصدرت توجيهات لإدارتي بأكملها بالتفاوض مع إيران عاجل | ترامب: ملتزمون بالتوصل إلى حل دبلوماسي للقضية النووية الإيرانية عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين بالبيت الأبيض: حاولنا لعدة أسابيع كبح جماح إسرائيل من أي ضربة محتملة لإيران عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين أميركيين: ترامب أوضح لنتنياهو رغبته بأن تأخذ الدبلوماسية مجراها قبل الخيار العسكري عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين: نتنياهو أثار مسألة هجمة محتملة على إيران في حديثه مع ترامب الاثنين عاجل | وول ستريت جورنال عن مصدر: واشنطن لن تقدم لإسرائيل أي مساعدة هجومية إذا قررت توجيه ضربة لإيران عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين: معلومات استخبارية وردت مؤخرا تشير إلى أن إسرائيل تعد لشن ضربة على إيران عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين إيرانيين: مستعدون للهجوم وطورنا خيارات عسكرية للرد عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤول إسرائيلي: المقامرة الإسرائيلية تهدف للضغط على إيران للتخلي عن تخصيب اليورانيوم عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤول إسرائيلي: قد نهاجم الأحد إن لم توافق طهران على وقف إنتاج مواد تستخدم لصنع قنبلة ذرية إعلان عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين: إسرائيل مستعدة لمهاجمة إيران إذا رفضت المقترح الأمريكي التفاصيل بعد قليل..

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store